لم يكن 2012 عاما سهلا على الفن والفنانين، حيث عانت صناعة السينما
والأغنية والدراما الأمرين، لذلك يحق أن نطلق على هذه السنة، عام الخفوت أو
النكسات الفنية أو إرهاب الفنانين والمبدعين، حيث شهد هذا العام حصار
الفنانين وصناع السينما من جانب المتشددين دينيا، الذين بدوا كأن بينهم
اتفاقا ضمنيا على تنظيم حرب نفسية ضد المبدعين، بدءا من الاتهامات فى
السمعة والشرف والخلط بين أدوار الفنان وما يقدمه على الشاشة وبين حياته
ومواقفه، ووصلت الأمور الى السب بأقذع الألفاظ، وإلى القضاء فى بعض الحالات
مثلما حدث مع النجمة إلهام شاهين والتى حصلت على حكم يدين الشيخ عبدالله
بدر، فى حين قرر بعض الفنانين والفنانات الذين تعرضوا لإساءات مشابهة تجاهل
تلك الاتهامات بمنطق أنهم لن يدخلوا فى حروب من هذه النوعية، وتحديدا مع
شخصيات مريضة أو باحثة عن الشهرة، كما انعكست أجواء عدم الاستقرار السياسى
وما تشهده مصر من حالة غليان على حالة الفن، حيث تراجعت معدلات الإنتاج،
واقتصر عدد الأفلام التى عرضت على 30 فيلما فقطا معظمها من إنتاج الأخوين
السبكى، وتفاوت المستوى الفنى لهذه الأفلام تفاوتا كبيرا حيث غلبت الصبغة
التجارية على معظمها.
ومع تطور الأحداث السياسية أيضا فى معظم الدول العربية لم يعد هناك
سوق خارجية للفيلم المصرى يعتمد عليها فى تحقيق عائد أكبر من الإيرادات،
واقتصرت الإيرادات فقط على التوزيع الداخلى للفيلم، وهو ما انعكس بشكل كبير
على إجمالى ما تحققه السينما المصرية، إضافة إلى عدم شراء القنوات الفضائية
حق عرض الأفلام، وهو ما أصبح يهدد صناعة السينما بشكل حقيقى، لأن الصناعة
تعتمد فى إيراداتها على التوزيع الداخلى والخارجى وحق العرض على الفضائيات.
والأهم هو تجاهل الدولة غير المفهوم للصناعة وعدم التفكير فى دعمها
بأى شكل فى ظل هذا التدهور الحاد الذى تعانيه وكأن الدولة ممثلة فى وزارة
الثقافة، أصبحت ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بتلك الصناعة والتى تشهد
تراجعا حقيقيا، وتدهورا وحالة من الخوف باتت تسيطر على منتجى وموزعى
السينما فكيف يتم ضخ أموال فى بلد لا يعرف الاستقرار وهو ما يتفق مع مقولة
أن «رأس المال جبان»، وبالتأكيد ليس من مصلحة أحد حتى لو كانوا الإخوان
المسلمين والنظام الحاكم حاليا أن يتم محاربة أو هدم صناعة السينما المصرية
والتى تعد واحدة من أهم الصناعات التى تحقق عائدا كبيرا فى الدخل القومى.
والخوف كل الخوف فى حالة استمرار تدهور الأوضاع بهذا الشكل، أن نشهد هجرة
جماعية لفنانى ومبدعى مصر، مثلما حدث قبل ذلك وتحديدا بعد نكسة يونيو 1967
عندما اضطر عدد كبير من مبدعى مصر إلى الهجرة، نظرا لظروف التضييق على
بعضهم من ناحية وعدم الاستقرار السياسى من ناحية أخرى، ورغم اختلاف
التفاصيل والظرف السياسى، ولكن يظل هذا الاحتمال قائما، خصوصا مع تفكير
الكثير من الفنانين فى البحث عن مكان إقامة آخر غير مصر بل إن منهم بالفعل
من نقل محل إقامته. ومن لم يغادر حاليا يعمل على الأقل على أن يكون لديه
الاختيار فى حالة ما إذا تم تضييق الخناق أكثر ليذهب بعيدا ولو فترة من
الوقت وأعتقد أنه لو استقر ذلك فى قناعة المبدعين، فذلك يعنى ببساطة أن
حصارهم قد أتى بنتائجه لذلك، فالرهان وسط كل هذه الصعوبات سيكون على روح
المقاومة داخل كل فنان حقيقى يؤمن بأهمية ما يقدم وحقه فى أن يمارس مهنته.
للمرة الأولى..
عام سينمائى بدون مغامرات الزعيم ومفاجآت حلمى وافتكاسات مكى
كتب محمود التركى
غاب نجوم الكوميديا السوبر ستارز عادل إمام، وأحمد حلمى، وأحمد مكى،
عن المشهد السينمائى فى العام الحالى وهو الأمر الذى يحدث للمرة الأولى منذ
عدة سنوات، حيث كانوا دائما يصرون على الحضور ويتنافسون فيما بينهم على جذب
أكبر عدد من الجماهير وتحقيق أكبر نسبة من الإيرادات.
ويبدو أن عدم استقرار سوق السينما أثر بشدة على تواجد النجوم الكبار،
فالنجم عادل إمام فضل أن يقدم مسلسلا تليفزيونيا وهو «فرقة ناجى عطالله»،
وابتعد عن السينما ويحضر حاليا لمسلسل جديد بما يوضح أنه قرر الابتعاد عن
السينما مؤقتا والتفرغ لتقديم المسلسلات التليفزيونية الدرامية.
أما النجم أحمد حلمى فلم يقدم أى فيلم سينمائى فى العالم الحالى، وهو
الأمر الذى يحدث للمرة الأولى بل إنه كان من قبل يقدم أحيانا فيلمين فى عام
واحد، وكان آخر فيلم قدمه حلمى فى السينما هو «إكس لارج» عام 2011، بينما
سيقدم فيلمه الجديد «على جثتى» فى مطلع العام المقبل ويشاركه بطولته النجمة
غادة عادل.
ويبدو أن حلمى استشعر أنه غاب عن جمهوره كثيرا فبدأ منذ أسابيع عرض
مسلسل تليفزيونى على الإنترنت بعنوان «حلمى أون لاين»، والمسلسل يعتبر
تجربة جديدة، لا يستغرق سوى 5 أو 10 دقائق يقدم من خلالها بشكل كوميدى ساخر
بعض المواقف التى حدثت له فى حياته اليومية.
كما غاب النجم أحمد مكى عن السينما فى عام 2012 رغم أنه كان متواجدا
بقوة فى الوسط السينمائى على مدار 3 أعوام متتالية قدم فيها بطولات مطلقة
حققت إيرادات مرتفعة وهى «إتش دبور» عام 2008 و«طير إنت» عام 2009 و«لا
تراجع ولا استسلام» عام 2010، ولم يحالفه الحظ فى العام الماضى من خلال
فيلم «سيما على بابا»، ووسط تلك الأفلام قدم جزءين من مسلسله «الكبير قوى»
على مدار عامين متتالين كما كان يقدم تجارب غنائية ناجحة ومميزة، ولم يقدم
مكى العام الحالى الذى يوشك على الانتهاء سوى ألبوم غنائى يحمل عنوان «أصله
عربى».
ويتسم عام 2012 السينمائى بغياب المفاجأة السينمائية فلم نر عملا
سينمائيا أو فيلما بارزا يستحق تركيز الضوء عليه أو أن نعتبره أيقونة
سينمائية، وغاب عن المشهد السينمائى أبرز المخرجين الكبار ومنهم محمد خان
الذى تعطلت مشاريعه السينمائية التى كان يسعى لتقديمها ومنها «فتاة المصنع»
وأيضا داود عبدالسيد الذى أجل تصوير فيلمه «رسائل الحب» أكثر من مرة وحدد
له موعدا مؤخرا لبدء تصويره يناير المقبل، ولم نر سوى فيلم للمخرج يسرى
نصرالله وهو «بعد الموقعة» الذى مثل مصر فى مهرجان كان السينمائى الدولى
ورغم ذلك فإنه عند عرضه فى مصر شهد انتقادات كثيرة.
كما غابت النجمة البطلة القادرة على جذب الجمهور إلى شباك التذاكر،
ولم تنقذ ماء وجه النجمات سوى ياسمين عبدالعزيز التى قدمت العام الحالى
فيلمها «الآنسة مامى»، بينما غابت هند صبرى التى قدمت آخر تجاربها
السينمائية «أسماء» فى العام الماضى، وأيضا منى زكى التى لم تقدم منذ سنوات
أى تجربة سينمائية، بينما لم يحالف الحظ منة شلبى فى فيلمها «بعد الموقعة»
ولم يحقق إيرادات مرتفعة.
الإيرادات تتراجع 50 مليون جنيه عن 2010
كتب - العباس السكرى
185 مليون جنيه حصيلة إيرادات 30
فيلما سينمائيا تم عرضها بدور العرض السينمائية خلال عام 2012، عرضت معظمها
فى موسمى الصيف السينمائى وعيد الأضحى، وهو ما يوضح تراجعا كبيرا فى
إيرادات الأفلام، حيث كانت آخر إيرادات مرتفعة حققتها السينما المصرية عام
2010 هو 230 مليون جنيه.
وكانت بداية عام 2012 السينمائية مخيبة للآمال بشدة، ويتضح ذلك من
خلال إيرادات الأفلام، بتحقيق فيلم «ركلام» بطولة غادة عبدالرازق، إيرادات
بلغت 4 ملايين و750 ألف جنيه، وفيلم «حظ سعيد» بطولة أحمد عيد 2 مليون و500
ألف جنيه، وحقق فيلم «رد فعل» بطولة حورية فرغلى، مليون ونصف المليون جنيه
فقط، وبلغت إيرادات فيلم «واحد صحيح» بطولة رانيا يوسف وهانى سلامة، 4
ملايين و700 ألف، ولم يحقق فيلم «جدو حبيبى» بطولة محمود ياسين، ولبنى
عبدالعزيز، سوى مليون و260 ألف جنيه، وحقق فيلم «على واحدة ونص» بطولة سما
المصرى 150 ألف جنيه، وتميز فيلم «عمر وسلمى3» بطولة مى عز الدين وتامر
حسنى، عن بقية أفلام بداية الموسم بوصوله لرقم «16 مليونا» و600 ألف جنيه،
كما حقق فيلم «بنات العم» بطولة الثلاثى هشام ماجد وشيكو وأحمد فهمى
إيرادات وصلت لـ «13 مليونا» و250 ألف جنيه.
بينما ارتفع مؤشر الإيرادات تدريجيا بدخول موسم الصيف السينمائى، مع
عرض فيلم «المصلحة» بطولة أحمد السقا واحتل صدارة إيرادات العام بتحقيقه 22
مليون جنيه فى الموسم الصيفى، كما حقق فيلم «حلم عزيز» بطولة أحمد عز
إيرادات بلغت 9 ملايين و350 ألف جنيه، ووصلت إيرادات فيلم «غش الزوجية»
بطولة رامز جلال «8 ملايين» و700 ألف جنيه، وفيلم «حصل خير» بطولة سعد
الصغير لـ«6 ملايين» و620 ألف جنيه، وفيلم «جيم أوفر» بطولة يسرا ومى عز
الدين، لـ «6 ملايين» و843 ألف جنيه، وفيلم «الألمانى» لـ«مليون جنيه».
وبحلول موسم عيد الفطر السينمائى، احتل فيلم «تيتة رهيبة» بطولة محمد
هنيدى صدارة الإيرادات، بتحقيقه 14 مليونا و800 ألف جنيه، وحقق فيلم «بابا»
بطولة أحمد السقا إيرادات 12 مليون جنيه، وفيلم «مستر أند مسز عويس» بطولة
حمادة هلال، 5 ملايين و100 ألف جنيه، وفيلم «البار» إخراج مازن الجبلى
مليون جنيه، ولم يحقق فيلم «بعد الموقعة» بطولة منة شلبى سوى مليون جنيه
فقط، خلال فترة عرضه بدور العرض السينمائية.
وجاءت إيرادات موسم عيد الأضحى، لتعيد الانتعاشة لإيرادات السينما من
جديد، حيث شهد الموسم طفرة فى أرقام شباك التذاكر بتحقيق فيلم «عبده موتة»
بطولة دينا وحورية فرغلى، إيرادات وصلت 21 مليون جنيه، وحقق فيلم «الآنسة
مامى» بطولة ياسمين عبدالعزيز إيرادات 16 مليون جنيه، ووصلت إيرادات فيلم
«30 فبراير» بطولة سامح حسين 3 ملايين، وفيلم «مهمة فى فيلم قديم» بطولة
فيفى عبده 2 مليون ونصف المليون جنيه، وحقق فيلم «ساعة ونصف» بطولة سوسن
بدر وسمية الخشاب 9 ملايين جنيه، وفيلم «برتيتا» بطولة كندة علوش مليون
و200 ألف جنيه، و«جوة اللعبة» بطولة مصطفى قمر 500 ألف جنيه وفيلم «لمح
البصر» بطولة حسين فهمى، 56 ألف جنيه فقط، وفيلم «مصور قتيل» بطولة درة،
وإياد نصار 700 ألف جنيه.
30
فيلما سينمائيا بدور العرض المصرية خلال عام 2012
كتب - العباس السكرى
30 فيلما سينمائيا محصلة الأفلام
التى تم عرضها خلال عام 2012، بمواسم السنة المختلفة، حيث شهد موسم رأس
السنة خلال شهر يناير الماضى، عرض أفلام "عمر وسلمى 3" بطولة مى عز الدين،
تامر حسنى، و"بنات العم" بطولة الثلاثى هشام ماجد وشيكو وأحمد فهمى، و"واحد
صحيح" بطولة رانيا يوسف، وتلاهم عرض فيلم "ركلام" بطولة غادة عبد الرازق،
و"جدو حبيبي" لبشرى، خلال شهر فبراير، وشهدت دور العرض السينمائية خلال شهر
مارس عرض ثلاثة أفلام هما "حظ سعيد" بطولة أحمد عيد، و"رد فعل" بطولة حورية
فرغلى، و"على واحدة ونص" للراقصة سما المصرى، وتم عرض فيلم "بنطلون جوليت"
بطولة طارق الابيارى، خلال شهر إبريل.
وتنافست الأفلام السابقة بدور العرض على مدار الأشهر الأولى من السنة،
حيث بدأ موسم الصيف السينمائي، مع عرض فيلمى "المصلحة" بطولة أحمد السقا،
و"حصل خير" لسعد الصغير، أواخر شهر مايو ماضى، وتلاهما عرض مجموعة من
الأفلام فى شهر يونيه هما "حلم عزيز" بطولة أحمد عز، و"غش الزوجية" بطولة
رامز جلال، و"جيم أوفر" ليسرا، و"الالمانى" لمحمد رمضان.
وعادت الأفلام تطرق أبواب دور العرض مع حلول موسم عيد الفطر السينمائى،
أواخر شهر أغسطس، حيث شهدت شاشات السينما عرض أربعة أفلام، فيلم "تيتة
رهيبة" بطولة محمد هنيدى، وفيلم "بابا" بطولة أحمد السقا، وفيلم "مستر أند
مسز عويس" بطولة حمادة هلال، وفيلم "البار" إخراج مازن الجبلى، وتلاهم عرض
فيلم "بعد الموقعة" بطولة منة شلبى، أواخر سبتمبر، وتم عرض فيلم "ساعة ونص"
مطلع أكتوبر قبل بدء موسم عيد الأضحى مباشرة.
كما شهد موسم عيد الأضحى، أواخر شهر أكتوبر عرض 6 أفلام هما فيلم
"عبده موته" بطولة دينا وحورية فرغلى، وفيلم "الآنسة مامى" بطولة ياسمين
عبد العزيز، و فيلم "30 فبراير" بطولة سامح حسين، وفيلم "مهمة فى فيلم
قديم" بطولة فيفى عبده وفيلم "برتيتا" بطولة كندة علوش، و"جوة اللعبة"
بطولة مصطفى قمر.
وخلال شهر نوفمبر تم عرض فيلم "لمح البصر" بطولة حسين فهمى، ومطلع
ديسمبر فيلم "مصور قتيل" بطولة درة، وإياد نصار.
المنتجون:
الأزمة تتفاقم وتتوغل وتستمر.. وربنا يستر
كتب - العباس السكرى
أكد عدد من المنتجين السينمائيين أن هناك تخوفات كثيرة تحيط بمستقبل
صناعة السينما المصرية، حيث أوضحوا أنها تعانى من حالة التعثر التى أحاطت
بها خلال السنوات الأخيرة.
ويسرد المنتجون فى تصريحاتهم لـ«اليوم السابع» بعض المعوقات التى
يتمنون زوالها، فى الفترة المقبلة، وعلى رأسها منع عرض الأفلام الأجنبية
بدور العرض بموسمى عيد الفطر والأضحى بصفة خاصة، حيث أكد المنتج محمد
السبكى تخلى دور الدولة عن السينما، بعدم تنفيذها للقانون ومنع عرض الأفلام
الأجنبية بدور العرض المصرية خلال مواسم العيد. وحمل المنتج، وزارة الثقافة
وغرفة صناعة السينما، مسؤولية تدهور الصناعة بتصميمهما على عرض الأفلام
الأجنبية بدور العرض المصرية فى العيد، موضحا أن المنتجين المصريين طالبوا
الغرفة والوزارة بعدم طرح النسخ الأجنبية بالعيد، ولم يفعلا شيئا، قائلا:
«الوزارة والغرفة يريدان أن ينتقما من الصناعة بتشبثهما بعرض الأفلام
الأجنبية».
ويرى المنتج محمد حفظى أن الأفلام المطروحة بمواسم السنة نجحت بعضها
فى تحقيق مكاسب من ناحية الإيرادات فقط، وليست على المستوى الفنى المطلوب
من إظهار إمكانيات وخلق روح درامية إبداعية ورؤى جديدة داخل العمل الفنى،
لافتا إلى أن هناك مشاكل كثيرة تمثل عبئا كبيرا على صناعة السينما حاليا،
لعل من أبرزها عدم شراء القنوات الفضائية للأفلام السينمائية، مما يسفر عن
خسارة للمنتج السينمائى.
واتفق المنتج كريم السبكى مع محمد حفظى على أن صناعة السينما تحاصرها
العديد من المخاوف، مشيراً إلى أن سوء التوزيع الخارجى، وعدم شراء القنوات
الفضائية حق عرض الأفلام، بات يهدد الصناعة بشكل حقيقى، حيث إن الصناعة
تعتمد على 3 أسس بشكل أساسى، هى التوزيع الداخلى والخارجى وحق العرض على
الفضائيات المختلفة.
ويؤكد عبدالجليل حسن المستشار الإعلامى للشركة العربية للإنتاج
والتوزيع السينمائى، أن صناعة السينما مازالت فى خطر بسبب قرصنة الأفلام
السينمائية، محّملا الدولة ووزارة الثقافة المسؤولية.
اليوم السابع المصرية في
24/12/2012
النوري بوزيد يقاوم في القصبة
نور الدين بالطيب / تونس
حقّق «ما نموتش» إقبالاً جماهيرياً حطّم الأرقام القياسية في «مهرجان
قرطاج». السينمائي التونسي الذي تعرّض لاعتداء أصولي منذ فترة، يطلق صرخة
احتجاج ضد الموت الذي تبشّر به التيارات المتطرفة ويهدي فيلمه إلى المرأة
حاملة... الرسالة
كما كان متوقعاً، حقّق عرض فيلم «ما نموتش» إقبالاً جماهيرياً حطّم كل
الأرقام القياسية التي شهدتها «أيام قرطاج السينمائية» الأخيرة على مدى نصف
قرن. في شريطه الجديد، يواصل النوري بوزيد (1945) معركته من أجل الحرية
والتسامح. لكن في هذا العمل، هناك رسائل جديدة يوجّهها السينمائي التونسي
الى الحكام الجدد في بلده بعد تعرضه لاعتداء في نيسان (أبريل) ٢٠١١ بعد
دعوة فنان راب مقرّب من الإسلاميين إلى تصفيته. مضمون هذه الرسالة كما قال
النوري «لن تقدروا على قتلنا ولا على قتل روح تونس المتسامحة والمحبة
للحياة».
في قلب القصبة المدينة العتيقة التي ارتبط اسمها بالتحولات الكبرى في
التاريخ التونسي باعتبار احتضانها مقر الحكومة منذ العهد الحفصي (القرن
الثالث عشر)، تدور أحداث «ما نموتش». عرفت هذه المنطقة باحتضانها لكل
الأديان من مسلمين ويهود ومسيحيين، كما تحوي جامع «الزيتونة» الذي يعدّ أول
جامعة في العالم العربي الاسلامي، وقد كان على مدى قرون منارةً لنشر ثقافة
التسامح التي يدافع عنها المذهب المالكي، وهو المذهب الرسمي لدول المغرب
العربي.
في هذا الحيّ، تعيش عائشة (سهير بن عمارة) وزينب (نور مزيو) اللتان
شاركتا في الثورة التونسية. عائشة فشلت في علاقة عاطفية فأصيبت بحالة حزن
عميق وتفرّغت لتربية شقيقتيها بعد رحيل الام. أما زينب، فتعيش مع عائلتها
التي تحيطها بالحنان وترتبط بابراهيم (لطفي العبدلي) رجل الأعمال المقيم في
فرنسا. يجمع الحجاب بين الفتاتين، فإبراهيم يفرض على خطيبته زينب ارتداء
الحجاب للتقرب من القوة السياسية الجديدة الصاعدة أي الإسلاميين. فيما تلجأ
عائشة الى ارتداء الحجاب لمواجهة خوفها الباطني من المجتمع، فيسبّب حجابها
أزمة اقتصادية لصاحب محل الحلويات الذي تعمل فيه على اعتبار أنّ شكلها
الجديد سينعكس سلباً على إقبال الزبائن، في حين يتحول حبيبها حمزة شقيق
زينب السجين السياسي والإسلامي المتطرف الى رجل هادئ ينشد حياة بسيطة بعد
هروب زين العابدين بن علي.
في مواجهة الخطّين المتصاعدين، يقدّم صاحب «ريح السدّ» حكاية أخرى
تبدو على هامش البناء الدرامي للفيلم، لكنّها في قلب الاحداث. عازف
الأكورديون الأعمى الذي يجسده النوري بوزيد، فنان هامشي يموت بلا هوية، بلا
أهل، ولا عائلة ويدفن في قبر مجهول بعد أن يعثر عليه ميتاً في الشارع إثر
قتله على يد متطرفين إسلاميين. عازف الأكورديون الهامشي الأعمى هو سرّ
الشريط الذي ينتهي بأن تحمل زينب وعائشة الأكورديون وتتعالى الموسيقى
وتتخلص عائشة من حجابها وتنطلق في أزقة المدينة العتيقة على إيقاع الموسيقى
والغناء.
شريط «ما نموتش» الذي جمع فيه النوري بوزيد ممثلين الشباب مثل لطفي
العبدلي وسهير بن عمارة ووجوهاً من جيل الستينيات مثل عبد العزيز المحرزي
هو حلقة جديدة من مشروع بوزيد الذي بدأه بـ «ريح السد» (1986) و«صفايح ذهب»
(1988) وواصله في «آخر فيلم» (2006). يقوم هذا المشروع على إدانة الاستبداد
والقمع الفكري والسياسي. «ما نموتش» الذي يرصد تحوّلات المجتمع التونسي
ووضع المرأة في ظلّ نمو التيار الإسلامي، برهن عن نضج كبير في المستوى
الفني والتقني، فالشريط مفعم بالمشاهد ذات الشعرية العالية، خصوصاً مشهد
تغسيل العازف الأعمى «عمو». «ما نموتش» مؤلم وموجع ومثير للأسئلة، وتلك هي
شروط السينما الجميلة التي يبقى بوزيد أحد صنّاعها. وقد شكّل العمل الحدث
لدى عرضه في الصالات، خصوصاً أنّه يتزامن مع التجاذبات التي تشق المشهد
السياسي التونسي بين الإسلاميين، الحكّام الجدد في تونس، والقوى
الديمقراطية التي يمثل بوزيد أحد رموزها، وقد دفع الثمن سجناً وحصاراً
وتهديداً بالقتل.
نشيد الحرية والتسامح
«ما نموتش» الذي كتبه النوري بوزيد قبل الثورة ثم أعاد صياغته بما
يتلاءم مع مستجدات المشهد التونسي، يشكّل صرخة احتجاج ضد الموت الذي تبشّر
به التيارات المتطرفة. وأكّد بوزيد في تصريح أنّ شخصية عازف الأكورديون
الأعمى لم تكن موجودة، بل أضافها بعد الاعتداء عليه
(الأخبار 29/8/2012). وقال إنّه أراد
أن يقول للذين يتوعدّونه بالقتل إنّه لن يموت حتى ولو قتل، فهناك من سيحمل
الرسالة: رسالة الحياة والفن والحرية. وقد اختار المرأة التونسية لحمل هذه
الرسالة. لذلك أهدى شريطه اليها واستعان للمرة الأولى بكتابة شابة في صياغة
السيناريو وهي جمانة الامام.
الأخبار اللبنانية في
24/12/2012
وهران لم تعد محجة السينما العربية
علاوة حاجي / وهران
رغم حفاوة الاستقبال في مدينة وهران الساحلية، إلا أنّ سوء التنظيم
وضعف الأفلام وغياب نجوم الصف الأوّل، جعلت الدورة السادسة باردة وباهتة،
لعلها الأضعف في تاريخه. هكذا، تحوّل المهرجان الذي كان يطمح لأن يكون
محجةً للسينمائيين العرب، إلى مجرّد مسابقة صغيرة لأفلام متواضعة في غياب
مخرجيها، الذين يبدو أن وهران لم تعد مغرية لهم. أكثر من ذلك، شاركت في
المسابقة الرسمية أفلام قديمة مثل «الشوق» للمصري خالد الحجر (2010) في
الوقت الذي يشدّد فيه قانون المهرجان على أن تكون الأفلام المشاركة منتجة
قبل أقل من سنتين.
ولم تخلُ المسابقة من أفلام ضعيفة كالفيلم المصري القصير «خمسة وخميسة»،
الذي هو أقرب إلى سيتكوم كوميدي. بينما افتتح المهرجان بآخر أفلام الجزائري
رشيد بوشارب «فقط كامرأة»، الذي عُرض أخيراً خلال «الأيام السينمائية
لمدينة الجزائر». المهرجان الذي يُفترض به أن يحتفي باليوبيل الذهبي
للجزائر المستقلة، لم يخصّص مساحة لمناقشة 50 سنة من عمر السينما
الجزائرية، وتكريم أيقوناتها، بل فضّل المرور على المناسبة مرور الكرام،
واختار تكريم شخصيات سياسية مثل زهرة ظريف بيطاط، أرملة المناضل رابح بيطاط،
كما لم تجد محافظة المهرجان ربيعة موساوي حرجاً في تكريم شقيقها بوعلام
بسايح، الرئيس الأسبق للمجلس الدستوري، رغم أنه لا علاقة تربطه بالفن
السابع، سوى أنه كتب سيناريو فيلم «الأمبر عبد القادر» الذي لم يُشرع في
تصويره بعد.
وبعدما أعلن المهرجان تضامن دورته مع غزة، اكتشف الجمهور أنّ التضامن
لم يتجاوز عرض أفلام قصيرة لمخرجات من القطاع أنتجتها شبكة «شاشات» بدعم من
الاتحاد الأوروبي، فيما ضمت لجان التحكيم أسماءً شاركت في الدورات السابقة
كالناقد المغربي أحمد بوغابة، والباحث الجزائري ملياني الحاج. أما عن
الجوائز، فقد عادت الجائزة الكبرى (الوهر الذهبي) لـ «الخروج للنهار» لهالة
لطفي، التي أصرّت على إهدائها لـ«الذين لقّنوا الظلاميين درساً في
الإسكندرية»، وأيضاً «للثورة السورية التي ستنتصر حتماً». كلام المخرجة
المصرية لم يرق الوفد السوري، الذي ضم المخرجين غسان شميط، وجود سعيد
والممثل جهاد سعد، الذين تحاشوا الخوض في السياسة. جائزة أفضل فيلم قصير
عادت لـ «الجزيرة» للجزائري أمين سيدي بومدين. أما جائزة الجمهور لأفضل
فيلم وثائقي، فكانت من نصيب «تونس ما قبل التاريخ» للتونسي حمدي بن أحمد.
وانتزع المغربي هشام رستم جائزة أفضل ممثل عن «الوتر الخامس»، والمصرية
سوسن بدر جائزة أفضل ممثلة في «الشوق»، والتونسي محمد بن محمود جائزة أفضل
سيناريو عن «الأستاذ»، وواصل «يما» للجزائرية جميلة صحراوي تصيّد الجوائز،
ونال جائزة أفضل إخراج. هكذا انتهى المهرجان بفتور، تاركاً علامة استفهام
عن مآله، في حال واصل انحداره بهذه الوتيرة.
الأخبار اللبنانية في
24/12/2012
«الهوبيت»:
رحلة قوطية إلى أعماق الذات
فيصل عبد الله / لندن
منذ نشرها عام 1937 كرواية للأطفال، غدت الظاهرة الأدبية الأكثر
إغراءً للاقتباسات السينمائية. مع المخرج بيتر جاكسون، نتعرّف إلى عجائب
وخوارق الجان والعفاريت؛ وعوالم تلهب الخيال
بعدما حقّق النيوزلندي من أصول إنكليزية بيتر جاكسون ضربته الكبرى
باقتباس رواية «سيد الخواتم» بفصولها الثلاثة إلى الشاشة الكبيرة وما
حصدتها الترجمة البصرية من نجاح جماهيري، ها هو يعود الى عوالم جي. آر.
تولكين (1892 ــ 1973) السحرية، لكن هذه المرة عبر رواية «الهوبيت: رحلة
غير متوقعة»، على أمل اقتباس فصولها التالية بعد اكتمال العمليات الإنتاجية
والمخبرية في العامين المقبلين وبتقنية الأبعاد الثلاثة.
منذ نشر فصولها عام 1937 كرواية للأطفال على خلاف رغبة كاتبها، غدت «الهوبيت»
الظاهرة الأدبية الأكثر إغراءً لعدد هائل من القراءات والتأويلات معاً.
ملايين النسخ طبعت، وترجمت الى لغات عدة، من دون أن تفقد بريق الاقتراب من
عوالمها السحرية وفانتازيتها الجامحة. ذلك أنّ تولكين، أستاذ الألسنيات
والمهتم بجمع الأساطير والحكايات الشعبية، اتكأ على إرث غني بتلك الملاحم
وعوالم أقرب الى «أوديسة» هوميروس، أو ما جاء في فصول «رحلات غاليفير»
لمواطنه جوناثان سويفت.
بين الخيال الروائي وصنوه السينمائي، تنقلنا الرواية والفيلم (بلغت
ميزانيته 270 مليون دولار) بأبعاده الثلاثة الاخاذة، الى مكان يسمى «وسط
الأرض». نتعرف إلى مدينة «أربور» الخرافية، وكيف تغيّر قدرها إثر هجمة
دموية شرسة شنّتها جحافل من المسوخ والتنانين العطشانة الى الذهب والسلطة.
تلك الهجمة المدمّرة دفعت بسكان المدينة الأقزام الى الهرب والتطواف في
أراضي المنفى بحثاً عن منقذٍ. ثم ينتقل الشريط الى الهوبيت، بيلبو باغينز
(أيان هولم)، المسالم والسعيد بحياته الهانئة في قرية السلام والوفرة وسط
مقاطعة شايرز كما يقول الراوي.
حياة بيلبو تنقلب رأساً على عقب حالما يظهر الساحر غاندلاف الرمادي
(أداء رائع لأيان مكلاين الذي جسد في «سيد الخواتم: رفيق الخاتم» شخصية
غاندلاف الرمادي، وفي «البرجان» و«عودة الملك» غاندلاف الأبيض)، ويدعوه
لخوض مغامرة غير متوقعة. إنّها مغامرة الالتحاق برهط من الأقزام لتنفيذ
عملية سطو، وغايتها المضمرة المساعدة في استعادة أملاك الأجداد وأراضيهم
التي استحوذ عليها المارد «سماوغ»، وأودع مهمة حراستها الى مسوخ وعمالقة في
بطون ومجاهل «الجبل المنعزل».
لكن حضور الأقزام الثلاثة عشر الى بيت بيلبو الهادئ والجميل يجعل تلك
الليلة أشبه بالكابوس. بعد استرجاع تفاصيل تلك الليلة الاستثنائية، وما
تخلّلها من أطياف وحوارات جانبية على شاكلة «أن تملك المفتاح بمعنى أنّ
هناك باباً لدار»، أو «العقول المريضة قادرة على فعل الحماقات»، يستيقظ
بيلبو في اليوم التالي، وقد اتخذ قراره الأصعب المتمثل في شدّ رحاله
والالتحاق بمغامرة التعرف إلى عوالم تشحذ الخيال على حساب يومياته الرتيبة
وهو يدخن غليونه الخشبي. رحلة تتيح له التعرف إلى معنى الألم والفقدان
والحياة والعوالم الغريبة، والأهم ذاته. يقبل الدعوة ويمضي في دروبها من
دون توافر الضمانات بسلامته كما ينبس قائد الأقزام الوسيم والوريث الوحيد
لعرش وعز وثراء مدينة «أربور» ثورين أوكنشايلد (ريتشارد آرميتاج). فأن تكون
شجاعاً، كما يقول غاندلاف، لا يعني قتل إنسان بل الحفاظ على حياته.
تنطلق الرحلة، ومعها نتابع ما يُسطر على الشاشة من عجائب وخوارق الجان
والعفاريت؛ وسيوف مزركشة بألوان السماء، خواتم سحرية، خرائط غريبة الرسوم
والمعاني، صقور عملاقة تحت أمرة صاحب السر، حيوانات صغيرة تنفذ مهمات
قتالية، عوالم تلهب الخيال والمشاهد مسمّر في كرسيه. فيما تتطاير أمام
المشاهد ــ عبر عدسات الأبعاد الثلاثة ــ صور لمعارك دموية كأنّه جزء من
مشهدها. طيور غريبة تمر بجانبه، فراشات غريبة الألوان والأحجام تلامس وجنته
أو تدور حول وجهه، وصراع بيلبو الدائم مع الشبح غولوم (الممثل البريطاني من
أصول عراقية أندي سركيس) حامل الخاتم.
حكاية ليس صعباً تتبع فصولها، ولا تحتاج الى ضليع في عوالم تولكين
ولغته السحرية لحل شيفرات رموزها ودلالاتها. إنّها حكاية عن رحلة خيالية،
أبطالها الساحر والمعلم غاندلاف، وصاحب الإرث الضائع ثورين، وما أتاحته
للشاب بيلبو من اكتشافات لم يجرؤ يوماً على خوض غمارها. ولعل الأجمل في
شريط «الهوبيت» أنّ كتّابه حافظوا على الصياغات اللغوية الإنكليزية، نطقاً
وتعبيراً وأداءً، تلك التي كتب فيها تولكين نصه من دون الوقوع في استعمال
اللهجة الأميركية. في حين جاءت سينماتوغرافيا أندرو ليزني، المصوّر المعتمد
لجاكسون، بمثابة الإضافة الواضحة لنص سحري يقارب عوالم الأطفال وخيالاتهم
الخصبة على مدى حوالى ثلاث ساعات.
الأخبار اللبنانية في
24/12/2012
بالأبعاد الثلاثة: تبشير هوليوودي
يزن الأشقر
الكاتب الكندي يان مارتيل مؤلف «حياة باي» سعيد باقتباس روايته
الحائزة جائزة «بوكر 2002»، إذ قدّم المخرج التايواني آنج لي هدية ستسهم في
تثبيت مكانة الرواية. معادلة ناجحة يصنعها لي ببراعته الإخراجية المعهودة،
وهوليوود هنا بكامل حلتها مع توظيف تقنية الأبعاد الثلاثة، والإبهار
البصري.
فيلم ممتع لا يرهق المشاهد خلال متابعته رحلة الصبي باي (سوراج شارما)
على قارب نجاة في عرض البحر. أخرج صاحب «جبل بروكباك» عملاً أدبياً بصورة
مبهرة، التزم بحبكة الرواية، وحافظ على المقومات الشكلية الأساسية للسينما
بمساعدة كاتب السيناريو ديفيد ماجي. في الفيلم كما في الكتاب، يروي باي وقد
أصبح كهلاً مستقراً في كندا (يجسّد دوره هنا عرفان خان) قصته العجيبة
لروائي (رافي سبال). يعود بنا الفيلم إلى طفولة باي في الهند. ولد
هندوسياً، ثم اكتشف المسيحية والإسلام، وقرر اتباع الأديان الثلاثة رغم
محاولة والده سانتوش (عادل حسين) العلماني نصحه باتباع المنطق. تقرر
العائلة لاحقاً إغلاق حديقة الحيوانات التي امتلكتها والهجرة إلى كندا، مع
نية الأب بيع حيواناته في أميركا الشمالية.
يرحل الجميع على باخرة بضائع يابانية، لتحدث عاصفة ينجو منها باي على
قارب ملقى في عرض البحر مع نمره البنغالي ريتشارد باركر. يشكل هذا الجزء
الثقل الرئيسي للرواية والفيلم، وتتبلور فيه دروس مارتيل. ما يعاني منه
الفيلم هو الرواية نفسها. أي أنّ أصل العلة تكمن في قصة مارتيل. إذا تجنبنا
نقد حبكة الرواية نفسها، لخَرجنا بفيلم جميل. لكنّ السينما لا تقيم هكذا،
وليس بالإمكان فصل السياقات. ما أنتجه آنج لي هو أسلوب بلا محتوى. توظيف
تقنية الأبعاد الثلاثة ودعم الفيلم بالإبهار البصري المطلوب كانا في
مكانهما. عند العودة إلى القصة، نجدها تتناول ثيمات مختلفة، لكن الجانب
الرئيسي هو الإيمان. لسنا هنا بصدد انتقاد ذلك، لكنّ الرواية تعتمد على طرد
المنطق وتثبيت الخرافة. يتجاهل باي تعليمات والده في استخدام العقل والعلم،
ويصرّ على البقاء في بحر الإيمان بمساعدة منطقه. هذه طريقته في صراعه
للبقاء على سفينة نوح. بعد إنهاء دراسته في الفلسفة، أقام يان مارتيل في
الهند لسنة حيث زار المعابد الدينية ليصبح قامة أدبية على شاكلة باولو
كويلهو. رحلة نمطية لشاب غربي يبحث عن «التنوير». «حياة باي» ليس أكثر من
توسل عاطفي يعتمد المغالطة، ودعوة لطرد العلم والمنطق، ولو كان مغلفاً
بأسلوب أدبي جذاب أو بفيلم مبهر.
الأخبار اللبنانية في
24/12/2012
Killing Them Softly
أميركا تقامر بحياتكم
يزن الأشقر
الذهاب لمشاهدة فيلم هوليوودي يتناول قضايا الواقع، يجب أن يؤخذ مع
بعض الملح كما يقول المثل الإنكليزي، أي لا ينبغي أن يتوقع المشاهد معالجات
راديكالية لقضايا الواقع السياسي والاقتصادي المعاصر، ولو ادعى الفيلم ذلك،
خصوصاً حين تشاهد بطل الشريط في دعاية تجارية لعطر «شانيل» قبل عرض الفيلم
في الصالة. شريط الأسترالي أندرو دومينيك الجديد «قتلهم بلطف» الذي يحاول
طرح ما تعانيه الولايات المتحدة من أزمات، يحوم داخل خطوط هوليوود الحمراء.
وصل إلى المسابقة الرسمية في النسخة الأخيرة من «مهرجان كان» وخرج
منها خالي الوفاض. وعند عرض الفيلم آنذاك، اعتبره البعض أول فيلم عن الأزمة
الاقتصادية في الولايات المتحدة الأميركية، وأول شريط لحقبة ما بعد حركة
«احتلوا وولستريت». لكن العمل المستقل والجاد «مارجين كول» (2011 ــ
الأخبار 23/7/2012) سبق أن فعل ذلك
بجدية أكبر.
في «قتلهم بلطف»، يلعب براد بيت دور جاكي كوغان، قاتل مأجور كلِّف
بمهمة إيجاد حل بعد عملية سطو ثانية على لعبة بوكر مافيوية في نيو أورلينز
أدت إلى تردي الوضع المالي للأفراد المشاركين وبالتالي انهيار الثقة لقيام
ألعاب قمار أخرى. تبيّن عملية السطو الأولى أنّها من تدبير ماركي تراتمان (راي
ليوتا) أحد المشاركين في اللعبة الذي اعترف بالقيام بذلك لاحقاً، حيث تعاون
مع رجلين على سرقة اللعبة والحصول على أموال المشاركين. لكن لاحقاً عام
2008، ومع ظهور الأزمة المالية في أميركا، يقرر رجل يدعى سكويرل (فنسينت
كوراتولا) تدبير عملية سرقة ثانية، مع رجلين آخرين، مخططاً لإلقاء التهمة
على ماركي مرة أخرى نظراً لسجله السابق. تنجح العملية، وتفقد الثقة في هذه
الألعاب، ويكلف حينها درايفر (مايكل جنكنز) باستدعاء كوغان لتولي هذه
المهمة. اقتبس دومينيك القصة من رواية الجريمة «حرفة كوجر» لجورج هيغنز.
والمقاربة التي يؤكد عليها دومينيك في محلها، كما ذكر في أحد الحوارات معه،
حيث النص «يتناول أزمة مالية في اقتصاد مبني على القمار». مقاربة مغرية بلا
شك، لكنها في الوقت ذاته تبقي المعالجة رهينة لها، أي أنّ المجاز هنا يخدم
اللعب في المنطقة الآمنة. حشد دومينيك أسماء مهمة لأدواره، مثل جيمس
غاندولفيني وبين مندلسون، وقد أثرت الفيلم بالتأكيد، وكذلك صورة غريغ
فرايزر السينمائية. من ناحية أخرى، ينجح الشريط في مقاربة ثيمات عدة. تلعب
الحبكة ذلك بذكاء في محاولة لخلق نوع من التوازن، مقترباً من الإثارة
والميلودراما والكوميديا السوداء من دون أن تطغى ثيمة على الأخرى. نقد
اجتماعي، لكنه غير مشبع، ولا يهم إن صرخت أن أميركا عبارة عن شركة في لحظة
درامية يُفترض أن تكون ذروة الفيلم، خصوصاً مع الاعتياد على مرثيات دون
تقديم حل جدي.
الأخبار اللبنانية في
24/12/2012
نجمات:
الأولوية للعائلة على الشهرة والأضواء
مهما بلغت شهرتهن ومهما كسبن مبالغ طائلة ومهما ازداد المعجبون، إلا
أن النجمات يلتقين على قاسم مشترك واحد وهو أن الأمومة وبناء عائلة لهما
الأولوية، لأنهما وحدهما يبقيان فيما تخفت الأضواء عنهن نظراً إلى ظروف
معينة أو تقدّم في السن.
تؤكد الممثلة نادين الراسي أن زوجها وأولادها أهم ما في حياتها، وهي
تعمل جاهدة للحفاظ على أسرتها التي تجد فيها سعادتها واستقرارها وحبها.
توضح الراسي أنها بحكم عملها كممثلة تتلقى عروض عمل خارج لبنان، إلا
أنها ترفض الكثير منها لأنها تبعدها عن زوجها وأولادها، لافتة إلى أنها حين
شاركت في مسلسل «كلام نسوان» كانت تتنقل برفقة زوجها بين لبنان ومصر حيث
تُصوّر المشاهد لأنها تستمدّ القوة منه.
تضيف أن كل عائلة تواجه مشاكل، {لكن يجب أخذ الأمور بروية وألا ندع
اليأس يتغلّب علينا، فالحياة ليست سهلة ومن يريد أن يستمرّ في حياة عائلية
سعيدة يجب أن يكون يداً واحدة مع أسرته} وتتابع: «لا يمكن أن أُخيَّر بين
عائلتي وعملي، فحين أكون سعيدة في منزلي أعطي الكثير في عملي. أتمنى أن
أكون قادرة دائماً على التوفيق بين الاثنين، لكن بطبيعة الحال العائلة لها
الأولوية في حياتي».
بدورها، تؤّكد المخرجة ميرنا أبو الياس أن عائلتها تأتي في المقام
الأول ومن يريد التوفيق بين عمله وعائلته ويعطي الاثنين أفضل ما لديه
يتعذّب نفسياً وجسدياً.
خياط أم لثلاثة أطفال، تشرف على تربيتهم بنفسها ولا تقبل مساعدة من
أحد في تحمل هذه المسؤولية. تعتبر أن الزواج ليس سهلاً وهو أحد أصعب
القرارات التي يمكن لإمرأة أن تتخذها في حياتها، لأن اختيار شريك لتمضية
العمر معه ليس سهلا.
لا تنفي أنها تواجه مشاكل من حين إلى آخر إلا أن لديها قناعة بأن ما
من حياة مثالية، وتضيف: «الابتسامة على ثغر البعض لا تعني أنهم سعداء بل
تخبئ عذاباً، ومن يسعى إلى الفرح يمكنه تحويل مشكلة كبيرة إلى أمر عابر
وألا يدعها تؤثر على حياته. على غرار أي شخص لدي مشاكلي، لكن إلى أي مدى
يمكننا التحمّل؟ هنا يكمن جوهر الأمور كلها.
سند ومشجع
العائلة بالنسبة إلى الممثلة ماغي بوغصن أهم ما في الوجود، وبفضل
تشجيع زوجها استطاعت الوصول إلى ما هي عليه اليوم، لذا تجتهد للحفاظ على
أسرتها ولو كلفها ذلك التضحية بعملها، وتقول: «الحياة ليست سهلة ومن يريد
أن يؤسس عائلة عليه أن يكون واعياً ويعرف كم من الوقت يجب أن يقدمه لعائلته.
بو غصن تمنت بمناسبة الأعياد المجيدة أن يدخل الفرح إلى الأسر كافة
وألا يبقى طفل حزين أو موجوع، وأن تلتئم الأسر في وقت يشهد فيه مجتمعنا
تفككاً وانحساراً لمفهوم العائلة.
من جهتها، تؤكد ملكة جمال لبنان السابقة كريستينا صوايا أن العائلة
أهم شيء في الحياة ولطالما أحبت أن تكوّن أسرة ناجحة على غرار الأسرة التي
تربت فيها، شاكرة الله لأنها استفادت من نصائح أهلها وهي اليوم تعيش أجمل
الأوقات إلى جانب زوجها وأولادها.
تضيف أن ما من أمر مثالي وكامل، وطبيعي أن تقع مشاكل بين الزوجين أو
بين الأهل والأولاد، إلا أن الوعي مطلوب دائماً، مشددة على أن العمل لا
يمكن أن يأخذها من عائلتها في حال كانت بحاجة إليها، وتوضح: «أن اكون زوجة
ناجحة وربة بيت مسؤولة ليست بالمهمة السهلة، لكني بذلت جهدي لأتمتّع بوعي
وإدراك والحمد الله نجحت في هذه المهمة، فالأمومة أجمل ما في الحياة».
قرصنة الأفلام...
من الإنترنت إلى التلفزيون
وكأن شركات الإنتاج لا يكفيها الكساد الذي يضرب سوق الإنتاج السينمائي
بسبب تسريب الأفلام على الإنترنت وتراجع الإيرادات بفعل الأحداث السياسية،
فقد تلقت طعنة جديدة من قنوات فضائية متخصصة بعرض الأفلام، إذ حصلت على نسخ
من الأفلام الجديدة التي رفعت أخيراً من دور العرض وبجودة عالية وعرضتها من
دون شراء حقوق البث من المنتجين.
بعدما عرض بعض القنوات الفضائية الأفلام الجديدة المرفوعة من الصالات
من دون شراء حقوق البث من المنتجين، خسر المنتجون العائد المادي من العرض
الأول فضائياً الذي كان يعتمد البعض عليه لتعويض خسائر السينما بسبب الظروف
الحالية التي تواجهها مصر.
من أبرز الأفلام التي عرضت «تك تك بوم» للفنان محمد سعد، و{إكس لارج»
للفنان أحمد حلمي، بالإضافة إلى أفلام جديدة لم يمر على رفعها من دور العرض
أقل من عام، فحصدت المحطات الفضائية التي تبث من خارج مصر إعلانات خلال عرض
هذه الأفلام بينما لم يحصد منتجوها أي أموال.
إفساد التعاقدات
يقول مدير قناة «كايرو سينما عماد بهاء إن سرقة الأفلام بهذه الطريقة
تفسد أي تعاقدات مع المنتجين، لأن الإعلان في العرض الأول للفيلم يختلف عن
الإعلان في العرض الثاني أو الثالث من ناحية المبلغ المالي المدفوع في
الإعلانات، الأمر الذي يجعل القنوات تحجم عن شراء الأفلام موقتاً إلى حين
تخفيض المنتجين لأسعارها.
يضيف بهاء أن القناة لم تشترِ أعمالاً جديدة خلال العام الحالي بسبب
الظروف السياسية وتراجع الاهتمام بالسينما عموماً، مشيراً إلى أن الأفلام
الجديدة لم تعد تحقق كلفتها المالية ومن ثم ليس من المعقول أن تشتري
القناة أفلاماً جديدة لتخسر فيها.
يشير إلى أن شراء الأفلام بشكل حصري أصبح صعباً في ظل القرصنة التي
تمارسها قنوات السينما المجهولة، لذا تكتفي قناة «كايرو سينما» راهناً بما
لديها من أعمال سينمائية ولا تفكّر بشراء أعمال جديدة.
بدوره يؤكد مدير «بانوراما» أحمد المهدي أن هذه القنوات اكتفت بعرض
الأفلام التي شاركت في إنتاجها ولم تشترِ أفلاماً جديدة بسبب حالة الركود
الحالية، مشيراً إلى أن العائد الإعلاني لا يغطي تكاليف شراء أعمال جديدة
في ظل تراجع المنتجين بفعل الأوضاع الاقتصادية.
اعتداء على الأفلام
يرى المنتج محمد حسن رمزي أن ثمة قنوات تبثّ من الخليج تستولي على
الأفلام من دون تدخل من الدولة لوقف الاعتداء على صناعة السينما، كاشفاً عن
تنظيم تحركات من خلال غرفة صناعة السينما لملاحقة هذه القنوات وإيقاف بثها.
يضيف رمزي أن الأمر بحاجة إلى تحرّك من المسؤولين الرسميين في الدولة
لإنقاذ صناعة السينما من التدهور الذي تعانيه، لافتاً إلى أن هذه القنوات
غير موجودة على القمر الصناعي المصري «نايل سات» وغير مسجلة عليه، لكنها
تبث من أقمار أخرى في مدارات قريبة لذا يشاهدها الجمهور.
كذلك يوضح أن المنتجين لا يستطيعون ملاحقة مالكي هذه القنوات بمفردهم
لأن ذلك يتطلب تدخل جهات لإيقافها، وأن هذه المشكلة تزامنت مع إحجام قنوات
فضائية عن شراء أفلام سينمائية من المنتجين لعرضها على شاشتهم.
يعزو رمزي الركود في بيع الأفلام للقنوات الفضائية إلى طغيان الأحداث
السياسية وتراجع نسبة المشاهدين للقنوات، موضحاً أن القنوات التي كانت
تتنافس على شراء الأفلام منذ الإعلان عنها أصبحت تكتفي بشراء عمل واحد في
كل موسم.
من جهته، يشير رئيس غرفة صناعة السينما منيب الشافعي، إلى أن أسعار
بيع الأفلام للمحطات الفضائية لم تتغير منذ الثورة، لكن المشكلة في أن هذه
القنوات تستولي على الأفلام، ما يؤدي إلى خسارة المنتجين مليون جنيه على
الأقل في الأعمال ذات الكلفة الإنتاجية المتوسطة.
يضيف الشافعي أن القنوات العربية التي تشتري الأفلام لعرض أول على
شاشتها لا تعرض الأفلام المسروقة باعتبارها حصرية لها بل عمل تم عرضه، حتى
لو أذاعت عبر التنويهات الخاصة بها أنه حصري، ما يؤدي إلى تغيير سعر الشراء
وخفضه إلى أكثر من النصف.
يكشف أن ثمة تحركات من غرفة صناعة السينما لمواجهة هذه القنوات
بالتعاون مع المنتجين، وقد تمّ الاتصال بوزارة الاستثمار باعتبارها الجهة
المسؤولة عن البث الفضائي للقنوات والمسجل لديها أسماء مالكي هذه القنوات،
موضحاً أن الغرفة في انتظار الردّ، لأن ليس من صلاحياتها اتخاذ أي إجراءات
قانونية، وكل ما يمكنها فعله مخاطبة الجهات المسؤولة.
الجريدة الكويتية في
24/12/2012 |