خالها كثيرون في الفترة الأخيرة تصور الأعمال تباعاً وليل نهار، لأن
الأشهر القليلة الماضية عرفت بث ثلاثة أعمال متعاقبة: العائدة، والقناع،
وهروب، ما أوحى أن الفنانة كارمن لبس لا تكف عن الانتقال من عمل إلى آخر
بسهولة ويسر، بينما الحقيقة أن التصوير حصل في أوقات متباعدة، لكن صودف أن
العرض حصل متلاحقاً، ما جعلها مقيمة شبه دائمة على الشاشات التي احتضنتها،
وكررت على مدار الساعة الترويج لأدوارها، التي من حسن الحظ أنها جاءت
متنوعة ولا علاقة لواحدها بالآخر، استناداً إلى موقف ثابت لها يمنعها من
الموافقة على أدوار متقاربة مهما كانت الظروف .
·
لاحظ المشاهدون في الأشهر
الماضية كثرة ما عرض لك من مسلسلات؟
معهم حق، لكن الصورة مرتبطة بتزامن العرض فقط وليس التصوير .
·
هل أزعجك هذا؟
أبداً . جميل أن يظهر الفنان بكثافة على الشاشات، وأنا بعكس من
يعتقدون أن الظهور المتكرر يحرق الفنان، أبداً، فعندما أكون قد اخترت
أدواري بدراية وعدم تشابه، لا تعود هناك مشكلة إطلاقاً، خصوصاً وأننا نمضي
أوقاتاً طويلة أحياناً لا نطل خلالها على الشاشات، وعلى كل حال ليس الفنان
من يبرمج عرض أعماله، لذا علينا قبول أي واقع مهما كان .
·
كم كنت مرتاحة في ردات الفعل
الجماهيرية والنقدية على العائدة لشكري أنيس فاخوري؟
قدمني ضعيفة وقوية، مندفعة وجبانة، جميلة ودميمة . ما سمعته وقرأته
كان جيداً رغم المنافسة الرمضانية الحادة، المخرجة كارولين ميلان تعبت جداً
من هذا العمل .
·
ألا ترين أن توليفة »القناع«،
مادة مختلفة فعلاً عن السائد سواء في نص جبران ضاهر، أو إخراج شارل شلالا؟
من حظي أن البطلين إلى جانبي مختلفان تماماً، جورج شلهوب الميلودرامي
العتيق، غير جورج خباز الكوميدي الرائع، وهذا يغني العمل بطريقة جاذبة وأنا
أحب ذلك جداً .
·
على كل حال تعودين إلى الكاتب
ضاهر والمخرجة ميلان في حلقات: كندا (بكسر الكاف) ومعك يوسف الخال؟
أؤكد منذ الآن وجود مادة تلفزيونية، خاصة في هذا العمل، والمشاهد
سيعرف أننا نبحث قدر الإمكان عن خطاب خاص نتوجه به إلى المشاهدين .
·
في ظل الأجواء الإنتاجية السائدة
هل تعثرين دائماً على ما يخدم هذا التوجه؟
إلى حد ما وببعض الجهد نعم، ومن يقصد يجد مراده بأية وسيلة ممكنة .
·
أليس نص كلوديا مرشليان في:
هروب، مميزاً جداً عن باقي نتاجها الدرامي؟
أوافق على هذا مئة في المئة، وأرى أن ما تقدمه كلوديا يخدم خط التغيير
الذي أشتغل عليه دون هوادة، لذا بالإمكان الرهان على تيار فني متميز يلتقي
على قواسم فنية مشتركة تبني صرحاً متيناً للمستقبل.
·
لكن أي طموح لك في نهاية المطاف؟
الإخراج .
·
هكذا من دون مقدمات؟
كل ما قدمته وتعبت عليه من سنوات هو مقدمات .
·
وأول وقوف خلف الكاميرا سيكون
تلفزيونياً أم سينمائياً؟
في السينما .
·
كأن المشروع جاهز أيضاً؟
هناك حديث مطول عنه، لكنه واضح المعالم بانتظار إشارة البدء .
·
أي نوع من الأفلام؟
الدرامية، كما تعرف نحن أمة عاطفية نحب حتى أقصى حالات الميلودراما .
·
هل صحيح أنك اعتذرت عن المشاركة
في »ثنائيات الكرز« لنجدة أنزور؟
نعم حصل ولأسباب قاهرة .
·
ألا تذكرينها؟
لا .
·
ماذا عن التقديم كان لافتاً، فما
هو السر؟
لا أنكر حنيني إلى التقديم مجدداً، فهو جزء من صورة الممثل، يعطيه
طاقة للانطلاق أبعد .
الخليج الإماراتية في
22/10/2012
فيلم أبكى مشاهدين منحوه العلامة التامة
«ساعة ونص».. مجتمع في قــطار
علا الشيخ - دبي
معظم الأفلام تركز على بطل واحد، حتى في أفلام الأبيض والأسود لم تجد
البطولة الجماعية لها مكاناً في السينما المصرية، مع أن أسماء كبيرة تكون
في العمل، واستمر هذا النهج طويلاً، لكن فيلم «ساعة ونص» للمخرج وائل احسان،
الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، يعلي قيمة البطولة الجماعية
فعلاً ضمن مشاهد لا تتعدى الثمانية لكل بطل في الفيلم، تدور بين أحمد بدير
وسوسن بدر واياد نصار وماجد الكدواني وعبدالكريم عبدالعزيز ومحمد عادل إمام
وسمية الخشاب وآيتن عامر وغيرهم من الفنانين الكثر الذين قدموا حكايات من
المجتمع المصري في قطار كاد يقضي على حياتهم.
يحكي الفيلم رحلة قطار لمدة ساعة ونصف الساعة تنتهي بحادث انقلاب يقضي
على جميع ركابه، لكن خلال هذه الرحلة يستطيع المشاهد التعرف إلى حياة نماذج
مختلفة من المجتمع، فخريج الجامعة الذي لا يجد وظيفة موجود، كما الفتاة
التي تحلم بعريس ينتشلها من صفة عانس، والمغترب الذي يقضي حياته في الغربة
ليعود مثلما ذهب، والأم التي تجد نفسها غاضبة على ابنها الذي تركها حباً
وليس كرهاً ليصون كرامتها من شدة فقره، والاب أبوالبنات الذي يفكر في كيفية
تزويج ابنته، وراتبه لا يتعدى الـ440 جنيهاً، انتقالا الى مشكلات العجز
الجنسي، والأرملة التي تحلم بزيادة راتب التقاعد كي تشتري حذاء جديداً
وتعيد طلاء منزلها.
عشرات القصص المحبوكة بطريقة قريبة إلى المتلقي، تؤكد حسب مشاهدين
«عبروا عن تأثرهم في الفيلم بالبكاء»، عودة السينما المصرية إلى قوتها.
صورة
لقطات متأنية يبدأها الفيلم مع جهاز تحضير الفلافل أو الطعمية، يرى
المشاهد آلية الصنع بحذافيرها، لتنتهي بإلقاء الحبات المكورة الشكل في
الزيت المائل إلى السواد من شدة الاستهلاك في إناء قديم لا لون له، وفي
الوقت لقطة نفسه لسيدة كبيرة في السن وهي تأكل ساندويش الفلافل بفرح ومتعة.
في هذا المشهد ترى شهال مصطفى (34 عاماً) تصويراً للطبقة السائدة في
مصر، وللخصوصية المصرية المملوءة بخفة الظل والرضا على الحال «صورة العجوز
هي صورة المجتمع الصابر على ضيق العيش».
في المقابل، قالت سيمة إدريس (40 عاماً) «أنا مذهولة من الفيلم»،
موضحة «بكل الألم الذي فيه والذي جعلني أبكي طوال رحلة القطار، إلا أنه عبر
عن حقيقة الشارع في مصر وربما في شوارع عربية أخرى». ومنحت الفيلم العلامة
التامة.
شخصيات
خريج الجامعة الذي يؤدي دوره الفنان الأردني اياد نصار، لم يعمل
بشهادته بسبب البطالة، فأصبح يبيع الروايات العاطفية التي يحبها رواد
الدرجة الثالثة في القطار وهم الأغلبية. في المقابل، يظهر ماجد الكدواني،
الموظف في الشرطة من دون رتبة تذكر، وتظهر مهمته وهو يضع القيد في يدي
المغترب أحمد الفيشاوي العائد من السويد، وقد قبّل صديقته في الطريق العام،
وتم الحكم عليه بتهمة ارتكاب عمل فاضح، لكن الشرطي يجد فيه غايته المبتغاة،
فهو يحلم بتزويج شقيقته التي أصبحت عانساً، لذلك يراه المشاهد وهو يحمل
صورتها اينما ذهب أملا في إيجاد عريس لها، بينما يبيع أحمد السعدني الشاي
في القطار، وهناك قصة الشاب كريم عبدالعزيزي العائد من ليبيا، بعد أن خسر
كل شيء هو وصديقه، وهمه مواجهة عائلته في عدم تمكنه من الالتزام بتزويج
شقيقاته، وهو المصاب بالكلى.
فتحي عبدالوهاب، الرجل الصعيدي الذي احب ابنة بلده المتعلمة يسرا
اللوزي، التي باع من أجلها خمسة فدادين من الارض لتصبح طبيبة، تصور حالتهما
من يملك المعرفة ومن لا يملكها، فهي ملمة بهذه التركيبة وطوال الرحلة تحاول
إقناعه بإعطائها الاذن للسفر من أجل مؤتمر طبي، لكنه يمارس سطوة الزوج في
التهديد بالطلاق إذا كررت هذا الموضوع، لكن في الوقت نفسه تراه فخوراً بها،
خصوصاً في مشهد إنقاذها لحالة مرضية في القطار.
وتظهر قصة أخرى بين شخصية سوسن بدر وابنتها آيتن عامر اللتين يجمعهما
خلاف دائم حول صرف معاش والدها المتوفى والمطرب والملحن المحبط الذي أدى
دوره محمد عبدالمنعم ومعه الشاعر محمود البزاوي ينتظران القطار في المحطة
لكي يشاركا في فرح ويغادرا محطة القطار مهزومين، لأن الفرح يتم إلغاؤه في
اللحظات الأخيرة.
وقال محمد خالد (33 عاماً) بعدما شاهد كل تلك الشخصيات في عمل واحد
«هو الفيلم الافضل بلا منازع، قصة وسيناريو وأداءً وإخراجاً وقيمة»، ومنح
الفيلم العلامة التامة.
في المقابل، قالت شيرين وهبة (40 عاماً) إن «السؤال من هو الأفضل بين
الممثلين ابطال الفيلم؟ والجواب: كلهم بلا استثناء». وأضافت أن «الفيلم
حزين وقصصه حقيقية وقريبة من واقع يعيشه المصري كل يوم. حبكة جميلة وأداء
فوق الوصف لكل بطل فيه». وصوتت بالعلامة الكاملة للفيلم.
رسائل
رسائل عدة في الفيلم استطاع المخرج أن ينقلها بشكل غير مباشر، فقصة
الشاب العائد من ليبيا تنتهي نهاية محزنة، فهو موجود ويتحدث مع صديقه
بطريقة ابكت المشاهدين، إذ إنه لا يريد الوصول للمحطة حتى لا يقابل والديه
المنتظرين غلته من الغربة لتزويج بناتهما. في نهاية قصة هذا الشاب يتضح من
مشهد غير مباشر ان على معصمه رسم صليب. وهنا قالت مرفت بسيس (38 عاماً)
«سئمت كمصرية مشاهد تظهر القبطي وكأنه كائن فضائي ليس له علاقة بالمجتمع،
ولا أرى إنصافاً له بصفته مصرياً بالدرجة الأولى لديه أحلام وآمال».
وفي مشهد آخر تأتي حكاية سمية الخشاب التي تخون زوجها أحمد بدير،
وبينهما فارق من العمر كبير، إذ تبنى علاقة بينها وبين محمد امام. وقصة
كريمة مختار تتضمن رسالة جميلة ومؤلمة عن حالة الفقر التي تجعل الابن
يستغني عن أمه، ليس كرهاً بل حباً، فهو لا يستطيع تدبير ثمن دواء السكري
لها فيضع في يدها رسالة لتسليمها لاقرب دار لرعاية المسنين.
«من يتحمل قلبه الوجع فليذهب لمشاهدة الفيلم»، هذا ما قاله ايهاب
درويش (29 عاماً)، مضيفاً «لم احتمل، فدموعي كانت تنهمر تلقائياً، وكل قصة
في الفيلم تمس حياة شخص أعرفه». ووصف الفيلم بأنه «عبقري بقدرته على هذا
المزح بين الحكايات». ومنح الفيلم العلامة الكاملة أي 10 درجات من .10
في المقابل، قال بشير محمد (44 عاماً) إن «الفيلم مؤلم حد البكاء، إلا
أنه فيلم بمعنى الكلمة يركز على القيم الانسانية».
بيئة
لاحظ مشاهدون أن عدداً من الفنانين في الفيلم هم أبناء أو اشقاء
فنانين كبار، مشيرين إلى أن بيئة العائلات الفنية تشيع حب الفن لدى
أبنائها. وقالت هيا طه (28 عاماً) «أنا ضد توريث الفن، لأنه يحتاج الى ملكة
وموهبة ودراسة، وهناك الكثير من المواهب الموجودة في الوطن العربي، وفي مصر
تحديداً، لكنها لم تجد الفرصة المناسبة». وقال جريس داوود (29 عاماً)
«تخلصنا من حكم الوراثة في مصر، لكن وراثة الفن لا أعتقد أن اسقاطها سيكون
سهلا كالنظام».
في المقابل، قال رأفت العريان (41 عاماً) «لولا أن لديهم الموهبة
لامتعضت، لكن موهبتهم اسكتتني».
حول الفيلم
--تم عرض الفيلم في 54 دار عرض سينمائية في مصر.
--تعرض الفيلم لوقف التصوير أكثر مرة، لأسباب عدة بداية من أحداث ثورة
25 يناير.
--كتب السيناريو قبيل الثورة المصرية، وتم التصوير أثناءها وبعدها.
--استقبل المنتج أحمد السبكي عدداً كبيراً من نجوم الوسط الفني في
افتتاح الفيلم، حيث حرص نجوم على الحضور وتهنئة صُناع العمل، منهم عادل
إمام، ومحمود عبدالعزيز، وشريف منير، وحسن الرداد، وإيمي سمير غانم، وأحمد
عز، وماجد المصري، وغسان مطر، ونضال الشافعي، والسيناريست تامر حبيب،
والمخرج عمرو عرفة، وإسعاد يونس، والمنتج محمد العدل.
كليك
في محاولة للتهكم على مشاركة عدد كبير من أبناء الفنانين في مصر في
بطولة فيلم «ساعة ونص»، قال الفنان الليبي حميد الشاعري إن «الفيلم لا
ينقصه سوى علاء مبارك وجمال مبارك حتى يصبح فيلماً جيداً للغاية».
وكتب حميد على صفحته بموقع «فيس بوك» إن الفيلم الجديد «ساعه ونص» من
بطولة أخت وفاء عامر، وابن صلاح السعدني، وابن فاروق فلوكس، وبنت محمود
اللوزي، وابن فاروق الفيشاوي، وابن عادل امام، وابن محمود عبدالعزيز، وابن
مصطفى متولي، وابن أحمد زكي.
عن قرب
قال بطل الفيلم الفنان أحمد بدير حول ما اذا كان يفضل تعديل السيناريو
ليتناسب مع ثورة 25 يناير إنهم قدموا الفيلم كما كتبه أحمد عبدالله من دون
تعديل. وأضاف بدير أن هناك ثلاثة أو أربعة أفلام قدمت في الفترة الماضية
وأضيف إلى نهاياتها مشاهد تتعلق بميدان التحرير، لكنه يرى أن ذلك يعتبر
«مزايدة على الثورة»، إضافة إلى أنه «سلق بيض»، لأنه لا يوجد من يستطيع أن
يتفهم الوضع بشكل صحيح وبسهولة، حسب رأي بدير.
كما تحدث صاحب مسرحية «ريا وسكينة» عن الفيلم، مؤكدًا أنه لا يحتاج
إلى أي إضافة ليعبر عن الثورة، لأنه ببساطة يرصد حالة المجتمع المصري وكذلك
يتطرق إلى أسباب الثورة، لكن بشكل غير مباشر، فالقطار بكل ما يحتويه من
أشخاص يعبرون عن طبقات المجتمع المختلفة، إضافة إلى نهاية الفيلم الخاصة
بحادثة القطار التي رآها أنها ترمز إلى الثورة.
المخرج
وائل إحسان
لمع نجمه بعد إخراج فيلم «اللي بالي بالك» لمحمد سعد، وحقق إيرادات
وضعته في مصاف المخرجين النجوم، ليعمل بعدها مع عدد من النجوم الشباب، مثل
أحمد حلمي في أفلام «مطب صناعي» و«ظرف طارق» و«زكي شان» ومع محمد هنيدي في
«عندليب الدقي» و«وش إجرام» و«رمضان مبروك أبوالعلمين» ومع كريم عبدالعزيز
في فيلم «الباشا تلميذ»
أبطال الفيلم
إياد نصار
ولد عام ،1974 وهو ممثل أردني، كان يعمل مدرساً قبل أن يتجه للفن، حيث
عمل ممثلا ومساعد مخرج في العديد من المسلسلات الأردنية، ثم مارس الإخراج
المسرحي، واتجه بعد ذلك للتمثيل وظهرت موهبته في المسلسل السوري «الأمين
والمأمون»، وانطلق كنجم في سماء القاهرة منذ عمله الأول في مسلسل «صرخة
أنثى» الذي قام فيه بدور الطبيب نبيل الوسيم، الذي يتعاطف مع حالة بطلة
المسلسل داليا البحيري، ويساعدها على أن تصل لحقيقتها.
تألق نصار في دور الخليفة المأمون، في مسلسل «أبناء الرشيد» ورشح
لجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، وفاز المسلسل نفسه
بذهبية أفضل مسلسل في المهرجان نفسه.
أحمد بدير
ولد عام ،1947 وحصل على شهادة الآداب من جامعة القاهرة عام ،1970 عمل
ممثلاً في مسارح مراكز الشباب، ثم مؤلفاً ومخرجاً، ثم ممثلاً في الإذاعة من
خلال مسلسلات. لمع نجمه في التلفزيون من خلال مسلسلات كثيرة منها «طائر
الليل الحزين»،«لزيني بركات» و«حلم الليل والنهار» و«يزينيا»، وآخرها «كيد
النسا». وفي المسرح كان له الدور البارز في «ريا وسكينة»، و«بكالوريوس في
حكم الشعوب»، و«الصعايدة وصلوا»، و«ع الرصيف».
متزوج وله ابنتان هما سارة ودعاء. وأدواره السينمائية دائما قليلة،
لكنها تحمل بصمة لا تنسى مثل دوره في «سكوت حنصور»، و«بطل من ورق».
يسرا اللوزي
من مواليد عام ،1985 بدأت مشوارها الاحترافي بفيلم من إخراج يوسف
شاهين، وهو فيلم «اسكندرية نيويورك»، الذي سبقه مشوار هواية بدأ على مسارح
الجامعة الأميركية، تحت إشراف والدها أستاذ المسرح بالجامعة محمود اللوزي.
وتجيد يسرا المولودة لأم سورية، وأب مصري، عزف البيانو ورقص الباليه. وبعد
أن أسند لها شاهين دور البطولة في فيلمها الأول، بترشيح من ماريان خوري،
صديقة والدتها، سارت خريجة كلية العلوم السياسية بخطوات متزنة غير متسرعة،
ولعبت عدداً من الأدوار في أفلام «قبلات مسروقة» و «ألوان طبيعية»، وهي
الأدوار التي وضعتها على خريطة الدراما التلفزيونية.
الإمارات اليوم في
22/10/2012
في مقتطفات من مقابلة لها عن فيلمها الأشهر إيمانويل
سيلفيا كريستل: تعريت في أول تجربة أداء وزوجي دعمني في
المشاهد الجنسية
يوسف يلدا
في مقتطفات من مقابلة لها عن فيلمها الأشهر "إيمانويل" تحدثت الممثلة
الراحلة سيلفيا كريستل عن تفاصيل قبولها للمشاركة في الفيلم وكيفية تأديتها
للمشاهد الجنسية فيه.
سيدني: حققت الممثلة الهولندية الراحلة سيلفيا كريستل شهرة واسعة بعد
قيامها ببطولة فيلم إباحي من إنتاج فرنسي بعنوان "إيمانويل" عام 1974 من
إخراج جوست جايكين، واستند الفيلم الى الشخصية الرئيسية لرواية "إيمانويل"
لإيمانويل آرسان الصّادرة عام 1959.
وإرتبط اسم سيلفيا كريستل بصورة الفتاة البريئة والمثيرة "إيمانويل"
حتى بعد مرور سنوات عديدة على عرضه الأول عام 1974، وعلى الرغم من ظهورها
في أجزاء أخرى من سلسلة أفلام "إيمانويل" إلاّ أنها لم ترق إلى مستوى
الفيلم الأول. وكان اسم "إيمانويل" قد أصبح مرادفاً للأفلام الإباحية ولا
يزال حتى يومنا هذا.
وأول فيلم نفذ عن "إيمانويل" كان من إنتاج إيطالي ويحمل عنوان "EmmaanueIIe ,Io"
عام 1969 لكن لم يحقق ذلك الفيلم النجاح المطلوب. وبعد مرور خمس سنوات على
ذلك ظهر فيلم الممثلة الهولندية سيلفيا كريستل حيث أدت دور البطلة الرئيسية
فيه والذي جاء على مقاسها تماماً واعتبرت أفضل ممثلة مناسبة له.
وتعدى فيلم "إيمانويل" الحدود السائدة في السينما في ذلك الحين، بسبب
إحتوائه على مشاهد الجنس والإغتصاب وممارسة العادة السرية.
وتدور قصة فيلم "إيمانويل" حول سفر فتاة شابة، متزوجة حديثاً، إلى
بانكوك للقاء زوجها الدبلوماسي الفرنسي، وخلال رحلتها هذه تعيش الفتاة
المراهقة تجربة جنسية مع رجل ناضج قادر على إثارتها جنسياً، الأمر الذي
يلهمها في إستثمار مكامن اللذة الجنسية الأكثر سرية في جسدها وبتحفيز من
زوجها.
وعلى الرغم من الشهرة الواسعة التي نالتها سيلفيا كريستل كممثلة إلاّ
أن حياتها الإجتماعية لم تكن على ما يرام، حيث عانت من إخفاقات في حياتها
الزوجية، وتدهورت حالتها الصحية نتيجة الإدمان على المخدرات. وفي عام 2001
اكتشفت أنها مصابة بسرطان الحنجرة، وخضعت حينها للعلاج الكيمياوي الذي أدى
إلى شفائها، ولكن بعد مرور سنوات على ذلك عاد المرض الخبيث إلى الظهور وهذه
المرة على شكل سرطان في الرئة.
في 12 يونيو/ حزيران 2012 أصيبت كريستل بجلطة دماغية في أمستردام
أدخلت على أثرها إلى المستشفى في حالة خطرة. وفي ليلة 17 إكتوبر/ تشرين
الأول 2012 توفيت "إيمانويل" عن عمر يناهز 60 عاماً.
عام 2009 كانت الممثلة الراحلة سيلفيا كريستل تحدّثت عن فيلمها
الإباحي "إيمانويل"، وذلك في لقاءٍ صحافي إلى كل من كاميلو دوران وديانا
ريكو، من صحيفة "التيمبو" الكولومبية. ننقل هنا أهم ما جاء فيه.
·
كيف كانت بدايتك مع "إيمانويل"؟
هل تقدمت لإختبار، ولماذا تقدمت، ومن شجعك على ذلك؟
بدأ كل شيء مع طلاق والديّ، كنت أفكر وأنا في المراحل الأولى من سن
المراهقة أنني سأجعل العالم يحسّ بوجودي، أردت أن يتطلّع العالم إليّ وأن
يحبني كثيراً، وأعتقد أنه حلم يراود كل ممثل فإشتركت في فيلم هادئ بعنوان (بيكوس
أوف ذا كاتس)، للمخرج فونس ريدميكرس.
بعد ذلك، ساهمت في فيلمين هولنديين آخرين، وإضافة إلى ذلك كنت أعمل
بصفة موديل للتصوير الفوتوغرافي، وكنت مغرمة بهوغو كلاوس.
في ذلك الوقت، إقترح شخص ما من الوكالة الخاصة بالموديلات أن أتقدم
لإختبار المشاركة في فيلم "إيمانويل". سألني هوغو: هل قرأت الكتاب؟ أنه
يتّسم بالجرأة. ولما كانت لغتي الفرنسية ضعيفة، سألته: هل سيحالفني الحظ
وأفوز بالدور. أجاب: عليك إجراء الإختبار أولاً!. لقد كان الإختبار أجمل
تجربة خضتها. كنت أعلم أنهم سيطلبون مني الكشف عن نهديّ. وفي تلك المناسبة
إرتديت فستاناً ذا حمالات. وعندما سألوني عن إسمي، إجبتهم بينما كنت أخفض
إحدى حمالات فستاني، وبعدها سألوني عن مهنتي، أجبتهم وأنا أخفض حمالة
فستاني الثانية. إستمر بقية الإختبار وأنا نصف عارية.
·
حدثينا قليلاً عن تلك الفترة عن
الأشهر الثلاثة التي استغرقتها عملية تصوير "إيمانويل"
في الواقع، كانت بمثابة عطلة في غاية الروعة، وينبغي أن أضيف أنني كنت
برفقة أفضل نجوم الكوميديا الفرنسية، وهم أناس محترفون جداً، الأمر الذي
جعلني أشعر أنني بصحبة جيدة ومطمئنة. وكان يرافقنا أيضاً كاتب النصوص جان –
لويس ريتشارد ومدير التصوير الذي كان في ذلك الوقت في قمة شهرته الفنية،
ومنتج تربطه علاقة مع العائلة المالكة في تايلاند. وكانت تلك العلاقة مفيدة
للغاية، لأنه عندما كنا نقوم بتصوير المشهد الذي أبدو فيه عارية تحت الشلال
تمّ إعتقالنا.
·
لديّ سؤال أخير عن هذه الفترة من
"إيمانويل". هل شعرت بالندم على ما أقدمت عليه وفكرت بالإنسحاب في لحظة ما
أثناء عملية التصوير؟
كلا أبداً... كنت أفكر أنني أعيش في فيلم وأنا جزء منه، لقد هربت من
واقع حياتي في هولندا ومن عملي كسكرتيرة، كنت أحسّ أنني محظوظة جداً.
·
هل خطر ببالك أن الفيلم سيحقق
هذا النجاح في المستقبل؟
كلا، في الحقيقة كنت أتوقع وبصورة خاصة من جانب والدتي، أن لا يتم عرض
الفيلم أو أن أختفي عن الأنظار.
·
لم تصوري من قبل مشاهد جنسية كما
في هذا الفيلم. هل إستعديت لذلك على نحو ما وهل قمت بإعادة تلك المشاهد
أكثر من مرة، وهل كانت عفوية؟
كان الأمر غريباً جداً. أتذكر أن زوجة دانييل ساركي، الذي كان زوجي في
الفيلم، كانت جالسة في الصف الأول في حين لم يكن زوجي هوغو كلاوس منزعجاً
من ذلك، ولم يشأ أن يكون في الإستوديو أثناء التصوير إلاّ أن زوجة دانييل
كانت متواجدة في الإستوديو، كان العرق يتصبب من وجه زوجها دانييل.
وعندما كان عليه القيام بالعملية الجنسية الأولى تحت ناموسية قال
المخرج: حسناً دعونا نتحدث قليلاً علينا أن نناقش ذلك كي لا يتحول إلى فيلم
من نوع الأفلام الإباحية وعلى كل واحد أن يضع قطعة من القماش على الأعضاء
الحميمة من جسمه. وهكذا كان عليه أن يوضّح أن كل ذلك لا يخرج عن إطار
التمثيل. وإستطعنا من تهدئة زوجة بطل الفيلم، وتمكنّا في النهاية من
الإستمرار.
إن لم أكن على خطأ، سؤالك كان: كيف تمكنت من تنفيذ تلك المشاهد
الجنسية بطريقة مقنعة تماماً، وبخبرة قليلة؟ حسناً، في ما يتعلق بي، الصورة
لم تكن واضحة تماماً. كان هوغو يقول لي: لا تتمددي هناك كسمكة ميتة، إفعلي
شيئاً بيديك.
·
هل كنت مطمئنة لذلك الإنجاز من
وجهة النظر السينمائية؟ هل في إعتقادك أن الفيلم كان جيداً؟
كلا لقد نمت بعد ربع ساعة من العرض الأول للفيلم على الرغم من أنني
سرعان ما شعرت بالخوف خشيث أن يبقى الفيلم مخفياً، أو أن تمنعه الرقابة.
·
هل كنت إمراة سعيدة في حياتك؟
نعم.
·
ما الذي تفضلينه أكثر في الرجل؟
أن يقوم بالغسيل والطبخ.
·
إلى أين تسير بك الحياة الآن؟
أتمنى أن أكون سعيدة حيث أعيش في بيتي في أمستردام بعد سنوات عديدة من
السفر، وأن أكون قريبة من ولدي الذي أتعشّى معه في كل إسبوع في أمستردام.
·
هل تؤمنين باللّه؟
اليوم نعم.
إيلاف في
22/10/2012
بعد14 عاما من المنع حائط
البطولات يري النور
ناهد خيري
عبر الفنان محمود ياسين عن سعادته بطرح فيلم حائط البطولات للعرض في
دور العرض
السينمائي بعد العيد بعد أربعة عشر عاما من المنع مؤكدا أن العمل أخذ من
الوقت والجهد
الكثير وأنه من أهم الأعمال التي نفذت عن حرب أكتوبر حيث يوضح العمل
التضحيات
التي بذلت لبناء حائط الصواريخ
خلال حرب أكتوبر73 والذي حمي قواتنا المسلحة
أثناء عبور قناة السويس وقام بتأمين مدن القناة وكان البداية
الحقيقية لنصر أكتوبر
العظيم.
وعن دوره في العمل قال ياسين أجسد في العمل دور أحد الضباط الكبار
والمهمين الذين قادوا الحرب واشترك في حرب الاستنزاف وهو المشير محمد علي
فهمي الذي
بدأ رحلته مع الأحداث التي تشكل لحم ودم وتأريخ المرحلة الزمنية لحرب
الاستنزاف
وعن الفرق بين دوره في فيلم حائط البطولات والأعمال الأخري التي دارت
حول حرب أكتوبر قال اختلفت الأدوار التي جسدتها في الأعمال التي كانت تجسد
حرب
أكتوبر ما بين مجند أو ضابط أو خريج جامعي كما كان الحال في
أفلام بدور والرصاصة لا
تزال في جيبي و الوفاء العظيم ولكن الدور هنا لشخصية مهمة وفاعلة في حرب
الاستنزاف. كما أن العمل أخذ من الوقت والجهد الكثير وهو عمل
يستحق ومن غير
اللائق أن يظل كل هذه السنوات حبيس الأدراج خاصة وأن مثل هذه الأعمال قليلة
جدا.
وفي رده عن ضعف تطرق السينما لأعمال تجسد نصر أكتوبر العظيم قال
السينما
صناعة كبيرة ومهمة وللأسف ليس لدينا من الخبرات ما يكفي لعمل فيلم حربي
بدون
الاستعانة بخبراء من الخارج والأجيال الجديدة لا تعرف شيئا عن عمل مثل هذه
الأفلام
كما هو الحال في أمريكا مثلا, كما أن الصناعة نفسها تعرضت للكثير من
المشاكل منها
عدم التسويق الجيد للأعمال داخل الوطن العربي والذي من المفترض
أنها سوق جيدة لنا
ولكن كان يحدث العكس فيعرضون أثمانا زهيدة لشراء الأعمال السينمائية ثم
يأتي علي
رأس كل هذا تخلي الدولة عن صناعة السينما وهذه هي المأساة الحقيقية فدول
العالم كله
ومنها انجلترا التي اخترعت النظام الرأسمالي ترعي السينما
عندها وتقف خلفها بينما
في مصر يتخلي المسئولون عن السينما حتي أصبحت في الشارع وعلي الطرقات ونحن
نمتلك
استديوهات مثل النحاس و الأهرام و مصر.
وعن مخرج الفيلم محمد راضي والمدرسة
التي انتهجها في توقيت عمل الفيلم قال ياسين محمد راضي من
مدرسة كانت تسمي جماعة
السينما الجديدة وكان معه علي عبد الخالق وعلي بدرخان وغيرهما, هؤلاء
الشباب
قدموا سينما جديدة وقد كان التاريخ يقف بجانبهم لأنها كانت فترة ثرية ومهمة
جدا في
تاريخ مصر مليئة بالأحداث وبالفعل قدموا سينما مبشرة.
الفيلم بطولة محمود
ياسين, فاروق الفيشاوي, أحمد بدير.
الأهرام المسائي في
22/10/2012
فضائيات ومهرجانات
ابراهيم حاج عبدي
غابة من الكاميرات والميكروفونات تصادفك وأنت تسير في أروقة
المهرجانات السينمائية العربية، ومنها مثلاً، مهرجان ابو ظبي السينمائي
الذي انتهى أخيراً، فأنّى اتجهت ستجد تصويراً ودردشة مع المشاركين في
المهرجان. وهذه الغابة من العدسات تتكثف كل مساء عند السجادة الحمراء، وهي
كاميرات تتبع، حتماً لفضائيات عربية وأجنبية. والسؤال البديهي هنا: اين
تذهب كل هذه المواد المسجلة؟ وما نوعية أو طبيعة التغطية التي ينتظرها
مشاهدو الشاشة الصغيرة؟
الملاحظ ان تغطية مثل هذه المناسبات تكاد تكون متشابهة على غالبية
الشاشات، فهي تتسم بطابع خبري بحت، يبدأ بالحديث عن الافلام المشاركة،
والندوات وورشات العمل المرافقة للمهرجان، ناهيك عن أحاديث مرتجلة ومقتضبة
ينتزعها مراسلو الفضائيات من الضيوف، ولا سيما النجوم، بمحض الصدفة. وإذا
أراد المرء ان يعقد مقارنة بين تغطية فضائية وأخرى، فلن يفلح في العثور إلا
على فروقات طفيفة.
لا أحد من مسؤولي الفضائيات ومراسليها يستطيع تبرير مثل هذا التقصير،
ذلك ان المهرجانات توفر للإعلام عموماً تسهيلات كبيرة، بيد ان النتائج تأتي
متواضعة على مستوى التغطية التلفزيونية، في حين ان غالبية الصحافة
المقروءة، تقدم تغطية تتفوق كثيراً على التلفزة، فهنا سنجد مواد تحليلية
وحوارات ونقاشات وملاحظات تحمل همّ السينما، أما على الشاشة الصغيرة فلا
نكاد نرى سوى حوار عابر وسطحيّ غالباً، مع هذا النجم أو ذاك، ومشاهد
«سياحية» غير معبّرة منقولة من أروقة المهرجان، وكأن مراسلي تلك الفضائيات
يسعون للقيام بواجب مفروض عليهم من دون اي اجتهاد او ابتكار.
لا شك في ان المهرجانات تمثل فرصة ثمينة للفضائيات للوقوف على هموم
السينما وشجونها، ونشر الثقافة السينمائية عبر إجراء حوارات مع المختصين
بالفن السابع من مخرجين ومنتجين وكتاب سيناريو ونقاد، وطرح أسئلة حول واقع
هذا الفن وآفاقه، وعقد جلسات حوار مشتركة، خصوصاً ان مثل هذا الأمر لا
يتعارض مع تقديم تقارير ذات طابع إخباري. وعلينا ان ننتبه الى حقيقة تلك
المصالحة القائمة، حالياً بين الشاشتين الصغيرة والكبيرة، فالتلفزيونات
باتت تشترك في تمويل أفلام سينمائية، وهذه الأخيرة تعرض بكثافة على الشاشة
الصغيرة، وعلى رغم ذلك ما زالت الشاشة الصغيرة تعاني ارتباكاً في احتضان
شقيقتها الكبيرة. وكي لا نغرق في التفاصيل، فإن المرجح ان هذا التقصير نابع
من أداء الفريق المنتدب من جانب هذه الفضائية أو تلك، فغالباً ما يتكون
الفريق من مصور تقني لا يفقه كثيراً بالسينما، ومذيعة حسناء منهمكة في
ترتيب زينتها فقط. وطالما بقي الحال على هذا النحو، فإن الكثير من
السينمائيين الكبار سيحظون بفرصة احتساء قهوتهم بهدوء من دون ان يكترث لهم
أحد، فيما سيقاتل الحراس الشخصيون للنجم ريتشارد غير وأمثاله كي يمهدوا له
طريقاً وسط غابة الكاميرات والمايكروفونات...
الحياة اللندنية في
22/10/2012
"ديفيد فينشر" يجمع شظايا الانسان
في فيلم " الفتاة
ذات وشم التنين"
أسامة
صفار
حين ينتهي الأمر ولا ينتهي الفيلم سوف تتأكد أنه ينبغي
عليك اعادة المشاهدة مرة أخري فالمخرج الماكر " ديفيد فينشر " يأخذك من
البدايات
وقضاياها الي بدايات أخري وقضايا أخري وبينما تنتصف الحكايات في فيلمه فان
كل منتصف
بداية لقضية جديدة ولو لم يكن الرجل محكوما بوقت لاستكمل لعبة " البازل "
وظل يجمع
أجزاء الصورة الانسانية في أكثر مناطقها ظلمة الى الأبد.
نتحدث هنا عن فيلم
"
الفتاة ذات وشم التنين " والذي لعبت بطولته "روني مارا" مع "دانيال
كريج" اخر ممثلي
جيمس بوند والفيلم ظل لأكثر من أسبوعين مترددا ما بين المركزين
الرابع والخامس في
شباك التذاكر الأمريكي قبل أن يبدأ في التراجع.
ويحمل العمل كل ملامح "ديفيد
فينشر" بدءا من تتمات أفلامه السابقة وحتي بعض ملامحها
الدرامية وخاصة " الشبكة
الاجتماعية " المأخوذ عن قصة تأسيس موقع التواصل الاجتماعي
" face book"
ومؤسسه
"زوكيربرج" الى القاتل المتسلسل الذي كان موضوعا لفيلمه "سبعة " و"
زودياك "وحتي
"
نادي القتال" و" غرفة الرعب.
"
وديفيد فينشر (1962) مخرج يجيد ضبط ايقاع الفيلم
بحيث يلهث المشاهد وراء كل لقطة بينما يقدم "فينشر " معلوماته بدقة وحساب
في أحداث
متصلة ومتسلسلة بشكل تصاعدي، ويعتبر المخرج الأمريكي واحدا من أقدر صناع
السينما
على تجسيد معاناة الانسان الغربي في العصر الحديث من العزلة
والوحدة في المجتمعات
ولعل فينشر وهو يقدم حكايته الشيقة قد جسد – بوعي أو دون وعي – أزمة
الحضارة
الغربية والمجتمعات خاصة الأمريكي الذي يعيش حالة " تفكيكية " تنتسب
اصطلاحيا لما
بلوره الفيلسوف الأشهر وعالم اللغويات جاك دريدا بدءا من عام 1963وكان أول
تجلياته
السينمائية الأكثر دقة فيلم " صمت الحملان "عام 1991 والذي كان
أول ثلاثية قدمها
"
انطوني هوبكنز" مع " جودي فوستر " والمخرج جوناثان ديم. "
ويقدم "فينشر
" قصة شابة تعيش اغترابا تاما عن مجتمع متوحش وتفضل الاتصال به عبر شبكة
الانترنت " روني مارا " من خلال عملها " هاكر" فالفيلم يبدأ بصحفي يخسر
كثيرا بسبب
نشره معلومات دون دليل ويكاد يفقد مصداقيته و بالتوازي فان الشابة " الهاكر"
تقوم
بعمل تقرير معلوماتي شامل عنه وتقدمه لإحدى شركات الأمن الخاصة ومن ثم يطلب
من
الصحفي " ميكائيل " أن يلتقي بعميد احدى أكبر الشركات العائلية
في السويد وفي
اللقاء يتفق الطرفان على محاولة الكشف عن سر اختفاء فتاة عمرها ستة عشر
عاما منذ
أربعين سنة مقابل مبلغ مالي كبير وملف معلوماتي يثبت صحة ما نشره للتخلص من
اثار
القضية التي تخص رجل أعمال مشهور لكنه يعمل في غسيل الأموال
لصالح
المافيا
"ميكائيل" المنفصل عن زوجته يترك ابنته المراهقة ومساعدته – عشيقته
ويذهب الي أقصي الشمال حيث تعيش العائلة الصناعية الكبرى في احدى الجزر
ليبدأ
بالتعرف على تفاصيل اختفاء الفتاة كما يتعرف الى طبيعة حياة عائلة ملعونة
لا يجمعها
سوى المكان والمال ولا توجد علاقات بين أغلب أفرادها ويصفها كبيرها أنها "
مجموعة
من الأفراد الأشد بغضا في الحياة كلها
ويتسلم المحقق الصحفي ميكائيل أوراق
وملفات القضية ويبدأ في محاولاته لكشف التفاصيل متنقلا في الأماكن في
أوروبا ويتعرف
على الحفيد الذي يدير الشركات بدلا من جده وفي منتصف العمل وبعد أن يصل الي
ما يمكن
أن يقوده الى حل يرغب في الاستعانة بمساعد ويرشح الحفيد تلك الفتاة التي
صنعت
التقرير عنه تمهيدا لاختياره للتحقيق في القضية " روني مارا "
مرة أخري وقد أغتصبت
من قبل الموظف المسئول عنها لكنها انتقمت لنفسها ولكل بنات جنسها
بعد انضمامها
اليه يقومان معا بالكشف عن حقيقة قاتل سادي ومغتصب للنساء ويعيدان المرأة
التي
اختفت في السادسة عشرة الى جدها وقد اقتربت من عمر الستين لكن
الفتاة الصغيرة "
روني مارا " تقع في غرام المحقق الأربعين وبينما كانت قد فقدت اهتمامها
بالرجال
واتجهت للنساء تعود للسواء بهذا الحب لتنتهي القضية ولكن القصة لم تنته بعد
أن حصل
المحقق على اجره فضلا عن ملف معلومات لا قيمة له فينفعل مؤكدا أن شيئا لم
يتغير في
قضيته المهنية بالأساس مع خصمه الملياردير غاسل الأموال فتتدخل
مرة أخرى الشابة
العاشقة وتطلب منه منحها فرصة لاستكمال الحصول على معلومات يمكن أن تفيده
وبالفعل
تقدم له ما يثبت ادانة خصمه فينشره في مجلته ويبدأ التحقيق مع الخصم الذي
تقتله
المافيا بينما تحصل الفتاة الهاكر على نصيب مهول من أمواله عبر
تزوير أوراق والتنكر
في شخصية أخرى لتعود وقد استقر وضع " ميكائيل " وتعتقد أنها سوف تستكمل قصة
حبها
لكن الرجل يعود الي حياته التي كانت قبل القضية فتلقي بهدية كانت قد
اشترتها له في
احد صناديق القمامة وتغادر.
شظايا
يجمع " فينشر"
تفاصيل الصورة كما يجمع الطفل قطع البازل وهي طريقة مجدية الى حد كبير في
أفلام
الاثارة والتشويق لكن الفيلم بما يجسده من تحويل كل البشر الى أدوات لتحقيق
رغبات
بعضهم البعض دون نظر لما تعنيه انسانية الشخص جعل من استخدام
هذه الطريقة مثاليا اذ
كانت هذه الشظايا في الجزيرة السويدية " مقر العائلة الملعونة " لا تشبه
بيوت
العائلات اذ بين أفراد جيلها الأكبر اثنان من النازيين انطوى كل منهما على
نفسه
تماما ولم يعد يتحدث الى افراد عائلته منذ عقود بينما تقرر
الثالثة مقاطعة الجميع
وترفض البحث عن الفتاة الغائبة وفي حياة البطل "ميكائيل " مطلقة وأم لابنة
مراهقة
لا يعنيها سوي أموال زوجها التي سوف تضيع بسبب الغرامة التي فرضت عليه نظرا
لعدم
تقديم دليل صدق ما نشره
.
وفي حياة " روني مارا " البطلة أو الفتاة ذات وشم
التنين فان ثمة غموض يتكشف بالتدريج اذ تعيش تحت رعاية الولاية نظرا
لقيامها بجريمة
بشعة في عمر الثانية عشرة حيث أحرقت والدها الذي كان يستغلها جنسيا ثم جاء
موظف
الولاية المسئول عنها ليكرر الأمر ويهددها بتقارير تعيدها الى
الاصلاحية أو السجن
ان لم تنصاع لرغباته الحقيرة.
يجمع
الفيلم هذه الشظايا الانسانية المنعزلة في تفاصيل صورة تحقق لعدد من
الأبطال محطات
من التوازن النسبي والانصاف حيث تساعد روني مارا الي المحقق ميكائيل "
دانيال كريج "
في حل قضية الفتاة المختفية ويتحقق لها القضاء على مغتصب النساء القاتل
الذي يشبه
أباها والمسئول عنها من قبل الولاية والذي اغتصبها أكثر من مرة وتساعده
أيضا في جمع
معلومات موثقة عن خصمه الملياردير المافيوزي وتفوز بأموال
طائلة عبر السطو من خلال
الشبكة العنكبوتية على أموال طائلة نتجت عن عمله في غسيل الأموال وهكذا
يحمي
ميكائيل مجلته من الافلاس ومصداقيته كصحفي من الضياع وتكسب مارا أموالا
تكفي
لحمايتها من أمثال مسئول الولاية وأخيرا يعيد حب روني مارا
لميكائيل – رغم فارق
السن – الفتاة من عالم الشذوذ الى حياة سوية أما الجد وكبير العائلة فقد تم
حل أزمة
عمره اذ أنه منذ اختفت الفتاة كان يشعر بضياع تام لدرجة أن شركات العائلة
بدأت في
الانهيار منذ ذلك التاريخ وهو ما اضطره للتخلي عن ادارتها
لصالح الحفيد – بعد موت
الأب السكير أو المجرم الأول – ليتضح بعد ذلك أن الحفيد ورث شذوذ واجرام
أبيه وينهي
المحقق ومساعدته بهذا الكشف لعنة اغتصاب فتيات العائلة وقتلهن.
وبينما تستعد
مارا لاستئناف قصة حبها تكتشف أن حبيبها لا ينتمي الا لعالم مفكك تنتهي
حاجته منها
فيستدير باحثا عن اهتماماته الخاصة وهكذا تعود من حيث أتت وهي التي انعزلت
كابنة
للقرن الجديد ولعالم النت العنكبوتي مفضلة الاتصال بالعالم عبر الشبكة الا
في حدود
ضيقة جدا خوفا من شره وقسوته
و" دانيال كريج " هو "جيمس بوند في الأفلام
الثلاثة الأخيرة لكن فينشر ابن اللحظة التاريخية ومخرج اللحظة يحول جيمس
بوند الى
محقق ينتمي للحظة أيضا ولا يحمل من تراث بوند سوي وسامته
وقدرته على الربط أم
المسدس والسيارة القادرة على الاختفاء والأجهزة التي ابدع في اختراعها ليو
فقد حل
مكانها جهاز لاب توب موصول بالأنترنت تحمله تلك الفتاة التي يرشحها وجود
اجتماعي قد
تنجح في الوصول اليه الى القيام بدور كريج نفسه اذ يعلن فينشر في هذا العمل
انتهاء
المحقق التقليدي وتوديع العنف المكثف في الأفلام الى عنف مرشد
جدا عبر حسم القضايا
من خلال الشبكة العنكبوتية و كان أداء كريج في الفيلم قد حرره من جيمس بوند
في خيال
المشاهد وجعله يصدق الى حد كبير دور المحقق الصحفي.
الجزيرة الوثائقية في
22/10/2012 |