حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

كريستيان لوبرا:

التجليات السينمائية المُباشرة

حوار : رافائيل باسان ـ ترجمة : صلاح سرميني

 

من بين السينمائييّن الفرنسيين الخمسة الذين تحاورتُ معهم، يمكن إعتبار أعمال "كريستيان لوبرا" المُتعلقة بالتجريد في السينما هي الأكثر راديكاليةً، وصفاءً، ومع ذلك، لا يعتبر هذه المُمارسة الفنية هدفاً بحدّ ذاته، ويلتحق أيضاً، ومن خلال مساراتٍ أخرى، بالمُمارسات المُتعددة المعاني لزملائه، ويصل عن طريق تعليق حركة الأشكال ـ المُتجانسة مهما قلنا عنها ـ كما تمنح نفسها للمُشاهدة، والقراءة في الأفلام البنيوية، الأمريكية بشكلٍ خاص، إلى تكثيف اللونيات، وجماليةً ترفع من قيمة التجريد.

يمكن القول بأنه، من خلال العودةٍ إلى التفكير بالرسم الذي كان واحداً من هواياته الأولى، يؤسّس الفنان الأداء السينمائي المُباشر المُعنون بـ Ultra والذي يتجسّد على شكل تنظيماتٍ مكانية/زمانية تفحص من جديد، وبطريقةٍ مختلفة، الآلة نفسها التي تُنتج التجريد.

·     أرغب بأن تعود إلى مفهوم سينما "ما بعد البنيوية" كما نظرتَ له في نصّك الذي كتبته في عام 1979، واليوم بعد ثلاثين عاماً، هل مازلتَ تجده وثيق الصلة دائماً بالموضوع ؟

ـ وقتذاك، كتبتُ ذاك النصّ للردّ على نوعٍ كسولٍ في النقد السينمائيّ الفرنسي، إكتفى بتشبيه أعمالي، وتلك الخاصة بفريقٍ من السينمائيين من نفس الجيل، بالسينما "البنيوية" تلك التي أطلقها "ب. آدامز سيتني" على مجموعة أفلامٍ من السبعينيّات، أمريكية بشكلٍ خاص، صحيحٌ بأننا أُعجبنا بأعمالهم، ولكن، لم يكن لدينا أيّ رغبةٍ في تقليدها، حيث كنا نبحث عن طريقنا المُتفرد، وقد مرّ هذا الأمر، وبشكلٍ ما، معكوساً، وذلك برفض مناهجهم، وإكتشاف طرائق جديدة للعمل مستوحاة أكثر من "نشاط" الفيلسوف الفرنسي "جان فرانسوا ليوتار" عن "بنيوية" ب. آدامز سيتني.

يبدو لي، بأن التباينات التي أظهرتُها بوضوح في ذلك النصّ صالحة دائماً لأفلام تلك الفترة، بمعنى، تفعيل عمليةٍ تتجسدُ في أشكالٍ كحال التشابك، التحوّلات، الإنفجار : كرةٌ من النار تدور حول نفسها، زوبعة، وأيضاً، وهذه لازمةٌ دائمة، بدون قصة، ولا أيّ قصة، ولا حتى تلك الخاصة بالسياق نفسه كما مارسه السينمائيون "البنيويون".

أنظمةٌ تتقدم، أشكالٌ في حالة حركةٍ مستمرة تتوالد تلقائياً، ومنها جاء عنوان واحداً من أفلاميHolon ، ويعني تشابك الأنظمة، نظامٌ من نظامٍ من نظامٍ، وهكذا....

أضيف بأنني كتبتُ ذاك النصّ أيضاً من أجل توضيح أفكاري، ولم يُنشر إلاّ بعد فترة طويلة، أيّ عام 1997 في مجموعتي "بين الصور".

·     أعمالكَ، كما حال أعمال السينمائييّن الآخرين المُعاصرين من هذا الفريق، تتأرجح بين جمالياتٍ، و/أو مدارس متعددة، ومع ذلك، Trama و Holon هما أكثر فيلمين يقتربان من نسخةٍ "تجريدية" في السينما، أليس كذلك ؟

ـ لا أعتقد بأنّ أعمالي تتأرجح بين جمالياتٍ، أو مدارس متعددة كما تقول، لا يوجد أيّ تهجينٍ فيها، ولكن، بالعكس، هناك، من طرفٍ، رغبة برسم خطاً مستقيماً، وحفر أخدوداً، ومن طرفٍ آخر، الإقدام على توظيف السينما، والسينما وحدها، إلى أقصى حدٍ من كثافتها، نوعٌ من ضرورة البحث عن الصفاء، هي أيضاً، تجربةٌ أثرّت جوهرياً في خطواتي نحو التجريد : يتعلق الأمر بإكتشافي، في منتصف السبعينيات، لوحات كبيرة من ألوان التعبيريين التجريديين الأمريكان، وخاصةً رسومات "روتكو"، ومن المُؤكد بأنني، وبطريقةٍ لا واعية من طرفي، بحثتُ في السينما عن وسيلةٍ لإعادة إنتاج ذاك الإحساس"المُتألق" الذي أصابني أمام تلك الرسومات.

بالنسبة لـ Trama و Holon(ولكن، سابقاً، يعود تاريخ المحاولة الأولى إلى عام 1977 مع الأداء المُباشر عن طريق جهازيّ عرض لفيلم LIMINAL MINIMAL ) يتجسد التحدي الذي واجهته برفض أيّ صورة شكلانية تُظهر أشخاصاً، وإستخدام الألوان فقط، لقد كان بالفعل تحدياً مجنوناً.

في Trama كما يُشير العنوان، الألوان موضوعة في شريطٍ عمودي، تنتقل فيما بينها بسرعاتٍ كبيرة، وقد تمّ إنجاز الفيلم صورةً صورة.

في Holon تُضاف الألوان يدوياً بمُساعدة شرائط مثقوبة الجوانب تتحرك أفقياً أمام العدسة : ينجم الفيلم بطريقةٍ مرتجلة عن طريق عدد من الأيدي، حصيلة طبقات لونية تتموضع فوق بعضها، وتتقاطع، الفيلمان مختلفان تماماً، ولكن، ينجمان من نفس الإنشغالات السينمائية : محاولة الهروب من الشكل عن طريق اللون، وبناء أفلاماً تتكوّن بكاملها في ذهن المتفرج، تأثيراتٌ بصرية، وإرتجاجاتٌ لا تعمل إلا عندما تنشط عن طريق عقل المتفرج.

بشكلٍ ما، هي أفلامٌ "واقعية محددة" تماماً، نبضات كلّ واحد منا.....

·     هل تفضل أفلاماً مثل تلك التي أشرتَ إليها أعلاه ؟ أم سوف تتوجه نحو أداءاتٍ، أو تجلياتٍ مباشرة كحال Ultra الذي قدمته عام 2006 في "غاليري الفيلم" ؟.

ـ بعد Holon الذي أنهيته في عام 1982، كان لديّ عدداً من مشاريع الأفلام مع شرائط مثقوبة من كلّ الأنواع، ولكن، بسبب نقص الإمكانيات من جهةٍ، وخشية بأن لا أُكرر نفسي أيضاً، فقد تناسيتُ تلك المشاريع، آنذاك إنتابني إحساسٌ بأنني وصلت إلى الحدّ الأقصى فيما يتعلق باللون...، وهكذا مرّ الوقت، وأنجزت أشياء أخرى، ومنها، بشكلٍ خاص، أفلاماً تنتمي لشريانٍ آخر من عملي، أكثر مفاهيميةً، وحكائية (Le Moteur de l’action في عام 1985، و Out of (K)nowhere : فيلم لآن برات في عام 2006).

لم يكن الأداء السينمائي المُسمّى Ultra مُبرمجاً في مسيرتي، ولكني تعودت على تجلياتٍ مع جهازيّ عرض، أمارسها منذ عام 1977، وعندما منحني "غاليري الفيلم" فرصة تقديم عملاً جديداً ، فرض Ultra نفسه كدليل : الرسم مباشرةً على الشريط الحساس خلال زمن العرض، ومواجهة الألوان الضوئية الناتجة عن طريق العرض الضوئي مع الألوان الفيزيائية المُسجلة مباشرةً على الدعامة الفيلمية للشريط نفسه.

لقد تمّ إنجاز Ultra بالرسم لحظياً على لفافتيّن تُعرضان بتزامنٍ مختلف الواحد عن الآخر، يتكوّن كلّ واحد من أجزاء لم تُستخدم من فيلم Holon، وشرائط شفافة، ويعتبر كلّ عرض مباشر لـ Ultra عملاً متفرداً بحدّ ذاته، ويمكن تقديم اللفائف المرسومة كنتيجة للعرض المباشر من جهةٍ، وعملاً فنياً من جهةٍ أخرى.

يُسجل Ultra مع Out of (K)nowhere المُشار إليه أعلاه عودتي إلى السينما بعد إستراحةٍ دامت 15 سنة، خلالها إنشغلت تماماً بالتصوير الفوتوغرافي.

اليوم، لا أمنع نفسي عن أيّ إكتشاف، أو تجربة جديدة، ومن المُحتمل أيضاَ بأن أنجز الفيلم القادم عن طريق الفيديو.

نُشر الحوار لأول مرة في عام 2006.

هوامش المُترجم :

Raphaël Bassan

وُلد "رافائيل باسان" عام 1948 في بلغاريا، وهو مخرجٌ، وناقدٌ سينمائيٌّ فرنسيّ، متخصصٌ في السينما التجريبية.

في البداية، توجهت إهتماماته نحو مسيرة أدبية، حيث أصدر مع "هوبير حداد" عام 1970 مجلة متخصصة بالشعر (Point d'être)، بينما أخرج أول أفلامه القصيرة في عام 1969.

"جان بول بورر"، وكان واحداً من أعضاء المجلة الشعرية، إستعاد ذكريات تلك السنوات في صفحات سيرته الذاتية (محاربو الحلم)، وأشار إلى "رافائيل باسان" بصفته شاعراً، وسينمائياً.

منذ ذلك الحين، بدأ "رافائيل باسان" يكرسّ نشاطه للكتابة عن السينما بشكلٍ عام، والتجريبية خاصةً، تلك التي كان يتجاهلها معظم زملائه، وكتب مقالاته السينمائية في صحفٍ، ومجلاتٍ متعددة، وأصبح صحفياً محترفاً.

من جهةٍ أخرى، يعتبر واحداً من المجموعة التي أسّست في عام 1971 تعاونية التوزيع المُستقلة المُسمّاة "جماعة السينما الشابة" التي تُواصل نشاطها حتى اليوم.

خلال الفترة 2000-2010 تعاون "رافائيل باسان" كناقد سينمائي مع مجلاتٍ أخرى، ومواقع فرنسية، وأوسترالية متخصصة، وشارك في تحرير بعض المقالات في "الأنسكلوبيديا العالمية"(من موقع ويكيبيديا).

الجزيرة الوثائقية في

21/10/2012

قراءة في الفيلم الوثائقي"شرر من الضواحي"

هل تنكرت فرنسا لمبادئ ثورتها ؟

علي البزاز - المغرب 

مشهد فرنسي من القرون الوسطى بعد أحداث الضواحي في فيلبي لوبال: فرنسيون يتظاهرون من أجل دعم المساواة والعدالة والحرية، اتهامات للقضاء بالتواطؤ مع الشرطة. ثمة من يقول: يسيطر الأغنياء في فرنسا على كلّ شيء، يحرمون الفقراء حقوقهم في الحياة. سياسة العزل والتهميش، التي تجعل اللون والجغرافيا والدين عوامل النجاح، وبخلاف ذلك، يجد المرء نفسه في درجة الحرمان والممنوعات الطبقية. يتابع الفيلم الوثائقي"شرر من الضواحي"، (عُرض في قناة الجزيرة الوثائقية) المواطن الفرنسي علي السومري، من إفريقيا، بعد أحداث الضواحي العام 2010، ومن خلاله يتقصّى أسباب ونتائج تلك الأحداث. علي السومري الناطق الرسمي بإسم عوائل الضحايا، ومرشح الحزب الإشتراكي في انتخابات المجلسي البلدي لمنطق فيلبي لوبال. هذا الترشيح ردّ فعل على نتائج أحداث الضواحي، التي تمّ تحريف أسبابها وتجير نتائجها لصالح اليمين الفرنسي . تشترك بحسب الفيلم الشرطة والقضاء الفرنسي والإعلام لتشوية القضية، وتقديمها على أنها جريمة جنائية. يتبنى علي السومري ردّ فعل مغاير للعنف مخاطباً الفرنسيين بمبادئهم؛ السلمية، المشاركة السياسية، الاندماج في المجتمع على الرغم من كل الإكراهات التي يتعرض لها المهاجرون. تبدأ القصة بعدم امتثال مهاجريَن يقودان دراجة نارية (مسروقة) للإشارات الضوئية والتصادم مع الشرطة. تتطور القصة إلى خلفية جنائية.

تساهم وسائل الإعلام العالمية والفرنسية في تأجيج المشكلة. يعرض التفلزيون صور السيارات المحروقة والصدامات، كأن الضواحي ساحة حرب حقيقية. يتحاشى الإعلام عرض وجهات نظر وشهادات الطرف الآخر." كانت الفتنة نائمة وتمّ ايقاضها". القوي هو من يمتلك الإعلام والمال، عندئذٍ، يستطيع تزوير كلّ شيء. الأنكى، مشاركة القضاء الفرنسي الشرطة التزوير باعتقاد بعض ناشطي منظمات المجتمع المدني: بعد أن تطورت القضية وأصبحت مشكلة رأي عام وحقوق مدنية وعنصرية فاضحة، تمّ تعديل إفادات الشهود في قصر العدالة من دراجة مسروقة إلى غير مسروقة، ومن انتهاك الإشارة الضوئية إلى عدم وضع الخوذة الواقية عند قيادة الدراجات وصولاً إلى عدم جلوس الظنينيَن بشكل صحيح.

كأن من لديه بشرة سوداء أو مهاجر أو من خلفية غير فرنسية هو متهم دائماً من طرف الشرطة واليمين المتطرف. لا يركز الفيلم على أحداث الضواحي فحسب، إنّما يتوغل في عرض الأسباب ومعاناة الشباب المهاجرين والبيض، المنحدرين من دول الإتحاد الأوربي أيضاً. يستعرض معاناة سيدة أوربية بسبب سكنها في الضواحي المهمشة. تصير الجغرافيا سبّة بجانب العرق واللون والدين المغاير، ما يضطر بعض الشباب إلى تغيير عناوينهم من الضواحي إلى مدينة باريس عند تقديمهم رسائل التعيين مثلاً، فتلبى طلباتهم.

يكشف ترشيح على السومري لانتخابات المجلس البلدي طبقات العداء والتعالي. يقول علي "لا يحقّ للزنجي المشاركة في السياسة، هي حكرُ على الفرنسيين، لهذا يدخل المهاجر منطقة محرّمة". يشمل العزل الوظيفة، المشاركة السياسية والعيش الكريم. تعاني الضواحي وهي مناطق عزل حقيقية من التهميش العمراني حتى، فهي تختلف جمالياً عن باريس التي عجزت عن استقبال المهاجرين الأوائل، فسكنوا الضواحي في مجموعات بشرية متشابهة عرقياً ومصيرياً. إذ تمتلك الضواحي أسواقها الخاصّة ومؤسساتها ونظامها الاجتماعي المختلف عن المدن الفرنسية الحضرية. تتباين الأفكار باختلاف مستوى المعيشة، فالغني لا يفكر بهواجس الفقير. يعترض فرنسي على ترشيح على السومري من دون ذكر الأسباب. الفرنسية بنظره هي الولاء لا غير: أن تولد في فرنسا، لا يعني أن تحب فرنسا! الفرنسية إذاً، بحسب هذا التفكير غير المواطنة. الولاء مفهوم إيدلوجي شوفيني يعنى الانتماء العمودي من دون الاعتراض على سياسة البلد، أي الخضوع الكامل. المواطنة، هي، المشاركة في الوطن والانتساب اليه وإلى الآخر أفقياً، تتوّسع بإستمرار شاملة قضايا عديدة منها: المحافظة على النظام، صون كرامة البلد ومواطنيه والعمل معاً. يقتنص اليمين فرصة ترشيح علي السومري، ليدّقق في خلفيته الجنائية معتبراً ترشيحة محسوبية.

يشهد اليمين الفرنسي على أنّ كلّ مجرم وإن يكن مولوداً في فرنسا هو غير فرنسيّ. التفكير الملائكي بالعرق واللون والدين، المُعادي تعاليم الجمهورية الفرنسية، يعيدها إلى العصور الوسطى. يستعمل اليسار الفرنسي المهاجرين دعاية انتخابية أيضاً، فلديه أحياناً العنصرية والنظرة الأمنية المتطرفة لكن بدرجات متفاوتة. باتجاه تصريح وزير الداخلية الفرنسي الراهن، بطرد كلّ من يهدّد فرنسا دفاعاً عن الإسلام. وعليه، ينقسم أمن الوطن فرنسا إلى ديني مسيحي وإسلامي ويهودي. وليس إلى أمن وطني مشترك، يصونه الجميع بغض النظرعن خلفياتهم. استعمل الفيلم شهادات متنوعة، مع المهاجرين أو ضدّهم وصوراً من التلفزيون الفرنسي، إضافة إلى لقطات من الندوات السياسية والحياة العامّة، متابعاً كدح علي السومري في حملته الانتخابية. يتجلّى التضامن معه فرنسياً بعيداً من العرق والدين. تضامن المواطنة، لا الانتماء العقائدي. يتحسّر بعض الفرنسيين على وضع الجمهورية في القرن الواحد والعشرين، يتعارض مع قيم الحرية والمساواة والتشاركية. يقول فولتير": التسامح هو النتيجة الحتمية لإدراكنا أننا لسنا معصومين عن الخطأ". يعترف علي السومري بوجود الخطاً في كلا الطرفين، الكل يساهم من جانبه في التطرف والعنف عندما تشتّد المشكلة بدل احتوائها. ما يعني أن مدنية الإنسان ناقصة، تحتاج مزيداً من التسامح والقبول .

يُلخص التعليق في فيلم"شرر من الضواحي"، المشكلة للمُشاهد، عارضاً وجهات النظر المتباينة من دون محاباة، ومتعاوناً مع السيناريو المكتوب بعناية وبحث جيد غير مهتم بالتأويل، بل بالدخول إلى المأساة تفصيلياً وبالاستقصاء ميدانياً من جهة المهاجرين، أو من الجانب الفرنسي المتمثّل بالمواطن والسياسي. يشعر المتابع، أن مشكلة الضواحي ساهمت في كشف سياسات اليمين بشكل عام والسياسة الرسمية الفرنسية ضدّ الهجرة في حكومة ساركوزي بشكل خاص، في بلورة سقوطها مع عوامل أخرى ومجيء حكومة يسارية. وهكذا، تتحوّل معادلة التهميش إلى شراكة وتقرير مصير مشترك. شراكة مصير، لا يُستغنى عنها. يٌحقّق فوز علي السومري بانتخابات المجلس البلدي، حلم مهاجر مهمّش. لا بدّ أن يتحقّق حلم الإنسان، سواء في الحلم ذاته، أم في واقع الكدّ والتفانيّ.

الجزيرة الوثائقية في

21/10/2012

 

 

يرسخ دانييل دي لويس كأهم نجوم التمثيل في العالم

«لينكولن» فيلم أوسكار 2014

عبدالستار ناجي  

ستيفن سبيلبرغ يصنع تحفة، هذا ما يمكن أن نكتبه مباشرة عند الخروج من صالة العرض الخاص بعد مشاهدة فيلم «لينكولن» الذي يتناول حياة الرئيس الاميركي ابرهام لينكولن عبر اداء مذهل.. ورفيع المستوى للنجم البريطاني دانييل دي لويس.

سينما من نوع مختلف، سينما تقدم وثيقة عن الانسان.. والقائد.. والرئيس.. عبر حرفية سينمائية صعبة المنال، لا يمكن تحقيقها الا بما يتوافر من امكانات ضخمة يديرها المخرج والمنتج ستيفن سبيلبرغ، الذي يجمع في هذه التجربة، بين اثنين من كبريات شركات الانتاج وهما «دريموريكس» وفوكس للقرن العشرين.

القراءة الاولى للفيلم تجعلنا نشير وبوقت مبكر (ـجداً) بأن الصراع على أوسكار 2013، يكاد يكون محسوماً، فنحن أمام الفيلم الذي سيكون اقرب على حصاد أكبر عدد من الجوائز، ولعل ابرزها افضل فيلم وممثل دانييل دي لويس وممثل مساعد تومي لي جونز.. بالاضافة للسيناريست توني كوشنر والمخرج رفيع الكعب ستيفن سبيلبرغ.

فيلم يذهب الى لينكولن الانسان، قبل أي شيء آخر، فعلى خلفية الحرب الاهلية الطاحنة، تبدأ محاولات لينكولن أولا، من أجل اقناع حزبه بايقاف الحرب.. ولا شيء غير ايقاف الحرب.. انها الحرب الضروس داخل الحزب، وهي أكثر شراسة من تلك التي تدور رحاها في مواقع القتال في انحاء الولايات الاميركية.

مجموعة من الخطوط المتوازية، الحرب الاهلية، العبيد، الأسرة، الوحدة.. اميركا الموحدة.. كلها تأتي دفعة واحدة، عبر سيناريو محكم الكتابة كتبه الكاتب المسرحي الشهير توني كوشنر، الذي كان قد تعاون مع سبيلبرغ من ذي قبل في افلام مثل «ميونيخ» وهو هنا يعود للتعاون مجددا مع سبيلبرغ، بالاضافة الى دوريس كارينز جولدين، وهي صاحبة النص الروائي الأصلي الذي اعتمد عليه كوشنر في كتابة سيناريو الفيلم، ولدوريس عدة مؤلفات بارزة منها «فيتنام عشرة آلاف يوم من الحرب» و«روبرت اف. كينيدي» «الذاكرة» وغيرها من الأعمال الروائية.

رحلة في رصد مسيرة لينكولن الانسان.. والرئيس.. وهو أمر يحمل كما من المشهديات، التي تدور في الغرف.. وفي القاعات.. حيث كمية من الدخان، خلال الاجتماعات الحزبية، مع كمية من الصراخ والمواجهات، بين اقطاب الحزب الواحد، من اجل الوصول الى كم من القرارات المصيرية المشتركة.

وايضا كم من المشهديات السينمائية، الخاصة بجوانب من الحرب الاهلية، وايضا الممارسات العنصرية ضد العبيد، وصولا الى كم من القرارات المصيرية، التي سبقتها حوارات وجدل وصراع للوصول الى تلك النتائج التي حملت صورة وطرزت تاريخ ذلك الزعيم.. والرئيس.. والانسان.

أداء مهيب.. وسخي.. وعال.. ورفيع للنجم دانييل دي لويس، يرسخ مكانته وقيمته كأهم نجوم حرفة التمثيل في العالم.

وحتى قبيل اطلاق الفيلم عالمياً، والمقرر له نوفمبر المقبل، فإن الكثير سيقال وسيكتب عن الفيلم، وعن اداء دانييل دي لويس وبالذات اسلوبه في النطق، ونعني (لهجة لينكولن) في الحديث، وقد اختار دانييل هذا الاسلوب ليكون اكثر قربا من الشخصية.. فكان أن منح الصوت بعداً انسانياً، يختلف عما قدمه مثلا في شخصية «بيل الجزار» في فيلم «عصابات نيويورك» مع المخرج مارتن سكورسيزي.

الفيلم لا يذهب الى المنهجية البصرية التي اعتمدها سبيلبرغ سابقاً، حيث يحول الفيلم الى ساحة حرب، غزوات.. كما في «انقاذ الجندي ريان» أو غيره، وهو هنا يذهب الى المعركة لتكون خلفية لصراع انساني - سياسي.. ثري بالأحاسيس والمواقف. النسبة الأكبر من المشهديات، تدور في قاعات الكونغرس، وهذا يعني استخدام ضوء النهار، والذي يقترب في أحيان كثيرة من القمة، من أجل التعبير عن عتمة اللحظة... والموقف... وصولا الى السلام... والوحدة... والحرية.

يتألق تومي لي جونز بدور ثايوس ستيفز، وايضا ديفيد شتراثيرن «سيوارد وليام»... حيث الخصومة السياسية العاصفة، ونقاط الصراع والمواجهة أمام الرئيس لينكولن.

ولا يمكن نسيان الممثلة العائدة بعد غياب سالي فيلد والتي رغم حضورها، الا ان صخب الأحداث والمشهديات التي خصصت لشخصية الرئيس الأميركي، والمخاضات التي تحيط به، يجعل الجميع يتحول الى هامش بالاضافة الى الحضور الطاغي... واللافت... للقدير دانييل دي لويس.

وللذين فاتهم معرفة هذا النجم المبدع، نشير الى انه من مواليد لندن - انكلترا، وقد ولد تحت اسم دانييل مايكل بلاك دي لويس «29 أبريل - 1957».

حقق حضورا لافتا في فيلم «غاندي - 1982، والسفينة بونتي - 1984، ومصبغتي الخاصة 1985، «وغرفة ومنظر - 1985» و«قدمي اليسري - 1989» «عصر البراءة - 1993» و«عصابات نيويورك - 2002» واخيرا «لينكولن» وهو في كل مرة، ذلك المبدع السينمائي الذي يذهب الى الشخصية... ليعيشها... ويقدمها... لتكون حاضرة في الذاكرة... والوجدان.

ويكفي ان تظل تلك الجملة الخالدة التي قالها لينكولن حاضرة في ذاكرتنا بعد نهاية الفيلم حيث يقول:

«هل نوقف النزيف».

لقد ناضل لينكولن، من أجل ايقاف نزيف الحرب الأهلية... ثم ناضل من أجل منح العبيد الحرية... وترسيخ مفردات الوحدة... للانطلاق بمستقبل الولايات المتحدة الأميركية الى البعيد... وما حصاد اليوم الا جزء أساسي من زرع الماضي... وجهود لينكولن... الذي يظل اسمه مقرونا بالوحدة... والحرية... والسلام.

وحتى لا نطيل...

فيلم «لينكولن» لستيفن سبيلبرغ... تحفة سينمائية... تستحق المشاهدة... لانها لن تفارق الذاكرة.

anaji_kuwait@hotmail.com

في أول ظهور بعد أن فقد رفيق العمر

عمر الشريف: رحيل رمزي «قصم ظهري»  

ساقه التي مشت به في شارع النجومية 50 عاما لم تعد قادرة على حمله.. رغم عنه يتحرك ببطء ويعد الخطوات.. بات وزنه خفيفا وبنك أحلامه خاويا.. الفنان العالمي عمر الشريف الذي يحمل صوته مساحة من الحزن والشجن والغربة.. يعترف الرجل بأنه لا يحب الحزن ولا يحب أفلامه القديمة الموجودة في مكتبة السينما العربية لأنها مليئة بالشجن وتدفع الناس للبكاء.. والفن متعة ولا يجب ان تتحول المتعة الى عبء يحرك دموع الناس.

وفي أول تصريح له بعد ان فقد رفيق العمر أحمد رمزي.. من باريس تحدث الفنان العالمي عمر الشريف عن رحيل صديق عمره قائلا: علمت بالخبر من ابني طارق بعد وفاة «رمزي» بيومين كان يخاف علي من صدمة رحيل حبيبي وصديق عمري.. لكن الموت قضاء وقدر.. ولا أبالغ اذا قلت ان خبر الوفاة «قصم ظهري» كان رمزي «حتة مني» عشنا سنوات الطفولة والصبا والشيخوخة معا.. الله يرحمه.

وعن آخر لقاء جمع بينهما قال: منذ عام تقريبا لم أر أحمد رمزي لأنه كان يقيم في الساحل الشمالي ويرفض المجيء الى القاهرة وكثيرا توسلت له حتى يأتي الى القاهرة لكنه رفض واحترمت رغبته في البقاء هناك ولكنني كنت دائم السؤال عنه في التليفون.

وبشأن ما تردد عن عمل فيلم سينمائي يحكي قصة الصديقين قال: أسمع كلاما كثيرا يؤكد أنني أكتب مذكراتي أو أنني سأقدم قصة حياتي في فيلم سينمائي.. وبصراحة شديدة أنا أرى ان حياتي لا تستحق ان أكتب عنها مذكراتي أو عمل فيلم سينمائي أنا مجرد ممثل «مش عالم ذرة» فقد اجتهدت في عملي وأحرص دائما على الفوز بحب الناس من خلال تقديم أعمال فنية جيدة.

وحول العودة الى مصر والمشاركة في مشروعات فنية قال الشريف: أعود الى القاهرة الأسبوع المقبل ولكنني لا أشعر بالرغبة في العمل.. وبالمناسبة أتلقى عروضا فنية كثيرة في مصر والخارج لكنني أرفض تارة وأطلب فرصة للقراءة تارة أخرى.

وبسؤال عمر الشريف عن المشهد السياسي في مصر الآن قال: بصراحة أنا مندهش من الحديث الدائم عن المخاوف ولا أعرف لماذا لا نؤمن بالتجربة فقد اختار الشعب المصري بارادة حرة من يحكمه وعلينا جميعا ان نساند التجربة الجديدة ونتمنى لها النجاح لان ينهض الوطن.. الخوف من صعود التيار الاسلامي مبالغ فيه لأننا حتى هذه اللحظة لم نر أخطاء أو اجراءات مرعبة.. أتمنى ان ننتظر حتى تكتمل التجربة ونستطيع تقييم الأوضاع.

وحول حال السينما في مصر قال: بصراحة لا أتابع حال وواقع السينما المصرية ولكنني أسمع عن تراجع مؤشر الانتاج وأسمع أيضا عن اختفاء كيانات انتاجية كبيرة.. ولكنني أحب التفاؤل وأطالب المنتجين بالتمسك بالفرص وعدم الاستسلام.. ولكن يجب ان تغير السينما المصرية مزاجها وتحاول الاقتراب من العالمية ويسعى الموزعون لفتح سوق للفيلم المصري في الخارج.. ومن عيوب السينما المصرية ان عددا قليلا من العاملين بها يؤمنون بأنها باب للابداع والتميز وهناك قطاع آخر يتعامل معها كوسيلة لكسب الرزق وأكل العيش. وعن مهرجان القاهرة السينمائي قال الشريف: سعيد جدا بسبب اصرار وزير الثقافة على اقامة المهرجان في موعده.. وأتصور ان الدورة الجديدة ستكون ناجحة لان العالم يريد رؤية ميدان التحرير الذي غير ملامح مصر بالكامل.. ولذا أتمنى ان يكون مهرجان القاهرة المقبل ناجحا ويليق باسم مصر الكبير.

«آمور» في طريقه إلى نسخة الأوسكار 85

بعد خروج المخرج والكاتب النمساوي مايكل هانيكه من مهرجان كان السينمائي الدولي متوسداً سعفته الذهبية عن فيلمه «آمور» والذي تدور قصته حول زوجين في أواخر أيامهما وتعاملهما مع مرض الزوجة واقترابها من الموت، أعلنت النمسا عن ترشيحها لهذا الفيلم لجوائز الأوسكار في دورتها 85 التي ستقام في 24 فبراير المقبل، في لوس انجليس، وكان هذا الفيلم من بين 71 فيلماً تقدمت للمشاركة في جائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية.

ومن المتوقع ان تعلن أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية التي توزع كل سنة جوائز الأوسكار عن لائحة الأفلام المرشحة في 15 يناير 2013، وبهذه المناسبة قامت شركة شوني بيكشرز بطرح مجموعة من الصور الخاصة بهذا الفيلم والتي تداولتها وكالات الأنباء وتظهر الممثل جان لوي في أحد مشاهد الفيلم. يذكر ان مايكل هانيكه البالغ من العمر نحو 70 عاماً يعد المخرج النمساوي السادس الذي يفوز بجائزة السعفة الذهبية مرتين.

النهار الكويتية في

21/10/2012

 

 

«قيصر يجب أن يموت».. والفن العظيم يجب أن يعيش

محمود عبدالشكور 

أتحفتنا الدورة الخامسة لبانوراما الفيلم الأوروبى بالقاهرة بعرض الفيلم الإيطالى البديع «cesare deve morire» أو قيصر يجب أن يموت، للمخرجين الكبيرين الأخوين تافيانى، اللذين قدما من قبل أعمالاً لا تنسى مثل: الأب السيد وليلة القديس لورنزو. العمل الكبير الفائز بجائزة الدب الذهبى بمهرجان برلين السينمائى لهذا العام، وجائزة دافيدونا تيللو لأفضل مونتاج وأفضل فيلم والشريط الفضى من جمعية النقاد الإيطاليون، يرقى بالفعل إلى مستوى التحفة السينمائية.

حكايته تبدو بسيطة، ومأخوذة عن تجربة حقيقية عندما تم تدريب قضايا التهريب والقتل على تمثيل مسرحية شكسبير ذائعة الصيت «يوليوس قيصر»، ولكن هذا الحدث البسيط الذى قد يتحول إلى فيلم ممل أقرب إلى الأفلام التسجيلية الفاشلة يتحول على يدى الثنائى الكبير «باولو» وفيتوريوتافياتى إلى رحلة للتأمل على أكثر من مستوى: علاقة السينما بالمسرح، علاقة الممثل بالدور الذى يؤديه، علاقتنا مع مسرحيات سيد الدراما وليام شكسبير، دور الفن فى تغيير الإنسان وإطلاق طاقاته ومواهبه اكتشاف عالم السجون واشتغالات السجن كمكان لإبداع مسرحية شديدة الصعوبة، يكفى أن دور «بروتس» فى الفيلم الشهير «جيمس ميسون»، ولعب دور مارك أنطونيو النجم الشهير الراحل مارلون براندو، الآن سنشاهد مقاطع كاملة من المسرحية بأداء اثنين من المساجين!.

يبدأ الفيلم بمشهد محاولة انتحار بروتس بعد هزيمة جيوشه فى موقعة فيليبى، ثم نجاحه فى إقناع أحد اتباعه بقتله، ثم مشهد جثة بروتس الذى وصفه أعداؤه بأنه رجل عظيم قتل قيصر من أجل روما وليس من أجل مطمع شخصى، وفى المشهد الثالث نكتشف أن الممثلين ليسوا سوى مساجين يُعادون إلى الزنازين، نعود بعد ذلك فى فلاش باك طويل إلى بداية التجربة عندما يذهب المخرج «كافالى» إلى سجن مُشدد الحراسة، ويخبر المساجين بأنه يقترح أن يُقدموا هذه المرة مسرحية يوليوس قيصر مما يدل على أن التجربة متواصلة وناجحة، نشاهد بالتفصيل كاسستنج المسرحية أو عملية اختيار الممثلين مع بعض التحوير حيث يقوم مسجون رجل بدور العّرافة التى تحذر قيصر من الخروج، ثم يتم اجراء بروفات مذهلة لمشاهد من المسرحية العظيمة باستغلال حجرات وطرقات السجن، وبدرجة ترقى إلى اعتبار ماشاهدناه أقرب إلى الرؤية المختلفة لمسرحية «يوليوس قيصر» يحدث نوع من التعليق من كل ممثل على دوره، بل إنهم يناقشون موقف كل شخصية، ويتم الربط الذكى بين شخصية، بروتس والسجين الأصلى الذى يقوم بدوره، فى مشاهد العرض المسرحى الذى يحضره المئات، ننتقل من مشاهد الأبيض والأسود إلى اللقطات الملونة القليلة فى الفيلم، ويختتم الفيلم البديع بمشهد عودة السجين الذى قام بدور «كاسياس» إلى زنزانته، يواجه الكاميرا ويقول لنا بأسى:

منذ أن عرفت الفن.. تحوحلت الزنزانة، بالنسبة لى إلى سجن وهنا معنى الفيلم كله الذى يعتبر تحفة فنية للفن حيث تخبرنا عناوين النهاية أنه جعل اثنين وجعل الثالث يحصل على عفو ليتحول بالفعل حالياً إلى ممثل محترف.

«مات يوليوس قيصر»، ولكنه جعل الآخرين يعيشون بالفن».

أكتوبر المصرية في

21/10/2012

مهند والفتح التركى لمصر!

محمد رفعت 

بعد النجاح الكبير الذى حققته المسلسلات التركية فى العالم العربي..شهدت دور السينما المصرية مؤخراً عرض الفيلم التركى «الفاتح»، ?وتدور أحداثه حول السلطان العثمانى محمد الفاتح والذى? ?غزا القسطنطينية بعد محاولات عديدة فاشلة ممن سبقوه من سلاطين العثمانيين?. ?

ورغم أنه ليس الفيلم التركى الأول الذى يعرض فى مصر لكنه الأضخم والأكثر احتفاء واهتماما، خاصة وأن اختيار العمل وتوقيت عرضه يثيران العديد من علامات الاستفهام فى ظل الانفتاح التركى على دول المحيط العربي، وخاصة مصر التى شهدت تعاونا مشتركا مع الإنتاج التركى فى ستينات القرن الماضى قدم خلاله الفنان الراحل فريد شوقى سبعة أفلام، كتبها جميعا السيناريست الراحل عبد الحى أديب، وقدم حسن يوسف وسعاد حسنى فيلما، كما شارك إيهاب نافع فى فيلم آخر ومن الواضح أن المعادلة القديمة كانت تقوم على نجومية الممثلين المصريين بينما ينعكس الوضع الآن إذ تأتى السينما التركية بقدراتها المالية والإبداعية المميزة لتفتح? ?سوق السينما المصرى ?بعناصر تركية خالصة تستدعى المجد العثمانى?.?

ولعل الفارق الأكبر بين تعاون الستينات والذى أفرز أفلاما رديئة، والغزو التركى للسينما المصرية الآن، هو ذلك المشروع الواضح فى التوجه التركى المحكوم بحزب? «?التنمية والعدالة?» ?وتوجهاته التى تبدو وكأنها ناتجة عن نجاح الدراما التليفزيونية التركية فى اختراق الوجدان العربى عبر? «مهند?» ?والذى تحول من ممثل وسيم إلي? «?فاتح?» ?تركى .

وبدلا من أن يحاول منتجو ومبدعو الدراما التليفزيونية المصرية تقديم أعمال جيدة وقادرة على الوصول إلى وجدان الجمهور العربى والأجنبي، بدأوا يصرخون –كعادتهم- عبر الصحف من الغزو التليفزيونى للإنتاج التركى باعتباره يحصل على حصة كبيرة من الإعلانات الفضائية ويتسبب فى تقليل أرباحهم.

والأمر نفسه سيتكرر قريبا مع السينما، وطبعاً الصراخ لن يمنع الجمهور العربى من متابعة الدراما التركية الجيدة للغاية سواء فى السينما واللتليفزيون، ولا عزاء للكسالى والمتقاعسين..وكما فوجئنا بمسلسلات فاطمة ومهند ونور وهى تزيح المسلسلات المصرية من العرض على الفضائيات العربية، سنفاجئ بالأفلام التركية الجديدة وهى تغزو الوجدان المصرى المتعطش للفن السينمائى الحقيقى.

أكتوبر المصرية في

21/10/2012

.. والذى منه

محمد ناصر 

الكلام عن سينما بأخلاق يرى البعض إنها أخلاق الإسلام فتح عدة احتمالات لمصير السينما فى مصر، أول هذه الاحتمالات كانت فى «رقابة بمعايير تخرج من قناعات أصحاب هذه الرؤية». وهى إننا من المفترض فى سكه دعم الحرية وإننا إذا كنا مع وجود رقابة فإننا ضد الرقيب الذى هو موظف حكومى وضد المعايير التى تصنعها قناعات فصيل واحد فى المجتمع. وإنما نحن مع الرقابة التى تقوم بها منظمة غير حكومية بمعايير حدها الأول والأخير درجة قبول أو رفض الجمهور للعمل الفنى. على أن تكون هذه الرقابة رقابة للعمل الفنى بعد عرضه. ولها صلاحية وقف العرض.

.. الاحتمال الثانى والذى توقعنا احتمال حدوثه فى حالة تحقق الاحتمال الأول كان ظهور شركات برأسمال «إسلامى» فى مجال الانتاج تكون قادرة على فرض حالة سينمائية تلقى قبول على المستوى الفنى «مستوى النقاد» وتلقى قبول على مستوى الجماهير.

.. الغريب فى المسألة أن الكلام الدائر والجدال المحتدم مازال فى دائرة «المرفوض من أصحاب تلك الرؤية فى السينما الآن» وأميز مناطق هذا المرفوض «القبلات والمشاهد الساخنة وجسد الأنثى». وتقريباً لا شئ غير ذلك.. الكلام يميل ناحية «غسل السينما» من هذا المرفوض برقابة تمنع أو استهجان اجتماعى يضبط أو إجبار أهل الفن على مداهنة النظام بتقديم سينما خالية من هذا المرفوض.

ولا شئ حتى الآن عن دخول رأس المال «الإعلامى» أو «المتأسلم» فى عملية الإنتاج السينمائى وتقديم أعمال سينمائية تتحقق فيها عملياً «المعايير النظرية حتى الآن» التى ينادوه بها فى العمل السينمائى.

..هل ممكن أن يكون هناك سينما بالشكل الذى يقولونه عنه؟!

.. قالوا الجمل طلع النخلة آدى النخلة وأدى الجمل ونحن فى الانتظار.

أكتوبر المصرية في

21/10/2012

دينا تنافس فيفى عبده على جيوب المشاهدين فى العيد 

يشهد موسم عيد الأضحى هذا العام عرض عدد كبير من الأفلام، على الرغم من توقف عجلة الإنتاج السينمائى بسبب تخوفات المنتجين من سطو قراصنة الإنترنت على أفلامهم، والإيرادات الضعيفة التى أصبحت تحققها أفلام السينما بسبب إحجام الجمهور عن ارتياد دور السينما فى ظل الأزمة الاقتصادية والأوضاع السياسية المرتبكة.

وأكدت الفنانة فيفى عبده أنها كانت تتمنى العودة إلى السينما مرة أخرى بعد فترة غياب طويلة، لكنها كانت تنتظر عملاً جيداً ترجع من خلاله بشكل قوى، وقررت العودة من خلال فيلم «منعم وسنية» الذى يعيدها إلى المنافسة بقوة على الإيرادات بعد أن سبق واكتفت بالمنافسة على أعلى نسبة مشاهدة وأكبر كم من الإعلانات لتواجدها التلفزيونى فقط طيلة الأعوام الماضية.

وأوضحت فيفى أنها سوف تتمرد على أدوارها السابقة؛ حيث تلجأ إلى الكوميديا المغلفة بالمشكلات الاجتماعية التى يرصدها الفيلم بينها وبين ابنها فى الأحداث الذى يتطلع أن يكون مطرباً شهيراً رغم محدودية إمكانياته الصوتية، ومن هنا تنفجر المفارقات الكوميدية.

ويشارك فى بطولة فيلم «منعم وسنية» بجوار فيفى عبده كل من الفنانين: إدوارد، ولطفى لبيب، ونهلة زكى، وبدرية طلبة، ومادلين مطر، وضياء المرغنى، وإيمان السيد، وتأليف الكاتب الصحفى محمد فاروق فى أولى تجاربه السينمائية، وينتجه محمد السبكى، ويقوم بإخراجه أحمد البدري.

ومن جانبها أكدت الفنانة الشابة راندا البحيرى أنها ستقدم للمرة الأولى من خلال فيلمها «سبوبة» شخصية فتاة شريرة، مبينة أن العمل بشكل عام يدور حول عصابة تدير أفرادها فى عمليات النهب والسرقة.

ويقوم ببطولة الفيلم إلى جانب راندا كل من الفنانين أحمد هارون، والمذيع خالد حمزاوى، وضياء الميرغنى، وضياء عبدالخالق، من إخراج بيتر ميمى فى أولى تجاربه الإخراجية.

وفى أول تعاون فنى لها مع الفنان محمد رمضان تظهر الفنانة والراقصة دينا من خلال فيلم «عبده موته» للمؤلف محمد سمير مبروك، وإخراج إسماعيل فاروق، وإنتاج أحمد السبكى، وبطولة: حورية فرغلى، رحاب الجمل، بدرية السيد، وسليمان عيد، وتؤدى دينا من خلاله شخصية فتاة شعبية.

وبعد سلسلة طويلة من التأجيلات نظراً لظروف إنتاجية، تقرر أخيراً عرض فيلم «خط أحمر» المعدل إلى «لحظة ضعف» للفنان مصطفى قمر العائد بعد غياب سنوات طويلة عن الساحة السينمائية.

ويدور الفيلم فى إطار درامى اجتماعى، وهو بطولة مصطفى قمر، ريهام عبدالغفور، محمد لطفى، وتأليف أحمد البيه، ويؤدى قمر من خلاله ثلاث أغنيات، والفيلم من إخراج محمد حمدى الذى يعرض له كذلك فى نفس المارثون فيلم «كريسماس» للفنانة عُلا غانم ورامى وحيد، مروة عبدالمنعم، إدوارد، سامى العدل، أشرف مصيلحى، والفيلم من تأليف سامح أبوالغار ومن إنتاج هانى وليم، والفيلم تدور أحداثه فى إطار من التشويق والدراما البوليسية.

واستعانت الفنانة الشابة ياسمين عبدالعزيز بمجموعة من الأطفال فى فيلمها الجديد «نانى تو» الذى تقرر عرضه فى مارثون عيد الأضحى المبارك، والعمل يشارك فى بطولته بجوار ياسمين كل من حسن الرداد، وانتصار، سعد الصغير، وهو من تأليف خالد جلال وإخراج وائل إحسان.

ويدور العمل فى إطار اجتماعى كوميدى من خلال عدد من المواقف الكوميدية التى تتولد من علاقة زوج بزوجته ويساهم فى تكثيف هذه المشاهد الكوميدية وجود أربعة أطفال، وسيكون مفاجأة الفيلم وجود الثنائى أوكا وأورتيجا المعروفين من خلال إعلان إحدى شركات المحمول.

ويدخل الفنان خالد صالح السباق من خلال شخصية عالم ذرة يواجه إهمالاً من الدولة ويعيش فى سلسلة مستمرة من المطاردات مع أمن الدولة، وذلك فى فيلم «فبراير الأسود» الذى يشارك فى بطولته بجانب خالد صالح كل من الفنانين: أمل رزق، أحمد زاهر، طارق عبدالعزيز، إدوارد، سليمان عيد، ألفت إمام، وهو من تأليف وإخراج محمد أمين.

أكتوبر المصرية في

21/10/2012

 

 

تكريم السلطان الفاتح بمهرجان شرم الشيخ للسينما الأسيوية

كتب محمود التركى 

قرر مجلس إدارة جمعية بيت السينما برئاسة الناقد والكاتب الصحفى الأمير أباظة تكريم النجم التركى "ديفريم إيفين" بطل فيلم السلطان الفاتح فى حفل افتتاح الدورة الأولى لمهرجان شرم الشيخ للسينما الأسيوية التى ستقام فى الفترة من 7 إلى 13 نوفمبر القادم، وقال الناقد الصحفى الأمير أباظة رئيس المهرجان أن هذا التكريم يقام بالتعاون مع مركز يونس إمرة للثقافة التركية بالقاهرة، فى إطار اختيار تركيا كضيف شرف هذه الدورة، كما سيتم تكريم النجمة التركية الكبيرة توركان شوراى بطلة المسلسل التاريخى التركى الشهير "أرض العثمانيين".

وقال أباظة إنه من حسن الحظ أن يتزامن اختيار تركيا كضيف شرف المهرجان الوليد مع تدشين أول رحلة جوية بين مطارى إسطنبول وشرم الشيخ، مؤكداً أن هناك علاقات تاريخية بين مصر وتركيا، وفتح هذه الرحلات ستعيد العلاقات الثقافية بين البلدين وتنمية التجارة بينهما، وقال انجذب السوق التركى إلى مدينة شرم الشيخ، إضافة للسياحة فى المحافظة، وخطوة ممتازة فى هذا التوقيت، خاصة وأن السياحة التركية ضعيفة فى المدينة، لافتاً إلى أن افتتاح خط الطيران بين تركيا وشرم الشيخ سيؤدى إلى جذب المزيد من السياحة التركية إلى المدينة.

وقال الكاتب الصحفى محمد قناوى مدير المهرجان إن هذه المشاركة التركية تقام بالتعاون مع العديد من الهيئات التركية من أهمها مؤسسة سيتام مع دعم وزارتى الثقافة والسياحة التركيتين، وأضاف قناوى أن تركيا تشارك فى مسابقتى المهرجان وأنه سيتم تنظيم بانوراما تركية يعرض خلالها 10 أفلام من الأعمال المتميزة

فيلم السلطان الفاتح من إخراج فاروق أكسوى وسيناريو كل من إيرفان ساروهان، أتيلا أنجين ويتناول الفيلم فترة تاريخية هامة بتركيا عام 1453، حيث فتح القسطنطينية على يد الأتراك العثمانيين فى عهد السلطان محمد الثانى بعد احتلال الإمبراطورية البيزنطية لها.

ويقول بطل السلطان الفاتح "ديفريم إيفين"، إن بداية فكرة عمل فيلم روائى طويل عن أحداث ثورة الفتح فى 1453، وعرضه على أربعة أجزاء كانت فكرة جيدة لما تحمله هذه الفترة من أحداث هامة فى تاريخ الدولة العثمانية، وكان يجب تجسيدها وتسليط الضوء عليها، وأوضح ديفريم أنه مهتم بتجسيد الشخصيات التاريخية لأنها تحمل العديد من الجوانب التى تظهر قدرة الممثل، كما أنه يرى أن شخصية محمد الثانى الفاتح، الذى قاد جيش المسلمين لفتح القسطنطينية بعد استيلاء الدولة البيزنطية عليها شخصية ثرية يجب تجسيدها ليعلم الجميع مدى أهمية هذا الرجل

عُرض الفيلم فى 850 صالة عرض فى كل من الدول التالية: تركيا وألمانيا وهولندا وبلجيكا والنمسا وفرنسا وإنجلترا وسويسرا والجمهورية التركية القبرصية الشمالية وأندونيسيا وماليزيا وروسيا وألبانيا والبوسنة والهرسك وكوريا الجنوبية وتايلاند واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.

اليوم السابع المصرية في

22/10/2012

 

"Flight"

يقرب دينزل واشنطن من حلم "الأوسكار الثانية"

كتبت - رانيا علوى 

انتصار فنى جديد حققه النجم العالمى دينزل واشنطن بعد ترشحه لنيل جائزة أوسكار أفضل ممثل فى الدورة المقبلة عن دوره فى فيلم «Flight» الذى يجسد فيه دور طيار يتعاطى الخمور والمخدرات، وأثناء إحدى رحلاته بالطائرة يتعرض لبعض المشاكل ويحاول إنقاذ الطائرة من التحطم.

وفى حال فوز واشنطن بالجائزة ستكون الثانية له فى مشواره الفنى، حيث سبق أن فاز بها عن فيلمه Training Day، كما يعد ذلك هو الترشيح الرابع له للفوز بأوسكار أفضل ممثل، بينما سبق له أن تم ترشيحه مرتين لجائزة أفضل ممثل مساعد، ليصل إجمالى الترشيحات إلى الرقم 6 ويحفر اسمه كواحد من أبرز نجوم هوليود أصحاب البشرة السمراء.

وأشاد بأداء دينزل واشنطن فى الفيلم عدة مواقع إلكترونية مهتمة بالسينما العالمية ومنها موقع «awardsdaily» الذى أكد أن واشنطن الآن يعيش أفضل فترة بحياته المهنية كنجم، وأن الفيلم من أهم وأفضل الأعمال السينمائية التى تزيد من فرص واشنطن بقوة لنيل جائزة أوسكار أفضل ممثل، حيث إن أداءه بالفيلم كان مبهرا، وأكد الموقع أن دينزل واشنطن من النجوم الذين يذهب الجميع لمشاهدة أعمالهم لمجرد وجود اسمه على الأفيش، فهو مركز ثقة للمشاهدين.

كما أشاد بالنجم الأسمر موقع «huffingtonpost» مؤكدا أن أداءه كان قويا ومميزا ورائع حسبما ذكر الناقد توم شون، بينما أعلن الناقد الشاب لو لومينيك أن دينزل واشنطن من أفضل النجوم المرشحين للأوسكار هذا العام لتقديمه دورا مميزا بأداء مبهر.

وأكد موقع «mtv» أنه بعد عرض الفيلم بمهرجان نيويورك السينمائى، أشاد عدد من النقاد بالفيلم وأحداثه الواقعية وبأبطال الفيلم الذين تألقوا بأدائهم المتميز خلال الأحداث، بينما رحب النقاد بالمخرج روبيرت زيميشيز لعودته وتقديم الأفلام الأكشن الواقعية بعد ابتعاد دام اثنى عشر عاما.

عرض الفيلم فى الدورة الماضية من مهرجان أبوظبى السينمائى، واللافت للنظر أن الشركة المنتجة أرسلت طقم حراسات خاصة «بودى جارد» مع نسخة الفيلم حتى لا يتم قرصنته من السينما، خصوصا أنه لم يعرض تجاريا حتى الآن.

«Flight» من إخراج روبيرت زيميشيز، وتأليف جون جاتينز، وبطولة دينزل واشنطن وجون جودمان ودون سيدل وكيللى ريلى وميليسا ليو وتامارا تونى، ومن المقرر عرض الفيلم بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا 2 نوفمبر وفى روسيا 15 نوفمبر وفى تركيا 7 ديسمبر.

اليوم السابع المصرية في

22/10/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)