حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

روز..الحب وسط دمار الحرب ودوامات التعصب امرأة قفزت من الشاشة وسكنت الذاكرة

تقدمها: خيرية البشلاوي

 

"روز" Rose اسم الفيلم البولندي الذي حصل علي الجائزة في مسابقة حقوق الإنسان في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير "2012" وهي جائزة واحدة تمنح لأفضل فيلم داخل المسابقة..

و"روز" معناها وردة هو اسم المرأة التي تشكل العمود الفقري في بنية هذه التجربة السينمائية المدهشة..

الفيلم دراما تاريخية تستدعي صفحة غير معروفة في تاريخ بولندا تدور أحداثها في نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 في منطقة "ماسوريا" التي تقع علي الحدود بين بولندا وألمانيا وكانت تابعة لقرون طويلة لألمانيا.. يقدم الفيلم تجربة جحيمية للحرب منظور إنساني خالص ومن خلال تأثيرها المدمر علي حياة الإنسان الفرد.. الفيلم رائع بالفعل ويذكرنا بأفلام عظيمة عالجت نفس التجربة مثل فيلم "تعالي وانظر" "Cane and see) للمخرج الروسي إلم كليموف.

بطلة الفيلم "روز" عاشت حياتها في هذا المكان وتزوجت من جندي ألماني خاض تجربة الحرب وقتل في المعارك..

وحتي يفهم المتفرج التجربة الخاصة والفريدة للأرملة "روز" عليه أن يقرأ المقدمة المكتوبة علي الشاشة قبل أن تبدأ الأحداث. تقول المقدمة: منذ حوالي سبع قرون عاشت مجموعة من القري الصغيرة المتجاورة علي الحدود بين بولندا وألمانيا في منطقة "ماسوريا" وقام السكان "الماسوريين" طوال هذه السنوات بتطوير لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية ومعتقداتهم الدينية. وبعد الحرب وبمقتضي اتفاقية بوتسدام أصبحت "ماسوريا" جزءاً من بولندا. وتعرض سكانها إلي عملية تطهير واضطهاد وحشي إذ كان علي كل واحد منهم أن يندمج عنوة في المجتمع البولندي وأن يكتب طلباً اجبارياً لحصوله علي الجنسية البولندية وألا يتحدث بغير البولندية ومن يرفض يتعرض للسطو والنهب والاغتصاب ويتم ترحيله إلي ألمانيا.

وفي اجواء ما بعد الحرب مباشرة غاب القانون والنظام فالمنتصرون الروس يتلذذون بالاغتصاب الجماعي للنساء والمهزومون الألمان يسطون علي ما يمكن السطو عليه قبل الانسحاب فقانون الغاب هو سيد الموقف في هذا التوقيت.

و"روز" امرأة "ماسورية" من أهل هذه المنطقة. تعرضت للاغتصاب والعنف البدني مرة تلو المرة في غياب الزوج حتي اصيبت بالمرض وماتت. ولكنها رغم الانتهاك اللا إنساني الذي حول حياتها إلي جحيم ظلت تحمل روحاً نقية تواقه إلي حياة آدمية تتلمس الضوء في اجواء معتمة وتبحث عن الخبز من أرض مزروعة بالألغام.

ووسط هذه الوحدة والبرودة يدق بابها الجندي "تاديوز" الذي شهد مقتل زوجها. جاء إليها حاملاً ماتبقي منه وهو تحديداً. صورة تجمعها به وخاتم الزواج.. الصورة الفوتوغرافية البالية تكشف مدي حرص الزوج علي الاحتفاظ بها رغم عوامل التدمير والقتل التي أودت بحياته في النهاية.

إن الجندي حامل الرسالة كان من ابطال ثورة وارسو وهو نفسه مثقل بالهموم وبقسوة التجربة فقد نجا من الموت بأعجوبة وخاض أهوالاً ولكنه يحمل مازال مشاعر إنسان طيب ونبيل..

ظهر "تاديوز" في بداية الفيلم قبل أن تظهر روز ونتعرف عليها. رأيناه وقد سقطت رأسه فوق وحل البراري التي شهدت المعارك. عاجزاً عن الحركة. عيناه مفتوحتان علي منظر زوجته القريبة منه بينما يغتصبها جندي ألماني ولم يتركها قبل أن يفرغ رصاصة في رأسها تنهي حياتها. وبرغم الإنهاك والعجز يزحف "تاديوز" إلي حيث ترقد جثة زوجته. يقبلها ويجاهد حتي يدقها ثم يبدأ مشواره الطويل حاملاً الرسالة إلي "روز". يظهر وسط الطبيعة يبتعد ويتضاءل حجمه في عمق اللقطات العامة في المساحات الساكنة المترامية والمهجورة إلا من جثث القتلي. حيث يغتال السكون أحياناً طلقات مدافع لجنود اعتادوا القتل وقد حولتهم الحرب إلي وحوش!!

روز والقسيس

الطريق إلي "روز" التي لم يكن يعرفها ولا يعرف عنوانها يقود الجندي الناجي من الحرب إلي الكنيسة حيث يلتقي بالراعي الصالح وبدوره يشكل شخصية محببة لرجل الدين الذي عليه أن يغير لغته ويرتل صلواته بلغة بولندية لم يتعلمها. أمام جمهور متدين مفروض عليه جنسية أخري ولغة غير التي اعتاد التواصل بها مع الناس. فقد تعرض القس بدوره إلي الاضطهاد والترويع وأجبر علي التحدث بالبولندية.

الفيلم وسط هذا الخراب المادي والإنساني الذي خلفته سنوات الحرب. يصور قصة حب عابرة وقصيرة بين أرملة "ماسورية" وبين جندي بولندي اغتصبت زوجته واغتيلت علي يد الألمان!

يرسم المخرج الظروف التي احاطت باللقاء الأول بين روز الحزينة والمغتصبة والمهددة بالترويع والترهيل وبين الجندي الشجاع بكاميرا واحساس وروح شاعر ثم يطور العلاقة التي بدأت بدافع إنساني ويهدف رعاية هذه المرأة وحمايتها من الاغتصاب وأيضاً لنزع الألغام من مزرعة البطاطس التي تركها لها الزوج.

بدأت هكذا باحترام عملي ولكنها احيطت بعداء وتربص من قبل السكان البولنديين المحليين الرافضين لروز باعتبارها ألمانية ولم تتقدم بطلب للحصول علي الجنسية البولندية. وهو طلب اذعان مهين وقاسي. ثم تتطور هذه العلاقة تدريجياً إلي تعاطف وعاطفة رفيعة.

في هذه الفترة 1945 بعد انتهاء المعارك رسمياً قامت السلطات الشيوعية في بولندا بتقسيم أصل ماسوريا إلي فريق ينتمي إلي بولندا الشيوعية بعد قبول التحقيق الرسمي للحصول علي الجنسية وفق برنامج عنصري يتم للتأكد من الانتماء العرفي. والنصف الآخر يتم تصنيفهم كألمان وهؤلاء يتم ترحيلهم إلي ألمانيا في قطار تاركين أراضيهم ومنازلهم وكل ما يملكون لمن قاموا بالسطو علي هذه الممتلكات.

الفيلم يتميز ببراعة فنية لافتة في اشاعة اجواء الحرب. وتصوير خصوصية ما حدث في هذه الصفحة التاريخية بطريقة مرهفة مع قدرة علي شحن الأجواء بالعنف ومشاهد الاغتصاب الفردي والجماعي المتكرر علي النساء. وتصوير هذه البشاعات الإنسانية بحساسية فنية لا تكشف عن تفاصيل تؤذي المشاعر وتضاعف من الشعور بالصدمة وذلك بتوظيف جيد لعنصر الاضاءة والألوان التي غلب عليها الأزرق والرمادي والأخضر الباهت. وباستخدام اللقطات العامة مع حرصه علي عدم التفريط في دلالات المشهد الذي يضاعف من وقعه الأداء البليغ للممثلة والتعبير الدقيق عن جحيم الألم والمعاناة ولا يمكن اغفال عنصري المكياج والملابس هنا بطبيعة الحال.

وفي مقابل هذه الكوارث التي تنتهك إنسانية المرأة والتي تقاوم بروح صلبة فلا يهزمها سوي الموت في مقابل هذه القسوة والخشونة يصور المخرج لحظات ناعمة وشحيحة جداً من مشاعر السعادة المكتومة والعابرة وتحت اشعة شمس مخنوقة مع قارب صغير يطفو فوق بحيرة تلوثت مياهها ببقايا بشر قصفت المعارك أعمارهم. وفوق القارب تجلس "روز" ورفيقها.. وكأنهما في حلم لن يكتمل بسبب العواصف.

الأسلوب الذي اتبعه المخرج في تصوير هذه الدراما الواقعية التاريخية يكرس مشاعر الألم. واليأس. والخراب والبؤس البشري عندما تنتهك المبادئ الإنسانية ويتحول الإنسان إلي وحش آدمي.

عنصر الموسيقي يضيف ويؤكد إلي المزاج الأليم الذي يغلق اجواء الفيلم وكذلك الحوارات المقتضبة وأثقال الصمت المفروض والمكسور فقط بأصوات المدافع وفي خضم هذا الركام من المشاعر المعادية للإنسان يبدو مشهد الحب الذي جمع بين روز وتاديوز مثل الواحة البعيدة في صحراء قاحلة مترامية. وقد حرص المخرج علي تصويره من مسافة قريبة وبكاميرا محمولة حتي يبدو شديد الحميمية والحسية ويفوح بعبق المشاعر الدافئة وبالشجن.. لقد كان هذا المشهد الرقيق أشبه ببيان أو تعليق شاعري علي القيمة الإنسانية الأبدية للحب وللسلوك الإنساني المتحضر ومثله مشهد النهاية الجميل الذي يصيع المضمون ذاته في لقطة عامة وسط الطبيعة ومن زاوية مرتفعة تبدأ بالجندي ومعه ابنة روز في مرحلة لاحقة. والاثنان فوق دراجة منطلقان إلي حيث لا ندري..

من التجليات الفنية اللافتة في هذا العمل أداء الممثلة البولندية اجاتا كوليزا في دور "روز دور" مثل كل الأدوار العظيمة يمنحها حياة خارج اطار الشاشة ويضعها في ألبوم الذاكرة مع شخصيات أخري جلدتها السينما.

حقق الفيلم ومخرجه فويشنج سمارزوسكي "مواليد 1963" نجاحاً كبيراً في بلاده إذ حصل علي الجائزة الكبري في مهرجان وارسو وجائزة أحسن فيلم واخراج وتمثيل وممثل مساعد وسيناريو كما حصل علي جائزة الجمهور وجائزة النقاد في المهرجان القومي في جدينا ببولندا.. وعلي جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الفيلم البولندي في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب امتيازه الفني ولولا عروضه هذه لكان جديراً بالدخول في المسابقة الرسمية للمهرجان في القاهرة. 

رنات

سنة فاتت

خيرية البشلاوى

أمامي قائمة بالأفلام الروائية الطويلة التي استهكلها الجمهور المصري سنة 2012 .. السنة التي سوف تغيب شمسها بعد ساعات.

شمس مثل شموس السنوات الكبيسة في حياة الشعوب ومثل السنة التي سبقتها "2011". بلا ضياء. مخنوقة وكانت زاهية الطلعة عند بداية ظهورها ثم باتت محرومة من الوهج. الظلم والظلام لا يصنعان وهجا العتمة أكثر حضورا. تلمحها في حالات الانكسار النفسي والغضب الشعبي العارم والانفجارات الكاشفة عن القلق والتوتر والخوف من الغد..

سنة فاتت ومات فيها من مات غدرا أو فدوا لشمس قد تشرق..

سنة فاتت غاب عنها الابداع أو إنطفأ لو تأملنا القائمة التي تضم واحداً وثلاثين فيلما. معظمها مثل البضاعة البائرة لم تحقق ربحا. ولم تخلف وعيا . ولم تعكس سوي حالات من الخمول الذهني. ومن الغياب للفطنة الفنية.. فالاضطراب السلوكي للشخصيات سمة ثابتة وليس ظاهرة عابرة. فالانحراف المزاجي مرض ردئ ومعد وقد يطول مع استمرار مسبباته.

معظم الأفلام إن لم يكن كلها صورت عشوائية العلاقات الإنسانية. تواري القيم الأخلاقية... المستويات الفنية لهذه الحصيلة تعكس افلاس الخيال . وبلاده التفاعل مع الواقع المزلزل باحداثه السياسية. وبالدماء التي سالت وبالقتلي الذين ضمتهم القبور.

الصراعات الايدولوجية لن تعد تحت السطح. طفت بظواهرها المقيتة والمميتة للآمال تلك التي فجرتها الثورة منذ عامين.

الحكايات في الشرائط المصورة تافهة وركيكة عجزت عن توفير امكانيات الهروب من الشاشة الصغيرة إلي الشاشة الكبيرة.. الترفيه فاقد الصلاحية. الهبوط المزري لمستويات السلوك البشري مقيئ ولغة البني آدمين تكسر الرغبة في المتابعة..

نحن لا نكاد نلمح وسط حصيلة السنة اللي فاتت عملاً أو عملين علي الأكثر استطاعا أن يعبرا عن سنوات الهبوط والخلل الاجتماعي المنذر بالكوارث. أو أن يزود المتلقي بقدر من الوعي بخطورة الاوضاع التي يحياها المجتمع.

النماذج التي تضمها هذه التجارب الفيلمية إلي جانب ضعفها الفني والموضوعي . تقدم نماذج كاشفة عن فقر الضمير وغياب جوهر الدين واغتيال المبادئ التي اتفقت عليها البشرية منذ فجر التاريخ..

بعض هذه الأفلام نجحت في تجسيد الأعراض المرضية لمجتمع منهك ومنتهكة حقوقه وايضا في تزييف وعيه.

الأفلام الثلاثون زائد واحد تعتمد خلطة الجنس والعنف والفكاهة. المكونات التقليدية الثابتة في الأعمال التجارية مع زيادة جرعة الانحطاط واشكال السوقية في تصوير هذه العناصر فضلا عن الخيال الذي يستدعي مظاهر الشذوذ ويستمريء منظر الدماء عند تصوير المعارك والاشتباكات الجسدية.. الفكاهة أصبحت ثقيلة بدورها لا تبعث علي الضحك والالفاظ المتبادلة تصيب الآذن التي ترفض اعتياد القبح والدونية.

والأفلام التي تضمها القائمة في مجملها تعكس الفارق المخجل بين مستوي صناعة السينما والإنتاج السينمائي المحلي وبين مستويات هذه الصناعة في الدول الغربية وبعض انتاجات الدول العربية والملافت أكثر هذه المستويات من التفكير عند اختيار الموضوعات التي يتحمس لها شركات الإنتاج التي مازالت حاضرة بأفلامها وتحقق إيرادات.

والمفارقة أن القائمة "31 فيلم" تضم اسماء جديدة لمخرجين شباب عجزوا أن يضفوا علي الإنتاج قدراً من الحيوية والطزاجة الفنية. مثلما تضم مخرجين محسوبين ضمن الأسماء اللامعة القادرة علي التفاعل مع الواقع . خصوصا إذا كان واقعاً تتفجر بالإحداث وهؤلاء جاءت اسهاماتهم شحيحة ثم اسماء مخضرمة ولها أكثر من فيلم ربع ذلك سوف تراها تمر بالكم الذي انجزته من دون تثبيت مثل عمال التراحيل أو العاملين بعقد مؤقت إنها مجرد اسماء عابرة لن تصمد في الذاكرة أطول من مدة عرض الفيلم.

قليل جدا من الممثلين ضمتهم القائمة. حققوا نجاحا جماهيريا فائقا مثل ممثلين سبقوهم . ولكن استمرار نجاحهم مشكوك فيه . ذلك لأن هذا النجاح الفائق ليس سوي تعبير عن أزمة تطول لها اركان المجتمع وكل ما يصدر عن ابنائه.

أفضل الأفلام في هذه القائمة من وجهة نظري المتواضعة .. فيلم "ساعة ونصف" ومخرجه "وائل إحسان" يعتبر الأكثر تعبيرا عن هذه الأزمة.

المساء المصرية في

30/12/2012

 

غَرق الجّنة الأرضية..!

محمد موسى 

لم يَجد الوزير المالديفي السابق غير وصف "الجّنة"، عندما أرآد أن يتحدث عن بلده، المتألف من عدة جزر، والواقع في المحيط الهندي، ليس بعيدا كثيرا عن سواحل دولة الهند، وعندما رغب هذا الوزير بالإسترسال، عاد الى الوصف ذاته وأضاف: " جزيرتنا هي جنة مخلوطة بجنة أخرى". هي تبدو كذلك، من علّو الطائرة، بصخور بحرها الفيروزية اللون، والتي يصل صفاء لونها عبر مياة المحيط. الجمال يحيط بكل ركن من أركان الجزيرة الكبرى في البلد، حتى أحيائها الفقيرة، تحاصرها تلك الشواطيء الساحرة المفتوحة على بحر بشمس مشرقة، ويظللها نخيل أخضر. لكن هذه "الجنة"، تغرق كل عام بضعة سنتيمرات في المحيط، ولم يَعّد يَفصلها عن الغرق الكبير سوى عقود قليلة، والمعجزة التي تنتظرها الجزيرة لتنقذها من هذا المصير، لم تَعّد في أيدي أبناء الجزيرة وحدهم، كما إن الرحلة الدون كيشوتية التي يقوم رئيسها المسلم محمد نشيد، والتي تقدم في الفيلم التسجيلي "رئيس الجزيرة"، هي في جوهرها محاولة لإنقاذ العالم، فلا حل للجزيرة سوى بمبادرة كونيّة، إذا نجحت سَتصّل تردداتها حتما الى "المالديف".

حقق فيلم " رئيس الجزيرة" للمخرج الامريكي جون شينك، نجاحا نقدياً وشعبياً لافتا عند عرضه في الصالات الأمريكية في منتصف هذا العام، قبل أن يبدأ جولة كبيرة على عدد من مهرجانات السينما حول العالم. هو يجمع بين إسلوبين ينالا بالعادة على إهتمام الجمهور، فهو قدم موضوعة المناخ والثلوث البيئي الحساسة، وخاصة تفاصيل من القمة العالمية المثيرة للجدل حول المناخ التي عقدت في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن في عام 2009، جنبا الى جنب مع قصة شخصية، ضمن بنية سردية مثيرة، إذ رافق الفيلم في معظمه شخصية واحدة، هي للرئيس محمد، وسلط الإنتباه عليها وهي تمر عبر تحديات كبيرة، فبدأ الفيلم، والذي يبلغ طوله الساعة والنصف، قريبا من أفلام الدراما، بتقديمه لخط درامي مرتبط بشخصية حَيّة واضحة المعالم، والمسار الذي قطعته الشخصية الرئيسية وسجلته الكاميرا التسجيلية، يشبه في تقلباته ومفاجئاته، ذلك الذي تقطعه شخصيات متخيّلة.

لا يكتفي فيلم " رئيس الجزيرة" بتقديم محاولات الرئيس وفريقه لهز العالم وتنبيه لموضوعة التغيير المناخي، هو يستعيد محطات من تاريخ البلد، وسيرة الرئيس محمد نفسه، فالتناغم الذي يبدو إن الجزيرة تعيش فيه، هو هش كثيرا ولم يبلغ النضج أبداً، فالبلد عاش سنوات طويلة تحت حكم الدكتاتورية، ولم يحرر من ذلك الحكم إلا قبل خمسة أعوام فقط، في ثورة شعبية، تشبه ثورات الربيع العربي. فأبناء البلد المثقفيين وفقراه، ثاروا ضد إستثار النظام بثروات البلد، وقمعه الشديد لمعارضيه. كما ساعدت كارثة بيئة حلت بالجزيرة بأطلاق شرارة الثورة الاولى، فنصف الجزيرة غرق في عام 2004، عندما وصلت أمواج "سونامي" هائل للجزيرة، ليكشف عن فساد النظام وقتها، والذي إدعى، إنه خصّص ملايين الدولارات لحماية الجزيرة من كوارث بيئة

قبل أن يصل الرئيس محمد نشيد الى كوبنهاجن لحضور قمتها العالمية، سترافقه الكاميرا في عدة جولات حول العالم، وفي بلده أيضا، كما كان فريق الفيلم حاضرا عندما أطلق مبادرة لتحويل الجزيرة في غضون سنوات قليلة الى أول بلد في العالم يعتمد في الحصول على طاقته على مصادر طبيعة بالكامل. وستكون الكاميرا مع الرئيس عندما سافر إلى بريطانيا، ليتحدث من هناك عن خطر التغييرات المناخية، والتي شبهها بالنازية في وحشيتها والعواقب التي تنتظر العالم إذا لم يستجيب لمخاطرها. وعندما تصل قمة كوبنهاكن الى طريق مسدود، سيكون الرئيس المُسّلم، الذي يُمثّل واحدة من أصغر دول العالم، هو المحرك لمياها الراكدة، ولولاه لخرجت تلك القمة بدون إتفاقيات وفشل تاريخي.

الكثير من صدق هذا الفيلم التسجيلي المتميز، يعود لصدق الرئيس محمد نفسه، فهو لا يبدو مهموماً أبداً بتقديم صورة مُنمّقة تُروّج له بين أبناء بلده او العالم، فجّل همه يتجه لمشكلة الغرق التي تهدد الجزيرة. لا يبدو إن الحُكم قد غَيّر الرئيس الشاب، فالمشاهد التي يصورها الفيلم للرئيس وهو يزور حي للفقراء في بلده، او بين رؤساء العالم في كوبنهاجن، تشبه تلك الإرشيفية التي صورتها كاميرات التلفزيون له، وهو يصل من بريطانيا ليشارك في ثورة أبناء بلده ضد النظام الدكتاتوري قبل بضعة أعوام. إنه الرجل نفسه، بمشيته الخاصة المتواضعة. في واحد من المشاهد الارشيفية لأيام الثورة المالديفية، تقبض الشرطة على محمد نشيد في تلك الإحتجاجات، يرفعه شرطيان من الارض التي كان يجلس عليها مع عشرات من رفاقه، ويدفعاه إلى شاحنة الشرطة. لا يريد الرئيس الشاب أن ينسى تلك الصور، ينبذ بقوة ترف "المنصّب". هناك مشهد له، وهو يدخل مياه البحر ببدلته الرسمية، ليصور مشهد، سيكون جزء من حملة تلفزيونية تحذر من غرق الجزيرة القادم. الفيلم يقدم كواليس التصوير تلك. لا يهتم الرئيس بالماء الذي بلل ثيابه، او عدد المرات الذي يتوجب عليه أن يعيد تصوير المشهد، فهمه دائما بالبلد الذي يملك مئات الاعوام من الحضارة، والذي يقترب من الزوال

يَحّفل الفيلم بالعديد من التفاصيل الخاصة للقاءات الروساء والملوك، ففريق الفيلم، والذي توفرت له فرصة نادرة ليكون في إجتماعات ومؤتمرات لا تدخلها الصحافة بالعادة، سيصور بعض المشاهد الطريفة لكواليس أهل الحكم، كالمشهد الذي تلتفت رئيسة وزراء بنغلادش، وقد نال منها تعب المناقشات في كوبنهاجن ، إلى الرئيس محمد نشيد، وتساله "ما العمل الآن، فشعبها ينتظر منها موقفا حازما في النقاشات، ولا تستطيع أن تعود خالية الوفاض اليه.او ذلك الذي يقوم به ممثل الصين في التجمع ذاته، بسؤال رئيس المالديف  عن أسماء الموجديين في صالة، لجأ اليها بعض الرؤساء للراحة

ينقل الفيلم في نهايته، بأن الرئيس محمد نشيد، والذي رافقه فريق الفيلم إلى بدايات عام 2010، ترك منصبه الرئاسي في عام 2012، وبعد أن تصاعدت حدة الاحتجاجات عليه من أتباع ومتعاطفين مع النظام الديكتاتوري السابق للمالديف، وبأنه فَضّل أن ينسحب حتى لا تتخبط البلاد في مشاكل داخلية، تشغلها عن حل مشكلة الإحتباس الحراري والغرق السريع الذي تواجهه. هذا الموقف النبيل الآخر، سيمنح الفيلم التسجيلي أهمية خاصة غير متوقعة، فالفيلم، كما يبدو، قد رافق شخصية سياسية شديدة الندرّة، والتفاصيل التي قدمها عن عمل رئيس، ربما لن نشاهد بمثل صدقها في أي أفلام تسجيلية قادمة في المستقبل القريب.

الجزيرة الوثائقية في

30/12/2012

 

مجموعة «كويت سينما» تواجه الجمهور بثلاثة أفلام

شريف صالح 

أقام نادي الكويت للسينما، بالتعاون مع مراقبة السينما في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، احتفالية خاصة لمجموعة «كويت سينما» في صالة عبدالرزاق البصير في مقر المجلس.

قدمت الاحتفالية عضو المجموعة المخرجة الشابة صفاء بيدق، وتضمنت عرض ثلاثة أفلام قصيرة هي: «حلم» و«المتسول» و«الحقيبة المشبوهة».

فيلم «حلم» صامت، لا يتجاوز الدقيقة، يميل إلى الأبيض والأسود والاشتغال على الإضاءة، وهو مشهد واحد لسجين مقيد اليدين والرجلين، يزحف في زنزانته ويحاول بمادة جيرية أن يكتب على الجدران كلمة «الحرية»، والفكرة على بساطتها جميلة، لكنها كانت بحاجة إلى نهاية أخرى، وكذلك لم يكن ثمة داع إلى الاستعانة بمقطع شعري عن معنى الحرية، لأن فكرة الفيلم يفترض أن تصل بأدواته، وليس بواسطة عناصر دخيلة عليه.

أما الفيلم الثاني «نظرات» إخراج صفاء بيدق، فهي فكرة تقليدية عن حيل وألاعيب المتسولين، وهناك فيلم شهير للفنان عادل إمام بعنوان «المتسول» يتناول الفكرة ذاتها، لكن المخرجة اجتهدت في معالجتها، حيث قدمت لنا متسولاً يجلس أمام باب مسجد مفتعلاً أنه مصاب في يده، ويتبادل «النظرات» مع المصلين، لكنها تنقلب من التعاطف إلى النفور، دون أن ندري السبب، وهنا جوهر الفيلم وحبكته، التي لا تنكشف إلا عندما يمضي المتسول إلى سيارته وينتبه إلى أنه كان يرتدي ساعة باهظة الثمن، ويستعيد المشاهد مرة أخرى، وكيف كانت تلمع الساعة في أعين المصلين وتكشف لهم أنه محتال.

والفيلم على قصره، متسق في بنائه، باستثناء تشتت المقدمة التي أظهرت لنا مصليا يهرول كي يلحق بالصلاة، ثم المتسول وهو يحمل أحذية المصلين ويضعها مرتبة في المكان المخصص، وهي فكرة تحمل دلالة مغايرة عن طبيعة الشخصية.

وأخيراً عرض فيلم «الحقيبة المشبوهة» تأليف وإخراج محمد المحيطيب، وتدور فكرته حول استغلال رجل غامض لاثنين من الشباب في أعمال غير قانونية على ما يبدو، ثم يسعى إلى التخلص منهما بواسطة وضع قنبلة في حقيبة يطلب منهما جلبها من مكان عمل أو مبنى حكومي، فيتعرض الشابان إلى مطاردة فريق الأمن في المكان. هناك أسئلة كثيرة وفجوات غير مملوءة في السرد الفيلمي، لأن المخرج انشغل بأجواء الأكشن والمطاردات والحركة، وقدم في فيلمه ما يشبه ملخصاً لفيلم أكشن عربي.

من الواضح امتلاك شباب المجموعة للموهبة والحماس، لكن هناك ملاحظات كثيرة تتعلق بالقطع وحركة الكاميرا، واختيار الأفكار، وإدراكهم لطبيعة الفيلم القصير جداً، التي لا تتطلب مقدمات ولا حشو لقطات، وكذلك الابتعاد عن المباشرة في الطرح.

وعقب عرض الأفلام عقد مؤتمر صحافي لأعضاء المجموعة: صفاء بيدق، محمد المحيطيب، أحمد الخضري، محمد الهولي وحسين طباجة. وأكدوا أن مجموعتهم تعتمد بشكل أساسي على نادي الكويت للسينما والورش التي يقيمها، وأنها تشكلت بمبادرة ذاتية ونجحت في وقت قياسي في تنفيذ حوالي عشرة أفلام.

Sherifsaleh2000@gmail.com

أفلام منتصف العام الفرصة المتبقية لنجوم السينما المصرية 

أكد معظم السينمائيين في مصر على أن موسم إجازة نصف العام المقبل يعد بمنزلة الفرصة الأخيرة لهم قبل اتخاذ قرار الرحيل عن مصر للعمل في بلدان عربية أخرى، خاصة الخليجية، بعد الخسائر الكبيرة، التي تكبدتها السينما المصرية خلال الأشهر الماضية في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية غير المستقرة التي تمر بها البلاد، والتي أدت إلى انصراف الجمهور عن دور العرض السينمائي، لتتوقف عجلة الإنتاج.

وعلى الرغم من عدم الاستقرار النهائي على عدد وأسماء الأفلام التي ستعرض خلال موسم نصف العام، إلا أنه يبدو أن هذا الموسم سيشهد منافسة قوية بين عدد كبير من النجوم، الذين أعلنوا بشكل مبدئي عن دخولهم بأفلام جديدة. وتضم القائمة فنانين لديهم نجومية كبيرة على الساحة السينمائية، حيث من المقرر أن يشارك الفنان أحمد عز بفيلم «الحفلة» بطولة روبي ومحمد رجب وجومانا مراد، وتبلغ ميزانيته أكثر من 20 مليون جنيه، فيما يدخل الفنان إياد نصار المنافسة بفيلم «مصور قتيل» الذي يشاركه البطولة الفنانة حورية فرغلي، وقد عرض الفيلم في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائي دون أن يحصد جوائز.

ويدخل المنافسة أيضا الفنان كريم عبدالعزيز بفيلم «الفيل الأزرق» وتبلغ ميزانيته نحو 25 مليون جنيه، كما قرّر أحمد السقا الاستمرار في تجربته الكوميدية بفيلم جديد يشاركه البطولة الفنان أحمد رزق، إلا أن اسم الفيلم لم يتحدد بعد.

أما الفنان أحمد مكي فقد كشف عن فيلمه الجديد «ابن النيل» من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج عمرو عرفة وإنتاج محمد السبكي، فيما يظهر أحمد حلمي بمشاركة غادة عادل وأيتن عامر في فيلم جديد بعنوان «على جثتي»، وتبلغ ميزانيته أكثر من 20 مليون جنيه، وهو من الأفلام الرومانسية.

ويخوض عمرو واكد السباق بفيلم سياسي عن ثورة 25 يناير باسم «الشتا اللي فات» ويشاركه البطولة الفنانة فرح يوسف، وقد عرض هذا الفيلم خلال افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة

البطولة النسائية لم تكن غائبة عن موسم نصف العام، حيث تخوض علا غانم التجربة بفيلمها «كريسماس» وهو من تأليف سامح أبوالغار وإخراج محــمد حمدي، وكذلك تخوض الفـــنانة غادة عبدالرازق سباق الموسم أيضا بفيلمها «الجرسونيرة» من تأليف هاني جرجس فوزي، وإنتاج محمد حسن رمزي.

النهار الكويتية في

30/12/2012

 

حصاد الفن في عام 

تجاوز عدد مسلسلات عام‏2012‏ مايزيد علي‏70‏ مسلسلا‏,‏ حيث أقدم المنتجون علي المجازفة بعرض أعمالهم كلها لأن معظمها كان مؤجلا من العام الماضي‏2011‏ والذي لم يعرض فيه سوي‏30‏ مسلسلا بعد أحداث‏25‏ يناير.

التي ادت إلي عدم استقرار الأوضاع السياسية‏,‏ وبالرغم من تأجيلها فإنه من المؤسف ان معظم الاعمال فشلت بسبب تكدسها كلها في وقت واحد مما خشي معه المنتجون أكثر‏,‏ وقرروا عدم انتاج أعمال في العام الجديد حتي لا تتكرر مأساة هذا العام بفشل مسلسلاتهم‏,‏ حيث شهدت دراما‏2012‏ العديد من الظواهر الدرامية ومنها ظاهرة الوجوه الجديدة التي انتشرت وكان أول هذه الوجوه الفنان الأردني منذر رياحنة فهو يعد من أشهر فناني الأردن‏,‏ كما أثبت مكانته في الدراما المصرية هذا العام من خلال مسلسل خطوط حمرا

يوميات مشاهد‏:‏ وداعا‏2012‏

كتب:صابر عبد الوهاب 

ساعات قليلة ويفارقنا عام‏2012‏ بكل ماعشناه فيه من أيام حلوة وأخري في مرارة العلقم واحداث جسام ودماء وخلافات لم نعش مثلها لعشرات مضت من السنين‏.‏ وداعا لعام‏2012‏.

بما شهده من صراعات وخلافات وانقسام‏,‏ في الرأي وتظاهرات واعتصامات وتعطل لمصالح المواطنين في الأقسام والنيابات والمحاكم‏.‏

وداعا عام‏2012‏ بكل ماكان فيه من اهمال للمرافق وتكدس لأكوام القمامة في الشوارع والتعديات علي الممتلكات الخاصة والعامة والأرصفة والطرقات المخصصة للمنفعة العامة‏.‏ وداعا‏2012‏ بكل ماشهده من معارك ثقافية وارتباك في النشاط الثقافي بعد أن انشغلت جموع المثقفين أو النخبة بحسب التسمية الجديدة التي تروق للشباب‏.‏ وداعا‏2012‏ بكل ماكان فيه من تأجيلات للأعمال الفنية سواء في الاذاعة أو التليفزيون أو السينما تحت ستار عدم استقرار الأحوال السياسية وانتشار الفوضي في الشارع المصري‏.‏

وداعا‏2012‏ بكل ماجاء به من انتاج فني لايرقي لمستوي الانتاج الفني المصري الذي تعود عليه المشاهد المصري من السينما والتليفزيون في مصر‏.‏

ووداعا‏2012‏ بما شاهدناه فيه من اخفاقات للأفلام المصرية في حصد جوائز في مهرجاتنا السينمائية ووداعا لكل ماتحقق فيه أيضا من نجاحات للفيلم المصري في المهرجانات السينمائية في الدول العربية والأوروبية‏.‏ وداعا لكل من رحلوا عن عالمنا في‏2012‏ من رموز الأدب والفكر والثقافة والأعلام واذكر منهم ابراهيم اصلان ومحمد البساطي وميلاد حنا وأحمد رمزي ووردة‏.\‏ وأخيرا وداعا‏2012‏ بكل ماتحقق فيه من ايجابيات ثقافية وابداعية وزيادة في الوعي الثقافي والأدبي والفني وبكل مالقي فيه الأدباء والمثقفون والتشكيليون من تكريم مادي وأدبي‏.‏

عودة الحياة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي 

بعد الغاء دورة العام الماضي نتيجة للظروف السياسية التي تمر بها البلاد‏,‏ عاد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للحياة من جديد في عام‏2012‏ وأقيمت دورته الـ‏35‏ في ظل ظروف صعبة جدا‏.

بداية من المشاكل التي واجهت تنظيمه‏,‏ حيث كان من المفترض أن تتولاه مؤسسة مهرجان القاهرة السينمائي التي أسسها الناقد يوسف شريف رزق الله‏,‏ بدعم من وزارة الثقافة التي سحبته من المؤسسة وعاد فريق العمل القديم لتنظيم المهرجان تحت ادارة سهير عبد القادر ورئاسة الفنان عزت أبو عوف‏.‏

واستمرت مشاكل المهرجان حتي موعد حفل الافتتاح الذي تزامن مع احداث تظاهرات قصر الاتحادية‏,‏ التي الغيت بسببها المظاهر الاحتفالية في افتتاح المهرجان والغيت ايضا التكريمات حيث كان من المفترض أن يكرم المهرجان الفنانة نيللي ولبلبة وأنس أبو سيف وتقرر تأجيل هذه التكريمات للعام القادم‏,‏ ومع استمرار هذه الأجواء المضطربة في البلاد وتصاعد حدتها في موعد ختام المهرجان اضطر وزير الثقافة لالغاء حفل الختام وعقد مؤتمر صحفي فقط لاعلان الجوائر‏.‏

وحرص عدد كبير من الفنانين العرب علي المشاركة في المهرجان وحضور هذه الدورة ومنهم منذر رياحنة وصبا مبارك والمخرج شوقي الماجري والفنان الأردني علي العليان وكنده علوش‏,‏ واهدي المخرج المغربي محسن بصري جائزته عن فيلم المغضوب عليهم التي حصل عليها لأفضل فيلم عربي لكل من جمال عبد الناصر وسعد الدين الشاذلي والشعب المصري‏,‏ الذي غير تاريخ الأمة العربية‏.‏

الوجوه الجديدة‏..‏ حجاب الفنانات‏..‏ إطلاق اللحية وتعدد الزوجات‏..‏

أبرز ظواهر‏2012‏

كتبت:إنجي سمير 

والذي يجسد شخصية دياب وهو تاجر سلاح الذي يدخل دائرة الانتقام مع احمد السقا بعد أن قتل شقيقه ووالده‏,‏ وفي مسلسل كيد النسا‏2‏ الشاب كيشو الذي يجسد شخصية شاب يريد البحث عن العمل ويعمل في محل كيداهم‏.

والفنانة اللبنانية نهلة زكي التي جسدت شخصية زوجة أحمد بدير الرقيقة التي تبحث عن أمواله وتحاول استغلاله والفنانة دعاء مصطفي رجب التي جسدت شخصية ابنة فيفي عبده وهي بدينة وتعشق الطعام ولديها كثير من المغامرات‏.‏

ويعتبر مسلسل شربات لوز أكثر الاعمال التي قدمت الوجوه الجديدة مثل الفنان الشاب محمد سلام‏,‏ وذلك من خلال دور شقيق يسرا‏,‏ وأحمد داود الشقيق الثاني ليسرا‏,‏ ومحمد فراج الذي جسد شخصية ابن شقيقة سمير غانم‏,‏ وأمينة خليل الا بنة الثانية لسمير غانم‏,‏ ونسرين أمين التي جسدت فتاة تزوجها شقيق يسرا عرفيا‏,‏ وريهام حجاج‏.‏

كما شهد هذا العام ظاهرة حجاب الفنانات مثل الفنانة حنان ترك في مسلسل الأخت تريزا وجسدت فيه شخصيتين توأم إحداهما راهبة ترتدي الايشارب والأخري ترتدي الحجاب‏,‏ والراقصة دينا ارتدت الحجاب من خلال باب الخلق والذي جسدت فيه شخصية راقصة تسكن في منطقة شعبية ولكنها تضطر لارتداء الحجاب في المنطقة حتي لا يعرف أحد مهنتها الاساسية‏,‏ وهالة فاخر في هرم الست رئيسة‏,‏ والفنانة ميس حمدان ترتدي الحجاب في النار والطين‏,‏ بينما تظهر مادلين طبر بالايشارب في أشجار النار‏,‏ وأيضا ترتدي لقاء الخميسي وأيتن عامر وعلا غانم وهبة مجدي الحجاب من خلال مسلسل الزوجة الرابعة‏.‏

وكان من الظواهر ايضا ظاهرة تعدد الزيجات في مسلسل‏9‏ جامعة الدول يتزوج خالد صالح من بثينة رشوان وايمان العاصي وفي كيد النساء‏2‏ يتزوج أحمد بدير من نبيلة عبيد وفيفي عبده وفي الأخوة الاعداء يتزوج صلاح السعدني من دينا فؤاد وعفاف شعيب‏,‏ والزوجة الرابعة يتزوج مصطفي شعبان من علا غانم وهبة مجدي ولقاء الخميسي‏.‏

وقد استحوذت الدراما الصعيدية علي نصيب كبير من المسلسلات‏,‏ حيث ظهرت من خلال مسلسل شمس الانصاري للفنان محمد سعد وابن ليل لمجدي كامل والنار والطين وأشجار النار وسيدنا السيد لجمال سليمان‏.‏

كما انتشرت ظاهرة اطلاق اللحية بكثافة في هذا العام‏,‏ حيث اطلق الفنان نور الشريف في عرفة البحر‏,‏ وماجد المصري في مع سبق الأصرار‏,‏ وكذلك جمال سليمان في سيدنا السيد‏,‏ ولأول مرة يظهر الفنان محمود قابيل في الدراما بإطلاق لحيته من خلال البحر والعطشانة‏.‏

وكانت اكثر الظواهر التي اثرت بالسلب علي دراما هذا العام كثرة الاعلانات‏,‏ حيث اصبح المنتجون يعرضون اكبر كم من الاعلانات خلال المسلسلات لضمان الربح الأساسي دون تفكير في شعور المشاهد واصابته بالملل‏,‏ كما يعتقد البعض ان الاعلانات تدل علي نجاح العمل إلا أنها أصبحت امرا صعبا لدي الكثير من المشاهدين الذين اصبحوا يلجأون إلي الانترنت لمشاهدة الحلقة كاملة بدون اعلانات أو تغيير المحطة لمشاهدة أي عمل آخر لحين انتهاء الاعلانات‏.‏

كما فكر كثير من المنتجين في ايجاد مواسم جديدة لعرض اعمالهم الدرامية خوفا من التكدس الرمضاني وكثرة الاعلانات‏,‏ وبالتالي جازف بعضهم بالفعل وعرضوا اعمالهم ويرون انها حققت النجاح‏,‏ ولكن ليس كما كانت ستحققه في شهر رمضان مثل مسلسل حارة خمس نجوم وبالأمر المباشر والخفافيش‏,‏ ويوجد اعمال أخري قرر مخرجوها عرضها في العام الجديد‏,‏ ولكن خارج الموسم الرمضاني‏,‏ ولكن بعد انتهاء تصويرها‏.‏

وفي النهاية شهد هذا العام الدرامي تأجيل كثير من المسلسلات بسبب عدم استقرار الظروف السياسية للبلد‏,‏ مما أثر بالسلب علي بعض المنتجين وجعلهم يخشون علي اعمالهم من العرض‏,‏ وألا تحقق ارباحا بسبب الخلل الاقتصادي‏,‏ ومن أهم هذه الاعمال مسلسل علي كف عفريت للفنان خالد الصاوي وأهل الهوي لفاروق الفيشاوي ومسلسل ذات لنيلي كريم‏,‏ ويأتي النهار لعزت العلايلي وضابط وضابط لطارق لطفي‏,‏ وكان يامكان لكمال أبورية‏,‏ ومسلسل أم الصابرين زينب الغزالي لرانيا ياسين ومسلسل سلسال الدم لعبلة كامل ورياض الخولي وارواح منسية لفراس إبراهيم‏.‏

الأهرام المسائي في

30/12/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)