حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عمرو واكد:

الظروف السينمائية تؤخر «الشتا اللي فات»

كتب الخبرفايزة هنداوي 

 

حصل الفنان عمرو واكد أخيراً على جائزة أحسن ممثل في مهرجان دبي عن دوره في فيلم «الشتا اللي فات». شارك الفيلم أيضاً في مهرجانات عدة حصل فيها على جوائز مختلفة، من بينها مهرجان فينيسا ومهرجان القاهرة. عن هذه الجائزة وعن خطواته المقبلة كان اللقاء التالي.

·        هل كنت تتوقع جائزة أحسن ممثل من مهرجان دبي؟

لم أفكر في الجائزة، فكل ما كان  يشغلني هو التعبير عن الثورة المصرية  وإبراز وجهها الحقيقي أمام العالم، لكن بالطبع سعدت بالجائزة التي كانت مفاجأة لم أتوقعها، لذلك أعتبرها إضافة كبيرة إلى الفيلم الذي حقق حتى الآن ثلاث جوائز في مهرجانات القاهرة، مونبلييه، وأخيرًا دبي. أهدي هذه الجائزة إلى أمي ومصر، فلولا ثورة 25 يناير ما كنا أنتجنا هذا الفيلم.

·        يرى البعض أن تقديم فيلم عن ثورة 25 يناير ما زال مبكراً؟

الفن لا بد من أن يعبر عن الواقع، ونحن لا نرجم بالغيب بل نقدم أحداثاً حقيقية مر بها المجتمع المصري، فالفيلم لا يتعرض للثورة بشكل كبير ولا يرصدها بل يدور حول الأسباب التي أدت إلى اندلاع ثورة 25 يناير من خلال شخصية عمرو الذي تعرض للظلم الشديد والتعذيب، ما أفقده الثقة في قدراته.

·        هل ثمة شخصية حقيقية استمديت منها شخصية عمرو؟

الشخصيات كافة في الفيلم موجودة في الواقع، وإن كنا لا نستطيع التصريح بذلك، وهذه الشخصية تحديداً تعبر عن شريحة كبيرة من المجتمع المصري، الذي تم تدميره على يد النظام السابق، إلا أنه عاد إلى نفسه وثار لكرامته في ثورة 25 يناير، وكل منا يعرف أكثر من شخصية تعرضت للظلم بشكل مباشر أو غير مباشر.

·     ألم تقلق من تقديم فيلم عن الثورة، خصوصاً أن كثراً في الفترة الأخيرة أصبحوا يجاهرون بعدائهم للثورة؟

لا أهتم بهؤلاء، فكل ما يهمني هو أن أقدم فيلماً جيداً، والفيلم إنساني من الدرجة الأولى، وكل من يشعر بإنسانيته لا بد من أنه سيتعاطف مع شخصية عمرو في الفيلم، ومع الشخصيات كافة التي تعرضت للقهر الإنساني بشكل أو بآخر، ولا يمكن لأحد أن ينكر أن الظلم كان موجوداً في عهد نظام مبارك.

·        ومتى سيعرض الفيلم تجارياً؟

كنا نتمنى طرحه بسرعة إلا أن الظروف الحالية التي تمر بها مصر شكلت عائقاً أمام طرحه تجاريًا، فضلاً عن أنني منشغل بالأحداث على الساحة السياسية.

·        لماذا قاطعت الاستفتاء على الدستور؟

لأنه استفتاء غير شرعي، ذلك أن الدستور لم يعد توافقياً بعدما انسحبت القوى المدنية من لجنة التشكيل، وأنا كنت أعلم مسبقاً بأن النتيجة ستكون لصالح الدستور، ذلك باستخدام التزوير والخداع والدين، وقد وقعنا قبل ذلك في خطأ المشاركة في استفتاء 19 مارس، لكننا لم نتعلم من أخطائنا.

·        كيف ترى السينما في الفترة المقبلة في ظل سيطرة التيار الإسلامي؟

حالتها مقلقة بشدة، خصوصاً مع توغل هذا التيار في المجتمع، وما رأيناه من محاصرة مدينة الإنتاج من أبناء أبو إسماعيل. إلا أننا يجب أن نقاوم هذه التيارات من خلال تحدي المعوقات كافة وتقديم سينما متميزة، وعدم الرضوخ لهذه التيارات.

·        لكن ألا تخشى من عدم القدرة على عرض هذه الأفلام؟

هذا هو التحدي الأكبر، لذا نسعى في الفترة المقبلة إلى إنشاء عدد كبير من دور العرض في الأقاليم، كي يصل الفن إلى هؤلاء البسطاء، الذين أرى أنهم هم الذين سينتصرون في النهاية، بعدما تعرضوا للتغييب لسنوات طويلة في ظل النظام السابق.

·        ماذا عن الرقابة التي قد تكون متشددة في الفترة المقبلة؟

لا يوجد سبيل للرقابة في ظل التطور التكنولوجي الكبير الذي يقف أمام أي سيطرة أو تحكم، ولا يمكن لأحد التحكم فيه. كيف لهم مراقبة القنوات الفضائية أو مواقع الإنترنت؟ أرى أن الرقابة ستختفي تلقائيا ولن يكون لها مكان، ولا بد من أن تتحول إلى تصنيف عمري فحسب مثل بقية دول العالم.

·        كيف تفسر تطور السينما في إيران رغم أنها دولة إسلامية؟

تقدم إيران سينما متميزة، لأن المجتمع الإيراني مثقف، ومتحرر من قيود الجنس عن طريق زواج المتعة، لذا فهو يقدم سينما محتشمة ولكنها متحررة عقليا وتكنيكيا، وتحظى بخبراء في جميع الفروع، بينما نحن في مصر ما زلنا ننتظر فتوى سينمائية من أشخاص لا علاقة لهم بالسينما.

·        ماذا عن خطواتك السينمائية المقبلة؟

ثمة أكثر من مشروع من بينها فيلم «بأي أرض تموت» مع المخرج أحمد ماهر، الذي حصل على جائزة الدعم المقدمة من وزارة الثقافة وسنبدأ فيه قريباً، كذلك ما زلت أحاول تحقيق حلمي بإخراج فيلم «عنترة بن شداد» وسيتم إنتاجه في ثلاثة أجزاء لأن السيناريو الذي كتبته منذ فترة من الصعب تقديمه في جزء واحد.

·        هل انتهيت من اختيار فريق العمل؟

أبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة في اختيار فريق العمل بالإضافة إلى النجم الذي سيجسد دور عنترة، كذلك سنبدأ مرحلة معاينات أماكن التصوير الأسبوع المقبل، ثم نبدأ ببناء الديكورات اللازمة واختيار أماكن التصوير.

·        هل يحكي الفيلم قصة عنترة بن شداد؟

لا يحكي قصة حياة عنترة بن شداد وستكون قصته بمثابة مفأجاة للجميع.

الجريدة الكويتية في

28/12/2012

موسم 2012 السينمائي:

الكوميديا تتصدّر الإيرادات كالعادة 

كتب الخبرجمال عبد القادر 

اختلفت الآراء في تقييم موسم 2012 السينمائي، ففيما اعتبره البعض امتداداً للسنوات السابقة ولم يحمل جديداً بل على العكس تراجع مستوى الأفلام فيه وسار بعض النجوم من فشل إلى آخر، أكد البعض الآخر أن أفلاماً جيدة عرضت في هذا الموسم ولو أنها أقل عدداً من الأفلام الهابطة، آخذاً في الاعتبار الأحداث التي تعصف على الساحة السياسية والقرصنة التي تتعرض لها الأفلام

ترى الناقدة ماجدة خير الله أن موسم 2012 السينمائي لا يختلف عن المواسم السابقة، فقد سيطرت عليه الأفلام الكوميدية وتصدرت الإيرادات كالعادة بفيلمي «إكس لارج» و»تيتة رهيبة»، وشاركهما في قمة الإيرادات «عبده موتة».

تتابع: «ينتمي فيلم «عبده موتة» إلى نوعية أفلام السبكي ذات القيمة المنحطة والتي لا تعبر الإيرادات العالية عن جودتها، من هنا نجاحه والإيرادات التي حققها لن يجعلا من محمد رمضان نجماً، فالمشاهد التي قدمها في فيلم «ساعة ونص» أهم من الأفلام التي قدّمها هذا العام وهي: «الألماني، حصل خير، عبده موتة».

تضيف ماجدة: «لم يلفتني في هذا الموسم سوى عودة يسري نصر الله إلى السينما بعد غياب بأول فيلم عن الثورة، لكنه كان صادماً إذ تبنى وجهة نظر أعداء الثورة، وقدم طرحاً لم نتوقعه من فنان شارك في الثورة منذ بدايتها».

وعن عودة البطولات النسائية هذا العام ممثلة بياسمين عبد العزيز وفيفي عبده، تؤكد ماجدة أن مشكلة تواجه جيل منى زكي وياسمين، فقد تعدتا مرحلة البنت المراهقة ودخلتا مرحلة المرأة الناضجة، مع ذلك لم تؤديا أي دور يحمل ثقلا فنياً، واكتفتا بالدور السنيد للبطل الرجل في كلتا المرحلتين.

تشير خير الله إلى أنه «لم يعد مقبولاً أن تظهر ياسمين مع الأطفال وتتبادل معهم الضرب والركل، فبعد فترة يصبح أداء هذه الأدوار بمثابة انتحار فني، في حين أن نجمات زمن الفن الجميل مثل فاتن حمامة وسعاد حسني أدين أدواراً في كل مرحلة عمرية. على عكس هذا الجيل الذي فشل في تحقيق أي تاريخ، ونجوميته هشة وضعيفة».

تتابع: «في هذا الموسم قدّم أحمد السبكي اعتذاراً للجمهور عن الأعمال الهابطة التي يقدّمها من خلال «ساعة ونص» الذي يعدّ أفضل أفلام هذا الموسم مع «إكس لارج»، وهو بمثابة إعادة اكتشاف لوائل إحسان كمخرج بعد أفلام ضعيفة قدمها مع هنيدي ومحمد سعد». في المقابل، توضح خير الله أن أحمد حلمي يقدم كوميديا راقية تنبض بحالة إنسانية، ما يجعل أفلامه تعيش وتبقى على عكس الأفلام التي تعتمد على النكتة والتي لا يمكن مشاهدتها مرتين.

اختفاء أحمد مكي بعد دوره في فيلم «سيما علي بابا» لإعادة ترتيب أوراقه خطوة جيدة، بحسب ماجدة خير الله، التي تتمنى أن يفعل الأمر نفسه محمد سعد المصرّ على الفشل.

الجيد لم يعرض

يؤكد الناقد نادر عدلي أن الموسم الحالي أنتج 27 فيلماً مقابل 25 فيلماً للموسم السابق، «لكن اللافت أن أفلام «الشتا اللي فات» و»عشم» و»الخروج للنهار» لم تعرض مع أنها جيدة وحققت نجاحاً وحصدت جوائز في أكثر من مهرجان، وهي تنتمي إلى نوعية الأفلام المنخفضة الكلفة أو السينما المستقلة، كما يطلق عليها، والتي تشكل مستقبل السينما والخروج من أزمتها الحالية، والحل الأمثل للارتفاع غير المبرر لأجور النجوم».

يلاحظ عدلي أن هذه الأفلام رغم جودتها لم تستطع التواصل مع الجمهور لأنها تفتقد إلى لغة الحوار واهتمت بالقيمة والمضمون، في حين لم تراع الذوق العام. ويضي: «يعدّ «ساعة ونص» الأفضل هذا العام، كذلك شهد هذا الموسم محاولة هنيدي العودة إلى سابق عهده في «تيتة رهيبة» ولكن العودة كانت ضعيفة. يكفي أنه يحاول في حين يصرّ سعد على إفشال نفسه».

 وعن البطولات النسائية، يرى عدلي أنها كانت سيئة، بداية من «جيم أوفر» حتى «الآنسة مامي» و»مهمة في فيلم قديم»، إذ كانت ياسمين ضعيفة ومكررة وإن كانت تجربتها أفضل من تجربتي فيفي عبده ويسرا.

تشابه ورتابة

توضح الناقدة ماجدة موريس أن الأفلام في السنوات العشر الأخيرة تتشابه بين كوميدية تتصدر الإيرادات وشعبية وأغان هابطة، «من كل موسم نخرج بفيلم أو اثنين على الأكثر يتمتّعان بمستوى جيد، الأمر نفسه حدث هذا الموسم أيضاً، إذ تصدرت إيرادات «إكس لارج» و»تيتة رهيبة» ومعهما «عبده موتة»، وكان «ساعة ونص» الأفضل».

تضيف ماجدة: «أثرت الاضطربات السياسية بشكل غير مباشر على السينما، فغاب الجمهور نتيجة الانفلات الأمني والانشغال بمتابعة الأحداث، ورغم أننا في أجواء الثورة إلا أن الفيلم السياسي غاب بينما عرض في العام الماضي أكثر من فيلم».

تعزو موريس السبب إلى أن «الثورة كانت في قمة النجاح ويفتخر الجميع بها ويحاول  السينمائيون التقرب منها عبر ادعاء الثورية وتحقيق إيرادات نتيجة فرحة الجمهور بها، لكن هذا العام تعرّضت الثورة للانكسار فتبرأ السينمائيون منها، بالإضافة إلى تعرّض أكثر من فنان للهجوم، حتى «بعد الموقعة» تناولها من وجهة نظر عكسية وهاجمها».

عن تحقيق «عبده موتة» إيرادات مرتفعة توضح ماجدة أن هذا أمر طبيعي لاختلاف رواد السينما عن الفترة الماضية وتغير تركيبة المجتمع، وقد أدى ذلك إلى انتقال السينما من الجامعة أو الشواطئ إلى العشوائيات وعالم المخدرات والبلطجة، كون رواد السينما من الطبقة نفسها ولا بد من أن يجدوا من يشبههم على الشاشة.

بدورها تشير الناقدة خيرية البشلاوي إلى أن «عبده موتة» أهم فيلم هذا العام ويمثل عودة البطل الشعبي إلى السينما بعدما افتقدته لسنوات، «حتى وإن كان المستوى الفني ضعيفاً ولكنه يمثل شريحة من المجتمع وجدت نفسها في هذا الفيلم، لذا أقبلت عليه».

عن غياب الفيلم السياسي رغم الأحداث الحالية توضح البشلاوي أن «السينمائيين فضلوا الاتجاه إلى الكوميديا والحركة خوفاً من عزوف الجمهور عن السينما، فيما الأخير يريد فيلماً حقيقياً وواقعياً بدليل تحقيق «ساعة ونص» إيرادات مرضية رغم أحداثه التي يعتبرها البعض سوداء ومليئة بالشجن».

موسم جيد

يرى متحدث «الشركة العربية» الإعلامي عبد الجليل حسن أن الموسم السينمائي الحالي جيد نظراً إلى الأحداث التي تمر بها البلاد والتي انعكست على الصناعة كلها.

ويضيف أن قرصنة الأفلام الجديدة استمرت، والجديد هذا العام قرصنة القنوات الفضائية للأفلام وعرضها أفلاماً ما زالت تعرض في دور العرض، ما كبّد شركات الإنتاج خسائر في ظل غياب واضح للدولة وعدم تصدّيها لهذه القرصنة.

الجريدة الكويتية في

28/12/2012

 

الممثل نادر بلعيد لـ «الشروق» :

تتويجي في بغداد مفاجأة أسعدتني وأنصفتني

أجرى الحوار: محسن بن أحمد 

نادر بلعيد من الوجوه المسرحية الشابة التي حلّقت عربيا بعد الحصول على جائزة أفضل ممثل في مهرجان بغداد الدولي للمسرح العربي عن دوره في مسرحية «طواسين» للمخرج المبدع حافظ خليفة والمتوجة هي أيضا بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في ذات المهرجان في شهر نوفمبر الماضي.مع هذا الفنان المسرحي الطموح كان اللقاء التالي:

·        نادر بلعيد من يكون؟

فنان مسرحي متخرّج من المعهد العالي للفن المسرحي بتونس، قدمت أول عمل مسرحي في مسيرتي في اطار نشاط المركز الوطني لفن العرائس ثم كانت لي مشاركة في مائوية المسرح التونسي وافتتاح أيام قرطاج المسرحية.

·        متى كان أول لقاء لك مع المخرج حافظ خليفة؟

كان بالمركز الوطني لفن العرائس بحكم أنه أستاذي وقد اشتغلت تقنيا للصوت في مسرحية «الكلون» دون أن أنسى الأعمال الخمسة التي أعددتها وساهمت فيها في اطار مشاريع التخرّج في المعهد العالي للفن المسرحي.

·        ظهرت بشكل لافت في مسرحية «طواسين» بتجسيدك شخصية «السهروردي»؟

في البداية أشير ان مسرحية «طوراسين» هي ثالث عمل للمبدع حافظ خليفة أشارك فيه واعتبر أن السهروري من حيث السن كان مناسبا لي ثم لا ننسى ان هذه الشخصية تعتبر من أصغر الصوفيين الذين تم قتلهم.

·        ما هو الشيء الذي شدّك في شخصية السهروردي؟

شدّني في هذه الشخصية الذي يتخبّط فيها بين ما يسمى «نصف امرأة ونصف رجل».. انه تمزّق نفسي مؤلم ومثير...

لقد كان السهرودي شخصية غريبة تحبّذ الألوان الزاهية وتصرفاته شبيهة بالأنثى مما أدى الى اتهامه بالشذوذ الجنسي وهو منه براء.

·        إنها شخصية مركّبة.. تطلبت جدها خاصا منك؟

بالفعل لقد كان دورا معقّدا.. وأعترف أنه انتابني إحساس بالفشل في بعض الأحيان.. حتى أنني فكّرت في الانسحاب.

·        لقد شعرت بالخوف؟

نعم شخصية السهروردي أخافتني كثيرا ودفعت في الى التفكير في التخلي عنها... لكن تدخل المخرج كان حاسما حيث عمل على تأطيري وتوجيهي حتى تمكنت من تدارك الصعوبات التي انتصرت عليها بنجاحي في تفكيك خصوصيات وغرابة هذه الشخصية.

في مهرجان بغداد الدولي للمسرح العربي.. كان التتويج بأفضل ممثل من خلال سهروردي...

·        هل تعتقد أنك كسبت الرهان في تقديم هذه الشخصية التي تعيش معاناة نفسية حادة؟

أعتقد ذلك.. لقد أعطيت شخصية السهروردي كل ما تستحق من جهد واهتمام...

·        بهذه الصفة هل يمكن القول إن تتويجك في مهرجان بغداد كان منتظرا؟

لا أخفي سرّا إذا قلت إن حصولي على جائزة أفضل ممثل مثّل مفاجأة لم أنتظرها.

·        لماذا؟

هذا يتعلق بمصداقية ونزاهة وموضوعية اللجان العربية للتحكيم التي تكاد تكون مفقودة... ولا أخفي سرّا اذا قلت انه في مهرجان الجزائر الدولي لمسرح الشباب العربي تم حرماني من جائزة أفضل ممثل في آخر لحظة.. ليتم انصافي في مهرجان بغداد بالاجماع.

·        هذا التتويج يحمّلك مسؤولية كبيرة؟

هذا التتويج يمثّل اضافة هامة وتأكيدا على علو كعب المسرح التونسي... إنه تتويج يتجاوز شخصي ليشمل كل المساهمين في مسرحية «طواسين».

·        هل يمكن الحديث عن اضافة للمخرج حافظ خليفة لنادر بلعيد الممثل؟

لا أخفي سعادتي بالعمل تحت إشراف مخرج في حجم وقيمة حافظ خليفة الفنية... لقد كان لهذا المخرج دور كبير في توجيهي نحو الوجهة المسرحية الصحيحة والفاعلة، انه مخرج طموح.

·        و«طواسين» ماذا تمثل لك؟

طواسين هي شعلة... فلتة من فلتات المسرح التونسي رغم الداء والأعداء.

·        نادر بلعيد.. بعد الجائزة... ماذا في الأفق؟

مواصلة العمل بكل جدّ واجتهاد دون السقوط في فخّ الغرور... هذه الجائزة ستكون حافزا لي لكسب رهان مشروعي الفني الطموح.

مهرجان وهران السينمائي :

هشام رستم أفضل ممثل في فيلم مغربي

محسن بن أحمد 

إختتمت مساء السبت الماضي  فعاليات الدورة السادسة لمهرجان وهران للسينما  العربية بتتويج  المتميزين  حيث  حصل الممثل التونسي  هشام رستم على جائزة  أفضل ممثل  في الفيلم المغربي «الوتر الخامس» للمخرجة  سلمى بركاش ونال محمود بن محمود جائزة  أفضل سيناريو بفيلمه «الأستاذ»  وهي نفس الجائزة  التي حصل عليها في الدورة الماضية لأيام قرطاج السينمائية.

ويعد تتويج هشام رستم بأفضل ممثل في فيلم غير تونسي  إضافة نوعية وإثراء  لرصيد هذا المبدع المثقف  الذي شهدت مسيرته عطاء متنوعا وتعاطيا إيجابيا  مع الابداع.

فهشام  رستم برز بشكل لافت  في العديد من الانتاجات  السينمائية التونسية كـ«صفائح من ذهب»  للنوري بوزيد و«صمت القصور»  لمفيدة التلاتلي و«السيدة»  محمد الزرن وغيرها من الانتاجات التي مثلت إضافة  في المدونة  السينمائية التونسية كما أن  بصمة هشام رستم واضحة  وجلية في عديد  الانتاجات الدرامية  التلفزيونية  إنطلاقا من «الناس حكاية» ومرورا «بفج الرمل» ووصولا «بحسابات وعقابات» على سبيل  الذكر لا الحصر.

ولعلها المرة  الأولى في مسيرة هذا المبدع  المشاركة في عمل سينمائي مغربي  ينال من خلاله  جائزة أفضل ممثل  حيث يقدم «الوتر الخامس» قصة  مالك المغرم بعزف العود الذي يقرر  الذهاب  عند عمه أمير أستاذ الموسيقى  من أجل تعليمه فنونها حيث  يعد العم  ابن أخيه بكشف سرّ «الوتر الخامس»  ...في الوقت الذي يقع فيه  الشاب في حب فاتنة فرنسية تنتهي بألم

الشروق التونسية في

28/12/2012

 

انتظروني رمضان المقبل علي شاشة التليفزيون

محمد رجب : »الحفلة« أعادتني للسينما.. واستعد لـ »مطبق من أمبارح«

حوار: محمد قناوى 

صعد النجم الشاب محمد رجب إلي سلم النجومية بخطوات ثابتة ولكنها لم تكن سهلة حيث بدأها بأدوار صغيرة اصقلت موهبته ومع كل دور جديد يؤكد انه ممثل متعدد المواهب يستطيع لعب كل الادوار والشخصيات قدم الكوميدي والتراجيدي والحركة والاكشن وعندما حصد البطولة المطلقة كانت عن جدارة .. ومحمد رجب مشغول حاليا بتصوير المشاهد الأخيرة في التجربة السينمائية التي تجمعه بأحمد عز بعنوان "الحفلة " وسيتم عرضها خلال موسم نصف العام الدراسي

·     < في البداية سألت محمد رجب حول حقيقة ما تردد عن الخلاف الذي نشب بينه وبين احمد عز اثناء تصوير الفيلم ؟

ـ قال: ما تردد عن وجود خلاف بيني وصديقي احمد عز ما هو إلا شائعة سخيفة فعلاقتي بأحمد عز قوية للغاية ولا أدري لماذا كلما اجتمع نجمان في عمل فني واحد، تُثار حولهما شائعات الخلافات وهذا الفيلم هو التجربة الثالثة بيني وبين عز بعد فيلمي "مذكرات مراهقة" و"ملاكي إسكندرية"وتربطنا صداقة قوية منذ ذلك الحين.

·        < وما ملامح فيلم " الحفلة " الذي جمع بينكما؟

ـ الفيلم تأليف وائل عبدالله ويشاركنا البطولة جومانا مراد وروبي وأحمد السعدني وأخراج أحمد علاء وهو تجربة جديدة في السينما تجمع ما بين اللايت كوميدي والحركة والأثارة وهذا ما جذبني للفيلم وأقدم فيه شخصية ضابط مباحث يحقق في قضية قتل ويدخل في العديد من الصراعات المثيرة.

·        < لماذا تشارك في فيلم بطولة مشتركة بعد أن حققت بطولات منفردة؟

ـ قبولي بطولة مشتركة ليس عيبا المهم أن يكون الدور محوريا ومؤثرا في الأحداث واذا نظرت لتاريخ السينما المصرية تجد انها اعتمدت بشكل كبير علي البطولات الجماعية وكانت التجربة ناجحة وانا لا اقيس ادواري بطولها في السيناريو بل بقيمة وتأثير الدور وما جذبني لـ "الحفلة"أنني وجدت سيناريو أكثر من رائع ومكتوبا بلغة سينمائية متميزة بالاضافة إلي أن الصراع في الفيلم يقدمني أنا وعز بشكل مختلف وجديد الخلاصة أراهن علي " الحفلة "أنه تجربة سينمائية متميزة ومختلفة.

·        < هل تري أن المستقبل في السينما لعودة البطولات الجماعية؟

ـ اتفق معك في ذلك وهناك العديد من التجارب الناجحة في الفترة الاخيرة اعتمدت علي البطولات المشتركة وفي السابق كانت هناك عدة أسباب دفعت المنتجين والنجوم لتقديم أعمال تعتمد علي النجم الاوحد أولها عدم قدرة المنتجين علي الجمع بين نجمين في عمل واحد بسبب الاجور أما السبب الثاني فيتعلق بالكتابة فقد كانت السيناريوهات في وقت تكتب علي مقاس نجم واحد خوفا من ألا تجد المؤلف شركة أنتاج تنفذ العمل , وأنا كفنان لست ضد فكرة البطولات الجماعية ولكن بشرط توافر الموضوع المناسب والانتاج المتميز.

·        < وما حكاية النيولوك الذي ستظهر به في "الحفلة"؟

ـ اطلقت شاربي من اجل شخصية الضابط حتي ابدو أكبر سنا كما انه نوع من التغيير في الملامح الشكلية وبعد انتهاء تصوير الفيلم لن أتخلي عن هذا الشارب بعد الانتهاء من التصوير إلا إذا جاءني دور آخر يستدعي ذلك.

·        < المتابع لافلامك يلاحظ تحولك من أدوار الشر إلي الكوميديا إلي الحركة .. لماذا ؟

ـ في بدايتي شخصية الشرير ووصل بي الأمر إلي حد أني لم أكن أتوقَّع الخروج منها، وهو ما أصابني بالكثير من الإحباط، خصوصًا أنَّ علي الفنان التنويع في أدواره إلي أن قدمت دوري في مسلسل"لقاء علي الهوا" مع يسرا وكان هذا الدور بمثابة الباب الذي خرجت منه من الادوار الشريرة وحدث التحول في مشواري ثم قدمت فيلم "1/8 دستة أشرار" فقدمت الشر ولكن بطريقة "اللايت كوميدي" وحاز علي إعجاب الجمهور، الأمر الذي شجعني علي الخروج أكثر من جلباب الشرير الفظ إلي الشرير خفيف الدم أو الظريف، وطوَّرت تلك الشخصيَّة في أفلامي التالية، وهي "كلاشينكوف"، و"المشمهندس حسن" "محترم إلا ربع"، الذي ساهم في ابتعادي عن الشر تماما.

·        < كيف تري المنافسة بينك وبين أبناء جيلك ؟

ـ أنا لا أنظر إلي غيري. ولكنني أحاول الاجتهاد في عملي لكي أظهر بصورة تلاقي نجاحا لدي الجمهور. وأنا بعيد عن المنافسة مع غيري، وأتمني النجاح لهم، فلا يمكن أن يظهر نجم إلا وسط النجوم، فبذلك نستطيع أن يكون لدينا جيل من النجوم.

·        < وإلي أين وصل فيلمك" مطبق من امبارح " الذي توقف الاستعداد له؟

ـ هذا الفيلم كان من المفترض تصويره الصيف الماضي وعندما بدأنا التجهيز النهائي وتحديد أماكن التصوير وجدنا أن الفيلم يحتاج لتنفيذ مطاردات في الشوارع وكانت ظروف مصر في تلك الفترة لا تحتمل تصوير مطاردات ومفرقعات فقررنا التأجيل وسوف أبدأ تصويره بعد الانتهاء من تصوير " الحفلة" مباشرة ويشاركني البطولة الفنانة الجميلة ميرفت أمين في أول لقاء لي معها ومعنا باسم سمرة

·        < وما جديدك في مجال الدراما في ظل ابتعادك عنها عدة سنوات ؟

ـ أمامي ثلاثة سيناريوهات تليفزيونية ولم أحسم قراري باختيار أحدهما حتي الآن وفور الاستقرار علي النص سأبدأ التصوير فورا ليعرض في رمضان المقبل وخلال الفترة الماضية اعتذرت عن عدد من الاعمال وكان ذلك نابعا من عدم اقتناعي بما كان يعرض علي فقد وجدت الأعمال المعروضة لاتشبعني فنيا وكان مسلسل "الصفعة" و"الاخوة اعداء " آخر الأعمال التي اعتذرت عنها.

أخبار اليوم المصرية في

28/12/2012

 

مصور قتيل..

الخلطة السحرية لصناعة عمل محبط!

بقلم: أحمد شوقي 

صناعة الفيلم السينمائي هي عملية يتم فيها خلط عناصر مختلفة، بعضها ذو طبيعة فنية والآخر ذو طبيعة تقنية وتنفيذية. وبينما يعتبر المخرج هو الطاه الذي يشرف على صنع هذه الخلطة، فإن المؤلف أشبه بمورّد الخامات الذي تتوقف جودة العمل بشكل كبير على ما يقدمه، ومهما كانت مهارة الطاه الإخراجية أو جودة طريقة التقديم، فمن الصعب جدا الخروج بنتيجة مرضية باستخدام مادة خام مليئة بالعيوب "الدرامية بالطبع".

جالت هذه الأفكار في ذهني خلال مشاهدة فيلم "مصور قتيل" الذي مثل مصر في الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. فالفيلم يحمل أسم مخرج أظهر موهبة واضحة في عمله الأول، وهو كريم العدل الذي جاء فيلمه السابق "ولد وبنت" أفضل بكثير من أعمال مخرجين متمرسين. ويحمل كذلك أسم مؤلف شاب أثبت حضوا وصار ملء السمع والبصر كمخرج ومؤلف ومونتير بل وكاتب ساخر وناشط سياسي، وهو عمرو سلامة الذي يكتب لأول مرة سيناريو لا يقوم بإخراجه. وكذلك يحمل أسماء طاقم تمثيل مكون من مجموعة من النجوم الصاعدين الذين أثبتوا موهبة كبيرة كإياد نصار ودرة زروق وحورية فرغلي، بالإضافة إلى عناصر إنتاجية تبشر كلها بعمل طموح يفترض أن يحمل روحا جديدة.

ولكن بالرغم من كل أسباب التفاؤل فإن العمل جاء محبطا جدا، كطبخة مقدمة بطريقة أنيقة لكنها سيئة المذاق. وهي مسؤولية يحمل المؤلف الجزء الأكبر منها لأنها عيوب في "المادة الخام الدرامية"، ويحمل المخرج الجزء الباقي بموافقته على تقديم عمل يشوبه هذه العيوب، وبمحاولته للإفراط في الشكلانية التي لم تتمكن إطلاقا من إخفاء العيوب الجوهرية في الحكاية، خاصة وأن فيلم الجريمة التشويقي تظل الحبكة دائما هي معيار الحكم عليه. لذلك فقد وجدت فيلم "مصور قتيل" عملا مثاليا تماما لنأخذه كنموذج نوضح من خلاله الخلطة السحرية لصناعة فيلم محبط، وهي كالآتي..

أولا: اخدع مشاهديك

أفلام الجريمة التشويقية بكل صورها المختلفة تقوم على فكرة عامة واحدة هي وجود جريمة يتم دفع المشاهد للاهتمام بالعثور على مرتكبها، وغالبا ما يتواجد بطل يقوم بالبحث عن هذا الجاني ليخوض الجمهور رحلة التحقيق من خلاله. ويقول أساتذة السيناريو أن الطريقة الأفضل لصياغة الأمر هو أن يتم تقديم نفس الأدلة التي يراها البطل للمشاهد، ويكون تحدي المؤلف هو جعل الأدلة متواجدة أمام أعين الجميع لكن أحدا لا يتمكن من ربطها معا، حتى ينجح البطل في النهاية في الأمر ليكتشف المشاهد أن كل شيء كان واضحا أمامه بالفعل لكنه لم يتمكن من تكوين الصورة الكلية الصحيحة.

الطريقة الخاطئة أو لنقل الأقل إشباعا للمشاهد هي الحبكة غير العادلة أو unfair plot. وهي الدراما التي يتم فيها إخفاء بعض الأدلة والتفاصيل عن الجمهور بينما يعرفها البطل. وعبر إخفاءها يحافظ المؤلف على التشويق قائم حتى النهاية التي تظهر فيها أبعاد الحقيقة، والرهان وقتها يكون على ذكاء الحل بحيث لا يشعر المشاهد أنه قد تم التلاعب به وأنه كان قادرا على التوصل للحل مبكرا فقط لو توافرت لديه المعلومات التي يعرفها البطل. لكل طريقة مريديها والمنتمين إليها، وفي معظم الأحيان تعتبر الحبكة غير العادلة عيبا دراميا يفسر كضعف من الكاتب، ولكنه يظل ضعفا يمكن تمريره أو التغاضي عنه، أما ما فعله عمرو سلامة في "مصور قتيل" فهو كارثة درامية لا يمكن إطلاقا التغاضي عنها.

سنبدأ من النهاية التي يفترض أنها انقلاب درامي مفاجئ twist  يدهش الجمهور، وهي اكتشافنا أن البطل هو نفسه المجرم الذي ارتكب جرائم القتل وعلى رأسها قتل زوجته، وذلك لأنه تعرض لحادث امتلك بعده القدرة على مشاهدة المستقبل فأصبح يقتل من يراهم يرتكبون جرائم حتى يمنع شرورهم، ثم أقدم على قتل زوجته عندما شاهدها تخونه في المستقبل. الكارثة هنا ليست في الحل نفسه ولكن في تفاصيله وما يترتب عليها، فالبطل كما يظهر في النهاية لا يعاني من أي هلاوس أو ضلالات، والمنطق الفيلمي يؤكد حتى اللحظة الأخيرة قدرته على رؤية المستقبل، وبالتالي فهو واع تماما بأنه مرتكب هذه الجرائم ويمتلك مبرره الشخصي لما فعل. والسؤال هنا يصبح: عن ماذا إذا كان البطل يبحث طوال الساعة والنصف السابقة؟!

أنت أمام عملية غش وخداع مكتملة الأركان: قاتل يدرك تماما فعلته ويبررها لنفسه، لكنه يقوم لسبب غير مفهوم بالبحث عن مرتكب نفس الجرائم، ويتخذ موقفا عدائيا من زوج شقيقته الضابط لأنه لا يبذل الجهد الكافي في مطاردة القاتل، وغيرها من التصرفات التي يستحيل أن تتسق منطقيا مع الطريقة التي تم حل القضية بها، ولكنها جاءت وشغلت الجانب الأكبر من زمن الفيلم فقط ليخدع صناعه المشاهدين، أو بالتعبير الدارج "يشتغلونهم". الاشتغالة تظل اشتغالة مهما كانت مبهرة الصنع، والمشاهد سيكتشف ببساطة وهو لم يغادر قاعة السينما بعد أن صناع الفيلم قد قاموا بغشه لإيهامه بأنهم يقدمون حكاية غامضة ومشوقة.

ثانيا: خاصم المنطق

من الطرق الجيدة أيضا لإضعاف أي دراما اعتمادها على المصادفات وافتقادها للمنطق. وفي فيلمنا هذا نشاهد رجل قام بقتل زوجته الحبيبة لأنه شاهد رؤية لها وهي تخونه في المستقبل مع صديقه المقرب ومدير أعماله، ولكنه حافظ على صداقته بنفس الشخص وواصل العمل معه بشكل طبيعي وكأن شيئا لم يكن! خصام للمنطق؟ بالطبع.. لكن الكاتب كما قلنا كان يبحث عن حبك "الاشتغالة" أكثر بكثير من المنطق الفيلمي.

وحتى في حكاية شخصية تواجدها منطقي في الدراما، وهي شخصية درة زروق صديقة الزوجة التي روت لها عن الجرائم التي يرتكبها زوجها، لتحاول الصديقة بعد مقتل صديقتها أن تدخل في حياة الزوج بحجة العمل لتحاول تحليل شخصيته اعتمادا على خبرتها كطبيبة نفسية. إلى هنا وبناء الدراما سليم، ولكن الكاتب وجد نفسه في مأزق الشخصية الكاذبة التي رسمها للزوج المكتئب بعد مقتل زوجته والتي سترفض تلقائيا أي عمل يعرض عليها، فما كان منه إلا أن لوّى عنق الحقائق ليجعل صديقة الزوجة ـ بالمصادفة البحتة ـ هي ابنة صاحبة شقته القديمة، وجعله يقابل ـ بالمصادفة البحتة ـ نصاب يبيع له كاميرا سحرية تجعله يعتقد أن هناك جريمة وقعت في المنزل قديما، ليبدأ في البحث عن ابنة صاحبة المنزل التي يفترض أنها المتواجدة في الصور، وبالتالي فيسقط قناع الشخصية ويوافق على الوظيفة التي تعرضها صديقة الزوجة عليه، فهو أيضا كان يبحث عنها. وكان من الممكن بالطبع ألا يعلم البطل أن الفتاة يبحث عنها هي نفس المرأة التي تطلبه في العمل، فعالميه الشخصي والمهني مختلفين لا يلتقيان، لكن منطق المصادفة البحتة الذي يحكم دراما الفيلم حتم عليه أن يراها تدخل عمارة صاحبة المنزل أثناء خروجه منها فيستنتج أنها ابنتها وبالتالي يوافق على العمل معها. وكم من الجرائم الدرامية ترتكب باسم المصادفة!

ثالثا: تفرع خارج موضوعك

وإذا كان يمكن تصنيف الفيلم بسهولة بأنه فيلم جريمة تشويقية يقوم على إطار ما وراء نفسي "باراسيكولوجي"، فإن صناع الفيلم يتناسون هذا التصنيف مرتين، الأولى عندما يدخلون المشاهد لزمن ليس بالقليل في قضية جانبية عن الكاميرا القديمة التي اشتراها البطل، ليتحول السؤال المطروح فجأة من سؤال بوليسي لآخر خوارقي يصلح لأفلام الرعب. وهي تفريعة درامية ليست فقط معدومة القيمة النهائية في سياق حبكة الفيلم الحقيقية، وتضم مشاهد طويلة لا علاقة لها بجو الفيلم العام أبرزها مشهد لقاء البطل بجامع التحف العجوز، ولكن الكاتب لم يهتم أساسا بإنهاءها بشكل منطقي، واكتفى بنهاية مقتضبة يعرف فيها البطل أن من باع له الكاميرا كان يخدعه بما قاله عن تاريخها الغامض، دون وضع تفسير مقبول للصور الغريبة التي التقطتها الكاميرا. ونشدد هنا على أن البطل لا يمتلك هلاوس بصرية ولكنه وطبقا لمنطق الفيلم يرى المستقبل فعلا، أي أن تفسير الأمر بأنه تهيؤات هو تفسير غير مقبول على الإطلاق.

المرة الثانية التي يتفرع فيها الفيلم خارج سياقه هي جلسة العلاج التي تجريها الطبيبة النفسية للبطل، والتي أتت تفاصيلها ركيكة أقرب لمحاضرات التنمية البشرية السطحية، بصورة أقل بكثير من التأثير على شخصية يفترض فيها التعقيد والتلوث كشخصية البطل. وإذا كان الخروج عن السياق في المرة الأولى قد أتى في صورة حكاية تمتلك جاذبيتها الخاصة حتى وإن كانت بعيدة عن الفيلم ذاته، فإن الخروج الثاني جاء مفتقدا لأي جاذبية من أي نوع، درامية كانت أو غير درامية.

رابعا: افرط في الإخراج

هذه المرة الوصفة تتعلق بالمخرج كريم العدل، والذي يبدو أن رغبته في إثبات قدراته الإخراجية مع محاولته للتغطية على عيوب السيناريو جعلاه يقوم باستخدام كل الحيل الممكنة في الإضاءة والزوايا وحركة الكاميرا، بصورة تخطت كثيرا إطار المعقول لتدخل في حيز الإفراط غير المبرر في الشكلية التي لا يحكمها منطق واضح.

فلا يوجد سياق بصري واحد يجمع مشاهد الفيلم، والرهان دائما يأتي على التكوين الجمالي والإضاءة الذكية حتى لو لم يحتج المشهد هذا. بل أن غياب السياق يظهر أحيانا داخل لقطات المشهد الواحد، ففي مشهد يقف البطل يتحدث في الشرفة مع شقيقته عن والدهما، ليتنقل المخرج أكثر من مرة بين لقطات متوسطة أحادية تم تصويرها بشكل طبيعي تماما، وبين لقطة تأسيسية واسعة تظهر الشخصيتين من الخلف بإضاءة سيلويت تخفي ملامحهما. وهي لقطة لا تظهر في بداية المشهد فقط كنوع من التأسيس، ولكننا نذهب ونعود إليها أكثر من مرة في مشهد لا يحمل أي نوع من الغموض أو التوتر الذي يبرر هذا التوظيف. وحتى لو وجد المبرر فلن يفسر توظيفها في بعض لقطات المشهد وترك باقي اللقطات طبيعية.

المثال السابق ليس إغراقا في التفاصيل ولا تصيدا للأخطاء، ولكنه توضيح لخطأ رغبة المخرج في تجربة كل شيء وإظهار كل القدرات في وقت واحد، وكريم العدل أثبت بالفعل أنه مخرج جيد فليس بحاجة لانتزاع هذه الشهادة من أحد، وعليه أن يعمل في المستقبل على توظيف هذه الموهبة بشكل أكثر حنكة لأن الإخراج هو اختيار تقني وفكري معا.

وفي النهاية

الحساب يكون على قدر التوقعات، والتعامل مع فيلم صنعه الهواة أو تجار الأفلام يختلف مع فيلم يفترض أن يعبر عن مستقبل السينما المصرية، والقسوة أحيانا تعتبر فرضا على من يرغب في إظهار السلبيات حتى يتم التغاضي عنها في الأعمال المقبلة، أملا في جيل يعيد للسينما المصرية شبابها. وأول خطوة في هذا الطريق هي أن يعمل كل شخص فيما يجيده ويطور أدواته فيه، فنحمي أنفسنا من التعامل السيء مع بعض العناصر، والاستخدام المراهق لعناصر أخرى.

عين على السينما في

28/12/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)