حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يدور حول صراع فتى ضائع في البحر ووحش مفترس على متن مركب

المخرج أنغ لي حول «حياة باي»: الفيلم عن الإيمان وحاجتنا إليه

لوس أنجليس: محمد رُضا

 

* بتقنيات اليوم المتوفّرة لا يصعب تصوّر حشر حمار وحشي وغوريللا وضبع ونمر وبني آدم فوق مركب صغير. لن يستطع بالطبع أي من هذه المخلوقات التعايش مع الآخر. الضبع بشراسته المعهودة سوف يستطيب قتل الجميع باستثناء النمر لأنه لا يقدر عليه. وفي فيلم آنغ لي الجديد «حياة باي» هذا ما يفعله إذ يقفز على الحمار الوحشي ويبقر بطنه، ثم على الغوريللا ويقضي عليها ويتطلّع صوب باي، ذلك الفتى الهندي الذي اعتقد أنه نجا بنفسه من الغرق في اليم فإذا به يكتشف أن عليه مشاركة المساحة المحدودة مع تلك المجموعة، ويود القفز عليه ونهشه لولا أن النمر يخرج من حجرة المركب وينقذ حياة باي بقتله الضبع لينفرد هو به حين يجوع.

ليس فيلما مسالما رغم باقي حكايته حول ذلك الشاب الذي خاض مغامرة مشكوك بروايتها. فهو، وبعد مخاطر جمّة، ينجح في التعايش مع النمر فارضا عليه «الحل السلمي» الذي يرتئيه هو مبقيا النمر تحت سطوته. المخرج آنغ لي المولود في تايوان سنة 1954 قبل ما رفضه مخرجون آخرون: تحقيق فيلم عن رواية صعبة. قبوله تحقيق رواية يان مارتل، التي بقيت طويلا على الرفوف، يؤكد ما لاحظناه حين قام المخرج، سنة 2005 بتحقيق «بروكباك ماونتن»: لا تستطيع التكهّن بخطوة المخرج التالية. آنغ لي من أولئك الذين يختارون مشاريعهم من دون محاولة الانتماء إلى منهج ما أو نوعية معيّنة، من الكوميديا الصينية - الأميركية في «مأدبة العرس» (1993) إلى الأدب الإنجليزي في «العقل والعاطفة» (1995) ومنه إلى طرح اجتماعي أميركي خالص في «عاطفة ثلج» (1997) وبعد ذلك فيلم كونغ فو ونينجا ذائع هو «نمر رابض، تنين مختبئ» (2000) وبعده فيلم من السوبر هيرو هو «ضخم» (2003) وبعد ذلك دراما عاطفية عن الحب بين رجلين في «بروكباك ماونتن» (2005). كل هذه وسواها أفلام كل منها حدث حين لم يكن من المتوقّع حدوثه بحيث جعل آنغ لي، وبرضاه، أكثر المخرجين كسرا للتوقّعات حاليا، وهذا ما يحدث مجددا في «حياة باي» الذي افتتح مهرجان «دبي السينمائي الدولي» الأخير.

* وفيما يلي نص الحوار مع آنغ لي:

·     حين شاهدت الفيلم لم يعد السؤال الأول لم اخترت هذه الرواية الصعبة، بل كيف قمت بتحقيقها. إنها صعبة العمل ولا عجب أن مخرجين آخرين اعتذروا عنها؟

- نعم هي صعبة التنفيذ وأول ما أدركته حين قرأت الرواية هي أنها بحاجة إلى تكنولوجيا تستطيع إذابة كل مصاعبها. إذا اقتربت منها هي رواية فلسفية في الأساس وعلى الورق خالية التكلفة. كما تعلم تستطيع أن تكتب ما تريد فأنت لا تستهلك سوى الكلمات. أما على الشاشة فإن كل كلمة قد تكون مكلفة كثيرا. وبقدر ما وجدت أن الرواية فلسفية بقدر ما أثارتني الحكاية كمغامرة للأولاد. حالما تجد طريقك بين هذه الجوانب، الفلسفة والمغامرة والفانتازيا وحالما تعرف أن التكنولوجيا تستطيع حل كل الصعاب مهما كانت مكلفة تنتقل إلى مرحلة العمل الفعلي لأنك الآن أصبحت تدرك كيف ستحقق الفيلم. ما هي خطواتك العملية لتحقيقه.

·        لكن هل هذا الإدراك هو نهاية الصعوبات؟

- لا بالطبع. بل هي نهاية صعوبة التفاهم مع الرواية وإيجاد الكيفية النظرية لصياغة الفيلم. الصعوبات الأخرى تبدأ على الفور. لقد شاهدت الفيلم وتعرف لا شك قدر الصعوبة الماثلة. لديك فتى ضائع في البحر وعلى متن المركب وحش مفترس ومعظم الفيلم يدور حول كيف يستطيع ذلك الشاب البقاء حيّا. ثم هناك الحيوانات الأخرى في البداية. أقصد أن أقول: إن تصوّر كل ذلك هو كابوس، لكن ما أن تضع لنفسك خطّة العمل تدرك أنه ما زال لديك مشكلة: كيف تضع كل ذلك في صياغة فنية كتجربة سينمائية وهذه هي الصعوبة الأكبر. أكثر صعوبة مما توقّعت.

·        تختار مشاريعك بنفسك ….

- (مقاطعا) ودائما أشعر أن اختياري كان فعلا غبيا في الأساس (يضحك).

·     فجأة قبل نهاية الفيلم تطرح مسألة أن يكون كل ما شاهدناه هو ما حدث فعلا لباي كما يروي الأحداث بنفسه، أو أنه كان يكذب وأن ما حدث معه مختلف جدا وأكثر واقعية. ألا تعتقد أن إيراد هذا الاحتمال يضعف الفيلم؟

- لا على الإطلاق. أعتقد أنها تحرك في المشاهد الرغبة في التساؤل حول أي من الروايتين هي الصحيحة.

·        لكن الفيلم مبني على أن الرواية التي استغرقت نحو ساعة ونصف هي الصحيحة.

- لا. هذا ما يرويه باي لمستمعه وما نشاهده هو ترجمة بصرية لما يرويه. لكن أحدا لا يذكر في الفيلم أن ما يرويه هو الحقيقة. هناك أكثر من جانب للحكاية.

·     هنا تبرز نقطة مهمّة في هذا الفيلم: عليك أن تؤمن بما لا يمكن تصديقه. بما لا تراه. هذا مفهوم ديني. أليس كذلك؟

لقد ذكرت قبل قليل أن الرواية فلسفية وقصدت القول: إنها كذلك لأنها تتعامل مع هذه النقطة بالتحديد. موضوع الإيمان وحاجتنا إليه. نحن، أو بعضنا، يؤمن بما لا يبدو لنا… هو خارجي ليس لدينا برهان عليه، لكننا نؤمن به. والحكاية تروّج لذلك. قصّة باي في البحر ومغامرته للبقاء حيّا قد لا تصدّق… وباي يسأل مستمعه بعد أن روى له الحكايتين، الخيالية والأكثر واقعية أيا منهما يريد أن يصدّق فيقول له الخيالية. هذا هو المفهوم.

·     أعرف أنك صوّرت الفيلم حسب تتابع الأحداث. صوّرت المشهد الأول أولا وبعد ذلك الثاني وهكذا. لماذا كان هذا مهمّا لديك؟

- صوّرنا حسب تتابع الأحداث لأن طبيعة العمل تقبل ذلك. عادة تصوّر مشاهدك التي تقع في مكان معيّن أو في زمن معيّن على نحو متتابع بصرف النظر عن تباعدها مشهديا. لكن لم يكن هناك داع هنا. وهذا مريح… ربما مصدر الراحة الوحيد في عمل محفوف بالتحديات. كذلك ساعدني التصوير حسب تتابع السيناريو على معايشة الرحلة ذاتها.

·     تناقلت الصحف أن ثلاثة آلاف مرشّح قاموا بالتمثيل الاختباري راغبين في الفوز ببطولة الفيلم، وذلك قبل أن تختار بالطبع سراج شارما للبطولة. كيف أجريت هذا الاختبار ولماذا سراج دون سواه؟

- أردت شابا في مثل هذا العمر، وأردته بريئا. لم يعرف الكاميرا من قبل. لذلك لم أتوجّه إلى وكالات المواهب في الهند أو في أميركا أو سواهما، بل أرسلت كشّافين إلى مدارس الهند لتبحث عمن يمكن له أن يكون «باي» المثالي. ذهب الكشّافون إلى كل مدينة هندية وهؤلاء سجّلوا أكثر من ثلاثة آلاف اسم لمتطوّع يرغب في إجراء امتحان موهبة. شاهدت الأفلام التي صورت معهم ومن هذا الرقم نزلنا إلى اثني عشر مرشّحا وذلك بعد ثلاث دورات تصفية. وفي كل مرّة كانت صورة سراج تبرز بين الصور. تجاربه كانت ناجحة لكن ما جذبني إليه هو أنه بدا كما لو كان «دودة كتب»… كثير الاطلاع. يلبس نظّارة ويبدو من النوع الحريص على تثقيف نفسه. ليس فقط أنه كان ملائما في هذا النطاق، بل وجدت أن سراج يملك ما لا يملكه الكثيرون حتى من بين المحترفين وهي الموهبة النادرة للبقاء على مستوى متحفّز من الحضور. لم يتأخر عن موعد واحد. لم يفتر حماسه. لم يصب بجرح. لم يمرض. لم يذب. لم يتصرّف بسلوك عدائي أو غير سليم. وبينما كنا ننصرف إلى وجبة الغداء ظهر كل يوم، كان ينصرف هو إلى التمارين الرياضية لأنه كان عليه أن ينحل. أن يخسر وزنا. وفعل ذلك بتواصل مثير للإعجاب.

جولة بين الأفلام الجديدة

* من حروب الفضاء إلى حروب الأرض

* من هو المرشّح الأول لإخراج حلقة جديدة من مسلسل «ستار وورز» السينمائي؟ قبل يومين أطلق المنتج والمخرج ج.ج. أبرامز (الذي أخرج فيما أخرجه جزءا آخر من مسلسل شبيه هو «ستار ترك» بأنه رفض عرضا لإخراج «ستار وورز» الجديد تسلمه من المنتجة كاثلين تيرنر التي آل المشروع إليها من صاحبه السابق جورج لوكاس. ولم يشأ أبرامز الإفصاح عن السبب لكن المعتقد هنا، في هوليوود، أن أبرامز يفضل العودة إلى سلسلة «ستار ترك» على الانضمام إلى ركب «ستار وورز»

* ديفيد فينشر، المخرج الشهير بـ«زودياك» و«سبعة» و«الشبكة الاجتماعية» هو أيضا على رادار كاثلين تيرنر التي تعمل الآن رئيسة إنتاجات شركة «ديزني»، المالكة الجديدة لـ«ستار وورز» (ما يجعل جورج لوكاس أحد أثرى العاطلين عن العمل حول العالم إذ تجاوزت قيمة الصفقة التي أبرمها مع ديزني، كما أشرت حينها، إلى أكثر من 4 بلايين دولار). على عكس أبرامز، لم يرفض فينشر العرض ويدرسه حاليا

* وسيرة المخرجين والخيال العلمي تحتّم ذكر أن المخرج جيمس كاميرون في حمى انشغاله الحالي بتحقيق جزأين جديدين من «أفاتار» متورّط بإنتاج ثماني حلقات تسجيلية حول التلوّث البيئي وما يحدث للأرض من تبعات وقد اختار الممثل جورج كلوني لكي يقوم بتفعيل السلسلة إذ هو سيكون المعلّق والباحث في واقع ما يحدث على سطح الأرض وأجوائه. المسلسل ليس سينمائيا بل تموّله محطة «شوتايم» الأميركية

* في العروض الجديدة إذا النسخة الموسيقية من رواية فيكتور هوغو «البائسون»، كما قام بها المخرج البريطاني توم هوبر وببطولتها كل من راسل كراو (الذي استضفناه هنا على صفحاتنا في حديث تم بيننا في شهر أكتوبر/ تشرين الأول) وهيو جاكمان. Les Miserables (أو Les Miz كما تطلق الصحافة الأميركية على الفيلم) ينتظر له نجاح كبير في اليابان حيث لرواية فيكتور هوغو معجبون كثيرون. في الحقيقة، قام اليابانيون قبل أعوام قليلة بتحويل هذه الرواية الضخمة إلى فيلم أنيماشن (أو أنيمَ بالأحرى وهو مدرسة يابانية في الأنيماشن) بنجاح كبير حينها

* «البائسون» ليس الجديد الوحيد الذي ينطلق هذا الأسبوع في كل مكان بل يلازمه فيلم في غاية البعد نوعا وجمهورا هو «دجانغو طليقا» (أو دجانغو غير مقيد بسلاسل) حرفيا. وهو أيضا ينال تقريظا واسعا من قِبل النقاد وكذلك من قِبل هواة أفلام المخرج كوينتن تارانتينو الذي لا يبدو أن فيلمه هذا آيل إلى ترشيحات الأوسكار الرسمية حسبما يرى في تصريح له يقول فيه: «لنكن صريحين. أفلامي لا تسير في ذلك الطريق، لكني سأكون في غاية السعادة إذا مشى الأوسكار في طريقها»

بين الأفلام

* حياة عائلية نحن بغنى عنها This Is 40 هذا هو سن الأربعين إخراج: جَد أباتوف.

أدوار أولى: بول رَد، لسلي مان، ألبرت بروكس.

التقييم: (1*) (من خمسة).

* عروض: دولية

* ليس صحيحا الشعور بخيبة الأمل، أو بالإحباط، حيال فيلم جَد أباتوف الجديد هذا، نظرا لأن هذا المخرج والكاتب والمنتج لم يطرح نفسه مطلقا كمارتن سكورسيزي، ألكسندر باين أو حتى كصوفيا كوبولا أو وس أندرسن. بل دائما ما سعى لتوليفة كوميدية تخطئ أكثر مما تصيب ما يجعل من معظم أفلامه حالات قصصية هامشية رغم نجاحاتها السابقة.

لكن هذا الفيلم يختلف في أنه منتم إلى الكوميديا، كنوعية، ولو أنه يخلو مما يُثير الضحك. سمّه فيلما يقف موزّعا بين الدراما والكوميديا من دون أن يحقق لا في هذا الجانب أو ذاك ما يجعله ذا مغزى. والأكثر بعدا عن المفادات هو أن المخرج، في تصريحات متعددة، أصر على القول: إن ما نراه هو سيرة حياته ولذلك استعان بزوجته لسلي مان وبابنتيه إيريس ومود في الأدوار الرئيسية. لكن ما نراه لا يداهمنا كنقل واقعي ولا كحالة صادقة النوايا والمصادر. بكلمة أخرى، ما نراه لا يختلف في شيء عن فيلم خيالي تماما.

هذا يتبلور كوضع صحيح نظرا لأن شخصيات مماثلة في أوضاع ليست بعيدة كان أباتوف قدّمها سنة 2007 في فيلم بعنوان Knocked Up. ليس فقط أن ذلك الفيلم كان توليفة عادية نفخ فيها النقاد الغربيون حتى بدت أكبر حجما وأهمية مما هي عليه، بل تحدّث عن شخصيات لم تصل إلى سن الأربعين ما يجعل من المقبول قول المخرج بأن هذا الفيلم هو تكملة لذلك العمل السابق. والعمل السابق، باعترافه هو، لم يكن مستلهما من حياته الخاصّة.

في Knocked Up تحدّث عن زواج سعيد ينهي به شخصيتيه الرئيسيّتين آنذاك سث روغن وكاثرين هيغل. هنا نراهما بعد سنوات من هذا الزواج وهما يترنّحان تحت تبعاته. غاب الحب بينهما وساد التأفف البرودة والشكوى وارتفع تباين وجهات النظر في كل شيء. وكما هي العادة في أفلام كثيرة يضيع وقتنا الثمين في نقاشات فوضوية وحوارات غير مجدية. أباتوف يربط كل ذلك ببلوغ بطليه سن الأربعين كما لو أنه ليس هناك من تجاوزها ولا يزال يعيش سعيدا.

الفيلم منساق كلّيا لإظهار أن كل هذا التذمّر السائد في بيت بطليه والمفروض على آذاننا هو طبيعي وروتيني وبل يفترض أن المشاهد سيستقبله بالترحاب ذاته الذي حظيت به كوميديات هوليوود البيضاء - السوداء. وهو يتجاوز ما قد يقترح وضعا كوميديا إلى وضع بالغ التفاهة حين يصوّر بطله يجلس فوق المرحاض من دون إغلاق باب الحمّام. ليس هناك أي خيال في ذلك، لأنه إذا ما أردت لمشاهد كهذه أن تعني شيئا فإن مرّة واحدة تكفي. لكن الغاية هنا، وفي أماكن أخرى، تبدو أقرب إلى الترحيب والتبنّي منه إلى النقد.

أباتوف فاقد التواصل مع الجمهور ومع ما يثيره ويرفّه عنه وما يسقط أرضا بلا حركة كهذا الفيلم. لكن الأكثر دلالة هو أنه، وإذا كان ما نراه هو قصّة حياته هو، فإنه فاقد الصلة بنفسه أساسا.

شباك التذاكر

* لم يستطع فيلم توم كروز الجديد «جاك ريتشر» مواجهة «ذ هوبيت» الذي احتفظ بالمركز الأول رغم خسارته نحو 60% من زخم الإقبال السابق. «هذا سن الأربعين» حط ثالثا و«حياة باي» تراجع أربع خطوات إلى الوراء.

1 (1) The Hobbit: An Unexpected Journey: $36، 705. 100 (3*) 2 (- ) Jack Reacher: $15، 702. 112 (3*) 3 (- ) This is 40: $12، 030. 690 (1*) 4 (2) Rise of the Guardians: $6. 029. 828 (2*) 5 (3) Lincoln: $5، 633. 243 (3*) 6 (- ) The Guilt Trip: $5، 440، 230 (2*) 7 (- ) Monsters، Inc.: $5، 037. 616 (3*) 8 (4) Skyfall: $4. 820، 299 (4*) 9 (5) Life of Pi: $3، 004، 362 (3*) 10 (6) The Twilight Saga: Breaking Dawn 2: $2، 001. 688 (2*)

سنوات السينما

1930: فيلم ديتريتش الأميركي الأول

* إذا ما كان «كل شيء هادئا على الجبهة الغربية» مثّل تجربة رائدة في سينما معادية للحروب، فإن فيلم لوي بونويل «عصر الذهب» قاد التجارب السينمائية نحو الأسلوب السوريالي ومنح سينما التأليف (أو سينما المؤلّف) عملا بقي مثار النقاش إلى اليوم.

في الوقت ذاته، كانت التجارب الأخرى لا تقل أهميّة: سينما البروباغاندا التابعة للآلة السوفياتية بقيت حاضرة عبر فيلم ألكسندر دوفجنكو «أرض» (الذي لديه علامات فنيّة بارزة رغم انتمائه السياسي) والسينما المقتربة من حكايات تقع في أرض العرب استمدّت بدورها خطّا جديدا عندما قام جوزف فون شتينبرغ بتحقيق «المغرب».

تقع أحداث هذا الفيلم ضمن إطار أفلام «الفيالق الأجنبية» حين ينضم غاري كوبر إلى الحامية ليصطدم بالقائد الصارم أدولف منجو. كلاهما يقع في حب مارلين ديتريتش الذي كان هذا الفيلم هو أول أفلامها في هوليوود، وأول فيلم جمعها مع المخرج شتينبرغ.

الشرق الأوسط في

28/12/2012

 

إحسان عبد القدوس صانع الحب محرر المرأة

أعد الملف سهير عبد الحميد و اية رفعت

فى الذكرى الـ22 لرحيل ملك الرومانسية إحسان عبدالقدوس المولود فى أول يناير 1919حرص عدد كبير من صناع أعماله على مشاركتنا الاحتفال بذكراه والحديث عن الذكريات التى جمعتهم به خاصة أن الفترة التى نعيشها حاليًا نفتقد فيها للحب والرومانسية التى شاهدناها فى أفلامه وتخيلناها فى رواياته وأعماله الخالدة. مما جعل كثير من النساء يتمنين أن يعود بهم الزمن ليجدن من يدافع عنهن ويدعمهن فى المطالبة بحقوقهن فى التحرر والحب فى الوقت الذى تعانى فيه المرأة من التجاهل ومحاولات التهميش.

قدمت أولى بطولاتى السينمائية من خلال رواياته

محمود ياسين: اختصنى بـ 13 فيلما وبصمته عالمية

كنت فى بداية مشوارى الفنى والسينمائى على وجه التحديد وقدمت الكثير من الأعمال خاصة على المسرح القومى، ثم تم ترشيحى لبطولة فيلم قصير عن إحدى القصص القصيرة لإحسان عبدالقدوس بعنوان «أختى» وكان معروفاً وقتها بأنه يختار عناوين قصصه بعناية وجذبنى الاسم بشكل كبير فوافقت على بطولته، وكان أول أفلامى مع الأديب الراحل ومع نجلاء فتحى، ثم فوجئت قبل انتهاء التصوير بترشيحى لأول بطولة سينمائية مطلقة فى فيلم «الخيط الرفيع» وهو من أروع روايات الأديب الراحل والتى كنت أحلم بتقديمها كمسرحية بجامعة بورسعيد.. هكذا. روى لنا الفنان محمود ياسين قصة بدايته مع الراحل إحسان عبدالقدوس، حيث يعتبر ياسين نفسه من أكثر نجوم جيله حظا لتقديمه أكبر عدد من الأفلام المأخوذة عن روايات عمالقة الأدب خاصة لعبد القدوس:

هل هو من رشحك لبطولة الفيلم؟

- لا، هو لم يكن يعرفنى سوى بالاسم فقط، تعرفنا بعد ذلك اثناء تصوير «أختي»، لكن من رشحتنى للبطولة هى النجمة فاتن حمامة وقد تعجبت لاختيارها لى للقيام بالبطولة أمامها بينما أنا كنت وقتها مازلت ممثلا صغيرا. كما اننى فوجئت بترشيحى لدور «عادل» خاصة انى لم اجد نفسى فى الشخصية عندما قرأتها.. ووقت التحضير لهذا الفيلم بدأت اتعرف على عبد القدوس واصبحنا أصدقاء.

ماذا عن أول لقاء بينكما؟

- اتذكره جيدا فأنا ذهبت لمقابلته فى نادى نقابة الصحفيين وكنت لأول مرة اذهب للنادى، وقد تعامل معى وكأنه يعرفنى منذ زمن بعيد، فهو كان انساناً بسيطاً ومتواضعاً. وقراءاتى المستمرة له واطلاعى على رواياته المختلفة جعلت من السهل على مناقشته والتعامل معه. حيث يجب على الفنان أن يكون مثقفا لكى يستطيع الحديث باستفاضة مع شخصية مثل عبد القدوس.

فى رأيك هل غيرت السينما من روايات الاديب الراحل؟

- لاأعتقد لأن السينما تبرز الروايات وتخلدها بشكل أوسع.. ولم يتم تغيير أى حدث فى الافلام التى قدمتها، ولكنى اذكر فى فيلم «الخيط الرفيع» أننى تعجبت من تقديم شخصية «عادل» التى ذكرها احسان بقسوة خلال الرواية الاصلية لكن فوجئت بتغييره فى بعض تفاصيل الشخصية حتى تظهر بمظهر لائق وأكثر حضارية بالفيلم.. وذلك كان بسبب قيام فاتن حمامة بدور البطوله حيث رأى المخرج بركات ان جمهورها لن يستوعب فكرة ارتباطها عاطفيا بشخص مثل عادل السيئ فى طباعه واخلاقه، لذلك تم تعديله بشكل يليق بمقامها.

كيف بدأت صداقتك بعبد القدوس؟

- منذ أول افلامى معه ثم قدمت بعدها 13 فيلماً مابين الروائى الطويل والقصير.. لقد كنت متحمسا وقتها لتقديم الروايات الاشهر للادباء المصريين العالميين مثل إحسان ونجيب محفوظ ويوسف السباعي.. لذلك كنت اقبل الروايات التى تعرض على على الفور.. أما على المستوى الانسانى فكان إحسان صديقاً مقرباً لى وكنت طول فترة حياته دائم السؤال عنه واستشيره فى بعض امور عملى الخاصة بعيدا عن العمل الذى يجمعنا.. كما كنت اصر على معرفة رأيه فى الامور العامة والتطورات التى تطرأ على السينما والمسرح.

هل كانت هناك رواية له كنت تتمنى تقديمها ولم تسنح لك الفرصة؟

- لا اعتقد ولكن كانت هناك رواية اعجبتنى بشدة وكنت اتمنى تقديمها منذ السبعينيات وتأخر تقديمها بضع سنوات وهى «القط أصله أسد» والتى تحولت لفيلم كوميدى لايت جميل فى منتصف الثمانينيات. وقد شاركتنى فيه البطولة الراحلة مديحة كامل واسعاد يونس.

هل تجد هناك اهمالاً من قبل بعض الجهات فى الاحتفاء بذكرى عبد القدوس؟

- بالتأكيد ولكن هذا الاهمال لن يؤثر على اسمه أو اسماء زملائه من جيل عمالقة الادب فى التاريخ فيكفى انه متواجد بأدبه وأفلامه التى من الصعب مسحها من الذاكرة سواء ذاكرة الادب او التاريخ او ذاكرة الجمهور. فهو له بصمة عالمية لا يمكن محوها.

لبنى عبد العزيز:

قدم قصة حياتى فى «أنا حرة»

بالرغم من تواجدها بالولايات المتحدة الأمريكية حاليا إلا أن هذا لم يمنع الفنانة لبنى عبدالعزيز من مشاركتنا فى الاحتفال بذكرى الأديب الراحل إحسان عبدالقدوس، خاصة وهى من أهم بطلات أعماله «أنا حرة» و«الوسادة الخالية» و«إضراب الشحاتين» حيث قالت عنه: كان إحسان صديقاً لوالدى وشجعنى باستمرار لدخول الفن خاصة عندما كان يشاهد المسرحيات التى كنت أقدمها على مسرح الجامعة الأمريكية،وأشارت إلى أنه عندما كتب فيلم «أنا حرة» أقنعها بتقديمه لأن يرصد قصة حياة فتاة تشبهها استطاعت أن تلتحق بالجامعة الأمريكية فى الوقت الذى كان فيه التعليم للفتاة لا يتجاوز مرحلة الثانوية العامة.

ورشحها أيضاً لعبد الحليم حافظ لتشاركه بطولة «الوسادة الخالية» أشهر الأفلام الرومانسية فى السينما المصرية والذى رسم مفهوماً جديداً للحب الأول.

وقالت: إحسان عبد القدوس كان العمود الفقرى فى حياتى الفنية فمشوارى السينمائى يتضمن 15 فيلماً منها خمسة أفلام له وكنت أستشيره فى كل كبيرة وصغيرة فى حياتى ونصائحه دائماً كانت مفيدة وعندما اتخذت قرار الاعتزال والسفر مع زوجى لأمريكا كان آخر من ودعنى من أصدقائى وأوصانى أن أعود لمصر مرة أخرى وألا أترك الفن.

ماجدة الصباحى:

قال لى «لو تزوجت سيتحول زوجى مديرا لأعمالى»

تذكرت الفنانة ماجدة أهم العبارات التى قالها إحسان عبدالقدوس لها فى مطلع الستينيات حيث قال لها من الصعب أن تتزوجى من أى شخص لأن زوجك سيتحول بعد زواجه منك إلى مدير أعمالك حيث أكدت أن عملها هو رقم واحد فى حياتها وبعده يأتى الزواج والأسرة وهذا جعل من ماجدة الكيان الفنى الذى نعرفه وأنها كانت تؤمن دائمًا أن المرأة إما أن تنجح فى العمل أو فى المنزل وأشارت إلى أنها كانت تجد فى روايات إحسان عبدالقدوس الشىء الذى تبحث عنه دائمًا لذلك قدمت معه أنجح الأعمال مثل «أنف وثلاثة عيون» و«نسيت أنى امرأة» الذى يرصد انشغال المرأة فى عملها على حساب نفسها وهو القريب من حياتها كفنانة وإنسانة أما الفيلم الذى تعتبره محطة مهمة فى مشوارها الفنى فهو فيلم «أين عمرى» الذى ناقش أهم مشاكل المراهقة وكيف يمكن سرقة عمر الإنسان عندما تتزوج المرأة بشخص أكبر منها سنًا.

نادية لطفى:

كنت اتسابق وفنانات جيلى على أفلامه

الفنانة نادية لطفى والتى قدمت أربعة أفلام لإحسان عبدالقدوس منها «النظارة السوداء» و«أبى فوق الشجرة» و«لا تطفئ الشمس» قالت: لم تكن علاقتى بإحسان عبدالقدوس علاقة عمل فقط وإنما كانت علاقة صداقة وتفاهم حيث نلتقى أسبوعيًا سواء فى الصالون الخاص به الذى كان يجمع عمالقة مصر من فنانين وأدباء ومفكرين أو فى بيت عز الدين ذوالفقار نتحدث فى كل شىء ليس فى الفن فقط وهذا هو الفرق بين زمان وأهل زمان وبين الزمن السيئ الذى نعيش فيه فكل شىء فيه أصبح مثل الأكل المسلوق لا طعم ولا رائحة وأعتقد أن الزمان لن يجود بمفكر وأديب مثل إحسان إلا بعد وقت طويل وأضافت: كانت فنانات جيلى يتسابقن على روايات إحسان عبدالقدوس ليقدمنها فى السينما حيث كان أقدر الكتاب على كشف قوة المرأة واستقلالها ورفضها للخضوع والاستسلام للرجعية وجعل من بطلاته نماذج إيجابية للبنت المصرية وقد قدمت من رواياته «النظارة السوداء» والتى اعتبرها من أجمل ما قدمت فى مشوارى واستقبل وقت عرضه استقبالاً حافلاً سواء من جانب النقاد أو الجمهور حيث تناول ببراعة مشاكل إحدى الفتيات التى لها أصول أجنبية وتعيش فى مصر وهى حالة استثنائية لا تمثل مشاكل المرأة وإنما التركيز كان على قضية ترويض المرأة الشرسة التى نشأت على حياة معينة وينجح حببيها فى تغيير مجرى حياتها أيضا فيلم «أبى فوق الشجرة» الذى استمر عرضه سنة كاملة فى السينما وحقق نجاحًا منقطع النظير وقدمت فيه دورًا جديدًا وهو شخصية الراقصة وهو دور لم اقدمه من قبل.

آثار الحكيم:

«أنا لا أكذب ولكنى أتجمل» تمرد على النهايات السعيدة

على الرغم من أن الفنانة آثار الحكيم لم تقدم سوى فيلم واحد لإحسان عبدالقدوس وهو «أنا لا أكذب ولكنى أتجمل» إلا أنها تعتبره نقطة تحول فى حياتها الفنية وأنه وضعها على بداية طريق النجومية وقالت: عندما وافقت على تقديم هذا الفيلم لم أكن أتخيل النجاح الذى سيحققه لدرجة أن المناقشات حول الفيلم كانت تدور فى الأتوبيسات والمواصلات العامة، فقدم عبدالقدوس فى هذا الفيلم صورة واقعية لشاب طموح يحاول أن يجمل من وضعه كابن رجل فقير يعمل فى المقابر وكان الجدل فى هذا الفيلم حول نهايته غير المتوقعة، وهى أن البنت الثرية ترفض الزواج من الشاب الفقير فالجماهير اعتادت أن تكون نهاية الأفلام سعيدة وحاول عبدالقدوس أن ينقل الواقع.

لا أنام

انتاج عام 1957، بطولة يحيى شاهين وفاتن حمامة وعماد حمدى وإخراج صلاح أبو سيف.

لا تسألنى من أنا

انتاج عام 1985، بطولة شادية ويسرا ومديحة يسرى وإخراج أشرف فهمى.

أنا حرة

انتاج عام 1959، وقد كتب له الأديب الراحل نجيب محفوظ السيناريو والحوار.. وبطولة لبنى عبدالعزيز وشكرى سرحان وإخراج صلاح أبو سيف.

الراقصة والطبال

انتاج عام 1984، بطولة نبيلة عبيد وأحمد زكى وإخراج أشرف فهمى.

فى بيتنا رجل

انتاج عام 1961، بطولة عمر الشريف وحسن يوسف وزبيدة ثروت واخراج هنرى بركات، وتم اعادة تقديمه كمسلسل مع بداية التسعينيات.

العذراء والشعر الأبيض

انتاج عام 1983، بطولة محمود عبدالعزيز ونبيلة عبيد وشريهان وإخراج حسين كمال.

بئر الحرمان

انتاج عام 1968، بطولة سعاد حسنى ونور الشريف ومريم فخر الدين وإخراج كمال الشيخ.

الخيط الرفيع

انتاج عام 1971، بطولة فاتن حمامة ومحمود ياسين وعماد حمدى وإخراج هنرى بركات.

أنف وثلاث عيون

انتاج عام 1972، بطولة محمود ياسين وماجدة ونجلاء فتحى وإخراج حسين كمال.

روز اليوسف اليومية في

28/12/2012

 

 

آني هاثوي في أهم أدوارها

فيلم «البؤساء» أجمل هدية لنهاية العام

عبدالستار ناجي 

عودتنا السينما العالمية، ان تقدم اجمل هداياها في عطلة الاعياد في نهاية العام، وذلك لاسباب عدة، أولها حصاد موسم العطل والاعياد، وايضا تنفيذ الشرط الخاص بالترشيح للجوائز، ومنها الغولدن غلوب والاوسكار حيث يشترط ان تكون الاعمال المرشحة قد عرضت في الاسواق الاميركية، قبل نهاية العام.

ومن أهم وأجمل الهدايا، التي قدمتها السينما البريطانية هذا العام، يأتي الفيلم التحفة «البؤساء» من توقيع المخرج البريطاني توم هوبر، الذي قدم للسينما فيلم «خطاب الملك»، معتمدا على ذات السيناريو للمسرحية الاستعراضية التي قدمت بنفس الاسم «البؤساء» عن رواية فيكتور هيغو، وقد قام بانتاج العرض المسرحي الاستعراضي والفيلم «كاميرون ماكنتوش» وقد كان يفكر بتحويل المسرحية الى فيلم منذ التسعينيات، الا ان المشروع ظل يؤجل عاما بعد آخر، حتى بلوغ هذه التحفة السينمائية التي تمثل احتفاء بالرواية والمسرح والسينما وايضا الاستعراض حيث تلك الالحان العالية الجودة التي صاغها هيربرت كيرتزماير وكلود ميشيل سوشينرغ والان يوبي.

فيلم يمزج الدراما بالموسيقى، معتمد على النص الاصلي الروائي، وايضا المسرحي الموسيقي الاستعراضي، وانما المحور هو ذات العمق الروائي الذي صاغه فيكتور هيغو، عن حكاية «جان فالجان» الذي يحصد ارث تكريمه وماضيه الذي يظل يطارده ويطارده اجياله.

فيلم مدهش، لا يصدق على الاطلاق، ففي زمن افلام المغامرات، تأتي تحفة سينمائية موسيقية، مقرونة بعمل روائي ونجوم كبار ومخرج متمكن من ادواته وحرفته ونظرته الابداعية.

فيلم خلاق، بحضور طاغ للنجمة آني هاتوي، التي تقدم افضل ادوارها، ومنها هيوجاكمان بدور جان فالجان، وايضا النجم الاسترالي روسل كرو بدور الشرطي القاسي «جافرت» الذي يحركه حقده، وغيرته.

ولا يمكن تجاوز الاطلالة الجميلة للنجمة اماندا سيفرد بدور الابنة «كوسيت» عبر رحلة زمنية عريضة، تجري احداثه قبيل انطلاق الثورة الفرنسية، حيث كانت فرنسا ومدنها تغلي وهي تترقب ذلك المخاض الكبير الذي غير تاريخ فرنسا واوروبا.

حكاية سجين افرج عنه اسمه «جان فالجان» والذي wكان قد سجن لتسعة عشر عاما، بتهمة سرقة رغيف خبز لاسرته التي تتضور جوعا، نظرة جديدة الى الحرية التي وجدت، وتتغير حياته بعد الحرية، ولكن تاريخه يظل يطارده حتى وهو يسعى لان يكون رئيس بلدية.

يظل يطارده الشرطي مفتش الشرطة «جافرت» والذي يؤمن بان التكفير لا يمكن ان يتم الا عبر القانون.

صراع بين الفقر والحياة، والسطوة والارادة والحب والمستحيل، عبر حكايات متداخلة، تشكل كيانات ذلك النص الروائي الاهم عالميا، والذي تمت استعادته الكثير من المسرات، وفي كافة صفوف الابداع الانساني الفني.

سينما من نوع مختلف، ثرية بالرؤية، عميقة بالصورة واحترافية بالنجوم والمبدعين، وخصبة بالمعاني والقيم والدلالات، ومشرقة بتلك الاسماء التي تجعلنا امام اجمل هدية تقدمها السينما العالمية الى جمهورها حيث فيلم «البؤساء». وحتى لا يتحول الناقد بداخلي الى حكواتي، انها دعوة للمشاهدة، والاستمتاع، مع اهم عروض العام 2012.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

28/12/2012

من إخراج الإسباني أنطونيو بايونا

«المستحيل» الأمل من قلب تسونامي! 

تستقبل صالات العرض المحلية هذه الايام فيلم «الذي يذهب بعيدا في رصد التفاصيل الدقيقة لقصة واقعية عاشتها عائلة وهي تواجه حادث التسونامي الذي كاد يعصف بحياتها بعد ان عصف بحياة الكثيرين مخلفا الكثير من الدمار. فهل يمكنك تخيل هدير مرعب يخرج من قعر الأرض ليهاجمك من بعده جدار من الماء الأسود الهائج؟ ذلك ليس خيالاً وانما هو شكل من أشكال اعصار تسونامي الذي ما ان يطل على أي بقعة من الأرض حتى يحتل عناوين الأخبار، لما يخلفه من خراب ودمار يتوغل كيلومترات عدة في البلدان التي يضربها، ويبدو ان تسونامي لم يعد مادة اعلامية فقط، وانما تحول الى مادة سينمائية غنية استفادت منها هوليوود التي قدمتها لنا في فيلم «المستحيل» الذي يتحدث بتركيز شديد عن كارثة تسونامي التي اجتاحت الشواطئ الآسيوية قبل 8 سنوات وخلفت أكثر من 150 ألف قتيل وشردت الملايين، ليبدو الفيلم متوغلاً في قلب تسونامي، ليأخذنا في رحلة انسانية شاقة قادرة على استدعاء الدموع.

المشاهد يجد نفسه في لحظة ما أنه أمام فيلم واقعي جداً، محملاً بمشاعر انسانية خالصة، قادرة على خلق تعاطف معنوي بين الجمهور والأبطال، وقد ترتفع وتيرة هذا التعاطف عندما نعلم ان سيناريو الفيلم يستند أصلاً الى قصة حقيقية حول عائلة لديها قوة مثابرة على جمع شمل أفرادها في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في العالم، وهو من اخراج الاسباني أنطونيو بايونا الذي سبق له تقديم فيلم «ال اورفنتو»، فيما يلعب بطولته الممثل ايوان ماكجريجور والممثلة ناعومي واتس. وقد عرض في دورة مهرجان تورنتو السينمائي الدولي الأخيرة وحاز على استحسان النقاد والجمهور على حد سواء.

الاسباني بايونا بين في الفيلم الذي جمع 60 مليون دولار على شباك التذاكر العالمي أظهر امتلاكه أدوات الاخراج، وقدرته على استثارة المشاعر، سواء من خلال تلك المشاهد التي تبين مدى حجم الكارثة التي تعرضت لها تايلندا في العام 2004، أو تلك التي بدت غارقة بشدة في المشاعر الانسانية والتي بدا تركيزه فيها منصباً على اظهار التفاصيل وتعابير الوجوه المنكوبة.

نجح أبطال الفيلم في أداء أدوارهم بصورة واقعية جداً، فمن جهة تمكنت ناعومي واتس من تجسيد أقصى الحالات العاطفية والمادية في الفيلم، لتثبت مرة أخرى موهبتها في واحد من أصعب الأدوار الفنية، ومن جهة أخرى، نجح الممثل ماكريجور في تحويل مكالمة منزلية بسيطة الى مشهد مفطر للقلوب ومدمع للعين في واحد من أفضل أدواره الفنية، ومن هنا يمكن القول بأن هذا الفيلم بدا واحداً من أفضل الأفلام الواقعية التي تتناول كارثة حقيقية، وهو أيضاً أحد أكثر الأفلام رعباً في اعادة تصويره لكارثة تسونامي.

رحلة سينمائية تستحضر العواطف والعلاقات الانسانية وايضا المقدرة على مواجهة جبال الامواج التي راحت تزحف صوب اليابسة لتدمر كل شيء

سينما تحمل الوثيقة بقدر ما تقدر المتعة التي حبس الانفاس عبر سياقات درامية وشخوص لكل منها حكايتها وطبيعتها في مواجهة الموت.

وايضا لغة سينمائية عالية الجودة تشعر المشاهد بانه حقيقة امام «التسونامي» بينما جميع المشاهد التي قدمت صممت في احد الاحواض الضخمة وايضا التعامل مع الكمبيوتر بقيادة مخرج يعرف مفردات حرفته الفنية.

النهار الكويتية في

28/12/2012

 

 

توفوا تاركين إرثًا فنيًّا يغني المكتبة العربيَّة

وردة والشريعي ورمزي وعبد الحافظ: أبرز الرَّاحلين في 2012

أحمد عدلي 

شهد عام 2012 رحيل عدد من الفنانين الذين أثروا الحياة الفنية، والنصيب الأكبر كان للموسيقى التي رحل عنها كل من الفنانة وردة والموسيقار عمار الشريعي، ومن السينما رحل أحمد رمزي، كما توفي مخرج الروائع التلفزيونية إسماعيل عبد الحافظ.

القاهرةرحلت عن عالمنا خلال عام 2012  شخصيات عدة أثرت الحياة الفنية على مدار عقود طويلة، مخلِّفة تراثًا يصنف من أفضل الأعمال التي قدمت في تاريخ الفن العربي.

ومن أبرز الراحلين خلال العام نذكر الفنانة الجزائرية وردة التي توفيت إثر تعرضها لأزمة قلبية في منزلها، علمًا أنها لم تعانِ من أي مرض خلال أيامها الأخيرة.

كما رحل الموسيقار عمار الشريعي الذي وافته المنية بعد معاناة طويلة مع مرض القلب، وكان من المفترض أن يسافر إلى الولايات المتحدة الأميركية لاستكمال علاجه على نفقة الدولة، لكن الظروف السياسية لم تسمح بتنفيذ القرار فتوفي داخل مستشفى الصفا في القاهرة.

وفقدت الدراما المصرية شيخ مخرجي الدراما الصعيدية، اسماعيل عبد الحافظ، الذي توفي في باريس بعد صراع مع المرض، وكان قد سافر إلى هناك لتلقي العلاج ولفظ أنفاسه الأخيرة بعد صراع دام عدة أشهر مع المرض منعه من استكمال أكثر من عمل كان بصدد التحضير لها.

كما فقدت السينما المصرية واحدًا من أبرز فنانيها دنجوان السينما المصرية، أحمد رمزي، الذي سقط على الأرض داخل فيلته في الساحل الشمالي حيث يقيم منذ أكثر من 20 عامًا مبتعدًا عن القاهرة وزحمتها، ليرحل بوفاته واحد من أكثر فناني الستينات نجاحًا وشهرة.

كما فقدت الساحة الفنية عددًا من الفنانين الذين قدموا أدوارًا ثانوية لكنها بارزة، في مقدمتهم يوسف داود الذي توفي بعد صراع قصير مع المرض، والفنان سيد عبد الكريم بعد صراع استمر عدة أشهر مع المرض.

إيلاف في

28/12/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)