* في عام 2011 لم نر لراسل كراو أي فيلم. هذا كان نتيجة أنه لم يشعر
بالجذب حيال أي مشروع أمامه. لكن فجأة وجد الممثل الأسترالي (48 سنة) نفسه
أمام ستة سيناريوهات جيّدة فوافق عليها جميعا: النتيجة ستة مشاريع قام
بتمثيلها في عام ونصف، بدأت بالفيلم الجديد «الرجل ذو القبضة الحديدية»
وتستمر بنسخة موسيقية - غنائية من «البائسون»، تليهما أفلام مثل «حكاية
شتوية» و«مدينة مهزومة»، عدا عن فيلمه الأول كمخرج بعنوان «سيدني مقطوعة»،
والفيلم الذي يصوره حاليا وهو «نوح». في «البائسون» الذي يطرح كفيلم منافس
في ترشيحات الأوسكار يؤدي راسل دور رجل التحري جافير، ويشارك بالغناء، وهو
الذي بدأ عازف ومغني روك آند رول، قبل أن يحصل على شهرته كممثل.
·
نجدك تغني وتمتزج بالموسيقى في
أفضل حالاتها في هذه النسخة الجديدة من «البائسون».. هل كانت لخلفيتك في
الروك آند رول أي دور في قبولك تمثيل هذا الفيلم؟
- نعم لكن إلى حد ضئيل. منذ تلك الأيام البعيدة لم أستخدم صوتي كمغن
إلا في حالات نادرة. كان علي إذن أن أستعيد تلك القدرات السابقة. هذا على
الرغم من أنني ما زلت أكتب الأغاني. لكن غنائي في هذا الفيلم كان نوعا من
إعادة اكتشاف نفسي في هذا المجال.
·
المثير في عملية الغناء في
الفيلم أن المغني يعيد الغناء مرة بعد مرة، ليس لأنه لا يجيد الغناء بل
لضرورات التصوير.. هل حدث هذا هنا؟
- ملاحظة صحيحة وحدثت هذه الإعادات. في الحقيقة إذا ما حسبتها تجد أن
الغناء في الفيلم، وهو أمر يختلف عن الغناء في حفلة مباشرة أو في الاستوديو،
محكوم بأشياء كثيرة. في بعض المشاهد هناك أكثر من مغن أو ممثل عليه
الاشتراك في الأغنية، وإذا ما حسبتها تجد أنك تغني المقطع الخاص بك أكثر من
مرة، وحتى الغناء المشترك محكوم بالإعادات. هذا عدا تلك المرات التي يتم
تصويرك فيها منفردا في لقطة ثم يعاد تصويرك وأنت تغني المقطع ذاته في لقطة
تجمعك وممثلين آخرين، مما يعني أنك في الواقع تغني أكثر بكثير مما يصل إلى
الجمهور من مشاهد.
·
ما هو أعلى رقم لقطات معادة في
هذا الفيلم؟
- 48 مرة للمشهد الذي أغني فيه مع هيو جاكمان في المشاهد الأولى.
وبالمناسبة، أعتقد أن المخرج توم هوبر كان مصيبا في إجراء تجارب انتقاء (auditions) لكل الممثلين. كان يبحث عن التجانس وعن القدرات وهذا ما خلق ألفة
خلال العمل أيضا.
·
هذا هو أول فيلم لك تقوم ببطولته
أمام هيو جاكمان.. ما رأيك في التجربة؟
- ما هو مهم عندي هو أننا جميعا كممثلين كنا تحت إدارة توم هوبر. كان
الأمر تحديا كبيرا لهذا المخرج. جاك وأنا وكل ممثل في الفيلم جلب إلى العمل
أفضل مواهبه. كان مثيرا للاهتمام مراقبة جاك وهو يوفر أبعاد ذلك الدور بكل
عفوية. وكلنا كنا على خط واحد واشتركنا في تأمين النجاح الفني لمشروع هناك
طريقة واحدة لتحقيقه هي أن تكون الطريقة الصحيحة، ونجاحها كان مسؤوليتنا
معا.
·
لم تظهر مغنيا منذ سنوات كما
أشرت، لكن هل تغني حين تكون وحدك؟
- حصلت على أول غيتار لي حين كنت في السادسة من العمر. طلبت من والدتي
أن تشتري غيتارا لي لأن جارا لنا، وكان ممثلا مسرحيا أستراليا اسمه ريتش
ليفرمور، كان يدعو زملاءه من الممثلين إلى جلسات فنية ويعزف الغيتار
خلالها، وأعجبتني الفكرة. وعوض أن أعزف الغيتار مقلدا سواي، بدأت أكتب
أغاني الخاصة. نعم، منذ ذلك الحين.
·
عادة ما يتم إجراء تجارب انتقاء
لممثلين غير معروفين.. لكن هناك حالات كثيرة لممثلين معروفين، فالمعرفة أو
الشهرة ليست المقياس هنا.. فكيف تحضر لمثل هذه التجارب وأنت فنان معروف
جدا.. وهل صحيح أنك وصلت إلى الاختبار وأنت تصب عرقا؟
- صحيح، لكنه لم يكن عرق الخوف أو التوتر. اسمع. حين كنت فتى شابا
وكانت لدي تجارب انتقاء كنت أعالج المسألة على نحو مختلف: أستيقظ في الصباح
الباكر، نحو الرابعة والنصف، وأنطلق راكضا في الحديقة العامة. كنت أفكر
أنني الممثل الوحيد الصاحي باكرا، وكان ذلك صحيحا، وهذا التفكير كان يجعلني
أشعر بأنني متميز، وبهذا الشعور أصل إلى الموعد المحدد وأجري الاختبار.
·
هل هذا ما قمت به هذه المرة
أيضا؟
- نعم. لذلك وصلت متصببا بالعرق. كنا في نيويورك ومشيت نصف المدينة،
علما بأنني كنت أستطيع قيادة سيارتي، ووصلت بالفعل وكلي مبلل، وأجريت
الامتحان لساعتين أو ساعتين ونصف الساعة. لكن ذهني كان وقادا. هذه لعبتي
الصغيرة بصرف النظر عن أين هو الامتحان أو لأي فيلم. فعلت ذلك مثلا سنة
1998 عندما مثلت «الدخيل» (The
Insider)؟!
·
هل تابعت روايات فيكتور هوغو قبل
هذا الفيلم؟
- تابعت الكثير من الروائيين الفرنسيين وأعتقد أنهم من بين الأفضل
عالميا، لكن رواية «البائسون» لم تكن من بين ما قرأته، وشعرت بتأنيب الضمير
حين كنت أقوم بقراءة ما كان يجب أن أقرأه منذ زمن بعيد، خصوصا عندما
أخبرتني إيما تومسون بأنها قرأت الرواية أكثر من مرة منذ أن كانت صغيرة.
لكننا اشتركنا في موقف واحد، فهي مثلي وجدت الرواية بطيئة.
·
هل قمت بأبحاث أخرى بخصوص الدور؟
- البحث الآخر الوحيد كان استجابة لما سمعته من آن هاثاواي (تلعب دور
فانتين) التي قالت إنها زارت متحف فيكتور هوغو في فرنسا وخرجت بشعور مختلف
عن ذاك الذي شعرت به حيال الرواية والكاتب قبل التصوير. في الـ«ويك إند»
التالي وجدت نفسي في الطائرة إلى باريس وقصدت المكان ذاته.. و(يضحك) لسوء
حظي وصلت إلى متحف هوغو في اليوم الوحيد الذي يتم فيه إغلاق المكان. لكني
دققت على النافذة واسترعيت انتباه الموظفة. أخذت أشير إلى وجهي وأقول «غلادياتور»
(الدور التاريخي الشهير الذي لعبه) حتى عرفتني وسمحت لي بالدخول (ضحك).
·
لديك فيلم جديد آخر هو «نوح»..
ماذا تستطيع إخبارنا عنه؟
- لا أدري إذا كنت أستطيع الحديث عنه الآن. هذا مبكر لأوانه. لقد
بدأنا التصوير منذ أيام، وأقوم بدور نوح، وهو من إخراج دارن أرونوفسكي الذي
أحترمه كمخرج كثيرا، لكن الفيلم لن يصبح جاهزا للعرض قبل 2014، لذلك من
المبكر الحديث عنه. انتهيت من تصوير مشهد عراك بيني وبين راي ونستون.
المشهد كان مفترضا به أن يتم تصويره في يوم واحد، لكننا أتممناه في خمسة
أيام.
·
ما الذي يخيفك عادة.. في الحياة
أو في العمل؟
- في الحياة أو العمل، لا شيء محددا. نعم، التفكير في أن «الباباراتزي»
يرصدونني كل يوم لالتقاط صورة لي ويفشلون، هو ما يخيفني.. مبدأ أن يصرف
المصور يوما كاملا، وربما أياما وهو يلاحقني ولا يحظى بصورة.
·
لديك نسبة كبيرة من الأفلام
ودائما متلاحقة.. تخرج من تصوير فيلم وتدخل تصوير فيلم آخر.. هل هذا أمر
صعب؟
- ما أقوم به وأختار على أساسه الأدوار التي أقوم بها هو مراقبة رد
فعلي البدني له. إذا كنت أقرأ ووجدت نفسي منفعلا مع الشخصية وحركاتها ووجدت
نفسي أتحرك بدنيا وأنا أقرأ على نحو من يمثل الدور فعلا فإن هذا يعني أنني
انفعلت وأريد أن أمثل الدور.
·
حققت أربعة أفلام هذا العام..
كيف؟
- صحيح أربعة أفلام هذا العام وفي عام ونصف العام مثلت ستة أفلام، لكن
هذا استثناء. قبل ذلك وطوال عام ونصف العام لم أمثل أي فيلم.
·
ما الذي فعلته في تلك الفترة
التي لم تمثل فيها.. هل أخذت إجازة؟
- لا آخذ إجازات. لدي مزرعة في أستراليا أعود إليها. لكني ذهبت لكي
أقرأ سيناريوهات كثيرة. قرأت أربعين سيناريو ولم يعجبني أي منها. لم أرد أن
أقوم بتمثيل أي منها. هذا يطمئنني كثيرا لأنني أعرف أنني لم أفقد البوصلة
بعد. لا يزال السيناريو هو أول ما أستجيب له، والسيناريوهات الستة اللاحقة
التي مثلت هي ما أردت فعلا تمثيله. كانت جيدة
جولة بين الأفلام الجديدة
البحث عن الألم
* ما إن خرج «زيرو دارك ثيرتي»، جديد المخرجة الملهمة كاثرين بيغلو،
للعروض حتى أخذ يلتهم الجوائز النقدية. إنه الفيلم الذي تحكي فيه مخرجة
«خزانة الألم» مراحل من حياة أسامة بن لادن سابقة للأيام الأخيرة من حياته،
وكيف تمكنت القوات الأميركية من تحديد مكان إقامته وتصفيته. ذات المشروع
الذي كان اسمه «أسامة»، والذي كانت المخرجة فكرت فيه قبل أشهر طويلة قبل
مقتل بن لادن واندفعت لتصويره قبل أن يسبقها غيرها للفرصة مباشرة من بعد
ذلك.
في البداية كانت هناك جائزة من مهرجان «هوليوود» السينمائي، وهو
مهرجان يجذب إليه أبناء المدينة، إذ منح المهرجان جائزة أفضل توليف
(مونتاج) لديلان تتشنر. بعد ذلك خطف الفيلم، وهو الذي حظي بإعجاب نقدي يفوق
الثمانية في المائة، جائزة نقاد نيويورك، كما نال المخرجة بيغلو جائزة أفضل
إخراج، وخطف مدير التصوير كريغ فرايزر جائزة أفضل تصوير.
وقبل يومين خرج «مجلس النقد الوطني» (وهو أول جمعية نقدية وسينمائية
تم تأسيسها في الولايات المتحدة سنة 1909) بجوائز، فإذا بالفيلم ذاته يفوز
بجائزة أفضل فيلم، ومخرجته كأفضل مخرجة، وبطلته جيسيكا شاستين بجائزة أفضل
ممثلة. وباقي الجوائز توزّعت بين أفلام «أرغو» لبن أفليك (جائزة أفضل إنجاز
خاص لفيلم) و«البائسون» (أفضل تمثيل جماعي) و«كتاب مطرز بالفضة» (جائزة
أفضل ممثل لبرادلي كوبر وجائزة أفضل سيناريو مقتبس). فيلم ميشال هانكه الذي
فاز بجوائز رئيسية في «جوائز الفيلم الأوروبي» حظي بجائزة أفضل فيلم أجنبي
في نيويورك.
وكنت قمت بدوري في التصويت لصالح جمعية «هوليوود الأجانب» التي أنتمي
إليها منذ عام 1999 والتي توزع في الشهر المقبل جوائز الـ«غولدن غلوب». ولم
تأت ترشيحاتي (في الدورة الأولى من الترشيحات تليها دورة ثانية ثم النتائج)
مختلفة كثيرا، لكن جوائز «غولدن غلوب» متعددة، وتشمل الدراما والكوميديا
والممثلين في أقسام مختلفة (أساسيين ومساندين) وتشمل البرامج والمسلسلات
والأفلام التلفزيونية. ووجدت أنني قلما أرشح أفلاما تفوز بالفعل، كون
غالبية أعضاء الجمعية هم من الصحافيين وليسوا من النقاد وللصحافيين أذواق
مختلفة بالطبع.
الخاسر الأكبر من سطوة فيلم كاثرين بيغلو هو «أرغو» الذي كان استقبل
قبل شهر أو نحوه بحفاوة نقدية كبيرة. والسبب هو أن كليهما يتعامل وموضوع في
صميمه سياسي. «أرغو» عن إيران مباشرة بعد سقوط الشاه و«زيرو دارك ثيرتي»
(ومعناها بكلماتنا نحن الساعة الثانية عشرة والنصف ليلا) عن بن لادن كما
ذكرنا. وكلاهما مثير في صنوه وأسلوبه. سبب الخسارة هي أن «أرغو» لحين خروج
فيلم بيغلو كان الوحيد من نوعه في مجاله السياسي، الآن أصبح له منافس وربما
منافس أقوى إذ إنه تذكرة مضمونة إلى ترشيحات الأوسكار.
العروض التجارية لفيلم «أرغو» ولّت، ونصيبه كان معتدلا جدّا. لكن تلك
الخاصة بـ «زيرو…» تنطلق في مطلع العام المقبل. هذا الأسبوع يصل فيلم «هيتشكوك»
الذي كان يحتاج للمخرج العبقري بنفسه حتى يمنحه ثقلا وأهمية. معه في الجولة
كوميديات منها «الفتيان السيئون يذهبون إلى الجحيم» وهو سيرة ذاتية يقوم
ببطولته بيل موراي ولورا ليني. بكلمات أخرى، لن يكون هناك فيلم قوي ينافس
سلطة «توايلايت ساغا: إنبلاج الفجر 2» قبل نحو عشرة أيام من اليوم عندما
ينطلق للعروض التجارية فيلم بيتر جاكسون الضخم «ذ هوبيت: رحلة غير متوقعة»
وهو جزء أول من رواية ج.ر.ر. تولكين مؤلف روايات «سيد الخواتم» التي كان
نقلها جاكسون للسينما بنجاح كبير قبل عشر سنوات. بعض الذين تسللوا لمشاهدة
هذا الفيلم قالوا إن ما هو «غير متوقع» الفيلم نفسه إذ أحبط تمنياتهم. لكن
من يعلم؟
فيلم هندي آخر في الأسواق اللندنية عنوانه «خيلادي 786» من بطولة
كومار آخر هو أكشاي كومار. لا شيء غريبا هنا سوى أنه يثير الانتباه إلى تلك
الاحتفاءات التي تتولاها المهرجانات العربية بالسينما الهندية. كان من
المفترض سابقا أن يكون الاحتفاء لسينما فنية من أي بلد كانت، لكن أفلاما من
نوع «دون 2» و«أنا خان» وعلى الأرجح «خيلادي 786» هي التي تقود تلك
الاحتفاءات. فهل السينما الهندية الرديئة (تلك التي يسمونها بـ«بوليوود»)
تحتاج إلى ترويج؟
بين الأفلام
* حكاية الصاروخ اللبناني (3*) النادي اللبناني للصواريخ (The
Lebanese Rocket Society) إخراج: جوانا حاجي توما وخليل جريج
تسجيلي | الإمارات – فرنسا - قطر
* عروض: مهرجان الدوحة السينمائي
* كان هذا الناقد ولدا صغيرا عندما سمع أن اللبنانيين أطلقوا صواريخ
فضائية. ورد فعله هو ضحكه معتبرا، حتى في تلك السن، أنها مزحة. لكن بالنسبة
للمشتركين في برنامج «الأرز» (واحد واثنين وثلاثة وأربعة وما بعد) فإن
الأمر لم يكن مزاحا على الإطلاق بل هو فعل جدي بدأ صغيرا بحجم صاروخ يبدو
مثل اللعبة ولا يطير بعيدا، ليصل إلى صاروخ حقيقي بات مصدر شكوك الدول
المحيطة.
حسب هذا الفيلم التسجيلي الرائع من الزوجين السينمائيين، فإن
«الجيران» في الشمال والجنوب (سوريا وإسرائيل) خشوا أن يكون وراء هذا
النجاح المطرد غاية عسكرية. فجأة يصل للرئيس اللبناني الراحل شارل حلو
اتصال فرنسي في عام 1964 برجاء التوقف عن صنع الصواريخ حتى ولو كانت الغاية
بالفعل علمية بحتة.
التجربة الأولى، يروي الفيلم بأسلوب شيق ورشيق، وردت في أواخر
الخمسينات. إنها الفترة التي لم يألف بها اللبناني أن باستطاعة هذا البلد
الصغير أن ينافس الدولتين الكبيرتين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة
مشاريعهما لغزو الفضاء. لكن أساتذة علوم أرمن في جامعة هايكازيان قرب محلة
القنطاري في بيروت كانت لديهم الثقة الكاملة في بذلهم وإمكانية تحقيق ما
بدا مستحيلا وشمّروا بالفعل عن سواعدهم وأقدموا على تحقيق هذا المستحيل
فتحقق! يتابع الفيلم المراحل والنمو ومع كل مرحلة كيف كان الوضع في لبنان
والظروف الخارجية. يلحظ كيف ارتبط هذا التقدم بآخر كان مصدره حركة وعي
سياسي عربية، ثم كيف قام بعض المتحمسين من أفراد الجيش اللبناني الذي تدخل
أول مرة بعدما حط الصاروخ على الجزيرة القبرصية وكاد يفتك بقبارصة ليساعد
في توجيه دفة الإطلاق. لم يكن هناك غاز مناسب لعمليات إطلاق الصواريخ، كان
ذلك ممنوعا إلا على الدول، مما دعا إلى استنباط طريقة كيماوية لصنع النفط
الخاص المطلوب ولشحن الصواريخ بتلك الطاقة.
يستعين المخرجان بالأرشيف جيدا. يبحثان عن كل ما يستطيعان الوصول
إليه، وواحد من المشاهد الذكية (وهي كثيرة) دخولهما مركز السينما الوطني في
بيروت (أول شارع الحمرا) ومقابلة مسؤوله ظافر عازار (كان ناقدا زميلا قبل
عقود) الذي يجول في غرف الأرشيف ويفتح علب أفلام خاوية. كذلك يقوم الفيلم
بإجراء مقابلات مع بعض العلماء وبعض العسكريين. قبل أن يوضح لماذا توقف ذلك
المشروع وهو في أوج نموه! لكن أهم رسالة يبثها الفيلم تتبلور عبر حقيقة أن
كل إنسان في هذه المنطقة من العالم كان يستطيع أن يحلم وأن يستطيع مزاولة
حلمه، مهما كانت، لو أن الحكم أتاح له ذلك. رسالة مهمة خصوصا أننا نرى
تبعاتها الحالية من نظام يقتل أبناءه هنا، وتمزق في أواصر اللحمة الوطنية
هناك، ومتاعب متواصلة في جمهوريات لم تؤمن يوما بقدرات شعوبها وتمنحهم ما
يستحقونه من إمكانيات. ويختتم الفيلم بفصل من الأنيميشن يفترض فيه أن
المشروع اللبناني استمر طارحا السؤال حول ما كان يمكن لنا اليوم الوصول
إليه فيما لو فعل. «النادي اللبناني للصواريخ» فوز جديد لمخرجين يطلقان هذا
الفيلم كصاروخ جديد في سلسلة مشاريعهما السينمائية الجيدة.
شباك التذاكر
غالبية الأفلام التي تنافست في قائمة العشرة الأولى حافظت على مواقعها
بلا تغيير رغم وجود فيلمين جديدين هما «المجموعة»، وهو فيلم رعب، و«اقتلهم
بنعومة» وهو من بطولة براد بيت لكن اسمه لم يكن ضمانة نجاح.
1 (1)
The Twilight Saga: Breaking Dawn 2 :$17,416,362 * 2 (2)
Skyfall :$16,555,894 4*) 3 (4) Rise of the Guardians :$13,388,852 (2*):
4 (3)
Lincoln :$13,376,696 (3*) 5 (5) Life of Pie :$12,151,853
(3*) 6 (6) Wreck it Ralph :$6,948,550 (3*) 7 (-) Killing Them Softly
:$6,812,900 (3*) 8 (7) Red Dawn :$6,500,245 (1*) 9 (8) Flight
:$4,479,067 (3*) 10 (-) The Collection :$3,104,269
سنوات السينما
* 1929 - مرحبا بلوريل وهاردي كوميديا، لم يكن هناك أكثر رواجا من
باستر كيتون وتشارلي تشابلن وهارولد لويد، لكن هؤلاء كانوا ممثلين منفردين
كل بقائمة طويلة من الأفلام القصيرة و-لاحقا- الطويلة التي أثرت السينما
الكوميدية ودفعتها إلى واجهة الإنتاجات في هوليوود. المشكلة هي أن هذا
الجيل كان أخذ يشعر بصعوبة التحديات التي أخذ يواجهها. مترو غولدوين ماير
التي تعاقدت مع باستر كيتون أخذت تشترط عليه مقيدة حريته. وتشابلن كان
رافضا للسينما الناطقة ويواجه أزمة مصيرية في هذا الشأن ستبرز بعد سنوات
قليلة.
في هذا الظرف تحديدا برز أول ثنائي ناجح كوميديا وهو ستان لوريل
وأوليفر هاردي: النحيف والبدين. لم يكن «بيزنس كبير» الذي قاما ببطولته سنة
1929 أول أفلامهما معا، لكنه الفيلم الذي أنجز لهما الانطلاقة المثالية.
كان لوريل بدأ السينما منفردا سنة 1917 وسبقه هاردي في العمل سنة 1914، قبل
أن يلتقيا معا في الأفلام من سنة 1923. هذا الفيلم من إخراج جيمس هورن وليو
ماكاري مخرجي هوليوود الحاذقين اللذين لم يحظيا باهتمام النقاد.
الشرق الأوسط في
07/12/2012
الحرب وآثامها:
ثلاثة أفلام يقودها عمل كوبولا
محمد
رُضا
لا أدري كم من مرّة تم إطلاق رائعة فرنسيس فورد
كوبولا «سفر الرؤيا… الآن» على أسطوانات. خمس مرّات؟ عشر مرّات؟ أكثر؟
ودائماً هناك
مريدون. جمهور يتلقّـفه من جديد بعضه لديه نسخ سابقة يريد أن يُضيف عليها
آخر ما تم
إطلاقه بسبب الإضافات التي تحويها الإصدارات الجديدة عادة، وبعضهم للمرّة
الأولى.
والفيلم يستحق. بين كل الأفلام الحربية عن فييتنام، هذا أقواها و-إلى
جانب «سترة معدنية واقية» لستانلي كوبريك و«صائد الغزلان» لمايكل شيمينو من
أفضلها.
بل في حساب بعضنا أفضلها لما تتشبّع به الصورة في كل مشهد من محتوى صادم
وبحث في
الإنسان كوليد مجتمعه ونظامه.
وسآتي من الآخر: «سفر الرؤيا… الآن» فنيّاً، شغل
مخرج من درجة "ماسترز". السينما خُـلقت لأمثاله. لأصحاب الرؤية والحرفة
والموهبة
التي لا تُحد. مشاهده الطويلة ثرية في عناصرها البصرية كما في
مضامينها الخاصّـة.
تصوير فيتوريو ستورارو بدوره من تلك النتائج التي من الصعب
مجاراتها. والتمثيل من
الجميع فوق المعدّل لمعظم المشتركين.
الأدوار الحاسمة لبراندو وشين ودوفال ودنيس
هوبر في دور الصحافي المأخوذ بالكولونل. يكفي الفصل الأول من الأحداث
(المستلهمة من
لكنها غير المقيّـدة بـرواية جوزف كونراد الصعبة «قلب الظلام») الذي يبدأ
على النحو
التالي:
غابة خضراء تشاهدها في غير وضوح ومن خلال ضباب
الصباح. ثمة صوت لا نميّزه في باديء الأمر، ثم نشاهد طائرة مروحية تمر
عابرة. حرائق
تشتعل في الغابة وصوت الطائرات المروحية مستمر. هذا الصوت يصير رمزاً للخوف
كما
تصير صورته. والطائرة المروحية التي يتكرر ظهورها طوال الفيلم، ما عدا
الدقائق
العشرين او نحوها، تصير باب النهاية. أداة الدمار وفرصة الموت
.
ثمّة وجه مقلوب على
الشاشة يتبع صور الغابة وما يطير في
فضائها. إنه وجه الكابتن ويلارد (مارتن شين)،
وهو مستلق في غرفة فندقه على السرير. يتذكّر. يسمع ويكاد يصرخ. الصور
الأولى تلك في
باله. هناك أيضاً موسيقا فرقة "ذ دورز" وصوت الراحل جيم موريسون وهو يغني
"هذه هي
النهاية". صورة مروحة الطائرة تمتزج بصورة لمروحة هواء
معلقة في السقف. هذا المزج
ينقلنا من بقايا أشلاء مشهد الغابة الى
المشهد الثاني وهو غرفة الكابتن ويلارد. مع
هذا الإنتقال نسمع صوت ويلارد يتحدّث إلينا: "عندما أكون هنا، أرغب في أن
أكون
هناك. وعندما أكون هناك... أتمنى لو كنت في الغابة" الهنا والهناك هما
الغرفة
والغابة. الغرفة هي أقرب شكلاً الى الوطن. الغابة هي الحرب. لكن الرابط بين
الوطن
وبين الحرب هو حالة الجنون0
هذه التلاطمات من الأفكار تثيره. يقف أمام المرآة
ويهوي عليها بضربة من قبضته. تتلوّن قبضته دماً يمسح به وجهه (الممثل مارتن
شين جرح
نفسه فعلاً وعن قصد في هذا المشهد) ملاءته. ينزع عن سريره وعن نفسه كل غطاء
ويقف
عارياً. إنه يهلوس. يقترب من حافّة الجنون. او ربما كان أفق الحياة المدنية
من جديد
هو الذي يضعه على تلك الحافّة. مثل طير في قفص اعتاد سابقاً الحريّة0
جنديان
يدفعان باب غرفته. يضعانه تحت الماء البارد
ليصحو. يتوجّـهان
به الى مكتب الجنرال
حيث نعلم أن الكابتن ويلارد قاتل محترف يعمل لصالح
السي آي
أي. الوكالة تريده أن
يقتل من جديد. هذه المرّة أن ينفذ حكم الإعدام بالكولونيل
كورتز. يقول له الجنرال
أن كورتز مسّّـه عارض جنون. فتح لحسابه
جيشاً عند الحدود الكمبودية. واخترع لذلك
الجيش وظيفه هي قتل الجنود الأميركيين والفييتنامين على حد سواء. لا أحد
يفهم
بالتأكيد ماذا يريد الكولونيل كورتز إنجازه من وراء ذلك او لماذا يفعل ما
يفعل "لقد
كان واحداً من أبرز الضبّاط وهو الذي طلب تجنيده للحرب. عليك أن تبيده
بأسرع
وقت"0
ما يلي هذا الفصل ليس قصّـة (كحال أي فيلم عظيم تهطل أبعاده كالمطر
على كل أرضه) بل رسم خارطة تلك الرحلة المسكونة والمهووسة. سنرى كيف
سيتصرّف
الأربعة حين يلتقون بقارب لمدنيين فييتناميين فيمطرونهم بالرصاص لمجرد
اشتباههم
بأنهم مسلّحين. ثم هناك المشهد الكبير للغارة الجويّة الأميركية على قرية
فييتنامية. هذه مدعاة أهمية كبيرة نظراً لأنها تبدو كما لو كانت جزءاً من
فيلم
خيالي- علمي لشدّة غرابتها. الغاية من الهجوم المسلّح هو رغبة الكولونيل
كيلغور (روبرت
دوفال الذي ظهر أيضاَ في أكثر من فيلم لكوبولا) إزالتها من الوجود لأن
شاطيء
البلدة جميل
جداً لرياضة «السيرف» عليه. الهجوم يبدأ بالطائرات المروحية
التي تطلق
صواريخ لدك البيوت والمدارس وتحصد برصاصها الغزير الأرواح
الهاربة. الكابتن كيلغور
يرتدي قبّعة وسترن (للتذكير بشخصية
الكولونيل كَـستر الذي حارب المواطنين
الأميركيين الأصليين بالغرور ذاته) ويضع
سيغار وسط شفتيه الباسمتين ويضحك واثقاً من
نفسه. يتقدّم من فييتنامي أسير كان أحد الجنود يسيء معاملته ويدفع بالجندي
بعيداً
ثم ينحنى على السجين يريد أن يعطيه بعض الماء. من قبل أن يصل الماء الى فم
الأسير
ينهض كيلغور عنه وقد انشغل بأمر آخر. هذا يمنحنا فكرة عن رجل لا شيء
إنسانياً فيه.
لا يكترث ولا يهمًّـه إذا ما وصل الماء لشفتي المقبوض عليه أم لا لأن حنانه
المفاجيء غير صادق وانتهى فجأة أيضاً. إنه، من ناحية أخرى،
نمط من القادة الذين
يثقون بأنفسهم أكثر مما يجب.
الفانتازيا الكامنة في المشهد المذكور من "سفر
الرؤيا الآن" لا شبيه لها
في أي فيلم حتى الآن. حين نزول كيلغور
الشاطيء يقف
شامخاً واضعاً يديه على جانبيه متحدّثاً الى جنوده. تسقط قنبلة
قريبة. ينبطح الجميع
أرضاً الا هو. هو مشغول بالتعليق على رائحة
النابالم المتصاعدة من القصف الأميركي "أحب
رائحة النابالم في الصباح ... إنها ... إنها تذكرني بالنصر"0
هذا
الفيلم ليس الوحيد المرتبط بحرب ما الذي
يحط هذا الأسبوع على أسطوانات. هناك حرب
باردة غير مفصح مع من على نحو مباشر في
Suddenly.
طبعاً أستطيع ترجمة الكلمة إلى
معناها بالعربية وهو «فجأة» لكنها هنا إسم البلدة الصغيرة التي من المنتظر
أن
يتوقّـف في محطّـتها رئيس الجمهورية الأميركية. القطار سيصل في وقت محدد
ورجال
الأمن الرئاسي وصلوا للتأكد من سلامة المكان. فرانك سيناترا هو محارب
أميركي عائد
من الحرب العالمية الثانية مهملاً إلى أن وجد قوّة أجنبية تتبنّـاه وتشترى
إخلاصه
للوطن وتستأجره لقتل الرئيس. هو وثلاثة رجال يقتحمون المنزل الذي يطل على
محطّـة
القطار. في البيت عجوز وإبنته وإبنها من زوجها الذي كان مات في الحرب. وفي
الزيارة
رئيس البوليس (سترلينغ هايدن).
هذا فيلم صغير تم
إنتاجه سنة 1952 واختفى بعد عروضه الأولى
ثم أصبح الآن كلاسيكياً في نوعه. بوليسي
النبرة لكنه ليس خالياً من طرح صلب أو إثنين. رتشارد سال كتب فيلماً يدور
في جوهره
حول شرعية إستخدام السلاح لمجابهة الأشرار. في مطلع الفيلم هذا هو محور
الجدال بين
تود والأم إلِن. يحاول شراء مسدس لإبنها وتعارض هي ذلك على أساس أن زوجها
قضى بسبب
العنف وهي لا ترى أن السلاح يحلَّ أي إشكال. في نهاية الفيلم هي من تستغل
الفرصة
فتلتقط مسدّساً وتقتل الشرير جون. بذلك يضعها الفيلم في خضم التجربة الصعبة
التي
تخلق منها مؤمنة بالسلاح ومهمّته. كذلك، الصبي الذي لا يُلام لرغبته تعلّم
إستخدام
السلاح، والجد الذي كان يعمل في مخابرات الحكومة والشريف الذي خاض الحرب
ووجد عملاً
لا يتخلّى به عن سلاحه. المجرم جون كان في تلك الحرب وخرج منها أقل إيماناً
بأسبابها الموجبة. بالنسبة إليه كانت مناسبة لكي يقتل، وهو -يخمّن تود في
حديث
بينهما- سرّح لأنه لم يكن جندياً صالحاً. وهو يعمل لحساب جهة أجنبية، لا
يفصح
الفيلم عنها، لكن لنتذكّر أن الفيلم خرج في مطلع إنشقاق الحلفاء ما بين
شرقيين (بقيادة
الإتحاد السو?ييتي) وغربيين (الولايات المتحدة). وهو يريد إغتيال الرئيس
فقط لأنه قبض نصف ثمن جريمته (النصف الثاني بعد التنفيذ) وليس لغاية
سياسية. في
عرفه أنه بعد دقيقة واحدة يتم إستبدال الرئيس بنائبه ولا أحد يخسر شيئاً.
فيلم
آخر عن تبعات الحرب متوفّـر هذا الأسبوع،
وللمرّة الأولى على أسطوانات،
وهو«الأضاليا الزرقاء» (1946) لجورج
مارشال. هذا المخرج من رعيل راوول وولش وجون
فورد وهنري هاثاواي الذي لم يكن يقيم وزناً كبيراً للأسلوب الفني بل يشغل
نفسه
بتمرير فيلم سهل المتابعة مع حبكات قوية. وهذا شأن هذا الفيلم.
?تم إستعجاله
حين الإنتاج ذلك أن ألان لاد، نجم أفلام
صغيرة- كبيرة في الأربعينات كان لديه
ثمانية أسابيع بإنتظار فيلمه التالي (دراما
أخرى عن الحرب بعنوان
O.S.S)
وأرادت
باراماونت إستغلالها فمنحته بطولة هذا الفيلم الذي أجبر المخرج مارشال على
البدء
بتصويره حتى من قبل أن ينتهي الكاتب والروائي الرائع رايموند تشاندلر من
إنجاز
السيناريو. والموضوع الخلفي (أي ذاك الذي يحيط بالقصّـة) هو عن الآثار
النفسية
والعصبية كما الإجتماعية للحرب على الجنود العائدين: العصبية والنفسية من
نصيب
شخصية يقوم بتمثيلها وليام بنديكس العائد بطنين متواصل وصداع شديد في رأسه
لا
يستطيع معه تحمّـل أي ضجيج. الجانب الإجتماعي يمثّـله ألان لاد الذي عاد
ليجد أن
زوجته على علاقة بآخر.
?
موضوع حسّـاس في ذلك الحين يخلو، للأسف، مما يلزم من
أسلوب بصري أقوى لتمييزه. رغم ذلك هو شهادة بتوقيت ذلك العصر عن تبعات
الحروب
وآثامها.
الجزيرة الوثائقية في
10/12/2012
خالد زهراو يؤرخ لبغداد بصريا
بغداد – علي حمود الحسن
الفيلم الوثائقي يعنى باحداث حقيقية وشخصيات حقيقية وضمن سياق حقيقي،
والوثائقية تعني مايثيره فينا الفيلم الوثائقي من انفعالات وتأملات، بحسب
تخريج رولان بارت الفصيح لتفريق بين الصورة والفوتوغرافية، وهذا ما ركز
عليه المخرج السينمائي العراقي المقيم في هولندا خالد زهراو، الذي عرفناه
في افلام وثائقية رصد فيها المصير الحزين لذاكرة العراق البصرية من خلال
الواقع المأساوي للسينمات في بغداد.
ابرزها فيلم(هذه الليلة الاسبوع القادم)وفيلم (عراقيون والسينما)فضلا
عن برنامج تلفزيوني شهير بعنوان(سينميون) قدم فيه اكثر من ثلاثين مخرجا
عراقيا شابا في تجربة سينمائية تخصه،فضلا عن افلام اخرى انتجها للتلفزيون
الهولندي،زهراو انجز اربعة عشر فيلما تعيد اكتشاف مدينة بغداد بالمعنى
الوثائقية،اي ماتثيره تلك الافلام في ذهنية المتلقي بعد المشاهدة، ملحق
فنون التقى صاحب" الطنجاوي " على هامش فعاليات جمعة المتنبي الثقافية،
فحدثنا عن اصل حكاية بغداد بعيون الكاميرا وقال( بغداد بعيون اهلها كئبية
محطمة حزينة، هدتها الحروب الصغيرة والكبيرة وقطعت وشائجها العتيقة الجدران
الكونكريتية ،وهذا طبيعي فالذي يعيش في بغداد يحمل ذاكرة مثقلة بالاسى
والاحباط ،لذلك عمدت ان ارى بغداد بعيون الكاميرا التي هي محايدة ولاتحمل
اية فكرة مسبقة،لذلك سيفاجأ الجمهور بجمال بغداد الذي لايضاهى،انها طريقة
اخرى للتعامل مع المكان، فمثلا اشتغلنا على سوق الشورجة الذي هو رئة بغداد
الاقتصادية، لم نتحدث عن الصخب والاكتظاظ واصوات الباحة وزحمة السيارات،
انما الصمت فيها من خلال شخصيات ساهمت على خلفية حركة الاكياس الفارغة
والاقدام، والحال نفسه مع الباب الشرقي ذهبنا اليه لم نتكلم عن التشوهات
والباعة المتجولين،بل سألنا اشخاصا عن سينما غرناطة وسينما ميامي
والحمراء،المفارقة لم يتحدث اي منهم عن الكراج والفوضى والاوساخ والبنايات
المحطمة بل استحضروا ماضيها الجميل ،ربما لكي يؤكدوا مستقبلها) عن فريق
العمل والوقت المستغرق في انجاز هذه الافلام يقول زهراو(اكملت 14 فيلما
بحوالي عام كامل،ومازلنا مستمرين على انتاج سلسلة ثانية عن بغداد، من اجل
ان نبرز هويتها،اقصد هوية الشراكة نحن نعمل على عموم الناس وليس النخبة
،عمدت الى تقسيم العاملين معي الى فريقين كل فريق فيه اكثر من 15 فنانا،الاول
محترف والآخر مازال في اول الطريق من طلاب اكاديمية ومعهد فنون او حتى
فنانين موهوبين،وكانت معي مجموعة ممتازة من صناع السينما منهم المخرج بشير
الماجد والمصور عمار جمال وملاك عبد علي وحسين الزهراو كبير).
وعن معالجة الموضوع على اتساعه يؤكد صاحب فيلم(في الوطن) اشتغلت
الافلام ال(14)كسلسلة لاديم متابعة المشاهد لاسيما وانا اشتغلتها لحساب
قناة السومرية التي ستعرضها بالتزامن مع بغداد عاصمة للثقافة، فالامان التي
تحدثنا عنها تتحمل المئات من الساعات لتغطيتها لكننا عمدنا على زاوية نظر
للتعرف على المدينة او المنطقة، فمنطقة الفضل مثلا غطيناها في فيلم طوله
عشر دقائق،وركزنا على انها الوحيدة التي يوجد في شارعها الرئيس محال للفرق
الموسيقية، ثم وجدنا ان معظم الناس الذين التقيناهم درسوا بمدرسة واحدة،
بحثنا عن مديرها فحدثنا عن ذكرياته وعزز ما قالوه ليتحول الموضوع الى
استيعاب تاريخ الفضل من خلال رواة محبين لمنطقتهم).
واضاف زهراو: (اعتمدنا على الاسلوب الشفاهي بالسرد لانه الاكثر حميمية
وعاطفة وصدق، والى حد ما الحنين ،هنالك مناطق مشابهة في الكاظمية وصبابيغ
الال، وانا اقصد الحنين بالمعنى الايجابي، اعتمدنا طريقة بحيث ان الكاميرا
تكون دائما متحركة الا مشاهد قليلة جدا،لقد انتجنا افلاماعن مدينة بغداد من
خلال المخيال الشعبي، نحن اعدنا اكتشاف حقائق عن بغداد، فمثلا الكل يتفق
على ان مدينة الثورة بناها الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم،وهذا صحيح لكن
الذي اكملها وبشكل تعسفي البعثيون، فقد اتوا بالكثير من الناس باللوريات،وكانت
احدى السيدات من منطقة زيونة، كيف انهم اخلوهم من مناطقهم الى قطاع (55)
واعطوهم مبلغ (150)دينار عراقي، اكتشفنا ايضا بيوت يهودية تزدان بنمط
معماري متميز).
يصف زهراو حب الشباب للوقوف امام الكاميرا والحديث عن مدينتهم، بان
الناس بشكل عام يشعرون بالحبور والسعادة ولا يبخلو اي هم يريدون ان يقدموا
اية معلومة الناس يتجمعون حولنا وكلهم يريدون تقديم العمل بسرعة، نحن عملنا
على الحاضر والمستقبل ولكن بشكل حيادي.
ماهو الجسر بينكم وبين جدوى انتاج افلام عن بغداد يرى زهراو: ( هي
محاولة حيادية لكشف وجه بغداد الجميل او ما يفترض ان تكون، انها محاولة
للتشبث بمدينة على وشك الانهيار، نحن لانريد لافلامنا ان توضع في علب،نحن
نريدها معلنة، نريد ان نكشف معاناة المدينة واعادة انتاجها، تصور بعد
الانتهاء من تصوير فيلم عن شارع الرشيد ،وقعت في يدي فليم تصوره الانكليز
عن الشارع ،بعد مشاهدته قررت ان الغي التصوير).
وعن جدوى انتاج هذا النوع من الافلام،يؤكدصاحب(الالم والامل) على انها
لا تثير الاسئلة وحسب، انما تحفز عن البحث،فانا على يقين اننا اذا حصلنا
على فضول المشاهد بعد رؤيته للفيلم عن المكان المقصود، نكون قد حققنا
الهدف، فمن يصدق ان "قنبر علي"التي لاتزيد عن خمسين مترا،كان فيها بيت
السياسي العراقي حسين جميل وناظم الغزالي تزوج بها،وسليمة مراد تسكن فيها،
وثمة اول كنيس يهودي بين ظهرانيها.
الصباح العراقية في
09/12/2012
عمار الشريعى..
موال فى بحر "الألم"
محمد شكر-أمجد مصباح - حمدى طارق:
في الوقت الذي يحاصر فيه الموت والأسلاك الشائكة المتظاهرين أمام قصر
الاتحادية وتراق دماؤهم علي يد ميليشيات الرئيس المنتخب، اختطف الموت
الموسيقار عمار الشريعى بعد متاجرة الرئيس
بمحنة مرضه بباقة من الزهور وتصريحات لمتحدثه الرسمي يؤكد فيها إصدار
مرسى قرار علاجه على نفقة الدولة الذي لم يفعل حتى وفاته أمس الأول لتكشف
محنة الشريعي عورة الرئيس.
رغم معاناة الشريعي خلال الشهرين الماضيين فإن خطواته نحو الموت كانت
ثابتة وتليق بقامته حتي إنه لم يتسول تكاليف علاجه ولم يطلب من الدولة التي
منحها الكثير على مدي سنوات عمره شيئاً ولكن كعادة الأنظمة المستبدة تاجر
به النظام الحالي ولم يشفع له كونه أحد وجوه الثورة المصرية، رغم أن البعض
حاول أن يحسبه علي النظام القديم لمجرد أنه قدم العديد من الأغاني الوطنية
في عهد الرئيس المخلوع ونسي هؤلاء أنه كان لسان حال شباب التحرير حينما
أغلقت الشاشات أبوابها في وجوههم رياءً للنظام السابق الذي انتقده بسخرية
لاذعة أضحكت المصريين وأبكتهم في الوقت نفسه.
ويري الناقد أمجد مصطفى الذي تربطه علاقة وثيقة بعمار الشريعي أن
بداية أزمته الصحية جاءت مع نزوله لميدان التحرير أثناء ثورة يناير حتي إنه
لم يفرح بنجاح الثورة إلا بعد تنحي المخلوع إثر تعرضه لأزمة صحية دخل علي
اثرها المستشفي واستمرت تبعاتها حتي تأثر قلبه وبعض وظائف جسده الحيوية ولم
يعد أمامه إلا إجراء عملية زرع قلب ليبقي على قيد الحياة ولكن يبدو أن عمار
الشريعي قرر أن يخطو نحو الموت محتفظاً بقلبه وليفوت الفرصة علي من حاولوا
المتاجرة برصيده الفني والإنساني لدي الشعب المصري بدعوى علاجه على نفقة
الدولة التي لم تتغير سياستها تجاه أهل الفن لتتحول إلى أمة تأكل مبدعيها
رغم أن هذا الفنان يستحق أن نمنحه الكثير ومهما فعلنا فلن نوفيه قدر عطائه.
وقد يرتبط الكثيرون منا بالأعمال الشهيرة لعمار الشريعي في السينما
مثل أفلام البريء وحب في الزنزانة وكتيبة الإعدام والمئات من روائعه
التليفزيونية مثل الأيام ودموع في عيون وقحة ورأفت الهجان، والمسرحية مثل
الواد سيد الشغال وعلشان خاطر عيونك وإنها حقاً عائلة محترمة، ناهيك عن
أكثر من 20 مسلسلاً إذاعياً إلا أنه كان بمثابة أول درجات المجد لكثير من
نجوم الطرب الكبار نظراً لفكره الموسيقي المتجدد وجمعه بين الثقافة
الموسيقية الشرقية والغربية والتفاته إلى أهمية الفرق الموسيقية في المشهد
الفني المصري ما دفعه لتكوين فرقة الأصدقاء في مطلع الثمانينيات التي ضمت
علاء عبدالخالق ومني عبدالغني وحنان، كما ساهم في صنع نجومية أسماء كبيرة
بألحانه المختلفة مثل علي الحجار ومحمد منير ومحمد الحلو وكثير من الأصوات
المصرية التي كان آخرها آمال ماهر ومي فاروق وريهام عبدالحكيم.
وإلي جانب عمل عمار الشريعي الفني إلا أن له دورًا أكاديميًا مهمًا
كعمله كأستاذ غير متفرغ بأكاديمية الفنون، كذلك شغل عضوية لجنة الموسيقي
بالمجلس الأعلي للثقافة وأهم في مجال التأليف الموسيقي بتقديم كونشرتو لآلة
العود والأوركسترا ومتتالية علي ألحان عربية معروفة وعزفهما مع أوركسترا
عُمان السيمفوني عام 2005 كما ساهم في وضع سلم الموسيقي الشرقية علي آلة
الأورج بالتعاون مع شركة ياماها اليابانية في وضع ثلاثة أرباع التون
بالآلات الإلكترونية وشارك مع شركة إميولتور الأمريكية في إنتاج عينات من
الآلات التقليدية والشعبية المصرية والعربية ولم ينس الشريعي حق المكفوفين
في تعلم وممارسة الموسيقي فشارك مؤسسة دانسنغ دوتس الأمريكية في إنتاج
برامج لكتابة النوتة الموسيقية بطريقة برايل للمكفوفين.
ورغم تكريم الشريعي في كثير من المحافل الدولية لدوره الريادي في
إثراء الموسيقي العربية فإن تكريمه بوثيقة علاج علي نفقة الدولة استعصى علي
نظام تربع علي رأسه الإخوان المسلمون بما يحملونه من عداء للفن المصري
ورموزه ورغم متاجرة هذا النظام بمحنة الشريعي فإن للفقيد تاريخاً يحمل
مقومات البقاء ولهم الزوال والنسيان كحقبة سوداء من تاريخ مصر.. رحم الله
الشريعى.
«يا صبر طيب» لحن مختلف
تبقى أغنية «طيب يا صبر طيب» للفنان الراحل عبدالمنعم مدبولى التي
قدمها 1976 في فيلم «مولد يا دنيا» لحناً مختلفاً في حياة عمار، كانت أول
أغنية لعبدالمنعم مدبولي من تأليف الشاعر الراحل مرسى جميل عزيز، استغل
الشريعي بحسه صوت مدبولي لتكون الأغنية معبرة جداً. وحققت نجاحاً هائلاً،
والغريب أن الشريعي قدم أثناء الأغنية عزفاً عشوائياً علي آلة الأورج رقص
على أنغامها مدبولى في مشهد معبر وتم تصوير الأغنية في إسطبل الخيول.
محطات مهمة فى حياته
أول لحن قدمه «امسكوا الخشب» لمها صبرى 1975.
قدم عام 1978 أشهر ألحانه «أقوى من الزمن» لشادية.
كون فرقة الأصدقاء 1980 التي كانت تضم منى عبدالغني وحنان وعلاء
عبدالخالق في عام 1982. وضع الموسيقي التصويرية لمسلسل «دموع في عيون وقحة»
اهتم كثيراً بأغاني الأطفال وغنى من ألحانه للأطفال عبدالمنعم مدبولى
ونيللي وصفاء أبو السعود ولبلبة وعفاف راضى.
في عام 1991 لحن أوبريت مصر التبائين، ومن أشهر الأغنيات في هذا
الأوبريت النسر المصرى لعلى الحجار.
اتجه للبرامج الإذاعية منذ أكثر من عشرين عاماً من خلال برنامج غواص
في بحر النغم.
في عام 1988 وضع الموسيقي التصويرية لمسلسل رأفت الهجان وفي عام 2000
وضع الموسيقي التصويرية والمقدمة لمسلسل أم كلثوم.
وعام 2005 وضع الموسيقي التصويرية لفيلم «حليم».
«الشريعى» موسيقار عالمى
من الممكن أن نضع الموسيقار الراحل عمار الشريعي في مصاف الموسيقيين
العالميين، حيث استنبط مع شركة ياماها اليابانية ثلاثة أرباع النون من
الآلات الإلكترونية، كما شارك بالتعاون مع شركة أميولتور الأمريكية في
إنتاج عينات من الآلات التقليدية وابتكر العديد من الإيقاعات والضروب
الجديدة.
ساهم مع موسه دوتس الأمريكية في إنتاج برنامج جودفيل الذي يقدم نوتة
موسيقية بطريقة برايل للمكفوفين.
وقال بتأليف كرنشرتو لآلة العود والأوركسترا علي ألحان عربية معروفة
وعزفهما مع فرقة أوركسترا عُمان السيمفوني عام 2005.
«الغواص» يرحل حزينًا على مصر
يمثل رحيل الموسيقار عمار الشريعى خسارة فادحة للموسيقى في مصر
والعالم العربى. الشريعي كان أحد الأفذاذ في الموسيقي والألحان مع محمد
عبدالوهاب وبليغ والموجي والطويل ومحمد سلطان وحلمي بكر ومنير مراد.
ولد في 16 أبريل 1948 في سمالوط بمحافظة المنيا، حصل علي ليسانس آداب
قسم اللغة الإنجليزية عام 1970، درس التأليف الموسيقي في مدرسة هادلى سكول
الأمريكية، والتحق بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى.
بدأ كعازف على آلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية ثم تحول
للعزف على الأورج.
وكان نموذجاً في تحدي الإعاقة وأول ألحانه كانت أغنية «امسكوا الخشب»
للمطربة الراحلة مها صبرى 1975 ومن أشهر ألحانه علي الإطلاق «أقوى من
الزمن» لشادية 1978 وأكثر من روحي للطيفة، كما لحن لعفاف راضى وعلى الحجار
ومحمد منير ومحمد الحلو.
واكتشف عدداً كبيراً من المواهب أمثال آمال ماهر وريهام عبدالحكيم ومي
فاروق ومني عبدالغني وعلاء عبدالخالق وحنان وحسن فؤاد.
برع الموسيقار الراحل في وضع الموسيقي التصويرية لعدد كبير من
المسلسلات هى الأيام، ودموع في عيون وقحة، ورأفت الهجان، وعصفور النار،
وأرابيسك، وأم كلثوم، والشهد والدموع، ونصف ربيع الآخر، وحدائق الشيطان،
والعندليب، ومحمود المصرى، وريا وسكينة، وأحلام عادية، وشرف فتح الباب،
وشيخ العرب همام.
ومن الأعمال الموسيقية المسرحية: الواد سيد الشغال وعلشان خاطر عيونك
وإنها حقاً عائلة محترمة وحب في التخشيبة، كما وضع الموسيقي التصويرية لـ
50 فيلماً منها: الشك يا حبيبي والبداية وحب في الزنزانة وأرجوك اعطنى هذا
الدواء وأيام في الحلال وكتيبة الإعدام ويوم الكرامة وحليم.
قدم العديد من الأوبريتات الوطنية في احتفالات أكتوبر منذ عام 1991
وحتي عام 2003 وأشهرها مصر التبائين.
قدم الشريعي لعدة سنوات البرنامج الإذاعي الشهير غواص في بحر النغم،
استطاع من خلاله أن يحبب الناس في الموسيقي وكان أسلوب السهل الممتنع
وسيلته في ذلك.
عمار الشريعي كان حالة خاصة جداً في الموسيقي والألحان وظهر وسط
عمالقة من الملحنين أمثال عبدالوهاب والسنباطي وبليغ والموجي، ومع ذلك
استطاع أن يثبت وجوده بألحان مختلفة تماماً فكان بحق مدرسة جديدة في عالم
الموسيقي والتلحين.
تفوق علي نفسه في التأليف الموسيقي كانت موسيقاه في المسلسلات
والأفلام، معبرة تماماً فمن الممكن أن نتعرف علي أحداث وموضوع المسلسل فقط
من خلال موسيقي عمار الشريعي.
أعتقد أن قلبه العليل لن يتحمل الأحداث الجسام التي تحدث في مصر منذ
بداية العام الماضي، سقط الشريعي وسط متظاهري التحرير في جمعة الرحيل يوم 4
فبراير 2011 وهو يهتف بسقوط النظام، لم يتحمل قلبه تلك الأحداث الجسام وقتل
المصريين في الشوارع والميادين.
كان فناناً عاشقاً لمصر بحق، بكي علي الشاشة حزناً، ستبقى ذكرى عمار
الشريعي خالدة في وجدان الملايين، كان بحق موسيقاراً عظيماً ينضم لسلسلة
عظماء الموسيقي والتلحين، كان حالة جميلة وسط التدهور الغنائى السائد في
مصر والعالم العربى في العشرين عاماً الماضية. بقي الشريعي حصناً للرقي في
الموسيقي والغناء ومدافعاً عن الغناء الراقى وبرحيله فقدنا حالة جميلة من
الصعب أن تتكرر.
المطربون: عمار الشريعي علامة بارزة في الموسيقى
رحل عن عالمنا ظهر أمس الأول الموسيقار الكبير عمار الشريعي الذي
وافته المنية عن عمر يناهز 64 عاماً بعد صراع شاق مع المرض، بدأ عند
مشاركته في ثورة يناير، المطربون والموسيقيون
أعربوا عن حزنهم الشديد علي فراق عمار الشريعي ووصفوه بالعلامة البارزة في
تاريخ الموسيقي والغناء التي ستظل على قيد الحياة بالرغم من رحيله عن
الدنيا، في هذا التقرير حاولنا الحديث مع بعض المطربين عن رحيل عمار
الشريعي، ونبدأ بالموسيقار محمد على سليمان الذي أعرب عن حزنه الكبير علي
رحيل صديقه الموسيقار عمار الشريعي وقال: فقدت الموسيقي والغناء أحد أهم
رموزها الذي ظل يدافع عن رأيها بكل قوة حتي وصل إلي مكانة كبيرة يستحقها
بفضل تميزه وإبداعه فكان محارباً شجاعاً يعشق الفن الجاد ويعلم أن أعماله
لابد أن تسهم في تثقيف الشعوب وتهذيبهم.
وأضاف: ظل يعمل بكل قوته حتي في اللحظات التي هجم المرض عليه فيها
وأتعبه كثيراً وأنفق عليه أموالاً لا حصر لها.
وعلي المستوي الشخصي قال سليمان: عمار الشريعي كان أخاً وصديقاً لا
أعتقد أنني سأجد مثله صديقاً.
وقال الفنان محمد الحلو: الموسيقار عمار الشريعي أحد أهم المناضلين
المصريين الذي قدم العديد من الأعمال الفنية ذات الصبغة الاجتماعية
والسياسية التي حركت وجدان الشعب المصري والشعوب العربية معتمداً علي
بساطته وفهمه بما يناسب المجتمعات العربية بخلاف دوره في تطوير الموسيقي
الشرقية واعتباره محطة انطلاق الكثير من نجوم الغناء العربى الذين ساهم في
تثبيت أقدامهم علي الساحة الفنية، واستمر عطاؤه حتي الأيام الأخيرة من
حياته في أصعب لحظات المرض الذي قابله بكل شجاعة ولم يلتفت إليه وظل
مهموماً بقضايا الموسيقي والوطن.
وقال المطرب علي الحجار: رحم الله عمار الشريعي ذلك الفنان الذي
يعتبره الكثير من الموسيقيين في العالم العربي بمثابة الأب الروحي للموسيقي
الشرقية الحديثة، كما أنه يعتبر أحد ثوار يناير رغم مروره بأزمة صحية أثناء
قيام الثورة إلا أنه ساند حق الشعب المصري في الحصول علي حريته ضد ممارسات
النظام السابق فرحم الله الموسيقار عمار الشريعي الذي سيظل علامة بارزة في
تاريخ الموسيقي والغناء في مصر والعالم العربي والعزاء لنا جميعاً وليس
لعائلته فقط.
وقال المطرب مدحت صالح: أشعر بحزن كبير يفوق الجبال علي رحيل الأب
والأستاذ والعملاق عمار الشريعي الذي يعد أهم رموز الغناء المصري الذي ألقي
الضوء علي العديد من المطربين والذي يرجع له الفضل في نجاحهم وحب الجمهور
لهم وفقدانه بمثابة كارثة كبيرة لنا لا أعتقد أننا سنتداركها بسهولة ولكن
في النهاية هذا أمر الله وليس بوسعنا سوي أن نقول إنا لله وإنا إليه
راجعون. رحم الله الفقيد ولمصر الصبر والسلوان ولأسرته الكريمة.
الوفد المصرية في
09/12/2012 |