حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

التهديدات الإسرائيلية وصلت إلى ابنى لكنها لم تمنعنى من تقديم الفيلم

المخرج التونسى شوقى الماجرى: دول عربية رفضت تمويل «مملكة النمل» لأن القضية الفلسطينية «ثقيلة» على قلوبهم

حوار ــ منة عصام

 

اختار المخرج التونسى شوقى الماجرى أن تكون بدايته السينمائية بعيدا عن هموم وقضايا مسقط رأسه ليتجه إلى القضية الفلسطينية حتى أطلق عليه «مخرج القضايا الفلسطينية» بعد عدد من الأعمال الناجحة وخاصة مسلسل «اجتياح» الحاصل على جائزة الإيمى أوورد العالمية.

ثم جاء فيلمه «مملكة النمل»، الذى شارك فى مهرجان القاهرة السينمائى الأخير، لينقل صورة الفلسطينى الذى يتخذ من الأنفاق بيتا وسكنا له وبداية لقصة حب ثم زواج وإنجاب ذرية تحفظ العرق الفلسطينى.

ويبدو أن قصة الفيلم، كما أنها تعكس واقعا مؤلما لأبطاله، فإن خروج العمل إلى النور سبقه معاناة طويلة يتحدث عنها مخرجه فى الحوار التالى.

·        7  سنوات من التحضير حتى خرج «مملكة النمل» إلى النور.. ألا تراها مدة طويلة؟

ــ التصوير استغرق مثل أى فيلم طبيعى نحو 3 شهور، والمشكلة كانت فى إيجاد تمويل مناسب، وما كان يدعو للاستغراب حقا، أننى كنت اعتقد أن القصة طالما تتحدث عن فلسطين والقضية الفلسطينية فكان من السهل إيجاد تمويل ولكنى اكتشفت عكس ذلك تماما، هناك بعض الجهات التى عرقلت خروج الفيلم للنور ولم تكن متشجعة لإنتاجه، وكان هذا محبطا للغاية، وبالرغم من ذلك كنت مؤمنا بالفيلم وتمسكت به، ومعى صديقى المنتج الرئيسى نجيب عياد الذى آمن به أيضا. والحمد لله خلال هذه الفترة قدمت أعمالا أخرى مثل مسلسل «الاجتياح» عن القضية الفلسطينية ومسلسل «أسمهان».

·        ما الجهات التى رفضت الاشتراك فى تمويل للفيلم؟

ــ لا أريد ذكر أسماء، ما استطيع قوله أن هناك من العرب من كان متحمسا جدا للاشتراك فى تمويل الفيلم، ولكن مع الأسف الحماس لم يتعد مرحلة الكلام فقط، فعندما قدمت السيناريو لهم بشكل فعلى لم يردوا على أصلا.. ففى فترة من الفترات أصبح موضوع القضية الفلسطينية ثقيلا على قلوب بعض العرب ولم يحبوا التعرض له بشكل أو بآخر لأسباب كثيرة وقد يكون الانقسام الفلسطينى أحد هذه الأسباب.

·        وكيف استطعت إيجاد تمويل ومن ثلاثة دول؟

ــ لا يخلو الأمر من وجود ناس (جدعان) منهم المنتج هلال أرناؤوط والـART، رغم أنه فى مصر تعطل المشروع فترة من الوقت وصلت لنصف عام تقريبا بسبب كتابة خبر مغلوط فى إحدى الصحف أن الفيلم يحكى عن الجدار العازل المصرى والذى كان هناك نية لبنائه، والفيلم فى الحقيقة لا يحكى عن هذا الجدار ولا عن الأنفاق بين مصر وغزة كما أشيع وتسبب فى تعطيله، وفوجئت بخروج مقالات أنه كيف يتناول الفيلم الجدار العازل والأنفاق، وبالتالى تسبب هذا فى العودة لنقطة الصفر ومر الفيلم من جديد على الرقابة وعلى المخابرات المصرية لكى تتأكد أن الفيلم لا يتناول القصة التى أشيعت عنه، وبعد نصف سنة اقتنعت الجهات المصرية أنه لا يمت بصلة لمصر أصلا.

وفى الحقيقة أصبت بنوع من الإحباط نتيجة كل هذا التأخير ونتيجة لتعطل التمويل، ولكنى صممت على إلقاء كل هذا خلف ظهرى والمضى قدما.

·        وما الذى ألهمك بقصة الفيلم بالاشتراك مع الكاتب خالد الطريفى؟

ــ هذه القضية تربينا عليها، ولكن بداية الفيلم جاءت عندما كنت فى فترة ما فى دمشق وكانت هناك عملية الجدار الواقى تألمت كثيرا بسببه، وهنا جاءت لى الفكرة، فضلا عن رغبتى فى تناول معاناة الفلسطينيين بوجهة نظر مختلفة، وما أثارتنى كثيرا هى قصة الدفن فالمشكلة ليست فقط فى الصراع السياسى الدائر على الساحة ويركز عليه الإعلام أو صراع مقاومة أو غيره، بل إن هناك مشكلات إنسانية مهمة، مثل مشكلة الدفن، فلا أتصور شعور أم يموت ابنها ولا تستطيع الحصول عليه لتدفنه، لأن هناك يقينا إسرائيليا خطيرا أنه عندما يموت شخص فإن أهله حتما سيعودون والتراب الموجود فيه عظام يعنى تاريخيا أن الإنسان له علاقة بهذا المكان المدفون فيه أقرباؤه، وهناك مقبرة مهمة جدا اسمها «مأمن الله» وهى قديمة جدا وفيها قبور من مئات السنين ولها تاريخ مهم، وبالتالى اصبحت السيطرة ليست على الحاضر فقط ولكن على الماضى والمستقبل، والقصة تدور حول شاب وشابة يعيشان قصة حب ويتزوجان تحت الأرض وينجبان، ومسألة الإنجاب هذه مهمة جدا بالنسبة لنا كعرب.

·        هل صحيح أنك تلقيت تهديدات بالقتل بسبب الفيلم؟

ــ فى الحقيقة كان التهديد الأكبر أثناء مسلسل «الاجتياح»، فيبدو أنه أزعج الإسرائيليين بشدة، وتعرضت لتهديدات اكتشفت من خلالها دقة معلوماتهم لأنهم عرفوا مكانى وتحركاتى بدقة بالغة وكذلك تحركات بطلته صبا مبارك، والتهديدات وصلت إلى ابنى وتم إبلاغى بما معناه (ما دخلك أنت بالقضية الفلسطينية.. أنت تونسى؟)، ولكنى رديت عليهم باصرارى على تقديم المسلسل وبالتأكيد لن أطلب إذنا من اسرائيل حتى أتعرض لمثل هذه القضية.

·        فكرة التهديد بسبب «اجتياح» ألم تجعلك تتراجع عن تقديم «مملكة النمل»؟

ــ  لن أطلب إذنا من أى جهة لتقديم ما أريده، وفى الحقيقة لم أكترث بما قيل لى، وفى النهاية الذى يقتنع بشىء لابد أن يقدمه ولازم أقول وجهة نظرى، وسبق لى أن قلت وجهة نظرى عن فلسطين وعن العراق والكويت وغيرها، فصحيح أنى تونسى ولكنى انتمى للوطن العربى بأكمله.

·     من الملاحظ أن المنتجين الثلاثة المشتركين فى الفيلم قطاع خاص ولا أحد منهم يمثل جانبا حكوميا.. فهل تم عرض جزء من تمويل الفيلم على الحكومة التونسية أم ماذا؟

ــ  حصلنا على دعم من وزارة الثقافة التونسية، وهو فى الحقيقة مجرد «إسهام مادى» من الوزارة جاء بعد اجتماع لجنة لتقييم الأعمال.

·        ما الذى تنتظره من «مملكة النمل» وخاصة بعد عرضه فى كثير من الدول العربية؟

ــ أهم شىء بالنسبة لى أن يتم عرضه فى أغلب الدول العربية ليشاهده كل الجمهور العربى، أعرف أن العرض فى المهرجانات جيد جدا ولكنه ليس الأهم، فقد كنت مؤخرا فى تونس ورأيت الجمهور كيف يتعاطف مع الفيلم.

·        معنى ذلك أن العرض فى المهرجانات لا يهمك بقدر العرض الجماهيرى؟

ــ نعم، فالعرض فى المهرجانات يأتى فى مرتبة ثانية لدىَّ بعد العروض الجماهيرية ومشاهدة الجمهور للفيلم وتواصله معه ومع قضيته.

الشروق المصرية في

10/12/2012

 

 

حقق 150 مليون دولار وقد يترشح للأوسكار

«أرغو» فيلم أميركي يعيد ملف أزمة رهائن 1979 في طهران... لماذا؟ 

تذهب السينما الاميركية بين الحين والآخر الى ملفات مستمدة من وكالة الاستخبارات الاميركية.. ولكننا امام هذة التجربة بالذات نتساءل لماذا هذا الفيلم وهذا الملف في هذه الفترة بالذات فليس جديداً ان تطل علينا هوليوود بين الحين والآخر بأفلام مستوحاة من ملفات وكالة المخابرات الأميركية «سي. آي. ايه»، وآخرها كان فيلم «أرغو» والذى وجد طريقه الى صالات العرض العالمية.. ولربما في طريقه الى العديد من دول العالم العربي... ومجلس التعاون على وجه الخصوص. وبعيداً عن طبيعة العلاقات الدبلوماسية الأميركية الايرانية التي تعيش بين مد وجزر، فقد تمكن «أرغو»، الذي أعاد لنا تصوير أزمة الرهائن الأميركية التي وقعت في ايران ابان سقوط الشاه في 1979، واستمرت 444 يوماً، من النجاح في اختبار النقاد، وتحقيق ايرادات اقتربت من 150 مليون دولار، وضعته في صدارة شباك التذاكر العالمي، ما يجعل حظوظه قوية للترشح لأوسكار 2013. وبموازاة نجاح بن افليك في تجسيده شخصية «توني مينديز»، عميل الاستخبارات المركزية الأميركية الذي تولى عملية تحرير الرهائن آنذاك، فقد تمكن أيضاً من وضع اسمه في قائمة المخرجين الناجحين في هوليوود، بعد توليه اخراج هذا الفيلم الذي كلف 44 مليون دولار، وصور في لوس أنجلوس وتركيا وغيرهما.

في هذا الفيلم نجح المخرج في التنقل مع مشاهديه بين واشنطن وطهران، ومن التحكم في أعصابهم عبر سرده مجموعة من الوقائع الحقيقية عن بداية الثورة الايرانية، والارهاصات التي أدت الى وقوعها، عبر مجموعة صور حقيقية توثق لتلك الفترة، وعاد لتكرار ذلك في نهاية الفيلم الذي وضع فيه جملة من الصور الخاصة بالرهائن، وبتوني مينديز ومعلومات حول هذه العملية التي رفع الحظر عنها في 1997، ابان تولي الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون لسدة الحكم.

ما بين بداية الفيلم ونهايته، يمكن للمشاهد متابعة تطورات العملية كاملة، والتي بينت احتماء 6 من الرهائن في بيت السفير الكندي الذي قدم تسهيلات كثيرة لنجاح العملية، وحتى يكون الأمر أكثر اقناعاً للمشاهد، فقد تم تصوير مشاهد الفيلم بطريقة الثمانينيات، وروعي فيه طبيعة الأزياء والموضة والسيارات الاكسسوارات التي سادت في تلك الفترة.

في المقابل، يكشف لنا الفيلم طبيعة العلاقة الخفية بين وكالة المخابرات المركزية (سي. آي. ايه) وهوليوود، التي قدمت تسهيلات كبيرة لانجاح العملية التي استترت تحت غطاء انتاج فيلم خيال علمي باسم «أرغو»، حيث استعانت الوكالة بامكانات جون تشامبرز الذي تولى عملية ماكيير فيلم «كوكب القرود»، لتبدو فكرة ايجاد مواقع تصوير في طهران لهذا الفيلم، أمراً حقيقياً، ما جعل هذا المشروع الأكثر غرابة في تاريخ «سي. آي. ايه».

تعليقا على الفيلم، قال مينديز: الفيلم لا يروي الوقائع طبقاً لما حدثت، الاّ أنه يقترب منها كثيراً. فمثلاً، لا ترد فيه البدائل الأخرى التي كانت لدينا، حيث تميّزت بخطورة أشد، والتي لا يمكنني الكشف عنها، أو ان الرهائن لم يكونوا في مبنى واحد في طهران، بل في مبنيين مختلفين. ولكن، ما هو صحيح ان بن أفليك أكثر طولاً مني، وأنا أكثر وسامة. ورغم ذلك، بدا مينديز راضياً عن عمل بن أفليك. ولكن بعد نهاية الفيلم... يظل يحاصرنا ذات السؤال... لماذا هذا الفيلم ولماذا في هذه المرحلة بالذات... السؤال قد تجيب عنه الايام ولربما الاشهر او السنوات المقبلة.

النهار الكويتية في

10/12/2012

 

 

''زنديق'' يفتتح مهرجان الجزائر الدولي للسينما

ضاوية خليفة الجزائر 

عكس العديد من المهرجانات التي بات يطاردها شبح الزوال و اللاستمرارية، بدا مهرجان الجزائر الدولي للسينما ''أيام الفيلم الملتزم'' في طبعته الثانية أكثر مهنية و جدية بعديد الأنشطة الفنية و العروض السينمائية التي انتقلت من عروض متواضعة العام الماضي إلى الصبغة التنافسية حيث تأخذ الدورة الثانية طابعا تنافسيا لنوعين من الأفلام الوثائقية و الطويلة الخيالية، إلى جانب التكريمات و الموائد المستديرة، و بما أن كل التظاهرات الثقافية هذا العام تحتفي بالخمسينية فإن محافظة المهرجان أقلمت مختلف الأنشطة و الاحتفالية.

الدورة الثانية من المهرجان تسجل مشاركة 14 دولة من ثلاث قارات ب23 فيلما، 10 أفلام طويلة و 13 فيلم وثائقي، في فئة الأفلام الوثائقية و هي كالتالي: ''تالة الانتفاضة الأبدية'' لعادل بكري من تونس،''على الإرهابي الحقيقي أن يقف من فضله'' لسول لاندو من كوبا، ''لقد التحقوا بالجبهة'' لجان اسليميار الجزائر- فرنسا، ''جون زيلغر ضد النظام العالمي'' لإليزابيث جونيو من فرنسا، ''إفريقيا من الظلمات إلى النور'' لمحمد لمين مرباح و على بلود منت الجزائر، ''الجزائر الجديدة أمنا بها'' لكلوي هانغزير من فرنسا، ''الهند الصينية على خطى أم'' لادريسو مورا كباي من البينين، ''ستيفان هيسل قصة تقدمي'' لكريستين سيغزي من فرنسا، ''هنري علاق رجل المسألة'' لكريستوف كانتشاف من فرنسا، ''أرماديلو'' لجانوس ميتز بيدرسون من الدانمارك، ''مجاهدات'' لالكسندر دولز من فرنسا، ''المجاهدة و المظلي'' لمهدي لعلاوي من فرنسا، ''الحروب الثلاث لمادلان ريفو'' لفليب روستان من فرنسا، و الملاحظ هنا أن اغلب الأفلام الوثائقية لمخرجين فرنسيين، في حين تكتفي الجزائر البلد المنظم بفيلم "إفريقيا من الظلمات إلى النور" المنتج سنة 2009 في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بالجزائر أو فيلمين إن احتسبنا فيلم المخرج الفرنسي جان اسيلميار الذي أنتجته الجزائر ... و هنا نفتح قوس صغير للتساؤل هل يدل هذا على رصيد و اهتمام السينمائي الجزائري بالقضايا الملتزمة ؟؟؟

في حين وقع الاختيار في صنف الأفلام الطويلة على 9 أفلام في المنافسة و هي كالتالي : ''زنديق'' لميشال خليفي من فلسطين، ''اليوم'' لآلان غوميس من السنغال، ''يما'' لجميلة صحراوي من الجزائر، ''مارلي'' لكيفي ماك دونالد من الولايات المتحدة الأمريكية، ''سيزار ينبغي أن يموت'' للإخوة تافياني من ايطاليا، ''ولاية'' للمخرج بيدرو بيريزروزادو من اسبانيا، ''الحنين إلى الضوء" لباتريسيو غوزمان انتاج مشترك بين ألمانيا، اسبانيا، فرنسا و الشيلي، "الامتناع" لرشيد جايداني من فرنسا، "القارب" لموسى توري السينغال فرنسا، ''يوم من نعمة'' لايفراردو غوت من المكسيك، و فيلمين خارج اطار المنافسة ''الحكايات الثلاث'' لميشال خليفي و''رأس مال'' لكتوستا كافراس الذي سيوقع اختتام الدورة،التي سيتخللها أيضا تقديم ندوتين الأولى حول موضوع ''الحدود الإقليمية للسينما الموضوعاتية'' و الثانية ''نظرة السينمائيون الشباب للثورة''، هذا وسيترأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة الناقد و السينمائي "جمال الدين مرداسي" في حين يتولي "كمال دهام" رئاسة لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية، و تجدر الإشارة إلى أن هذه الأفلام تعرض بتقنية "دي سي بي" التي تستعمل لأول مرة بالجزائر.

و احتفالا بالانتصار الذي حققته مؤخرا بانتخابها كعضو ملاحظ بهيئة الأمم المتحدة اختارت إدارة المهرجان أن تكون فلسطين ضيف شرف هذه الطبعة، حيث كان الافتتاح فلسطينيا إخراجا و موضوعا بفيلم ''زنديق'' لمخرجة ''ميشال خليفي''، العمل الذي لقي استحسانا من قبل الحضور الفنانين والسينمائيين.

زنديق غياب الجواب في حضرة السؤال ...

وأنت تتابع "زنديق" و مع تطور الأحداث و تأزمها تتساءل عن العلاقة الموجودة بين الشخصية المحورية للفيلم التي أداها الفنان "محمد البكري" و بين مخرج العمل "ميشال خليفي"، العلاقة التي نفاها هذا الأخير مؤكدا أنها تشبهه في بعضٍ بحكم الانتماء للوطن، التاريخ و المستقبل المشترك وتختلف في بعض التفاصيل، ظلام ليلة واحدة من ليالي أهالي فلسطين كان كافيا لنقل ما يعيشه الفلسطينيون ما وراء جدار إسرائيل العازل للحياة و الحرية و المفرق أصحاب الأرض عن أبناء جلدتهم و عن أرضهم المغتصبة، وهنا سجل المخرج الفلسطيني المغترب "ميشال خليفي" عودته بقصة جديدة بطلها مخرج فلسطيني عاد ليبحث لدى الأهالي عن بعض الأجوبة لكنه في الأخير يرحل دون إيجاد أدنى قدر من الأجوبة لكل تلك الأسئلة، سأل : لماذا رحل اللاجئون الفلسطينيون عن منازلهم عام 1948 ؟ كما سأل من بقي منها لماذا لم يرحلوا ؟ أراد العودة للماضي بحثا عن الحقيقة و كتابة التاريخ بلغة سينمائية لا تختلف كثيرا عما يقدم من حقائق يومية، فكانت البداية بمشهد لعودة الشخصية الرئيسية للناصرة لتقديم واجب العزاء في وفاة العم و حينها لم يجد أيضا قبر والديه، مرورا برصد لبعض الشهادات كتمهيد للعمل، و من وقت لأخر كانت تتنقل كاميرا المخرج إلى بعض العلاقات الغير شرعية التي كان يقيمها البطل في كل مرة كنافدة للهروب من الواقع و من الاغتراب و حالة التيه التي أضحى فيها، و مع توالي الأحداث التي تظهر الشخصية المحورية للعمل بأنها سلبية و لا تعكس البيئة الفلسطينية التي عهدنا رؤيتها تنقلب الموازين و تتغير المعطيات عندما يقوم البطل بإنقاذ أحد الفتيان من عصابة المتاجرة بالأعضاء البشرية و مساعدته له، لتتوقف رحلة الشقاء لأجل البقاء و مسيرة البحث عن الحقيقة، بمشهد خيالي للبطل و الحبيبة الجميلة (التي تتعرض للخيانة في كل مرة) والتي تمثل الأرض و الوطن بلباسها الأبيض تناديه للحاق بها لعرض البحر أين يوجد الصفاء و النقاء.

وقد وفق خليفي في جعل المشاهد يعيش تلك الحرب النفسية و التي تلخصت في ليلة واحدة لم يجد فيها المخرج البطل رفيقا غير الكاميرا بعد رحلة طويلة في البحث عن غرفة تؤويه ولو لليلة واحدة بعدما استحال عليه المبيت في منزل الأهل بسبب الانتقام الذي يهدد أي فرد من عائلته، و بعد رحلة انتهت كما بدأت لم يجد هذا الأخير لا سؤال يشفيه و لا بيت يؤويه سوى بيت العائلة الذي كان الذاكرة الحية للزمان و المكان، و تجدر الإشارة هنا إلى أن فيلم "زنديق" تضمن الكثير من الدلالات و الرمزية : الماء، حرق الصور و الصليب هروبا من الماضي، كثرة السؤال عن الحقيقة و التاريخ دون الظفر بأي جواب...

تكريمات لمجاهدي و مجاهدات الصورة

ولأن السينما ساهمت في التعريف بالثورة الجزائرية و حققت دعما دوليا نظير مطالبها الشرعية والعادلة و اعترافا بالدعم الذي تلقته من غير الجزائريين يكرم المهرجان هذا العام و هو يحتفي بالعيد الخمسين للاستقلال و استرجاع السيادة الوطنية المناضلة ''مادلين ريفو''، المخرج الفرنسي ذو الاصول يونانية ''كوستا غافراس'' و كذا شبكة شاشات للسينمائيات الفلسطينيات، فقد أرا المهرجان استكمال الخطوة التي بدأها العام الماضي عند تكريمه لبعض السينمائيات الفلسطينيات بعرض 8 أفلام لمخرجات شابات تحدين كل الظروف، و أكدن أن السينما لغة سلم و تواصل و رصد للواقع و اليوميات وآلة يصعب بل يستحيل إيقافها، حيث يتجدد اللقاء هذا العام بأعمال جديدة متنوعة مواضيعها تلتقي في نقطة واحدة وهي أنها تبرز قدرة المرأة الفلسطينية المبدعة على إنتاج هذا الزخم من الأفلام في ظل كل الظروف التي تمر بها البلاد.

ويأتي تكريم مهرجان الجزائر الدولي للسينما لشبكة شاشات للسينمائيات الفلسطينيات من خلال عرض مجموعة من الأفلام القصيرة لمخرجات فلسطينيات و هن : غادة الطيراوي، ليلى عباس، ديما أبو غوش، و ليال كيلاني، كبادرة للاعتراف بالطابع الثقافي و السينمائي و الفني لهذه التجربة التي تسعى من خلالها المرأة للدفاع عن القضية الفلسطينية و الترويج لتعابير و إبداعات المرأة العربية، فمهرجان شاشات الذي يعد أطول مهرجان في العالم و مدته 26 يوما هو من المهرجانات النادرة المخصصة والمتهمة بسينما المرأة، إذ تتزامن الطبعة الثانية لمهرجان الجزائر الدولي و الطبعة الثامنة لمهرجان شاشات لسينما المرأة برام الله، غزة و الضفة الغربية...، فقد أصبح هذا المهرجان مكسب للشبكة بحد ذاتها و انجازا لمشروع طموح عنوانه "أنا امرأة من فلسطين"، و في هذا الصدد قالت مديرة المشروع ومنسقة شبكة شاشات عليا ارصغري "تبهرني كل سنة القصص التي ترويها المخرجات في أفلامهن، ففي هذه الطبعة لدينا انتاجات ذات مستوى رفيع، فالأفلام المقدمة في الطبعة الثامنة تروي لنا المقاومة و صدمات المرأة الفلسطينية، كما يبني المهرجان جسور تعبر الحدود الجغرافية و السياسية بفضل رؤيته السينمائية المشتركة من خلال إقامة نشاطات بالضفة الغربية و غزة".

بينما يعود المخرج الفرنسي اليوناني الأصل و رئيس مجلس إدارة متحف السينما الفرنسي "كوستا كفراس" إلى الجزائر كمكرم و كمشارك في أيام الفيلم الملتزم حيث سيختتم أخر أفلامه المنتجة سنة 2012 الموسوم ب ''رأس مال'' التظاهرة، ولد ''كوستا كفراس'' سنة 1933 بلوترا إيرايس بشبه الجزيرة اليونانية البيلوباز، درس الأدب ثم التحق بمعد الدراسات العليا للسينما بباريس، عمل في بداية مشواره كمساعد مخرج، أول فيلم مطول قام بإخراجه هو "عربة القتلة'' سنة 1965 و الذي لقي نجاحا كبيرا فاتبعه بفيلم أخر "رجل إضافي" عام 1967، و سنة 1969 أخرج فيلم "زاد" المستوحى من أحد أعمال "فاسيلي فاسيليكيوس"و"جورج سمبرون" و الذي صوره بالجزائر و أنتجه حينها الديوان الوطني للتجارة والصناعات السينمائية، و قد تحصل ذات العمل على جائزة لجنة التحكيم في حين عادت جائزة أحسن ممثل ل"جان لوي ترانتانغان" عن نفس العمل، وفي سنة 1970 تحصل على جائزتي أوسكار كأحسن فيلم أجنبي و أحسن مونتاج، فضلا عن انجازات و جوائز أخرى سمحت ل"كوستا غفراس" من فرض نفسه كمخرج عالمي، ساهم في إثراء المكتبة السينمائية ب 26 فيلما مطولا منها نذكر : "الاعتراف" 1970، "القسم الخاص" 1975، "ضوء المرأة" 1979، كما تحصل كفراس على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائية سنة 1982 بفيلمه المفقود، و أوسكار أحسن سيناريو مقتبس، و في سنة 1990 توج بالدب الذهبي بمهرجان برلين عن فيلمه "الصندوق الموسيقي".

و سيرافق "كوستا كافراس" في التكريم الشاعرة و المناضلة "مادلين ريفو" التي يلقبها الكثير ببطلة المقاومة بالسلاح، الكلمة و القلم، من مواليد 23 أفريل 1924، التحقت مادلين بالمقاومة سنة 1941 تحت اسم "كود راينر" و قررت سنة 1944 اغتيال عسكري نازي بباريس، و تم إلقاء القبض عليها من طرف الغيستابو تم تعرضت للتعذيب و صدر في حقها حكم الإعدام لكنها تمكنت من الفرار، و نالت حينها لقب أصغر مقاومة خلال الحرب العالمية الثانية، شاركت أيضا في العديد من العمليات ضد النازية منها عملية قطار "البوت شاكو"، و إلى جانب المسيرة المشرفة لها في الدفاع عن المبادئ الإنسانية والسلام عملت "مادلين ريفو" كمراسلة حرب و قامت بتغطية صحفية شملت أوروبا، آسيا و إفريقيا، وفي القارة الإفريقية توقفت بالجزائر عام 1945 و بعدها ب 7 سنوات اتجهت إلى الفيتنام، صدر لها سنة 1974 كتاب "ملاحف الليل" فحقق أعلى المبيعات، و مسيرة هذه المناضلة التي سعت لإعلاء راية السلم ونشر الحقائق و الدفاع عن الإنسانية سترد في عمل يوقعه "فيليب روستان" و الموسوم ب "الحروب الثلاث لمادلان ريفو" و الذي يرصد أبرز المحطات النضالية حيث سيتوقف العمل أيضا عند خياراتها النضالية و الإعلامية في الحروب الثلاث : الهند الصينية، الجزائر و الفيتنام، كما ينفرد الفيلم بعرض لقطات نادرة من الأرشيف.

الجزيرة الوثائقية في

10/12/2012

 

المهرجان الدولي للسينما المتوسطية في دورة احتفالية

طاهر علوان 

في كل عامين يكون المهتمون على موعد مع المهرجان الدولي لسينما البحر المتوسط الذي تشارك فيه كالمعتاد دول اوربية وعربية وهاهي الدورة الثانية عشرة تطلق فعالياتها في العاصمة البلجيكية بروكسل مع برنامج ضخم وحافل امتد الى قرابة 9 ايام من العروض اليومية في اربعة صالات .

اشتملت دورة هذا العام التي عدت دورة احتفالية واسعة ، وكالعادة على نوعين رئيسيين وهما الأفلام الوثائقية والروائية الطويلة التي انتظمت ضمن المسابقات الرسمية ومابين هذين النوعين كانت هنالك بانوراما واسعة من الأساليب والتجارب وكذلك الدول المشاركة ، فابتداءا من الفانطازيا الفيلمية التي انطوى عليها فيلم الأفتتاح لهذه الدورة الفيلم الأيطالي " الحضور المدهش" للمخرج من اصل تركي فيرزان اوزبيتيك وجاء الى المهرجان يسبقه النجاح بحصوله على عدد من الجوائز في ايطاليا وخارجها ، في الفيلم غرائبية ينطوي عليها انتقال الشاب بيترو ( الممثل اليو جيمانو ) للعيش في روما وهو في سعيه لترسيخ حبه للتمثيل وبحثه عن مكان يستقر فيه ، يعثر على شقة في احدى الضواحي لكنه يفاجأ في كل مرة بسماع اصوات وظهور ظلال واشياء تتحرك في داخل الشقة مما يثير الذعر في نفسه و ليكتشف فيما بعد ان ذلك المكان مسكون بالأشباح والتي ماتلبث ان تكشف عن نفسها انها اشباح مسالمة وغير عدوانية وانهم جميعا يشكلون فرقة للتمثيل كانوا قد قد قتلوا ابان الحرب العالمية الثانية ومن ثم لينظم بيترو اليهم ليبدأوا جميعا رحلة في العالم الواقعي ، يؤسسون فيه لعشقهم للتمثيل ، المخرج اوزبيتيك معروف على نطاق واسع في بلده الأم تركيا وغالبا ما حظيت افلامه بنجاح مشهود وهو اكثر مهارة وحرفية في صنع قصص من موضوعات بسيطة وواقعية وشخصيات قد لاتلفت النظر...

ومن المغرب يأتي فيلم " موت للبيع " لمخرج فوزي بنسعيدي وايضا ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان والفيلم كما سبق وتحدثنا عنه في مقال سابق في هذا الموقع يتناول جوانب من حياة ثلاثة شخصيات في فضاء مدينة تطوان المغربية وحيث تتذبذب حياة الشخصيات تحت وطأة البطالة والمخدرات والسجن والدعارة ، جيل شاب محبط يقدمه الفيلم من خلال شرائح اجتماعية متعددة ، كاميرا بنسعيدي تتميز بديناميكيتها ولهاثها للحاق بالشخصيات وتفسير المكان وتجسير الصلة البصرية بين الجبل والبحر والمدينة واقبية الفقر ، لقطاته العامة لايريد من ورائها عنصرا جماليا لشكل المدينة وان تضمنت ذلك ، بل ان الخلاصة ان لاشيء سيختلف ان اتسعت المدينة او صغرت فهي قوقعة كبيرة لفقر جاثم على الصدور.. وفي مواقف اخرى كانت الصورة اكثر تعبيرا عن الشخصيات في ازماتها الطاحنة كمثل الحوارات المشتتة بين علال وابيه وبين دنيا ومالك وبين سفيان والتكفيريين ...فوزي بنسعيدي ، المخرج يطيب له ان يظهر في فيلمه كما فعل في فيلم سابق له "ياله من عالم رائع " 2006 وهو في موت للبيع يظهر بدور ضابط شرطة بملابس مدنية ، يسعى لتجنيد مالك لجلب اخبار عن المتطرفين في مقابل منحه المال ومساعدته في البقاء الى جانب حبيبته دنيا بل ان علاقتهما تذهب الى ماهو ابعد من ذلك اذ يظهران و هما يتشاركان طاولة الخمر لكن الشرطي مايلث ان ينقض على مالك ويلاحقه فيما بعد ، لكن بنسعيدي في كل الأحوال بدا مقنعا الى حد كبير في اداءه لذلك الدور وليعكس وجها آخر من المعادلة والقوى الفاعلة في تلك الحياة المأزومة وهي السلطة والقوة التي تحضر متماهية مع حياة القلق والهامش والعنف لكي يكون لها دور ما في احكام المعادلة .

واما مواطنه نبيل عيوش فقد جاء للمهرجان بفيلمه " خيل الله" وهو فيلم مأخوذ عن رواية "نجوم سيدي مومن" للكاتب والرسام المغربي ماهي بنيبين ويعرض الفيلم وجها آخر مما قدمه بنسعيدي في موت للبيع ، انها رحلة مع شباب مغربي متطرف يخرج من بيوت الصفيح في اطراف ضاحية سيدي مؤمن في الدار البيضاء لتنفيذ عدد من الهجمات الأرهابية وذلك في العام 2003 ، ويحاول الفيلم استقصاء جذور ظاهرة الأرهاب من خلال الشخصيات الرئيسية من هذا الجيل الذي يطحنه الفقر وتغذيه الأنحرافات القيمية والأنقطاع عن العيش حياة طبيعية .

وعرض على هامش المهرجان فيلم بعنوان حبيبي راسك خربان للمخرجة سوزان يوسف وبدا ان الفيلم يحكي قصة الحب التي تربط بين قيس وليلى في اطار حديث ومنهم من عده نقلا لتلك القصة الى الواقع الفلسطيني وفي الفيلم يعود الطالبان الفلسطينيان الشابان قيس (قيس ناشف ) وليلي (ميساء عبد الهادي) وتقع الأحداث في قطاع غزة وهو انتاج متعدد شمل فلسطين والولايات المتحدة ودولة الأمارات وغيرها .

وللكوميديا نصيب في المهرجان من خلال الفيلم الصربي "الأسود البيضاء" للمخرج لازار ريستوفسكي الذي لفت النظر في اطار صنع المشهد الكوميدي من خلال شخصية الشاب العاطل عن العمل الذي يعشق فتاة هي مغنية في الأوبرا دون ان يستطيع الوفاء بالتزامه معها فيلجأ الى عدد من الحلول والحيل من خلال ابتكار لعبة يستطيع من خلالها جمع المال .

وعاد الفيلم العراقي ابن بابل للمخرج محمد الدراجي بعد عامين من عرضه في نفس المهرجان ليعرض مجددا ، ربما كان في الأعادة افادة ، حيث سبق وعرض في دورة العام 2010 وحصل على احدى الجوائز والفيلم يقدم جوانب من الحياة لعراق مابعد 2003 حيث تتجه عجوز من شمال العراق في رحلة شاقة الى جنوبه للبحث عن ابنها بصحبة حفيدها ليعرض الفيلم جوانب من الدمار الهائل الذي لحق بالبلاد من جراء الحروب مصحوبا بجوانب انسانية مؤثرة تتعلق بتلك العجوز الباحثة عن ابنها والغلام الذي بفقد جدته يفقد صلته بالحياة ، هذه الشحنة الأنسانية تدفق بها الفيلم في معالجة واقعية وعميقة .

وفي اجواء الحرب وضحاياها يأتي فيلم " طفل من سراييفو " وهو من الأفلام المهمة والمؤثرة وعرض ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان ، يعرض الفيلم قصة الفتاة " رحيمة" وشقيقها " نديم " وكلاهما من ضحايا مجازر البوسنة والهرسك حيث يواجه الأخوان مصيرهما في و قدرهما فلما يكبرا تجد رحيمة راحتها واستقرارها النفسي في التعبد والتمسك بعقيدتها الأسلامية واما نديم فلا يجد غير العنف سبيلا للتعبير عن نفسه وينخرط في هذه الدوامة ويقوده القدر الى مواجهة مع ابن احد الوزراء لتتصاعد الدراما الفيلمية في اجواء هذا الصراع .

واما من الأفلام الوثائقية المشاركة :

ابن خلدون للمخرج شركي خروبي ومن انتاج فرنسي بلجيكي

ايطاليا احبها او اتركها للمخرجين كوستاف هوفر و لوكا راكازي ايطاليا

مجرد لعبة للمخرج ديمتري تشيمنتي من انتاج ايطالي – فرنسي – فلسطيني

الشاي او الكهرباء للمخرج جيروم لي مير – بلجيكا

العذراء والقبط وانا للمخرج نمير عبد المسيح – مصر

نحن هنا للمخرج عبد الله يحيى – تونس

السلاح اختيارا للمخرجة فلورنس تران – فرنسا

وافلام اخرى

الجزيرة الوثائقية في

10/12/2012

 

إليوت غروف:

16 نقطة حول علاقة المخرجين بالمهرجانات

ترجمة وتقديم : صلاح سرميني  

ملاحظاتٌ مفيدةٌ تكشف بشجاعةٍ عن حالةٍ معروفة، ومتكررة، تُجسّد العلاقات الطيبة أحياناً، والمُتوترة غالباً بين المخرجين، والمُنتجين، والمهرجانات السينمائية، وهي، كما تُفهمنا هذه القراءة الطريفة، لا تقتصر على العربية منها فحسب، ولكن، الأجنبية أيضاً، الكبيرة، والصغيرة.

وهاهو المُنتج الكنديّ الأصل "إليوت غروف" مؤسّس، ومدير "مهرجان ريندانس السينمائي" في لندن يخرج عن صمته، ويتجرأ بالإشارة إلى بعض هذه العقبات، والإشكاليات، ويردّ على مخرج افتراضي غاضب، يجد كلّ شيء أمامه حالك السواد، وهي حالة معظم الذين ترفض المهرجانات أفلامهم.

يوجّه المخرج (الحقيقيٌّ، أو المُفترض) استنكاره إلى إدارة "مهرجان ريندانس السينمائي" :

ـ في مراتٍ عديدة قمتُ باقتراح أفلامي، وتسجيلها في المهرجانات السينمائية، ويؤسفني إعلامكم، بأنها تُثير غضب المخرجين.

ببرودة أعصابٍ كندية، مختلطةً بمزاجٍ ضبابيّ إنكليزيّ، مغلفةً بورق شفاف، ومربوطةً بصرامة، يردّ "إليوت غروف" على سؤالٍ واحدٍ بـ 16 إجابة، سوف أدرجها بتصرف..

أشياء كثيرة يُقدم عليها المخرجون، تُثير غضب مهرجانات السينما.

مخرجون لا يقرؤون الشروط، واللوائح .

يمتلك كلّ مهرجانٍ أهدافه الخاصّة، ويُنظم علاقاته مع المخرجين، والمنتجين عن طريق مجموعةٍ من الشروط، واللوائح تفادياً لهدر الوقت، ولا يمكن أن تتخيلوا عدد المكالمات الهاتفية، والرسائل الإلكترونية التي نستلمها من مخرجين يتبيّن لنا فوراً بأنهم لم يدققوا في الشروط، واللوائح المُتوفرة في موقع المهرجان.

التواصل بهدف الحصول على طلبٍ، أو معلوماتٍ محددة أمرٌ مشروع تماماً، ونحن، مثل كلّ المهرجانات، نُرحب بمثل هذه المكالمات.

ولكن، هناك الكثير من المخرجين لا يقتطعون دقيقةً واحدة من وقتهم لمعرفة طبيعة المهرجان، ومع ذلك يتأففون من عدم اختيار أفلامهم.

مخرجون لا يملؤون قسيمة المُشاركة بدقة، أو لا يكتبون كلّ المعلومات المطلوبة.

وفي هذه الحالة، لا يمكننا اعتماد القسيمة، وتتوجه مباشرةً إلى ملف الانتظار، وعادةً لا يُعاد النظر فيها مرةً أخرى، ولن يقرأها أحدٌ من المُنظمين، لأنها سوف تُضيّع وقتهم في اصطياد المعلومات الناقصة قطرة قطرة..

يُرجى تعبئة "قسيمة المُشاركة" بعنايةٍ فائقة، وإن احتوت على كلمةٍ غير مفهومة، أو تحتاج إلى تفسير، وقبل الاتصال بالمهرجان، وتعطيل أحد الموظفين، أو المُتدربين، فإنّ أسهل طريقة لمعرفة معناها استخدام محركات البحث.

مخرجون يرسلون عناوين، أو أرقام تلفونات خاطئة، أو غير دقيقة.

هل من الصعب التأكد من صحة تفاصيل التواصل معكم ؟

مخرجون يصعب التواصل معهم.

بما أنكم بذلتم كلّ هذه الجهود من أجل تسجيل أفلامكم، فإنّ أقلّ ما يمكن توقعه، بأننا سوف نتصل بكم في غضون فترة معقولة.

لا يمكن إحصاء عدد المرات التي يتوّجب علينا كتابة رسائل، وإجراء مكالماتٍ هاتفية، ومن ثم نطلب من أشخاص آخرين في فريق العمل محاولة التواصل مع المنتج، أو المخرج من أجل الحصول على معلومة مهمة، وفي بعض الأحيان، نتوقف عن إكمال هذه الخطوات المُضنية، ونستبعد الفيلم.

مخرجون مفرطون جداً في التواصل مع المهرجان.

من جهةٍ أخرى، نندهش أحياناً عندما يبدأ مخرجون من جميع أنحاء العالم الاتصال بنا لمعرفة :

ـ فيما إذا كنا قد استلمنا الفيلم.

ـ ماهي نتائج الاختيار.

ـ لماذا لم نُدرجه في قاعدة بياناتنا.

مع أنّ المغلف البريدي الذي يحتوي على نسخة من الفيلم قد وصل إلى مكتب المهرجان منذ بعض الدقائق فقط.

الأكثر استفزازا، عندما نتلقى مكالماتٍ من مخرجين يسألون بعصبية فيما إذا كنا قد شاهدنا أفلامهم.

مخرجون لديهم خلافاتٍ مع فريقهم.

في كلّ دورة يصلنا من 10 إلى 20 فيلماً يتمّ سحبها لأنّ الأشخاص الذين قاموا بتسجيلها لا يملكون أيّ حقوق في الفيلم، أو ترخيص من باقي فريق العمل.

من المبادئ الأساسية، والعامة، بأن يحصل المخرجون على موافقة قبل البدء بالتصوير، وليس عندما يسمع شخص ما من فريق العمل بأن أفلامكم سوف تتوجه إلى مهرجان ما.

مخرجون لم يحصلوا على حقوق استخدام الموسيقى في أفلامهم.

مهرجانات كثيرة، ومنها "ريندانس"، لا يمكن أن تعرض أفلامكم إلا إذا حصلتم على موافقة باستخدام الموسيقى، عندما تطالبنا جهة ما بحقوق التأليف الموسيقي، لن تكونوا أنتم من سيتحمل العقوبات القانونية الثقيلة، ولكن، الذي سيتحمل العقوبة هي إدارة المهرجان، وصالة السينما.

يمكن القول، إن نصف أسباب رفض الأفلام في مهرجان "ريندانس"، لأنّ مخرجيها، أو منتجيها لم يحصلوا على موافقة من أجل استخدام الموسيقى في أفلامهم.

مخرجون يرسلون أفلامهم منسوخة في أقراص مُدمجة سيئة التشغيل، أو لا تعمل.

نفهم صعوبة التحقق من سلامة كلّ نسخة قبل إرسالها، ولكن، سوف ينزعج المبرمجون عندما يجدون قرصاً لا يعمل، ونحن نعرف بأنه ليس خطأ متعمداً من طرفكم، ولم نفكر لحظة واحدة بأن أحداً كان ثملاً عندما نسخ فيلمه، ولكن بعد هذه العقبات التقنية سوف نضع أفلامكم في قائمة الانتظار على أمل الإجابة على رسائلنا الإلكترونية، كي ترسلوا لنا قرصاً جديداً قبل الموعد المحدد لفترة التسجيل.

مخرجون يريدون أن نشاهد أفلامهم "أون لاين".

تريدون بأن نشاهد أفلامكم عن طريق جهاز الكمبيوتر، والأسوأ، بأننا سوف نضطر لمشاهدتها من خلال شاشة صغيرة جداً كي نتجنب مشاكل الاتصال، هل يرضيكم ذلك ؟*

مخرجون يرسلون صوراً فوتوغرافية سيئة، وغير قابلة للطباعة الجيدة.

بالنسبة لنا، المهمة الأكثر صعوبةً، عندما تصلنا صوراً فوتوغرافية سيئة لا يمكن طباعتها في دليل المهرجان، أو وضعها في موقعنا.

منذ 3 سنوات، توقفنا عن طباعة صور المخرجين، لأنهم كانوا يرسلون لنا صوراً من أيام دراستهم في الجامعة.

مخرجون لا يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعية.

سوف يصبح عمل المهرجان أكثر سهولةً عندما تستخدمون شبكات التواصل الاجتماعية، ومن خلالها بإمكانكم إعلام أصدقائكم، والمتعاونين معكم عن موعد عرض أفلامكم.

في مهرجان "ريندانس"، نحاول إنجاح عروض أفلامكم إلى أقصى حدٍّ ممكن.

لدى معظم المهرجانات ميزانيات تسويق محدودة، ومن المفيد بأن تساعدوا على إنجاح عروض أفلامكم، وكلما زاد اهتمامكم، سوف تتضاعف نجاحات أعمالكم .

مخرجون لا يرسلون ملفاتٍ صحفية.

"ريندانس"، مثل معظم المهرجانات، يقيّم الطلبات بناءً على نوعية الأفلام، وعندما نختار أحدها، نفكر بإنشاء إستراتيجية حملة إعلامية .

وإذا تقاعس المخرجون عن تلبية طلبات رجال، ونساء استراتيجيات الدعاية، والتسويق، سوف يعرقلون نجاحات عروض أفلامهم في المهرجان.

مخرجون عصبيو المزاج، وانفعاليون.

نحن نعمل ما في وُسعنا، ونحاول أن يحظى كلّ فيلم على النجاح الذي يستحقه، في مهرجان كحال "ريندانس"، ومع حوالي 300 فيلم، وأكثر من 250 مخرج يحضرون من 36 - 40 بلداً كلّ عام، يصبح الأمر تحدياً تنظيمياً، وفي بعض الأحيان، نتراجع، ليس لأننا نكرهكم، أو نكره أفلامكم، ولكن، بالتأكيد سوف يظهر انزعاجنا عندما نشعر بأنكم لا تقدرون جهدنا، في الأوقات التي نحاول أن نتفادى المصاعب، والعقبات، وترتيب الأمور من أجلكم.

وبالمناسبة، في كلّ عام أسافر إلى أكبر 3 مهرجانات في أوروبا : روتردام (يقصد مهرجانها الدولي)، برلين، وكان، وفي كلّ واحد منها نعثر على سلبياتٍ معينة، ونتغاضى عنها.

مخرجون لا يفهمون دور المهرجان.

تتحدد مهمتنا في محاولة ملء الصالة بجمهور نتمنى بأن يستمتع بأفلامكم، بينما ينحصر دوركم بتقدم إنجاز أفلاما تُثير الاهتمام، والبهجة، وإذا كنتم حاضرين في المهرجان، يجب أن تكونوا جاهزين من أجل اللقاءات، والحوارات، والمُشاركة في الندوات قبل، وبعد عرض أفلامكم.

مخرجون يتعاملون مع وسطاء محتالين.

هناك عدد لابأس به من المُحتالين الذين يحشرون أنفسهم بين المهرجانات، ومخرجين يدفعون لهم مبالغ ضخمة للاستفادة من خبراتهم في تسويق أفلامهم ـ على حدّ إدعاءات المُحتالين ـ.

كما أعرف، لا يوجد مهرجان (يحترم خبرات مبرمجيه، ومستشاريه) يحتاج إلى هؤلاء الوسطاء (وحول هذا الموضوع حديث أكثر إسهاباً).

مخرجون يتجاهلون فوائد العلاقات العامة.

يرتكز كلّ شيء في صناعة السينما على العلاقات العامة، عندما تتواجدون في مهرجان ما، لن تلتقوا فقط بأولئك الذين يعملون في كواليسه بإرهاق، ولا يحصلون عادةً على أجور مريحة، ولكن، أيضاً بسينمائيين آخرين، وفي هذه الحالة يمكن أن تتشكل بينكم صداقات مفيدة، وإذا توطدت العلاقة معهم، سوف يكونوا بالتأكيد مفيدين لكم في مهرجاناتٍ أخرى، ورُبما، في سنواتٍ لاحقة، سوف يُعانق أحدكم الآخر في حفلات توزيع جوائز الأوسكار، مثل هذه العلاقات تساوي ثروة لا يمكن الحصول عليها بالمال.

إختفاء تدريجي

ويضيف إليوت غروف عندما بدأتُ في كتابة هذه الملاحظات، لم يكن لديّ أيّة فكرة عن عدد التفاصيل التي تُزعجني في علاقاتي مع المخرجين، هي اليوم 16 فقط .

أرجو بأن لا يعتقد أحدكم بأنني أتذمر، أو أشتكي، أنا لستُ كذلك بالتأكيد، خلال 20 عاماً من مسيرتي المهنية، ترأستُ فيها مهرجان "ريندانس"، وكان من دواعي سروري، بأنني التقيت بأشخاص رائعين، يطفحون طاقة وعواطف وموهبة.

أن أكون في موقعي هذا، وتأثرتُ بالكثير منهم، يجعل من عملي، بكلّ بساطة، الأفضل في هذا العالم القاسي.?

*ملاحظة :

هذه الفقرة تخصّ "مهرجان ريندانس" بالتحديد، حيث بدأت بعض المهرجانات العربية الكبرى بمُشاهدة الأفلام "أون لاين".

الجزيرة الوثائقية في

11/12/2012

 

أفلام تسجيلية تتساءل : لماذا الفقر ؟

محمد موسى - أمستردام  

بعد أن احتفلت بالديمقراطية قبل خمس أعوام بسلسلة أفلام وفعاليات متنوعة، تُسَلّط منظمة "خطوات" الدولية الغير ربحية، وضمن حملتها الجديدة، الانتباه لموضوعة "الفقر" في العالم. النشاط الذي انطلق قبل أسابيع قليله، ويحمل عنواناً محرضاً وعاطفياً هو " لماذا الفقر...؟"، مازال متواصلا بعدة عواصم حول العالم، عن طريق نشاطات عدة (ندوات ولقاءات جماعية تجمع مختصون وجمهور مُهّتم)، وعبر أفلام تسجيلية طويلة وقصيرة تعرض على 68 قناة تلفزيونية، تصل إلى مشاهدين يقتربون من 500 مليون مشاهد حول العالم.

في شَق الأفلام التسجيلية، نجحت المنظمة الإنسانية، بإقناع ثمان من مخرجي السينما التسجيلية المعروفين حول العالم لإنجاز 8 أفلام تسجيلية عن موضوعة الفقر، كما أنها كلّفت مخرجين شبابا لإنجاز 30 فيلما تسجيليا قصيراً عن الثيمة ذاتها. الأفلام تُقدم بكل قسوة نماذج لملايين الفقراء في العالم، وتفاصيل حياتهم اليومية المضنية، والذين حولهم صراعهم الطويل مع الفقر، إلى مشلوليين ومعزولين وعاجزين عن المشاركة في التحولات التي تخضع إليها مجتمعاتهم، كما إن هذه الأفلام ستفضح جشع ودور رأس المال العالمي وعديدا من الشركات العالمية الكبرى في عرقلة جهود حكومية لتحقيق عدالة إجتماعية تطال فقراء هذه الدول.

تنطلق معظم الأفلام التسجيلية التي عرضت ضمن حملة " لماذا الفقر... ؟" العالمية، من عناونين صغيرة وقصص إنسانية خاصة، لكن تلك المقاربات سرعان ما تتوسع لتسلط الإهتمام على نظم فكرية وجشع عالمي متعدد الوجوه، موجهه الإنتباه إلى قضايا أكثر تعقيدا، من التي بدأت بها، متحولة، أي هذه الأعمال، إلى منصات لغضب مكبوت، لكن هذا سيؤثر بدوره أحيانا على توازن بعض تلك الاعمال، محولا إياها لأفلام بخطاب أحادي التوجه، مبالغة في غضبها أو عاطفيتها، متناسيا مهماتها التسجيلية التحقيقية،. كما إن بعض هذه الأفلام، وربما بسبب ميزانياتها المحدودة او ضيق الوقت الخاص بإنتاجها، لا تبدو إنها خضعت لتخطيط طويل او لتدقيق متريث أثناء الإنتاج، فوصلت بعضها بمشاكل فنية وأسلوبية عديدة، لكن هذا لا يعني إنها لم تكن مؤثرة في مواضيع عديدة، وكاشفة لنُظم فَساد دول وشركات في مواضع آخرى.

يركز فيلم "بارك افينيو" للمخرج الامريكي أليكس غيبني، على بناية (740) في شارع "بارك افينيو" الشهير، في القسم الغني من مدينة نيويورك الأمريكية. هذه البناية والجزء الغني من الشارع الطويل سيتحولان في الفيلم الى رمز لكل عُلّل أمريكا اليوم، فساكنوا البناية يمثلون أثرياء الولايات المتحدة الأمريكية، والذين لا تزيد نسبتهم عن 1% من سكان البلد، والمياه الطبيعية التي تقطع الشارع الى قسمين، هي التي تفصل فعليا بين أغنياء وفقراء الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يقع على الجانب الآخر من المياه، واحد من أفقر أحياء الولايات المتحدة الأمريكية، يتجمع عديد من سكانه كل يوم بانتظار حَسنات منظمات خيرية توزع الغذاء المجاني. الفيلم، الذي يحصل على مقابلة مهمة كثيرا مع بواب سابق لبناية (740) (الذي سيكشف بخل أكثر أغنياء امريكا ثراء)، سيركز على ساكنين بعينهم في العمارة، والدور الذي يضطلعون به منذ أعوام لتكريس قوانين تعرقل محاسبة ضريبة عادلة لشركات كبرى، ومنع قوانين حكومية تساهم في تحقيق عدالة إجتماعية. يمتنع جميع الذين توجه اليهم الفيلم من أثرياء بناية (740) من الحديث للفيلم التسجيلي، لكن الآخير سيترك مشاهده مع مشاعر حنق حقيقية على هؤلاء، وسيجعل من الإستحالة المرور من أمام مدخل تلك البناية، دون التفكير بغضب بسكانها من الإثرياء ودور بعضهم المّريب في السياسيات الأمريكية المعاصرة.

يرافق فيلم " مرحبا للعالم" للمخرج براين هيل، ثلاث نساء من أمكنة مختلفة من العالم، وهن يترقبن ولادة ابنائهن. هؤلاء النساء سيوفرن، وبالاضافة الى قصصهن الخاصة بخيباتها ومَسّراتها المعدومة، نافذة على ما يجري في بلدانهن ( الولايات المتحدة الأمريكية، كمبوديا، سيراليون)، والمصاعب التي تواجهها النساء الفقيرات هناك، لا تختلف ظروف المرأة الأمريكية في الفيلم، عن نساء الفيلم الآخريات، فهي تعيش مُشرّدة مع عائلتها بعدما فقدت كل شيء، بعد الأزمة الإقتصادية الأخيرة، لتعتمد بالكامل على معونات المنظمات الخيرية هناك. من بين القصص الثلاث، تبرز المآساة المؤلمة للمرأة الكمبودية، فهي مصابة بالايدز ( بعد ان نقله اليها زوجها والذي تركها ليعيش في مكان آخر)، تعيش على ما يجمعه ابنها الصغير، والذي لم يتجاوز العاشرة، من أموال من بيعه الزجاج الفارغ. رغم ظروف المرأة هذه، إلا أنها لم تتأخر عن تبني طفلة وجدتها في الشارع، لتربيها في البيت الصغير الذي تسكنه وهو مبني من القصب.

وعن الصين الحديثة، وبالتحديد التحديات التي يواجهها جيل الشباب هناك، من الذين بدؤوا لتوهم رحلة البحث عن العمل، او الذين لازالوا ينتظرون دورهم في الدراسة الجامعية، يدور فيلم " تعليم.. تعليم" للمخرج الصيني واجن تشن. الفيلم كحال الفيلم السابق، سيرافق ثلاث شخصيات، أولها فتاة من طبقة زراعية فقيرة تواجه مشكلة مصاريف الدراسة الجامعية الكبيرة، والثانية لشاب دخل للتو سوق العمل، ليجد أن راتبه بالكاد يكفي مصاريف الحياة الباهظة، وهناك ايضا الإستاذ الجامعي، الذي سيضع إصبعه على مشاكل التعليم الجامعي في الصين، والتي تتحول بسرعة كبيرة الى دولة مفتوحة للمنافسة متناسيا ماضيها الإشتراكي الذي كان يدعي أنه يكفل الحقوق ذاتها لإبنائها. الفيلم يقدم تفاصيل حميمة وواقعية كثيرا من حياة شخصياته، وخاصة للفتاة وعائلتها، وظروف حياتهم المتقشف للغاية.

أما الأفلام التسجيلية الخمس الباقية فجاءت موضوعاتها على النحو التالي: فيلم " فقراء نحن: تاريخ مُحّرك"، وفيه يقدم المخرج بين لويس قصتة الخاصة لتاريخ الفقر في العالم، عبر فيلم اعتمد على التحريك. فيلم "لاند رش" للمخرجين هوغو بيركلي واوسفالدا لويت، عن الاستثمار الأجنبي للأراضي الزراعية في دولة مالي الافريقية، ومشاكل المزارعين المحليين مع هذا "الإستعمار الجديد". فيلم "أعطنا النقود" للمخرج بوس يندكويست ، عن سيرة نضال المطربين البريطانيين بوب غيلدوف وبونو ضد الفقر في العالم في العقدين الآخريين، الى جانب شهادة مهمة لرئيس شركة مايكروسوفت الأمريكية بيل غيتس والذي ينشط بدوره منذ سنوات في الأعمال الخيرية. فيلم "سرقة افريقيا" للمخرج كريستوفو غولدبراندسن عن الفساد المالي في زامبيا، والنقود المسروقة من هناك والتي تصرف في سويسرا ودول غنية اخرى. فيلم "أمهات خلايا الطاقة الشمسية" للمخرجتين منى الدياف وجيهان نجيم، عن نساء من بدو الاردن، وجهودهن للخروج من الازمات الاقتصادية عبر المشاركة في مشروع لتوليد الطاقة الشمسية.

الجزيرة الوثائقية في

11/12/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)