حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان "جيهلافا" الوثائقي.. مدرسة اخرى للمهرجانات

طاهر علوان – جيهلافا : جمهورية التشيك

 

للمهرجانات مساراتها ومحتواها وهويتها المرتبطة بالأرض والأنسان، فهي جزء من دورة الحياة ومشهد من مشاهد الواقع فهي ليست نشاطا "قشرويا" ظاهريا بقدر ما هي حدث ثقافي وابداعي اكثر التصاقا بالحياة والأنسان ...وأجد ان مهرجان جيهلافا الدولي للسينما الوثائقية الذي احتفى هذا العام بدورته السادسة عشرة نموذجا لتلك المهرجانات المتمردة على الأشكال التزويقية والنمطية ، فهو يقام في مدينة تبعد قرابة 120 كيلومترا من العاصمة التشيكية براغ في مدينة صغيرة بعيدة عن صخب المدن الكبرى ومظاهرها، هنا يتنقل الحشد الكبير من السينمائيين القادمين من انحاء العالم عبر الدروب الحجرية لمدينة تتواضع امام القادمين اليها ببناياتها الواطئة وواجهاتها الجميلة والكل يهرع الى النشاطات اليومية المكثفة التي يعج بها برنامج المهرجان الحافل على مدى اسبوع كامل .

علاوة على المسابقات الرسمية للمهرجان فأنه يشتمل على كم كبير وكثيف من ورش العمل والندوات بشكل ملفت للنظر ، فثمة ورش عمل لصغار المنتجين وورش عمل للمخرجين وورش اخرى تناولت العلاقة بين المهرجانات ووسائل الأعلام والمهرجانات غير الأوربية وسبل التواصل معها وكان مهرجان بغداد السينمائي الدولي ومهرجان ابو ظبي السينمائي الدولي ضيفا هذا الحدث من بين عدد آخر من المهرجانات الدولية.

ومن الجهة الأخرى اقام المهرجان دورته الأولى لمؤتمر مدراء المهرجانات السينمائية وذلك من خلال اختيار قرابة 10 مهرجانات من انحاء العالم قدم ممثلوها عرضا بالصور قوامه 20 صورة فقط يفترض ان تكشف عن كل ما يتعلق بالمهرجان : التحضيرات، الجمهور المستهدف، الورشات والندوات المصاحبة، المسابقات، الافتتاح والختام وغير ذلك مشفوعة بتعليق موجز ومكثف وكان من بين المهرجانات التي اختيرت هذا العام : مهرجان زغرب للسينما الوثائقية، مهرجان مرسيليا للسينما الوثائقية، مهرجان كالفورنيا للسينما الوثائقية، مهرجان بغداد السينمائي الدولي، مهرجان تامبير السينمائي في فنلندا، مهرجان ابو ظبي السينمائي الدولي ومهرجانات اخرى .

هذا العرض الثري والمكثف اثار جمهور المهرجان تاركا نقاشا واهتماما ملفتا للنظر فيما يتعلق بهوية المهرجان وارتباطه بثقافة البلد نفسه وهويته الثقافية والإبداعية وقد علق مدير مهرجان جيهلافا "ماريك هوفوركا " قائلا :" اننا من خلال هذه التجربة الفريدة نطلق الدورة الأولى لمؤتمر مدراء المهرجانات من انحاء العالم ووقع الاختيار في هذا العام على مجموعة من المهرجانات الجديرة بالأهمية منطلقين من رؤية اداراتها لوظيفة الفيلم في الحياة اليومية المعاصرة ".

ولعل ما شهده المهرجان من ورشات عمل اشرت بشكل واضح لرؤية في تأسيس وتطوير قواعد متنوعة للحوار بين أطراف العملية السينمائية فمثلا اذا كان المهرجان قد استضاف مدراء المهرجانات وقدموا شهاداتهم المكثفة حول مهرجاناتهم فأنه استضاف ايضا اشخاصا واكبوا المهرجانات وشخصوا ملامحها وهويتها كمثل الشهادات التي قدمها كل من يانا بيتاكوفا التي عملت في الشرق الأوسط لكل من مهرجانات دبي والدوحة تربيكا وقدمت خلاصة تجربتها من خلال عملها في تلك المنطقة من العالم المعروفة بخصوصيتها وسلطت الضوء على ما معنى ان تكون امرأة اوربية تعمل في البرمجة او شؤون الضيوف في مهرجان عربي. في الجانب الآخر عرض "ترولس لاي" رئيس تحرير احدى المجلات السينمائية في النمسا خلاصة تجربته في تغطية المهرجانات وماهي المعايير التي يعتمدها في انجاز التغطيات وكيف يمكن النظر الى المهرجانات على انها ناجحة ، معايير النجاح :هل هي في ضخامة الميزانيات وطول البساط الأحمر واستئجار النجوم ام في البذخ والمظاهر المسرفة ام في البرامج والمسابقات وجودة المختارات ام في النشاطات المصاحبة وسلط الضوء على الجانب الشكلي والهامشي لإقامة ندوات المجاملة والحكي المجرد التي تعجز من ان تخرج بنتائج ملموسة وعملية يكون لها دور او وظيفة في الحد الأدنى لخدمة وتطوير جمهور المهرجانات بشكل عام .

نشر المهرجان دليلا ضخما لضيوفه من المخرجين والمنتجين ومدراء المهرجانات وحرصت برامجه اشد الحرص على توفير فرص اللقاء والتعارف والحوار مع مدراء المهرجانات والمخرجين وذلك من خلال ندوات الحوار التي كانت دائما مقترنة بتوصيات عملية فعالة ومفيدة .ومن بين عدة ورش القيت فيها محاضرات قد شاركت في ورشة متخصصة شارك فيها الى جانبي كل من نيكولاي نيكيتين مدير البرامج في مهرجان برلين السينمائي لوسط وشرق اوربا وانا بورجينون مديرة مهرجان مرسيليا السينمائي الدولي ودانييلا جلابيكوفا مديرة مهرجان براتيسلافا وقد ناقشت هذه الورشة محور التعاون والتنسيق بين المهرجانات وناقشت ايضا دور وسائل الأعلام في تعزيز دور المهرجانات والحوار المطلوب بين الطرفين ونوقشت في الورشة تجارب المهرجانات الأربعة وعرضت نماذج من التغطيات التي انجزت لنشاطاتها وفي الختام تم وضع توصيات حيث اجتمعت الورشات جميعا في صالة واحدة وقدمت كل ورشة توصياتها ثم نوقشت بعض التوصيات والملاحظات لتعتمد في اطار عمل منهجي مبرمج واحد يجري البحث فيه واستكماله في دورات المهرجان المقبلة .

على الجانب الآخر حضيت السينما في التشيك بندوات وورش متخصصة شارك فيها كبار المخرجين والمنتجين في ذلك البلد الذي تتنوع فيه مصادر الإنتاج السينمائي ما بين الدعم السنوي للحكومة ودعم مؤسسة ميديا التابعة للاتحاد الأوربي وانتاج الشركات الخاصة والمعاهد السينمائية لتكون وفرة ملفتة للنظر حقا .

وكان للمخرجين الشباب نصيب في ندوة حوارية شاملة ومطولة بحضور خبراء متخصصين استمعوا لآرائهم وافكارهم وتجاربهم والتحديات والمشكلات التي تواجههم في مسيرة انجاز عملهم وحيث كان التركيز على تلك التجارب الواعدة ركنا اساسيا من اركان وظيفة المهرجان الذي سلط الضوء كثيرا على تجارب السينما التشيكية الواعدة .

ولنأت الآن الى ندوات موازية اخرى لاتقل اهمية عما ذكرناه آنفا مكتفين بعناوينها التي تدل عليها وعلى اهميتها البالغة :

- كيف تكتشف الأفلام ؟ ، عرض تجارب "المبرمجين" في عدد من المهرجانات الدولية وشهاداتهم .

- كيف يمكنك الحصول على دعم وراعين للمهرجان ؟ عرض تجارب مهرجانات

- ماذا يتوقع مدراء المهرجانات من اجهزة الأعلام وما هو المطلوب منها وماذا يتوقع الصحافيون والنقاد من المهرجانات ؟

- ضوء على تجارب " قسم الضيوف في المهرجانات السينمائية الدولية ".

- صناعة الفيلم وتحديات التكنولوجيا والتمويل ، عرض تجارب .

لعل هذا هو غيض من فيض ما اشتمل عليه المهرجان من برامج واقعية وعملية خفتت عنها فلاشات الكاميرات وضجيج الفضائيات المعتاد حيث كانت جميع المناقشات تجري في اجواء حميمية هادئة بعيدة عن ضجيج الادعاء بقدر ملامسة قضايا السينما في انحاء العالم وعرض تجارب مدراء المهرجانات وحيث قدم مدير مهرجان بغداد السينمائي الدولي عرضا شاملا مدعما بالصور لأعمال الدورة الرابعة من المهرجان التي اختتمت مؤخرا بمشاركة اكثر من 300 فيلما من 60 دولة .

يضيف مهرجان جيهلافا في هذه الدورة اضافة ناجحة وموفقة شهدت عليها غزارة برامجه واقسامه وتنوعها وحسن التنظيم وتنوع المسابقات وكثرة التجارب والمخرجين والمنتجين ومدراء المهرجانات يضاف الى كل ذلك دماثة وطيبة سكان تلك المدينة الحالمة الصغيرة التي كانت تعيش ايام الخريف فباغتها ربيع السينما في واحد من المهرجانات الأثيرة الى النفس والتي ستبقى على البال مع مهرجانات اخرى رائعة في متانة تنظيمها واعدادها واهدافها وغزارة مادتها الفيلمية والثقافية وقد لا ينتبه اليها كثيرون ....

الجزيرة الوثائقية في

28/10/2012

 

"فدائي" أفضل وثائقي في الأيام السينمائية بالجزائر

ضاوية خليفة - الجزائر  

توج وثائقي ''فدائي'' للمخرج الجزائري الشاب ''داميان أونوري'' بجائزة أفضل فيلم تسجيلي خلال الدورة الثالثة من الأيام السينمائية بالجزائر العاصمة، و التي أسفرت أيضا عن فوز فيلم ''استرخاء في صبيحة يوم سبت'' بجائزة أفضل فيلم قصير للمخرجة صوفيا جمعة - انتاج جزائري فرنسي- بينما حصل كل من الفيلم الألماني ''فورن'' للمخرجة مريم فاس بلدان، و فيلم ''ادويج'' للمخرجة منية مدور على تنويه خاص، في حين قررت لجنة التحكيم برئاسة مخرج فيلم زبانة '' سعيد ولد خليفة '' منح جائزة أحسن سيناريو في فئة الأفلام الوثائقية بالنسبة للمسابقة التي أطلقتها جمعية '' لنا الشاشات '' السينمائية المنطمة للتظاهرة، لفيلم '' أبي كان ثوريا '' لمناد مبارك، في حين عادت جائزة أحسن سيناريو فيلم قصير للمخرج ''مهدي لعبيدي'' عن فيلمه الموسوم ب '' جسر الهرب''، و اكتفى سيناريو الفيلم القصير '' تحيا الجزائر'' لفضيل مرباح بتنويه خاص، في حين تم تزكية أخر الأفلام المعروضة في الدورة الثالثة ''بعض الأحلام بعض الحياة'' للمخرج حميد بن عمرة بمنحه جائزة الجمهور عن عمله هذا الذي يقدم فيه صورة الجزائر و الثورة التحريرية عند الأخر و تناول ذلك بشهادات حية لكبار الشخصيات في الفكر، السياسية والأدب كمحمود درويش و الفن كمريم ماكيبا و شخصيات عالمية اخرى، بدورها أشادت لجنة التحكيم التي ضمت أسماء سينمائية و نقدية من الجزائر، المغرب، سويسرا، فلسطين و مصر بمستوى الأعمال المقدمة و كذا السيناريوهات التي وصلتهم في مسابقة كتابة السيناريو و التي تعبر عن وعي سينمائي ومستقبل أفضل للسينما الجزائرية.

وقد شهدت الأيام السينمائية الثالثة عرض أزيد من 40 فيلما في كل الأصناف ممثلين لأكثر من 9 دول، وصرح مدير الأيام السينمائية ''سليم عقار'' أن حوالي 80 بالمائة من الأفلام التي تم استقدامها هذا العام حديثة الإنتاج و جديدة و منها ما عرض لأول مرة بالجزائر، و قد ضمت رزنامة الأيام التي يسعى ويتنمى القائمون عليها أن ترتقي لتصبح مهرجانا دوليا العديد من المحاور و المواضيع الهامة سواء ما تعلق بالندوات '' السينما و المرأة''، ''السينما و حرب التحرير''، ''السينما العربية بعد الثورات الشعبية''، وأخيرا ''الجيل الجديد من السينمائيين'' أو حتى بالنسبة العروض السينمائية منها : وثائقي ''11 سبتمبر خوف، غضب و سياسة'' لنادية زواوي، ''فدائي'' لدميان أونوري، ''مرسيدس'' لهادي زكاك، ''ناس الغيوان'' لعمر بن حمو، ''الراقصة'' لعبد الاله الجوهري، ''نساء لاجئات'' و ''نساء في راحة'' لباولا بالسيوس، ''لغة زهرة'' لفاطمة سيساني، ''فقط كامرأة'' لرشيد بوشارب و أفلام عن تورثي الياسمين و 25 يناير برؤية اخراجية شبابية تعبر أو تعلن عن ميلاد موجة جديدة من المخرجين في العالم العربي.

''فدائي'' ذاكرة رجل و وطن

توقع الكثير ممن تابعوا عرض فيلم '' فدائي '' فوزه بأحد الجوائز كونه عمل متميز على أكثر من صعيد، يؤرخ لحقائق تاريخية و يأرشف لشهادات من عايشوا الثورة و فضلوا الخفاء و لأنه يقدم رؤية جديدة للثورة ببصمة شبابية، فبعدما مثل و فيلم ''زبانة'' السينما الجزائرية مؤخرا في مهرجان تورنتو جاء عرض الفيلم الوثائقي ''فدائي'' للمخرج '' داميان أونوري'' لأول مرة بالجزائر الذي يعول عليه كثيرا في خمسينية الاستقلال أن يمثلها في العديد من المهرجانات الدولية، فالفيلم يحمل الكثير من الميزات يكفي أنه أصبح وثيقة و مرجعا يمكن العودة اليه في ظل الافتقار الرهيب لأرشيف الثورة الجزائرية، و لأنه أيضا يسلط الضوء على هؤلاء الرجال الفدائيين الذين قدموا الكثير للأرض و الوطن و اختاروا عدم التباهي بما فعله من بطولات حتى أنه لم يسرد الكثير من الحقائق التاريخية و البطولات النضالية لا على أبنائه ولا على أحفاده فقد شكل ''محمد الهادي بن عدودوة'' محرك العمل الذي حرك مشاعر الحاضرين بعد أن اختار البوح بما عنده و استنطاق الذاكرة و الصورة معا، و هو يرسم حلقة تواصل بين الأجيال في مشاهد حميمية لرجل لا يخشى الموت اذا ما تعلق الأمر بالوطن، ففي ظل المغالطات الكبيرة و الحديث عن تزوير للحقائق تأتي أهمية مثل هكذا انتاجات لتميط اللثام عن جانب مهم من الثورة و تحق الحق وتكشف الباطل و تعيد الاعتبار لهؤلاء الرموز المهمشين.

حضور الجزيرة الوثائقية في الأيام السينمائية

تجدر الاشارة الى أنه تم عرض ثلاث أفلام منتحة من قبل الجزيرة في الدورة الثالثة من الايام السينمائية و يتعلق الأمر فيلمي المخرجة الاسبانية باولا بالاسيوس ''نساء لاجئات'' و ''نساء في راحة'' و كذا فيلم 'ناس الغيوان'' لعمر بن حمو، و فيلم الجزائرية نادية زواوي المعنون ب ''11 سبتمبر خوف، غضب وسياسة'' و الذي يتحدث عن وضعية المسلمين في أمريكا الشمالية بعد تلك الأحداث و بالضبط عشر سنوات بعد وقوعها، وهو عبارة عن عمل صحفي مبني على دراسة قامت بها ''واشنطن بوست'' و ''اي بي سي نيوز'' و الذي أظهر أن نسبة عدائية الأمريكان للمسلمين و تخوفهم منهم ارتفعت الى 49 بالمائة سنة 2010 بعدما كانت لا تتعدى 24 نسبة سنة 2002، و هذا ما دفعها لانجاز هذا العمل المرتقب عرضه يوم 27 أكتوبر لأول مرة ب ''كيباك'' كندا، و قد أرجعت صاحبة العمل سبب تغير نظرة الغرب للمسلمين الى وسائل الاعلام التي تظهر المسلمين دائما على أساس أنهم ليسوا سوى مجموعة من الإرهابيين، و بالتالي يمكن القول أن هذا العمل يضاف الى أفلام أخرى أنجزت عن الحادثة التي غيرت الكثير من المعطيات وأدت لاتساع هوة و حدة الخوف و الكراهية بين العرب عموما والمسلمين خصوصا و الغرب، و بالتالي الفيلم الوثائقي الجديد لنادية زواوي "خوف، غضب وسياسة " جاء ليسلط الضوء على معاناة العرب والمسلمين الأميركيين من تلك الأفكار والأحكام المسبقة التي تلت الاعتداءات.

الجزيرة الوثائقية في

28/10/2012

 

عودة الى كلاسيك السينما (17):

عناقيد الغضب

حميد مشهداني من برشلونة:  

اود الكتابة عن فيلم صنع قبل اكثر من 70 عاما، من مفارقات التاريخ الذي اعتاد كتابة نفسه كل بضعة عقود تجعل منه وثيقة نادرة في تاريخ السينما. الفيلم يتحدث عن نتائج الكارثة الاقتصادية التي عانتها "أميركا" في عام 1929، وتاثيرها على حياة الملايين من الاميركان الفقراء الذين قدموا إلى هذه الارض من كل اطراف العالم بحثا عن "الحلم الاميركي".

وهم على وشك تحقيق احلامهم و بجهود شاقة في ظروف قاسية، تعلن "بورصة "نيويورك افلاسها و مع هذا السقوط يتساقط العديد من أصحاب الاسهم، و مدراء البنوك من نوافذ ناطحات السحاب كما حشرات في حالة انتحار جماعي..... اليوم، و نحن نعاني أزمة اقتصادية و مالية خطيرة تدخل في عامها الخامس على المستوى الاوربي بشكل خاص و العالم بشكل عام نشاهد بالم تسريح مئات الوف من العمال والموظفين كل يوم، ثم مصادرة البيوت من قبل البنوك الفاشلة، الفارق الزمني بين الازمتين هو 80 عاما، في الازمة الاولى و كما ذكرت انتحر العديد من مسؤلين البنوك و اصحاب الاسهم بسسبب سوء ادارتهم، و جشعهم و مساهمتهم الضرورية في افلاس المؤسسات المالية، اليوم، يحصل العكس، فهؤلاء غادروا وظائفهم مع مكافات مالية لا يحسد عليها أمام فشلهم في الادارة. و فسادهم على حساب دافع الضرائب.

دون شك فيلم "عناقيد الغضب" 1940 يعتبر واحدا من التحف للعظيم "جون فورد" 1895-1973 الايرلندي الاصل، يتبنى فيه احدى الروايات الاميريكية الأكثر "ماركسية" للكاتب العظيم ايضا "جون شتاينبك" 1902-1968 و التي كان قد كتبها قبل عام من صنع الفيلم حيث فاز بجائزة "بوليتزر" الادبية. الغرابة هنا هي عدم تطابق ايديولوجية الرجلين السياسية، فكما هو معروف عن الكاتب انه كان محرضا سياسيا، ويساريا كما نرى في معظم اعماله الاولى بسبب من اصله الطبقي الفقير، فهو كان أبناء مقاطعة "ساليناس" الفقيرة انذاك في "كاليفورنيا" و مارس كل المهن الصعبة للعيش، من منضف الى مزارع ثم حارس اسطبلات الخيول. بينما كان "جون فورد" معروفا في افكاره اليمينية و المحافظة التي وثقها في العديد من افلامه اللاحقة.

الرواية "عناقيد الغضب" من كل جوانبها تعتبر من اكثر روايات "شتاينبك" ماركسية" كما اشرت سابقا، فيها يفصل هموم المواطن الاميركي الفقير الذي اصبح رمزا لملايين الاميركان الذين تضرروا اثناء سنوات القحط بعد نكسة الاقتصاد في 1929، و هذه حرقت "اليابس و الاخضر" في بلد شاسع كان محطة المهاجرين من كل انحاء العالم.

في مقابلة مع السينمائي و الباحث المستقل "بيتر بوغدانوفتش" يجيب "جون فورد" في اواخر ايامه عن سؤال هذا، و سر صناعته هذا الفيلم الذي هو في الاساس ضد افكاره السياسية المحافظة، كما يبرهن عليه كل تاريخه في الاخراج و صناعة السينما، هذا كان جواب فورد "ببساطة اعجبت بالفكرة لا اكثر، قرأت الرواية و كانت رائعة، و ايضا أعجبت بالسيناريو الذي كتبه "نونالي جونسون" 1897-1977 الذي قدمه لي "داريل زانوك" مدير شركة "فوكس"

حينها، كان هذا بالنسبة الي مسألة شخصية، لانني أتذكر جيدا ما حدث في "ايرلندة" و لفقرائها حيث سلبت أراضيهم، و تركوا لمصيرهم هائمين لينتهوا امواتا من الجوع في نهايات الطرق، -ربما لهذا السبب، لكن فكرة هجرة العائلة بكاملها اثارتني كثيرا، العائلة التي تتخذ قرارا مصيريا في سبيل الخلاص من هذا العالم الشرس".

في صيف 1936 كلفت صحيفة "سان فرانسيسكو نيوز" الصحفي الشاب اليساري"جون شتاينبك"1902 -1968 كتابة مجموعة من التقارير الصحفية حول الهجرة الجماعية من شرق و وسط امير كا الى "كاليفورنيا" التي ازدهرت فيها مزارع العنب و البرتقال، وهو شخصيا كان يسافر مع المهاجرين، و تمكن من انجاز 7 تحقيقات صحفية كانت تنشر بانتظام، فيها يصف هول الهجرة و قسوتها، و عناء الاف من العوائل التي فقدت كل شئ، من مزارع و بيوت بعد سقوط الاسواق المالية التي ليست لهم فيها لا ناقة و لا جمل، ولكنهم كانوا من اكثر المتضررين بعد مصادرة البنوك مزارعهم و حيواناتهم، في هذا السفر المرير كان الكاتب معهم، و عاش عن كثب طريق الهجرة الطويل و المتعثر ليصلوا "كاليفورنيا". من هذه التقارير الصحفية يتمكن الكاتب حياكة رواية مليئة بالقسوة من خلال واقعيتها المريرة و الموثقة.

في هذا الفيلم يؤدي الممثل العظيم "هنري فوندا" 1905-1982 اجمل ادوار شبابه في شخصية الشاب "جوود" الذي يكتشف واقعا مؤلما، بعد اطلاق سراحه من السجن. البنك صادر كل املاك العائلة المتواضعة، و المزرعة و كل شئ ليقرر الهجرة من "أوكلاهاما" الى كاليفورنيا كما كل العوائل التي عانت شرور البنوك حينها، و يقود عائلته في سفر طويل بحثا عن لقمة العيش و امل العمل بكرامة، وبعد السفر المتعب و الجهد الخارق تصل العائلة مزارع عنب كاليفورنيا الواسعة، اي الارض الموعودة، ولكنهم سرعان ما يكتشفوا خبث الوعود، و قسوة و جشع ملاكي هذه المزارع الذين يستغلون حاجة هؤلاء وضعفهم في ساعات عمل طويلة و شاقة برواتب تكاد لا تسد رمق العوائل هذه، و هؤلاء وجدت في منظمات "المافيا" الاجرامية قبضتها الحديدية في في منع تشكيل النقابات العمالية اولا، ثم سحقها بدون رحمة في اضراباتها اللاحقة، و "جوود" يكتشف لاول مرة انتمائه الطبقي رغم مروره بتجربة سابقة في اوكلاهاما، ليصير هذه المرة محرضا نقابيا واعيا خطورة المهمة التي ستضاعف العناء.

بدون شك، هذا من اجمل افلام "جون فورد"، ففي شعرية سينمائية رائعة ممزوجة بـ"دراماتية" الحدث الاجتماعي و الشرط الانساني في نهاية العشرينات حيث يعكس هموم الانسان المصيرية و اهمية التضامن و الاتحاد امام وجه الرأسمالية القبيح و جشعها، ليضع المشاهد متحيزا و بحق في موقفه امام هؤلاء البؤساء الذين سرقتهم وحشية و لا انسانية النظام المالي القائم انذاك، و ها هو يعود اليوم من جديد في حلة اكثر قسوة.

يحاكي فورد وضعا اجتماعيا و اقتصاديا مؤلما بالغا في الرداءة، فبعد السفر المتعب و الطويل يكتشف المهاجرون سراب الارض الموعودة، و ان جهدهم و عملهم اليومي الشاق أصبح أقل ثمنا من السابق، ورغم هذا لم يسقط في ديماغوغية الشعار السياسي، أكتفى بتصوير الرواية كما كتبها "شتاينبك"، وبمناسبة الحديث عن التصوير يمدح المخرج المصور الشاب "غريك تولاند" 1904-1948 الذي سيصور لاحقا مع "اورسون ويلز" اهم الافلام في تاريخ السينما "المواطن كين" 1941، يقول فورد كان "تولاند" من أهم عناصر صناعة الفيلم، و قام بكل ما يستطيع، كنا نصور حتى الظلام حيث لاشئ امام الكاميرا، وكنت الح عليه اثناء التصوير المخاطرة في في عمل شئ مختلف في التصوير السينمائي، و هذا ما صار، " اما السيناريو الرائع كان على عهدة المخضرم "نونالي جونسون" 1897-1977، و على قرب منه كان "شتاينبك" كمشرف على هذا.

عناصر الفيلم الاساسية ربما كانت ثلاثة، اذا أستثنينا مؤلف الرواية، "جون فورد" الذي يفوز الاوسكار، وهنري فوندا الذي في هذا يحدد مسيرته السينمائية اللاحقة و مواقفه السياسية و الاجتماعية امام العنصرية ليصير واحدا من اشهر نجوم هوليوود في مناصرة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، والمصور "غريك تولاند" في أروع تصوير سينمائي حتى ذالك الحين، و طبعا لا ننسى دور "جين دارويل" المميز، فهي كما الام الشجاعة. تمتزج في نضال صعب. و تحصل على الاوسكار ايضا في دورها الثانوي..

اخيرا، هذا المقال هو نتيجة ملاحظات عديدة اعتدت كتابتها منذ سنوات طويلة كل مرة فيها أشاهد فيلما كلاسيكيا، و رأيت مناسبا تجميع ما كتبته عن فيلم "عناقيد الغضب"، فهو رغم مرور العديد من العقود على صناعته يعتبر اليوم اكثر معاصرة من العديد من الافلام التي انتجت في الفترة الاخيرة حول الازمة التي تعاني منها اوربا والعالم كله، و في اسبانيا بشكل خاص لانني كنت من اوائل ضحاياها، فيلم ملتزم، فيلم محترم، فيلم يستحق المشاهدة، كما يستحق المقارنة لان مزامير الرأسمالية القبيحة عادت العزف من جديد.

إيلاف في

28/10/2012

 

"السينمائيين":

"عبده موتة" أجازته الرقابة وسنتصدى لأى مشهد ازدراء

كتب على الكشوطى 

رداً على بيان جمعية "محبى الأولياء"، والذى استنكرت فيه استهزاء فيلم "عبده موتة" بمقام السيدة فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وسيدة نساء العالمين، وعلى ابنيها الإمام الحسن والإمام الحسين.. وطالبت فيه شيخ الأزهر والمفتى والرئيس بالتدخل لوقف الفيلم، أوضح مسعد فودة نقيب السينمائيين لـ "اليوم السابع" أنه واحد من "محبى الأولياء"، وأن الفيلم مر بكل مراحله على جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، مشيرا إلى أن جهاز الرقابة لديه محاذير تجاه ازدراء الأديان، ولو كان الفيلم أو أغنيته تتهكم على الأولياء أو مقام السيدة فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله وسيدة نساء العالمين، وعلى ابنيها الإمام الحسن والإمام الحسين.. لكان جهاز الرقابة تصدى لها فورا، مضيفا أنه ينفى عن صناع الفيلم صفة التهكم أو الاستهزاء المتعمد إذا كان هنا أصلا استهزاء أو تهكما.

وأضاف فودة أنه لا داع لتصعيد الأمور، ومطالبة رئيس الجمهورية بمنع عرض الفيلم، ويجب قبل أن نصعد الأمور أن نتأكد ما إذا كان الفيلم يقوم بالتهكم عليهم أم لا، وإذا تأكدنا من أن الفيلم يتهكم على السيدة فاطمة وابنيها، فبكل هدوء سنتصدى لأى تهكم، بالحوار مع صناع الفيلم، ونحذف تلك الأجزاء منه، موضحا أن النقابة ستقوم بعمل لجنة مشاهدة بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى.

كانت جمعية "محبى الأولياء" استنكرت ما جاء فى فيلم "عبده موته" ما وصفته فى بيانها من تعد سافر على مقام السيدة فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وسيدة نساء العالمين، وعلى ابنيها الأكرمين سيدى شباب أهل الجنة الإمام الحسن والإمام الحسين، مؤكدة فى بيانها، أن الفيلم لم يكتف بعرض ما هو قبيح وسيئ، بل تجاوز ذلك بمزج مديح آل البيت بمشاهد خليعة ومسفة لا تليق بشريف مقامهم، ومكانتهم لدى الأمة الإسلامية.

وتوجهت جمعية "محبى الأولياء" إلى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية، لسرعة التحرك القاطع لوقف هذا الفيلم الذى يسىء إلى رموز الإسلام، بجانب مطالبتها رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى ورئيس الوزراء ووزير الإعلام، باتخاذ كافة التدابير اللازمة لوقف هذا العبث.

ودعت جمعية محبى الأولياء، الفنانين الذين شاركوا فى هذا العمل، إلى الرجوع والاعتذار عن هذا الفعل، فقد قال الله تعالى "من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب"، مما يجلب سوء الحال فى الدنيا وسوء المنقلب فى الآخرة.

وحثت المشتغلين بالفن على الحرص على الأعمال التى تنمى معانى الخير والجمال والوعى والذوق، والتعرض لسلبيات المجتمع، دون إسفاف أو تعد على مقدسات الأمة وثوابتها، ودعتهم إلى التعرف على آل بيت رسول الله ونبلهم وعطائهم، وبذلهم فى سبيل الله وحملهم الضعيف، وانتصارهم للعدل والحق.

"محبى الأولياء" تستنكر استهزاء "عبده موتة" بالسيدة فاطمة الزهراء والحسن والحسين.. وتطالب شيخ الأزهر والمفتى والرئيس بالتدخل لوقف الفيلم.. وتدعو صناعه لتقديم الاعتذار

كتب لؤى على 

استنكرت جمعية "محبى الأولياء" ما جاء فى فيلم "عبده موته" ما وصفته فى بيانها من تعد سافر على مقام السيدة فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وسيدة نساء العالمين، وعلى ابنيها الأكرمين سيدى شباب أهل الجنة الإمام الحسن والإمام الحسين، مؤكدة فى بيانها، أن الفيلم لم يكتف بعرض ما هو قبيح وسىء، بل تجاوز ذلك بمزج مديح آل البيت، بمشاهد خليعة ومسفة لا تليق بشريف مقامهم ومكانتهم لدى الأمة الإسلامية.

وتوجهت جمعية "محبى الأولياء" إلى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية، لسرعة التحرك القاطع لوقف هذا الفيلم الذى يسىء إلى رموز الإسلام، بجانب مطالبتها رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى ورئيس الوزراء ووزير الإعلام، باتخاذ كافة التدابير اللازمة لوقف هذا العبث.

ودعت جمعية محبى الأولياء، الفنانين الذين شاركوا فى هذا العمل، إلى الرجوع والاعتذار عن هذا الفعل، فقد قال الله تعالى "من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب"، مما يجلب سوء الحال فى الدنيا وسوء المنقلب فى الآخرة.

وحثت المشتغلين بالفن على الحرص على الأعمال التى تنمى معانى الخير والجمال والوعى والذوق، والتعرض لسلبيات المجتمع، دون إسفاف أو تعدى على مقدسات الأمة وثوابتها، ودعتهم إلى التعرف على آل بيت رسول الله ونبلهم وعطائهم، وبذلهم فى سبيل الله وحملهم الضعيف، وانتصارهم للعدل والحق.

جدير بالذكر، أن جمعية "محبى الأولياء" هى جمعية صوفية دعوية خيرية مشهرة، يقوم منهجها على عقيدة أهل السنة والجماعة، وعلى اتباع مذاهب الأئمة الأربعة، وتلتزم الجمعية بهذا المنهج السنى فى عملها وفى دعوتها.

مادلين طبر:

لن أقبل المشاركة فى أى عمل فنى بلا قيمة

 (أ ش أ) : تواصل مادلين طبر تصوير مشاهدها الأخيرة فى مسلسلى "طيرى يا طيارة" و"أهل الهوى" عقب إجازة عيد الأضحى المبارك، كما تقرأ حالياً نصين سينمائيين جديدين تدور أحداثهما فى إطار التشويق والإثارة

وأكدت الفنانة اللبنانية أنها لن تقبل المشاركة فى أى عمل فنى بلا قيمة، مشيرة إلى اعتذارها عن عدم المشاركة فى فيلمين الأول للمنتجة علياء الكيبالى، والثانى لشركة الحسينى للإنتاج الفنى، موضحة أنها رفضت أحد الفيلمين لأنها رأت أن السيناريو الخاص به كان ضعيفاً، فضلاً عن أنها لم تفضل الدور المعروض عليها للمشاركة فيه، لأنه كان غير مقنع بالنسبة لها.

أما الفيلم الثانى فقد اعتذرت عن عدم مشاركتها فيه لعدم توافقها مع مخرجه الجديد بعد انسحاب المخرج الأول الذى رشحها للتعاون معه فيه، لشعورها بأنه كان على صواب عندما قرر الانسحاب منه وتضامنا معه.

وأكدت قناعتها التامة إزاء أى قرار تتخذه، لافتة إلى أنه ينبغى على الفرد أن يفعل الصواب، أيا كان الموقف الذى يمر به، لأن ما هو مقرر للفرد سيحدث له لا محالة، وأنه إذا تخلى عن مبدأ من مبادئه وبدأ بالتنازل، فإنه لن يتوقف.

وقالت، "أخاف كثيرا من المستقبل ومن شخصيتى التى لا تقبل المساومة فى أن أجد نفسى وحدى بلا عمل".

وعن مدى تأثر الفن بصعود التيار الإسلامى فى دول الربيع العربى إلى سدة الحكم، أعربت مادلين عن اعتقادها بأن الفن سيتأثر سلبا، والحياة الاجتماعية فى الدول التى سيطر عليها الإسلاميون، وقالت، "لست متفائلة على المدى البعيد، وحاليا نعيش مرحلة تفادى الصدام، ولكن الأمر لن يدوم كذلك، فلابد أن تجد نفسك مستفزا ولكن حذارى من صرخة الفنان لأنها ستكون مدوية".

ورأت مادلين فيما يتعلق بشأن التغيير الذى ينشده المجتمع بعد الثورة، أن الأمور لم تتغير إلى الأحسن، باستثناء روح الثورة التى ألهمتنا القوة فى التغيير بعد أن عاش الجميع زمن الصمت الإجبارى، رغم الادعاء بالحريات، مشيرة إلى أن ثورة 25يناير كانت صاحبة الفضل فى الشعور بقيمة الديمقراطية فى التغيير، إلا أنها لم تثمر أكثر من ذلك، مضيفة، "نحن فى حالة تراجع بين ولا أشعر بالتغيير سلبا أو إيجابا".

محمد حمدى:

"مش خايف على الفيلم من الكوميديا"

كتب عمرو صحصاح 

أكد المخرج محمد حمدى لـ«اليوم السابع» أنه يقدم جميع الممثلين المشاركين فى فيلم «جوه اللعبة» فى أدوار جديدة لم يعتد الجمهور على رؤيتهم فيها، موضحا أن قمر يطل على جمهوره فى شكل جديد وبعيد تماما عن أدوار الرومانسية التى تعود الجمهور على رؤيته فيها، وهو نفس الأمر بالنسبة لريهام عبد الغفور التى تظهر هى الأخرى فى شخصية مختلفة تماما، حيث أكد حمدى أن ريهام استطاعت من خلال شخصية «هند» أن تعيد اكتشاف نفسها بعد أن ابتعدت عن أدوار الفتاة الهادئة الرومانسية الحالمة، كما أنه يعيد اكتشاف الفنانة الشابة رشا نور الدين من جديد، بعد أن شاركت فى عدة أعمال تليفزيونية سابقة، ونفس الأمر بالنسبة لمحمد لطفى، مشيرا إلى أنه ينتظر رد فعل الجمهور، بعد الجهد الكبير الذى بذله بمساعدة أسرة الفيلم.

وأضاف حمدى أن الفيلم مختلف بعض الشىء عن نوعية الأفلام التى تقدم فى مصر خلال الفترة الأخيرة، خاصة أن أحداثه كلها تدور فى إطار غامض تتخلله مشاهد الإثارة الحركية والبصرية، تجعل المشاهد متلهفا لرؤية المشهد التالى، نظرا للإثارة والغموض التى تدور حولها الأحداث بعد أن يتورط بطل الفيلم فى جريمة قتل.

وأشار حمدى إلى أن هذا العمل كان من المفترض أن يتم عرضه خلال موسم الصيف السينمائى الماضى، ولكن الفيلم تعرض للعديد من التوقفات نظرا لبعض المشاكل الإنتاجية، فضلا على التوترات التى شهدتها البلاد خلال الفترات السابقة، والخوف من الدفع به فى أوقات عصيبة حتى لا يتعرض للظلم.

أنه يقدم شيئا مختلفا عن نوعية الأفلام التى تقدم فى العيد.

ريهام عبد الغفور:

الجمهور سيفاجأ بشخصية "هند" كما فاجأته فى زوجة الريان

غير محظوظة فى السينما وظروف حملى ستحرمنى من متابعة ردود الأفعال 

تسير الفنانة ريهام عبدالغفور بخطوات بطيئة نحو السينما، على عكس تواجدها المكثف فى الدراما التليفزيونية، لكنها تراهن على دورها فى فيلم «جوه اللعبة»، وقالت لـ«اليوم السابع» إن سبب قلة تواجدها السينمائى، هو عدم تلقيها عروضا كثيرة كما يحدث فى مجال الدراما التليفزيونية، وأنها تقدم أفضل المعروض عليها، وهو ما وجدته من خلال شخصية «هند» التى تقدمها فى فيلم «جوه اللعبة»، مشيرة إلى أن الشخصية مليئة بالتفاصيل الكثيرة والمهمة، حيث تظهر طوال أحداث الفيلم فى شكل معين ويأخذ عنها الجمهور فكرة معينة، حتى يتفاجأ بها فى نهاية الفيلم فى شكل مختلف تماما وبشخصية أخرى عن التى تظهر بها طوال الأحداث، مؤكدة أن الشخصية مركبة وصعبة للغاية ولذلك استغرقت منها مجهودا كبيرا، متمنية أن تنال إعجاب الجمهور، لافتة إلى أن جلسات العمل الكثيرة والتى سبقت تصوير الفيلم أفادتها كثيرا فى التمرن على الشخصية، وأن توقفات تصوير الفيلم العديدة استغلتها فى التحضير جيدا لكل مشهد تقدمه.

وأضافت ريهام أن الفيلم تعتبره من المحطات السينمائية المهمة التى استطاعت أن تقدم من خلالها جديدا، وهو ما حدث فى آخر أدوارها فى فيلم «الغابة»، عندما ظهرت فى دور فتاة مشردة تعيش فى الشوارع، لافتة إلى أن الجمهور سيفاجأ بها مثلما حدث فى آخر أعمالها الدرامية من خلال مسلسل «الريان»، بطولة خالد صالح، عندما جسدت شخصية زوجة فتحى الريان الشقيق الأكبر لأحمد الريان، وعندما ظهرت فى دور المرأة اللعوب وهو الدور الذى لم يتعود الجمهور عليه منها، مؤكدة أن شخصية «هند» فى «جوه اللعبة» فتاة خائنة تجمعها قصة حب بطارق «مصطفى قمر» على الرغم من أنها متزوجة من شخص آخر، وكذلك طارق متزوج من امرأة أخرى، حيث تجمعهما نزوة خاصة، حتى يتورطا معا فى جريمة قتل ويعجز كل منهما عن الاعتراف بأنه كان يتواجد مع الآخر فى نفس توقيت حدوث الجريمة، نظرا لصعوبة موقف كل منهما أمام شريك حياته، حتى تنقلب حياتهما وتتصاعد الأحداث.

وعبرت عبدالغفور عن سعادتها بالتعاون الثانى الذى يجمعها بالنجم مصطفى قمر، بعد أن شاركته بطولة فيلم «حريم كريم»، منذ عدة سنوات، مشيرة إلى أن كواليس تصوير العمل، كانت من أجمل الكواليس التى مرت بها، نظرا لتواجد الجو الأسرى فى اللوكيشن، فضلا على علاقة الصداقة الوطيدة التى تجمعها بقمر وزوجته غادة، بالإضافة إلى رغبة جميع العاملين بالفيلم فى أن يقدموا شيئا مختلفا وحرص كل فنان فى العمل على أن يقدم أفضل ما لديه، وهو ما انعكس بالفعل على أحداث الفيلم، لافتة إلى أنه يعد التعاون الأول الذى يجمعها بمحمد حمدى كمخرج، بعدما عملت معه من قبل كمدير للتصوير، وأنها فوجئت بحسه الإخراجى العالى، وحرصه على التفاصيل الصغيرة فى كل مشهد يقدمه.

وقالت ريهام إنها لا تهتم كثيرا بموضوع البطولة المطلقة، ولكن تهتم أكثر بجدية الدور وقدرته على التأثير على المشاهد، وأنها غير محظوظة فى السينما، ولكن هذا لا يغضبها لأنها ترجع إلى رؤية المنتجين والمخرجين، متمنية أن تكون شخصية «هند» التى تقدمها فى هذا العمل خطوة سينمائية مهمة بالنسبة لها.

وأشارت عبدالغفور إلى أنها ستضع مولودا جديداً نهاية الشهر المقبل، وأن متاعب الحمل قد تمنعها من متابعة الفيلم ورد فعل الجمهور عليه فى السينمات خلال الأيام المقبلة.

صوتى هو الموسيقى التصويرية للأحداث لأننى المتأثر الأول بالشخصية..

مصطفى قمر: أعتمد على التمثيل وليس الشكل أو الغناء 

أكد النجم مصطفى قمر لـ«اليوم السابع»، أن دوره فى فيلم «جوه اللعبة»، والذى يعود من خلاله للسينما بعد أن ابتعد عنها خلال السنوات الأخيرة، مختلف عن نوعية جميع الأعمال التى سبق وقدمها، مضيفا أنه يجسد شخصية «طارق»، وهو شاب طموح يعمل فى إحدى الوكالات الإعلانية، يحب زوجته وابنته الوحيدة «سلمى» بشكل كبير، إلى أن يتورط فى جريمة قتل، وبعد هذه الجريمة تنقلب حياته رأسا على عقب، حيث تحدث للشخصية التى يجسدها تحولات درامية، فيتحول من مواطن مسالم إلى شخص يتخطى الخطوط الحمراء، ومع تتابع الأحداث، يستطيع فى النهاية أن يخرج من مأزقه الذى كاد أن يؤدى بحياته.

وأضاف قمر أنه كان يبحث منذ فترة عن سيناريو يستطيع أن يقدم جديدا من خلاله، وهو ما تعود عليه فى كل عمل يقدمه، مشيرا إلى أن دوره فى هذا الفيلم يعتمد على التمثيل وليس الشكل أو الغناء، وأنه ليس المرة الأولى التى يقدم فيها خطا دراميا، يدور فى إطار من الإثارة والأكشن، فسبق وقدم هذه النوعية فى عدة أفلام سابقة مثل فيلمى «حبك نار»،و«قلب جرىء»، مضيفا أن فيلمه المقبل سيكون مقتربا لأفلام الإثارة والغموض أيضا، والتى يميل إلى تقديمها لأنها تعتمد على التمثيل والقدرة على رد الفعل، وليس الشكل أو الصوت الجيد أوغيره.

وأشار قمر إلى أن توقف تصوير الفيلم والذى كان من المفترض أن يعرض خلال موسم الصيف الماضى، كان بسبب الظروف غير المستقرة التى شهدتها البلاد، والتى جعلت منتج الفيلم ومعظم المنتجين فى السوق السينمائى يواجهون أزمات كثيرة فى التمويل، مشيرا إلى أن هذا التأخير خارج عن إرادة فريق عمل الفيلم، ولكنه أفاد الفيلم كثيرا لأنه أعطى للمخرج فرصة كبيرة فى وضع الموسيقى التصويرية، ووضع اللمسات النهائية دون تعجل، والتى ستصب فى النهاية فى صالح العمل.

وعن تغيير اسم الفيلم من «لحظة ضعف» إلى «جوه اللعبة» قال قمر، لحظة ضعف لم يكن الاسم النهائى للفيلم بل كان اسما مؤقتا، حتى يتم الاستقرار على اسم نهائى يتناسب مع طبيعة العمل، وهو ما وجدوه فى «جوه اللعبة»، مشيرا إلى أن الفيلم كان يحمل فى البداية اسم «خط أحمر»، ولكن اكتشف هو وصناع العمل أن هناك أكثر من فيلم عربى وأجنبى بنفس الاسم.

ويرى قمر أن موعد عرض الفيلم مناسب للغاية، خاصة أن العيد هو موعد للخروج والتنزه ومشاهدة كل ما هو جديد فى السينما، بعيدا عن الدراسة وعن توتر الأعصاب الذى شهدته البلاد خلال الفترات السابقة.

وأشار قمر إلى أنه يقوم بالغناء ضمن أحداث الفيلم، حيث يقدم 4 أغنيات منها أغنية بعنوان «لحظة ضعف»، تعبر عن حالة معينة يمر بها فى الفيلم، وأغنية أخرى يقوم بالغناء فيها فى عيد ميلا ابنته ضمن الأحداث بعنوان «سنة جاية»، وأغنية أخرى بعنوان «حالة غريبة»، وأكد قمر أنه يحرص على الغناء فى أفلامه، لأنه يكون مندمجا فى الشخصية التى يجسدها، ويعتبر أن صوته هو الموسيقى التصويرية للأحداث لأنه المتأثر الأول بشخصيته، فلذلك يتعايش مع الأغنية أثناء أدائها، لافتا إلى أنه لايمانع الاستعانة بمطرب آخر أثناء تقديمه لأحد الأفلام المقبلة.

وعن أعماله الجديدة أكد قمر أنه يحضر لفيلم جديد مع المنتج محمد حسن رمزى، ولكن لم يستقر على أى شىء بشأنه حتى الآن.

اليوم السابع المصرية في

28/10/2012

 

 

هناء عبد الفتاح..

الفلاح الفصيح الذي حاور الضباب

كتب - نادر ناشد :  

فاجأني موت الفنان هناء عبد الفتاح فقد فاجأته أيضاً أزمة قلبية لم يقو عليها.. وأسلم الروح الى بارئها في خشوع وبراءة.. هناء عبد الفتاح ولد في بيئة ثقافية، والده الكاتب الصحفي الجاد عبدالفتاح نجم الذي كانت تسميه أم كلثوم صديق الأزمات،

لأنه دائما كان يبحث عن المشاكل ولا يهدأ حتى يعرف أنها قد انتهت أو اقتربت من نهايتها.. هناء عبد الفتاح ولد في هذا الجو من التمرد والتثقيف والكتب ولهذا فقد ورث إبداعاً مميزاً جعله ينحاز للفقراء والمهمشين، وكان تمرده هذا منذ بداياته فقد ظهر على المسرح صبياً ليقدم أعمالاً شعبية ضد الاقطاع وعنف الحاكم الظالم والديكتاتورية ورفض الوظيفة الحكومية ضارباً عرض الحائط ما كان يشاع بين أبناء جيله من بقاء الموظف عن المبدع اللاجئ الى الوهم والضباب وربما السراب وفي سن مبكرة أسس فرقة «فلاحو دنشواي» وقدم في هذه الفرقة أكثر من خمسين عملاً مسرحياً من تراثنا الأدبي المسرحي لمحمود دياب والسوري سعدالله ونوس وعلي سالم ومحمود البدوي قدمت أعماله مسارح البترول بالبحر الأحمر ولم يكتف بالنصوص الادبية أو الاعداد المسرحي بل كان سباقاً لنموذج المسرح الارتجالي وأصر على أن يكون أبطال هذا النموذج هم عمال التراحيل كان هؤلاء البسطاء وكثير منهم جهلاء، الأبطال الاساسيين للنص المسرحي، وبهذا كانت مغامرة غريبة والأكثر دهشة أنها نجحت واخترقت وجدان الجمهور وتعايش معها.. والمؤلم وإن كان هذا ليس غريباً أنه بدلاً من أن تتبناه هيئة الثقافة الجماهيرية أو ما كانوا يسمونها قصور الثقافة، وتعاظم من إبداعه وتتابع أحلامه وتثمنها.. نجد أن هيئة قصور الثقافة طردته من جداولها وتم تجميد عروضه بها.

وبعد ذلك تعرض للسجن بعد محاولة اشعال ثورة في مناجم البحر الأحمر.. وبعد ذلك تم ارساله الى بولندا في بعثة وهناك درس الاخراج المسرحي بجامعة وارسو البولندية وقد أجاد اللغة البولندية هناك مما جعل المسرح البولندي يقدم له أعمالاً، بل ترجم هناء عبد الفتاح 32 عملاً من الادباء البولنديين وكثير منهم من الحاصلين على جائزة نوبل للآداب.. ترجمه الى اللغة العربية وفي المقابل ترجم مسرحيات مصرية كاملة الى اللغة البولندية للأدباء ألفريد فرج ويوسف ادريس ويحيى حقي ويوسف الشاروني ومحمود دياب وأشعار لأحمد عبد المعطي حجازي وغيرهم.

وقد حصل على جائزة الدولة البولندية لمساهمته في التبادل الثقافي وفي إثراء المسرح البولندي كما حصل على جائزة اتحاد الادباء البولنديين عام 1995 بعد أن أنجز في مجال الترجمة والإبداع ما لم يحققه مبدع عربي من قبل كما حصل على جائزة أرتيس جالوريا. وتسمى بالترجمة عن البولندية المجد الابداعي للفنون وحينما عاد الى مصر استثمرت الدكتورة هدى وصفي طموحاته وثقافته وقدمت نصوصاً لمبدعين شباب بتجارب خاصة جداً فوق مسرح الهناجر ومن خلال ورشة فنية قادها بنفسه قدم مجموعة مسرحيات أهمها «رقصة سالومي الأخيرة» للكاتب محمد سلماوي برؤيا جديدة، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية المصرية عام 1999، هناء عبد الفتاح نموذج مصري صميم للفلاح المصري الفصيح الذي لا يتنازل عن الحقيقة ولا يهمه سوى اعلان الواقع بكل آلامه وعزلته عن الضمير الحقيقي، ومهما كانت التحديات فقد كان هو الأقوى حتى سقط بعد أن ترك لنا تراثاً فنياً مهماً.. وعلى المستوى الشعبي قد لا يعرفه كثيرون الا من خلال السينما والتليفزيون التي قدمت له عشرات الأعمال، أهمها مشاركته النجم عادل امام في أكثر من فيلم أهمها «السفارة في العمارة» وفي الدراما مسلسل «فرقة ناجي عطا الله».

الوفد المصرية في

28/10/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)