رغم الحصار الخانق الذي تفرضه “إسرائيل” على الفلسطينيين وعلى
تحركاتهم اليومية والحياتية إلا أن الصور التي فرضها المخرج الفلسطيني
“رشيد مشهراوي” في فيلمه الوثائقي “أرض الحكاية” هي من تكلمت قبل أن ينطق
“العتال” الذي يتجول بعربته في شوارع القدس القديمة، وفي كل مرة تأتي
السينما الفلسطينية بملامح سينمائية مختلفة تقترب من حقيقة الأرض وأصحابها،
هذا ما كان واضحاً في فيلم المخرج رشيد مشهراوي الذي تحدث من خلال هذا
الحوار عن عرض الفيلم الأول من خلال مهرجان دبي، وحيثيات تصويره والآمال
التي تتجدد وروح السينما الفلسطينية بعيون سينمائيي الجيل الجديد .
·
لغة الصورة هي من تتكلم في فيلمك
الوثائقي “أرض الحكاية” الذي عرض للمرة الأولى عالمياً عبر مهرجان دبي؟
- “أرض الحكاية” هو فيلم يحكي تاريخ القدس القديمة من خلال صور قدمها ثلاثة
مصورين كل واحد منهم ينتمي لجيل وفترة زمنية مختلفة برموزها ودلالات
الحياتية والجغرافية والإنسانية، وتركيزي على الصورة ليس لنقل كيف نعيش
اليوم في القدس ولا كيف كنا نعيش فيها في الماضي، بل قصدت الإشارة إلى
الحياة العربية الفلسطينية قبل تكوين دولة إسرائيل وقبل الاحتلال .
·
ما المرمى من تجسيد شخصية
“العتال” في الفيلم؟
- تجوال العتال في شوارع القدس له بعد إنساني وتاريخي وجغرافي فهو يمر
بعربته في كل الأمكنة، ويرصد بعينيه التغيرات وملامح الوجوه وشريط الأحداث
وأردت من خلال جولة العتال هذه أن أجعل المشاهد يتجول معه ويرى المقدسات
والمحال القديمة وتصاميم البيوت وتجمعات الشرطة والمستوطنين اليهود وكل من
يمر في الشارع على شكل صور حقيقية من قلب القدس القديمة .
·
هل واجهتك صعوبات في أثناء
التصوير في القدس، خاصة أنك مقيم في “رام الله”؟
- بغض النظر عن تصوير الفيلم، نحن الفلسطينيين نحتاج إلى تصريح خاص للذهاب
إلى القدس، وفي بعض الأحيان نضطر إلى أن نسلك طرق التفافية لا يوجد بها
حواجز توصلنا إلى القدس بشكل مباشر، وبالنسبة لظروف تصوير فيلم “أرض
الحكاية” لم تكن سهلة خاصة أن التصوير كان داخل القدس القديمة لذلك ساعدني
صديقي “عيسى فريج” في مواصلة التصوير ونسب الفيلم له لكونه يحمل تصريح
الدخول ويقيم في الداخل وبهذا خفف علي وطأة تدخل “الإسرائيليين” وكثرة
أسئلتهم حول هذا العمل .
·
هل تحبطك هذه المصاعب وتؤثر في
عملك في السينما؟
- على العكس تماماً، فأنا سينمائي منذ أكثر من 30 عاماً وعملت الكثير من
الأفلام الروائية والوثائقية في الماضي التي تم عرضها في مهرجانات عالمية
عدة، ولم تخرج إلى النور إلا بعد مشقة كبيرة ومخاطرة حقيقية لفريق العمل في
أثناء التصوير، وأذكر عندما كنا نصور أحد الأفلام في سنة 2000 وقت انتفاضة
الأقصى الثانية، وكنت أنبه فريق العمل إلى أن يحتموا بجسم الكاميرا الكبير
من الرصاص الذي كان يأتي من كل صوب، وأحياناً أضطر إلى ترك مصور مع كاميرا
صغيرة في الليل داخل أحد البيوت الفلسطينية المحتلة على أيدي الجنود
“الإسرائيليين” الموجودين مع العائلات الفلسطينية داخل بيوتهم وكان المصور
يسرق لقطات خلسة بدون علمهم، وبالرغم من الاحتلال والضغط السياسي المميت
إلا أننا باقون على أرضنا نُوثّق حاضرنا وماضينا رغم كل شيء .
·
يتسم الطرح السينمائي في أعمال
السينمائيين الفلسطينيين في المهرجان بالابتعاد عن مسألة التعاطف مع القضية
الفلسطينية، ووضع المواطن في قالبين إما الضحية أو البطل، هل توافق هذا
الاتجاه؟
- أنا مع اللغة السينمائية التي تعطي أملاً وحباً وحياة للمستقبل، وأتمنى
أن يستمر الجيل الجديد من الشباب الفلسطيني في تغيير ملامح الأفلام وعدم
التركيز على البعد السياسي ووضع الاحتلال ويعبروا عن الحالة الفلسطينية بفن
راقٍ تتحدث فيه السينما ليس عن الفلسطيني الضحية الذي يتعاطف معه العالم،
ولا عن البطل، فمن الواجب على السينمائيين الشباب أن يطوروا السينما برؤية
فنية حقيقة لا تعتمد على نقل القصة كما هي من الواقع، لأن هذا الأسلوب يكون
أكثر في التلفزيون، فالابتعاد عن خط السياسة هو أسلوب فني يغير ملامح
الأفلام الفلسطينية التي تعتمد على الشعارات والشكوى والخطابات المباشرة .
·
ما رأيك بمستوى الأفلام التي
عرضها المهرجان خاصة أنك كنت رئيس لجنة التحكيم في دورات عدة ماضية؟
- مهرجان دبي السينمائي له طابعه الخاص وهو ملتقى يضم مجموعة كبيرة من
السينمائيين العرب والأجانب، وهذه الدورة من المهرجان مهمة جداً وتميزت
أكثر من السنة الماضية حيث تضمنت مستوى عالياً من الأفلام السينمائية في
المواضيع المطروحة والقيمة الفنية والأبعاد السينمائية .
·
هل لديك مشاريع سينمائية جديدة؟
- نعم، فمن خلال برنامج “إنجاز” سننتهي من فيلم روائي طويل بعنوان “فلسطين
ستيريو”، وهو إنتاج مشترك مع مهرجان دبي ويخضع الفيلم حالياً لعمليات
المونتاج الفنية، وبعد شهرين سيكون قد شارف على الانتهاء، وهذا البرنامج
أسهم في دفع الحركة السينمائية العربية ودعم الأفلام مادياً، وأهميته تكمن
في التنوع بالمحاور السينمائية المطروحة وأشكالها الفنية كالوثائقية
والروائية .
الخليج الإماراتية في
24/12/2012
«الوهر
الذهبي» لـ«الخروج إلى النهار» وجوائز ذهبت إلى
غير
مستحقيها في مهرجان وهران
السينمائي
«تنورة
ماكسي» لجو بوعيد و«صديقي الأخير» لجود
سعيد فيلمان
طليعيان أُهملا
أنور محمد
(وهران)
انتهى المهرجان، كما
كان متوقَّعاً، وهو مليء بالأخطاء
الإدارية، فيما ذهبت أغلب الجوائز إلى غير
مستحقيها، ولم يحظ الفيلم الجزائري «عطور الجزائر» لرشيد بن حاج بأي جائزة،
وكذلك
الفيلم اللبناني «تنورة ماكسي» والفيلمان السوريان «الشراع والعاصفة» لغسان
شميط
و«صديقي الأخير» لجود سعيد، رغم مشاركة عضوين سوريين هما الممثلة ديما
قندلفت
والصحافية لمى طيارة من أصل خمسة في لجنة التحكيم. ذهبت جائزة الجمهور
الخاصة إلى
فيلم «تونس ما قبل التاريخ»، فيما حصل الفيلم المغربي «اليد اليسرى» على
جائزة أحسن
فيلم قصير، والفيلم الجزائري «الجزيرة» على الجائزة الكبرى، وجائزة أحسن
سيناريو
لمحـمد بن محمود من تونس عن فيلم «الأستاذ»، وأحسن إخراج لجميلة صحراوي عن
فيلم «يمَّا»،
وأحسن ممثلة لسوسن بدر عن دورها في فيلم «الشوق»، وجائزة لجنة التحكيم
الخاصة بفيلم «لمَّا شفتك» من فلسطين، وجائزة الوهر الذهبي للفيلم المصري
«الخروج
إلى النهار» للمخرجة هالة لطفي. مع ذلك، هناك أفلام مثيرة للأفكار، كالفيلم
اللبناني «تنورة ماكسي» للمخرج جو بوعيد و«صديقي الأخير» لجود سعيد، إنَّما
عبر
صورة مشغولة بكثير من العلاقات الهندسية والسياسية والرياضية، يحرِّك
المشاعر
العاطفية فيهما ولدان (ماريا في «صديقي الأخير» وجو في «تنورة ماكسي»)،
ليستر
عوراتنا، قبحنا، غلاظتنا.
جو بوعيد وجود سعيد كسرا إطارات ومقامات تعبث
بحياتنا، هي وراء كل الأزمات السياسية والأخلاقية في الحياة السورية
واللبنانية.
ضابط شرطة (عبد اللطيف عبد الحميد في الفيلم السوري) في منتهى الصلافة
والوقاحة
والعمى العلمي والقانوني والأخلاقي، يتعامل مع مواطنيه الذين حوَّلهم إلى
ضحايا،
وعلى رأسهم الطبيب خالد (عبد المنعم عمايري)، وكأنَّ الله رخَّص له لينحرهم
على
أبواب زنزاناته. حتى النقيب أمجد بوند (مكسيم خليل)، يفرجينا إيَّاه جود
سعيد في
حضيض العهر والفساد، يبيع القانون ويؤجره ويركب فيه أجساد النساء، فيتراكم
الفساد
فوق الفساد، والاستبداد فوق الاستبداد، وهو يقلب المعادلة السينمائية
السورية كمخرج
يقول لسينما المهرجانات السورية: وداعاً. حان الوقت لنرى الحياة بعين جديدة.
جود سعيد بدا محلِّلاً نفسياً كمخرج يراقب نفسه ماذا يفعل، وماذا
يروي. وكأنَّه
إحدى شخصيات فيلمه أو أغلبها، وهو يسند إليها أفكاره وعواطفه
وانفعالاته على
طريقته. جدلٌ وجدلٌ في ضوء له قوة تعبيرية
مؤثرة، حيث كان جود سعيد يفرجينا عمليات
وعي شخصياته بشرطها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي القاتل، وقد خرج من
الرمزي
البدائي كما في السينما العقائدية إلى الصريح غير المباشر، وبمنطق حدسي
وعلى خصومة
مع هذا الواقع الذي استطاع جو بوعيد، بذكاءٍ سياسي ساخر فوق الأثنيات
والمذاهب، أن
يطلق سراح الصبي بداخله، ذاك الذي سجنه كل عمره، فنرى فوز إيطاليا بكأس كرة
القدم
مثله مثل اجتياح إسرائيل لبيروت، ويبقى يدافع بالخيالي، الذي تحوَّل إلى
إدراك حسي
عنده كطفل، حتى واقع موضوعياً فلا يتخلى عن الذات التي يمكن أن تندمج
بالآخر، وهو
ما صوَّرته عيناه، واسترجعته، في تصعيد قوي من دون أن يؤذي (الديني).
فالضيعة
ضيعتنا، ولبنان لبناننا. ذلك بحس حدسي
فيلمي استطاع تحيين الأحداث، زمنٌ يتدفَّق
بشحنات عالية من الأفكار الساخنة التي تريد تنشر دفأها ونورها لحماية نفسها
من
صيرورة دوماً تكيد وتلحق بها الأذى. لذا كان جو بوعيد وجود سعيد يعملان
معاً كلٌّ
في فيلمه لتظهيرها خارجاً، طبعاً الأفكار الساخنة، وهي تلتحم مع الهواء
(الأوكسجين
والهيدروجين) فتتصالح مع إنسانيتها، فالعقائد مَحْرقة المحارق، وكبتها هو
الموت.
لذا طالع كلٌّ منهما (أناه) الخاصة، وجسّدا مادياً وبالصورة الساخنة حلمهما
بوطن
وإنسانٍ وقد ارتوى بالنبالة والسلام، لأنَّه كفى لبس (الميني) ولا بدَّ من
تنورة (ماكسي)
لـ(صديقي الأخير). فكلاهما مستهدف، وفي تركيز ضوئي قوي النبرة كعنصرٍ
عضويِّ البنية وبدونه لا يصير الفيلم فيلماً. إنَّها السينما الجديدة الحية
والفاعلة.
السفير اللبنانية في
24/12/2012
«مثل
امرأة» لرشيد بو شارب.. «مونيا» ضد نفسها
مهرجان وهران للفيلم العربي يفتتح
بالإنكليزية
انور
محمد
(وهران)
حنين إلى الحرية
باستثارة حالات انفعالية وباستعارات (فنية
وفكرية) شديدة الجرأة وبالصورة والصوت،
هو ما يفترض أن يذهب إلى تحقيقه الفيلم
السينمائي مهما كان موضوعه أو قضيته. مهرجان
وهران السينمائي للفيلم العربي السادس من 15 إلى 22 ديسمبر/ كانون الأول
2012 ربما
في أفلامه الـ37 المتسابقة هو ما ستفصح عنه النتائج. 13 فيلماً طويلاً
منها: «مثل
امرأة» لرشيد بو شارب من الجزائر وهو فيلم الافتتاح، «الشراع والعاصفة»
لغسان شميط،
و«صديقي الأخير» لجود سعيد من سوريا، «تنورة ماكسي» لجو بو عيد من لبنان،
«شوق»
لخالد الحجر من مصر، «الوتر الخامس» لسلمى برقاش من المغرب. و14 فيلماً
قصيراً
منها: «البلح المر» لجهاد الشرقاوي من فلسطين، «لازال أبي شيوعياً» لأحمد
غصين من
لبنان، «وجوه» لسعيد نجمي من الأردن، «عيال المطمورة» للطيب المعدي من
السودان. و10
أفلام وثائقية منها: «إلى أبي» لعبد السلام شحادة من فلسطين، «المعارض»
لأنيس لسود
من تونس، «ابن خلدون» لشوقي خضراوي من الجزائر. الى جانب ثلاثة أفلام خارج
المنافسة: «الشراع المحروق» لفيفيان كنداس من فرنسا، و«شاشات» من فلسطين.
افتتح
المهرجان بالفيلم الجزائري «مثل امرأة»
لرشيد بو شارب، ورغم أنَّ هويته عربية
والمهرجان للفيلم العربي، فإنَّه ناطق
بالانكليزية ومترجم إلى الفرنسية، فيما كان
برنامج حفل الافتتاح بلا (مخرج) سوى المذيعة التي ارتكبت أخطاءً لغوية
وأخرى
بروتوكولية، فرحَّبت بالوفد المصري وبذكر أسماء ثلاثة ممثلين منهم بعد أن
نسبت اسم
ممثلة من الوفد الى أب غير أبيها، ونسيت أن ترحِّب ببقية الوفـــود
(العربية) التي
كان من بين ضيوفـــها الممثل الســوري جهاد سعد بطل فيلم «الشراع
والعاصــفة».
مع ذلك، وإن كان الملل قد تسرَّب إلى الصالة بسبب مثل هذه الأخطاء
وطول فترة
التقديم والتكريم، وارتجال المذيعة لفقراته، فإن فيلم «مثل
امرأة» لرشيد بو شارب لم
ينقذ الحفل، إذ كنا مع مطمطة لحدث تقليدي
على مدار 96 د مدة زمن عرض الفيلم، فنبقى
مع هزِّ الخصر وحركات الخلع الإثارية لفتياتٍ يتعلَّمن الرقص من دون الكشف
عن
طباعهن، عن مشاعرهن وعن أحلامهن. بل لماذا الرقص؟ لماذا القتل الخطأ وليس
القتل
العمد حين جرعت الحماة دواءً أعطته إياها كنَّتها بالخطأ؟ نحن لا نطالب
رشيد بو
شارب أن يتحوَّل إلى فيلسوف، لكن أن نرى رأيه، وجهة نظره. ثم ما المانع أن
يتفلسف؟
أليس الفيلم في مجموع لقطاته هو نمط معرفي يُفصح عن وجود، وأنَّه هنا في
مثل امرأة
يصوِّر واقعةً مادية تعاني منها المجتمعات الشرقية العربية، لا المجتمعات
الأوروبية
والأميركية؟
الشكل التعبيري للفيلم ذهب إلى حدث مأساوي، امرأة عاقر (مونيا)
تؤدي الدور فولشيفاه فرحاني حيث يبدأ الفيلم بمشهد في ضواحي شيكاغو
بأميركا،
والعاقر هذه تكشف عن بطنها في مشهد أقرب إلى الإثارة، وسيدة أميركية زنجية
تضع لعبة
على بطنها، تمررها بقصد علاجها من العقم بالسحر. إذاً، سحقاً (للعلم)،
ولينتصر
الجهل الذي ترفضه الحماه (شافية بو دراع) التي تدير محلاً لبيع المواد
الغذائية مع
ابنها الممثل (رشيد زام). هنا نسأل: لماذا اختار رشيد بو شارب صاحب فيلم
«خارجون
على القانون» مثل هذه القضية موضوعاً لفيلمه وفي المجتمع الأميركي، هل لنرى
مارلين
التي خانها زوجها فتنصرف عنه وتلتحق بمسابقة للرقص الشرقي بمدينة لاس فيغاس
مع
صديقتها مونيا التي تبحث عنها الشرطة بتهمة قتل حماتها؟
رشيد بو شارب يطرح قضية
إنسانية لكن بشرط بصري وصوتي لم يكن فيه
خلاص ولا شفاء، كما إنَّه ليس لأبطال فيلمه
من خيارٍ في التصدِّي لكارثة الاغتراب، والعيش في شروطها القاسية، إن مونيا
لن
تحمل، لن تصير أمّاً، وهي لم ترتكب فعلاً شائناً، لأن بو شارب وضَعها في
خانة
الاستسلام الإجباري، من مأساة الى مأساةٍ كأنَّها ضد نفسها.
السفير اللبنانية في
19/12/2012
الشتا اللي فات..
قضايا رأي عام..يحسمها الجمهور
يحرره: خيرية البشلاوى
التوقيت من العناصر المهمة جداً في تحديد نسبة النجاح بالنسبة لأي
فيلم سينمائي.. ويدخل في نسبة ملاءمة التوقيت: المناخ السياسي. والنفسي
بالنسبة للجمهور في فترة عرض الفيلم. وأحياناً تلعب الأحداث الجارية وقتئذ
دوراً مهماً سواء بالسلب أو الإيجاب.
فلو سألنا: لماذا لم ينجح فيلم "بعد الموقعة" للمخرج يسري نصر الله
جماهيرياً؟!.. سنجد أن الإجابة ليست بعيدة عن توقيت العرض. وعن موضوع
الفيلم وأسلوب معالجته. علماً بأن صانع الفيلم اختار بطله من نزلة السمان.
وجعله أحد الذين شاركوا في موقعة الجمل الشهيرة. لقد تم عرض الفيلم بينما
أجواء ثورة 25 يناير والكلام حول حقوق الشهداء. مازالت ساخنة. وحاضرة في
الأذهان. وبطل الفيلم يُفترض أنه مُدان في رأي الناس. وفي الوجدان الجمعي
للجماهير. وذلك لأنه ضالع في عملية القتل. ولو ضمنياً.. بالإضافة إلي أشياء
أخري تتعلق بمدي قدرة الفيلم علي الجذب بالنسبة لجمهور لديه حساسية تتعلق
بقيمه الأخلاقية وقناعاته الدينية. أضف أيضاً عناصر الترفيه التي تعود
عليها.
عنصر التوقيت يشكل أحد العناصر المهمة في استقبال نفس الفيلم في
مهرجان كان السينمائي الدولي 2011 أي في الفترة التي تلت الثورة بمدة
قصيرة. بينما العالم مازال يشيد بها. ويعبر عن إعجابه البالغ بسلميتها.
وبالشباب الذين فجروها. ومن هنا جاء الاستقبال الحماسي الكبير للفيلم في
المهرجان الفرنسي.. ولابد أن نشير أيضاً إلي اختلاف حساسية الجمهور. وإلي
ذوقه الفني والثقافي. أعني الجمهور الفرنسي. بالإضافة إلي جماهير المهرجان.
المفارقة في ردود الفعل في الحالتين. لابد أن نلفت النظر إلي اختلاف
البيئة الثقافية واختلاف التوقيت.. ويمكننا أن نضيف عنصر التعاطف فيما
يتعلق بالعرض الفرنسي. أعني التعاطف مع ثورة ومع شعب يتطلع إلي الحرية ومع
نجوم مصريين جاءوا بصحبة الفيلم وأحاطوا المناسبة بأجواء تذكر الناس بحدث
تاريخي سياسي كبير في بلد بحجم مصر.
هذه الخواطر نفسها تعود إلي الذاكرة وأنا أتابع حالة فيلم "الشتاء
اللي فات" للمخرج إبراهيم البطوط.. الفيلم أحيط كذلك بأجواء احتفالية كبيرة
عند عرضه في مهرجان فينيسيا ونفس الحماس عبر عنه الجمهور في إيطاليا حين
وقف يصفق طويلاً للفيلم بعد انتهائه. ولكن خرج مثل فيلم يسري دون جوائز.
ولا يمكن التنبؤ بردود فعل جمهور السينما عند عرضه الفيلم في مصر
عرضاً تجارياً لقد استقبل بحماس نسبي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
الأخير. وحدث الأمر نفسه في مهرجان دبي. حيث حصل عمرو واكد علي جائزة أحسن
ممثل.. ولم يحصل الفيلم نفسه علي جائزة سواء في فينيسيا ولا في القاهرة في
المسابقة العربية. تفوق عليه فيلم "المغضوب عليهم" المغربي.
قد يكون حظه أفضل علي المستوي الجماهيري. ولكن ربما يلعب التوقيت دوره
السلبي أيضاً إذا ما عرض الفيلم تحديداً هذه الأيام. وذلك برغم الضجة
الإعلامية التي نجح صناعه في إدارتها ورغم الرواج الحالي للممثل الرئيسي
الذي لعب دور البطولة فيه.
الجمهور المصري جدير جداً بالدراسة وردود أفعاله تستحق التأمل. ورأيه
العملي المعلن ضمناً في إيرادات شباك التذاكر. لابد من قراءته جيداً.
العملان: "الشتاء اللي فات". و"بعد الموقعة".. حصلا علي حفاوة في
الخارج ولم يحصلا علي جوائز كبري. ولا كبيرة.. وجائزة "دبي" يمكن اعتبارها
جائزة للممثل. وليست عن قيمة الدور الذي لعبه.. فالمفارقة اللافتة أن
الشخصية التي لعبها ممثل مبتدئ وغير محترف اسمه صلاح الحفني وهو الذي ساهم
في إنتاج الفيلم "الشتاء اللي فات" تشير إلي موهبة. وقدرة علي التعبير
جيدة. وذلك من خلال أدائه لشخصية ضابط أمن الدولة الذي تولي استجواب مهندس
الكمبيوتر والإشراف علي تعذيبه قبل قيام ثورة 25 يناير .2011
هذه الممارسات القمعية والوحشية الممنهجة التي مارستها هذه الشخصية
غير المعروفة علي الشاشة. وبهذا الإتقان أضافت إلي مصداقية الفيلم. والفضل
يعود لا شك إلي المخرج الذي استطاع بحدسه الفني أن يلتقط إمكانيات هذا
الوجه الجديد الهاوي الذي لعب الدور بإمكانيات محترف.
إن العرض التجاري للفيلم سوف يحسم القيمة الأهم بالنسبة لأي عمل
جماهيري.. وأعني رأي الجمهور مع ضرورة الالتفات إلي الدور الذي يمكن أن
يلعبه التوقيت بما يعنيه من حماس أو فتور أو غضب أو قبول إزاء قضية رأي عام
يطرحها الفيلم.
المساء المصرية في
23/12/2012
باربارا ستريزاند:
اتجاهات السينما الحالية لا تعجبني
الياس توما
اعتبرت الممثلة الأمريكية باربارا ستريزاند أن سر
نجاحها وتألقها السينمائي يعود إلى أنها تمضي اغلب وقتها في المنزل موضحة
أنها لا تمثل الكثير من الأفلام دفعة واحدة كالممثلين والممثلات الآخرين
كما أنها لا تظهر كثيرا على العلن واعتبرت أن إنجاز القليل يعني أحيانا
الكثير لان الإنسان يبقى محاطا بالغموض قليلا.
تعتبر باربارا ستريزاند امرأة متعددة الأوجه
والمواهب فهي ليست ممثلة قديرة مشهود لها بذلك فقط وإنما أيضا مخرجة ومغنية
وكاتبة وناشطة سياسية وأيضا محسنة غير أنها قبل كل شيء تعتبر حسب العارفين
فيها امرأة صريحة تقول كل ما تفكر به بدون تزلف أو مواربة.
وتؤكد باربارا التي تقوم الآن بتمثيل فيلم جديد
يحمل اسم " تأنيب الضمير" اسند إليها فيه الدور الرئيسي بان الاتجاهات التي
تتطور فيها صناعة السينما الحالية لا تعجبها مشيرة إلى أن الناس من هذه
الصناعة يتوجهون وفق معادلة: إذا كان الفيلم سيكلف ما يزيد عن المئة مليون
دولار فان كل شيء على ما يرام أما إذا كانت تكلفته بحدود عشرين مليون دولار
فقط فان الأمر لا يستحق الاهتمام.
وتضيف إنني شخصيا أميل إلى الأفلام الأقل كلفة غير
أن المشكلة تكمن في أن الناس لا يهتمون بمثل هذه الأفلام.
واعترفت أنها لا تتلقى الكثير من العروض للمشاركة
في تمثيل الأفلام كما يعتقد الكثير من أصحاب السيناريوهات ولذلك لا يرسلون
لها مثل هذه العروض ظنا منهم أنها لن تهتم بها أما هي فتؤكد للجميع أنها
على استعداد لقراءة أي سيناريو يصلها.
وأوضحت أن الفيلم الجديد تمثل فيه دور أم تطوف
الولايات المتحدة مع ابنها الشاب كي يبيع اختراعه الجديد وأيضا كي يجد حبه
الضائع مشيرة إلى أن الممثل الكندي سيث روجين قد قام بجمع الكثير من
المعلومات عنها قبل وقوفه أمامها أمام الكاميرا أما هي فقد توجهت إلى أمام
الكاميرا بدون أن تجري أي اتصالات عنه وبالتالي لم تكن جاهزة له
وأشارت إلى أن الكثير من الحفلات الغنائية التي
أقامتها مؤخرا قد حضر إليها عدد كبير من الناس ولذلك قيمت بأنها ناجحة أما
هي فتعترف بأنها تفضل الغناء في الأماكن الخاصة مشيرة إلى أنها تمتع
بالتسلية الأكبر عندما تسجل اسطوانات في الاستوديوهات أو التمثيل في
الأماكن التي يتواجد فيها عدد قليل من الناس كما هو الأمر في المسرح.
إيلاف في
23/12/2012
وزير الثقافة يفتتح مهرجان كام السينمائى
خاص - بوابة الوفد:
افتتح أمس د. محمد صابر عرب وزير الثقافة مهرجان كام السينمائى الدولى
للأفلام التسجيلية والقصيرة والرسوم المتحركة فى دورته الثانية، والذى
تنظمه الجمعية المصرية العربية للثقافة والإعلام والفنون برئاسة المخرج
علاء نصر بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية فى الفترة من 22 وحتى 27
ديسمبر الجارى بمركز الإبداع الفنى بدار الاوبرا.
وقام وزير الثقافة بإهداء درع التكريم لكل من د. بركات الفرا سفير
فلسطين، والفنان حسن يوسف، والمخرج سعيد مرزوق وتسلمته حرمه ريموندا، ومدير
التصوير سعيد الشيمي، والفنان طارق التلمسانى ضيف شرف المهرجان، واسم
الراحل الفنان صلاح مرعي وتسلمته حرمه د. رحمة منتصر والصحفي والإعلامى
إيهاب كامل تقديرا لمجهوداته وإسهاماته فى المراحل الأولى للدورة، وقام
بتقديم الحفل د.كريمة الجزيري، وشارك في المهرجان 20 دولة من مختلف دول
العالم بأكثر من 180 فيلما.
وحضر الافتتاح المخرج محمد عبد العزيز رئيس شرف المهرجان، والمخرج
علاء نصر أمين عام المهرجان، د. عادل يحيى عميد معهد السينما، والمخرجة منى
الأرناؤطى منسق عام المهرجان، والمخرج محمد العدل مشرف عام المهرجان،
والفنان السورى أيمن زيدان، والفنان على حميدة، والمخرج ماضى الدقن،
والفنان محمد متولى، وهشام فرج وكيل وزارة الثقافة للأمن.
أشار عرب إلى أن صعوبة هذا المهرجان تكمن فى الحراك الثقافى والسياسي
والاجتماعى والروح الثائرة الجديدة فى حياتنا وهذا الهدير المتواصل الذى
نأمل من خلاله أن يستقر هذا الوطن وألا يتعارض التعبير سواء فى الكتابة أو
التظاهر مع حرية الفن والإبداع فى السينما أو المسرح أو فى كافة مجالات
الفن المختلفة، لأن هذا الوطن العزيز قد اكتسب تاريخه على الأقل خلال
القرنين الماضيين من دوره فى الثقافة والفن والإبداع، فما كان من الممكن أن
تلعب مصر هذا الدور الكبير إلا بكُتابها ونُقادها والسينما وكافة الفنون.
وأضاف عرب: الفن أكسب الوطن قيمة كبيرة جعلت العالم يحترمنا كدولة
كبيرة بفنها وثقافتها، ولا يمكن لهذا الوطن أن يتأثر فنه وإبداعاته بالظروف
التاريخية التى يمر بها الآن ولن يستطيع أي فصيل أو تيار أو فئة أن ينتزع
منا هويتنا لأنها لو انتزعت منا لتحولنا إلى جثة بلا روح ويستحيل لهذا
الوطن أن يتحول الي جثة بلا روح، فستبقى مصر دائما بفنها وثقافتها
وإبداعها، فهوية مصر الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة منذ القرن
التاسع عشر وحتى الوقت الحاضر كل هذه الطبقات المتراكمة من الإبداع هى
هويتنا فى الأدب والكتابة والشعر والسينما والحرية وكل الفنون، كما أثنى
عرب على اختيار المكرمين قائلاً لو أننى كنت عضوا بلجنة المهرجان ماكان
يمكن أن يتم الاختيار أفضل ممن وقع عليهم هذا الاختيار.
وأضاف المخرج علاء نصر أن القاهرة قد أصبح لها عرسا سنويا اسمه "كام"
، موضحاً أنه حرص منذ نشأة الفكرة علي الاهتمام بالمجال السينمائي واظهار
ابداعات الشباب لتظهر أعمالهم للنور.
وقال المخرج محمد عبد العزيز : فعاليات المهرجان الفني وأي فعاليات
ثقافية أخري هي أضواء ساطعة منيرة تثير الوجدان وتحرك العقل وتدعو الي
التأمل وتدفع المشاهد الي الاقبال علي الحياة بروح وثابة متفاءلة منعمة
بمعاني الحب والخير والجمال، فأمام الظروف والصعاب التي ندركها جميعا تمثل
هذه الدورة حجرا نلقيه في الحياة الراكدة، وموقف جاد وصريح نعلنه في ظل كل
من يحاول أن يجرد مصر من هويتها الثقافية والفكرية والفنية وعبثا يحاول ولن
يفلح .
وتتضمن فعاليات المهرجان خلال الفترة من 23 الي 26 ديسمبر عروض
سينمائية للمسابقة الرسمية بمركز الإبداع الفني وعروض لبانوراما المهرجان
الذي يفتتح بالفيلم الكويتي "يوم في حياة مدينة"، بالإضافة لندوتين بالمجلس
الأعلي للثقافة الأولي بعنوان "مستقبل السينما العربية بعد الربيع العربي"
ويديرها الناقد السينمائي محمد عبد الفتاح، ويشارك فيها محمد صلاح الدين
والفنان هادي الجيار، والثانية بعنوان "دور القنوات الفضائية العربية نحو
نشر وإنتاج الأفلام القصيرة" ويشارك فيها أشرف الغزالي والإعلامي محمد خضير
والناقدة ماجدة موريس ويديرها الإعلامي إمام عمر، وفي الختام يتم التكريم
وتوزيع الجوائز علي الفائزين.
الوفد المصرية في
23/12/2012
إهداء الدورة لغزة.. والكويت ضيف الشرف
وزير الثقافة يفتتح مهرجان "كام" غدًا
خاص - بوابة الوفد:
يفتتح د. محمد صابر عرب، وزير الثقافة، ود. أسامة كمال،
محافظ القاهرة، مساء غدٍ السبت بمركز الإبداع الفني بالأوبرا فعاليات
الدورة الثانية لمهرجان كام الدولي للأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة
الذي تنظمه "الجمعية المصرية العربية للثقافة والإعلام والفنون" بالتعاون
مع صندوق التنمية الثقافية، والذي تقام فعالياته بمركز الإبداع في الفترة
من السبت 22 ديسمبر وتستمر حتى الخميس 27 ديسمبر.
ويحضر الحفل كل من السفير الدكتور بركات الفرا "سفير دولة فلسطين
بالقاهرة" والتي تم إهدائها دروة هذا العام، والسفير الدكتور "رشيد الحمد"
سفير دولة الكويت بالقاهرة والتي تم اختيارها ضيف شرف المهرجان.
ويبدأ حفل الإفتتاح في السابعة مساءً بمركز الإبداع الفنى بدار
الأوبرا المصرية، بعزف السلام الوطني، بحضور المخرج "محمد عبد العزيز" رئيس
المهرجان والمخرج "علاء نصر" مدير المهرجان، الحفل إخراج "محمد العدل"
وتقدمه الإعلامية "هند القاضى".
ويقوم وزير الثقافة بتكريم السفيرين الفلسطيني والكويتي والفنان "حسن
يوسف" و مدير التصوير "سعيد الشيمي" والمخرج "سعيد مرزوق" وإسم الراحل
"صلاح مرعي" والصحفي "إيهاب كامل" وضيف شرف المهرجان الفنان "طارق
التلمسانى"، ويعقب التكريم عرض الفيلم الفلسطيني "غزاوي" إخراج سميح النادي.
وتبدأ عروض أفلام مسابقة المهرجان أيام الأحد والإثنين والثلاثاء
والأربعاء في الثانية عشرة ظهرًا يوميًا حتى الرابعة مساءً بمركز الإبداع
الفني، كما تبدأ عروض بانوراما المهرجان من الخامسة مساءً إلى التاسعة
مساءً، وتعاد العروض بقصر السينما "جاردن سيتي" من الساعة الرابعة حتى
التاسعة مساءً.
ويختتم المهرجان فعالياته مساء الخميس بعرض الفيلم المصري "إلا رسول
الله" للمخرج حسن صباح، ويشارك بالمهرجان هذا العام 44 فيلم قصير، و17 فيلم
تسجيلي، و16 فيلم تحريك مصري، في ثلاث مسابقات للأفلام الروائية القصيرة
والأفلام التسجيلية وأفلام التحريك.
مهرجان "كام" يناقش مستقبل السينما بعد الثورات
خاص - بوابة الوفد:
في إطار فعاليات الدورة الثانية لمهرجان "كام" الدولي
للأفلام القصيرة الذي تنظمه "الجمعية المصرية العربية للثقافة والإعلام
والفنون" بالتعاون مع "صندوق التنمية الثقافية" يعقد المهرجان علي هامش
العروض ندوتين بقاعة المجلس الأعلى للثقافة.
وتقام الندوة الأولي تحت عنوان "مستقبل السينما العربية بعد الربيع
العربي" وذلك في الثانية عشرة ظهر الأحد 23 ديسمبر الجاري، يشارك بالندوة
كل من: الناقد السينمائي "محمد صلاح الدين"، الفنان القدير "هادي الجيار"
والفنان العراقي "حاتم عودة" الذي يتحدث عن السينما العراقية بعد 2003
ويديرها الناقد "محمد عبد الفتاح".
كما تعقد الندوة الثانية تحت عنوان "دور القنوات الفضائية العربية نحو
إنتاج ونشر الأفلام القصيرة" وذلك الثانية عشره ظهر الإثنين 24 ديسمبر
الجاري، يشارك بالندوة الإعلامي"أشرف الغزالي" رئيس قناة النيل الثقافية،
والإعلامي "محمد خضر" مدير قنوات دريم والناقدة السينمائية "ماجدة موريس"،
يدير الندوة الإعلامي "إمام عمر".
الوفد المصرية في
21/12/2012
السينما الإيرانية تغزو العالم بالحجاب
أ ش أ : تبقى السينما الإيرانية لغزا محيرا للعالم، فرغم ما تعانيه من
القيود المفروضة عليها من قبل نظام حكم الملالي الشيعي، نجحت في الحصول على
العديد من الجوائز العالمية وبينها الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، بل ونجحت
كذلك في كسب جمهور واسع بدول العالم رغم أنها تخلو تماما من مشاهد للممثلات
بلا حجاب،ناهيك عن خلوها من الأحضان والقبلات المنتشرة بالسينما المصرية.
تاريخ السينما الايرانية بدأ بالتزامن مع السينما المصرية قبل نحو
مائة عام، غير أن الأولى مرت بتحول كبير عقب الثورة الايرانية الإسلامية
العام 1978 حيث أحرقت أغلب دور السينما وتوقف الانتاج تماما، قبل أن يظهر
جيل جديد من السينمائيين الذين نجحوا في تحقيق المعادلة الصعبة بالتعايش مع
الرقابة الصارمة والتحليق في سماء العالمية.
ومن أبرز الجوائز التي حصدتها السينما الايرانية مؤخرا، جائزة النمر
الذهبي في مهرجان لوارنو في سويسرا في عام 1997، لجعفر بناهي عن فيلم
"المرآة"،وكذلك جائزة أفضل فيلم في مهرجان فيلم القارات الثلاث في "نانت"
بفرنسا في عام 1996 للمخرج أبوالفضل جليلي عن فيلم "قصة واقعية".
ونالت السينما الايرانية أيضا جائزة الاميرا الذهبية في مهرجان كان
السينمائي الفرنسي في عام 1995 للمخرج جعفر بناهي عن فيلمه "البالون الأبيض".
وأيضا جائزة روبرتو روسوليني في مهرجان كان السينمائي الفرنسي، وقبلها
جائزة فرانسوا تروفو في مهرجان فيلم جيفوني الإيطالي في العام 1992 للمخرج
عباس يارستمي تكريما له على مجمل أعماله السينمائية.
وقائمة الجوائز العالمية التي حصدتها السينما الإيرانية طويلة للغاية
وبينها كذلك جائزة أفضل فيلم في مهرجان القارات الثلاث في نانت بفرنسا في
عام 1989 للمخرج أميرنادري لفيلمه "الماء الرياح التراب".
وقبلها جائزة أفضل فيلم في مهرجان القارات الثلاث في نانت بفرنسا في
عام 1985 للمخرج أميرنادري لفلمه "الراض".
وفي العالم 1997، كان التكريم والانحناء الأكبر حين رشح المخرج مجيد
مجيدي لأوسكار أفضل فيلم أجنبي عن "أطفال الجنة"، وكذلك فازالمخرج
كياروستامي بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي عن رائعته فيلم "طعم
الكرز"،الذي يقدم فيها سردا وحكيا مختلف عن الحياة والموت.
وبعد أقل من أسبوعين من انتصار السعفة الذهبية، فاز محمد خاتمي برئاسة
الجمهورية الإيرانية فى ذلك الوقت باكتساح،وإنطلقت التحليلات السياسية
وقتها حول تأثير فوز كياروستامي في كان، وفخر الإيرانيين برمزهم السينمائي
الأول، في ترجيح كفة خاتمي كانتصار للفن والحريات.
أما آخر الجوائز التي حصلت عليها السينما الايرانية فكان من نصيب فيلم
"انفصال" الذي نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان أبوظبي السينمائي
في أكتوبر 2011، ونال الفيلم أيضا جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
ويرجع تاريخ السينما في إيران إلى العام 1900، يوم كان الشاه الإيراني
مظفر الدين شاه، في زيارة لإحدى الدول الأوروبية وأحضر معه أول آلة تصوير
في البلاد، وفي العام 1904، افتتحت أول صالة عرض للسينما بإيران.
لكن أول فيلم إيراني أخرج عام 1930، بعنوان "آبي ورابي"، على يد
المخرج أفانيس أوهانيان،وكانت السينما في إيران في بداياتها متأثرة
بالسينما الهندية، وبعدها بدأت تأخذ خطا مستقلا لها يعبر عن شخصيتها
المستقلة،وإن كان هناك ضغوط من الدولة للاتجاه نحو العصرنة، وإظهار إيران
بشكل عصري منفتح على الغرب.
وقد كان هذا تحديدا في فترة الستينات،حيث ظهرت موجة جديدة من المخرجين
الإيرانيين الذين ابتدعوا تقنيات جديدة في السينما ولم يخشوا النقد
الاجتماعي، ومن أهم أفلام هذه الفترة، فيلم "البقرة" 1969، الذي أخرجه
داريوش ميهرجيو، فقد أسس هذا الفيلم، الذي صور بأكمله في قرية إيرانية
لمنهج الواقعية الجديدة الذي نادت به السينما الايطالية، وهي المدرسة التي
سيتبعها أهم مخرجي إيران في ما بعد.
ومن أهم صفات المدرسة الواقعية الجديدة كما بدأت في ايطاليا عام 1943،
وانتهت عام 1961، أن أفلامها تتناول حياة الفقراء والطبقة العاملة، وتتميز
باللقطات الطويلة في مواقع التصوير الحية،وغالبا ما تعتمد على ممثلين غير
محترفين في الأدوار المساعدة، وأحيانا في الأدوار الرئيسية.
وظلت السينما الإيرانية حتى منتصف السبعينات تنتج أفلاما ذات مستوى
فني عالي، ربما كان من أهمها فيلم بهرام بايزائي "أكثر غربة من الضباب"
1975، لكنها بدأت بعد ذلك في التراجع حتى قيام الثورة الإيرانية.
ومع إندلاع الثورة العام 1978، تغير الحال تماما، فقد كانت النظرة
العامة للسينما هي أنها رمز من رموز نظام الشاه والتأثير الغربي،ونتيجة
لذلك تم إحراق أكثر من 180 دار سينما،كما أن 400 شخص قد ماتوا في حادث
إحراق إحدى دور السينما في عمدا.
وقد أدت هذه الظروف،إضافة إلى الرقابة الصارمة التي تفرضها الدولة على
الأفلام التي لم تكن ذات حدود واضحة،إلى اختفاء النساء من المشهد السينمائي
تماما، وعلى الرغم من هذا، فقد تم إنتاج بعض الأفلام المتميزة في بداية
الثمانينات كفيلمي بهران بايزائي "نشيد من تارا" 1980، و"موت يازديجيرد"
1982، وفيلم أمير نادري "البحث" 1982، وإن كانت هذه الأفلام قد حظر عرضها
داخل إيران.
وفي منتصف الثمانينات من القرن الماضي،تغيرت سياسة الدولة تجاه
الفنون،وبدأت في تشجيع إنتاج أفلام محلية، لكن هذا لم يغير من أن الرقابة
ما زالت مستمرة، والحظر لا يزال واردا تجاه كثير من الأعمال المهمة.
ولاتخفى القيود المفروضة على السينما الايرانية على أحد،سواء كانت
رقابة ذاتية من جانب صناع السينما أنفسهم،أو رقابة من جانب رجال الدين
المتحكمين في مجريات الحياة في بلادهم، لا سيما مع توسع نفوذ المحافظين في
مواجهة المنفتحين على العالم.
ويقول الفنان عبدالعزيز مخيون، الذي كان في زيارة إلى إيران قبل شهر
ضمن وفد فني مصري،إن السينما الإيرانية استطاعت الوصول لكل أرجاء العالم
وحصدت ما يزيد عن الألف جائزة عالمية منذ العام 1980، وهذا رقم كبير للغاية
ومثير للدهشة،مشيرا إلى أن سينمائيي إيران إلتزموا بثوابت المجتمع مع
التحليق في عالم السينما وهي المعادلة التي إذا تساوت معطياتها أدت للنتيجة
المثالية.
وأوضح أن الفنانين الايرانيين نجحوا في توظيف تراث السينما لصالح
المجتمع بعد الثورة،وعلي الرغم من أن عمر السينما الإيرانية يقل عن عمر
السينما المصرية بثماني سنوات إلا أن الأولي أحدثت طفرة عالمية لا ينكرها
أحد.
ويؤكد الناقد مصطفى درويش إنه من أكثر المعجبين بالسينما الايرانية
وعلى وجه الخصوص السينمائيين الذين يواجهون عوائق وقيود هي الأكثر تشددا في
العامل، ومع ذلك لم يتوقف السينمائيون أمام تلك القيود وتعاملوا معها بقدر
من الذكاء والعبقرية.
وقال درويش: صناع السينما الإيرانية فى منتهى التحدى والعناد، فتجدهم
يعانون من محاذير أخلاقية وسياسية شديدة ورغم ذلك يقدمون سينما تبهر العالم
وتنال العديد من الجوائز فى مهرجانات دولية كما هو حال فيلم "انفصال".
وأوضح أن السينما الايرانية تتوافر لها ظروف أفضل لكنها بكل أسف لم
تنجح فى الوصول إلى المكانة نفسها، ولم تستغل المساحة الأكبر من الحرية،
مكتفية بأفلام تجارية لا يمكن المنافسة بها في مهرجانات عالمية.
الوفد المصرية في
21/12/2012 |