لايتحدّث دانيال داي-لويس كثيراً في فيلم “لينكولن” . إنه يلعب دور
الرئيس الأمريكي السادس عشر إبراهام لينكولن، لكن يبدو أن لينكولن إما كان
قليل الكلام، أو أن السيناريو جعله مقلاً لغاية في باله . المهم أن معظم
المشاهد التي يؤديها الممثل الأيرلندي مشاهد متأمّلة بكلمات قليلة، تقريباً
مثل دوره الذي فاز عنه بأوسكار أفضل ممثل عن دوره في “سيكون هناك دم” سنة
2007 .
حين يفعل، لديه لكنة غير “لينكولينية” أو، أساساً، ليست أمريكية . لكن
لا هذه اللكنة ولا قلّة الكلام سيمنعان أعضاء لجنة أكاديمية العلوم والفنون
السينمائية من ترشيحه للأوسكار المقبل، إذا ما كان سينالها هذا شأن آخر، إذ
إنه ليس الوحيد بين الممثلين هذا العام الذي منح الشاشة وجوده وموهبته،
هناك- على سبيل المثال- جواكين فينكس عن “السيد” وبرادلي كوبر عن “سيلفر
لاينينغ بلايبوك” ودنزل واشنطن عن “طيران” وكل واحد من هؤلاء الأربعة (بعد
ضم داي-لويس) قدّم أداءً جيّداً بلا ريب .
وفي حين اضطلع داي- لويس بأداء شخصية حقيقية، لم يكن أمام يواكين
فينكس سوى القيام برحلة أخرى في أعماقه لأجل منح شخصيّته في “السيد” كل ذلك
التكثيف الذي تتألّف منه .
التشابه بين طبيعة شخصيته وبين برادلي كوبر، الذي يقدّم أفضل أداء له
حتى اليوم في “سيلفر لاينينغ بلايبوك” ودنزل واشنطن، الواقع تحت تأطيره
لنفسه أكثر من الانفتاح على الشخص الآخر الذي يمثّله، موجود في حقيقة أن كل
واحد من هؤلاء الثلاثة يؤدي شخصية مشوّهة داخلياً . غير مستقرّة . ذات
تاريخ ترك فيها جرحاً عميقاً . فينكس يلعب شخصية عائد من الحرب محبطاً وبلا
قدرة على فهم نفسه أو التواصل مع محيطه . برادلي خريج مصحة نفسية وقد يعود
إليها إذا لم يقلع عن العيش في أحلام حب مضى، ودنزل واشنطن طيار مدني واقع
تحت تأثير الإدمان على الكحول أساساً (والمخدّرات من حين لآخر) .
ولو نظرنا إلى تاريخ الأوسكار بالنسبة للممثلين نجد أن دانيال داي-لويس
ويواكين فينكس وبرادلي كوبر ودنزل واشنطن يلخّصون وضعاً متكرراً بما فيه
الكفاية، فالأوسكار عادة ما يذهب لمن يؤدي شخصية حقيقية أو لمن يؤدي شخصية
ذات معضلة لا حل لها ودانيال داي-لويس كان نال أوسكاره الأول، سنة ،1989 عن
لعبه شخصية الرسّام كريستي براون الذي وُلد مشلولاً لكن ذلك لم يمنعه من
استخدام أصابع قدمه للإمساك بالفرشاة والرسم حسب فيلم جيم شريدان “قدمي
اليسرى” .
كل هؤلاء مرشّحون لإنجاز المرحلة الأولى وهو دخول قائمة الترشيحات
الرسمية في سباق الممثلين، لكن وإلى جانب هؤلاء يتحدّث الجميع عن ممثلين
آخرين لدى كل منهم ضربة حظ واحدة حيال أوسكار هذا العام، بعضهم تبدو فرصته
أعلى من الآخر . في المقدّمة هناك هيو جاكمن عن دوره في “البائسون” عن
رواية فكتور هوغو الشهيرة ويؤازر هذا الاختيار تاريخ الممثل على خشبة
المسرح، ورتشارد غير عن “مراجحة” وبن أفلك عن “أرغو” ومات دامون عن “أرض
موعودة” وجايمي فوكس عن “جانغو طليق” .
كذلك في عداد المحتملين في هذا النطاق الممثل أنطوني هوبكنز الذي قام
بجهد كبير للعب شخصية ألفرد هيتشكوك في فيلم يقتطع جزءاً من سيرة المخرج
الشهير وهو “هيتشكوك” .
المشكلة مع هوبكنز أن شخصية هيتشكوك طاغية لدرجة أنها تتجاوز قدرات
الممثل (أي ممثل) على تقليدها أو محاكاتها .
والبعض في هوليوود يتحدّث عن اسمين ضعيفين في الواقع لكنهما محتملين:
الأول هو الممثل الفرنسي جان-لوي ترتنيان عن دوره في فيلم ميشيل هنيكه
النمساوي/ الفرنسي “حب” ودانيال كريغ عن دوره في “سكاي فول” . ما يقف ضد
الممثل الفرنسي ليس قدر جودته في الدور، بل حقيقة أن جودته ليست كافية حين
النظر إلى جهود ممثلين آخرين في هذا السباق . هذا يدخل في سياق “هو جيّد
لكن فلان أجود منه” وفي هذا الإطار سنجد أن أداء دنزل واشنطن قد يساعده على
الوصول إلى المرحلة الأولى لكن من المشكوك فيه أنه سيستطيع الانتقال إلى
المرحلة الثانية والأخيرة ألا وهي فوزه عنوة عن الآخرين .
أما بالنسبة للممثل دانيال كريغ، فهو يستحق دخول الترشيحات الرسمية
(على الأقل) لكن ما سيمنعه من ذلك أنه بطل فيلم سيتم النظر إليه كفيلم أكشن
تجاري، على الرغم من كل الخانات الفنية المرتفعة لهذا الفيلم وتمثيل كريغ
الذي تجاوز فيه أي أداء بوندي من قبل، بما في ذلك أداؤه هو .
في سياق من سيدخل قائمة الترشيحات ومن سيجد نفسه خارجها، يواجه الممثل
جواكين فينكس معضلة كبيرة، فهو صرّح مؤخراً بأن الأوسكار لا يعدو “هراءً”،
أمر لا ينظر إليه أعضاء الأكاديمية بسرور وسيحد من الحماسة صوبه لكن في
الوقت ذاته كيف سيكون شكل الترشيحات إذا ما تم استبعاد أحد أفضل ممثلي
العام .
هذا كلّه في نطاق أفضل ممثل رجالي، ما يوعز بأن المعركة صعبة، وهي
بدأت حتى من قبل وصول أعضاء لجنة الاختيار لترشيحاتها . أما بالنسبة
للممثلاث فالأمر يختلف ليس على صعيد اختلاف الأدوار، فهناك من لعبن شخصيات
حقيقية وأخرى لعبن شخصيات معقّدة، لكن الفرص تختلف بناءً على أسباب أخرى
نعود إليها في الأسبوع المقبل .
أسماء في تاريخ الفن السابع
فديريكو فيلليني الكاريكاتوري
الساحر
كيف يمكن تلخيص فديريكو فيلليني في سطور بينما لا تكفيه الكتب؟ ما هو
عجيب في أمر هذا المخرج الإيطالي الذي توفي قبل تسع سنوات عن 73 سنة ليس
فقط ثراء أفلامه بعبقرية مخيّلة فريدة، بل طريقته في رسم شخصياته ومواقفه
بطريقة رسّام الكوميكس أو الكاريكاتور الساخر . هذا ليس غريباً عن الرجل
كونه عمل كاريكاتورياً في الصحافة الإيطالية خلال الحرب العالمية الثانية
وبعدها .
فيلليني ترك وراء نحو 24 فيلماً والفيلم الذي يعبّر عنه وعن سينماه
كما لا يفعل فيلم آخر له هو “أتذكر/ أماركورد” (1973) هو ذلك الفيلم الذي
يلخّصه على أكثر من نحو . ولا عجب في ذلك فهو أقرب إلى السيرة الذاتية .
شاشة الناقد
صور فضّية لعائلات مفككة
***
Silver Linings Playbook
كتاب مسطّر بالفضّة
إخراج: ديفيد أو راسل- تمثيل: برادلي كوبر، جنيفر لورنس، روبرت دينيرو
.
دراما عائلية- الولايات المتحدة 2012
تتكرر كلمة “نهاية سعيدة” مرّتين على الأقل في هذا الفيلم الجديد
للمخرج ديفيد أوراسل الذي سبق أن تعامل مع حرب العراق الأولى في “ثلاثة
ملوك” ومع العائلة التي تلتحم وتتفكك ثم تلتحم من جديد في “المقاتل” . وهو،
الفيلم الذي ينتهي نهاية سعيدة لن أشوّهها بالنسبة للمشاهدين الذين لم يروه
بعد، لكنها سعيدة إلى حد ملحوظ . ليست ساذجة ولا حتى في غير محلّها تماماً،
لكن المرء يشعر بأنه- تبعاً لما سبق- كان مستعداً لخاتمة أقل تفاؤلاً .
إنه عن باتريك (برادلي كوبر) الذي خرج من مصحّة نفسية أمضى فيها
ثمانية أشهر . يعود للسكن مع والديه دولوريس (جاكي ويفر) وباتريك الأب (دينيرو)
وسرعان ما يبدأ التصرّف على نحو أرعن يهدد بإعادة إرساله إلى المصحّة على
الرغم من أنه بات يردد ضرورة البقاء على الشعور الإيجابي في الحياة ونبذ
الشعور السلبي . لا تملك في هذا الحيّز سوى التعاطف معه: رجل بلا عمل وبحمل
نفسي وعاطفي منذ أن وجد زوجته وأستاذ في الجامعة في حمّام البيت بعدما عاد
مبكراً على غير عادته . ما كان منه بالطبع إلا أن ضرب الأستاذ حتى كاد
يقتله (هذا ما نسمعه لكننا لا نراه) فاقداً القدرة على احتواء غضبه ما
أدخله المصحّة . لكنه الآن لا يزال يحبّها على الرغم من أنها لا تنوي
العودة إليه ومحظور عليه الاقتراب منها الا أنه يريد رؤيتها ويرغب في أن
تصفح عنه كمن وُلد من جديد . في إحدى الليالي يتعرّف إلى تيفاني (جنيفر
لورنس) التي لديها أيضاً مشكلاتها العاطفية الخاصّة، منذ أن مات زوجها في
حادثة سيّارة (أيضاً لا نرى المشهد لكنه مذكور في أحد الحوارات) . معاً
سيشتركان في مسابقة للرقص بينما والده (دينيرو)
يريد حضوره معه لتشجيع فريقه الرياضي المفضّل .
“كتاب مسطّر بالفضّة” وُصف بأنه كوميدي، لكن
الحقيقة أنه دراما جادّة، رغم بعض الضحكات، حول الأسر المتهاوية: هناك أسرة
باتريك حيث التباعد كبير بين الابن وأبيه، وهناك أسرة تيفاني المفقودة
وأسرة أحد أصدقاء بات التي تقف على حافة التفسّخ . في الوقت ذاته هو فيلم
مليء بالقضايا الاجتماعية مثل البيئة التي قد تدفع أي إنسان لحافة الجنون،
ومثل البحث المؤلم عن شريك حياة عوض شريك حياة غاب، ومثل دور المؤسسة
الصحية في ممارسة نظام متعسّف كما يوضح لنا الفيلم هذه المسألة عبر شخصية
صديق آخر لباتريك هو داني (كريس تكر) الذي يُعاد إلى المصحّة على الرغم من
بدء تأقلمه مع الحياة .
للأسف، هناك سلبيات في العمل ليست النهاية المختارة من بينها ولو أنها
لا تبدو الأنسب للفيلم، مثل ذلك الإنزلاق صوب تلك النهاية بعدد من المواقف
التقليدية والنمطية ككليشيهات سبق لهوليوود أن تداولتها بغية حياكة قصّة حب
تخدم الفيلم كعملية تجارية وليس كعمل يريد الحفاظ على مقوّماته السابقة
ورفع حدّتها أو الإبحار بها بعيداً . يتميّز إخراج أوراسل بالحيوية
والسيناريو بالأفكار لكن الإنتاج محدود الأماكن ما يجعل الفيلم يكرر مواقعه
أكثر بقليل مما يجب .
تمثيل كوبر ولورنس جيّد . هو يؤ2كد ثراء موهبته وهي على أنها ليست
وميضاً يلمع ويختفي .
أوراق ومشاهد
حين سرق تشارلز برونسون المصرف
*** )Machine
Gun Kelly (1958
“ماشين غن كيلي”
أخرج روجر كورمن عدّة “أفلام عصابات” تقع أحداثها في الثلاثينات هذا
أوّلها: الحياة القصيرة (افتراضياً) لرجل عصابات حقيقي عاش في الثلاثينات
اسمه “جورج ر” الذي عُرف ب”ماشين غن كيلي” والذي يؤديه الممثل الراحل
تشارلز برونسون في أحد أدوار البطولة الأولى له في مهنة نشطة امتدت لأربعة
عقود ونيّف .
أطلق لقب “ماشين غن كيلي” على جورج ر لمهارته في استخدام الرشاش في
سرقاته للمصارف . نحن في الثلاثينات المعروفة بسنوات الانهيار الاقتصادي
حيث نشطت عصابات عدّة، عصابة هذا المجرم الصغيرة كانت واحدة منها . في مطلع
الفيلم سرقة ناجحة قام بها جورج وصديقته فلورنس (سوزان كابوت) وثلاثة رجال
منهم هوارد، كما يؤديه ممثل أدوار الشر الممتاز جاك لامبرت . الهدف هو سرقة
مصرف اسمه “مصرف لبنان” أو
Lebanon Bank
في ولاية أوهايو . طبعاً الفيلم بريء من استعارته اسم الوطن الغالي،
لأن هناك بلدة اسمها لبنان في الولايات المتحدة، وربما أكثر من بلدة واحدة
.
لكن في الوقت الذي سارت فيه السرقة الأولى حسب الخطّة المرسومة بنجاح
فائق، تتعرّض العملية الثانية لمشاكل بدءاً بالخلافات بين جورج وهوارد، ثم
بين الأول وأحد رجاله الذي قام بإخفاء خمسة آلاف دولار من الغنيمة الأولى .
بعد فشل العملية الثانية تهتز ثقة ماشين غن كيلي بالجميع وتستشري الخلافات
عندما تعمد العصابة إلى خطف ابنة ثري والمطالبة بالفدية . حين يحيط البوليس
بالبيت الذي اتخذه رئيس العصابة مخبأ له، ينهار ويسلّم نفسه معلناً أنه
ربما كان رجلاً وراء الرشاش لكنه إنسان ضعيف أمام الموت .
لا شيء في هذا الفيلم يمكن قبوله كنقل أمين لحياة الشخصية، لكن ما
يميّز هذا الفيلم تصوير فلويد كريسبي الجيّد والموحي بتأثير “الفيلم نوار”
من دون أن ينتمي إليها . بداية الفيلم مثيرة وماهرة . باقي الفيلم لا يخلو
من تكرار مواقف تم تأسيسها .
ر .م
Merci4404@earthlink.net
الخليج الإماراتية في
30/12/2012
الأفلام التسجيلية التي تدور حول أقارب المخرجين
محمد رُضا
مشاهدة «السلحفاة التي فقدت درعها» وهو فيلم تسجيلي منتج بأموال
ألمانية حققته إبنة مهاجر فلسطيني أسمها باتي القلقيلي، يفتح خط البال على
أفلام متزايدة في العالم العربي يحققها مخرجون حول أقارب لهم لينقلوا
تجاربهم وأقوالهم ومسائل حياتهم.
إنه فيلم جيّـد مشغول برهافة ويقصد أن ينقل تجربة الأب في هجرته التي
تمّت في الستينات حيث قطن ألمانيا وتزوّج من ألمانية وأنجبت له أولاداً
بينهم باتي التي استرعى انتباهها قرار الأب العودة إلى فلسطين بحثاً عن
جذوره أو ما تبقّـى منها. الكاميرا معه في الرحلة (قد تكون رحلة ثانية غير
الأولى التي قام بها فعلياً) تنقل ردّ فعله على ما يشهده (السفر عبر الأردن
ممنوع وعبر ممر رفح مسموح ومحاولته ذات مرّة زيارة الأردن أدّت إلى اعتقاله
على خلفية إتصالاته مع تنظيمات فلسطينية مسلّـحة في لبنان) وتنقل ردود فعل
محيطه من الأقارب والمعارف الذين جاؤوا يستقبلونه أو يزورونه. باقي الفيلم
(نحو خمسين بالمئة منه) هو استجواب يتم والأب وإبنته المخرجة جالسين على
أرض بلا أثاث وفوقهما "لمبة" وحيدة. هي تسأل وهو يجيب… أحياناً يجيب بحدّة.
هناك أكثر من حبل تواصل مقطوع بينهما.
طبعاً هو أمر متروك للمخرج إختيار الشخصية التي يريد. لا تزال النسبة
الغالبة في الأفلام التسجيلية التي تتمحور حول أفراد معيّنين هي لشخصيات لا
علاقة قربى بينها وبين مخرجي أفلامها، لكن في السنوات الثلاث الأخيرة
ارتفعت في المقابل نسبة الأفلام التي يتحدّث فيها المخرج عن والده، عمّ،
أمّـه، جدّه أو جدّته وسواهم أحياناً.
لدينا مثلاً «عمو نشأت» لأصيل منصور حول رجل يبحث عن حقيقة استشهاد
عمّـه مستجوباً والده وأفراد آخرين من العائلة. و«أسبرين ورصاصة» لعمّـار
البيك حيث يصوّر المخرج والدته في مشاهد عديدة، «البحث عن النفط والرمال»
لوائل عمر وفيليب ديب حيث يروي المخرج رحلة لاستكشاف حكاية فيلم موّله
الملك فاروق، قبل رحيله، من إخراج والده وبطولة والدته، و«العذراء
والأقباط وأنا» لنمير عبد المسيح و«يامو» لرامي نيحاوي حيث تتجسّـد حالة
مخرج يريد استنطاق والدته حول تاريخ حياتها الخاص والعام، كما «سمعان
بالضيعة» لسيمون الهبر الذي صنع فيلماً بكامله عن رغبة عمّه العزلة في قرية
صغيرة ثم فيلماً آخر هو «الحوض الخامس» حول ذكريات والده عن الحرب، وذلك من
بين أفلام عديدة أخرى.
لا علاقة بإختيار الشخص الذي ينوي المخرج التسجيلي تحقيق فيلم عنه
(جزئياً أو كلياً) بقيمة الفيلم أو مستواه. لكن له علاقة إما بجدوى هذا
الإختيار على صعيدي الموضوع والمفاد النهائي، وإما بما يستطيع توفيره من
خصائص وحالات وجدانية تبرر مثل هذا الإختيار.
هنا تتفاوت قيمة الأفلام بعضها عن بعض. لا يكفي أن يسعى المخرج لتوثيق
مرحلة في حياة قريب له وربطها بمحيط عام بل عليه أن يبرر إختياره بما
يتجاوز الحاجة الخاصّـة لاستنطاق قريبه. هذه الحاجة نجدها متوفّرة مثلاً في
فيلم «فدائي» لدامين عنوري الذي يتحدّث عن مناضل جزائري أسمه محمد الهادي
بندودا هو قريب للمخرج الشاب) الذي كان فتى صغيراً عندما اندلعت الثورة
الجزائرية وأخذ يشهد استبداد القوّات الفرنسية وقتلهم للأبرياء: "لم تكن
فرنسا قادرة على الوصول إلى أعضاء جيش التحرير الجزائري فقبضوا وعذّبوا
وقتلوا أفراداً عاديين إنتقاماً".
يوضّح المخرج بعض ما مرّ به محمد الهادي وما يتلوه من ذكريات. يصوّر
الأماكن الصحيحة ويعتمد كلّيـاً على تعليق الرجل المستمر وذكرياته فيما
عايشه. ينتقل إلى المواقع ذاتها (قرى، بيوت سكنية، مبنى استخدم كمركز
إعتقال وتعذيب) مع القليل من المشاهد التوثيقية المأخوذة من مصادر أخبارية
او تسجيلات محفوظة من الخمسينات. خلال ذلك يكشف الفيلم هذا القدر الشخصي من
التاريخ متمتّعاً بذاكرة رجل يريد أن يدلي بشهادته على كبر. الكاميرا لا
تعرف الا متابعة الرجل وملاحقة أقواله ومحاولة التعبير عنها عبر إعادة
تمثيل المشاهد. المخرج الشاب ينجح في إقامة علاقة حانية بين موضوعه وبين
أولئك الذين لا زالوا يتذكّرون التضحيات الكبيرة التي أقدم عليها الشعب
الجزائري في سبيل إستقلاله.
المناسبة مبررة تماماً أيضاً في فيلم ديغول عيد «شو صار» (2010). فيلم
لبناني حول المخرج الذي يعود إلى لبنان في سنة تحقيق الفيلم ليبحث عمن تكون
الجهة التي قتلت عمّـه. محاولته لفهم ما حدث تدلف به إلى كابوس يود الجميع
نسيانه بمن فيهم الأمن العام اللبناني الذي أمر بمنع الفيلم من العرض.
لكن في «الحوض الخامس» لسيمون الهبر (2011) يضعف التبرير دقيقة وراء
دقيقة خلال عرض هذا الفيلم الذي يتناول الحوض الخامس من ميناء بيروت المليء
بالشاحنات والبضائع وبالرجال الجالسين مع ذكرياتهم حول سنوات الحرب حين
كانوا يعملون هنا. هذا الحديث شيّق وفيه ما يضفي بعض المعلومات الجديدة حول
كيف تقاسمت الفئات المتحاربة الصادر والوارد على طريقة "حكلّـي تحكّـلك"
كما قال أحد المستذكرين. لكن النصف الثاني من الفيلم هو عن والد المخرج
الذي يقود سيارة تاكسي مرسيدس ويفتح نافذته الخاصة على ذكريات الحرب. طبعاً
لا أحد يقول كل شيء، وربما لا أحد يستطيع. هناك حذر تحت الكلمات إلى أن
يأتي دور بيروتي يروي ما حدث له مع الجماعات المسلّـحة فيرفع مستوى
الترفيه متعاملاً، على نحو مباشر، مع موضوع الفيلم. لكن كلام الأب عام
وقصصه ليست ذات أهمية خارج نطاقها العائلي بالإضافة إلى أنه لا ينضوي على
شيء يُـذكر يخص الحوض الخامس او ميناء بيروت البحري مطلقاً.
وفي حين أجلس المخرج عمّـار البيك والدته المسنّـة أمام الكاميرا
وعـذّبها، ونحن، بما لم يكن يستحق عناءها جالسة هناك متذمّرة من إبنها الذي
تركها أمام الكاميرا وراح "يدخّـن سيغارة" وذلك في فيلمه «أسبرين ورصاصة»،
نجد المخرج رامي نيحاوي يوظّف حضور والدته في محاولة إستقراء قراراتها في
فترة نشطة من العمل السياسي اللبناني، تلك التي سبقت الحرب الأهلية.
فوالدته المسيحية نوال أعجبت بعلمانية مسلم أسمه مصطفى نيحاوي وتزوّجت منه
رغم معارضة أهلها الشديدة. كذلك أمت الحزب الشيوعي اللبناني وأصبحت عضوة
فيه. وهي بدورها أعادت التفكير ووجدت أنها غير راضية عن تلك الخطوة
فانسحبت: "إكتشفتُ أن الممارسات لم تكن بمستوى الأفكار" كما تقول لإبنها
رامي وهو يصوّرها في مقابلة تؤلّف معظم الفيلم وتضعها وحجارة منزل جبلي
أمام الكاميرا في مكاشفة تسبر الأم غورها بلا خوف.
هناك أفلام أخرى
لم يرد ذكرها لموضوع يستحق بحثـاً أوفى وهو ما يتطلّب إعادة مشاهدة هذه
الأفلام مرصوفة واحداً تلو الآخر، من بينها فيلم داليا فتح الله «كاوبوي
بيروت» وفيلم أحمد غصين «أبي لا يزال شيوعياً» كما فيلم زينة صفير «بيروت
عالموس» وفيلم إيليان الراهب «هيدا لبنان».
الجزيرة الوثائقية في
31/12/2012
فجر يوم جديد: «وجدة»
كتب الخبر:
مجدي الطيب
«وجدة» هو عنوان الفيلم الذي يمكن القول إنه أثار «صدمة إيجابية» عقب
عرضه في افتتاح البرنامج العربي بمهرجان «دبي»، ليس فحسب لأن كاتبته
ومخرجته هيفاء المنصور سعودية الجنسية، بل لأنه يتبنى نقداً لا تنقصه
الجرأة ولا تعوزه الموضوعية، وينادي بضرورة الاختلاف، ومع نهاية أحداثه
تحول إلى وثيقة سينمائية، ودعوة تحريضية إلى التمرد.
قدمت هيفاء فيلماً يحمل بعضاً من روحها وجرأتها ورغبتها في التغيير،
فضلاً عن استمرارها في الدفاع عن المرأة السعودية إلى حين استرداد حقوقها،
وإعلاء شأنها في مجتمع ذكوري ينظر إلى صوتها بوصفه «عورة»، وتتبنى سيدات
داخله، بكل أسف، الرأي نفسه؛ مثلما فعلت حصة مديرة المدرسة التي تتعلم فيها
وجدة، وتتعامل مع الفتيات بشكل عنيف للغاية، ودائماً ما تطالبهن بارتداء
غطاء الرأس والالتزام بالزي الشرعي، وتعاقبهن لو تحدثن عن «الحب»، وبذكاء
لا يمكن تجاهله تقدمها المخرجة «سافرة»،وامرأة محرومة عاطفياً تطاردها
شبهات أخلاقية! التناقض ورصد أحوال مجتمع يعيش أفراده ازدواجية و»عوالم
سرية»، كالأم التي تدخن السجائر خلسة وتغني باستمتاع كلما اختلت بنفسها،
والفتاة التي تتورط في علاقة غرامية، والمساواة الغائبة التي تجعل من ركوب
الأنثى السعودية الدراجة جريمة أخلاقية وذنباً لا يُغتفر، مهمة إنسانية
نبيلة آلت المخرجة «السعودية» على نفسها أن تتصدى لها، من خلال «حدوتة»
بسيطة في ظاهرها عميقة في محتواها ومغزاها! لا تسعى وجدة إلى امتلاك دراجة
خضراء بسبب شكلها الجميل أو بحثاً عن متعة شخصية، كما هي الحال مع الأطفال،
لكنها ترفض بإصرار أن تكون جزءاً من القطيع، وتتشبث بأن تُغرد بعيداً عن
السرب، حين تتمرد على وضعيتها وتسعى إلى المساواة مع عبد الله، الذي يتباهى
بدراجته وترفض أن يمن عليها بركوبها، مُعلنة تحديها له وقدرتها على قهره في
أي سباق متكافئ، وفي سبيل هذا تدخر المال، وعندما تُدرك أن المشوار طويل
توافق على المشاركة في مسابقة لحفظ القرآن جائزتها ألف ريال وبعزيمة
وإرادة، وهي التي لم تُعرف في عائلتها بالالتزام الديني تفوز بالجائزة،
ولحظة استلامها لا تُخفي نيتها في تخصيص قيمتها لابتياع دراجة، الأمر الذي
يثير غضب مديرة المدرسة التي تعنفها قائلة: «تصرفاتك الغبية ستطاردك طوال
عمرك»، وتكرر على مسامعها المقولة الرجعية العجيبة: «البنات هنا لا يركبن
سايكل»، ثم تُجبرها على التبرع بقيمة الجائزة لفلسطين! في كل لقطة ومشهد
وجملة حوار تُمرر هيفاء رسائل مهمة وقوية برقة ولطف، وتنأى بنفسها عن كل ما
يصم فيلمها بالخطابة والمباشرة في ظل رغبة حميمية من جانبها في «التغيير»
المبني على تعرية الواقع و»كشف المستور»؛ فهي التي تنتقد بطرف خفي، السائق
الآسيوي الذي يختلي بالموظفات في مجتمع يؤكد على وجود «المحرم»، ويمنع
نساءه من قيادة السيارات، وتندد بوالد الفتاة الذي يرغب في هجر أمها لأنها
لم تنجب له «الولد»، كما ترصد المخرجة زيف الانتخابات القبلية وسيطرة
المنتجات الصينية، والفراغ الذي يقود النساء إلى شغل الوقت بأحاديث
«النميمة» عبر «الهاتف»!
إماطة اللثام عن «المسكوت عنه» كان دافع مخرجة فيلم «وجدة» للتركيز
على تحذير مديرة المدرسة للفتيات بألا يختلين بأنفسهن، وألا تتلامس أيديهن
واستنكارها للتربية الخاطئة التي تدعو المُعلمة إلى فضح بنات المدرسة على
الملأ، بينما تغالي في الإعلان عن تدينها الظاهري، وطوال الوقت يرصد الفيلم
التناقض بين مجتمع يُحقر من شأن «النساء» ويواظب على قراءة السورة القرآنية
التي تحمل اسمهن، ولا يقرأ فيها سوى الجزء القائل: «أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ»، ويضطهد الزوجات في
الخفاء بينما يردد في العلن: «وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً»!
بجرأة لا تعرف الاستسلام أو التراجع تُعلن المخرجة هيفاء المنصور تمردها
عبر النص السينمائي الذي كتبته بنفسها، ولا تتردد في تسجيل انحيازها
ومناصرتها إلى المرأة المُضطهدة، التي ترى أن رفع الظلم عنها لن يتأتى من
دون تحلي بنات جنسها بالإرادة والقوة والترابط، كما فعلت الأم عقب إصرار
زوجها على الزواج بأخرى، واحتضانها لابنتها «ما إلنا إلا بعض»، وفي بادرة
تمرد جديدة تبتاع لابنتها «الدراجة»، وتخرج بها الفتاة في شوارع المدينة
متحدية التقاليد البالية والأفكار المهترئة، وتلتقي بصديقها عبد الله،
وتدخل معه في سباق هو رهان من جانب المخرجة الواعية على المستقبل،وأملها
في التغيير على أيدي أبناء الجيل الجديد، وفي لقطة عميقة الأثر في معناها
تقف الفتاة بدراجتها عند «مفترق طرق» تاركة الوطن عند «المفترق» نفسه عساه
يحدد مصيره... ويراجع أفكاره واختياراته!
الجريدة الكويتية في
31/12/2012
ولادة بيونسي وخيانة كريستين ستيوارت في الصدارة
الأحداث الفنية الأكثر شهرة في 2012
منة حسام
جاء خبر ولادة النجمة بيونسي لطفلة أسمتها "بلو ايفي كارتر" في مقدمة
الأحداث التي أولتها الصحافة الفنية اهتماماً في العام 2012، وذلك حسب ما
أوضحت صحيفة "دايلي نيوز".
نيويورك: رغم
تعدد الأحداث الفنية والعامة التي لاقت اهتماماً إعلاميا واسعاً، إلا أن
صحيفة "دايلي نيوز"أوضحت في عددها الصادر بمناسبة العام الجديد، أن 5 أحداث
فقط هي الجديرة بلقب الأكثر أهمية على الساحة الفنية والعامة خلال العام
2012، لأنها كانت أحداث غير متوقعة.
في قائمة "دايلي نيوز" للأحداث الفنية الأكثر تناولاً في الصحافة، جاء
خبر ولادة النجمة بيونسي لطفلتها "بلو إيفي كارتر" في مقدمة القائمة، إذ
أكدت الصحيفة أن خبر ولادة "بلو إيفى كارتر " تصدر عناوين أغلب الصحف في
السابع من يناير الماضي، لشهرة والدها جاي زي ووالدتها بيونسي.
وفي المرتبة الثانية من حيث الأهمية الإعلامية، جاء خبر خيانة النجمة
كريستين ستيورات لصديقها روبرت باتينسون مع مخرج فيلمها
"Snow White"،
روبرت ساندرز.
وأشارت المجلة إلى أن خيانة كريستين ستيورات لصديقها جعلتها تشعر
بالإهانة وألزمتها البقاء منعزلة عن الناس داخل إحدى الغرف الفندقية، حتى
عادت العلاقة بينها وبين باتينسون إلى طبيعتها في الخريف الماضي.
وعلى الرغم من مرور قرابة العامين على زواج كيت ميدلتون والأمير
ويليام، إلا أن صحيفة "دايلي نيوز" أكدت أن أخبارهما مازالت الأكثر تداولاً
على صفحات الجرائد، وذكرت "دايلي نيوز" أن هذا العام شهد نشر صور عارية
لكيت ميدلتون وهي تقضي إجازتها برفقة زوجها في باريس، وهي الواقعة التي
اعتبرتها الجريدة من أكثر الأحداث التي أثارت جدلاً في وسائل الإعلام خلال
شهر سبتمبر الماضي.
كما أوضحت "دايلي نيوز" أن أخبار ولي العهد البريطاني وزوجته عادت
لتنتشر بكثرة في وسائل الإعلام أواخر العام الحالي، مع إعلان نبأ حمل كيت
ميدلتون وانتظارها لأول مولد لها وللأمير ويليام.
وفي المرتبة الرابعة في قائمة "دايلي نيوز" لأكثر الاحداث الفنية
أهمية في وسائل الإعلام، جاء صدور أغنية "غانغام ستايل" للمغني الكوري
بارك جاي سانغ، المعروف باسم
"psy"، وحصول الأغنية على أعلى نسبة مشاهدة على
موقع "يوتيوب" إذ وصل عدد مشاهديها إلى مليار شخص.
أما المرتبة الخامسة والأخيرة في قائمة صحيفة "دايلي نيوز" فكانت من
نصيب فريق "One Direction"
الغنائي، الذي اعتبرت الصحيفة إصداره لألبومين
ناجحين خلال 7 اشهر من أكثر الأحداث التي تجعله موضع اهتمام وسائل الإعلام.
وأكدت الصحيفة أيضاً أن قدرة الفريق الناشىء على الساحة الفنية على
إحياء حفل ضخم في "نيويورك" دليل على أن نشاطاته كانت من أبرزالأحداث
الفنية للعام 2012.
إيلاف في
31/12/2012
حصاد 2012 - 3
تهمتا الانحياز والتشتت تلاحقانه ماســبيرو
شريف نادي
2012 عام إعلامي صعب مر مصاحبا معه العديد من الأحداث التي تركت
أثرا في ماسبيرو حيث استمرت الحركة الثورية المطالبة بالتغيير وتطهير
ماسبيرو في مطالبتها بتطهير الإعلام, وهو المطلب الذي نادي به عقب
ثورة25 يناير عدد من الإعلاميين الذين انشأوا حركة ثوار ماسبيرو, ولكن
علي الرغم من تحقيقهم جزءا كبيرا من مطالبهم, إلا أنهم عادوا ونادوا بها
بعد تولي وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود وذلك لشعورهم بأن التليفزيون يتحيز
لفصيل بعينه, دون باقي التيارات الأخري ليبدأ المذيعون في محاولة اثبات
أنهم ضد رغبات قياداتهم وقد ظهر ذلك بوضوح مع إعلاميين مثل بثينة كامل التي
تحولت للشئون القانونية حينما خرجت عن النص خلال قراءتها لنشرة الأخبار,
وكذلك هالة فهمي في القناة الثانية التي خرجت وهي تحمل كفنها علي يدها,
وكذلك الإعلاميتان بالقناة الثالثة اللتان قامتا بالرد علي أحد أعضاء حزب
الحرية والعدالة الذي اتهمهم خلال مداخلة هاتفة أنهم لاعقو حذاء النظام
السابق.وقد بدأ العام الجديد باستقرار نسبي في التليفزيون بعد تولي
اللواء أحمد أنيس حقيبة الإعلام, حيث استطاع صرف المرتبات بشكل منتظم وهو
الأمر الذي فشل فيه قيادات كثيرة سبقوه بعد الثورة, وقد استمر الحال,
من خلال تطوير التليفزيون ببعض البرامج الجديدة, وكذلك الدخول في انتاج
بعض المسلسلات للمنافسة بها في شهر رمضان السابق, وقد بدأ التليفزيون في
إبراز الحيادية مع جميع الضيوف دون الانحياز لأحد, وقد ظهر ذلك بكل وضوح
خلال تغطية التليفزيون للانتخابات الرئاسية التي أشاد بها خبراء الإعلام.
ومع تولي الرئيس محمد مرسي, وتعيين أول وزير إعلام إخواني في المبني
قابله العديد من العاملين في ماسبيرو بالترحيب والمطالبة بعدم وجود ما يسمي
بأخونة ماسبيرو, وهو ما وعد به, إلا أنه مع نهاية العام بدأ البعض
يعترض علي سياسة المبني في اتجاه المبني لتيار محدد, وهو ما رفضه مطالبين
القيادات بالمهنية بالإضافة إلي أزمات اخري نستعرضها في التقرير الآتي:ـ
الموارد المالية
كانت أولي المشاكل التي واجهت مبني التليفزيون عقب الثورة وحتي الآن
هي المشاكل المادية فالعاملون لا يحصلون علي رواتبهم إلا كل ثلاثة أشهر علي
الأقل, وإذا حدث ذلك فيحصلوا عليها بنسبة محددة علي ان يحصلون علي باقي
النسب في الشهر المقبل, لذا فإنه ليس غريبا أن نجد مظاهرتين شهريا أمام
مكتب وزير الإعلام أو رئيس الاتحاد للمطالبة بصرف الرواتب, كان آخرها
حينما قرر العاملون بقطاع التليفزيون محاصرة مكتب رئيس الاتحاد السابق د.
ثروت مكي, وكذلك مكتب مستشار وزير الإعلام للمطالبة بأجورهم, كما
طالبوا رئيس التليفزيون آنذاك بضرورة التدخل للحصول علي مستحقاتهم
المادية, وكذلك مظاهرات أمام مكتب رئيس قطاع الأخبار للمطالبة بضرورة
انتظام صرف المستحقات المالية بشكل شهري مساواة بالإداريين من أبناء القطاع
وكذلك باقي القطاعات الأخري, وهو ما اتفق عليه إبراهيم الصياد رئيس قطاع
الأخبار مع وزير الإعلام ورئيس الاتحاد ويجري محاولة تنفيذه بصعوبة.
الانحياز
ظلت تهمة الانحياز للنظام الحاكم لصيقة بهذا المبني العتيق فحتي منتصف
العام الجاري كانت الاتهامات التي تطال التليفزيون المصري هي انحيازه
المستمر للمجلس العسكري وهو ما كان قيادات التليفزيون ينفونه بشكل أو بآخر
مؤكدين انهم يقفون علي بعد واحد من جميع التيارات السياسية ولا ننحاز إلا
للوطن إلا أن العاملين داخل المبني كانوا يؤكدون العكس دائما وأن
التليفزيون مازال يديره الفلول من بقايا النظام السابق, ومع انتهاء
الانتخابات الرئاسية وفوز د. محمد مرسي برئاسة الجمهورية وتعيين صلاح
عبدالمقصود وزيرا للإعلام بدأ الاتهام في انحياز التليفزيون لاعضاء حزب
الحرية والعدالة وجماعة الاخوان المسلمين, قد تصاعد هذا الانحياز بشكل
ملحوظ في الفترة الأخيرة وتحديدا مع تقدم كل من عصام الأمير رئيس
التليفزيون السابق, وعلي عبدالرحمن رئيس قطاعات القنوات المتخصصة السابق
باستقالتيهما, اعتراضا علي تغطية التليفزيون لاحداث قصر الاتحادية,
بينما في الوقت ذاته أكد رئيس قطاع الأخبار ان الاحداث تمت تغطيتها بحيادية
تامة ودون انحياز لأحد.
الإعلانات
كانت الإعلانات هي المشكلة الاساسية التي يعاني منها التليفزيون,
فعلي الرغم من قدرته علي إنهاء أزمة الإعلانات في شهر رمضان الماضي بعد ان
حقق قطاع التليفزيون وقطاع
القنوات المتخصصة ما يقرب من50 مليون جنيه إيرادات وهو رقم كبير مقارنة
بإيرادات التليفزيون من الإعلانات في رمضان قبل الماضي, وكذلك الإيرادات
التي حققتها الإذاعة عقب حصولها علي عدد من البرامج المهداة مقابل50% من
الإعلانات, ليعتبر هذا الرقم هو الصحوة التي فاق بها التليفزيون من
غفلته, إلا أنه عاد وانقطعت عنه الإعلانات وقلت بشكل كبير, لدرجة دفعت
قيادات التليفزيون مؤخرا بتنفيذ خريطة جديدة تضم عددا من الامور التي
طلبتها الوكالات الإعلانية صوت القاهرة ووكالة الأهرام بتنفيذ بعض الأمور
من بينها تقديم برامج توك شو مختلفة تضم عددا قليلا من المذيعين حتي يتسني
لهم تقديم إعلانات من خلال محتوي إعلامي مميز, وهو ما يجري تحضيره ليبدأ
تنفيذه مع بداية العام الجديد.
الحركات الثورية غابت الحركات الثورية في الفترة الأخيرة عن المشهد
تماما واختفي نشاطها في بدايات العام الجاري حيث بدأ عدد كبير منهم يختفي
من الصورة للبدء في التركيز في عملهم خاصة أن جزءا كبيرا من هدفهم قد جري
تحقيقه, وهو تطهير الإعلام المصري من فلول النظام السابق, وعلي الرغم
من ذلك إلا أنه لم يمنع من الاحتجاجات المستمرة ضد بعض سياسات المبني,
ومن بينها الوقفة الاحتجاجية التي أقيمت في شهر نوفمبر احتجاجا علي تغظية
التليفزيون للأحداث الأخيرة.
إعادة تطوير القنوات
جاء ضرورة إعادة توظيف القنوات في مسارها الصحيح وتحديد وظائفها, من
أهم الإيجابيات التي تميز بها التليفزيون خلال العام الجاري, وذلك بعدما
طلب رئيس التليفزيون شكري أبو عميرة, إعادة كل قناة للهدف الذي انشئت من
أجله لتصبح القناة الاولي هي قناة المنوعات الشاملة, والقناة الثانية هي
قناة الجاليات الأجنبية في مصر, والقناة الفضائية المصرية هي القناة التي
تتحدث باسم مصر في الخارج, وقد اتفق رؤساء القنوات الثلاث علي هذا
التنظيم, وكذلك ضرورة تقديم برامج توك شو جديدة تتوافق مع الهدف الذي
ستقدم من خلاله القنوات مضمونها الإعلامي.
مجلس وطني للإعلام
طالب عدد كبير من خبراء الإعلام عقب انتخابات رئيس الجمهورية بضرورة
إنشاء مجلس وطني للإعلام وإلغاء الوزارة, مع بداية فترة حكم الرئيس
الجديد محمد مرسي, حيث رأي البعض إن إلغاء الوزارة نموذج من نماذج التحول
الديمقراطي بحيث لا تكون الوزارة بوقا إعلاميا لنظام الحكم, فيما اكد
اخرون ان هذا الامر يتطلب بعض الوقت وان يكون هذا التحول تدريجيا, من
خلال تولي وزير للإعلام يقوم بمهام التحول للنظام الإعلامي الديمقراطي,
وهو ما ظهر جليا عقب تصريح وزير الإعلام بأنه سيكون آخر وزير للإعلام.
الحجاب واللحية
يعتبر ظهور المذيعات بالحجاب هو أكثر الظواهر التي تميز بها
التليفزيون المصري خلال العام إلا أن المصادفة كانت ارتداء قارئات النشرة
بقطاع الأخبار, مع بداية تولي وزير الإعلام صلاح عبد المقصود, وهو ما
فسره البعض أنها بداية لأخونة ماسبيرو, وهو ما نفته المذيعات, مؤكدن أن
لديهن زميلات من المذيعات بدأن تقديم برامج علي القنوات الأولي والثانية
والخامسة بالحجاب بعد الثورة, وقبل تولي الوزير صلاح عبدالمقصود وزارة
الإعلام, بالإضافة إلي أنهن محجبات ومع ذلك لا ينتمين للإخوان, كما أن
الوزير حينما تحدث معي لم يسألني إذا كنت من الأخوان أم لا, خاصة وأننا
في التليفزيون جزء من المجتمع وبالتالي من البديهي أن تجد مذيعات محجبات,
كما قال إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار أن حجاب المذيعات لا علاقة له
بوزير الاعلام من قريب أو بعيد, خاصة وأن المذيعات تقدمن بطلب تقديم
نشرات الأخبار بعد ارتدائهن الحجاب قبل فترة طويلة, مشيرا إلي أنه قام
بدراسة هذه الطلبات والحصول علي موافقة رئيس الاتحاد الدكتور ثروت مكي
ووزير الإعلام عليها, أما فيما يخص التصريح لظهور بعض المذيعين باللحية
فأكد الصياد أنه أمر غير صحيح مؤكدا أن معايير اختيار المذيعين لا تتحدد
باللحية أو الحجاب ولكن بأشياء أخري أهمها المصداقية والحضور علي الشاشة.
17 نجما.. رحلوا في عام الدموع والأحزان
خالد عيسي
شهد العام الحالي2012 رحيل17 فنانا وفنانة فيما وصف بأنه عام
الدموع والاحزان..معظمهم من الكبار الذين أثروا الحياة الفنية بكثير من
الابداع والاعمال الخالدة, وبات اغلبهم باعمالهم جزاء مهما من نسيج
الثقافة والتكوين الانساني للمواطن العربي. وفاة سهير الباروني
كانت أول حالة وفاة شهدها الهام المنتهي الفنانة سهير الباروني التي
توفيت يوم الثلاثاء31 يناير عن عمر يناهز75 عاما بعد هبوط حاد في
الدورة الدموية نتيجة أمراض الشيخوخة التي بلغت ذروتها في العام الاخير
واعاقت كثيرا من حركتها وقدرتها علي العمل وتقبلت اسرتها العزاء فيها بمسجد
الكواكبي بالعجوزة. بدأت مشوارها في منتصف خمسينيات القرن العشرين وقدمت
أدوارها علي الصعيد الكوميدي في تلك الفترة واشتهرت بهذه الأدوار, لمعت
في مسرح الريحاني, من اهم مسرحياتها:
حواديت هالو شلبي, شباب علي طول, طبيخ الملايكة, علشان خاطر
عيونك, شارع محمد علي, الي جانب40 فيلما سينمائيا وأعمال كثيرة
للتليفزيون كان اخرها مسلسل فرقة ناجي عطا الله الذي عرض خلال شهر رمضان
الماضي.
أحمد عبد الهادي
السبت4 فبراير توفي الفنان المميز احمد عبد الهادي عن عمر يناهز
السبعين عاما وتقبلت اسرته العزاء فيه بمسجد العربي بمدينة نصر
ولد الممثل أحمد عبد الهادي حسن في6 مايو عام1938 وقد تخرج في
المعهد العالي للسينما وحصل علي درجة الماجستير للسينما في أواخر
الثمانينات تخصص قسم التمثيل, عمل في مسرحية الهلافيت وعمل معيدا بقسم
التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية من اشهر ادواره شخصية اليهودي
المتشدد المخضرم في مسلسل دموع في عيون وقحة مع عادل امام كما شاركه في
مسرحيات الواد سيد الشغال والزعيم.
حاتم ذو الفقار
الخميس16 فبراير توفي الفنان حاتم ذو الفقار عن عمر يناهز الستين
عاما وتم تشييع جنازته بمسقط رأسه مركز الشهداء بالمنوفية وتقبلت اسرته
العزاء فيه بمسجد ابو بكر الصديق بمساكن شيراتون ولم يحضر احد من الفنانين
سوي نقيب الممثلين اشرف عبد الغفور ومحمد ابو داود وحمدي شرف الدين.
سيد عبد الكريم
وقي يوم31 مارس ودع عالمنا الفنان سيد عبد الكريم الشهير بزينهم
السماحي بعد صراع مع المرض بداخل مستشفي عين شمس التخصصي وذلك عن عمر يناهز
الــ76 عاما وتم تشييع جنازته من مسجد النور بالعباسية.
وتخصص الراحل في تقديم الدراما التليفزيونية حيث وصلت أعماله فيها
لأكثر من70 عملا, بعد أن برع في تجسيد أدوار المعلم والرجل الشعبي
البسيط الذي يتصرف بشهامة ابن البلد ويتمتع بشعبية بين أهل منطقته.
ورغم عدم تقديمه لأدوار البطولة فإنه تميز في الأدوار الثانية
والمساعدة للنجوم, حيث عمل مع كبار الفنانين, منهم يحيي الفخراني وصلاح
السعدني وممدوح
عبد العليم وهشام سليم وغيرهم من النجوم.
فؤاد خليل
وفي يوم الاثنين10 ابريل توفي الفنان فؤاد خليل عن عمر يناهز الــ72
عاما بعد صراع طويل مع المرض تجاوز الخمسة عشر عاما وشيعت جنازته من مسجد
رابعة العدوية بمدينة نصر وسط حضور عدد محدود جدا من اهل الفن بدأ رحلته
مبكرا مع الفن وكان عمره11 عاما حيث كون فرقة للتمثيل مع بعض أصدقاء
الطفولة ومنهم محيي اسماعيل تخرج في كلية طب الاسنان عام1961 ظهر لأول
مرة في مسرحية سوق العصر عام1968 ثم عمل في المسرح والتليفزيون.
أحمد السنباطي
وفي مطلع شهر مارس رحل في صمت المطرب أحمد السنباطي نجل الموسيقار
الكبير الراحل رياض السنباطي ولم يشعر أحد برحيله ولم يشارك في جنازته أحد
من داخل الوسط الفني. بدأ أحمد رياض السنباطي, عازفا للجيتار, ثم
مطربا, تخرج في معهد الكونسيرفتوار عام1986, وعمل في فرقة أم كلثوم,
ثم اتجه إلي الغناء والتلحين, اشتهر بأغنيات مثل رحلة العيون, لو كان
بينا بلاد.
وردة
وفي مساء يوم17 مايو ودعت عالمنا الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية
وحدثت الوفاة نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية تبعته سكتة قلبية, كما
أكدت رفيقتها الدائمة السيدة نجاة والتي تقيم معها منذ بضع سنوات, حيث
قالت ان وردة قبل الوفاة بدقائق قامت من فراشها وذهبت إلي الحمام الخاص بها
في حجرتها, وأثناء دخولها اصطدمت قدماها بالباب فشعرت بحالة من عدم
الوعي, ونادت علي نجاة, وفي لحظات قليلة سقطت وردة علي الأرض فاقدة
الوعي والقدرة علي النطق والتنفس, فسارعت نجاة إلي الاتصال بأحد الأطباء
الذي جاء ليؤكد وفاتها.
فريال صالح
وفي منتصف شهر يونية رحلت الاعلامية الكبيرة فريال صالح عن عمر يناهز
الـ71 عاما بعد صراع طويل مع المرض وكذلك اختفاء عن الاضواء بعد أن ظلت
واحدة من نجمات التليفزيون والاعلام المصري طيلة فترتي الثمانينيات
والتسعينيات من القرن الماضي, كانت من الإعلاميات الرائدات في التليفزيون
المصري, وقدمت عددا من البرامج المهمة في مجالات المنوعات, ومن أشهر
برامجها اخترنا لك وحق الجماهير.
يوسف داوود
وفي يوم24 يونية رحل الفنان الكوميدي صاحب الابتسامة العريضة يوسف
داوود بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز74 عاما وأقيمت صلاة الجنازة
عليه بكنيسة المرقسية بالاسكندرية وأقيم العزاء في الكنيسة ذاتها.
ويوسف داود من مواليد10 مارس1938 بمنطقة سيوف شماعة في
الاسكندرية, وشارك في حوالي40 فيلما وعدد من مسلسلات التليفزيون كما
قام بالتمثيل في عدد من المسرحيات, وكان من بين أعماله عمارة يعقوبيان و
حسن ومرقص وكوهين ومسرحية الزعيم.
محمد نوح
وفي يوم5 أغسطس( منتصف شهر رمضان) ودع عالمنا الفنان والموسيقار
محمد نوح عن عمر يناهز75 عاما بعد معاناة من اضطرابات قلبية انتقل علي
إثرها إلي المستشفي إلا أن روحه فاضت إلي ربها فور وصوله هناك وتم تشييع
جنازته من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر.
ولد نوح في1 يناير1937 كان سخيا في انتاجه الفني في السبعينيات
والثمانينيات في مجال الموسيقي والغناء والمسرح, ويتذكره الجمهور بأغنيته
الشهيرة شدي حيلك يا بلد التي كانت واحدة من الأيقونات الغنائية في أيام
ثورة25 يناير بميدان التحرير, وتفرد نوح من فرقته النهار بتقديم أغانيه
المحفزة علي الفوز من المدرجات في المباريات التي كان الفريق القومي طرفا
فيها باستاد القاهرة, كما استقبل بالأغاني الوطنية الحماسية, في شوارع
القاهرة, ناحية المطار, السادات لدي عودته من زيارته التاريخية
للقدس.
نوح من مواليد طنطا, ورغم تخرجه في كلية التجارة جامعة
الإسكندرية, فإنه عشق الموسيقي, ودرس التأليف الموسيقي في جامعة
ستانفورد الأمريكية, وبدأ حياته في المسرح الغنائي المصري كمطرب وممثل
كما اشتهر بقدرته الفائقة علي عزف عدة آلات موسيقية بينها البيانو والعود
والكمان والناي, ولحن موشحات وأغنيات لمطربين, منهم نجاح سلام وعلي
الحجار ومحمد الحلو ومحمد ثروت وعفاف راضي كما وضع الموسيقي التصويرية لعدد
كبير من الافلام والمسرحيات, وأخرج فيلما قصيرا بعنوان رحلة العائلة
المقدسة ومن الأفلام السينمائية التي شارك في بطولتها الزوجة الثانية وشباب
في العاصفة والسيد البلطي.
اسماعيل عبدالحافظ
وفي13 سبتمبر ودع عالمنا المخرج الكبير اسماعيل عبدالحافظ عن عمر
يناهز71 عاما في احد مستشفيات فرنسا والتي كان سافر اليها للعلاج بعد ان
ساءت حالته الصحية حيث كان يعاني من التهاب رئوي حاد بالإضافة إلي مرض في
الكلي وهو الأمر الذي أدي إلي تدهور حالته الصحية بشكل سريع فتقرر سفره
للعلاج بالخارج الا انه لفظ انفاسه الاخيرة بعد أيام قليلة من السفر,
وقام أهالي قريته الخادمية بمحافظة كفر الشيخ بتشييع جثمانه في جنازه مهيبة
من المسجد الكبير وتم دفنه بمقابر الأسرة.
يعد من أبرز مخرجي الدراما التليفزيونية في العقود الأخيرة فهو من
الجيل الثاني لمخرجي الدراما المصرية مع يحيي العلمي ومحمد فاضل, وقد شكل
ثنائيا ناجحا مع السيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة الذي أخرج له عدة
مسلسلات تليفزيونية.
أحمد رمزي
وفي28 سبتمبر توفي الفنان الكبير أحمد رمزي عن عمر يناهز82 عاما
كان يقيم بالساحل الشمالي حيث سقط بشكل مفاجئ وعلي الارض وحاول الاستغاثة
بالعاملين معه إلي أن تم نقله علي الفور إلي مستشفي العلمين الذي لفظ
أنفاسه الأخيرة به.
أحمد رمزي ولد بمحافظة الإسكندرية لأب طبيب مصري وأم اسكتلندية درس في
مدرسة الأورمان ثم كلية فيكتوريا ثم الحق بكلية الطب ليصبح مثل والده واخيه
الأكبر ولكنه رسب ثلاث سنوات متتالية ثم انتقل إلي كلية التجاره تخرج فيها
وحصل علي درجة البكالوريوس ثم اكتشفته السينما والرياضة ويقدم أعمالا مهمة
عبر خلالها عن مشاعر ومشكلات شباب العشرينيات أصحاب الجسد الممشوق والقوام
السليم وهو أيضا كان يهوي الرياضة بشكل كبير وتوالت أدوار وأعمال رمزي التي
بلغ عددها100 فيلم في مدة20 عاما هي عمره السينمائي.
هناء عبدالفتاح
وفي منتصف شهر اكتوبر توفي المخرج المسرحي والأستاذ بالمعهد العالي
للفنون المسرحية د. هناء عبدالفتاح والحاصل علي جائزة المجد الأدبي الفني
التي تمنحها وزارة الثقافة البولندية لمن أدوا خدمات جليلة للأدب والفن في
بولندا.
كما سبق له الحصول علي جوائز أخري أهمها جائزة الدولة التقديرية
للفنون إلي جانب جوائز أخري من وزارتي الخارجية والثقافة البولنديتين.
سمير حسني
وفي يوم الاربعاء14 نوفمبر ودع عالمنا سمير حسني عن عمر يناهز الـ64
عاما حيث لفظ انفاسه الاخيرة بداخل مستشفي المعلمين اثر نزيف حاد بالمخ.
أحمد البرعي
وفي يوم الجمعة23 نوفمبر توفي الفنان احمد البرعي اثر تعرضه لأزمة
قلبية وتم تشييع جنازته من مسجد القللي.
عمار الشريعي
وفي يوم الجمعة7 ديسمبر بعد أيام طويلة قضاها في احد المستشفيات
الخاصة بالقاهرة غرقا في بحر آلامه ومرضه, مات عمار الشريعي بعد أن أثري
الحياة الفنية والمكتبة الموسيقية بمئات من الأعمال التي باتت ركنا مهما من
أركان تشكيل وجدان الشعب المصري والعربي كله, حتي أصبح واحدا ممن يتلهف
المستمعون علي أعماله وألحانه الواحد تلو الآخر سواء ألحان الأغنيات نجوم
المطربين والمطربات يمثلون أجيالا عديدة, أو موسيقاه الخاصة التي صدرت
بمفردها أو تصويرية لأعمال سينمائية وتليفزيونية بلغت نحو50 فيلما,150
مسلسلا ـ30 عملا إذاعيا و10 مسرحيات.
محيي الدين عبد المحسن
وفي يوم الجمعة21 ديسمبر رحل الفنان الكبير محيي الدين عبد المحسن
عن عمر يناهز الـ72 عاما بعد صراع طويل مع المرض وتم تشييع جنازته من
مسجد مصطفي محمود بالمهندسين.
الأهرام المسائي في
31/12/2012 |