تظاهرة سينمائية
جديدة في بيروت، مهتمة بعلاقة المرأة بالسينما، كما بعلاقة المرأة والسينما
بقضايا
الحدود. هناك ملامح مستلّة من المرحلة العربية الراهنة، المنبثقة من الحراك
الشعبيّ
العفويّ ضد طغاة أحكموا قبضاتهم الدموية على شعوب ومجتمعات. ليست التظاهرة
كلّها
معنية بالهمّ العربيّ. لكن الأفلام المختارة متشابهة في سردها
حكايات نساء واجهنّ
تحدّيات خطرة في مجتمعاتهنّ. تحدّيات مرتبطة بسؤال الحدود، وبكيفية تجاوزها.
تحدّيات ساهم الحراك الشعبيّ العربيّ في
بلورة خطابها
الحياتي.
حقوق
حملت التظاهرة عنواناً مباشراً: «من... المرأة
والحدود». تعاونت «السفارة الإسبانية» في لبنان مع «معهد
ثربانتس» في بيروت على
دعمها والإشراف عليها. طُلب من السينمائية اللبنانية جوسلين صعب تنظيمها.
اختير «مسرح بابل» مكاناً للعرض. تمّ تحديد موعد
للتظاهرة: بين 10 و14 كانون الأول 2012.
قالت صعب: «هناك شيء ما تطوّر في المنطقة العربية، جرّاء الربيع العربي.
هناك أشياء
سلبية. لكن، هناك ما هو إيجابيّ أيضاً. حقوق المرأة كحقوق مدنيّة يصلح
عنواناً
مرادفاً للتظاهرة. النظام المعمول به في لبنان لا يسمح للمرأة
اللبنانية بمنح
الجنسية اللبنانية لزوجها الأجنبي ولأولادهما. هل إن حقوق الدولة أكبر
وأهمّ من
حقوق المواطنين؟ المواطنون هم الذين يُصوّتون. هم الذين ينتخبون. هذا يعني
أنهم
موجودون قبل السياسيين. الحقوق المهضومة للمرأة معروفة: الميراث. العمل
السياسي.
وجودها الفاعل في قلب الحياة العامة. إنها تتعرّض للعنف أيضاً. مسائل كهذه
مُثارة
في المجتمع اللبناني».
هذا جزءٌ من الحكاية. التظاهرة السينمائية أشمل وأوسع.
الفيلمان الناطقان باللغة الإسبانية مقبلان
من دولتين عاشتا تجارب عنفية ضد المرأة:
«اختيار
الحدود عنواناً للتظاهرة منطلق من واقع مرير. الحدود جنسية. جندرية.
متنوّعة. الحدود موجودة في الحياة اليومية.
في تفاصيل الحياة اليومية. التظاهرة،
بعنوانها الجامع بين المرأة والحدود، دعوة إلى تجاوز الحدود.
طالما أن المجتمع
يتعدّى على حقوقنا، فلماذا لا نتعدّى على الحدود التي أقامها بين الناس
وحقوقهم؟
بين النساء وحقوقهنّ؟ في دول عربية عديدة، هناك حراك نسائي موازٍ للحراك
الرجاليّ.
في مصر، تمّ الاعتداء السافر على فتاة، بضربها في ميدان التحرير في العام
الفائت.
الصورة واضحة: هناك عنف جنسيّ مورس عليها
أثناء ضربها. ماذا عن الفتاة المصرية التي
نشرت صُوَراً لها وهي عارية في «فايسبوك» منذ أشهر مديدة؟ ألم
تقل، بهذا، إن جسدها
لها. إن لها حرية في التعاطي معه كما تشاء؟ علينا أن ندرس الجسد. علينا
ألاّ ننسى
حراك نساء في دول عربية أخرى، من تونس إلى السعودية واليمن أيضاً، في
مجالات
عديدة».
لا تقف جوسلين صعب عند حدّ. تنتقل من الجسد والمجتمع والعلاقات
المبهمة
أو الملتبسة بين المرأة وذاتها، أو بين المرأة ومحيطها، إلى السياسة. تقول
إن
السياسة للجميع: «بل يجب أن تكون السياسة للجميع. نحن بتنا في القرن الـ21.
لماذا
تبقى السياسة محصورة بالرجال؟ خارج السياسة أيضاً. هناك احترام
لعادات موجودة في
بيئاتنا. هناك احترام لتقاليد. لكننا نلعب على الحدود، كي نصل إلى حدود
أكبر.
اخترتُ «طيّارة من ورق» لرندة الشهّال
(السادسة مساء 14/ 12) بسبب موضوعه: حدود
بلادنا التي يجب علينا أن نعي وجودها ونفهمها. الحدود التي
قطعت الجغرافيا
والأنفاس. هناك حدودنا الشخصية كنساء أيضاً. الفيلم يروي حكاية قرية قسّمها
الإسرائيليون إلى قسمين، أحدهما واقع تحت احتلالهم. ماذا يحدث عندما تخترق
الحدود
يومياتنا وحياتنا؟ «دنيا» (السادسة مساء 10/ 12)، فيلمي الذي
اختاره «معهد ثربانتس»
لافتتاح التظاهرة، يحكي عن رغبة المرأة في تجاوز حدود مرسومة لها سلفاً.
الفتاة (حنان ترك) تدرس الفلسفة والشعر الصوفي،
وتريد تعلّم الرقص الشرقي. «دنيا»، الذي
تناول الختان الجسدي، تحدّث عن الختان الفكري أيضاً».
هذه أمثلة. جوسلين صعب
تقول إنها كامرأة «ليست لديّ حقوق. أعيش معاناة بسبب هذا. فيلمي «دنيا»
مرتكز على
ثلاثية الجسد والفكر والأغنية. اختير لافتتاح التظاهرة من قبل المسؤولين
الإسبانيين، لأنهم وجدوا فيه سمات عديدة تُشبه بعض ما لديهم في
ثقافتهم ذات التاريخ
العريق».
وقائع
الأفلام كلّها منصبّة على واقع المرأة. الأفلام كلّها
أنجزتها سينمائيات. إلى اللبنانيتين صعب والشهّال، هناك اليمنية خديجة
السلامي
(«أمينة»، السادسة مساء 12/ 12)، والبيروفية كلاوديا يوسّا («الحلمة
المرتعبة»،
السادسة مساء 13/ 12)، والإسبانية إيثيار بولّين («خذ عينيّ»، السادسة مساء
11/ 12).
قصصٌ مستلّة من وقائع العيش النسائي في بؤس الخراب. في جحيم الأرض. في
متاهة
العنف. قصص حقيقية. أبطالها نساء موجودات هنا وهناك. حكايات
الأفلام الثلاثة هذه
مرتكزة على مرويات معروفة. أحياناً، تكون الشخصية الرئيسة هي نفسها من واجه
مأزقاً
(أمينة).
أحياناً أخرى، تنتقل الحكايات الحقيقية إلى سرد سينمائي متخيّل («الحلمة
المرتعبة» و«خذ عينيّ»). المتخيّل، هنا، في خدمة الوقائع. الوقائع، هنا، في
خدمة
القراءة النقدية السجالية التي قدّمتها المخرجات من خلال
أفلامهنّ. أمينة،
المُراهِقة اليمنية، فُرض عليها زواجٌ تقليدي بائس. الرجل متقدّم في السنّ.
هناك
معاناة متنوّعة: جسدياً ومعنوياً وفكرياً واجتماعياً. الضغط حادّ. أمينة في
السجن
بتهمة قتل زوجها. خديجة السلامي ذهبت، بكاميراها الوثائقية،
إلى السجن للقاء أمينة.
السرد الوثائقيّ كاشفٌ بصريّ لتفاصيل. موح هو بخبريات كثيرة مبطّنة.
«الحلمة
المرتعبة» («الدبّ الذهبيّ» كأفضل فيلم في «برليناله» 2009) استعادة لإحدى
الحقبات
العنيفة في التاريخ الحديث لـ«بيرو». هناك معتقد شعبيّ مفاده أن مرضاً
غريباً يُصيب
الناس، منبعه حليبُ نساء اغتصبهنّ جنود السلطة، أثناء الحملات العسكرية
العنيفة ضد
الميليشيات الماوية في جبال «آندز»، بين العامين 1980 و1992.
الخرافة داخل الواقع.
الاستعادة إضاءة على فصل من فصول الشقاء النسائي. الحكاية معقودة على نساء
قابعات
في ذاكرة دموية. المواجهة حتمية. مواجهة الذاكرة والذات. التاريخ والراهن.
الناس
والحكايات. الحقيقيّ والخرافيّ. «خذ عينيّ» تفكيك سينمائي لثقافة العنف ضد
النساء.
حكاية عنف رجالي في إسبانيا قبل الأزمة الاقتصادية: «يقول الفيلم إن علينا
جميعنا
أن نتعامل مع العنف كمرض. التعامل مع العنف بهذه الطريقة كفيلٌ بجعلنا نبحث
عن
أسبابه وجذوره. البحث قادرٌ على إيصالنا إلى لبّ المأزق. إلى
ابتكار حلول أيضاً»،
كما قالت جوسلين صعب. أضافت: «اخترتُ هذين الفيلمين الأجنبيين
لأنهما طرحا مواضيع
وجدتُ أن على اللبنانيين الاطّلاع عليها. هذان فيلمان سينمائيان بامتياز.
هذا سبب
إضافي دفعني إلى اختيارهما. السينما لغة للجميع».
كلاكيت
نحو مهرجان لائق
نديم جرجورة
لا يتطلّب الأمر
نقاشاً طويلاً: «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» بقيادة بقايا النظام
السابق
انتهى. لم يعد مقبولاً الإبقاء على هذا المهرجان بالطريقة المباركيّة
القديمة.
محتاج هو إلى تأسيس جديد، وفقاً لركائز عصرية. بقايا النظام السابق لا
تُتقن إدارة
مهرجان كهذا بعقلية إبداعية. لا تُدرك أن الزمن تجاوزها، على الرغم من
الانهيار
الفظيع الذي تعانيه مصر جرّاء أسلوب الحكم الفرعونيّ المتجدّد
بحلّة إخوانية
متزمّتة. لا تنتبه إلى أن القماش البالي يُرمى، لاستحالة ترميمه. الـ«ترقيع»
لا
ينفع. الـ«رتي» أيضاً. مهرجان كهذا، عاش إفلاساً خطراً على مدى أعوام
طويلة، محتاج
إلى تأسيس جديد لا علاقة له بصورته القديمة، وإن حمل تاريخه
نجاحات تُذكر.
الصورة القديمة مهترئة. التاريخ العريق يبقى مجرّد ذكرى عن بدايات
جميلة، ودور
طليعيّ. هذا كلّه انتهى. على الإدارة الحالية أن ترحل، إسوة بنظامها
السابق. إسوة
بنظامها الآنيّ المدّعي أنه يُدير شؤون بلد وناس ومجتمع. إسوة بنظامها
الآنيّ
المستمرّ في تطوير لغة أسلافه، بأشكال أفظع وأخطر. على الإدارة
الحالية للمهرجان أن
تنصاع للتغيير الحاصل. لفكرة التغيير، على الأقلّ. أو لفكرة ان هناك
إمكانية كبيرة
للتغيير. على الإدارة الحالية أن تخجل من أفعالها. أن تُخفي وجهها أمام
العالم.
حتّى لو أغمض العالم عينيه عن مهرجان كهذا، لعجزه عن فهم خفايا الفساد
والخلل
والفوضى فيه، على الإدارة الحالية أن تختفي من الوجود كلّياً، آخذة معها
مهرجاناً
ميتاً.
القاهرة محتاجة إلى مهرجان سينمائي حقيقي يليق بمعنى المهرجان الدولي.
محتاجة إلى أناس يمتلكون الخبرة العمليّة،
والوعي المعرفي، وإدراك الوقائع. هؤلاء
موجودون، لكن قوّة الشرّ منعتهم من إكمال مهمتهم، المتمثّلة
بمحاولة تجديد المهرجان
بعد «ثورة 25 يناير». هؤلاء موجودون. اشتغلوا أشهراً عدّة. حاولوا ترتيب
البيت
الداخلي للمهرجان. أقاموا علاقات جديدة. طوّروا علاقات قديمة، وبلوروا
تأثيراتها
الإيجابية على المهرجان. هؤلاء موجودون. عملهم، على الرغم من بساطته
وقلّته، كاد
يكون مفتاحاً أولاً لتأسيس جديد لمهرجان يُفترض به أن يُعلي
شأن البلد والسينما،
والامتداد الجغرافي للبلد والسينما، والحيوية التاريخية لهما. يُفترض به أن
يليق
بسينما مصرية تشهد انقلابات هادئة في اللغة، والأسلوب، وكيفية المعالجة،
وآلية
مقاربة المواضيع والتفاصيل والصورة. يُفترض به أن يواكب تبدّل
أحوال سينمات عربية
يصنعها شبابٌ متمكّنون من أدوات التعبير السينمائي الإبداعي. يُفترض به أن
يُشكّل
من دوراته السنوية فضاءات تتّسع للجديد والمختلف، وتنفتح على المُغايِر عن
السائد
التقليدي المتزمّت والصارم بتفسيرات متخلّفة عن أخلاقيات منغلقة.
الاحتضار
المزمن لـ«مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» انتهى. يحتاج المهرجان فقط إلى
من
يُعلن وفاته. لا بكاء على موته ولا أحزان. المرحلة تتطلّب جهداً لدفنه.
تتطلّب
جهداً أكبر للبدء بمسيرة سينمائية (وثقافية واجتماعية وسياسية
وتربوية متكاملة)
جديدة، يكون مهرجانٌ جديدٌ أحد عناوينها الأساسية البارزة.
السفير اللبنانية في
10/12/2012
الكاميرا تلامس الجسد المقموع
جوسلين صعب وأخواتها في ضيافة «ثرفانتس»
فريد قمر
إزالة الحدود فكرة تجمع الأعمال المشاركة في مهرجان «سينما النساء
المخرجات»، الذي يستضيفه «مسرح بابل» بدءاً من اليوم. جوسلين صعب، ورندا
الشهال، وخديجة السلامي، وكلوديا يوسا، وايثيار بولاين اشتغلن على الختان،
والاغتصاب، والحبّ، وضحايا الحروب الأولى
تنطلق اليوم في «مسرح بابل» عروض «مهرجان سينما النساء المخرجات» الذي
ينظمه «معهد ثرفانتس» (بيروت) باشراف جوسلين صعب تحت عنوان «من... المرأة
والحدود». يضمّ المهرجان خمسة أفلام لمخرجات اخترن إزالة الحدود بين
الجمهور وقضايا قلّما واجهها. الحدود هنا ليست جغرافيا مكانية، بل تعني
حدوداً بين المرأة وذاتها، بينها وبين الرجل والمجتمع والمآسي التي تعيش
فيها، بينما قلة من النساء يستطعن التمرد عليها.
ولعل أجمل أفلام المهرجان على الإطلاق الفيلم التسجيلي «أمينة»
(2006ـــ 12/12)، للمخرجة اليمنية خديجة السلامي. ببساطة، أنقذ الشريط حياة
امرأة من الإعدام، إذْ نجح في جعل قضية امرأة متهمة بقتل زوجها قضية رأي
عام. الفيلم لا يحاكم القضاء فحسب، بل يحاكم أيضاً مجتمعاً بأسره رضي بأن
تكون نساؤه زوجات لسفاحين. انحازت المخرجة انحيازاً تاماً لامرأة كادت تمشي
على خطاها. المخرجة نفسها تزوجت باكراً أيضاً، إلا أن إقامتها في المدينة،
وقدرتها على التعليم، رسمتا لها قدراً أفضل. لذا نجد المخرجة تلاحق قضية
أمينة كأنها قضيتها الشخصية، فتأخذنا في رحلة الى عالم بطلتها الداكن.
تتجول في زنزانتها، وتكشف أسرارها التي لم يعرفها حتى زوجها، وتجعلها شاهدة
على مجتمع فتك به الجهل والفقر، وتركه ساسته مشرّعاً على كل أنواع التطرف.
في الافتتاح، تقدم جوسلين صعب فيلمها «دنيا» (2005 ــ 10/12). رغم
نجاحه في الصالات، واجه العمل جدلاً كبيراً في مصر، وشاركت فيه نخبة من
الممثلين المصريين، أبرزهم حنان ترك قبل اعتزالها، ومحمد منير، وعايدة رياض
وسوسن بدر. لم يكن ذلك مستغرباً، فالعمل يتحدث عن راقصة تسعى الى الاحتراف،
وتلتقي الدكتور بشير فتنشأ بينهما قصة حب في مواجهة التقاليد التي ترفضها
وترفض موهبتها، لكن الفيلم يجول في الأحياء المصرية التي تنتشر فيها ظواهر
صدئة في الاجتماع البشري، حيث تبرز مشكلة الختان كقضية أساسية تطارد
الفتيات من دون أن يملكن خيار الإفلات منه، إضافة إلى الرقص والحب والتمرد
والحواجز الكثيرة بين نساء المجتمع ورجاله. بذلك، يكون «الختان ختان فكر
قبل ختان الجسد» وفق ما كررت المخرجة أكثر من مرة.
البيروفية كلوديا يوسا، قريبة صاحب «نوبل للآداب» ماريو بارغاس يوسا،
حاضرة بفيلم «حليب الأسى» (2009ـــ 13/12) الفائز بجائزة «الدب الذهبي» في
«مهرجان برلين». يتحدث الشريط عن فوستا (ماغالي سولييه) التي تصاب بمرض
نادر يسمى «حليب الأسى»، وينتقل عن طريق الثدي من النساء الحوامل اللواتي
تعرضن للاغتصاب، كما حصل مع والدتها إبان سنوات العنف التي عاشتها البيرو
في الثمانينيات. تمرّ فوستا في حالة من الإضراب والخوف المزمنين نتيجة
المرض، ما يجعلها تعيش هاجس الهروب من مصير والدتها. ينتمي العمل الى أفلام
ما بعد الحرب، حيث تنقل إلينا المخرجة حالة المجتمع المصاب بجروح لا شفاء
منها. لذا، نراها تفرط في نقل مشاعر فوستا والعالم الذي تعيش فيه. قد يُؤخذ
على المخرجة إفراطها في الواقعية، فضلاً عن أحداث تظل غامضة لمن لم يعايش
الأزمة البيروفية، ما يترك الكثير من التساؤلات في ذهن المشاهد، الذي يعجز
عن ايجاد تفسير لها. مع ذلك، يستحق الفيلم المشاهدة، فهو قادر على جذب
الحضور إلى القضية الأساس: لماذا تدفع النساء ثمن حرب لم يرتكبنها.
ويتضمن البرنامج أيضاً «أعطيك عينيّ» (2003ـــ 11/12) للمخرجة
الإسبانية ايثيار بولاين. عمل رومانسي درامي يتحدث عن بيلار (لايا مارول)
التي تضيق ذرعاً بالعادات السيئة لزوجها أنطونيو (لويس توسار)، فتقرر الهرب
مع ابنها، والسكن مع شقيقتها، التي تنوي الزواج من حبيبها الذي تقطن معه.
يحاول انطونيو ثني بيلار عن قرارها. وفي النهاية، تجد نفسها مجبرة على شق
حياتها بنفسها، والسعي إلى الاستقلال المادي كمدخل لفتح صفحة جديدة، غير
أنها تبقى مطاردة من مشاعرها تجاه زوجها، فتعيش حالة ضياع بين قلبها
وعقلها. يعد الشريط فيلماً نسوياً، فهو يقدم الأحداث من وجهة نظر امرأة،
حيث تؤدي المشاعر والحب الدور الأساس في تقويم الخيارات، وفي الحكم على
الصواب والخطأ، وفي الميل المازوشي للنساء اللواتي يتعلقن بمن يؤذيهن. وهنا
تبرز حدود من نوع آخر بين المستقبل الذي تتوق بيلار اليه والماضي الذي تعجز
عن نسيانه. علماً أنّ القصة ليست وحدها التي تصنع جمالية الفيلم، بل
الموسيقى التصويرية الرائعة التي وضعها البيرتو اغليسياس الذي ترشح مراراً
لجوائز «أوسكار»، ويعدّ المؤلف الموسيقي المفضل للمعلّم الاسباني بيدرو
المودوفار.
«من... المرأة والحدود»: بدءاً من اليوم حتى 14 ك1 (ديسمبر) ــ «مسرح
بابل» (الحمرا ـ بيروت) ــ للاستعلام: 01/744033 ـــ كل العروض تبدأ عند
السادسة مساء
«طيارة» رندا الشهال
ختام المهرجان سيكون مع فيلم «طيارة من ورق» (2003ـــ 14/12) لرندا
الشهال. آخر أفلام المخرجة اللبنانية الراحلة تتخطى الحدود لا بعدستها
فحسب، بل أيضاً بغوصها عميقاً في التقاليد المتمردة على الجغرافيا، كاشفةً
عجز الاحتلال عن الفصل بين مجتمع واحد يعيش على ضفتين، رغم ما بينهما من
قهر واحتلال وحروب مستمرة. يتحدث الشريط عن قصة فتاة من جنوب لبنان تغرم
بجندي عربي يخدم في الجيش الإسرائيلي وكلاهما ينتمي الى عائلة درزية، وتصبح
رحلة الزواج رحلة الى المجهول، وعبوراً فوق الغام الأرض وألغام المجتمع، إذ
تنقطع الفتاة كلياً عن عائلتها نتيجة هجرتها إلى الأراضي المحتلة. أثار
الفيلم انتقادات عدة طالب بعضها بوقفه حين عُرض أول مرة. الفيلم الذي فاز
بجائزة «الأسد الذهبي» في «مهرجان البندقية» عام 2003 يشارك فيه كلٌّ من:
فلافيا بشارة، ماهر بصيبص، جوليا قصار وليليان نمري، إضافةً الى مشاركة
خاصة من زياد الرحباني.
الأخبار اللبنانية في
10/12/2012
كريستيان غازي أمام «نعش الذاكرة»
محمد همدر
بكى حين أمسك بفيلمه الوحيد الناجي من نيران الحرب الأهلية. السينمائي
اللبناني الذي أعاده «نادي لكل الناس» خلف الكاميرا بعد انقطاعه عنها منذ
عام 1983، يسرد في شريطه الوحدة التي يعيشها برمزية خاصة
يواصل «نادي لكل الناس» محاولاته الهادفة إلى إنعاش الذاكرة
السينمائية اللبنانية وانتشالها من الماضي وربطها بحاضر سينمائي ضائع يبقى
بأغلبه بعيداً عن تصوير الواقع المجتمعي في لبنان. هكذا، يعرض النادي شريط
«نعش الذاكرة» الذي أعاد كريستيان غازي (1938) الى الأعمال التسجيلية عام
2001 بعد توقفه عن صناعة الأفلام منذ العام 1983.
سبقت محاولات كريستيان غازي السينمائية جيله من السينمائيين ممن
عاصرهم، وتوجّه باكراً الى سينما هادفة خلال حقبة الستينيات التي اشتهرت
بإنتاج أفلام «النجوم» المصريين واللبنانيين من دون رسالة سينمائية
اجتماعية تُذكر. حتى حين استهل مشواره بأفلام عن السياحة اللبنانية، فقد
تنبّه ونبّه الى أنّ صورة الفلاح تتحول الى بطاقة بريدية، فوضعها الى جانب
صور الكازينو وبدّل بين أصوات المَشاهد، ليُسمع صوت المحراث والفلاح
والبقرة في صورة أصحاب البزات الأنيقة الذين يرمون أوراقهم النقدية في
صالات الكازينو. وفعل العكس في صورة الفلاح: ركّب صور صهصهة اللاعبين
وأصوات الماكينات... أحرق المكتب الثاني هذه السلسلة من الأفلام في العام
1964 بدعوى تشويهها السياحة اللبنانية.
بدأ كريستيان غازي مشواره مشاكساً، الكاميرا بيد والبندقية بيد أخرى.
مشهد لم يرق للقناص المتربّص بالمارّة، فأطلق النار وأصاب الكاميرا التي
كان يحملها غازي، الى جانب بندقيته. بدوره، لم يرق لغازي إصابة الكاميرا،
فعاين مكان القناص وأطلق النار عليه منتقماً. ترك غازي السياحة وصُوَر
بيروت الفضفاضة وانتقل الى الصور الموازية: صور البؤس والفقر وصور المقاومة
الفلسطينية التي كانت قد انطلقت وطغت على كامل المشهد، فانتسب صاحب «مئة
وجه ليوم واحد» إلى «الجبهة الشعبية الديموقراطية لتحرير فلسطين» في العام
1968.
تناول في أفلامه المشكلة الزراعية في وثائقي «مزارعي التبغ في الجنوب»
(1970)، وأنجز آخر عن المزارعين المسنين عام 1974، وعن النزوح من الريف الى
المدينة والوضع الاجتماعي والبطالة في وثائقي بلغت مدته 64 دقيقة، والنزوح
بسبب الحرب الأهلية. قدّم أفلاماً كثيرة عن الحرب الأهلية والأزمة
اللبنانية من 1976 الى العام 1983. لكنّ المقاومة ومواضيع اللاجئين والحياة
في المخيمات أخذت الحيز الأكبر في مواضيعه السينمائية بدءاً من الفيلم
الروائي الوحيد عن العمل الفدائي «الفدائيون» (42 د ــ 1967) مروراً بأفلام
وثائقية قصيرة كـ«لماذا المقاومة؟» الذي ضاع ابان الحرب وكان يحتوي على
حوارات مع قادة فلسطينيين، مثل غسان كنفاني وإبراهيم العابد، و«الحياة في
المخيمات» (1970)، و«الوجه الآخر للّاجئين» (1971).
أفلام تسجيلية وروائية، لا يمكننا أن نحكم الآن على مستواها وعلى
لغتها السينمائية التي استعملها غازي آنذاك، لا يسعنا الا أن نستمع بحسرة
الى صوته في اللقاء المصوّر «مسرح عند ملتقى الرياح» لنانسي ليشع الخوري
حيث يخبرنا كيف احترقت كل تلك الأفلام وضاع جنى العمر: «صوّرت 45 فيلماً،
كلها مُنعت من العرض.. لا أملك حتى أي ورقة أو حق فيها». كل هذه الأفلام
احترقت على مرحلتين: أحرق المكتب الثاني السلسلة الوثائقية السياحية، وأحرق
المسلحون والميليشيات باقي أفلامه في الثمانينيات «لاستعمالها وسيلة
تدفئة»!
بكى غازي حين أمسك بالفيلم الوحيد الذي أُنقذ من بين أعماله وهو «مئة
وجه ليوم واحد» (1969 ــ1970) الذي نال جائزة النقاد ضمن «مهرجان السينما
البديلة» في دمشق عام 1972. يقول عنه غازي إنّه كان مرشحاً للجائزة الأولى،
لكنّ عبد الحليم خدام «الذي تحوّل الى ناقد سينمائي حينها» تدخّل ليحول دون
ذلك. طبع «نادي لكل الناس» الفيلم ووزّعه كما فعل من قبل بأفلام مارون
بغدادي وبرهان علوية.
عاد كريستيان غازي الى الإخراج عام 2001 في تجربة وثائقية حملت عنوان
«نعش الذاكرة». هنا، يرى نفسه وأيامه في شخصيات وحيدة، فقيرة، ويهدي الفيلم
الى «كل من سيفهمه... والى الأحفاد». يصوّر لحظات المرحلة التي تفرز
الذكريات والتأملات في الماضي برمزية خاصة. يرصد تحوّل ايقاع الحياة
وايقاعه وبقاءه وحيداً مع الصور بعد انقضاء الوقت، بعد خروج فصائل المقاومة
الفلسطينية، وانسحاب الآلة العسكرية الإسرائيلية ثم إعادة تموضعها، وهي في
كل يوم، تقْصف بمدفعيتها وتُجابه بالصرخة والحجر.
أضاف «نادي لكل الناس» الى شريط «نعش الذاكرة» وثائقياً قصيراً عبارة
عن لقاء بكريستيان غازي في مقهى الروضة في بيروت بعنوان «مسرح عند ملتقى
الرياح» من إخراج نانسي ليشع الخوري. يروي السينمائي السبعيني الذي لا
يفارق سيجارته ذلك المشوار الطويل، باحثاً بغضب داخلي مكتوم، لا عن تكريم
ولا عن شهرة، بل عن حق ضائع وعن أعمال أكلتها نار الحرب.
«نعش الذاكرة» لكريستيان غازي ـــ 7:00 مساء اليوم ــــ «المكتبة
العامة لبلدية بيروت – الباشورة» ــ يلي العرض لقاء مع المخرج ـــ
للاستعلام: 01/664647
الأخبار اللبنانية في
10/12/2012
مشاهدون منحوا الفيلم «الثلاثي الأبعاد» علامة من 6 إلى 10
درجات
«صعود الحراس».. شخصيات مـــن الذاكرة تحمي البهجة
علا الشيخ - دبي
«بابا نويل» و«أرنب عيد الفصح» و«الجنية» و«جاك
فروست».. شخصيات كرتونية علقت في الذاكرة منذ أيام الطفولة لدى كثيرين من
جيل أواخر السبعينات، وها هي تعود اليوم لطفل اليوم ولذاكرة الجيل السابق،
مجتمعة هذه المرة في عمل سينمائي ثلاثي الأبعاد بعنوان «صعود الحراس»
للمخرج بيتر رامسي، ويعرض حالياً في دور السينما المحلية.
مشاهدون قالوا إن الفيلم عائلي بامتياز، حيث وحدة الخير تقضي على
الشر، وآخرون أكدوا أن حضورهم الفيلم كان لتذكر تفاصيل في طفولتهم، فيما
قال البعض الآخر إن الفيلم لا يعتبر افضل الأفلام الكرتونية، وقال مشاهدون
إن أفلام عيد الفصح المجيد دائماً ما تكون مفاجئة، خصوصاً للأطفال.
تدور القصة حول استحضار شخصيات طالما كانت جزءاً من حياة جيل لتجتمع
سوية في محاربة أي خطر يهدد الاحتفال بعيد الميلاد، أو ينغص فرحة أي طفل في
العالم، لذلك تدافع تلك الشخصيات عن البهجة لتعم أطفال العالم.
الفيلم حصل على علامة من ست الى
10 درجات، وأدى أصوات الشخصيات فيه جود لو وهيو جاكمان واليك بالدوين.
طفولة
هذه التوليفة بين اجتماع الشخصيات الكرتونية التي شاهدها جيل كامل عبر
برامج أطفال أو قرأ عنها في الروايات، جاءت في الفيلم لتقف ضد الشر وتحمي
الطفولة وتحمي جميع أعيادهم، لتلعب دور حراس أمنهم، تبدأ في التخطيط لكيفية
توزيع الأدوار بينهم كي يستطيعوا حماية كل طفل في هذا العالم.
قال عبدالمنعم محمد (33 عاماً): «أنا سعيد جداً، فهذه الشخصيات كانت
جزءاً من حياتي أيام الطفولة، واليوم عدت لأتأكد أنهم باقون على العهد».
وأضاف «لمس الفيلم مشاعري، وتساءلت لو أن هذه الشخصيات حقيقة لما شاهدنا
أطفالاً يقتلون كل يوم»، مانحاً اياه 10 درجات.
في المقابل قالت ثريا محسن (24
عاما): «تمنيت أن تكون هذه الشخصيات حقيقية ليوم واحد فقط كي تحمي الطفولة
بصدق، في زمن لا يعطي الطفولة حقها»، مانحة الفيلم
10 درجات.
بدورها، ذكرت شيرين علي (33 عاما) أن الفيلم يعطي الأمل كثيرا
للأطفال «اذ إن الخيال مهم، والخيال حارس ايضا لنزع الخوف من قلوب أطفالنا
إذا ما واجهوا أي خطر»، مانحة الفيلم ثماني درجات.
صورة عاطفية
رغم المغامرة الشيقة وحضور كل هذه الشخصيات المصورة، التي أضيفت لها
أبعاد ثلاثية ومؤثرات صوتية عززت من قرب الشخصيات الى القلب، إضافة الى
الطيبة التي تعيش في قلب كل شخصية في الفيلم، فإن وليد منذر (22
عاماً) ذكر أن الفيلم «لم يرتق الى مستوى أفلام الكرتون الثلاثية الأبعاد»،
معللاً ذلك بأنه «عاطفي بامتياز، يحاكي مشاعر جمهور عاش على ذاكرة هذه
الشخصيات، لذلك انتبهت إلى أن غالبية المشاهدين كانوا في الثلاثينات من
العمر»، مانحاً إياه ست درجات.
ووافقه الرأي هيثم المولى(30 عاماً) الذي قال «جئت لارتباط هذه
الشخصية بطفولتي، لكن الصورة في ذاكرتي أجمل بكثير من الصورة التي شاهدتها
في الفيلم»، مانحاً إياه سبع درجات.
مينا مرون (27 عاماً) أكد أن الفيلم جميل بفكرة تجميعه لكل
هذه الشخصيات «لكنه لم يكن الأفضل على الاطلاق مقارنة بمستوى أفلام الكرتون
التي يتم صنعها أخيرًا».
أمنية
يعد الفيلم عائلياً، إذ تستطيع العائلة اصطحاب أبنائها لقضاء وقت ممتع
فيه كل الخير، وعما إذا كانت الشخصيات حقيقية، ماذا يتمنى جمهور الفيلم أن
يحققوا، دخلت السياسة في الموضوع لدى الكبار، لكن الأطفال كانت أمنياتهم
تشبه قلوبهم البريئة.
لينا علي (28 عاماً): تمنت أن تحط هذه الشخصيات رحالها وتقف
أمام كل شخص يفكر في قتل طفل، مانحة الفيلم
10 درجات.
في المقابل، قالت ليلى العدي (سبع سنوات): «أتمنى أن يأتي (بابا نويل)
ليأخذني من المدرسة بعربته أمام زملائي وزميلاتي».
وقال جورج كيوان (26 عاماً): «أتمنى أن تجتمع كل هذه الشخصيات لتحمي
الطفولة من القتل»، مانحاً الفيلم ثماني درجات.
وقالت زينة عيسى (10سنوات): «أتمنى من جميع شخصيات الفيلم أن تجعل
والدتي ووالدي لا يتشاجران أبداً»، فابتسمت والدتها.
وقالت عبير سمير (20 عاماً): «أتمنى فقط أن تكون هذه الشخصيات
حقيقية وموجودة، لكنها تظل امنية»، مانحة الفيلم
10 درجات.
وقال صابر فايز (32 عاما): «أتمنى بالفعل وجود هذه الشخصيات كي
تحمي ابني ومن في عمره من خطر التحرش الذي بتنا نسمع به هذه الأيام»،
مانحاً الفيلم
10 درجات.
حول الفيلم
- يعتبر الفيلم التجربة الإخراجية الأولى للمخرج بيتر رامس بعد سنوات
في الإدارة الفنية.
- فاز الفيلم بجائزة «هوليوود فيلم» كأفضل فيلم رسوم متحركة لسنة
2012.
- ليوناردو ديكابريو كان مرشحاً لدور جيك فروست، ولكن قبل بدء التصوير
اعتذر ديكابريو عن المشاركة في الفيلم، فانضم إليه كريس باين.
- المشهد الذي يقوم فيه الأرنب بفتح حفرة والقفز فيها، مستوحى من مشهد
أرنب «أليس في بلاد العجائب» الشهير الذي كان ينتقل من حفرة لأخرى طوال
الأحداث.
كليك
كتب سيناريو الفيلم دايفيد ريندسي ابير الذي كان قد ترشح لجائزتي «توني»
لأفضل الأعمال الغنائية الاستعراضية الموسيقية، منها «شريك»، وقد كتب
العديد من الاعمال الاستعراضية المهمة، منها «ريبوتز»
2005. شاركه في الكتابة وليم جوبس، معتمداً على كتابه الذي يحمل الاسم
ذاته.
عن قرب
يعد هذا الفيلم من الأفلام التي تصنع من أجل عيد الميلاد المجيد، ومن
ضمن شخصيات الفيلم يوجد «سانتا كلوز» (بابا نويل)، وهو شخصية ترتبط بعيد
الميلاد، معروف غالباً بأنه رجل سعيد دائماً وسمين جداً وضحوك، يرتدي بذلة
يطغى عليها اللون الأحمر، وبأطراف بيضاء وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض.
وكما هو مشهور في قصص الأطفال فإن «بابا نويل» يعيش في القطب الشمالي مع
زوجته «كلوز»، وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا الميلاد، والأيائل التي
تجر له مزلاجته السحرية، ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الأطفال أثناء
هبوطه من مداخن مدافئ المنازل، أو دخوله من النوافذ المفتوحة وشقوق الأبواب
الصغيرة.
فريق الفيلم
المخرج
وُلد بيتر رامزي في منطقة كرانشو في لوس أنجلوس، وعمل مخرجاً وفنان
رسومات في أفلام مثل «نادي القتال»، وانتقل من بعدها إلى شركة دريمووركس
فنان رسوم متحركة في فيلمي «شريك الثالث»، و«الوحوش ضد الكائنات الفضائية».
شهد بداياته في الإخراج السينمائي في الاقتباس التلفزيوني «الوحوش ضد
الكائنات الفضائية.. اليقطينات الطافرة من الفضاء الخارجي».
جود لو
ولد عام
1972 في إنجلترا، وبدأ حياته في مسرح الشباب
الوطني وهو بعمر
12 عاماً، وعندما بلغ
17 عاماً كان ظهوره في التلفزيون الرسمي في أعمال تلفزيونية، ثم بدأ مسيرته
نحو الشاشة الكبيرة في تقديم العديد من الأفلام المستقلة. وكان أول فيلم له
«جاتاكا» عام 1997 مع «أوما ثورمان»، ثم كان دوره في «السيد ريبلي
الموهوب»عام 1999 سبباً في شهرته الواسعة، وقد تعلم العزف على الساكسوفون
أثناء أدائه. تزوج سادي فروست عام 1997 ثم انفصل عنها عام
2003، ولديهما ثلاثة أطفال.
هيو جاكمان
اولد عام
1968، وتخرج في جامعة التكنولوجيا في سيدني، وحصل
على شهادة في الاتصالات، وتخصص في الصحافة، وبعد ذلك درس الدراما في
الأكاديمية الأسترالية الغربية للفنون. وبدأ حياته الفنية بدور البطولة في
مسلسل «اي بي سي» التلفزيوني، وفي مسلسل «كورولي» عام
1995، وكان أول دور سينمائي له في فيلم «اريسكينفل
كينجس» الذى فاز عنه بجائزة معهد أستراليا السينمائي لأحسن ممثل عام
1999. وهو متزوج بالممثلة دبرالي فورنيز، ولديهما طفل واحد بالتبني.
اليك بالدوين
هو ألكساندر راي بالدوين، ولد عام
1953 في ماسابكوا بولاية نيويورك، له ثلاثة أخوة يعملون في مجال التمثيل،
هم دانييل وستيفين وويليام بالدوين. بدأ بالدوين التمثيل في المسرح ثم
انتقل إلى التلفزيون عام 1980 في مسلسل «الأطباء»، ٍظهر بعد ذلك في أفلام
عدة تنوعت بين الكوميديا والدراما والرعب والرومانسية، وقد رشح للأوسكار
عام
1992 لدوره في فيلم «عربة شارع اسمها
الرغبة». وبالدوين ناشط أيضاً في حقوق البيئة والحيوان. تزوج الممثلة كيم
باسينجر بين عامي
1993 و2001، ولها منها ابنة.
الإمارات اليوم في
10/12/2012
الفيلم الإيراني ''الأطواق الذهبية''
فيلم ''الأطواق الذهبية''...رقص على إيقاع النظام الإيراني
بقلم: شتيفان بوخن ـ ترجمة: ياسر أبو معيلق
ـ تحرير: علي المخلافي
يعرض فيلم "الأطواق الذهبية" الثورة الخضراء وما شملها من احتجاجات
شعبية في ايران عام 2009 ضد إعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد على أنها
انطلقت بدعم من الغرب بمساعدة جواسيس تلاعبوا بعقول وعواطف المحتجين بهدف
إسقاط النظام. الكاتب والصحفي الألماني شتيفان بوخِن يرى أن الفيلم لا يعدو
عن كونه دعاية سياسية لطهران.
في ظل الصراع الحالي على برنامج إيران النووي، نسي الكثيرون الموجة
الاحتجاجية أو "الحركة الخضراء"، التي انطلقت سنة 2009 اعتراضاً على انتخاب
الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لولاية ثانية. وباتت كلمات مثل "انتفاضة" أو
"ثورة" تذكِّر أكثر بالربيع العربي الذي انطلق عام 2011 بدلاً من الصيف
الإيراني الساخن عام 2009.
فقد خنق النظام الإيراني كل دعوات التغيير، ووضع قادة حركة الإصلاح
قيد الإقامة الجبرية، إضافة إلى تشديد الرقابة على الصحافة والإنترنت
والفن. أما السينما الإيرانية، التي فازت بجوائز النقاد في العديد من
المهرجانات الدولية خلال السنوات الماضية ومثلت صوتاً إيرانياً معارضاً
للنظام، فقد باتت مدمَّرة؛ في حين يحاول صناع الأفلام الإيرانيين الذين
فروا إلى الخارج بناء كواليس وطنهم في المنفى، وبالتالي رواية "التاريخ
الإيراني".
لكن ذلك يأتي على حساب الأصالة، لأنه لا توجد أية إمكانية لسينما
مستقلة داخل إيران، خاصة وأن النظام منع مخرجين بارزين مثل جعفر بناهي
ومحمد رسولوف من ممارسة عملهم.
عملاء ومتآمرون
وفي الوقت نفسه، قام النظام بإنتاج فيلم باهظ الثمن يهدف إلى احتكار
التفسير للأحداث التي أحاطت بالانتخابات الرئاسية عام 2009 والسيطرة على
هذا المجال الفني في إيران، ولو تحت تهديد السلاح.
الآلة الدعائية الحكومية مدحت فيلم "الأطواق الذهبية" لعبد القاسم
طالبي، ووصفته بأنه "أهم فيلم سياسي في تاريخ السينما الإيرانية". وفي دُور
السينما الإيرانية تُعرض مقاطع دعائية للفيلم منذ شهور، بالإضافة إلى توفر
الفيلم حالياً على أسطوانات ليزر مدمجة. وإذا أراد المرء معرفة التاريخ
الذي يريد النظام أن يرويه لشعبه، والذي أهداه عشرات الآلاف من التذاكر
المجانية لحضور الفيلم، فلا يوجد مثال أفضل من ذلك.
تدور أحداث الفيلم حول "الثورة الخضراء"، وفيه يتم تصوير الاحتجاجات
ليس على أنها حركة احتجاج عفوية شاركت فيها كل طبقات الشعب ضد الثقافة
السياسية الشمولية في الجمهورية الإسلامية، وبالأخص ضد إعادة انتخاب أحمدي
نجاد المثيرة للجدل، بل على أنها احتجاجات انطلقت بدعم من الغرب وبمساعدة
جواسيس تلاعبوا بالمحتجين بهدف إشاعة الفوضى في البلاد وإسقاط النظام
بالقوة.
وفي هذه الاحتجاجات، بحسب الفيلم، تولت بريطانيا المكروهة من النظام
قيادة الاحتجاجات، بينما يظهر ضباط المخابرات ورجال الشرطة الإيرانيين
وكأنهم لا يقمعون الشعب، بل وكأنهم يريدون إنقاذه.
الشرير في الفيلم هو عميل للمخابرات البريطانية (إم آي 6)، ومن وجهة
نظر النظام فإن هذا العميل ذو الأصول الإيرانية يمثل "الشر" بكل معانيه،
فهو ينحدر من عائلة لاجئة، و"والداه ضلّا الصراط المستقيم بالهروب إلى
المنفى في أوروبا"، كما يُروَى للمشاهد، وبالتالي قرر الانضمام إلى حركة
مجاهدي خلق المعارضين للنظام والمتعاونين مع عدو إيران اللدود صدام حسين.
وبعد ذلك يقوم البريطانيون باستقطابه وتعليمه كيفية يقود أعداءَه في
الاتجاه الذي يريده، بواسطة "أطواق ذهبية".
وفي أعقاب ذلك يتم تهريب هذا العميل إلى داخل إيران قُبيل الانتخابات
الرئاسية، وهناك يتولى قيادة خلية سرية للغاية وعديمة الضمير تهدف إلى
إسقاط النظام وتسعى لاستغلال المعركة الانتخابية بين أحمدي نجاد ومرشح
الحركة الإصلاحية موسوي لخدمة أهدافها.
الجاسوس وأعوانه
وبعدما انتهت الانتخابات بفوز واضح لأحمدي نجاد، بحسب الفيلم، اندسّ
العميل وأعوانه كمحرضين بين المتظاهرين، وقاموا بإلقاء القنابل الحارقة على
السيارات والمباني، وبالتالي تحويل المظاهرات إلى موجة من العنف. وكشعار
للهتافات، يقوم أعضاء الخلية بتبني كلمة "تغلب"، التي تعني بالفارسية
"تزوير".
كما لا يخشى العملاء القتل في سبيل تحقيق هدفهم، إذ يقومون بإطلاق
النار على امرأة من المتظاهرين كانت على اتصال بالسفارة البريطانية، وإلقاء
اللوم على قوات الأمن التابعة للنظام، في تلميح لحادثة مقتل الطالبة نداء
آغا سلطان، التي تحولت إلى شعار لـ"الثورة الخضراء" بعد أن انتشرت صورة
جسدها المضرج بالدماء والممدد في أحد شوارع طهران في جميع أنحاء العالم في
شهر يونيو سنة 2009، وتحولت إلى رمز لقمع حركة الاحتجاج الخضراء بالقوة من
قبل النظام.
لكن الفيلم يقلب الأحداث ويصور المظاهرات الحاشدة على أنها نتيجة لخطة
تجسس حاكها الغرب، والمتظاهرين على أنهم مجموعة من المضلَّلين الساذجين رغم
نواياهم الحسنة، وقد سقطوا ضحية لخلية من جواسيس الإمبريالية.
وفي نهاية الفيلم، بالطبع، يتم اعتراض خطة الغرب من قبل بطل الفيلم،
وهو موظف مثالي في جهاز مكافحة التجسس الإيراني، الذي يقوم بمطاردة عميل
المخابرات البريطانية ودفعه للفرار، وفي نفس الوقت ينجح في تطهير جهاز
المخابرات الإيراني من عملاء الغرب، وبالتالي وضع حد لكل الرعب.
إن الانقلاب المزعوم الذي خطط له جهاز المخابرات الأمريكية (سي آي
إيه) سنة 1953 للإطاحة برئيس الوزراء القومي مصدق مجرد أسطورة. وبناء على
هذه الأسطورة التي تجذرت في وعي الإيرانيين، قامت الجمهورية الإسلامية
بإنتاج فيلمها الدعائي.
ومن السخرية أن طريقة تصوير الفيلم تشبه أرخص الأفلام في هوليود في
صخبها وحبكتها المباشرة، واحتوائها على كل الأحكام المسبقة. وبالتالي جاء
هذا الفيلم نقيضاً للأفلام الإيرانية الناجحة دولياً، التي تروي الأحداث
بهدوء وبكثير من المجاز، ولذلك يسعى أصحاب السلطة في إيران إلى دفنها.
في فيلم "الأطواق الذهبية"، يُظهِر الرئيس الإيراني السابق خاتمي،
الذي تبنى سياسة إصلاحية، على أنه ألعوبة في يد الغرب. كما يتعلم المشاهد
مخاطر استخدام الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي دون أية رقابة حكومية،
ذلك أن عميل المخابرات البريطانية في الفيلم يبحث عن أعوان له ضمن أسوأ
الأعداء في صفوف المعارضة الإيرانية في الخارج، وهم الموالون للشاه وأيضاً
مجاهدو خلق.
"رجوي في كل مكان"
العميل رجوي المؤيد للملَكية وصديق إنكلترا يستمتع بوقته على متن يخته
الفاخر في مضيق البوسفور وينسق من هناك خطط الانقلاب عبر هاتفه الخلوي،
وذلك أثناء استمتاعه بالطعام الفاخر والنبيذ الذي تقدمه له امرأة غير
متحجبة. وفي الفيلم أيضاً تظهر عميلة تذكر من خلال مظهرها وتصرفاتها بمريم
رجوي، زعيمة مجاهدي خلق، التي أطلق عليها موالوها قبل سنوات في باريس لقب
"رئيسة إيران". في الفيلم يتم تجنيد عدد من العناصر لنزع المصداقية عن
الحركة الاحتجاجية التي قامت عام 2009.
الرئيس السوري بشار الأسد لن يتاح له إنتاج مثل هذا الفيلم لنشر وجهة
نظر نظامه حول الانتفاضة السورية بين أفراد الشعب. أما أصحاب السلطة في
إيران، فإنهم يقدمون نموذجاً عن الثقافة في ظل نظام دكتاتوري يقمع انتفاضة
شعبية - ثقافة رمادية وضحلة وساخرة أكثر من أي وقت مضى.
حول هذا الفيلم يقول أحد المخرجين الإيرانيين في المنفى: "ما يثير
الفزع هو أن الكثير من الأشخاص في إيران يصدقون رسالة الفيلم". لكن ليس
الجميع، أو على الأقل ليس أولئك الذي نزلوا إلى الشوارع سنة 2009. ولا يجرؤ
أمين حيائي، الذي لعب دور عميل المخابرات البريطانية في الفيلم، على النزول
إلى تلك الشوارع دون أن يُنظَر إليه بعداوة.
فكثيرون من الإيرانيين غاضبون على أشهر نجم سينمائي وممثل في البلاد
لأنه قبل المشاركة في مثل هذا الفيلم الدعائي. وفي هذا الخبر نوع من
المواساة، لأن حركة الاحتجاج لا تبدو وكأنها خمدت بشكل تام.
حقوق النشر: قنطرة 2012
موقع "قنطرة" في
10/12/2012 |