حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«الجشع» لشتروهايم:

رائحة الموت والعفن في ثنايا الحلم الأميركي

ابراهيم العريس

 

«كل شيء هنا، كل شخص وكل شيء، إنما طبعته الحياة في شكل عميق، ولكنه مختلف على الدوام. منبّه الساعة والقسيس، طبيب الأسنان والببغاوات. وهكذا يبدو كل شيء هنا ذا شكل وذا حياة، بما في ذلك رأس الخادمة الكثيف الشعر، وشارب العم العسكري وابتسامة الأخت البلهاء...». بهذه الكلمات عبّر ناقد فرنسي منذ اواسط سنوات العشرين عن نظرة سرعان ما أضحت عامة، الى فيلم «الجشع» الذي يعتبر، منذ عرض للمرة الأولى في العام 1924، واحداً من كلاسيكيات السينما العالمية، بل واحداً من أقسى الأفلام في تاريخ الفن السابع. وحتى يومنا هذا، ما إن يعاد عرض «الجشع» على شاشات التلفزة أو في النوادي السينمائية، حتى تقفز أمام العيون والأذهان قيمته، التي جعلت منه ذات يوم، وفق تعبير السينمائي الفرنسي هنري لانغلوا، «الفيلم الصامت الأكثر نطقاً في تاريخ السينما». ولمناسبة الحديث عن صمت هذا الفيلم، إذ حقق في زمن كانت السينما لا تزال صورة متحركة من دون صوت، سيبدو من المفيد أن ننقل عن مخرج «الجشع» إريك فون شتروهايم، ما قاله حين كان يستعد للبدء بالتصوير، مفسّراً السبب الذي حدا به إلى اقتباس رواية «ماكتيغ» للكاتب الأميركي فرانك نوريس وتحويلها الى الفيلم الذي حمل عنوان «الجشع». قال شتروهايم: «لقد بات يبدو لي أنه من الممكن حقاً أن نروي حكاية عظيمة عبر الصور المتحركة، وفي شكل يجعل المتفرج يصدق أن كل ما يحدث أمامه إنما هو واقعي وحقيقي، إذ على هذه الطريقة تمكّن ديكنز وإميل زولا وموباسان وفرانك نوريس من ان يلتقطوا تفاصيل الحياة ويعكسوها في رواياتهم. ولهذا أرغب الآن في اقتباس هذه الرواية الرائعة لفرانك نوريس».

> وفرانك نوريس صاحب النص الذي اقتبس عنه «الجشع» شكل أواخر القرن التاسع عشر مع ستيفن كرين وثيودور دريزر ما سمي يومها، في كاليفورنيا خصوصاً، بـ «المدرسة الطبيعية» في الأدب الروائي الأميركي. أما روايته «ماكتيغ» التي نحن في صدد أفلمتها هنا، فتبدو قريبة، في مبناها ومعناها، الى رواية «المسلخ» لإميل زولا، ما يعني ان فيلم «الجشع» نجح في مزج العقلية الأوروبية التعبيرية بالعقلية السينمائية الأميركية في بوتقة واحدة، وتحديداً على يد مُخرج آت من أواسط أوروبا وثقافتها ليضخ السينما الأميركية بروح جديدة. والحال أن «الجشع» كان بالفعل صورةً لذلك التمازج الخلاق الذي كانت السينما توفر، في ذلك الحين، حيزاً لتحققه في «عولمة» مبكرة، إذ لئن كانت أجواء الفيلم وديكوراته وشخصياته أميركية، تنتمي الى عوالم الغرب الأقصى والمغامرة الفردية في ذلك الحين، فإن روح الفيلم وأخلاقياته وطبيعة الصراع بين شخصياته، كانت أوروبية كذلك. ولعل هذا ما جعل نجاح الفيلم لاحقاً في أوروبا يفوق نجاحه في الولايات المتحدة، علما أن الأوروبيين لا يزالون حتى اليوم يبجلون «الجشع» في شكل يدهش الأميركيين انفسهم!

> تدور أحداث الرواية، والفيلم بالتالي، في كاليفورنيا عند أوائل القرن العشرين. أما الشخصية المحورية فهو ماكتيغ ابن المهاجرين، الذي يقدمه لنا الفيلم أولاً عاملَ منجم، ثم سرعان ما يسأم العمل الذي يمارسه ويتحول الى مدينة سان فرانسيسكو، حيث يشتغل طبيب أسنان على الطريقة القديمة، ومن دون أن تكون لديه اي مؤهلات حقيقية لممارسة هذه المهنة. وهناك، في المدينة التي كانت ناشئة في ذلك الحين، يلتقي الشاب بالحسناء ترينا، ابنة عم صديقه ماركوس شولر، ويهيم بها ثم يطلب يدها للزواج فتقبل ويتزوجان. ولكن بعد فترة السعادة الأولى تبدأ الصعوبات تواجه حياة الزوجين. وقبل أي شيء آخر في المجال المهني والمعيشي، ذلك أن نقابة أطباء الأسنان تتنبه إلى أن ماكتيغ يمارس المهنة من دون إجازة ومن دون وجه حق أو مؤهلات، فتمنعه من ذلك، ما يجعله عاطلاً من العمل. صحيح أن زوجته غنية، غير أنها ليست على أي استعداد لبذل مالها في سبيل زوجها، فتضحى بخيلة للغاية وتصده في كل مرة يطلب منها مالاً. أما هو، فإن هذه الوضعية ترمي به إلى مهاوي الهلاك، وتزيد معاقرته الخمر، ليصبح زبوناً دائماً في الحانات. وذات مساء، وقد استبدّ به مفعول الخمر وشعر أن شراسة زوجته تزداد حدة، وأن افق عمله، كما هو حال أفق حياتهما الزوجية، بات مسدوداً، يقدم ماكتيغ على قتل الزوجة ويهرب. بيد أن ماركوس، ابن عم الزوجة وصديق ماكتيغ، الذي كان في الأصل لعب دوراً أساسياً في هبوط هذا الأخير إلى جحيمه، يطارده في «وادي الموت» وسط الصحراء الكاليفورنية. صحيح أن ماكتيغ يتمكن، عند نهاية الصراع الحاد والدامي بينهما من القضاء على ماركوس، لكن هذا لا ينقذه من مصيره الحتمي: فبعد مقتل ماركوس، الذي كان ربط يده بيد ماكتيغ بكلبشات عنيدة، يعجز ماكتيغ عن قطع الكلبشات. وهكذا يبقى في رفقة جثة صديقه وسط الصحراء اللاهبة... حتى يموت هو الآخر.

> كان مخرج هذا الفيلم اريك فون شتروهايم، معروفاً في هوليوود في ذلك الحين بحبه للعظمة وحكاياته الفخمة عن بطولاته الأوروبية. ولئن كانت هذه الحكايات سرعان ما انكشفت لتبيّن للناس أنه كاذب في معظم ما كان يرويه، وأنه لم يكن بطل حرب وضابطاً كبيراً في الجيش النمسوي، بل مجرد ابن لأسرة بورجوازية، مدلل فقد ثروته باكراً فتوجه إلى ارض الوعد الجديد (الولايات المتحدة) باحثاً عن مستقبل فيها، فإن حبّ شتروهايم للعظمة ظل يرافقه حتى آخر ايامه. وحكاية «الجشع» تعكس بعضاً من هذه الحكاية: فالمخرج صاغه في البداية فيلماً استثنائياً لا يقل زمن عرضه عن 8 ساعات (في مقابل ساعتين كحد أقصى لأي فيلم كان يحقق في ذلك الحين). وهو صوّر أكثر من ذلك كثيراً، غير أن شركة الإنتاج سرعان ما راحت تختصر وتختصر من زمن الفيلم حتى استقر على ساعتين لا اكثر، ما أغضب المخرج ودفعه إلى عدم مشاهدة فيلمه، إذ يقال إنه لم يشاهده للمرة الأولى إلا في العام 1950، وفي باريس، حيث علّق باكياً بعدما شاهد ما حل بفيلمه: «... أنا لم أر سوى تابوت صغير مملوء بكمية كبيرة من الغبار، وتطلع منه رائحة نتنه وفي قعره نخاع شوكي وعظمة كتف لا أكثر». غير أن المهم هو أن «الجشع» عاش على تلك الحال وأثار إعجاباً عاماً، ليس فقط في موضوعه الذي كان يناهض الحلم الأميركي ويكشف «زيفه» في ذلك الوقت المبكر، بل في تفاصيله وطابعه الفني الذي كان جديداً كل الجدة على هوليوود ذلك الزمن. وكذلك في بعض مشاهده التي لا تزال تعتبر علامات حتى اليوم، مثل مشهد عيادة طبيب الأسنان، حيث يقبل ماكتيغ عروس مستقبله للمرة الأولى وهي مخدّرة. واحتفال الزواج، حيث نلاحظ على الفور عدم رضى عائلة الزوجة عما يحدث، وهنا يصور لنا شتروهايم في خلفية المشهد موكباً جنائزياً، كإشارة إلى النهاية المقبلة... وأخيراً بالطبع، مشاهد الخاتمة في وادي الموت... إن كل هذا يبدو مملوءاً بالموت وبرائحته.

> ولم يكن هذا غريباً على فنان آت من عالم كان يموت في ذلك الحين (أوروبا الوسطى)، إلى عالم لم يفته -هو- أن يرى إمكانات عفنه حاضرة في صلب حاضره. فإريك فون شتروهايم المولود في فيينا في العام 1885، والذي سيموت في فرنسا في العام 1957، كان ابناً للنمسا وامبراطوريتها المنهارة... عاش وترعرع وسط «كابوس وسط أوروبا السعيد» وتقلب بين الكثير من الفنون والمهن قبل أن يهاجر في العام 1910 إلى الولايات المتحدة حيث مارس، كذلك، مهنا عدة، وتقلب بين ضروب الاحتيال قبل أن يعمل في السينما ويصبح خلال سنوات قليلة واحداً من اكبر المخرجين وأعنفهم بل «الرجل الذي تريدون دائماً أن تكرهوه» وفق تعبير كان رائجاً عنه في ذلك الحين. وحتى إذا كان شتروهايم عاش 72 سنة، فإن مساره السينمائي كمخرج لم يدم سوى عشر سنوات، أما الباقي فأمضاه ممثلاً ومغامراً ومشاكساً. ومن بين أفلامه الأساسية التي ينظر إليها اليوم بتقدير كبير: «أزواج عميان» (1919) و «مفتاح الشيطان السري» (1920)، و «الزوجات المجنونات» (1921) و «الأرملة الطروب» و «مارش الزفاف» وأخيرا «الملكة كيلي» (1928).

alariss@alhayat.com

الحياة اللندنية في

01/12/2012

 

 

مع استمرار الجبروت الإخوانى..

شاهدوا "التائب" لتعرفوا ما فعله الإسلاميون بالجزائر

كتبت- حنان أبو الضياء: 

يبدو أن السينما مرآة الشعوب. تلك المقولة تذكرتها بعد العودة من ميدان التحرير ومشاهدة القنوات الفضائية التى تستضيف الاخوان ليعلقوا على عودة المصريين للميدان وكما هو المعتاد خلطوا الحق بالباطل وتجبروا وعاثوا فى الفضائيات فسادا بتعليقات مستفزة ,أغربها ادعاء واحدة منهن أنها ذهبت للميدان فوجدت نصفه من الفلول. ولا أعرف كيف تعرفت عليهم هل لهم ثلاثة عيون أو لونهم أخضر أم يحملون شارات مثل النازيين. كل هذا ذكرنى بفيلم المخرج الجزائري مرزاق علوش (التائب) الذى يعرض فى مهرجان القاهرة السينمائى.. وأدعو الجميع لمشاهدته لانه يتكلم عن العشرية السوداء وهى شبيه بالجماعات الاسلامية فى مصر التى لو تركت لفعلوا بنا مثل ماحدث فى الجزائر.

والمخرج الجزائري مرزاق علوش مثير دائماً للجدل، يحدث حالة من الحوار حول أحقية الإبداع في فضح حقيقة البلد المنتمي إليه أمام العالم, وما هي الخطوط الحمراء التي لا يجب الاقتراب منها وإن كان هو من عاشقي تعديها بجدارة وكان آخرها فيلمه «التائب» المشارك فى المسابقة الرسمية للافلام العربية فى مهرجان القاهرة السينمائى والمخرج الجزائري المخضرم مرزاق علواش فاز عن فيلمه «التائب» للمرة الثانية وللعام الثاني على التوالي بجائزة أفضل فيلم روائي عربي فى  مهرجان الدوحة- ترابيكا السينمائي في دورته الرابعة، وقالت لجنة التحكيم التي ترأستها الفنانة التونسية هند صبري إن لجنة التحكيم وبالإجماع اختارت منح جائزة أفضل فيلم روائي عربي لفيلم «التائب» نظرا لما في هذا الشريط من «شحنة قوية ومتنوعة من المشاعر ولأسلوبه الدقيق في معالجة شخصيات مركبة في لحظة مأساوية من وجودهم ومن تاريخ وطن». ..والفيلم عرض أيضا في برنامج «نصف شهر المخرجين» في مهرجان «كان» السينمائي الدولي في دورته الخامسة والستين.. ورغم أن الفيلم يدعو إلي تجاوز مأساة ما يسمي بالعشرية السوداء في تاريخ الجزائر، ولكن من خلال أطروحة تعيد قراءة الأحداث, وهذا ما حاول تقديمه «علوش» بعد انقطاع ١٨ عاماً، منذ (1944) والذي نال شهرته بفيلم «عمر قتلاتو» (١٩٧٦)، ثم «باب الواد سيتي» عام ١٩٩٤، والذي أخرجه في أكثر أوقات الجزائر حرجاً، عندما كانت الجماعات الإسلامية تستخدم المجازر البشعة لكل من يخالفها الرأي.. فكان «باب الواد سيتي» بمثابة صرخة ضد الإرهاب والتعصب, ولكن الجزائريين يرون أن الأمر مختلف مع فيلمه الجديد «التائب»، لذلك هناك حملة إعلامية شرسة في الجزائر ضده وصلت إلي حد التخوين والطعن في النزاهة الفنية.
وعن قصة حقيقية حاول علوش في «التائب» مناقشة ما فعلته السلطات الجزائرية لمساعدة الناس علي تجاوز ما حدث بالعشرية السوداء بميثاق «السلم والمصالحة الوطنية»، مما أدي إلي عودة مئات الشبان أصحاب الفكر المتطرف والميالين إلي العنف من الجبال إلي أهاليهم، وهذا مثل ما حدث من مراجعات دينية للجماعة الإسلامية في مصر، مما خلق نوعاً من الأمل يراه علوش مزيفاً، لذلك كان رافضاً «قانون الوئام المدني» لأنه يراه تبييضاً لصورة القتلة دون الحصول علي حقوق الضحايا، وهذا ما أكده من خلال السيناريو المكتوب من التسعينيات ولكن لم يجد أحداً ينتجه.

وقد أكد علوش في العديد من اللقاءات أن الشعب الجزائري يعاني من «صدمة» ما بعد الأحداث ولا يريد للأمور أن تتغير جراء الخوف، مما عاشه في تاريخ قاس جداً، ويلقي باللائمة علي الجمود العائد إلي الخوف.

وكل تلك الآراء التي يهاجم بسببها يطرحها في «التائب» من خلال شخصية «رشيد» العائد من الجبل، ويصور الفيلم رفض قريته له باستثناء رجل ومطلقته يأملان قبول «التائب» باسم الصداقة القديمة التي جمعتهما به، في عهد ما قبل «العشرية الدامية» بأن يدلهما علي قبر ابنتهما التي خطفت وقتلت علي يد الجماعات المسلحة.. فيغادر قريته إلي المدينة ليجد له مسئول الأمن عملاً في مقهي لا يتواءم معه صاحبها.

ورغم اختيار المخرج لممثل يقوم بدور «رشيد» علي وجهه ملامح البراءة ويؤكد في حواره أنه لم يقتل أحداً تظل الشكوك موجودة حول ما يفعله ليصبح هو الآخر ضحية لما جري.. رغم أنه تواطأ مع شبكة إجرامية لابتزاز عائلات الضحايا المفقودين في سنوات الإرهاب، من خلال إيهامهم بأنه يعرف قبور ذويهم المفقودين، ويمكن أن يدلهم عليها مقابل فدية مالية.

ولقد استخدم «علوش» كثيراً أسلوب الصمت يقابلها صمت السلطات علي ما جري وكذلك صمت المجتمع, ومن خلال يكون التساؤل عن إمكانية العفو، وعدم محاكمة المتطرفين الذين ارتكبوا عمليات قتل الأبرياء.

وفي الجزء الأخير من الفيلم تتبلور الفكرة من خلال الرجل ومطلقته والتائب متواجدين في السيارة التي تقودهم إلي قبر الابنة البريئة المقتولة، التي يدلهم عليه في مقابل مبلغ من المال.. وخلال الرحلة يعترف التائب بما فعل وبينما لا يريد الأب المعرفة تصر الأم علي معرفة كل شيء.. لتجيء نهاية الفيلم مفتوحة بلا إجابات عما سيحدث حالياً ومستقبلاً في الجزائر.. وهل سيكفي غرس رؤوسنا في الرمال لتكون المصالحة, وهل سيظل الهجوم علي أمثال مرزاق علوش صاحب «الرجل الذي كان يحدق إلي النوافذ» (١٩٨6)، خاصة بعد فيلمه «حراقة» عام ٢٠٠٩، و«نورمال» (٢٠١١).

فهل ستظل الجماعات الاسلامية تعاملنا كالقطيع وتحاول التخلص من معارضيها إننى أدعو المصريين لمشاهدة هذا الفيلم ليعرفوا من هم الجماعات التى تتكلم باسم الدين، فالجماعة الإسلامية في الجزائر كما فى مصر جمعت شتاتاً غير متجانسة, فهناك من كان في الهجرة والتكفير، وهناك من كان في الإخوان, وهناك من كان في التيار السلفي الذي لا يؤمن بالتكفير, وهناك من جاء من الخارج من أفغانستان, وطبعاً جلب معه المتناقضات الموجودة في أفغانستان» وبدأت موجة من أعمال العنف التي استهدفت مدنيين كالمعلمين والمدرسين والموظفين والإعلاميين والمفكرين والأجانب وخاصة بعد الفوز الساحق للجبهة الإسلامية للإنقاذ.

الوفد المصرية في

01/12/2012

 

 

ممثل فيلم عن الرهائن الأميركة في إيران:

السياسة في الشرق الأوسط تهمني

الياس توما/ براغ:  

يؤكد الممثل والمخرج الأمريكي الشهير بين افليك الذي يجنى الآن ثمار أخر أعماله السينمائية الناجحة وهو فيلم "ارجو " الذي يتحدث عن سيناريو لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية لتحرير ستة من الدبلوماسيين الأمريكيين الذين احتجزوا في إيران في عام 1979 انه يعيش الآن فترة مثيرة جدا في حياته وانه بفضل عائلته يشعر بأنه يقوم بأفضل الأشياء ولهذا يعتبر نفسه الآن بأنه الأكثر سعادة في العالم.

يقول الممثل الأمريكي بين افليك انه وجد أخيرا الهدوء في الحياة الزوجية مع الممثلة جينفير جارنير بعد سنوات من الصخب والضجيج الإعلامي الذي كان يرافق حياته مع صديقته السابقة جينفير لوبيز مشيرا إلى انه كان في السابق هدفا سهلا للصحافة الشارعية الأمر الذي كاد يضيعه حياته.

وأضاف كنت اعرف بان مصوري الصحف الصفراء لن يغيروا تكتيكاتهم ولذلك قررت تغيير أسلوب حياتي ولهذا لم يعودوا يهتمون الآن بمتابعتي ومتابعة عائلتي مشيرا إلى أن بعض المصورين يقومون أحيانا بتصويره مع عائلته، غير أن ذلك حسب قوله لا يجعل التجاعيد تظهر على وجهه.

ويشير بين إلى انه قد خفض وتيرة عمله في الفترة الأخيرة إلى الحدود الدنيا غير انه لا يشتكي من ذلك لافتا إلى انه قام بذلك كي يستمتع بالوقت مع أطفاله الثلاثة ويمنح زوجته الوقت والمجال كي تصور بعض الأفلام ولهذا رفض العرض الذي قدم له لإخراج مسلسل : " الوطن " رغم انه يعجبه كثيرا.

ويضيف لقد وقعت على العقد الخاص بذلك غير أن زوجته جينفير تلقت عرضا للتصوير لمدة عشرة اشهر ونظرا لوجود اتفاق بينهما يقول انه عندما يقوم أحدهما بالتصوير فان الثاني سيهتم بالأطفال فقد تراجع عن عقده الأمر الذي يحز في نفسه قليلا الآن لأنه مسلسل رائع رغم أن فيلم " ارجو " الذي مثله وأخرجه قد عوضه عن هذا المسلسل.

السياسة في الشرق الأوسط تهمني

يقول بين عن فيلمه الأخير ارجو الذي يعتبره النقاد بأنه نفذ بشكل ممتاز وبالتالي يمكن أن يحصل على جائزة الاوسكار عنه بان سيناريو هذا الفيلم قد اعجبه منذ البداية موضحا بان الفرع الرئيسي لدراسته الجامعية في فيرمونت كان دراسات الشرق الأوسط وانه كتب خلال الدراسة عدة دراسات عن الثورة الإيرانية.

ويضيف : اليوم يمكن لي أن اشكك بمستوى هذه الدراسات خاصة وأنني لم اصمد في هذه الجامعة سوى عام غير أن السياسة ومنطقة الشرق الأوسط كانتا تجذبني على الدوام بشكل خاص.

وأكد انه يتابع الأوضاع في الشرق الأوسط منذ سنوات طويلة ولذلك عندما منحت له الفرصة لتصوير فيلم عن تلك الفترة أي فترة الثورة الإيرانية لم يتردد لحظة واحدة عن القبول بتمثيل وإخراج هذا الفيلم.

وأضاف انه في البداية لم يكن يشعر بالحاجة إلى القفز فرحا من إنجاز هذا الفيلم لان فريق الفيلم لم يستطع تصويره في طهران ولذلك تم استبدالها باسطنبول مشيرا إلى انه أراد استخدام شخصيات إيرانية حقيقية في الفيلم الأمر الذي تمكن منه لأنه توصل إلى معلومة تقول بأنه يعيش نصف مليون إيراني في لوس انجلوس ولهذا نشأ فيلم عبارة عن دراما تاريخية وسياسية وقصة جاسوسية.

وأوضح أن الفيلم يتحدث عن قصة حقيقية لعميل في المخابرات المركزية الأمريكية هو توني مينديز ساعد عندما وصلت الأزمة إلى قمتها بين الأمريكيين والإيرانيين في عام 1980 في هروب ستة من الموظفين الأمريكيين في السفارة الأمريكية من الهرب من طهران.

جاذبية في شخصيته

نجح بين بسبب قوامه وجاذبيته الطبيعية في الفوز عدة مرات بجائزة أكثر رجال العالم جاذبية الأمر الذي لا يعتبر مفاجأة بالنسبة للكثير من الأصدقاء والمقربين منه وأيضا بالنسبة للعاملين في القطاع السينمائي لأنه يعتبر حسب أرائهم من أكثر الممثلين شعبية في هوليود و ليس فقط بين النساء.

ويقول ميت ديمون الذي حصل مع بين في عام 1998 على جائزة الاوسكار عن أفضل سيناريو في فيلم وويل هنتيغ الجيد بان بين يتواجد بسعادة بين الناس ويتقن إسعادهم وفيه الكثير من الدفء الأمر الذي يشعر الناس به وهو رجل عادي لا يخشى من الاعتراف بارتكاب أخطاء ولا يعمل من ذلك مشكلة ولهذا فانه قريب من قلوب المشاهدين كما انه كريم جدا ورجل شريف لا يقوم بتعكير أي دعابة وهو أيضا صديق وفي.

ويرى بين أن أفضل شيء قام به في حياته حتى الآن هو انه استطاع أن يكون إنسانا مهذبا وزوجا وأبا جيدا الأمر الذي يجعله يفتخر بذلك.

إيلاف في

01/12/2012

 

السينما السورية بين الرقابة والنزاع في مهرجان سينمائي بباريس 

أ. ف. ب./ يضطر المخرجون السينمائيون السوريون منذ نصف قرن للعمل في ظل رقابة تشل إبداعهم أو تدفعهم للمنفى، لكن بفضل الانترنت برز جيل يحظى بحرية أكبر يستلهم صوره من النزاع الذي ينهش البلاد.

ويعرض منتدى الصور الذي يجري في باريس اعتبارا من السبت الماضي ولمدة أسبوع مختارات من الأعمال الفنية السورية، بعضها تخلص من مقصات المراقبين منذ سبعينات القرن الماضي، إضافة إلى الأفلام المعاصرة ووثائق عن الثورة التي تشعل هذا البلد.

مخرج الأفلام الوثائقية ميار الرومي الذي ذهب إلى حد استخدام أصدقاء من نجوم التلفزيون كخديعة لتحويل انتباه الشرطة خلال التصوير، قال بسخرية «يمكن التوصل إلى صنع أفلام في سوريا لكن يجب التحلي بالشجاعة».

لكن هناك مخاطر على الدوم، ففي 2007 وفيما كان يصور وثائقيا حول ستة سائقي تاكسي في دمشق وشى به أحدهم تبين أنه عميل في أجهزة الاستخبارات مقابل بعض المال.

وفي العام 2001 أظهر فيلمه الوثائقي «سينما صامتة» كيف خنقت المنظمة الوطنية للسينما التي تأسست في 1963 روح الإبداع إذ أن مخرجين موهوبين مثل أسامة محمد أو محمد ملص - يشملهما المهرجان - لم يتمكنا سوى من إعداد فيلم أو فيلمين في حياتهما بسبب الشروط اللامعقولة التي تذكر بروايات فرانز كافكا.

‘فالنظام السوري خنق السينما السورية في مهدها’ كما قال شريف كيوان الذي أسس في 2010 في دمشق شركة أبو نظارة التي تبث مواهب جديدة على الانترنت.

وأضاف «اليوم إنها ساحة خراب. لم يعد هناك قاعات سينما كما لم يعد هناك وسائل تمويل. ويتعين على المخرجين السينمائيين التوجه إلى المهرجانات والموزعين الأجانب، أي إلى جمهور لا يمت إليهم بصلة».

إنها حالة الرومي أو مخرج الأفلام الوثائقية عمر اميرالاي الذي توفي العام الماضي. فهذان المخرجان صنعا أفلاما بدون ترخيص رسمي ليتم بثها عبر قناة العربية أو قناة الجزيرة أو محطة آرتيه الفرنسية الألمانية لكن شبكة الانترنت والنزاع الدائر حاليا في سوريا فتح الأبواب.

فمنذ إبريل 2011 تبث مجموعة أبو نظارة كل يوم جمعة فيلما قصيرا لمدة دقيقة أو خمس دقائق على الانترنت يتناول شهادات جنود منشقين أو مواطنين عاديين وجهوهم مغطاة، أو أيضا أعمالا أكثر شاعرية لكن على خلفية النزاع. ويعمل شريف كيوان (44 عاما) الذي استقر في باريس منذ بدء النزاع، عبر شبكات التواصل الاجتماعي مع مخرجين سينمائيين عصاميين في سوريا تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاما وغالبيتهم من الإناث.

وقال في هذا السياق هناك جيل اكتسب بنفسه ثقافته السينمائية عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعلى يوتيوب، بدون كبت وبحرية. فالثورة جمعت هؤلاء الناس وأعتقد أن مستقبل السينما سيأتي من هنا.

وأضاف «نريد أن نظهر لماذا الناس قرروا النزول إلى الشارع، ما يدور في خلدهم، وكل الجانب الاجتماعي للحركة». ويهدف عمهلم بجزء منه إلى تصحيح صورة النزاع التي تنقلها التلفزيونات الأجنبية. وبسبب الصعوبات التي تعترضهم في التصوير في الداخل غالبا ما توجهوا إلى الهواة لتصوير النزاع من خلال شراء أقراص صلبة كاملة لبث المعلومات.

ورأى كيوان «أن ذلك كان له انعكاسات كارثية»، مضيفا أن الناشطين كانوا يفكرون كل الوقت بأنه ينبغي أن يمر ذلك عبر الجزيرة، وأعلم ما يقصدونه. لذلك يجري تصوير الجندي وهو يطلق النار على الحشد، ومئذنة مصابة بالرصاص.

وتابع الثورة تحولت إلى صورة تقليدية ومقولبة حيث نرى أناسا يسقطون كالأرانب على يد جنود متوحشين إنه واقع مريع، لكننا إن حولنا الثورة إلى ذلك فلن نفهم شيئا

إيلاف في

01/12/2012

 

الحقبة النازية على الشاشات: حكاية لا تنتهي

دوتشيه فيليه 

الأفلام التي تتناول الحقبة النازية لها شعبية في ألمانيا، ففي التلفزيون كما في السينما لا يمر أسبوع دون عرض فيلم يتناول هذه الحقبة الممتدة بين 1933 و1945.. وتشكل هذه الأفلام دروسا من الماضي خاصة للأجيال الجديدة.

من عايشوا الأحداث التاريخية التي شهدتها هذه السنوات ، في طريقهم إلى الزوال.. لكن أطفالهم وأحفادهم لا يزالون على قيد الحياة، شاهدين على مرحلة مهمة من التاريخ الألماني.. تجاربهم وقصصهم أصبحت مادة خصبة لكتّاب ومخرجي الدراما الألمانية، خاصة قصص أطفال النازيين وأطفال الضحايا اليهود.

يحكي فيلم "لورا" للمخرجة كايت شورتلاند قصة فتاة تبلغ من العمر 15 سنة حاولت أن تنعتق بعد الحرب العالمية الثانية من تصور والدتها التي كانت تابعة للفكر النازي .. الفيلم تم إنتاجه بتعاون فريق دولي.

أما فيلم " الصديق الألماني" فتتناول المخرجة جينينا ميرأبفل علاقة صعبة جمعت بين ابنة أسرة يهودية مهاجرة في الأرجنتين وابن أحد النازيين الهاربين في الأرجنتين.

هل ستعرف الأفلام التي تتناول المرحلة النازية والهولوكوست نهاية؟ السؤال يمكن الإجابة عنه بـ "لا" ، وهناك سبب لذلك.. أولا هناك الكثير من الحكايات التي من الممكن حكيها، وتقول المتخصصة في السينما سونيا شولتس:"صحيح أن الجيل المعني بتلك الأحداث في طريقه إلى الزوال، لكن أطفالهم وأحفادهم لا".. وتتابع " هذه الأفلام تركز على سؤال ما الذي عايشه جدي؟".

إضافة إلى ذلك يتزايد جيل جديد من المخرجين المنشغلين بهذا الموضوع ويتناولونه مستخدمين تقنيات جمالية حديثة.

حددت شولتس من خلال دراساتها موجات مختلفة تناولت الموضوع.. فمباشرة بعد الحرب تناول ضحايا العهد النازي هذه المرحلة في أفلامهم .. عشر سنوات بعد ذلك ظهر ما يسمى ب"السينما النضالية"، حيث حاول مخرجو هذه الأفلام الضغط لإطلاق سراح الجنود ذوي الرتب الصغيرة، باعتبارهم ضحايا أيضا، وذلك تحت شعار" الجيش الألماني بريء

السلسة الأمريكية "هولوكوست"  وفيلم "لائحة شيندلر"  أضفت على الأفلام بعدا عاطفيا، الفظاعات والقسوة التي أظهرها المخرج سبيلبرج في عمله زادت من الجرعة العاطفية "كما تشرح شولتس".. الأشكال الميلودرامية أصبحت ممكنة حتى في السينما والتلفزيون الألمانيين، فمن قبل لم يكن من المعتاد رؤية هذه الأعمال النقدية في بلد الجناة أنفسهم.. بل أصبح من الممكن تناول الموضوع بطريقة كوميدية كما هو الحال مع الفيلم الساخر عن هتلر الذي ظهر سنة 2007 بعنوان "زعيمي" للمخرج داني ليفي.

وفيما يخص الأفلام التي تناولت الحقبة النازية أسست هوليود تيارا خاصا بها، نستحضر على سبيل المثال أفلام: "إنغلوريوس بييزتيردس" لكوينتين تارانتينو أو "فالكري" لتوم كروز، وهما الفيلمين اللذين شكلا نموذجا لأفلام المدرسة الهوليودية، والتي صورت أغلبها في ألمانيا.

الشروق المصرية في

01/12/2012

 

خالد أبو النجا:

الإخوان أضاعوا فرصة تاريخية فى كسب ود وتعاطف الشعب المصرى.. ومن يقول على المصرى غير مؤهل للديمقراطية يأتى لميدان التحرير لكى يتعلمها

كتب هانى عزب 

أكد الفنان خالد أبو النجا لـ"اليوم السابع" رفضه الإعلان الدستورى، وأن المليونية التى كانت أول أمس الثلاثاء، بميدان التحرير ليس إلا رسالة تحذيرية للمسئولين بأن الشعب المصرى على وعى سياسى كبير ورافض للقرارات التى تجعل من الرئيس محمد مرسى فرعونا جديدا.

وتابع أبو النجا، بأن من يقول على الشعب المصرى بأنه غير مؤهل للديمقراطية عليه أن يأتى لميدان التحرير لكى يتعلمها، ويتعلم كيفية الرقى الذى يكون عليه المواطن المصرى واعتصامه السلمى، ولكن الوضع تغير عند الشعب المصرى بأنه لن ولم يسكت مرة أخرى، عن إضاعة حقه وأن يتواجد رئيس ديكتاتورى لن يرى إلا نفسه وجماعته فقط لا غير، فالثورة الحقيقية وصلت للشعب المصرى ولم تصل إلى الحاكم المصرى.

وأشار أبو النجا، إلى أن نفس الأحداث تتكرر من جديد على غرار ثورة 25 يناير، فالإخوان فى البداية أعلنوا عدم نزولهم ميدان التحرير وبعد ذلك تواجدوا، وغيرها من الأمور التى تتكرر، ولكن يجب أن يعلموا جيدا بأن الشعب المصرى قام بخلع الرئيس مبارك فى ظل قوته، فبالتأكيد سيكون قادرا على خلع مرسى فى حالة استمراره على نفس النهج فى قرارات خاطئة لا تصب فى صالح الوطن.

وأضاف أن الإخوان أضاعوا على أنفسهم فرصة كبيرة فى كسب ود وتعاطف جميع فئات الشعب المصرى حوله والعمل على مصلحة الوطن، ولكنهم نظروا إلى أنفسهم وكيفية تمكين نفسهم فى جميع الأشياء والمناصب التى توجد فى البلاد ولكن عليهم أن يتذكروا بعدم استطاعتهم لذلك بسبب وعى الشعب المصرى الذى أصبح عليه والتوحد الذى يعيشه جميع الأحزاب حاليا.

وأختتم أبو النجا حديثه بضرورة حل اللجنة التأسيسية للدستور، والعمل على لجنة أخرى تضم جميع فئات المجتمع المصرى، وأن نسير فى الاتجاه الصحيح وأن يكون الدستور أولا، وأن يكون العمل بعد ذلك فى صالح البلاد.

اليوم السابع المصرية في

01/12/2012

 

Life of PI... رحلة سراج شارما المدهشة من الهند إلى هوليوود

كتب الخبرربيكا كيغان 

كان سراج شارما في مهمة خاصة في يومه الثاني في لوس أنجلس. تحدث نجم فيلم Life of Pi (19 عاماً) من منزله في دلهي، الهند، عن زيارته الأولى إلى الولايات المتحدة: «أردتُ أن أتناول البرغر هناك بغض النظر عما يحصل معي».

أثناء وجود سراج شارما في الولايات المتحدة خلال بضعة أيام من شهر يونيو الفائت لتسويق فيلم Life of Pi وزيارة حرم بعض الجامعات، كان مصمماً على تجربة بعض وسائل الراحة في كاليفورنيا مثل الطقس العجيب وأسلوب العيش المغاير.

قال شارما أثناء وجوده خارجاً في موقف شركة 20th Century Fox: «تتمتعون هنا بأشعة الشمس، لكنّ الطقس ليس حاراً. لم يخبرني أحد بهذا الأمر. هذا مدهش. في الهند، إذا كان الطقس مشمساً يكون الجو حاراً».

من المدهش أيضاً أن يتم اختيار شارما المبتدئ في دور «باي باتل»، أحد أصعب الأدوار التمثيلية في هذا الفيلم الذي يُعتبر من ضمن أكثر الأعمال الواعدة لهذه السنة. أشادت التعليقات الأولى عن الفيلم بأدائه المقنع على الشاشة.

فيلم Life of Pi من إخراج أنغ لي، ومقتبس من الرواية الماورائية التي حصدت أعلى المبيعات للكاتب يان مارتل. يؤدي فيه شارما دور شاب هندي ينجو من تحطم سفينة قبل أن يجد نفسه وحيداً على قارب نجاة مع نمر بنغالي. يؤدي شارما في هذا الفيلم أول دور تمثيلي له عبر تجسيد شخصية «باي»، دور كان ليطرح تحديات كبرى على أي ممثل مخضرم، فقد اضطر إلى التمثيل في وجه كائنات محوسبة، فضلاً عن كسب وفقدان 20 كيلوغراماً تقريباً وتجسيد الرحلة الروحية التي تخوضها شخصيته عبر بضعة سطور شفهية والظهور على الشاشة في معظم مشاهد الفيلم.

تبدو ملامح الاتزان والحماسة على وجه شارما، لكنه لا يبدو خائفاً بأي شكل لأنه سيتحول بين ليلة وضحاها من مراهق مجهول يلعب كرة القدم إلى نجم في فيلم مُنتظَر يُعرض بتقنية ثلاثية الأبعاد ومن إخراج رجل حائز جائزة «أوسكار». قال شارما: «يبدو الأمر أشبه بحلم ومشروع سريالي بالنسبة إلي. في حال فشل المشروع قد أشعر بالضغط والتوتر، لكنه لن يفشل. أتمنى ألا يفشل. «باي» لم يغرق على الأقل!».

مظهر بسيط

شاهد فريق اختيار الممثلين أكثر من ثلاثة آلاف شاب في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والهند لاختيار من سيمثّل هذا الدور، وكاد شارما ألا يكون واحداً منهم. لم يكن مهتماً بالتمثيل ولكنه رافق شقيقه الأصغر سريهارش لإجراء تجربة أداء في دلهي على أمل بأن يتوقفا في محطة مترو الأنفاق لتناول السندويتشات بعد انتهاء التجربة. (ظهر سريهارش في أجزاء صغيرة من فيلم The Darjeeling Limited للمخرج ويس أندرسون في عام 2007، وفي فيلم For Real للمخرجة سونا جاين في عام 2010).

أوضح شارما: «رافقتُه بكل بساطة لأنني أردت تناول الغداء معه. فقالوا لي إن عمري مناسب للدور وطلبوا مني تقديم تجربة أداء. فأخبرتهم بأنني سأقوم بذلك بما أنني سأنتظر هناك في جميع الأحوال».

خلال تجربة الأداء، قرأ شارما بعض السطور من كتيّب قديم. كان مظهره البسيط (كان يضع نظارات وكان سنّه مكسورة) هو الذي لفت نظر مديرة اختيار الممثلين أيفي كوفمان التي تولت أيضاً اختيار الممثلين في فيلمَي Lincoln و Prometheusهذه السنة.

قالت كوفمان: «كان شقياً بعض الشيء. لديه ابتسامة ماكرة. وكان أكبر من عمره بما يكفي». اقتنعت كوفمان فوراً بأداء شارما، فقد كان تمثيله طبيعياً مقارنةً بالأسلوب السطحي الذي اتّسم به ممثلو بوليوود الشباب الذين شاركوا في تجارب الأداء.

قدّم شارما ثلاث تجارب أداء إضافية خلال الأشهر الستة اللاحقة. حين عرض لي لقطات له أمام المديرين التنفيذيين في شركة «فوكس»، سُحروا به سريعاً أيضاً.

لكن تطلّب إقناع أهل شارما وقتاً أطول. كانت والدته خبيرة اقتصادية ووالده مهندس برمجيات، وقد شعرا بالقلق من أن يفوّت ابنهما سنته الأخيرة في المدرسة الثانوية وقد أربكهما عقد العمل المعقد الذي عرضته شركة الإنتاج وفق قول كوفمان. أوضح شارما: «قال أنغ إن هذه التجربة ستكون تثقيفية بحد ذاتها وستغير حياتي وتعلمني أموراً أكثر من المدرسة. في النهاية، شعر والداي بالحماسة وشجعّاني على خوض التجربة».

نظمت والدة شارما احتفالاً صغيراً حيث عيّنت لي معلماً روحياً لابنها، فاعتبر المخرج أن نجم فيلمه هو تلميذه. كان يجب أن يتعلم الكثير عدا الأمور الأساسية التي تحصل في موقع تصوير الفيلم. على سبيل المثال، لم يكن شارما يجيد السباحة وكانت غالبية مشاهد الفيلم ستُصوَّر داخل حوض فيه 1،7 مليون غالون ماء في تايوان، فضلاً عن تصوير لقطات أساسية تحت الماء.

تولى مدرب الممثلين البدلاء في الفيلم، تشارلي كروويل، تعليم شارما السباحة ودرّبه على أداء مشاهده الخطيرة بنفسه وحبس أنفاسه في مشاهد طويلة.

أضاف شارما: «كان يجب أن أحبس أنفاسي طوال دقيقة. بدأتُ بفعل ذلك مدة 15 ثانية وكنتُ أعتبره وقتاً طويلاً جداً. حين خرجتُ من الماء، كان الجميع ينظرون إلي ويسخرون مني لأنني لا أحبس أنفاسي أكثر من 15 ثانية. لكنهم درّبوني. كانوا يربطون حبلاً في أسفل الحوض كي أغطس وأسحبه إلى الجهة الثانية... في نهاية التدريب، نجحتُ في حبس أنفاسي طوال دقيقة ونصف الدقيقة وكنتُ أتابع السباحة... كانوا يريدونني أن أبرع في السباحة لدرجة ألا أحتاج إلى التفكير بما أفعله وأن أركز على الأداء».

دروس يوغا وفلسفة

ستيفن كالاهان هو بحار كان قد صمد طوال 76 يوماً في طوافة نجاة في المحيط الأطلسي وتمت الاستعانة به في الفيلم كمستشار بحري يمكن الاستفادة من تجربته، وقد علّم شارما مهمات عدة مثل الصيد وبناء شراع. أخذ الممثل المراهق أيضاً دروساً في اليوغا والتأمل والتنفس والفلسفة.

قال المخرج لي: «أصبح سراج الزعيم الروحي لنا جميعاً. نحن متخصصون ولكننا مرهقون أيضاً. بعد صناعة الأفلام طوال 20 سنة، لا يمكن أن ندعي البراءة بعد الآن».

حين وقع الاختيار على شارما، كان يزن 68 كيلوغراماً. بفضل التدريب الجسدي، كسب ثمانية كيلوغرامات إضافية. ثم بفضل حمية غذائية ترتكز على تناول التونا والخس، انخفض وزنه مجدداً ليصل إلى 60 كيلوغراماً لأجل أداء الجزء الذي يصبح فيه «باي» على شفير الموت من الجوع.

تقاسم شارما مشاهده مع نمر بنغالي اسمه ريتشارد باركر. صحيح أن المخرج لي صوّر مشاهد مع نمور حقيقية لإدراجها في الفيلم، لكن في جميع المشاهد التي مثّل فيها شارما مع ريتشارد باركر، كان الحيوان محوسباً. لتخيّل الصورة المناسبة أثناء التصوير، شاهد شارما فيديوهات لنمور تلعب وتقاتل. ولإيجاد العواطف اللازمة في بعض المشاهد، كان يتكل على تدريب لي.

أضاف شارما: «لا يقول أنغ كل شيء بشكل مباشر ولكنه يبث فينا العواطف. يمكن أن نتصور ما يريدنا أن نتصوره. هذا الأمر يترسخ في عقولنا بطريقةٍ ما. لنفترض أن المشهد يتطلب ملامح حزن بسبب حصول حدث محبط. كان يطلب مني أن أغلق عيني وأن أستعيد الأوقات التي كنتُ أشعر فيها بالإحباط. كان يجعلني أفكر بأشياء معينة وأتحدث عن أمور تمنحني الشعور المطلوب. في نهاية المطاف، لا حاجة إلى التمثيل إذ تصبح المشاعر حقيقية بالكامل».

كان شارما يرتدي سترة وبنطلون جينز أثناء المقابلة وراح يتحدث عن مغامرته.

قال بكل جدية: «كانت التجربة كلها حقيقية بالنسبة إلي. أظن أنني عشتُ رحلة موازية: حين كان «باي» يخوض تجربته، كنتُ أعيش تجربتي الخاصة. نضجتُ من الناحية الروحية. بلغتُ الثامنة عشرة وأنا في موقع التصوير. غيرتني هذه التجربة من نواحٍ كثيرة. أدركتُ ما يحصل من حولي في العالم وفهمتُ سلوك الناس وطبيعتهم وأنّ الحياة تشمل أموراً كثيرة أخرى عدا تلك التي تراها العين... كنتُ أتمدد على المركب وأفكر بشخصية «باي» وبالحياة وبكل ما يحصل. بالنسبة إلي، لم أكن في موقع تصوير بل في مركب».

تابع شارما دراسة الرياضيات والاقتصاد، بناءً على إصرار أهله، خلال عشرة أشهر من التحضير والتصوير. وقد أنهى المرحلة الثانوية في الربيع بعد انتهاء الفيلم. هو يدرس الآن الفلسفة في كلية سانت ستيفان في نيودلهي، ويتمنى في مرحلة لاحقة أن يقصد جامعة نيويورك لدراسة الأفلام وأن يبدأ مسيرة مهنية من وراء الكاميرات، وقد ارتكز خياره هذا على تجربته الغنية أثناء تصوير الفيلم.

أوضح شارما: «أفكر في عقلي بأنني أريد في نهاية المطاف إخراج الأفلام وسرد القصص، ولا شك في أن الفلسفة ستمنحني رؤية أعمق ووجهة نظر مختلفة عن آراء الآخرين. عند عرض أي قصة، أريدها أن تكون عميقة. لقد شجعتني شخصية باي والمخرج أنغ على الغوص في أعماق الأمور. سأمثل مجدداً على الأرجح. لكن يبدو العمل من وراء الكاميرات أكثر إثارة للاهتمام».

رغم العيش ضمن موقع التصوير المحصور طوال أشهر، لم يكن شارما متأثراً بالنزعات التي تطبع هذا القطاع حين حضر عرض الفيلم الأول في مهرجان نيويورك السينمائي في شهر سبتمبر أو حين ظهر في  برنامج Today في الأسبوع الماضي. حين سُئل عما إذا كان استعان بمدير أعمال، أجاب قائلاً: «ليس على حد علمي».

هل بدت هوليوود مثيرة للاهتمام خلال زيارته الأولى؟ أجاب شارما مرتبكاً: «هل سبق وزرتم الهند؟ الهند مكان مجنون وتحصل فيه أمور جنونية... في كل مكان وفي كل زمان. يسير كل شيء بسرعة فائقة ويتحرك فيها كل شيء، ويمكن أن نجد آلاف الأشخاص في أي مكان ننظر إليه. تتعدد الألوان والنكهات ونجد الكثير من كل شيء. قد يصبح هذا الوضع مبالغاً فيه بالنسبة إلى بعض الناس. لكن أنا من هناك».

الجريدة الكويتية في

01/12/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)