حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أبكى الجمهور في "ساعة ونص"

محمد رمضان: المنافسة لا تخيفني والشهرة لا تغيرني

القاهرة - »الخليج«

 

رغم قصر مشواره الفني إلا أنه نجح في الوصول إلى مكانة جيدة دفعت بعض النقاد بالتنبؤ له بمستقبل فني ناجح، إنه الفنان محمد رمضان الذي يشارك في بطولة فيلمين في الوقت الحالي، الأول بعنوان »عبده موته« الذي يعد ثاني بطولة مطلقة له بعد فيلم »الألماني«، والثاني هو فيلم »ساعة ونص« الذي يتعاون من خلاله مع أكثر من عشرين فناناً . . محمد رمضان يكشف لنا تفاصيل دوره في العملين وحقيقة خلافه مع الفنانة وفاء عامر وموقفه من المنافسة مع نجوم جيله، ورده على من يتهمونه بتقليد أحمد زكي وما تغير في حياته بعد الشهرة .

·     ما ردك على اتهام فيلمك الجديد »عبده موته« بأنه نسخة مكررة عن فيلمك السابق »الألماني« الذي تعرض لانتقادات عديدة عند عرضه؟

في البداية أريد أن أوضح شيئاً مهماً وهو أن الانتقادات التي لاحقت فيلم »الألماني« جاءت من خلال أقلام بعض النقاد إلا أن العمل نجح في تحقيق إيرادات عالية ونال إعجاب الجمهور، وتلقيت بالفعل العديد من ردود الأفعال الجيدة عن العمل بشكل عام، أما فيما يخص أن فيلم »عبده موته« نسخة ثانية أو مكررة عن فيلم »الألماني«، فهذا الكلام غير صحيح، ولا أعرف كيف يمكن للبعض إطلاق حكم نهائي على العمل دون مشاهدته، فهذا الانتقاد طاردني بعد مشاهدة الملصق والدعاية الخاصة بالعمل وقبل عرضه في السينما، فهم أطلقوا الحكم بعد مشاهدة إعلان لا تتجاوز مدته ثلاث دقائق، وبالتالي هذا النقد ليس مبنياً على أسس واضحة .

·        ما الذي دفعك للموافقة على بطولة هذا العمل؟

بصراحة، أكثر شيء حمسني للموافقة على هذا العمل هو الفكرة الرئيسية التي يناقشها، فأنا أحاول من خلال هذا الفيلم توصيل رسالة مهمة وهي أنه كما تدين تدان، وهي فكرة إنسانية، إلا أن البعض يغفلها أحيانا .

·        ماذا عن دورك في العمل؟

أقدم دوراً مختلفاً تماماً عن الأدوار التي قدمتها من قبل، حيث أجسد دور شاب يدعى عبده يعاني الفقر والبطالة، ورغم طموحه إلا أنه يفشل في الحصول على فرصة عمل جيدة وتدفعه الظروف للعمل في تجارة المخدرات حتى يصبح من أكبر تجار المخدرات في مصر، إلا أنه يواجه مشكلات وحروباً عديدة تدمر حياته .

·        ألا تخشى عدم تعاطف الجمهور مع الشخصية؟

رغم الأخطاء التي وقع فيها عبده واختياره الطريق الخاطئ من أجل الحصول على الأموال إلا أن به العديد من الصفات الجيدة فهو شاب مخلص لأهله وأصدقائه يقف بجانبهم في أزماتهم ومشكلاتهم ولم يتركهم، فهو ابن بلد كما يقال، وأعتقد أن الجمهور لا يكره الشخصية، بل يمكن أن يتعاطف معها رغم أخطائها .

·        ما حقيقة ما نشر عن انسحاب وفاء عامر من العمل بعد نشوب خلافات بينك وبينها؟

هذا الكلام غير صحيح ومجرد شائعات، فالفنانة وفاء عامر اعتذرت عن عدم العمل لشعورها بأن مساحة دورها صغيرة، إضافة إلى انشغالها بالعديد من الارتباطات الفنية الأخرى، وعلى أية حال كل شخص حر في اختياراته .

·        يشارك في موسم عيد الأضحى عدد كبير من الأفلام . . ألا تخشى المنافسة؟

بالعكس أنا سعيد باختيار المنتج أحمد السبكي هذا التوقيت لعرض الفيلم، فهو توقيت مناسب للغاية، وأرى أن الفيلم قادر على الدخول في منافسة مع أي فيلم مهما كان البطل المشارك في بطولته، فالقصة التي تدور حولها فيلم »عبده موته« مشوقة ومثيرة للغاية وسوف تنال إعجاب الجمهور .

·     ننتقل إلى فيلم »ساعة ونص« الذي تشارك في بطولته كيف كانت ردود الأفعال التي وصلتك عن دورك به حتى الآن؟

قبل أن أتحدث عن ردود الأفعال أريد أن أعبر لك عن سعادتي الشديدة بالمشاركة في هذا العمل الذي اعتبره من أهم الأفلام التي قدمت بعد ثورة 25 يناير، فالفيلم نجح في نقل واقع المجتمع المصري وتحدث بعمق عن طبقة الفقراء التي أصبحت الشريحة الكبرى في مصر، فمن خلال هذا العمل تمكنا من نقل واقعهم ومشكلاتهم، وجعلنا المشاهد يتعاطف معها والحمد لله الفيلم نجح في الحصول على إعجاب النقاد .

·        ألم تدفعك مساحة دورك الصغيرة في العمل إلى التردد في المشاركة فيه؟

إطلاقاً فكل فنان مشارك في العمل قدم ستة مشاهد فقط فهذه هي طبيعة العمل، فهو يناقش أكثر من قضية من خلال طرح العديد من القصص، فنحن وجدنا في القطار الذي تدور فيه أحداث العمل من ترك أمه للهروب من تحمل مصاريفها، وأيضاً وجدنا الشاب الذي عاش طوال حياته بالخارج وعاد ليفاجأ بالجهل والتخلف لدى البعض، كما رأينا خريج الجامعة الذي يبيع الكتب من أجل الحصول على الأموال، وبالتالي كان لا بد أن يظهر كل فنان بدور صغير في المساحة، إلا أن كل منا نجح في ترك بصمة كبيرة لدى المشاهد .

·     شاركت في أفلام تنتمي إلى نوعية أعمال البطولة المطلقة وأخرى إلى البطولة الجماعية . . فما الأقرب إليك؟

بصراحة الدور الجيد هو الذي يفرض نفسه عليّ ويجبرني على المشاركة في العمل سواء كان فيلما من بطولتي أو أشارك فيه عدداً كبيراً من النجوم، وهذا ما حدث معي مؤخراً، حيث شاركت في بطولة فيلم »ساعة ونص« الذي ينتمي إلى نوعية أعمال البطولة الجماعية لشعوري بأنني أقدم دوراً مختلفاً وجديداً عليّ وسيضيف إلى مشواري الفني، كما أنني قدمت فيلم »عبده موته« الذي ألعب فيه دور البطل الأول، وأنا لم اختره لمجرد أنه ينتمي إلى نوعية أعمال البطولة المطلقة، ولكن لتميز الدور وشعوري بأنني أشارك في عمل مميز .

·        كيف ترى مكانتك بين فناني جيلك؟

لا يمكن أن أجيب عن هذا السؤال لأن إجابته لدى الجمهور، فهو الأكثر قدرة على تحديد تلك المكانة، ولكنني أشعر بالرضا عن نفسي إلى درجة كبيرة وأرى أنني وصلت إلى مكانة جيدة في وقت قصير، إلا أنني واثق أنه مازال أمامي العديد من التحديات والأحلام للوصول إلى مكانة أفضل .

·        هل يزعجك اتهامك بتقليد الفنان الراحل أحمد زكي؟

عندما كنت استمع لهذا الاتهام في البداية كنت انزعج جدا لأنه كان يعني أنني أقلّد فناناً كبيراً، ولا امتلك موهبة حقيقية، لكن بعد تفكير توصلت إلى أن الشيء الذي دفع البعض لهذا الاعتقاد هو وجود تشابه بيني وبين الفنان الراحل أحمد زكي في بعض الملامح .

·        ما الذي تغير في حياة محمد رمضان بعد تحقيق الشهرة والنجاح؟

لا يوجد أي شيء تغير في شخصيتي، فحياتي قبل الشهرة لا تختلف كثيراً عن حياتي بعدها وبعد تحقيق النجاح، حيث أتعامل مع الجميع بطبيعتي باستمرار دون تصنع أو مبالغة، لأنني أكره الغرور، ولكنني أشعر باستمرار أنني رجل ناجح والحمد لله راضٍ عن نفسي بدرجة كبيرة .

الخليج الإماراتية في

23/10/2012

 

"ساعة ونص".. أزمة ضيق الوقت وانعدام المنطق

بقلم : أسامة عبدالفتاح 

تطابق الزمنين الفعلي والسينمائي منح الفيلم الإثارة والرشاقة في السرد.. لكن تسبب أيضا في معظم مشكلاته الفنية* يظل الفيلم رغم الملاحظات عملا جيدا متماسكا يواصل فيه السينمائيون الشبان تشريح المجتمع في مرحلة شديدة التعقيد يبدو أن لعبة الدراما الأرسطية، ذات الشخصيات المتعددة، راقت للسيناريست أحمد عبدالله والمنتجين من "آل السبكي"، الذين قدموا معا من قبل فيلمين ينتميان لتلك النوعية: "كباريه" و"الفرح"، وكلاهما من إخراج سامح عبدالعزيز، ثم يقدمون الآن في دور العرض فيلم "ساعة ونص"، الذي ينتمي بدوره لنفس النوعية، لكنه هذه المرة من إخراج وائل إحسان، الذي اشتهر بصناعة ما يسمي ب"السينما التجارية"، وجاءته الفرصة ليقدم عملا ينتمي لفن السينما الحقيقي. كثير مما قلت في الفقرة السابقة ليس دقيقا، فالأفلام الثلاثة المذكورة لا تلتزم بقواعد الدراما الأرسطية، وأشهرها وحدة المكان والزمان والحدث، بما يكفي لوضعها باطمئنان تحت خانتها، لكنني - وغيري - نستخدم تلك التسمية للإشارة إلي الأفلام التي تحاول - بشكل عام - الالتزام بالوحدات الثلاث، مع بعض الاستثناءات.. كما أنه لا يوجد - في رأيي - ما يسمي بالسينما التجارية، لأن كل الأفلام تُصنع لكي تربح، إذن فكلها تجارية، لكننا - مرة أخري - نستخدم تلك التسمية للإشارة إلي الأعمال التي تنحاز للمعايير والحسابات التجارية أكثر من الفنية. وفيما يتعلق بفيلم "ساعة ونص" تحديدا، يتمثل المكان الواحد في قطار الصعيد، والمحطة التي تنتظره عليها العديد من الشخصيات، وهي محطة "الفشن" في بني سويف، لكن هناك مشاهد تدور في أماكن أخري.. ويتمثل الحدث الواحد في تعرض كل من في القطار، والمحطة أيضا، للخطر بسبب سرقة القضبان الحديدية التي يسير عليها، لكن هناك أحداثا فرعية أخري، وهذا هو ما قصدته بعدم الالتزام الكامل بقواعد الدراما الأرسطية. التزام صارم أما الوحدة التي يلتزم بها الفيلم بصرامة، فهي وحدة الزمان، ولا يكتفي بأن يجعلها ليلة واحدة أو يوما واحدا كما حدث في الفيلمين السابقين، بل يقلصها إلي ساعة ونصف الساعة فقط، ويقدم علي توحيد الزمن السينمائي مع الزمن الفعلي، في تجربة فريدة في تاريخ السينما المصرية.. ففي حدود معلوماتي، لم يحدث أن تطابق الزمنان السينمائي والفعلي في أي فيلم مصري سابق، وإن كان ذلك قد حدث في أكثر من فيلم عالمي من قبل. في "كباريه" و"الفرح" وأفلام أخري، مثل "ليلة ساخنة" و"أرض الأحلام" و"البحث عن سيد مرزوق"، تدور الأحداث في يوم واحد، أو ليلة واحدة، لكن يظل الزمن السينمائي في كل الأحوال ساعتين تقريبا.. أما هنا، فالزمن السينمائي هو نفسه الزمن الفعلي: 90 دقيقة، مما منح الفيلم الإثارة والمتعة والرشاقة في السرد، لكن ذلك تسبب أيضا - وللأسف - في معظم ما عاناه الفيلم من مشكلات، كما سأوضح في السطور التالية. يبدأ الفيلم في السابعة صباحا، قبل ربع ساعة من انطلاق القطار في السابعة والربع، حيث نتابع في تلك الدقائق الشخصيات التي ستستقل القطار أو تنتظره علي المحطة، ثم تكون لدينا 75 دقيقة من الأحداث التي تدور في القطار وعلي المحطة قبل وقوع حادث انقلاب القطار في النهاية بسبب سرقة القضبان. المشكلة الرئيسية مشكلة "ساعة ونص" الرئيسية في رأيي أن صناعه "حشروا" الكثير جدا من الشخصيات والخطوط الدرامية في ذلك الوقت القصير، وكانت النتيجة الطبيعية أن بعضها لم يحصل علي حقه من الرسم والتعميق الكافيين، وبالتالي لم يحدث التأثير المطلوب في المشاهد.. وأبرز مثال علي ذلك، خط الشابين اللذين من المفترض أنهما عائدان من ليبيا بخفي حنين (محمد رمضان وكريم محمود عبدالعزيز)، ووالد ووالدة أحدهما (محمود الجندي وأحلام الجريتلي) اللذان ينتظران عودتهما علي المحطة بفارغ الصبر لحل مشكلاتهما المادية، لكنه يموت فجأة ودون أي تمهيد - في مشهد شديد الفجاجة - قبل أن يحقق أحلامهما، وقبل أن يقنع المشاهد بمأساته وصديقه، وقبل حتي أن يموت في الحادث مع باقي الركاب. ومن الخطوط الدرامية التي ظلمها المؤلف والمخرج معا، خط الشاب المعاق ذهنيا ووالدته (هالة فاخر)، اللذين يفشلان في كسب تعاطف المشاهد كنتيجة مباشرة لعدم الاهتمام بتوضيح وتعميق أبعاد مأساتهما، وكذلك خط سائق القطار (محمد فريد) وابنته (ناهد السباعي)، والذي لم يحصل علي أي اهتمام بدوره رغم تأثيره البالغ علي الأحداث، فمن الأسباب الرئيسية لانقلاب القطار، انشغال السائق عن إنقاذه بتعنيف ابنته هاتفيا علي سوء سلوكها، لكن ذلك لم يكن مقنعا علي الإطلاق، وكان بحاجة للمزيد من التعميق. كما تسبب "ضيق الوقت" في مشكلات تتعلق بالمنطق علي خطوط درامية أخري رغم حسن رسم شخصياتها وإعطائها العمق الكافي.. وأهم مثال علي ذلك، خط خفير السكة الحديد (أحمد بدير) وزوجته (سمية الخشاب في أسوأ حالاتها شكلا وموضوعا)، فليس من المنطقي علي الإطلاق أن يتبادل الخفير حديثا طويلا مع زوجته عن نهمها هي وعجزه هو الجنسي، ثم يخرج إلي عمله في مراقبة القضبان، ثم يعود إلي المنزل ليتبادل معها حديثا طويلا آخر عن مشكلات زواج ابنته من زوجته الأولي، ثم يخرج مرة أخري إلي عمله، ثم يعود ليضبطها مع عشيقها، لتنشب معركة بين الرجلين يموت الخفير علي إثرها، وكل ذلك في أقل من ساعة ونصف الساعة! المنطقي والمعقول وليس من المنطقي أيضا أن يضبط العشيق (محمد إمام)، وهو في نفس الوقت أحد أفراد عصابة سرقة القضبان، موعد لقائه مع عشيقته في نفس وقت السرقة التي من المفترض أن تستغرق وقتا لأنها تستلزم فك القضبان وحملها.. ليس من المعقول أن تتم السرقة ثم يجري اللقاء الحميم في أقل من 90 دقيقة، وليس من المعقول أن ينشغل بغير هذه السرقة "الثقيلة" في ذلك الوقت القصير. وهناك بعض الشخصيات التي أعتبرها "ضيفة" علي الفيلم لفرط ما كانت سطحية، فضلا عن عدم خضوعها لأي منطق، مثل الملحن وصديقه الشاعر (محمود البزاوي)، اللذين ينتظران مدير أعمال أحد المطربين ليسمع إحدي أغنياتهما، عسي أن يقنع بها المطرب.. ومصر كلها تعرف أن الثامنة أو حتي التاسعة صباحا ليس موعدا يعمل فيه الفنانون أو يسمعون فيه الأغاني، كما أنه ليس من المعقول أن تكون محطة القطار - بما هو معروف عنها من ضوضاء - مكانا لأداء أو سماع الأغاني، كما حدث في الفيلم عندما جلست ابنة سائق القطار وصديقتها (يارا جبران) علي رصيف المحطة مع الملحن والشاعر، دون أي مبرر أو سابق معرفة، لسماع إحدي أغنياتهما، في واحد من أضعف مشاهد الفيلم. ورغم هذه الملاحظات، وغيرها، يظل "ساعة ونص" عملا جيدا متماسكا، ويواصل فيه الجيل الجديد من السينمائيين - ولا أقصد المؤلف والمخرج فقط، بل الممثلين والفنيين أيضا، وأبرزهم هنا مدير التصوير سامح سليم والمونتير شريف عابدين ومهندسا الديكور المتميزان علي حسام وبهاء عدنان - تشريح المجتمع في هذه المرحلة شديدة الصعوبة والتعقيد التي تشهد المزيد من التفسخ الاجتماعي والانهيار الاقتصادي علي خلفية الفراغ السياسي والدستوري والانفلات الأمني.. وهذا ـ في رأيي ـ هو الدور المأمول للسينمائيين : التعبير عن المجتمع الذي يعيشون فيه ورفع الصوت بمشكلاته في وجه المسئولين عنها دون محاولة البحث عن حلول ، لأن ذلك ليس دور السينما .

جريدة القاهرة في

23/10/2012

"وودي آلان" يقع في الحب علي الطريقة الإيطالية

بقلم : ماجدة خير الله 

في مثل تلك الأفلام دائما ما يكون المدخل لحكاية الفيلم من خلال أسرة أمريكية في زيارة سياحية أو زيارة عمل لتلك المدينة أحدث أفلام المخرج الامريكي الشهير وودي آلان "إلي روما مع حبي TO ROME WITH LOVE، تم عرضه في شهر يوليو الماضي في الصالات الأمريكية، وبعض العواصم الاوروبية، ويبدو أنه لن يعرض بالقاهرة قبل فترة طويلة وربما لا يعرض بالمرة، لأن شركات التوزيع لدينا غير معنية بعرض الأفلام ذات القيمة الفنية، بقدر حرصها علي عرض الأفلام الأمريكية ذات الصبغة التجارية البحتة. وكان "وودي آلان" قد اعتاد في أفلامه الأخيرة أن يقدم قصيدة غزل في إحدي العواصم الأوروبية الشهيرة، ذات التاريخ الثقافي والمعماري المتميز، رغم انحيازه السابق لمدينة نيويورك، وحي مانهاتن بصفة خاصة، تلك المدينة التي دارت فيها أحداث الجزء الاعظم من أفلامه، وهو يعتقد وأظنه صائب في اعتقاده، أن لكل مدينة صفاتها الخاصة، وسمات تفردها وتميزها، وإنها تطبع تلك الصفات علي من يعيشون بها، فتصبح لهم عادات وتقاليد وسمات مستمدة من معيشتهم فيها وانتمائهم إليها! وربما يكون قد بدأ جولته في العواصم الاوروبية بلندن مدينة الضباب، وبروده المشاعر، رغم شاي الخامسة! الذي يحرص عليه الإنجليز، ويعدونه عادة متوارثة يجب الحفاظ عليها! وذلك في فيلم Mach point ، ثم كان فيلمه الجميل" فيكي، كريستينا بارشيلونة"الذي لعبت بطولته "سكارت جوهانسون"، مع خافييه بارديم، وبينلوب كروز، طبعا لاحظت أن اتنين من أبطال الفيلم الذين يلعبون أدواراً رئيسية يحملون الجنسية الإسبانية. أما الاحداث فتدور معظمها في برشلونة، ويحمل الفيلم في طياته احتفاء بالمدينة، وفنونها وتاريخها.. أما فيلمه التالي "منتصف الليل في باريس" فلم يكن مجرد رحلة سياحية تستعرض روعة وجمال المدينة وحسب، بل رحلة في تاريخها ايضا، من خلال فكرة خيالية عبقرية، عن تجربة مثيرة يقع فيها بطل الفيلم "أوين ويلسون"عندما تعود به عجلة الزمن للماضي، والي سنوات العشرينات بشكل خاص، عندما كانت باريس، بؤرة جذب يحج إليها، اصحاب المواهب الفذة في مجال الآداب والفنون، ويلتقي الكاتب الامريكي إرنست هيمونجواي، والفنان التشكيلي بابلو بيكاسو، ومنافسه سلفادور دالي، وفي ليال اخري يلتقي ايضا فنان السينما الفرنسية " لوي بونويل"، وتتزاحم الشخصيات التي أثرت في تاريخ البشرية، في ليالي باريس، حيث يحضر بطل الفيلم، اللحظات الاولي لمخاض أكثر من فكرة أو مشروع فني ناجح، وكان فيلم "منتصف ليل باريس" من اكثر أفلام وودي آلان جنوحا وجنونا وجمالا أيضا، وقد يتصور المرء احيانا أن لجنون الفن سقفا، لا يتجاوزه، خاصة عندما تتقدم به سنوات العمر، ويصبح علي مشارف الثمانين، لكن الحقيقة أن" وودي آلان" يفاجئنا، مع كل فيلم جديد، بأن جنوحه وجنونه الفني ليس له سقف! ولاحدود وهو يحلق بأجنحة خياله الي عالم وافاق يصعب اللحاق به عندها، أو التنبؤ بالمدي الذي يمكن أن تصل اليه! الحب والحضارة هذه المرة يقع اختيار"وودي آلان" علي مدينة روما، ذات الحضارة القديمة التي تدل عليها بقايا آثارها، وميدان" الكولسيوم" الشهير الذي كانت تقام فيه حفلات القتال الدامي بين العبيد المناكيد، بعضهم بعضاً، أو بينهم وبين الوحوش الضارية، كي يجد الأمبراطور الروماني ما يسلي ايامه، ويلهي شعبه، عن المطالبة بالديمقراطية، أو بحياة أفضل، لهؤلاء الذين هدهم وهددهم الفقر وتسلط السادة وقسوتهم! سقطت الامبراطورية الرومانية منذ ما يزيد علي الألف عام، وبقيت آثارها المعمارية تدل عليها، ولكن تاريخ روما لم يتوقف عند هذا الحد، فقد عادت للانتعاش في عصر النهضة، وظهر بها عباقرة الفن التشكيلي، والنحت والمعمار والعلوم، مثل دافنشي، ومايكل انجلو، وآخرين. وعرفت روما فنون الاوبرا وتميزت بها، واصبحت الينبوع لهذا الفن الخاص، الذي انتقل منها الي باقي عواصم أوروبا وبقي لها السبق والتميز! أما في العصر الحديث، خاصة بعد اختراع آلة السينما مع نهاية القرن التاسع عشر، فقد كانت روما من اوائل المدن التي عرفت فن السينما، واحتضنته، وقد ظهر بها أهم مخرجي العالم في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية، واصبح هناك مدرسة وتيار سينمائي جديد انطلق من ستوديوهات روما عرف بالمدرسة الواقعية، التي اصبح لها رواد مثل فيتوريو دي سيكا، وفيسكونتي، وفريدريكو فلليني، وبازولليني، القت بظلالها علي سينما العالم، بل ظهر في ايطاليا اهم نجوم ونجمات الاربعينات والخمسينات ومنهم صوفيا لورين، كلوديا كاريدنالي، جينا لولو بريجيدا، فيتوريو جاسمان، مارشيللو ما ستروياني وعشرات غيرهم! خلطة سرية أما كيف تعامل المخرج وودي آلان مع كل تلك الخلطة الجهنمية من الثقافة والفنون والآداب والمعمار الذي يجعل من مدينة روما، حالة خاصة ومميزة بين العواصم الاوروبية، فهذا ما يمكن أن تتابعه في فيلم" الي روما مع حبي " الذي يشارك في بطولته وودي آلان نفسه، بعد أن غاب كممثل خمس سنوات كاملة ولم يظهر ولاحتي في أفلامه، ويشاركه البطولة آندي جارسيا، وبينلوب كروز، جودي ديفيز، ونجم الكوميديا الايطالي روبرتو بينيني، وجيس ايزنبيرج، ومطرب الاوبرا الشهير" فابيو أرميلياتو". دائما ما يكون المدخل لحكاية الفيلم من خلال اسرة امريكية، في زيارة سياحية أو زيارة عمل لتلك المدينة، ومن خلال تشابك العلاقات بين افراد تلك الاسرة، وبين ابناء المدينة تتعقد الاحداث، وكأننا نري أو نشاهد تلك المدينة الاوروبية بعيون امريكية، يملؤها الشغف والفضول، وإذا كانت امريكا تعتبر الآن القوة الأولي في العالم و محركة اقتصاده وهو ما يهيأها لإدارة سياسته، فإن أوروبا تمتلك الحضارة والتاريخ، وهو الشيء الذي لاتستطيع أن تحصل عليه بكنوز الدنيا، وتبدا اللقطات الأولي من فيلم "إلي روما مع حبي "بمشهد افتتاحي يبدأ من ساحة الجمهورية أو ساحة الشعب تلك التي كانت مسرحا لكثير من أحداث الأفلام السينمائية، وتلتقط الكاميرا عسكري المرور الذي يقف في منتصف الساحة، ويتابع كل ما يدور في المدينة ويمر عليه، ليخبرنا انه من موقعه هذا يدري تماما، ما يحدث في قلب المدينة. والطريف أن احداث الفيلم تنتهي عنده ايضا، ولكن وهو واقف في احدي الأمسيات في بالكون شقته التي تطل علي الساحة، رغم انه لم يكن طرفا في أحداث الفيلم، الذي يتسعرض أربعة قصص لا علاقة لأي منها بتفاصيل القصة وشخوص القصص الاخري، ولكن اهمها علي الاطلاق واكثرها طرافة، الشخصية التي يلعبها" وودي آلان" نفسه، فهو مدير متقاعد لاحد مسارح الاوبرا في نيويورك، وينتمي الي عالم الاثرياء، تصاحبه زوجته المتخصصة في الطب النفسي، في زيارة سريعة الي روما، كي يحضرا عرس ابنتهما، التي قررت أن تتزوج شابا إيطاليا، اسمه مايكل انجلو، ويبدو هنا أن الاب الامريكي ليس مرتاحاً لتلك الزيجة، فقد استقر في ذهنه أن الشاب ينتمي الي اسرة شيوعية المذهب، رغم أن زوجته حاولت مراراً أن تؤكد له أن الشيوعيه قد سقطت في العالم ولا مجال هنا لمخاوفه أو هواجسه، ويحدث عندما يلتقي الأب الأمريكي، والد عريس ابنته الذي يعمل في مجال تجهيز الجنازات، أن يكتشف أن الرجل يمتلك صوتا أوبرالياً بديعا، وكان قد استمع اليه وهو يغني في الحمام تحت زخرات "الدوش"، وتحول الأمر بسرعة الي رغبة لاستثمار صوت الرجل، وتقديمه في مسرحية اوبرالية من اخراجه، ولكن الاب الايطالي يرفض هذا العرض هو واسرته، لانه لم يفكر يوماً في احتراف الغناء، وكل الامر انه يحب أن يغني لنفسه مثل كل الناس عندما يقفون تحت الدوش، ولكن وودي آلان، يزداد اصرارا خاصة أنه بخبرته يدرك أن صوت الرجل كنزا لابد من استغلاله. ولكن الرجل يخذله في اول اختبار يقام له، امام لجنة من المتخصصين، ويدرك وودي آلان أن عليه أن يهيأ للرجل الذي يمكن أن يغني فيه براحته وينطلق، فيصنع له دشاً متحركا، يضعه علي المسرح، ويدعوه للغناء، وهنا تنطق حنجرة الاب الايطالي ويبهر مستمعيه! بالمناسبة لعب الدور مغني الاوبرا الشهير "فابيو ارميليانو"، أما القصة الثانية فهي لمواطن ايطالي بسيط " ألبرتو بينيني" يعيش حياة مملة، سخيفة، أنه من آحاد الناس، لا قيمة له، ولا يلتفت له أحد، وفجأة يستيقظ يوما من نومه، يكتشف أن منزله محاصر بعشرات المصورين ورجال الصحافة، ويصبح مادة لاهتمام الناس دون أن يفعل شيئا أو يقدم شيئا له معني، في اشارة واضحة لدور" الباباراتزي" أو صحافة الاثارة، في افتعال القضايا بحثا عن الاثارة، وكان تعبير الباباراتزي قد ظهر للمرة الاولي في فيلم المخرج الايطالي الشهير فريدريكو فلليني، دولشي فيتا، ثم فيلمه الرائع 8 ونص ! المهم يصبح هذا المواطن الايطالي البسيط حديث وسائل الاعلام، وفجأة تنسحب عنه الاضواء وكاميرات الصحافة بحثا عن ضحية اخري، ويجد الرجل نفسه وقد أدمن الشهرة، فيسعي لجذب الانتباه عن طريق خلع ملابسه في الشارع. ولكن هذا لم يكن كافيا لاثارة اهتمام أحد، أما القصة الثالثة فهي لمهندس معماري امريكي شاب، يزور مع خطيبته مدينة روما، لدراسة طابعها المعماري، وهناك يلتقي طيف مهندس معماري شهير رحل عن الدنيا من سنوات، ويصبح هذا الطيف رفيقه في رحلته، بل يتدخل في علاقته بصديقته، وصديقتها الممثلة الناشئة التي تترك نزواتها تحركها وفق ما تهوي، وتدور القصة الثالثة حول زوج شاب يستعد لقضاء ليلته الأولي مع عروسه، ولكن تقتحم حياته امرأة عاهرة، تطرق باب غرفته في الفندق عن طريق الخطأ، ويتورط معها ويضطر أن يقدمها لاسرته بصفتها عروسه، اما عروسه الحقيقية فهي تتوه في شوارع روما، وينتهي بها الحال في غرفة بالفندق مع ممثل شهير قابلته صدفة وهو يقوم بتصوير مشاهد أحد أفلامه في ميدان الشعب بروما! العلاقات في الفيلم تتشابك وتتأزم، وتتصاعد، وتبدو أحيانا بلامنطق، وكأنها صنعت فقط من أجل إثارة الدهشة والضحك، ولكن لو تأملتها جيداً، فسوف تكتشف أن لكل منها علاقه ما، بمدينة روما، تاريخها أو حاضرها أو أحد فنونها، وسوف تدرك أيضا أن تلك الشخصيات، لا يمكن أن تصادفها أو تلتقي معها سوي في مدينة واحدة هي روما، فطبيعة المدن هي التي تحدد سلوك سكانها وزوارها أيضاً، وهذا أحد اروع الرسائل التي يطرحا فيلم وودي آلان "إلي روما مع حبي"!

جريدة القاهرة في

23/10/2012

 

 

 

أفـلام العيـــــــــــــــد.. الجمهـور هـو الضحيـة!

أســـــــامة صـفـــــــار 

هرب فيلم " ساعة ونصف " من زحام العيد ومنافسته الشرسة هذا العام حيث عرض قبل ثلاثة أسابيع وبالتالي سوف يبقي في دور العرض خلال أيام العيد وإن أكدت إيراداته التي لم تتجاوز المليون ونصف المليون أنه سيكون أول ضحايا عيد الأضحي.

أما أول أفلام العيد رسميا فهو "برتيتة "من إنتاج وائل عبد الله أحد أضلاع مثلث المجموعة المتحدة والرجل القوي في عالم صناعة السينما وهو أول بطولة مطلقة للفنانة السورية كندة علوش في السينما المصرية بعد سلسلة بطولات مشتركة في "واحد صحيح" و"الفاجومي" و"المصلحة" الفيلم كتبه خالد جلال عن فكرة لوائل عبد الله ويخرجه شريف مندور وانتهي تصويره منذ فترة طويلة ويشارك كندة بطولة الفيلم كل من أحمد صلاح السعدني وعمرو يوسف وأحمد زاهر.

وتدور أحداثه حول فتاة تعاني أزمة نفسية بسبب انتحار والدتها وتزداد هذه الأزمة بعد ارتباطها بشخص غير مناسب .. وتتعرض لمؤامرة من أقربائها ثم تعيش قصة حب.

وفي ظل سعي المنتج أحمد للحصول علي توقيع كبار النجوم استطاع خطف ياسمين عبد العزيز من شركتها المفضلة منذ دخلت عالم البطولة المطلقة من خلال سيناريو " الآنسة مامي "الذي كتبه خالد جلال أيضا ويخرجه وائل إحسان ويشارك ياسمين في بطولته كل من حسن الرداد وسعد الصغير وهالة فاخر وانتصار وسليمان عيد وأحمد فؤاد سليم وهشام إسماعيل وغسان مطر وإيمان السيد وبدرية طلبة وأربعة اطفال يلعبون دور أبناء ياسمين وحسن الرداد ضمن أحداث الفيلم وتلعب فيه ياسمين دور فتاة تتزوج من شاب يلعب دوره حسن الرداد وتنام وتحلم أنها أنجبت أربعة أطفال والفيلم يعد عودة من ياسمين لعالم الأطفال ورهانا صريحا منها أن هذه الأفلام هي التي تقتنص العيدية.

ويقدم محمد رمضان دور بلطجي للمرة الثانية بعد فيلم "ألألماني" الذي قدمه مع يوسف الشريف ولكنه هذه المرة يصبح تاجر مخدرات في فيلم "عبده موتة" بعد أن فقد والديه في ظروف غامضة الفيلم مكتوب منذ عامين وكان من المفترض أن يلعب بطولته وقتها محمد رجب ويخرجه سامح عبد العزيز لكنه وصل للمخرج إسماعيل فاروق وهو تأليف محمد إسماعيل مبروك ويشارك رمضان في بطولته كل من حورية فرغلي ودينا.

بعد ثلاث بطولات تليفزيونية يقتحم سامح حسين عالم السينما في دور شاب سيئ الحظ في حياته إلي أن يقابل فتاة تغير مجري حياته تماما ويشاركه بطولته كل من آيتن عامر وإدوارد ولطفي لبيب ويوسف عيد وعايدة رياض وعبد الله مشرف وإيمان السيد ومحمد الصاوي وكتبه صلاح جهيني ويخرجه معتز التوني.

أما »مهمة في فيلم قديم« كان عبارة عن سيت كوم من المفترض أن يتم عرضه في موسم رمضان الماضي وتلعب بطولته قمر وسعد الصغير ولكنه لم يظهر للنور فيغير السيناريست محمد فاروق الموضوع ليلائم السينما ويصبح فيلما تلعب بطولته فيفي عبده ونهلة زكي وإدوارد ومادلين طبر وبدرية طلبة وإيمان السيد وضياء الميرغني وتدور أحداثه حول مجموعة أصدقاء شباب وتحدث مشكلة لأحدهم هو إدوارد مع والدته.

وغير مصطفي قمر اسم فيلمه من "لحظة ضعف" لـ"جوة اللعبة" والذي انتهي من تصويره بعد فترة طويلة من البحث عن بطلة.

يشارك في بطولته ريهام عبد الغفور واشرف مصيلحي والوجه الجديد رشا نور الدين وإخراج محمد حمدي وإنتاج محمد الزغبي وهو من نوعية الأفلام البوليسية الاجتماعية ذات الطابع التشويقي ويعد عودة لمصطفي قمر بعد غياب ٣ سنوات عن السينما.

آخر ساعة المصرية في

23/10/2012

مــوســــم مهـــــــــــــدد بالفشــــل !

شــريف عبدالفهيم 

بعد أن دخل شهر رمضان ليقسم الموسم السينمائي الصيفي نصفين مما جعل أغلب المنتجين يعتمدون علي موسمين فقط في طرح أفلامهم وهما عيد الفطر الذي أصبح بديلا لموسم الصيف بعد أن أصبح يأتي في شهر أغسطس وهو يمثل منتصف فصل الصيف، والموسم الآخر هو موسم عيد الأضحي الذي أصبح يأتي في بداية العام الدراسي مما يجعل هناك فرصة كبيرة لارتياد الجمهور دور العرض بعيداً عن قلق الامتحانات، في هذا العام اختلفت الظروف وأصبح موسم عيد الأضحي مهدداً بالفشل لعوامل كثيرة برغم كثرة الأفلام المعروضة فيه.

يأتي أول الأسباب المنتظرة لفشل الموسم هو غياب أغلب نجوم الصف الأول عن الساحة بعد أن طرح أغلبهم أفلامهم في موسم عيد الفطر كبديل لموسم الصيف وإن كانت أفلامهم مستمرة في العرض في عيد الأضحي ولكن لن يكون الإقبال عليها كما كان في عيد الفطر، حيث كان التنافس علي أشده بين محمد هنيدي وفيلمه "تيتة رهيبة" وأحمد السقا بفيلمه "بابا" وحمادة هلال بفيلم "مستر آند مسز عويس"، حيث غاب كل من كريم عبد العزيز وأحمد حلمي وعمرو سعد عن المشهد، ليستمر الغياب أيضاً في موسم عيد الأضحي.

ويأتي ثاني الأسباب التي من الممكن أن تكون عاملا مؤثرا في فشل موسم عيد الأضحي هو الخوف من المليونيات والأحداث التي من الممكن أن تحدث في الشارع المصري مما دفع الكثير إلي ترك القاهرة إلي المدن الساحلية خصوصا أن الجو مازال يميل إلي الحرارة وهو ما يجعل الإقبال علي دور العرض قليلا بعض الشيء.. وبرغم توقع فشل موسم عيد الأضحي إلا أن عدد الأفلام التي من المنتظر أن تعرض كبير بالنسبة لما عرض في موسم عيد الفطر، خاصة بعد عرض عدة أفلام قبل العيد بفترة قليلة مثل "ساعة ونص" و"بعد الموقعة"، لينضما إلي أفلام العيد.

يعود في موسم العيد مجموعة من النجوم الذين غابوا فترة عن الشاشة الكبيرة ويأتي علي رأسهم فيفي عبده بفيلم "مهمة في فيلم قديم".

كما يعود أيضا مصطفي قمر بعد فترة غياب قاربت علي الخمس سنوات منذ فيلمه الأخير عصابة الدكتور عمر.. وتعود ياسمين عبد العزيز لتقدم فيلم "الآنسة مامي" والذي تعود به إلي مشاركة الأطفال في أفلامها بعد فيلم " الدادة دودي"

كما يعود خالد صالح إلي شاشة السينما هذا الموسم بفيلم "فبراير الأسود" والذي يعتبر أول فيلم منذ أن شارك أحمد السقا فيلم "ابن القنصل" ويأتي فيلم "كريسماس" لتعود به علا غانم إلي السينما بعد فترة غياب طويلة تفرغت فيها للدراما والتي حققت فيها نجاحات كبيرة خاصة الموسم الماضي في مسلسل "الزوجة الرابعة"،

علي الجانب الآخر تأتي بعض الأفلام التي تندرج تحت قائمة أفلام اللانجوم التي بدأت منذ فترة طويلة واختفت في العامين الماضيين نتيجة ضعف الإنتاج والخوف من عدم التسويق.

يأتي فيلم عبده موتة للفنان الشاب محمد رمضان علي رأس قائمة هذه الأفلام برغم أنه ما زال يعرض له في دور العرض فيلم "الألماني" وهو ما يعد مغامرة غير محسوبة وقد تأتي بنتيجة عكسية،.

كما يعرض أيضاً فيلم "سبوبة" بطولة أحمد هارون وراندا البحيري، وهو يعد أول بطولة مطلقة للنجم أحمد هارون أما راندا فقد سبق لها أن خاضت تجربة البطولة المطلقة من قبل في عدة أفلام كان أشهرها فيلم "أوقات فراغ".

ثم يأتي فيلم "برتيتة" بطولة كنده علوش وعمرو يوسف وأحمد السعدني، وهو يعتبر التجربة الأولي في البطولة الجماعية لأبطاله جميعاً وكان قد تعرض لعدة مشكلات من قبل أدت إلي تأجيله أكثر من مرة حيث انتهي تصويره منذ أكثر من عام، لكن خوف المنتج من طرح العمل في الفترة الماضية نظراً للأحداث التي مرت بها البلاد حال دون عرضه المواسم السابقة.. كثرة الأفلام المعروضة في عيد الأضحي برغم الشكوك التي تحيط بنجاح الموسم يطرح علامات استفهام كبيرة حول طريقة تفكير منتجي السينما، فهل غياب النجوم أحمد حلمي ومحمد سعد وعمرو سعد وكريم عبد العزيز وهاني سلامة وغيرهم من نجوم الصف الأول عن هذا الموسم هو السبب الذي دفع المنتجين لخوض هذه المغامرة، أم أن الخوف من سرقة الأفلام وعرضها علي شبكة النت هو ما دفع المنتجين لذلك؟ سؤال ستتكفل الأيام القليلة القادمة بالإجابة عليه.

آخر ساعة المصرية في

23/10/2012

الليالي السينمائية بالجزائر الدورة الثالثة

(عيون الحرية).. لن تكــون أبــدا (عميــاء)

رســــالــة الجزائر : نعمــــــة اللــه حســــــــين 

عيون فقدت البصر.. لكنها أبدا لم تفقد البصيرة.. عيون فقدت النور.. لكنها لاتعرف الظلام.

عيون فتحت .. وأغمضت علي الحرية.. خرجت من مقلتيها.. ليظل نور الشمس ساطعا.

عيون ستظل تحمل دلائل وشهادات الاتهام.. لكل من صوب إليها.. وعليها طلقة نار أو خرطوش.

هي عيون الحرية في شارع الموت (محمد محمود) تشهد علي التواطؤ، والتعامل العنيف اللاإنساني الذي تعرض له الثوار من أهالي الشهداء العزل.. المسالمين.

هي شهادة حية لما عاشته مصر من أحداث جسام اتهم فيها الثوار بكل الاكاذيب، لكنهم لم يبالوا وظلوا صامدين علي موقفهم.. سجلت كاميرا الأخوين أحمد ورمضان صالح حالة الصدق بشجاعة شديدة التي كان يعيشها أبطال هذا الشارع وهما لايقلان عنهم بطولة.. عندما كانا في الشارع مع الشباب منذ أول إيام اندلاع الثورة.. ربما أنقذهما من الإحباط الذي يعاني منه الجميع.. أنهما كانا منذ الساعات الأولي في الميدان يؤرخان للزمن القادم.. حكايات الحرية والكرامة وثورة الإنسان المصري علي الخوف.. إن من أصدروا البراءة في أحكام موقعة الجمل ليتهم يشاهدون هذا الفيلم ليعرفوا أن كل شيء مدبر بشدة.. وأن المتعاونين غارقون في دماء الشهداء الذين هم عند ربهم أحياء يرزقون.

الشهداء الحالمون الذين آمنوا بالثورة وهم من خيرة شبابها.. هذه الثورة التي قفز فوقها الكثيرون واستفادوا منها.. وهم الذين جاءوا في ركابها وحطوا عليها.

(عيون الحرية) هو الفيلم الثاني للشقيقين بعد فيلمهما الأول (٨١ يوما في مصر) الذي عرض في ٥٢ دولة وحصد العديد من الجوائز الدولية.

(عيون الحرية .. شارع الموت) هو توثيق حي وصادق لأحداث شارع محمد محمود في ٨١ نوفمبر عام ١١٠٢.. التي تعد الخط الفاصل بين أن تنكسر كرامة المواطن المصري كما يقولان.. ويعود كسابق عهده.. أو يحتفظ بكرامته التي أكسبتها له ثورة ٥٢ يناير من خلال استعراض الأحداث التي دارت في تلك الفترة.

وحسبنا الله ونعم الوكيل في أجهزة الشرطة والتيارات المشبوهة التي أضاعت حتي الآن حقوق الشهداء.. لكن لن يضيع حق وراءه مطالب وفي نفس الوقت تحية للأخوين (أحمد .. ورمضان صالح) علي ما أرخاه عن الثورة هما وكل من حمل سلاحا (كاميرا) في يده لتسجيل أيام مشهودة في حياة مصر.

وفي هذا الحديث لابد أن أذكر أيضا الفيلم الجميل صباح الخير القاهرة للمخرجة الجزائرية (سهيلة بانو) والتي سجلت فيه بداية ثورة ٥٢ يناير وكان عليها أن تحمل الكاميرا بيديها حيث تعذر عليها بشدة الاتصال بأحد من الفنيين المعاونين لها.. لقد أمسكت (سهيلة) ببدء اللحظة.. والخوف الذي كان يعتري الجميع في البداية.. لكنه تحول إلي شلال من الجسارة والشجاعة لتغيير صورة الواقع المظلم.. والحصول والوصول إلي الحرية التي كنا نبحث عنها وتكسر معها حاجز وحالة الخوف.

وبالمناسبة فإن فيلم (عيون الحرية) حصد العديد من الجوائز آخرها في مهرجان بيروت السينمائي الدولي.

(صعيبة) هي لقمة العيش.. لأفواه صغيرة وبطون جائعة.. لقيمات صغيرة تسد رمقها.. (صعيبة) هي لقمة العيش، الحصول عليها لدي الفقراء، ربما يكون أشد قسوة وضراوة لبحث الحيوانات عنها في الشوارع.. أفواه وبطون الصغار تجعل المسئول عنهم (أبا أو أما) في حالة عجز واستسلام لقبول أي عمل طالما أنه شريف.. وللأسف أيضا أن هناك من يضطرون لسلك دروب لن أقول عنها غير شريفة لكنها غير أخلاقية لسد احتياجات البطون.. أو للعلاج خاصة لأولي الأمر من الآباء العجزة المحتاجين.. إن حساب من يلجأ لكل طريق غير سليم هو في رقبة الحكومات التي لاتمد يدها لأبنائها الفقراء الذين يتسولون الطعام والعلاج وكل مقومات الحياة الأولية البسيطة التي تضمن الاستمرارية في حياة قاسية.. وفي الأيام السينمائية بالجزائر تأثرت بشدة من الفيلم المغربي التسجيلي (الراقصة) للمخرج عبدالإله الجوهري الناقد الفني الشهير.. وفيه يروي علي مدي (52) دقيقة حكاية (عزيز) الذي يتخفي في ساحة الغناء الشهيرة متنكرا في صورة امرأة تقوم بالرقص الشعبي من خلال فرقة موسيقية راقصة.. هي حكاية رجل موزع بين رجولته.. والمرأة التي يلبس جسدها من خلال جلباب الرقص و(هز) الوسط.. وتقليده للنساء.. وذلك دون أن يتعرف عليه أحد حيث إنه يضع (البرقع) علي وجهه.. فيعتقد الجميع أنه (راقصة).

عزيز في الثلاثينات اليوم.. لكنه يمارس هذه المهنة منذ كان في السادسة عشرة من عمره.. وبالمناسبة هو لايعاني أي (شذوذ) أو ميول (أنثوية).. ولايري فيها سوي مهنة أجادها ليكسب بها قوت يومه.. وقد اصطحبنا المخرج معه في شوارع وأزقة مراكش.. وصاحبنا معه في بيته ومع أسرته (زوجته) وطفلتيه الصغيرتين ثلاث نساء في حياته يعلمن جيدا ما يمارسه من مهنة.. وكيف يتحول في الساحة إلي امرأة ترقص.. وقد ربطت بينه وبين زوجته قصة حب عنيفة.. وعندما تطرق الحديث إلي العلاقة الحميمة الخاصة جدا.. بينهما قالت إنها تشعر بسعادة شديدة معه.. وإنهما يمارسان حقوقهما الزوجية بشكل رائع.

ربما يكون إحساس (عزيز) بأنه يقلد النساء في الرقص وهز الوسط والبطن.. ويتكسب من ذلك.. هو الذي جعله يكون حريصا علي تربية شنبه لإثبات رجولته نهارا للمتعاملين معه علي مدار اليوم.. وهو يقول إنه في (حاله).. لايختلط هو وأسرته بأحد.. لكن أيضا تربطه علاقات طيبة بجيرانه.

أما عن زوجته وطفلتيه .. فهن رغم ترددهن الدائم علي (ساحة الغناء) وبالمناسبة هي الساحة الشعبية الشهيرة في مراكش .. وتشتهر بأنه يقام بها الرقصات الفلكلورية بالإضافة للحواة وخاصة مروضي الثعابين.. وقراء الطالع.. وعودة لما يخصنا فإن (زوجة) عزيز.. وابنتيه يعترفن بأنه لم يحدث في يوم من الأيام علي الإطلاق أن وقفن لمشاهدة الوالد وهو يقوم بالرقص.. حتي لا يراهن ويتضايق مع أنه يعرف جيدا أنهن يعرفن تماما حقيقة عمله وتقليده وتقمصه لشخصية راقصة شعبية.

إن (الراقصة) (لعبد الإله) فيلم شديد الإنسانية يترجم واقعا أليماً لرجل يعمل في ظروف صعبة ربما تكون ماسة بكرامته كرجل، لكنه مع ذلك لايري فيها هو أي غضاضة طالما أنه يكسب (قوته) ولقمة (عيشه) بشرف.. دون أن يمد يده لأحد.. المهم أن يجد ما يدخل به آخر اليوم إلي طفلتيه وزوجته.. وعندما تتحسن أحواله المادية ويزداد مكسبه يأخذهن في رحلة بسيطة (لشرب الشاي) في الساحة والجلوس والطعام في أحد المطاعم الفقيرة البسيطة الشعبية.. فهناك دائما مكان للفقراء البسطاء في هذا العالم علي عكس ما يتوقع البعض من أن دفنهم بالحياة أفضل.. وهي النظرية التي يتبناها أثرياء العالم وناهبو ثروات الشعوب وأحد أسباب فقر الأوطان.

في أيام الجزائر السينمائية الثالثة التي عقدت في الفترة من 14 أكتوبر إلي 19 من نفس الشهر.. والتي رأسها الناقد سليم عقار والتي حرص علي متابعتها سينمائيون في كل أنحاء العالم.. عرض في الافتتاح أحدث أفلام المخرج الجزائري (رشيد بوشارب) .. (مثل امرأة) وهو إنتاج أمريكي ـ بريطاني ـ فرنسي ـ جزائري.. شارك في بطولته رشدي زيم أحد أهم النجوم العرب في السينما الفرنسية.. بالإضافة للممثلة القديرة الكبيرة (شافيه بوديرة) التي تعدت الثمانين من عمرها ومازالت قادرة علي العطاء ـ أطال الله في عمرها.. ولأسباب خاصة بمواعيد الطيران لم أتشرف برؤية الفيلم.. الذي يعالج قضايا المرأة وإن كنت متابعة جيدة (لرشيد بوشارب) وأعلم اهتمامه الشديد بقضايا أبناء وطنه سواء في الداخل أو الخارج.. ويكفي (رشيد) شرفا أن فيلمه (بلديون) استطاع أن يغير من القوانين الفرنسية وأن يجعل هناك مساواة في المعاشات بين الجنود الجزائريين الذين خاضوا حرب التحرير ضد النازيين وكانوا سببا حقيقيا في النصر.. والغريب أن رواتبهم ومعاشاتهم كانت تقريبا واحدا علي مائة من أمثالهم من الفرنسيين.. وما قدمه رشيد بوشارب درس لكل فنان عن أهمية السينما ودورها.. في تغيير صورة الواقع.

(ومثل امرأة) يروي حكاية امرأتين تعيشان في إحدي ضواحي شيكاغو .. سلمي هاربة من عائلتها.. وتعاني من حماتها التي تتسلط عليها، أما (مارلين) فهي تعاني من خيانة زوجها.. وتقرر كلتاهما أن تحقق حلمها في أن تصبح راقصة.. فتتألقان وتبهران أمريكا كلها.. إلي أن تكتشف (مارلين) أن (سلمي) متهمة بقتل حماتها وأنه مطلوب القبض عليها.

في هذه الدورة يشارك في لجنة التحكيم الدولية الناقد المصري (شريف عوض) والمخرج السوري (ريمون بطرس) والمنتج المغربي (محمد بلحاج).. والمخرج الفلسطيني (أشرف مشهراوي) والناقد والممثل (يوسف صايغ).. السينارست والمخرجة السويسرية (حليمة وارديري) .. وذلك برئاسة المخرج والسيناريست الجزائري (سعد ولد خليفة) الذي يعرض له حاليا فيلم (زابانا).

وقد أقيم علي هامش المهرجان عدد من الندوات شارك فيها عدد من النقاد العرب من بينهم كاتبة هذه السطور عن (السينما العربية بعد الثورة) ومدي تأثيرها .. وتأثرها بالشارع العربي.

أحببت الجزئار كما لم أحب بلدا آخر.. ومازالت هي بلد المليون ونصف المليون شهيد.. من زرع ثورات الحرية ورواها بدمائه.. وخضب بها أراضيها.. الوعي الأول كان بعد حرب أكتوبر المجيدة يومها كنت شابة في أولي رحلاتي خارج بلادي بمفردي أنا وشقيقي.. وقامت الحرب وتعطلت بنا سبل العودة حيث أغلق المطار.

وكان علينا أن نذهب لليبيا.. ومن طرابلس كان علينا أن نستقل باخرة للإسكندرية.. رفقاء الرحلة الجميلة التي لن ينساها كل من عليها كانوا (عساكر) جنودا صغار السن قادمين ليشاركونا الحرب مضحين بدمائهم من أجل بلدهم الثاني مصر.. هؤلاء الجنود البواسل الشباب وقفوا جنبا إلي جنب مع جنودنا الأبطال.. وتحقق النصر المجيد.. وزادت الفرحة في نفوسنا الصغيرة وكبرت العزة والكرامة في نفوسنا التي شاركنا فيها الإخوة الأشقاء ومن يومها باتوا يشاركوننا عزة الدم ونصرة الكرامة.. لتظل الأخوة تجمع بيننا..فهم ونحن يد واحدة دائما.. وستظل الجزائر عزيزة علي القلب هي وأهلها الكرام فلي فيها أصدقاء حميمون.. هم الزاد الحقيقي في رحلة الحياة بحلوها.. ومرها.

آخر ساعة المصرية في

23/10/2012

 

 

أكاديمي عراقي يقترح تأسيس حزب للسينمائيين!!

عبدالجبار العتابي من بغداد

أقترح اكاديمي عراقي تأسيس حزب خاص بالسينمائيين العراقيين عسى ان يفوز بأحد المقاعد البرلمانية ويرفع صوت اهل السينما عسى ان يسمعه الاخرون ومن يهمهم امر البلد او الثقافة في البلد من اجل العمل على انتاج افلام سينمائية عراقية والتعريف بقيمة السينما في حياة الشعوب، وقال الاستاذ الدكتور طه الهاشمي، استاذ السيناريو في كلية الفنون الجميلة / جامعة بغداد،قسم السينما والتلفزيون، والمنسق العام للندوات في مهرجان بغداد السينمائي الدولي : المفروض ان السينما من اولويات اي حزب سياسي، وان من يريد ان ينتج شعبا، عليه ان ينتجه على مختلف الاصعدة ومنها السينما التي هي ثقافة لا غنى عنها.

·     تقام المهرجانات ويطلق اهل السينما ومحبوها التصريحات والنداءات لاغاثة السينما في العراق ولكن بدون جدوى، كيف يمكن تفعيل هذا الحراك بقوة؟

- اقترح من اجل ذلك تأسيس حزب للسينمائيين العراقيين لكي يسمع صوتهم، وان اية جهة تسمع صوت السينمائيين هي حزبنا من اي ِ.. كان، لان من غير المعقول ان العالم كله يتوجه الى السينما ويشتغل في السينما، والسينما مؤثرة، وأميركا لم تحتل العراق الا من خلال السينما، هذا الحزب، هذا الذي اقترحه، بأمكانه ان يحتوي السينمائيين وهم كثيرون،ولدينا اقسام في كليات ومعاهد الفنون بمئات الالاف، وبامكان هذا الحزب ان يكون له مكان في البرلمان ويدافع عن حقوق السينمائيين، ويكون صوتهم ضمن الاصوات الاخرى التي تنادي بمصالحها، فللاسف نحن نهمل هذه السينما، واننا نتذكرها تذكرا في اوقات متباعدة.. فتأتينا (هبّات) فنعمل افلاما، ولما تنتهي المناسبة ينتهي كل شيء، فأنها حقيقة لمفارقة.

·        وهل تعتقد ان تأسيس الحزب السينمائي يؤدي غرضه؟

- انا اطرح مقترح ان يكون لدينا حزب سينمائي لكي يسمع صوتنا، لان من غير المعقول اننا نريد ان نثقف شعبنا ونريد ان نبرز هوية هذا الشعب ونحن ليس لدينا ما نؤثر فيه على هذا الشعب، هنالك 7500 محطة فضائية تبث ثقافتها لهذا الشعب، فمن الذي يستطيع ان يوجه ان لم يكن ابن البلد السينمائي الذي يأخذ كاميرته شأنه شأن الصحفي والروائي والشاعر، كل يصل الى جمهوره، وبهذه الطريقة الممتازة تكون لنا هوية، يكون لنا انسان عراقي محدث، هذه هي الفكرة التي طرحتها.

·        لماذا هذه اللا مبالاة من الاحزاب؟

- المشكلة.. ان القرارات التي تصدر لها مكانها المحدود الذي هو الحكومة، وليس من اولوياتها هذه القضية، اولوياتها عندما تحتاجها ولكن السينما والفنون والثقافة هي احتياج يومي، لا تحاج الى مظاهرة او ارغام، المفروض انها من اولويات اي حزب سياسي، ليست هي قضية غريبة او مستغربة، فمن يريد ان ينتج شعبا، عليه ان ينتجه على مختلف الاصعدة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والسينما احدى تمظهرات الثقافة.

·        لماذا الدولة غافلة تماما عن السينما؟

- انا اعتقد ان الذين يديرون شأن الثقافة في العراق لا علاقة لهم بالثقافة، ولو كان احدهم معنيا بهذه القضية لاكد على الموضوع، وهذه هي الحال ببساطة، فالحكومة ليست لديها خطة للثقافة، فالخطط ارتجالية وليست عند الناس المعنيين، انت تريد ان تخطط للسينما، عليك ان تأتي بالسينمائيين وهم الذين يخططون لك، تريد ان تؤسس للادب او تبني خطة، فعليك بالادباء، تريد ان تطور الفنون التشكيلية فعليك بالفنانين التشكيليين، لكن هذا لم يحدث.

·        هل تعقد ان الدولة لا تتعمد الاهمال هذا؟

- مسألة ان تكون متعمدة او غير متعمدة ليست قضيتي، فأنا ارى النتائج، والنتائج التي اراها انها غير مهتمة بالسينما، حالها حال العشرات من القضايا التي غير مهتمين بها، معناها ليست هنالك برامج، وليست هنالك خطط.

·        نقيم مهرجانا للسينما وليس لدينا دار سينما، كيف هذا؟

- عندما نقول حلقات متواصلة، معناها ان نصنع فيلما سينمائيا ونبني دار سينما ونصدر مجلة سينمائية ونكتب نقدا سينمائيا، واي حلقة منها ثغرة، نحن ليست لدينا افلام ولا عندنا دور عرض ولا مجلة متخصصة ونريد نؤثر في الناس، اذن كيف نؤثر؟

·     هل تعتقد ان افلام مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية من الممكن ان تحرك عجلة السينما في العراق؟

- نتمنى ان تكون هذه الفكرة مستمرة سنويا وليست من اجل بغداد عاصمة للثقافة العربية فقط، فبغداد عاصمة للثقافة من خلقت، كل الشعراء المهمين، كل الاتجاهات الادبية المهمة، كل الاشياء المهمة حدثت في العراق منذ اقدم العصور، وحدثت في بغداد تحديدا، فلماذا عام 2013 فقط نعمل افلاما، المفروض لدينا دائما افلام وروايات ودواوين شعر ومعارض فنون تشكيلية، هذه هي هوية العراق.

·        يعتقد البعض انها مجرد فورة وقتية (هبّة) تنتهي بانتهاء المناسبة، ماذا تقول؟

- انا اخشى ان تكون (هبة)، ولكنني متفائل، متفائل انه من الممكن ان تحرك البركة الراكدة.

·        اقيم قبل ايام مهرجان يحمل اسم (بغداد السينمائي)، ما فائدته؟

- هو واحد من مهرجانات تعميم الثقافة السينمائية والجمالية والالتقاء بناس اخرين يفكرون بالسينما، فنحن أتينا بألمان وفرنسيين وعرب حتى يعرف السينمائي العراقي انه ليس لوحده، هناك هم مشترك واناس تفكر مثله، وهناك موضوع انساني كبير.

·        لكن المهرجان لم يلفت انتباه الدولة؟

- بالنسبة لنا ما زلنا متحمسين وهذه هي الدورة الرابعة ولدينا من العزم ما نستمر به حتى لو لم تنقله اية وسيلة اعلام، هذا اصرار لدينا، هذا جزء من تحريك الاجواء، ونحن سنستمر حتى وان لم تنتبه الدولة.

إيلاف في

23/10/2012

 

 

نستلة وتجارة المياه المعبأة

لمن تعود ملكية المياه ؟

ندى الأزهري - باريس  

سؤال مصيري يطرحه المخرج أرس شنل والصحفي رس غيريغير في فيلمهما الوثائقي الجريء " نستلة وبزنس المياه المعبأة". ورغم رفض الإدارة التعاون معهما، وإغلاق الشركة أبوابها بوجههما في كل أنحاء العالم لأنه "الفيلم السيء في اللحظة السيئة"، فقد حاول المخرجان الكشف في كواليس سوق المياه المعبأة الذي يتعاطى بمليارات من الولايات المتحدة إلى نيجيريا مرورا بباكستان، وتمكنا من اكتشاف الدورة التي تتبعها زجاجة المياه قبل وصولها للمستهلك مسلطين الضوء على طرق المؤسسة الضخمة التي تستدعي انتقادات السكان المحليين.

الفيلم الذي عرضته محطة آرتي الفرنسية الألمانية، يعرَف بادئ ذي بدء عبر الأرقام بنستلة الشركة السويسرية الأولى عالميا في مجال التغذية والمشهورة بالشوكولا والقهوة والتي تعتبر رائدة في سوق المياه منذ 1992 . فهي تمتلك 70 ماركة في كل أنحاء العالم، و لها مئات المواقع لإنتاج المياه في ستة وثلاثين بلدا وتوظف أكثر من ثلاثين الف عامل وتقدر تعاملاتها في عام بأكثر من خمسة مليون يورو... وليس أفضل من تصريح لرئيس مجلس إدارتها من الدلالة على الاهمية التي توليها للمياه إذ صرح بأن المياه " تستطيع ضمان 140 سنة من الحياة للشركة"! كل هذه الأرقام دفعت صانعا الفيلم لبحث دام ثلاث سنوات في كواليس هذا السوق الضخم.

يبين المخرجان مدى انتشار ظاهرة المياه المعدنية المعبأة اعتبارا من الثمانينات بحيث يباع في العالم كل سنة مائة مليار ليتر من الماء. ويحاولان تسليط الضوء على طرق استثمار المياه من قبل الشركة وسياسة التسويق الدعائي لها عبر رحلات قاموا بها إلى الولايات المتحدة ونيجيريا وأثيوبيا والباكستان للحصول على المعلومة من مصادرها.

في فري بورغ مثلا في الولايات المتحدة، تدفع نستلة 10 دولارات لصاحب الأرض عن كل 30 ألف ليتر من الماء لتوضع بعدها في زجاجات ولتقدم على أنها صحية أكثر من مياه الحنفية، ما يكسبها عشرات الآلاف من الدولارات. وحين يحتج السكان الذين يريدون الحفاظ على الاحتياطي الطبيعي لمنطقتهم لا يستمعون لهم" نحن من يعيش هنا وهم وراء البحار" يقول احدهم، ويشعر هؤلاء باليأس من إمكانية فعل شيء أمام هذه الشركة العملاقة" وهو ما يفرض السؤال في الفيلم: من يملك الماء؟ لهذا الغرض يبحث المخرجان في التشريعات المحلية فلا يجدون أجوبة واضحة وهو ما تستغله الشركة المتعددة الجنسيات بحسب بعض رجال القانون. وفي مدينة أخرى تستغل نستلة قانونا سُن للمزارعين يسمح لهم باستغلال الماء بلا حد. ويتهم بعض الشهود في الشريط الشركة بأنها لا تكترث بالبيئة ولا بالتطور الاستدامي ولا بجفاف منابع الماء بل فقط بالمال. يعتمد الفيلم أيضا على شهادات خبيرة كندية حائزة على جائزة نوبل 2005 تهاجم نستلة بعنف" يسحبون كل شيء وعنما يفرغ البئر يغادورن".

لكن الشركة الرائدة في سوق المياه تتحدث دائما عن "مسؤوليتها الاجتماعية"، وتدَعي بأن السكان يستفيدون من وجودها في منطقتهم عبر التوظيف والخدمات التي تقدمها للاقتصاد المحلي من تمويل جمعيات وأقسام البلدية. وقد يصح هذا في بلدان الشمال ولكن كيف هو الأمر في الجنوب؟ يحمل منفذا الفيلم عصا الترحال للتحقق بأنفسهما عن مدى المساهمات الاجتماعية للمؤسسة. ويصلا إلى شرق اثيوبيا حيث مخيم للاجئين صوماليين وحيث تعلن صفحة الشركة على الشبكة بأنهم ما زالوا هناك لتزويد الناس بالمياه، و يري الواقع أنهم تخلوا عن المشروع منذ 2005 ولا يقومون بأية صيانة للأنابيب التي مدوها " إنه نوع من تسويق الصورة الحسنة، ولكن لا تهمهم سوى المنفعة" يقول عامل هناك بمرارة. ويتابع المخرجان رحلتهما إلى نيجيريا حيث تباع بيور ووتر التي ليست أكثر من مياه عادية منقاة ومغذاة ببعض المعادن بسعر أغلى من البنزين! أما في باكستان فتسحب المياه من الطبقات الأكثر عمقا مما خفض من مستوى المياه الجوفية بمقدار 90 مترا في عشر سنوات. وفيما تصدر تلك المياه إلى أفغانستان يبقى سكان القرية القريبة محرومين من المياه. و فيما تخصص نستلة ميزانية عالية للبحوث لاكتشاف مصادر جديدة للمياه كما كان الأمر يتم في الماضي للبحث عن الذهب، فإن احصاءات منظمة الأمم المتحدة لعام 2012 تدل على أن 800 مليون شخص لاتتوفر لديهم مياه الشرب و205 مليار محرومين من التمديدات الصحية...

وينتقل المخرجان من كشف سياسة استغلال المياه إلى سياسة الدعاية والتسويق التي تتبعها الشركة ولا سيما في بعض البلدان. ففي الباكستان مثلا تقنع الناس بأن لاغنى لهم عنها وتربط بين استعمال المياه المعبأة بيور لايف وبين الانتماء لطبقة معينة، تلك التي تساير الموضة والعصر، بحيث يعتبر استخدام أحدهم لزجاجة بيور لايف نستلة كدليل انتماء لهذه الطبقة.

وكل ما كشفه المخرجان رفضت نستلة الرد عليه" نستلة رفضت لأنها تدرك مدى الرهان القائم على "الذهب الازرق" " بحسب الخبيرة الكندية، وكان الأسلوب الذي اتبعه المخرجان للحصول على آراء الشركة هو بث مقاطع من مؤتمرات علنية لها. وهكذا نتطلع على دفاع رئيس مجلس إدارة نستلة لرد ما يتعرضون له من تهم عبر مداخلة في أحد المؤتمرات" 70 % من المياه الصالحة للشرب تذهب للزراعة و20% للصناعة و10% للاستخدام المنزلي لا تستخدم منها نستلة سوى 0.005%". لكن رغم هذا الرقم الذي يبدو صغيرا فإن كل ما ذكر من أرقام في الفيلم- التحقيق لا بد أن تثير التأمل لدى المشاهد وتجعله ينظر نظرة مغايرة إلى زجاجة المياه التي أمامه ليتحقق من ماركتها! وفي هذا يمكن القول أن المخرجين نجحا في غرضهما!.

الحياة اللندنية في

23/10/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)