محمود بن محمود من السينمائيين التونسيين المخضرمين الذي تنقل بين
مدارس سينمائية مختلفة وتلقى تعليما أكاديما وهو الآن يدرس السيناريو في
بلجيكا. منذ أكثر من عقد لم يخرج له فيلم سينمائي إلى النور وقبل الثورة
التونسية بأيام خرج له فيلم الأستاذ الذي يطرح قضايا من أجلها ثار الشعب
التونسي على الدكتاتورية. تحصل فيلمه الأخير "الأستاذ" على جائزة السيناريو
في كل من مهرجاني قرطاج ووهران وجائزة أفضل دور رجالي في مهرجان الدوحة
تريبيكا. رغم أن ظروف إنجاز هذا الفيلم لم تكن يسيرة. التقيناه في الدوحة
لنتحدث عن فيلمه الأستاذ وعن قضايا سينمائية أخرى
·
هناك الكثير من الجمهور والنقاد السينمائيين العرب لا يعرفون الكثير عن
ظروف إنتاج شريطك السينمائي الأخير "الأستاذ" فهل تتحدث لنا عنها؟
هذا الفيلم كتبته سنة 2008 وقدمته للدعم لدى وزارة الثقافة التونسية
بعد أن أبدى منتج تونسي استعداده لخوض المغامرة والمشاركة في إنتاجه لأن
الفيلم طابعه سياسي ويتحدث عن التعذيب أيام حكم الرئيس التونسي الأسبق
الحبيب بورقيبة، ولم تكن هناك تقاليد في تونس لإنتاج مثل هذا النوع من
الأفلام، لكن لجنة الدعم السينمائي لم تجتمع للنظر في دعم الفيلم فبقي
المشروع بين الرفوف، وبعد ذهاب وزير الثقافة الأسبق السيد محمد العزيز بن
عاشور وفي عهد وزير الثقافة الذي جاء بعده وهو السيد رؤوف الباسطي اجتمعت
اللجنة وأبدت بعض التحفظات عليه وطلبت موافقة سياسية على تمويله بيد أن
الوزير قرأ سيناريو الفيلم بنفسه وتحمل مسؤولية دعمه ماديا، ورغم ذلك فإن
وزارة الثقافة عطلت تصوير الفيلم بعدم منحه رخصة للتصوير في سنة 2010 بدعوى
مخالفة الخطة المالية لإنتاج الفيلم. لكننا كنا نعرف أن وزارة الثقافة هي
التي تراجعت عن التزاماتها معنا فحدثت ضجة إعلامية غطتها قناة الجزيرة في
وقتها فتراجعت وزارة الثقافة ووافقت من جديد على "ميزانية" الفيلم فمنحنا
رخصة التصوير، لكن الفريق التقني وطاقم الممثلين الذين شاركوا في إعداد
الفيلم كانوا قد انصرفوا إلى فيلم آخر بعد تعطل المشروع فلما سمعوا
بالترخيص له بالتصوير طلب الجميع مني انتظار ربيع سنة 2011 لتصوير الفيلم
لكن زوجتي البلجيكية ألحت عليّ بالإسراع بتصوير الفيلم وكأنها كانت تستشعر
اندلاع الثورة التونسية في نهاية سنة 2011 وقد تم الشروع في تصوير الفيلم
وتعويض الفنيين والممثلين بشكل سريع وانتهى التصوير "الماراثوني" خلال أيام
قليلة كنا نشاهد فيها المظاهرات وهي تتزايد في منطقة قفصة بالجنوب التونسي
بعدما أحرق الشاب التونسي محمد البوعزيزي نفسه يوم 17 ديسمبر 2010 خلال
قيامنا بتصوير بعض مشاهد الفيلم.
·
سمعنا أنه حدثت "طرائف" سياسية
خلال تصوير هذا الفيلم؟
فعلا ولعل من بين الطرائف الكثيرة التي حدثت خلال إنتاج هذا الفيلم
أنه في أحد أيام التصوير وجدت أن جميع الممثلين البدلاء قد انصرفوا عنا
فأسرع فريق الفيلم إلى استبدالهم بحوالي 80 شابا من خريجي الجامعات
العاطلين عن العمل فلما وجد هؤلاء أن الفيلم يروي أحداث الإضرابات
والاعتصامات التي حدثت في تونس سنة 1977 خلال تأسيس الرابطة التونسية
للدفاع عن حقوق الإنسان فرحوا كثيرا وتحمسوا للعمل معنا بمقابل زهيد جدا
لأن البلاد كانت وقتها تموج بالاعتصامات والإضرابات الحقيقية.
·
هل تعتقد أن السلطات التونسية
قبل الثورة سمحت بتصوير فيلم "الأستاذ" لأنها كانت تريد استغلاله لأنه كان
يفضح القمع في عهد بورقيبة؟
أنا مقتنع بأنه من المعقول القول بأن السلطة
السياسية قبل الثورة كانت تريد استغلال هذا الفيلم وتوظيفه لصالحها من أجل
أن تقيم الدليل للتونسيين والعالم على أن تونس آنذاك ليس فيها استبداد وأن
فيها مساحات للحرية وأن المبدعين غير مقموعين وأن المواضيع السياسية غير
محظورة، لكن من غير المعقول القول بأن السلطة السياسية قبل الثورة كانت
تريد توظيف الفيلم ضد فترة حكم بورقيبة أو استهدافه من خلال هذا الفيلم.
·
أنت تعتبر من رواد "مدرسة النص"
في مجال السينما فهل مازال النص فعلا هو الأساس في العملية السينمائية أمام
التطور التكنولوجي الهائل؟
أنا أمتلك وعيا حادا بأهمية النص السينمائي وأُدرِّس هذه المادة في
الجامعات البلجيكية، وقد نشأت تحت تأثير "الموجة السينمائية الجديدة" خلال
سبعينات القرن الماضي التي تولي أهمية أكبر للصورة والإخراج والأداء على
حساب السيناريو، لكن مع بداية الثمانينات عدت إلى الاهتمام بمفهوم السرد
السينمائي أو "الصنعة السينمائية" وهو ما يشغلني إلى اليوم. وما ينقصنا
فعلا اليوم هو الاهتمام بالنص لأن الولع بالتكنولوجيا في تصوير الأفلام لا
يعني شيئا باعتبار أن تلك التكنولوجيا متوفرة لكل السينمائيين لكن النص ليس
كذلك. وعموما فإن النص السينمائي الجيد هو الضمانة الأولى لنجاح الفيلم،
ولا يمكن لإخراج ممتاز أن يغطي على نص رديء ولا يمكن لنص رديء أن ينتج عنه
إخراج جيد. والأميركان احتلوا العالم السينمائي بإتقانهم صنعة السرد
السينمائي زيادة على الصورة والاستعراض والتمويل الكبير والإخراج المبهر.
إن مشكلتنا الأساسية هي غياب النص السينمائي الذي يحكي سردا وقصصا تشد
الناس إلى السينما وليست مشكلتنا في غياب التمويل أو نفور الناس من السينما
فقط.
·
وما هي مشاكل النص السينمائي في
السينما العربية؟
هناك مرحلتان يمر بهما النص السينمائي ضرورية لكننا في تونس مثلا وفي
غيرها من البلدان العربية لم نعترف بهما حتى الآن لأن المخرجين يسعون وراء
الدعم المالي وليس وراء جودة النص وبالتالي جودة الفليم السينمائي.
المرحلتان هما مرحلة الإعداد أو كتابة النص وتحويل القصة إلى مشاهد قابلة
للتصوير السينمائي ثم مرحلة الإنتاج، وللأسف فإن السينمائيين لا يعرفون أنه
بالإعداد الجيد للنص فإنهم يضمنون أنه سينافس غيره بجدارة للحصول على تمويل
جيد له وهو ما يعني إنتاجا لذلك الفيلم في ظروف جيدة وبالتالي نجاحا ماليا
وفنيا مضمونا له.
إن كتابة النص هو بمثابة "حمل" حقيقي ففكرة الفيلم تبقى تختمر في
الرأس وفي المشاعر لمدة أشهر وربما أكثر لكن عندما تكتمل الحبكة السينمائية
في لحظة ما يكون "الوضع". والولادة عملية مرهقة حيث يصبح من الممكن كتابة
نص فيلم في أكثر من 100 صفحة مثلا في أيام قليلة، وهنا أريد أن أذكر طرفة
عجيبة وهي أن الكاتبة المعروفة أغاتا كريستي كانت تكتب قصصها في حوالي 300
صفحة خلال 3 أيام فقط وكانت بسبب ذلك لا تنام ولا تفعل شيئا غير الكتابة
لأن كل شيء اكتمل في ذهنها ولم يبق غير "وضع" ذلك على الورق. وبعد هذه
المرحلة يأتي دور المنتج الذي يطّلع على النص فيقرر أن مشروع الفيلم خرج من
طور الإعداد إلى طور الإنتاج.
·
هل يمر الفيلم الوثائقي بهذه
المراحل نفسها أي الإعداد والإنتاج؟
لا يمر الفيلم الوثائقي بهذه المراحل أو على الأقل بنفس الدرجة، لأن
قوة الفيلم الوثائقي تكمن في "الهدايا" التي يحصل عليها المخرج خلال عملية
التصوير، والفرق شاسع بين النص الأول والتجربة الميدانية التي يخوضها
المخرج مع المشاركين في الفيلم لأنهم ليسوا ممثلين ولا يوجد نص يتحكم في
أدائهم بل هم من يتحكمون في مسار الفيلم ويفرضون تعديل نص ذلك الفيلم
الوثائقي، وليس تغيير مساره العام أو الغاية النهائية فيه طبعا، في كل مرة
يقدمون فيها شيئا جديدا غير متوقع لا في النص ولا في ذهن المخرج. إن الفيلم
الوثائقي يتعرض لـ"رياح" من كل جانب وهو يخسر في بعض الأحيان شيئا من
مكوناته الموجودة في النص لكنه يربح دائما "هدايا" تأتيه خلال عملية
التصوير، ولا يوجد أي سيناريو لفيلم وثائقي يهرب من هذه المعادلة، كما يجب
على ممول الفيلم الوثائقي الإقرار بتلك التعديلات والتغييرات ومتابعة
التمويل بحسب ما تقتضيه التحولات التي تحدث في الفيلم لأن ذلك من طبيعة
الوثائقي نفسه.
·
أستاذ محمود أنت مخرج لأفلام
روائية وأكاديمي ومخرج لأفلام وثائقية وكاتب متخصص في السيناريو فهل هناك
حدود فاصلة بين الروائي والوثائقي في مستوى اللغة السينمائية؟
ليس هناك فرق كبير بين لغة الوثائقي ولغة الروائي سينمائيا لكنهما
يتبادلان التأثير والتأثر، وأنا شخصيا أرى أن الفيلم الوثائقي ساعدني كثيرا
في إخراج الفيلم الروائي لكن العكس كان صعب التحقق، وأهمية تأثير الفيلم
الوثائقي تكمن في أنه يعلّم المخرج كيفية التأقلم مع المتغيرات ليكون مرنا
أكثر مع السيناريو الذي تم إعداده مسبقا للفيلم الروائي فيتم إدراج مادة
جديدة لم تكن موجودة فيه سابقا وينفتح باب الارتجال بل وإعادة الكتابة أصلا
إذا لزم الأمر.
·
هناك من يعتبر أن الفيلم
الوثائقي "يقول الحقيقة" فهل هذا صحيح؟
لا هذا غير مقبول، لأنه ما دام المخرج يقدم الأحداث من زاوية خاصة
يختارها وما دامت هناك خطة في المونتاج لتقديم حدث على حدث آخر أو إلغاء
حدث ما أو التركيز عليه فعن أي حقيقة نتحدث إذن؟ وهذا ليس خيانة للحقيقة بل
تصرف فيها.
الجزيرة الوثائقية في
27/12/2012
"باشا
بوشي: ستصبحين ولداً.. يا إبنتي"
وثائقي عن الفتيات الأفغانيات المُتنكرات بمظهر الصبيان
قيس قاسم ـ السويد
لا تشي الصورة الأولى الثابتة التي يظهر فيها أطفال أفغان يلعبون في
أحد أحياء كابول باستثناء. الأطفال مثل غيرهم، صبيان يلعبون ببراءة خارج
بيوتهم، لكن التعليق الذي نسمعه حولهم سرعان ما يحفز الفضول عندنا للتدقيق
في اللقطات التي تليها، والتي ستحيلنا بدورها الى وقائع لا تتسواق مع
الظاهر في المشهد الأول/ الصورة من الوثائقي الفرنسي "باشا بوشي: ستصبحين
ولداً.. يا ابنتي"، فبعض الصبيان فيها ليس هم بصبيان بل فتيات غَيَّر
أهاليهن شيئاً من هيئتهن وألبسوهن ملابس الذكور حتى يتم لهم ما يريدون: أن
يحولوا بناتهم الى صبيان. أن يصبح عندهم ذكور! وعنوان الفيلم يوضح فحوى
التحول الجاري، الظاهري في نوع الجنس، ف"باشا بوشي" يعني بها أهل البلاد:
"البنت التي ترتدي ملابس الذكور". حالما تحركت الصورة تغير فيها الكثير،
خلقت واقعاً جديداً أظهرت شوارع كابول العادية، مختلفة عن بقية شوارع
الدنيا، فيها العجب، والتقاطة المخرج ستيفن ليبران، على بساطتها، قادتنا
الى خفايا الحياة في مجتمع ذكوري الى درجة الخديعة. خديعة مخيفة للذات
ومراضاة لتقاليد وأعراف بالية وأيضاً تنازلاً أمام واقع اقتصادي يدفع الناس
دفعاَ للقبول في تغيير هئية الكائن البريء الى أخرى دون مراعاة الى ما
سيتركه فيه هذا التحول من آثار نفسية وجسدية سلبية.
خلاصة القصص الأربع التي يرويها الفيلم على لسان أربع فتيات تحولن في
مرحلة معينة من حياتهن الى ذكور، تقدم صورة مقربة لحال المرأة الافغانية
ومجالاً بحثياً في علوم الإجتماع والأنثروبولوجيا وعلم النفس، وتقود
موضوعياً الى عرض واقع البلاد السياسي وشكل الصراع الجاري فيه خارج الوجه
العسكري الطاغي في وسائل الإعلام. فيما تتجنب الحكايات الخوض في تأثيراتها
على الميول الجنسية عند الأطفال في سن لاحقة من حياتهم. فالوثائقي أراد
التركيز على العينات المتوفرة دون الخوض في تفاصيل بحث يحتاج الى مادة
وخامات بصرية مكرسة لهذا الجانب، مع أن مجال التحليل النقدي يسمح بإسقاط
ظلال من الشك في درجة تأثير هذا التحول الظاهري (دون الجسماني) على تلك
الميول.
على المستوى الاجتماعي تسمح التقاليد الأفغانية للوالدين اللذين لم ينجبا
ذكورا بإلباس احدى بناتهم ملابس الوَلَد، والتصرف كذَكر خارج البيت على
أساس هذا التغيير، ومعناه في عمق الموروث الاجتماعي تعويض مؤقت عن الحرمان
من نعمة انجاب الصبيان، لكنه سيتعارض مع الإجتهاد الشرعي الذي حدد مدة
التحول أو "التنكر" حسب تفسير الملالي الأفغان بفترة زمنية لا تتجاوز سن
المراهقة والرشد على أقصى حد، وقتها يتوجب على الفتاة العودة الى طبيعتها
كأم مؤهلة للزواج والإنجاب وخدمة الرجل، والخروج عليه مرفوض ومتعارض مع
تفسيرهم للحالة. في مستوى ما يفرزه التمييز الحاد بين الولد والبنت في
مجتمع ذكوري بإمتياز تستهوي فكرة التحول الفتيات لما توفره لهن من حرية شبه
كاملة مقارنة مع وجودهن كفتيات، عليهن البقاء في المنزل أو الذهاب الى
المدرسة بشروط وضوابط مشددة، في حين تسمح لهن "ذكوريتهن" المؤقتة باللعب
والخروج الى الشارع بحرية ومخالطة الصبيان وفعل كل ما يُمنع على الفتيات
فعله. بإخصار يمنح التنكر للفتاة حريتها المفقودة ويساويها بدرجة معينة
بالصبي الأفغاني وهذا ما لا يتوفر في مجتمعها المحافظ.
البعد الاقتصادي والحاجة لمُعيل يقوي اقتصاد العائلة الفقيرة عنصر
محرك لكثير من العوائل المحرومة الوَلّد، وقصة الصبي زاهد (الفتاة) شابينا،
في الأصل، يَظهر فيها هذا العنصر جلياً فيما يبقى سبب تحول "جنسها" سياسي
في العمق، فالسياسة والاقتصاد عاملان قويان في هذة المعادلة المعقدة. لم
يأتِ قرار والدها إلباسها زَيّ الذكور من فراغ لقد أجبرته اعاقته الجسدية،
بسبب إصابته بقذيفة أثناء اشتراكه في الحرب ضد الجنود السوفيت، الى طلب
المساعدة من إبنته في تدبير شؤون دكانه الصغير والعمل خارجه في جمع الأكياس
والورق من الشوارع والمزابل لبيعها بأسعار بسيطة تعينهم على توفير لقمة
عيشهم. شابينا ذات السنوات الست لا تحب هذا العمل، قالت ذلك أكثر من مرة
أمام الكاميرا ولكنها مجبرة عليه كما هي مجبرة على التنكر في زي الصبي
"زاهد"، وحيرة والدها وحزنه يكفيان لإداخلنا دوامة التفكير في سلوكه
والموقف منه. فالرجل يخاف أن يتقدم أحد أقاربه ويطلب يدها حينها سيخسر كل
شيء. في نفس الوقت يشعر بثقل حمل ابنته، فهي تقوم بأعمال المنزل وخارجه
تعمل عمل الولد الغائب.
في تجربة آخريات تبدو الصورة مختلفة والميل الى البقاء في الصف
الذكوري كاسح لما فيه من امتيازات، تكرسها تجربة مريم التي صارت منذ سنتها
الرابعة "باشا بوشي" ومع الوقت صار أحسن لاعب تنس في البلاد. امتياز لا
تريد التضحية به من أجل العودة الى جنس العبودية حسب وصفها، ولهذا هي شديدة
الحرص على عدم كشف حقيقة جنسها. وعلى العكس منها عادت ناهيد الى جنسها
الأصلي بعدما خسرت امتياز لعبها كرة القدم. اليوم تشعر بتناقض صارخ داخلها
فمن جهة تحب أن تكون فتاة ولكن خسارتها "الذكر" المتنكرة فيه يعني خسارة
لعبة أحبتها، وحتى تبقى قريبة منها تعمل اليوم كمحررة في جريدة خاصة بإتحاد
كرة القدم. عمل في الاتحاد علناً كأنثى وفي السر تلعب مع زميلاتها السابقات
كرة القدم بعيداً عن الانظار بوصفها ولداً. حالات عصية الفهم وتراكيب
اجتماعية وجنسية مبطنة ومتداخلة يقدمها لنا فيلم انتظر حتى نهايته ليفجر
تنقاضات موضوعه في فصل خاص بالفتى "جاك"، الذي ظل طوال الوقت، يوحي لنا
بعمق ايمانه بخياره وتشبثه بذكورية أعطته مجالاً رحباً ونجاحاً مهنياً
وأيضاً اصطفافاً ضمنياً مع بنات جنسه بإعتباره يوفر لهن فرصة، عِبْر قبوله
الذكورية الخارجية، للدفاع عن حقوقهن وذلك بالكشف عن حجم الامتيازات
المتوفرة للذكر دون الأنثى. سلوك اعتبرته بعض النساء الأفغانيات المدافعات
عن حقوقهن شكلاً من أشكال الاعتراض على واقعهن المعاش، ولهذا اقترحن
اشراكه معهن في الدورة التدريبية الخاصة التي وفرتها لهن بعض الدول
الأوربية لتعليمن مفاهيم الديمقراطية ويعرضن بدورهن حال المرأة الأفغانية
ومشاكلها. المفاجئة جاءت من "جاك" دون غيره في باريس، فقد ترك الفندق
هارباً دون اشعارهن أو إعلامهن بخطته. لماذا فعل جاك ذلك. هل اكتشف حقيقته
حين رأي حجم الحرية التي تتمتع بها المرأة الفرنسية، وأراد تذوق طعمها؟ هل
أعطت له الزيارة الأوربية فرصة مكاشفة داخلية، ومصارحة مع الذات، لم يجد
بعدها معنى لإخفاء حقيقة جنسه، وهل كان كل ما يدعيه في أفغانستان من قبوله
التحول الذكوري وبالكامل محض كذب على الذات؟ أسئلة لم تعد تخصه وحده بل
تشمل كل الصبايا المتنكرات ذكوراً دون ارادتهن، يحيلها علينا وثائقي عميق
أخذ موضوعاً غامضاً وبحثه بإسلوب شيق وبمضمون غني، أما أسئلته الكثيرة
فتركها مفتوحة، لا أحد يقدر على الإجابة عنها غير المعنيين الحقيقيين بها.
الجزيرة الوثائقية في
27/12/2012
وثائقي فلسطيني يتساءل : "هل تحب هتلر"..
أسماء
الغول - غزة
"هل تحب هتلر؟" سؤال يطرحه المخرج الشاب سمير قمصية في فيلمه
"الوقوع في حب ألماني" على الشباب من حوله في جامعته ومنطقته، وجميعهم
يجيبون بنعم وأغلبها أسباب تتعلق بتخلص هتلر من اليهود.
ويستغرب المخرج من حب شباب مدينته لهتلر رغم أنه كان السبب الرئيسي
وراء هرب اليهود إلى فلسطين وإقامة دولة إسرائيل، كما يوضح لاحقا أحد
أساتذة جامعة بيرزيت حين يؤكد في الفيلم وجود اتفاقية بين الحركة الصهيونية
وهتلر لطرد يهود أوروبا إلى أرض فلسطين، وان الصورة الشهيرة التي جمعت هتلر
مع القائد الفلسطيني أمين الحسيني ما هي إلا لقاء دبلوماسي اعتيادي، وليس
دليلاً على تحالف فلسطيني مع هتلر.
كما يقابل المخرج سياسياً فلسطينياً من حركة فتح معروف بلقب هتلر،
ويحكي له الأخير أن أصدقاءه في الجامعة أطلقوا عليه هذا اللقب لتزمته في
النقاش وإصراره على آرائه، والآن بعد مرور عقود طويلة لا يزال يحمل اللقب
ذاته الذي غدا أكثر شهرة من اسمه.
ولولا استخفاف المخرج بفيلمه والذي يتكلم خلال دقائقه الاثنين
والعشرين باللغة الفلسطينية العامية _ بقوله أن موضوع هتلر اختاره بالصدفة
في حين كان يود تصوير فيلم عن الجنس_ لاتخذ الفيلم وجهة الجدية بشكل أفضل،
ولولا إصراره على تكرار ليس مفهوما لتصوير نفسه وهو يتحدث إلى صديقته
الألمانية كل ليلة عبر الانترنت دون سبب يخدم حبكة الفيلم، لاستطاع إبراز
تيمة فيلمه بشكل نقدي وعرف أسباب انتشار هذه الظاهرة في مدن الضفة الغربية
وغزة وهي الوقوع في حب هتلر.
وكان الفيلم قد عُرض في مركز القطان للطفل في غزة خلال الدورة الثانية
من مهرجان "شورتات" للأفلام القصيرة، وذلك بالتعاون مع مسرح وسينماتك
القصبة في رام الله، بدعم من مؤسسة كونراد الألمانية.
وتستمر فعاليات المهرجان الذي يعرض حوالي عشرين فيلماً فلسطينياً
وعربياً وأجنبياً تناقش مواضيع اجتماعية وسياسية في غزة ورام الله وبيت
لحم، أسبوعا ينتهي خلال شهر ديسمبر الجاري.
وقالت لانا مطر منسقة العلاقات العامة لمركز القطان في غزة أن الهدف
الرئيسي من المهرجان إحياء ثقافة السينما وتعزيزها في المجتمع الفلسطيني
والانفتاح على الثقافات الأخرى، مشيرة إلى أنها الدورة الثانية للمهرجان،
إذ نظموه بالموعد ذاته من العام الماضي وبالتعاون مع مسرح وسينماتك القصبة
أيضاً.
وأضافت أن الإقبال في الأيام الأولى كان الأفضل وخاصة في برنامج
الأطفال ولكن سرعان ما تناقص في الأيام اللاحقة.
وافتتح المهرجان بعرض فيلم "قطرة" للمخرج الفلسطيني المثير للجدل محمد
بكري، وكان المهرجان مقسم إلى عدة برامج حيث كان هناك يوما للبرنامج
الفلسطيني وعرض فيه أفلام لمخرجين فلسطينيين كفيلم محمد بكري، وكذلك فيلم
"التين والزيتون" للمخرجة الفلسطينية جورجينا عصفور، وهناك البرنامج
الفرنسي حيث عرضت مجموعة من الأفلام الفرنسية القصيرة الحديثة، والبرنامج
الألماني الفلسطيني الذي جاء إخراجه وإنتاجه مشتركا كفيلم "الوقوع في حب
ألماني" وفيلم "عريفة"، وهناك برنامج الأطفال الذي يتم فيه عرض أفلام رسوم
متحركة قصيرة مثل فيلم "دجاجة صبا" وهو فيلم تونسي للمخرج رفيق رناي.
الجزيرة الوثائقية في
27/12/2012
من توقيع كونتين تارانتينو وحضور حفنة من النجوم
«جانجو»
عودة لأفلام السباغتي ويسترن
عبدالستار ناجي
ذات يوم في مطلع الستينيات قام المخرج الايطالي الراحل سيرجيو ليوني
بتحقيق تجربة سينمائية تحولت لاحقا الى تاريخ ونهج، حيث أفلام الغرب
الأميركي على طريقة «السباغتي ويسترن» أو أفلام الغرب الأميركي على الطريقة
الايطالية، ويومها ورغم اعتماده على أهم نجوم السينما الأميركية فإنه مع
اكتشافات راحت تمثل موقعها على النجومية في هوليوود ومنهم النجم القدير
كلينت ايستوود.
واليوم وبعد مرور قرابة النصف قرن من الزمان، يأتي المخرج كونتين
تارانتينو ليقدم تجربة، مستمدة من عوالم «الويسترن سباغتي» (الكاوبوي
الايطالي)، ليقدم فيلم «جانجو - غير المقيد» والمتأمل لاسم «جانجو» يتذكر
سلسلة افلام «رانجو» التي قدمها النجم الايطالي «جوليانو جيما».
وهنا يستعين تارانتينو بأكبر عدد من نجوم هوليوود، يتقدمهم النجم
الأسمر جيمي فوكس ومعه النمساوي الأصل كريستوفر والتز وليوناردو ديكابيريو
وصموئيل لي جاكسون وكيري واشنطن ودينس كريستوفر وكم آخر من الاسماء.
الفيلم كتبه «كونتين تارانتينو» وقام باخراجه ايضا، وهو يعترف في كتيب
الفيلم بأنه يستمد الفيلم من مشاهداته خلال الفترة التي عمل بها، وهو في
شبابه، في أحد المحال الخاصة ببيع افلام الفيديو في كاليفورنيا، ومنها
استمد الكثير من أحداث وشخوص ومشاهد افلامه ومن بينها «جانجو».
قدّم تارانتينو عددا مهما من الاعمال السينمائية ومنها «بالب فاكشن»
(السعفة الذهبية في كان) و«جاكي براون» وسلسلة افلام «اقتل بيل» ولعل نقطة
التحول في مسيرته كانت مع فيلم «مخزن الكلاب».
ونذهب الى الحكاية.. التي تجري احداثها قبيل عامين من الحرب الاهلية
في اميركا، حيث يجسد النجم الاسمر «جيمس فوكس» دور «جانجو» العبد، الذي
يبحث عن حريته، ويشكل ثنائيا مع الألماني هنتر، الذي يقوم بالبحث عن القتلة
المطلوبين للعدالة، وهذا الأمر يدين لجانجو بالفضل في انقاذه.
وبدلا من أن يمضي كل منهما الى سبيله، يشكلان ثنائيا ضاربا، يطارد
المجرمين المطلوبين للعدالة، حيث يتجهان جنوباً، ويظل «جانجو» يفكر في أمر
أساسي هو استعادة زوجته، التي خسر حريته من أجلها.
تلك الرحلة، المشبعة بالمواجهات واللحظات الصعبة، توصلهما الى «كالفن»
ذلك المزارع سيئ السمعة.. وهنالك تأتي المواجهة الحقيقية للوصول الى
الانتقام والحرية من جديد.
في العمل عدد من النجوم، ومنهم «جيمس فوكس (فائز بالأوسكار) وايضا
بدور الألماني النجم النمساوي كريستوف والتز (الفائز بأوسكار افضل ممثل
مساعد عن فيلم «السيئون القذرون» مع كونتين تارانتينو ايضا، بالاضافة الى
ليوناردو ديكابيرو، وهو أشهر من أن يعرف، وصموئيل لي جاكسون وكيرت راسل
والصبية السمراء كاري واشنطن بدور الزوجة المفقودة.
فيلم عن العبودية، وعن مواجهة الفساد والظلم، وعن استعادة الغرب
الاميركي وعوالمه الوحشية القاسية حيث الرصاص والنار هما لغة الحوار.
سينما عالية الجودة من حيث التقنيات، ومباراة في التمثيل (التقليدي)
لأهم الأسماء في هوليوود يجمعهم مخرج يعرف ماذا يريد الجمهور حيث سينما
الفرجة والمتعة والمغامرات.
سينما تبدو للوهلة الاولى غارقة في المغامرات، ولكنها في حقيقة الأمر،
تشير الى دلالات تنبذ العنف.. والعبودية.
في الفيلم رحلة الى عوالم الغرب الاميركي، والكثير من تفاصيله، حيث
الصحارى والبراري وايضا البارات والفنادق القديمة.. والازياء.. وملابس عتاة
الغرب الاميركي.. والمسدسات.. والرصاص المتطاير.. والقبعات.. والثلوج في
موسم الشتاء.
سينما للفرجة.. ولكنها في الحين ذاته سينما تقدم الفرجة بكم من
الرسائل الصريحة والواضحة التي تنبذ العنف.
وكالعادة يؤكد النمساوي كريستوفر والتر انه نجم من طراز مختلف يتجاوز
بقدراته وامكاناته وحضور أكبر نجوم هوليوود.. وهو دائما اكتشاف كونتين
تارانتينو. ويبقى أن نقول: «جانجو» تحفة من توقيع كونتين تارانتينو تستعيد
افلام «السباغتي ويسترن».
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
27/12/2012
برغم أزمات 2012 السينما تواصل تألقها ب 28 فيلماً
خلطة السبكية والبلطجية فرضت نفسها بقوة هذا العام!
براءة عادل إمام وحكم إلهام شاهين واختطاف منة أهم الأحداث
محمد صلاح الدين
يعد عام 2012 من أصعب الأعوام التي مرت علي السينما المصرية طوال
تاريخها من حيث كم القلاقل والمشاكل السياسية والاحتجاجات التي تواجدت في
الشارع المصري طوال العام .. مما أثر بالتأكيد علي دور العرض وعلي
ايراداتها. بل وعلي عمليات تصوير الأفلام نفسها سواء خارجي أو في
الاستوديوهات لغياب الأمن الواضح في الشارع المصري!.
ومع ذلك وللغريب أن نفاجأ بأن عدد الأفلام التي طرحت هذا العام في دور
العرض بلغ "28 فيلماً" في ظاهرة تستحق التأمل والدراسة .. خاصة إذا علمنا
أنه في العام الماضي عرض "26 فيلماً" فقط وهو عام الثورة . وما قبله عرض
"29 فيلماً" وهو معدل الإنتاج الطبيعي أو أقل قليلاً في اعتادت عليه
السينما في السنوات العشرة الأخيرة.. وبذلك تقوم السينما المصرية وحدها
برغم كل الظروف المحيطة بعملية تحد غير مسبوق في أنشطة تجارية مماثلة حتي
إنها حققت ايرادات وصلت إلي أكثر من "170" مليون جنيه. مما يعني أنها
مازالت صناعة متماسكة برغم كل المشاكل من حولها!!
إلا أن المتأمل لأسماء وموضوعات الأفلام التي عرضت. والتي بدأت بعرض
فيلم "واحد صحيح" لمخرج جديد يقدم نفسه لأول مرة هو هادي الباجوري القادم
من سوق الكليبات والذي عرض يوم 4 يناير . وانتهاء بفيلم "لمح البصر" لمخرج
جديد أيضا هو يوسف هشام والذي عرض في 6 ديسمبر . سنجد أن الخلطة السبكية هي
التي سيطرت علي انتاج هذا العام. حيث قدموا وحدهم تسعة أفلام يليها شركة
عريقة مثل دولار فيلم قدمت سبعة أفلام . ثم بقية الشركات بواقع فيلم أو
فيلمين علي أكثر تقدير. بينما اختفت شركات أخري كثيرة من سوق الانتاج الذي
أصبح به قدر كبير من المقامرة وليس المغامرة!!
موته الأعلي ايرادا!
تبرز في هذا الموسم البطولات الشبابية بكثرة في العديد من الأفلام .
وهو ما يعني اقتصاديا السيطرة علي الأرقام الفلكية التي يتقاضاها نجوم
الشباك "السوبر ستارز" بالدفع بنجوم جدد لا تتحصل علي عشر ما يتقاضاه النجم
الكبير. ومن ثم التوفير لدفع عجلة الإنتاج بل واحتمال الرسمية من وراء ذلك
كما حدث مع أبرز نجوم الشباب في هذا الموسم وهو محمد رمضان الذي لعب بطولة
فيلمين هما "الألماني" و"عبده موتة" إلا أنه حقق بفيلمه الأخير أعلي
الايرادات لهذا العام والذي به حاجز العشرين مليوناً من الجنيهات!.
أما نجوم الشباك المعروفين فيلم يعمل في هذا الموسم سوي يسرا أمام مي
عز الدين في جيم أوفر وأضطر أحمد السقا أن يشارك أحمد عز في بطولة مشتركة
هي المصلحة ثم انفراد كل منهما بفيلم مستقل الأول "بابا" والثاني في "حلم
عزيز" وعاد محمد هنيدي بعد غياب في "تيتة رهيبة" وفيفي عبده في أفشل أفلام
الموسم "مهمة في فيلم قديم". كما عاد حسين فهمي في "لمح البصر" مع الشاب
أحمد حاتم . ومحمود ياسين ولبني عبد العزيز في 0جدو حبيبي" كما شهد الموسم
عودة سيدة المسرح سميحة أيوب للسينما بعد غياب طويل!
أما البطولة النائية فحظيت كالعادة بنصيب وافر علي يد ياسمين عبد
العزيز ومنة شلبي وغادة عبد الرازق ورانيا يوسف وبشري وبسمة ودينا فؤاد
وريهام عبد الغفور وأضيف إليهن درة وإيمي سمير غانم!
ومن الوجوه الجديدة التي برزت هذا العام: إياد نصار وعمرو يوسف وأحمد
صفوت ومحمود عبد المغني وطارق الابياري ومحمد ماهر ومن النساء برز في أدوار
البطولة كذلك آيتن عامر وحورية فرغلي ونهلة زكي وكندة علوش ورشا نور الدين
وماهي صلاح الدين ومني هلا.
كما قدم هذا الموسم أربعة مخرجين لأول مرة هم : هادي الباجوري وطارق
الابياري وعلاء الشريف ويوسف هشام..
أما الأفلام المهمة التي عرضت هذا العام فيبرز فيها الثلاثة الأوائل:
"ساعة ونص" للمخرج وائل إحسان . و"بعد الموقعة" للمخرج يسري نصر الله. و"
المصلحة" للمخرجة سندرا نشأت وقد نالوا جميعاً تقدير النقاد!.
وتستمر ظاهرة ثلاثي أضواء السينما "فهمي وشيكو وماجد" بفيلمهم الظريف
"بنات العم" للمخرج أحمد سمير فرج . كما جاءت بضعة أفلام أخري مثيرة للجدل
مثل "ريكلام" و"بنطلون جوليت" و"جيم أوفر" و"البار" وهي التي اختلف عليها
الجمهور والنقاد بشدة!.. كما استمرت في هذا الموسم أيضاً ظاهرة وجود مطربين
والمغنين علي شاشة السينما أمثال: تامر حسني وحمادة هلال ومصطفي قمر وأحمد
فهمي وسعد الصغير وهيثم سعيد.. كما ظلت ظاهرة أغاني "الميكروباص" و"التوك
توك" التي تصنع في الأفلام خصيصاً من أجل هذا العرض مستمرة!!
براءة .. واتهام!
أما أهم الأحداث التي شاهدتها الساحة الفنية هذا العام فهي براءة
النجم الكبير عادل إمام من التهم المنسوبة إليه بازدراء الأديان وكان معه
في القضية المخرجين محمد فاضل وشريف عرفة. والمؤلفين: وحيد حامد ولينين
الرملي وكلهم حصل علي البراءة أيضاً. وهو ما يعني انتصارا لحرية الفن
والابداع .. كما تم الحكم لصالح الفنانة إلهام شاهين ضد أحد شيوخ الفضائيات
.. فضلا عن اختطاف الممثلة الشابة منه فضالي ثم تركها في الشارع بعد سرقة
سيارتها ونقودها. وزواج النجمة الشابة بسمة من أحد رجال السياسة وهو عمرو
حمزاوي.. كما اشترك فيلم "بعد الموقعة" في المسابقة الرسمية مهرجان "كان"
بعد غياب طويل. ولكنه خرج منه خالي الوفاض ولم يحصل علي أية جائزة!!
ليل و نهار
فنون ساخرة!
بقلم :محمد صلاح الدين
* إيه معني دنيتنا وغاية حياتنا.. إذا بعنا فطرتنا البريئة الرقيقة..
إزاي نبص لروحنا جوا مراياتنا.. إذا إحنا عشنا هربانين من الحقيقة!!
* جلال الشرقاوي ليس مخرجاً كبيراً وأستاذاً للدراما فحسب.. بل هو أحد
ثوار هذا الوطن.. لذلك عندما يفتتح مسرحيته الجديدة "الكوتش" في وسط هذه
الأجواء العاصفة.. فإنه يبعث برسالة مفادها أن الثقافة والفنون هما عماد
البوصلة.. فلا تجعلوها غائبة!
* غني سيد درويش يوماً: أهو دا اللي صار وأدي اللي كان.. مالكش حق
تلوم عليا.. طب قوللي عن أشياء تفيدنا. وبعدها لوم عليا!!
* مصر علي شفا الإفلاس. أو علي شفا جرف هار.. ولا علاج لهذا التهديد
بالهاوية إلا بنزع فتيل الأزمة.. ونزع معها آفة الهوي!
* من طرائف صحيفة "اللوموند" الفرنسية قولها عنا: القاهرة أصبحت
المدينة المترهلة العجوز. التي تحمل ثورة شباب مازال يقاوم.. ولكن من ناحية
أخري تقاومه رذائل كبار السن!!
* ما يفعله باسم يوسف في برنامجه يعد من الفنون الساخرة المعروفة في
المسرح المحلي والعالمي.. قد يغضب منه البعض. ولكن من يتأمل هذا الهزل..
يعلم أنه في منتهي الجد!
* يؤكد علماء النفس دوماً أن:التطاحن من أجل الجاه والسلطة هو من
أمراض النفس البشرية.. لا من أمراض الطبيعة!
* حتي نقابة الموسيقيين.. تطالب النقيب القديم أن يرجع لإنقاذ
النقابة!
* يعملون مليونية ضد القذارة الفنية.. ولا يقيمونها ضد قذارة اللسان..
مع أن الناس لا يكبون علي وجوههم في النار إلا بسبب حصائد ألسنتهم!
* يقولون أن الظروف أصبحت مهيئة الآن لفوز نتنياهو في أي انتخابات
قادمه في إسرائيل.. تري هل بسبب الربيع العربي "المزدهر". أم لنشاط الموساد
"الزائد" في هذا الربيع؟!
* من أجمل تصريحات محمد منير: "مصر وحشتنا".. تفتكر يا كينج حانقدر
نشوفها من تاني قبل ما نموت؟!
* من أقوال السينما المأثورة قول نور الشريف في "حدوتة مصرية": فاكرين
حاتضحكوا علي الأرض وعلي السما كمان!!
Salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
27/12/2012
مقعد بين الشاشتين
التليفزيون والسينما إيد واحدة
بقلم : ماجدة موريس
* يستحق عام 2012 أن نطلق عليه عام السينما
والتليفزيون في مصر بامتياز برغم كل شيء. برغم المظاهرات والانتخابات
الرئاسية. والأحداث الدامية وكل التضحيات التي قدمها الشعب المصري من أجل
الحرية والعدالة والمساواة. وآخرها ذهابه إلي الاستفتاء علي دستور كتبه
البعض من المصريين علي حساب البعض الآخر.. كل ما حدث في هذا العام سجلته
كاميرات السينما وعدسات التليفزيون. لكن هناك فرق. فبينما سجلت كاميرات
السينما ما حدث في كل مكان من خلال جيل جديد نشط من السينمائيين الذين
صنعوا أفلامهم الوثائقية والقصيرة لتسجيل ما يحدث. بدون معرفة لموعد عرضها
ومكانه فإن كاميرات التليفزيون سجلت ماحدث ويحدث وهي تعلم تماما موعد العرض
ومكانه. وأن الفضائيات والأرضيات المصرية والعربية والدولية فيها متسع
لأخبار وأحداث مصر المتتالية والتي تسجل حتي الآن هبة شعب من صمت طويل
ووعيه المتزايد ومطالبته بحقوقه ممن يحكمون. سواء في العهد السابق. أو
الحالي. وقد قدمت كاميرات التليفزيون والعاملين بها في هذا الأسبوع ونهاية
الأسبوع الماضي عشرات اللقاءات والتسجيلات للاستفتاء الدستوري في كل مكان
في مصر. ولقد أحصيت بنفسي كيف قسمت بعض القنوات المصرية الخاصة شاشاتها الي
ستة كادرات و16 كادراً لتقدم لنا أحوال الناس في الاستفتاء وذهابهم الي
اللجان في كل مكان بمصر. فقلت هذا قناة اون "16 كادراً" وسي.بي.سي "12
كادراً" والنهار "12 كادراً" والحياة ودريم والتحرير بالطبع كانت البرامج
متصلة والتغطيات والضيوف والمداخلات في كل القنوات تقدم لنا زخما ومعلومات
قادرة علي أن تطرح صورا متعددة. لا تقرأ بالحروف الأبجدية ولكن بتتبع كامل
الصورة. ولم تتخلف القنوات الأخري. العربية والدولية عن الانتخابات المصرية
وانما تسابقت في عمل جهد استثنائي لا فرق بين العربية والجزيرة والحرة
والفرنسية وبالطبع كانت شاشة التليفزيون المصري متواجدة في هذه القنوات
فيما يخص الصور والتصريحات الحصرية. وأيضا كانت ملامح أداء الاعلاميين
أصحاب البرامج المهمة. صباحا ومساء. جزءاً مهما في هذه الصورة التي افتقدنا
فيها ملمحاً من ملامح الأسبوع الماضي والذي قبله. وهو حصار أولاد
أبواسماعيل لمدينة الانتاج الاعلامي والتدريبات الرياضية لهم وقضاء أوقاتهم
علي النجيل الأخضر لسور المدينة الاعلامية وقد طالبوا بتطهير الاعلام فجأة
انتهي الأمر قبل الجمعة الماضية ليظهر هؤلاء في الاسكندرية في هجوم طال
الكورنيش ومحطة الرمل. لكن المدافعين عن مدينتهم لم يكونوا مثل الاعلاميين
المطلوب رحيلهم.. ومن جديد لم تقصر عدسات التليفزيون في نقل الأمر. وزادت
عليها صفحات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي ينشط فيها إعلاميون من
نوع جديد. لا يستطيع "أولاد أبواسماعيل" حصارهم بنفس الطريقة. قد يخترقون
مواقعهم بكلماتهم. ولكن الصحفيون الهواة هم الأكثر الآن. هم القادرون علي
قول ما لا يستطيع غيرهم من المحترفين قوله. هم القادرون علي التواصل إذا تم
اغلاق صحيفة أو قناة.. في هذا العام الذي يذهب بعد أيام قليلة لن ينسي
الذين آمنوا بالثورة دور الاعلام فيها. والاعلام المرئي تحديدا. لن ينسوا
أن ميدان التحرير أصبح ضمن أكثر المواقع التي يبحث عنها المشاهد وهو يفتح
جهازه المنزلي وأن المطالبين باستمرار الثورة. وبالعدالة وبدستور لكل
المصريين والذين نزلوا للشوارع أو لم ينزلوا كانوا يستمدون من الاعلام كل
العون في معرفة ما يجري حولهم. أما الذين ذهبوا إلي مهرجان السينما في مصر
في هذا العام فلن ينسوا أيضا هذا الكم من الأفلام عن الثورة وأبطالها
وشهدائها ومواقعها وخصومها. لن ينسوا ما سجلته عدساتها للتاريخ عن أحداث
محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو كما لن ينسي أحد منا موقعة الجمل التي
فضحها فيلم "بعد الموقعة" وموقعة الاتحادية التي من المؤكد أننا سنري
أفلاما قريبة عنها. ليست العبرة في المكسب القريب. ولكن الرهان علي
المستقبل وهذا ما يدركه جيدا صناع الصورة في مصر. في التليفزيون والسينما.
ولذلك اتفقوا بدون اتفاق. أن يكونوا "إيد واحدة" و"ضمير حي" تجاه ما يحدث
في وطننا الغالي.
magdamaurice1@yahoo.com
الجمهورية المصرية في
27/12/2012
هل يهجر نجوم مصر أرضها بسبب الإخوان؟
كتب الخبر: رولا
عسران
دفعت الأحداث السياسية الأخيرة النجوم إلى التفكير في الهجرة خارج
مصر، بعضهم اتخذ القرار بشكل مؤقت، على أن يعود بعد أن تستقر الأوضاع
السياسية، بينما اتخذ البعض الآخر قراراً نهائياً بالاستقرار في الخارج.
تعشق ياسمين عبد العزيز السفر إلى مدينة فرانكفورت باستمرار، لذا طلبت
من زوجها رجل الأعمال محمد حلاوة السفر إليها وإيجاد شقة مناسبة، وعندما
عثر عليها اتصل بياسمين وطلب منها موافاته إلى ألمانيا، فسافرت مع
أولادها وأُعجبت بالشقة وهي تجهزها بالأثاث للإقامة فيها بشكل مؤقت.
لم تقرر ياسمين موعد العودة إلى مصر، لا سيما أنها اطمأنت على
إيرادات فيلمها الجديد «الآنسة مامي» الذي شاركها حسن الرداد في بطولته
وأخرجه وائل إحسان وأنتجه أحمد وكريم السبكي وعرض في موسم عيد الأضحى، ولم
تحدد موقفها النهائي تجاه السبكي بعدما اتفقت معه على إنتاج فيلم جديد، وهو
ما سيتوقف على موعد عودتها إلى مصر.
يتردد أن عادل إمام سافر إلى باريس للإقامة في شقته في شارع جانبي
متفرع من الشانزليزيه إلى حين استقرار الأوضاع السياسية في مصر. يذكر أن
هذه الشقة اشتراها له عماد الدين أديب منذ فترة بما يعادل عشرين مليون جنيه
مصري ، وقفز سعرها إلى الضعف أخيراً بسبب موقعها المميز. واصطحب عادل إمام
معه أولاده وأحفاده، وبحسب المقربين منه، لم يقرر إن كان سيعود مجدداً إلى
مصر أم ستدفعه الأوضاع الحالية إلى الاستقرار في باريس بشكل نهائي.
سفر بلا عودة
هاجرت سماح أنور إلى الكويت، بعدما اعتدى عليها بعض الثوار بالضرب
أثناء وجودها مع ابنها في أحد الأندية لتطاولها على الثورة في أحد البرامج
على الهواء مباشرة، ومطالبتها بحرق الثوار في ميدان التحرير، ما دفعها إلى
السفر هي وابنها أدهم إلى الكويت والاستقرار فيها بشكل نهائي.
بدورها هاجرت شيرين سيف النصر إلى الأردن، بعد انفصالها عن زوجها
وتوتر الأوضاع السياسية في مصر، ويرجع اختيار شيرين الأردن لوجود أقاربها
هناك.
منى هلا اختارت أن تهاجر إلى أميركا، ليس بسبب الأوضاع الحالية لكن
بعد توقف برنامجها الساخر «منى توف» الذي عرض على الـ «يوتيوب» وحقق
نجاحاً إلا أنه سبب لها عداوات، بعد هجومها على الفنانين الذين كانت لهم
مواقف عدائية من ثورة 25 يناير، ما دفع منى إلى التفكير في الهجرة إلى
أميركا لعدم وجود أعمال فنية تشجعها على البقاء في مصر.
هجرة لا هجرة
ثمة فنانون هددوا بالهجرة في حال تولي الإخوان حكم مصر، إلا أنهم لم
يتلزموا بتهديدهم، على رأسهم المخرجة إيناس الدغيدي التي أكدت في أكثر من
حوار نيتها الهجرة في حال تولي جماعة «الإخوان المسلمين» الحكم، وهو ما لم
يحدث. كذلك أكّدت علا غانم أكثر من مرة نيتها السفر إلى الولايات المتحدة
الأميركية والإقامة فيها مع ابنتيها في حال تولي «الإخوان المسلمين» الحكم
وهو ما لم تفعله علا أيضاً، وإن تردد أنها تفكر في الهجرة فعلياً وبشكل
جاد، لكنها لم تتخذ القرار بشكل نهائي بعد.
الجريدة الكويتية في
27/12/2012 |