حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عن التسجيلي والريبورتاج والسياسة

أمير العمري

 

لاشك أن تطور صناعة الكاميرات الرقمية الصغيرة، محدودة التكاليف، شجعت، ولاتزال، الكثير من الراغبين في التعبير عن مواقفهم السياسية من خلال "أفلام" يصورونها، دون تكاليف كبيرة، على صنع هذا النوع من "الوثائقيات" أو الأعمال التوثيقية التي تعتمد في معظم الأحوال، على الجهود الذاتية.

ولعل هذا هو سر ذلك الزحام الكبير الذي تشهده عشرات المهرجانات السينمائية حول العالم، بمئات الشرائط المصورة من خلال كاميرا "الديجيتال"، منها أفلام حقيقية يمكن بالفعل اعتبارها من الأفلام الوثائقية التي تعبر عن رؤية مبدعيها المركبة تجاه الكثير من القضايا الإنسانية والسياسية في عالمنا، إلا أن معظمها لا يزيد عن كونه أعمالا مصورة يدخل قطاع كبير منها ضمن دائرة الريبورتاج التليفزيوني ، والباقي ضمن التجارب التوثيقية التي لا تحمل أي قيمة فنية معينة.

الوعي بالوثائقي

الفرق بين الريبورتاج التليفزيوني وبين الفيلم التسجيلي أو الوثائقي، يكمن في أن الأول يركز على فكرة معينة يظل يبحث حولها، ويتظاهر بالموضوعية حينما يلجأ إلى استقصاء آراء عدد من الأشخاص يمثلون مختلف أطراف القضية، دون أن يعني هذا أنه يتخلى عن وضع كل تلك الشهادات ضمن "سياق" معين يخضع لوجهة نظر مسبقة في القضية المطروحة في معظم الأحيان.

يستخدم صانع الريبورتاج أساسا، التعليق الصوتي، سواء المباشر الموضوعي القادم من خارج العمل، ويكون في هذه الحالة هو صوت صانع العمل نفسه أو من يمثله ويعبر عنه، أوغير المباشر من خلال صوت إحدى الشخصيات التي يصورها التي تنقب في الموضوع، أو يستخدم أكثر من صوت داخل العمل بالتناوب.

يهتم الريبورتاج كثيرا بالشخصيات المتكلمة، ولا يعير الكثير من الاهتمام للغة الفيلم الوثائقي أو طرائق المونتاج المختلفة: كيف يصوغ المادة المصورة ضمن سياق فني، فالمهم هو توصيل المعنى السياسي وليس البحث عن نسق فني يصوغ من خلاله أفكاره.

الفيلم الوثائقي له شكل، بناء، خط قصصي أيضا، ومحور واضح لا يشترط أن يكون داخل سياق يدعي "الموضوعية".. بل يمكن جدا أن يكون فيلما ذاتيا، يعبر فيه المخرج عن رؤيته الخاصة أو عن ذكرياته أو مواقفه السياسية دون أن يخشى الاتهام بخيانة النوع، في حين أن الريبورتاج يتلاشى فيه الخاص لحساب العام.. تحت تصور أنه بهذا يخدم القضية!

هذه المقدمة كانت ضرورية في رأيي قبل التطرق إلى عمل عرض في الدورة السادسة من مهرجان أبوظبي السينمائي تحت عنوان "كما لو أننا نمسك بكوبرا" للمخرجة السورية المقيمة في فرنسا هالة العبد الله. وسبق لهالة أن صنعت عملا بالاشتراك مع عمار البيك يحمل أيضا عنوانا شاعريا أدبيا هو "أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها".

القضية والتعبير

هالة في فيلمها "التسجيلي" الجديد (120 دقيقة) تسعى لتقديم عمل ينتمي إلى ما يمكن أن نطق عليه فيلم "القضية" وهو ما يعيد إلى أذهاننا ما كان ينتج في الستينيات من أعمال كان يطلق عليها "السينما النضالية" أو "المنشورات السينمائية" آخذين في الاعتبار أننا لسنا هنا أمام فيلم "سينمائي" بل أمام عمل صور بكاميرا الفيديو الرقمية وليس الكاميرا السينمائية، والفرق لايزال كبيرا بين النوعين في رأي كاتب هذا المقال!

إغواء التصوير بالديجيتال يتمثل في الوقوع في التقاط الكثير من اللقطات للشوارع والمحيط الذي يجري فيه التصوير، لا تضيف شيئا إلى العمل نفسه، كما يغوي أيضا بتحريك الكاميرا بضرورة أو دون أي ضرورة على الإطلاق أحيانا. ولا يهتم صانع فيلم الديجيتال كثيرا بالإضاءة بل لا يهتم بها في معظم الأحيان، ولا يهمه كثيرا جماليات الصورة السينمائية (أو ما يطلق عليه البعض "الكادر" السينمائي) أي مكوناتها التشكيلية ناهيك عن الإهمال التام لما يعرف بـ"عمق المجال" في الصورة وهو من أهم خصائص فن السينما أو الفيلم!

حالة ثورية

"كما لو اننا نمسك بكوبرا" (من إنتاج مشترك بين الإمارات وفرنسا) عمل تطمح مخرجته هالة العبد الله إلى التعبير عن تلك "الحالة" الثورية القائمة حاليا في كل من سورية ومصر، من خلال إظهار عدد من رسامي الكاريكاتير الذين يعبرون في رسوماتهم عن الثورة وعن غضب الشعوب، لكن الملحوظة الأولى التي تلفت النظر هنا تتمثل في سوء اختيار معظم هؤلاء الرسامين، بل وإغفال عرض رسوماتهم وكيف تعكس الثورة، اكتفاء بتصويرهم وهم يتحدثون عن العلاقة بين النقد السياسي وفن الكاريكاتير.

أهم من يظهر من الجانب السوري في الفيلم الرسام المعروف علي فرزات الذي اعتدى عليه قبل فترة من عملاء النظام السوري، ومن مصر الرسام محيي الدين اللباد قبيل وفاته، وهو ما لم أر له ضرورة لأن الرجل ظهر وهو في حالة من الضعف لا تسمح له بالحدث فبدا مثيرا للشفقة كثيرا، لكنها أرادت إطهاره كملهم ومعلم لأجيال الجديدة من الرسامين الذين كظهر بعضهم في العمل.

وتظهر رسامة مصري شابة تبدو متزمتة دينيا واجتماعيا، لكنها مع الثورة سياسيا دون ان تتوقف المخرجة مثلا أمام هذا التناقض الخطير الذي أصبح يصبغ شكل الحياة في مصر اليوم!

ويظهر الرسام فرزات متحدثا عن تجربته من خلال نظام التخاطب "سكايب" أي عبر شاشة الكومبيوتر لأن المخرجة لم تستطع التصوير في سورية. كما تظهر الكاتبة السورية سحر يزبك لتحتل المساحة الأكبر من الفيلم في الحديث حول الكثير من الجوانب النظرية حول السخرية والمبالغة في الأدب العربي، وتتطرق كثيرا الى الرقابة وما تقوم به من محاولة قمع حرية التعبير في سياق كلامي يختلط فيه المطلق بالنسبي، والعام الذي يبتعد كثيرا عن موضوع العمل، بالخاص الذي يرتبط بتجربتها هي الخاصة في الاعتقال بسبب آرائها ثم قرارها بمغادرة البلاد إلى الخارج وكأن هذا هو الحل!

فقر الصورة

يعاني العمل من فقر الصورة إلى درجة كبيرة واضحة، ومن غياب الخط القصصي، والبناء المحكم الذي يملك إيقاعه الداخلي الخاص، كما يعاني من افتقاد شخصيات الرسامين الذين يظهرون- خصوصا من مصر، إلى أي نوع من "الكاريزما" الشخصية أو التألق الفني، بل تركز المخرجة عليهم وهم يجلسون على مقاعد في المقاهي العامة يدخنون الشيشة كما لو كانت تقول إن تدخين الششيشة هي مصدر الإلهام الفني لديهم!

يمتليء العمل بالكثير من الحكي والكلام والأحاديث التي يتم تقطقعها ودمجها معا بعيدا عن أي سياق فني محدد، ومن دون أن يؤدي أحد المشاهد إلى الآخر في سلاسة ومنطق، فالانتقال هنا مزاجي تماما، من هذه الشخصية إلى تلك، ومن مصر إلى سورية أو العكس، ومن استخدام صور مباشرة إلى استخدام صور ضبابية مركبة فوق صور آخرى لمنظر طبيعي مثلا، كما في اللقطات الأخيرة لسحر يزبك، دون أن يكون هناك أي منطق فني لهذا الاختيار بل هو محض محاولة للتحلي بالتجريبية والحداثة الظاهرية!

ريبورتاج هالة العبد الله عن دور الكاريكاتير التحريضي في الثورة غير مكتمل بل ويعاني من الفقر الشديد في المادة المصورة التي يمكن أن تعكس قوة الكاريكاتير وكيف يمكنه أن يكون استفزازيا للسلطات كما يتردد كثيرا في الفيلم على ألسنة من يتحدثون، دون أن نرى ذلك على أرضية الواقع.
لهذا كله لا أظن أن هذا العمل سيضيف الكثير إلى وثائقيات الربيع العربي!

الجزيرة الوثائقية في

18/10/2012

الاحتفاء برائد السينما السياسية

عدنان مدانات

بعد أن قارب المخرج الإيطالي فرانشيسكو روزي التسعين من عمره، وبعد أن أنجز عددا كبيرا من الأفلام الهامة، منحه مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي جائزته التكريمية لهذا العام، وهي جائزة الأسد الذهبي التذكاري. منح هذه الجائزة تقليد سنوي لتكريم مجمل أعمال مخرج سينمائي. هذا الجائزة ليست الأولى التي يحصل عليها روزي من مهرجان فينيسيا فقد سبق له أن فاز بجائزة الأسد الذهبي في العام1963 عن فيلمه الشهير" الأيدي فوق المدينة"، كما كان فيلم فرانشيسكو رزوي الأول" التحدي"(1958) قد ترشح لنيل تلك الجائزة التي لم يحصل عليها في حينه لكنه بالمقابل نال إعجاب الجمهور والنقاد الذين اعتبروا انه أعاد الإيمان مجددا بالسينما الإيطالية.

جاءت أفلام فرانشيسكو روزي الأولى مباشرة بعد موجة الواقعية الإيطالية الجديدة التي اعتبرت إنجازا مهما على صعيد الإخراج الذي نقل الأفلام الروائية من العالم المصطنع للأستوديو إلى العالم الواقعي بكل ما يمثله ذلك من تغيير في طبيعة المواضيع وأساليب السرد وحتى استخدام الممثلين الذين لم يجري اختيارهم من بين الممثلين المحترفين بل من عامة الناس، كما كان عليه الأمر بالنسبة للفيلم الأشهر بين أفلام الواقعية الإيطالية الجديدة" سارق الدراجة"(1945)، الذي اختار المخرج فيتوريو دي سيكا لبطولته عاملا عاطلا عن العمل ليمثل دور عامل عاطل عن العمل.

تأثر فيلم فرانشيسكو روزي" الأيدي فوق المدينة" بالواقعية الإيطالية الجديدة، لكنه أيضا تجاوزها باتجاه التأسيس لنمط جديد من السينما، او منهج جديد، هو ما اطلق عليه صفة" السينما السياسية". هنا لا بد من توضيح ما هو المقصود بالسينما السياسية، إذ غالبا ما يعتبر الناس و منهم النقاد أن كل فيلم هو سياسي بالضرورة وذلك انطلاقا من أن كل فيلم وإن لم يعالج موضوعا سياسيا، وبسبب من بنية مؤسسات الصناعة السينمائية، خاصة الأمريكية، والموقف الطبقي للقائمين عليها، يحمل، ولو بين السطور، رسالة فكرية لا تخلو في نهاية المطاف من مرجعية سياسية، غير ان روزي في فيلمه هذا تجاوز هذه الطروحات العامة وتمكن من التوصل إلى شكل خاص بالفيلم السياسي يمنحه هذه الصفة عن حق.

يعالج روزي في فيلمه" الأيدي فوق المدينة" شركات البناء في إيطاليا والتي تهيمن عليها عصابة المافيا بالتنسيق مع كبار المسؤولين في السلطة الحاكمة. الموضوع إذن، سياسي بالدرجة الأولى، لكنه موضوع لا يعتمد على الحكاية فقط، بل يستند إلى الوقائع وتحديدا، يستند إلى الوئائق التي يستخدمها المخرج ضمن البنية الأساسية للفيلم، بحيث يزاوج الفيلم بين الدراما الروائية عبر الحكاية والمنهج التسجيلي عبر الوثائق. هذا الشكل من بنية الفيلم صار متداولا فيما بعد من قبل العديد من سينمائيي العالم، لكن سبق الريادة يعود لفيلم فرانشيسكو روزي هذا. تأكيدا من روزي على منهجه في فيلمه هذا يستعير من فيلم" سارق الدراجة" فكرة استخدام ممثل من عامة الناس غير محترف لكنه يطورها مضيفا إليها قيمة سياسية مباشرة وذلك عندما يعطي الدور الرئيسي في الفيلم لشخصية معروفة هوعضو في البرلمان، ممثلا عن الحزب الشيوعي الإيطالي، ليؤدي دور نائب في البرلمان يجري التحقيقات حول شركات البناء و يتصدى أثناء المناقشات الجارية في البرلمان لفضح العلاقة بين شركات البناء و المافيا وأركان السلطة الحاكمة.

طور فرانشيسكو روزي لاحقا في منهج" الفيلم السياسي" و ذلك من خلال فيلم" قضية ماتيه"(1973)، الذي يعالج فيه قضية احتكارات النفط العالمية وعلاقتها الاستغلالية للدول المنتجة للنفط، خاصة العربية، ونموذجها في الفيلم ليبيا. تنطلق حكاية الفيلم من حادثة سقوط طائرة رئيس شركة النفط ( أو الميتان) الإيطالية "ماتيه"حيث لاقى حتفه، وهي حادثة ثارت حولها الشكوك في انها متعمدة. كان ماتيه قد سعى جاهدا لبناء علاقة جديدة بين الدول المنتجة للنفط و بين الدول المستهلكة تقوم على إنصاف الدول المنتجة وتخليصها من هيمنة الاحتكارات العالمية المدعومة من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مما تسبب في حقدها عليه. في سبيل تجميع أكبر قدر من الحقائق و الوثائق حول حادثة سقوط الطائرة كلّف روزي أحد الصحافيين اليساريين بالتقصي وجمع المعلومات، لكن هذا الصحفي وبعد أن نجح في الحصول على الكثير من المعلومات تعرض بدوره للإغتيال. لا يقدم روزي في فيلمه هذا الذي يحتوي على إتهام صريح للسي آي إيه بالضلوع في حادثة سقوط الطائرة، دليلا موثقا يؤكد اتهامه، لكنه يقدم الكثير من الوقائع الت تدعم وجهة نظره التي سعى لأن تكون موضوعية. تأكيدا منه على موضوعية منهجه يظهر فرانشيسكو روزي بنفسه في الفيلم وهو يقوم بمتابعة تقصي المعلومات ويجري المقابلات مع الشهود ليستكمل ما حصل عليه من معلومات من الصحفي الذي تعرض للاغتيال.

أخرج فراشيسكو روزي مجموعة متنوعة من الأفلام بلغ عددها 15 فيلما، كان آخرها فيلم" الهدنة" في العام 1997، وكان الهم الذي تعالجه معظم الأفلام هو تأثير المافيا على الحياة السياسية والاجتماعية في إيطاليا، لكن هذا لم يمنعه من إخراج أفلام أخرى مختلفة مثل فيلمه الهام" المسيح توقف في إيبولي" أو الفيلم الغنائي" كارمين".

الجزيرة الوثائقية في

18/10/2012

 

حيـوات وأدوار سـابقـة وقـطـط مـبتسمـة

أسبوع أفلام «آرتي» في سينما «متروبوليس».. جراح مفتوحة

نديم جرجورة 

تبدأ، مساء اليوم، النسخة الرابعة لأسبوع أفلام «آرتي» في صالة سينما «متروبوليس» (مركز صوفيل، الأشرفية). يُعرض، في حفلة الافتتاح، الفيلم الفرنسي الجديد لليو كاراكس «هولي موترز» (المسابقة الرسمية الخاصّة بالدورة الـ65 لمهرجان «كانّ» السينمائي، بين 16 و27 أيار 2012، وفاز بـ«جائزة الشباب» أثناءها). اختيرت أفلام نالت قبولاً جماهيرياً وقراءات نقدية إيجابية. اختيرت أفلام تناولت أمور العيش على الحدّ الأخير للحياة. أو في أعماق الهاوية الإنسانية. أو على شفير الموت. اختيرت 8 أفلام، ساهمت المحطّة التلفزيونية الثقافية الفرنسية الألمانية «آرتي» في إنتاجها. 8 أفلام أُنجزت بين العامين 2004 («قطط ثلم الدوالي» لكريس ماركر، في إطار تكريمه الساعة 8 مساء السبت، بعد أقلّ من 3 أشهر على رحيله في 29 تموز 2012 عن 91 عاماً) و2012، العام الذي شهد إنتاج 5 أفلام اختيرت في البرنامج اللبناني، إلى جانب «هولي موترز»: «عائلة محترمة» (مراجعة مقالة الزميل زياد الخزاعي في «السفير»، 11 تشرين الأول 2012) للإيرانيّ مسعود بخشي (8 مساء غد الجمعة)، «الزورق» للسنغالي موسى توري (22/ 10)، «الليلة الكبيرة» للفرنسيين غوستاف كيرفرن وبونوا دوليبين (23/ 11)، و«أطفال سراييفو» لعايدة توبيتش (25/ 11). أما الفيلمان الأخيران فهما: «العم بونمي الذي يستعيد حيواته السابقة» (2010، «السعفة الذهبية» في الدورة الـ63 لمهرجان «كانّ» السينمائي) للتايلندي آبيتشاتبونغ فيراستاكول (21/ 11)، و«11 زهرة» (2011) للصيني وانغ كسياوشوواي (24/ 11).

هذه تجربة تُضاف إلى سلسلة الاختبارات السينمائية المتميّزة لجمعية «متروبوليس»، التي تعاونت مع «المعهد الفرنسي في لبنان» في تنظيم هذه التظاهرة. أفلام متنوّعة (تُعرض كلّها عند الثامنة مساء)، رصدت واقع الحال الإنساني من وجهات نظر مختلفة: رجلٌ يمضي نهاره في تمثيل أدوار متناقضة، تلبية لغريزة دفينة، أو لقناعة ببؤس الحياة، أو بحثاً عن خلاص مفقود. في «هولي موتورز»، يفتح كاراكس نوافذ الجسد على أرواح طالعة من أعماق الخيبة والانكسار، سعياً إلى تحرّر، أو تحقيقاً لرغبات. السيّد أوسكار (دوني لافان) ملتاع. حاجته إلى راحة داخلية دافعٌ إلى تأدية أنماط عديدة من الناس. أما الحقيقة، وهي ليست كاملة، فتظهر في ختام مزدوج. «في مطاردة جمال السلوك»: أحد أوصاف الفيلم. والسلوك، هنا، ليس عادياً. الأفلام الأخرى لا تقلّ أهمية عن «هولي موتورز». المنافسة الجمالية محتدمة. الأسبوع اللبناني لأفلام «آرتي» زاخرٌ بعناوين مهمّة. باختبارات مزجت آلية سرد حكايات بديعة بأشكال سينمائية بحتة.

«عائلة محترمة»: آراش جامعيّ إيرانيّ مقيم في الغرب. عاد إلى شيراز البعيدة عن طهران، حيث تسكن والدته، لإلقاء محاضرات في جامعتها. لكن عودته ليست بسيطة. هناك ما يفتح جراحاً وتفاصيل. هناك ما يُدخله في تعقيدات عائلية ومالية: «يغرق مجدّداً في بلد لم يعد يمتلك مفاتيحه»، كما قيل عنه. بعد رحيل والده، يكتشف أحوال عائلته ومآلها. وهذا، تحديداً، ما يدفعه إلى الاختيار. اختيار مسار جديد، ربما، أو البقاء في عزلة الواقع. «قطط ثلم الدوالي» (ترجمة حرفية بحتة للعنوان الأصلي Chats Perches): بعد وقت قليل على جريمة 11 أيلول 2001، ظهرت قطط على أسطح المنازل في باريس. بفضل «غرافيكس» بسيط ومُسيطر عليه جداً وبحرفية، بدت القطط مبتسمة. هناك من يُخاطر بكسر رقبته من أجل «تعويم» رسالة تعاطف مع هذه المدينة المحتاجة جداً إليه. «العم بونمي الذي يستعيد حيواته السابقة»: يُعاني العم بونمي خللا كلوياً. يُقرّر إنهاء حياته بالقرب من أفراد عائلته. بشكل غريب، شبحا زوجته الراحلة وابنه المختفي يظهران عليه، ويأخذانه في رحلات غريبة. متأمّلاً أسباب مرضه، اجتاز العم بونمي أدغال عائلته، وصولاً إلى المكان الذي شهد ولادته الأولى. «الزورق»: قرية صيّادين في الضاحية الكبيرة لداكار باتت منطلقاً لعدد كبير من الزوارق. غالباً ما يواجه الإبحار مخاطر قاتلة، في تلك الرحلات الذاهبة بصيّاديها إلى جزر «كاناري» الإسبانية. باي لاي، قبطان أحد هذه الزوارق، يُدرك البحر وتفاصيله. لا يريد الإبحار. لكن، لا خيار لديه. مُطالبٌ هو بقيادة 30 رجلاً إلى إسبانيا. المأزق؟ لا أحد من هؤلاء يفهم الآخر. بعضهم لا يعرف البحر سابقاً. لكن الجميع لا يعرف ما الذي ينتظره. «الليلة الكبيرة»: قصّة عائلة بوزيني التي يُقرّر أفرادها «التمرّد الثوريّ» على أحوال ليست في صالحهم. «11 زهرة»: في العام 1974، أثناء الثورة الثقافية الصينية، يكتشف صبيّ في العاشرة من عمره عالم البالغين، من دون أن يفهم شيئاً. لقاؤه قاتلاً مُطَارَداً يدفعه إلى الكذب. هذه المواجهة الحاسمة تشهد فقدانه براءته. «أطفال سراييفو»: بسبب حرب البوسنة، بات الشقيقان رحيما (23 عاماً) ونديم (14 عاماً) يتيمين. يعيشان في سراييفو، في قلب هذا المجتمع العابر الذي فَقَد كل شفقة وتعاطف إزاء أطفال أولئك الذين ماتوا في حصار المدينة. بعد مراهقة مليئة بجُنح مختلفة، عثرت رحيما في الإسلام على عزاء، متمنّية، في الوقت نفسه، أن يتبعها نديم في هذه الطريق نفسها. كل شيء يُصبح مُعقّداً في اليوم الذي يُصارع نديم، في المدرسة، ابن أحد الوزراء النافذين.

لماذا يُقِلّ مخرج يمتلك كل تلك العبقرية!

ليو كاراكس ممتع في «هولي موتورز».. رغم الشقاء الإنساني

نديم جرجورة 

عالمه غريب. التباسات الحياة والموت حاضرة في طيات أفلامه. الحبّ والخراب أيضاً. الجحيم الأرضيّ. التفاصيل الغامضة جداً، لكن المستلّة من أعماق الدنيا وحكاياتها. عمره واحد وخمسون عاماً. لديه خمسة أفلام روائية طويلة فقط. بضعة أفلام قصيرة، و«كليبات». مثّل في أفلام عدّة. لكنه، عملياً، مُقلّ للغاية. التشديد على قلّة أفلامه نابعٌ من جمالياته الصادمة: لماذا يُقلّ مخرجٌ، يمتلك هذه «العبقرية» الإبداعية كلّها، في إنجاز أفلام؟ أو ربما لأن «العبقرية الإبداعية» تعمل وفقاً لمنطق خاص بصاحبها؟ بهدوء وتأمّل «مجنونين»؟

اسمه: ليو كاراكس. وُلد في 22 تشرين الثاني 1960. لكنّه اختار العام 1976 تاريخاً لولادته: «ولدت في العام 1976 في غرفة سوداء. إنه أمر صعبٌ جداً بالنسبة إليّ أن يجعلوا تاريخ ولادتي قبل هذا العام، باسم صادر من وثائق قديمة لا قيمة لها. اشتغلتُ في السينما كي أكون يتيماً. قبل هذا، يبدو الأمر كما لو أني نمتُ سبعة عشر عاماً» (المجلة الفرنسية الأسبوعية الفرنسية «تيليراما»، 26 حزيران 2012). موقفٌ لا يقلّ غرابة عن الفضاءات السينمائية والإنسانية التي يصنعها في أفلامه. أو التي يصنع أفلامه وفقاً لقواعدها المتفلّتة من أي منطق أو قاعدة، باستثناء التزامه المدى المفتوح على الاحتمالات كلّها التي تبتغيها السينما أصلاً. أكثر من ذلك: «عندما بلغتُ الحادية عشرة من عمري، تملّكتني فكرة أنّي لو تعرّفت إلى مارلين مونرو، لما توفّيَتْ هكذا». مشحونٌ بالغرائبية. لكنّه مشحونٌ بالسينما أولاً وأساساً. أفلامه منبثقة من هذا الشغف. بدءاً من العام 1984، بات ليو كاراكس مخرجاً سينمائياً، بإخراجه «صبيّ يلتقي فتاة». قبله بأربعة أعوام، أنجز فيلماً روائياً قصيراً بعنوان Strangulation blues. باختصار، ببلوغه العشرين من عمره، بدأ رحلته مع صناعة الأفلام: Mauvais Sang (1986)، «عاشقا الجسر الجديد» (1991)، «بولا إكس» (1999).

والآن، «هولي موتورز». قصّة معقودة على مسائل مرتبطة بالحياة والقدر والألم، كما على التمثيل. هناك تمرينٌ على التمثيل. درسٌ في تقنياته الأدائية والنفسية والمعنوية. هناك قدرة على ولوج عوالم متشابهة ومتناقضة في آن واحد، والانتقال بينها بسلاسة ساحرة. هناك متعة في متابعة ذاك الأداء الذي قدّمه دوني لافان، بدءاً من شخصية السيّد أوسكار. انتقالاتهما، دوني وأوسكار، بين شخصيات شديدة التناقض والتعقيد، تمنح متعة التلصّص على تلك الخطوط الخفيّة داخل الشخصيات والممثل. الخطوط الخفيّة التي تصنع حياة مرتبكة، أو موتاً منقوصاً. انتقالات تجعل التمثيل شيئاً أجمل من الحياة، ببشاعاتها وجمالها. تجعل الشخصيات مرايا ذوات محطّمة وأرواح مكسورة وعيون مفتوحة على خراب لا ينتهي. هناك سحر. التمثيل سحرٌ أيضاً. دوني لافان، العامل في الأفلام كلّها التي أخرجها ليو كاراكس باستثناء «بولا إكس»، حوّل جسده إلى مساحات شاسعة تضمّ حيوية الهبوط إلى أعماق البؤس، وبراعة التفلّت من قسوة الدنيا، وجمالية الانغماس في أقصى الحالات المدمِّرة، قبل الخروج منها برشاقة باحث عن مزيد من الجنون. أو برشاقة صانع معجزات.

إلى التمثيل، هناك النصّ والإخراج والتوليف والموسيقى والإضاءة. هناك اشتغالات درامية أيضاً. شخصيات دوني لافان متعدّدة: رجل أعمال. قاتل. ربّ عائلة. متشرّد. شبق. عاشق محطّم. مجنون. الفصل الذي أدّاه بين القبور، ثم اختطافه كاي أم. (إيفا مانديس) والنزول بها إلى جوف الأرض أو جحيمها، رائع لشدّة اتقانه صورة وأداء وحالات ومناخات. الفصل الذي بات فيه عجوزاً محتضراً في غرفة فندق ضخم، ممدّداً على السرير إلى جانب كلب أسود ضخم، مناجاة إنسانية جميلة، شاركت فيها ابنة أخيه ليا (إليز لومو). لقاؤه ممثلة (كيلي مينوغ) تعمل في مهنته هو أيضاً لا يقلّ جمالاً. فيه شيء من إحباط وقسوة حياة وانفصال عاشقين سابقين التقيا، الآن، صدفة. مينوغ تغنّي. الثيمة الأساسية للأغنية: «من نحن؟». سؤال التمثيل والحياة والواقع والمتخيّل والجنون والتفلّت من الجسد والروح معاً. ثم الموت. كم هي قاسية تلك اللقطة.

أسئلة وحالات. حركة وجمود. صمت وصخب. تناقضات الحياة موجودة في «هولي موتورز». لكن الأهمّ كامنٌ في أن جديد ليو كاراكس صنيع سينمائي ممتع، على الرغم من الشقاء الإنساني العظيم.

يُعرض 8 مساء اليوم في صالة سينما «متروبوليس» (مركز صوفيل، الأشرفية)

السفير اللبنانية في

18/10/2012

 

أفلام مصرية ومغربية تعرض ضمن المهرجان

225 فيلما روائيا ووثائقيا في مهرجان لندن السينمائي

لندن: شيماء بوعلي

يضم مهرجان لندن السينمائي الذي يختتم هذا الاسبوع، كوكبة من النجوم والمواهب الشابة الجديدة من جميع أنحاء العالم. ويعرض المهرجان الذي بدأ عروضه في العاشر من الشهر الحالي 225 فيلما روائيا ووثائقيا، من بينها أفلام بريطانية وأوروبية وعالمية. كما يضم فعاليات تعليمية واحتفالات ونجوما كبار وحضور منتجي الأفلام والمواهب التي شاركت في صنع هذه الأفلام.

افتتح المهرجان بفيلم تيم بيرتون للرسوم المتحركة الثلاثي الأبعاد «فرانكين ويني»، البطولة الصوتية لهيلينا بونهام كارتر، ووينونا رايدر ومارتن شورت. يروي فيلم «فرانكين ويني» قصة خيالية وغامضة، قائمة على فكرة فرانكنشتاين. فعندما يموت سباركي، كلب فيكتور، يعيده المخترع الشاب إلى الحياة. وقال بيرتون في بيانه: «السبب في رغبتي بالأساس لصنع (فرانكين ويني) كان مبنيا على نشأتي وحبي لأفلام الرعب. وعلى علاقتي بالكلب الذي كنت أمتلكه عندما كنت طفلا. إنها علاقة خاصة تحظى بها في حياتك، وعاطفية للغاية. ونظرا لأن الكلاب لا تعمر في العادة كالأفراد، فأنت تشهد نهاية هذه العلاقة. ومن ثم، ففي إطار قصة فرانكنشتاين، كان الأمر مؤثرا للغاية بالنسبة لي.. نوعا من الذكريات الشخصية للغاية». وسيخضع الفيلم لمزيد من النقاش عبر ورشات التصميم والرسوم المتحركة، للشباب والبالغين، التي تقام كجزء من برنامج التعليم. وسيكون بمقدور الجمهور أيضا زيارة معرض «فرانكين ويني» الذي يقام في الفترة من 17 إلى 21 أكتوبر (تشرين الأول). يقدم المعرض سحر عملية صناعة الفيلم ويعطي الجمهور لمحات خاصة عن عملية الرسوم المتحركة بأسلوب توقف الحركة، بدءا من الرسوم الأولية التي رسمها بيرتون، إلى الدعائم واسعة النطاق، والمجموعات والدمى، ويعرض المعرض التفاصيل الفنية ورؤية تم إدراجها في صناعة الفيلم.

يجلب المهرجان أفلاما من حول العالم من جميع الفئات حول العالم، بما في ذلك أفلام الرحلات والأفلام المستوحاة من الموسيقى والأفلام العائلية والأفلام القصيرة والأفلام الفنية والتجريبية والوثائقية.

ويعرض الفيلم السنغالي «Tall as the Boab Tree» للمرة الأولى في أوروبا هذه الشهر، ويتناول مشاعر الأجيال القديمة والجديدة في المناطق الريفية في أفريقيا. يقدم الفيلم إطلالة قوية على قضايا الزواج التقليدي لفتاة تبلغ من العمر 11 عاما وقرار أختها إنقاذها من مصيرها الذي لم تختره. تم تصوير الفيلم في قرية سينثيو مابادان السنغالية، ويتبنى قضية القرويين المحليين الذين يلعبون أدوارا تعكس حياتهم الواقعية.

ويمثل هذا العام ظهورا كبيرا لإيطاليا التي تشارك بثمانية أعمال في المهرجان. باولو فيتوريو تافياني بعد ستة أشهر من البروفات لأداء مسرحية «يوليوس قيصر» من قبل السجناء في سجن شديد الحراسة في روما.. فاز فيلمهم الوثائقي «Caesar Must Die» بجائزة الدب الذهبي لمهرجان برلين السينمائي. ويقدم فيلم «Reality» لماتيو غاروني نظرة على ثقافة المشاهير والجانب الأكثر قتامة من تلفزيون الواقع. كما فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي لهذا العام. كما يأتي فيلم «The Big Gun Down»، النسخة المستقاة حديثا من فيلم الغرب الإيطالي لعام 1966 مفاجأة لطيفة، وستكون موسيقى إينيو ماريكوني المميزة جزءا من العرض.

هناك عدد من الأسماء الشهيرة في فئة الأفلام التسجيلية هذا العام، التي تم تصنيفها تحت اسم «كنوز»، وتضم هذه المجموعة فيلم «لورنس العرب» إنتاج عام 1962 الذي تم ترميمه رقميا. وسيقيم المهرجان احتفالا بمناسبة الانتهاء من ترميم سلسلة أفلام «هيتشكوك» التي تعرض في المعهد السينمائي البريطاني منذ يونيو (حزيران) 2012. وبطبيعة الحال يضم مهرجان لندن هذا العام مجموعة من أفلام دول الشرق الأوسط. بعض الأفلام المتوقعة لهذا الموسم فيلم إبراهيم البطوط «شتاء الاستياء» الذي يبحث في مسار القمع في مصر وأدى إلى ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بحسني مبارك. وفي فيلمه «جياد الله» يتساءل المخرج المغربي نبيل عيوش عما يدفع الشباب إلى التحول إلى انتحاريين. ومن السعودية يتردد اسم فيلم «وجدة»، الذي لقي رواجا كبيرا بالفعل، ويروي قصة فتاة تتطلع إلى العيش دون القيود المفروضة على البنات.

الشرق الأوسط في

18/10/2012

 

 

الرقابة تجيز ثلاثة أفلام للعرض فى عيد الأضحى

أحمد الريدى  

الرقباء بدؤوا عملهم على قدم ساق، من أجل مشاهدة الأفلام المقدمة ومنحها تراخيص العرض، خصوصا أن الموسم السينمائى الجديد سينطلق قريبًا، فلم يتبق عليه سوى أقل من عشرة أيام، وبالفعل انتهت هيئة الرقابة من مشاهدة ثلاثة أفلام ومنحها الإجازة دون إبداء أى ملاحظات عليها، مع انتظار تقديم الصناع أفلامًا أخرى من أجل الحصول على ترخيص عرضها فى موسم عيد الأضحى، المفترض أنه يأتى بعد الصيف من حيث الأهمية، ويقبل عليه صناع السينما دومًا.

سيد خطاب رئيس هيئة الرقابة أكد فى تصريحاته لـ«التحرير» أن الرقباء انتهوا من مشاهدة ثلاثة أفلام وإجازتها، هى فيلم «مهمة فى فيلم قديم» لفيفى عبده وهو من تأليف الزميل الصحفى محمد فاروق وإخراج أحمد البدرى وإنتاج أحمد السبكى، واستغرق تصويره أقل من أسبوعين، وبالفعل أجازته الرقابة دون أى ملاحظات. نفس الحال بالنسبة إلى فيلم «عبده موتة» الذى يقوم ببطولته محمد رمضان وحورية فرغلى الذى ينتجه أيضا أحمد السبكى ومن تأليف محمد سمير مبروك وإخراج إسماعيل فاروق، أما ثالث الأفلام التى أجازتها الرقابة كان فيلم «الملحد» الذى دار حوله نقاشات وجدل كبير، إلا أن الرقابة أجازته فى النهاية بعد أن تأكدت من تنفيذ صناعه كل المتطلبات التى طلبتها الرقابة وهو من بطولة مجموعة من الوجوه الجديدة، ولم يتحدد بعد موقفه من العرض فى عيد الأضحى المقبل، لكنه نال الإجازة المطلوبة، وما زالت الرقابة تنتظر وصول عدد آخر من الأفلام من أجل مشاهدتها ومنحها الإجازة للعرض فى عيد الأضحى، خصوصا بعد أن اتخذت غرفة صناعة السينما قرارها بمنع عرض الأفلام الأجنبية فى عيد الأضحى المقبل حتى لا تؤثر على إيرادات الأفلام العربية، ومن الأفلام المنتظر أن تعرض على هيئة الرقابة فى الفترة المقبلة، فيلم «الآنسة مامى» لياسمين عبد العزيز، وكذلك فيلم «أسوار القمر» لمنى زكى وآسر ياسين، وفيلم «30 فبراير» لسامح حسين، و«جوه اللعبة» لمصطفى قمر، ومن بعيد يظهر خالد صالح بفيلمه «فبراير الأسود» الذى ما زالت الشركة العربية المنتجة له لم تحدد موعد عرضه بعد.

التحرير المصرية في

18/10/2012

 

النقاد يشيدون بفيلم Life of Pi فى مهرجان نيويورك السينمائى

كتب على الكشوطى 

أشاد النقاد بفيلم Life of Pi بعد العرض العالمى الأول للفيلم فى مهرجان نيويورك السينمائى، حيث أثنى النقاد على القصة وأسلوب التصوير والمؤثرات الخاصة، ومن المتوقع أن يعرض فيلم حياة بى فى دور العرض المصرية من خلال شركة يونايتد موشن بيكتشرز.

ويحكى الفيلم قصة بى باتيل وهو ابن حارس حديقة الحيوان، وعندما بلغ 16 عاماً اتجهت عائلته فى سفينة إلى أمريكا الشمالية، ولكن عندما تغرق السفينة يجد باى نفسه وحيداُ على متن قارب نجاة مع ضبع، قرد أورانجتان، حمار وحشى جريح ونمر بنغالى، وتلى ذلك مغامرة مليئة بالمكر والكفاح من أجل البقاء على قيد الحياة يتعايش فيها بى مع النمر لمدة 227 يوماً قضاها مفقوداً فى عرض البحر.

جاستين تشانج من مجلة فارايتى أشاد بالفيلم قائلاُ "فيلم ينقل بلطف عمل كل سنوات الترفيه والذى يمزج بين مغامرة فى أعالى البحار مع التأمل الحالم فى الطبيعة الرائعة عبر سطور القصة، مع استدعاء التكنولوجيا الأكثر تقدما فى صناعة الأفلام الرقمية لتقديم أكثر الأنواع القديمة ارتياحاً لدى الجمهور".

ومشيداً بالأداء التمثيلى تود مكارثى من هوليوود ريبوتر قال "العناية فائقة واضحة فى كل جانب من جوانب الفيلم، الممثلان اللذان قاما بأداء دور بى رائعان، والعبء يقع على سوراج شارما (17عاماً) وهو الإنسان الوحيد فى الفيلم لأكثر من نصف الوقت، اضطر للعمل فى فراغ مع تمثيل مقنع مستغلاً كل إمكانياته الجسدية".

فيلم حياة بى بطولة سوراج شارما فى دور بى الشاب وعرفان خان فى دور بى الكبير، بجانب النجوم رافى سبال، جيرارد ديبارديو، عادل حسين وتابو، ومن المتوقع أن يصدر الفيلم فى دور العرض المصرية هذا العام من قبل شركة يونايتد موشن بيكتشرز كبرى شركات التوزيع السينمائى فى العالم العربى والوكيل الرسمى سينمائياً لشركة فوكس للقرن العشرين فى مصر.

اليوم السابع المصرية في

18/10/2012

مخرج فيلم "عن يهود مصر" يرفض عرضه فى إسرائيل

 (رويترز) : قال مخرج فيلم (عن يهود مصر) إنه لن يوافق على عرض فيلمه فى إسرائيل –إذا طُرح عليه هذا الأمر- لأن الفيلم عن مصر والمصريين وعرضه فى إسرائيل سيفقد قضية الفيلم أهميتها.

وقال المخرج السينمائى أمير رمسيس لأصوات مصرية "أدرك تماماً أنه مع عصر الإنترنت سيراه الجمهور هناك شئت أم أبيت عندما يعرض على الفضائيات العربية أو على الإنترنت" موضحاً أن ذلك "لن يكون بعرض منسّق من جهتنا بأى حال".

ويتفاوض رمسيس حاليا بشأن عدد من العروض للفيلم فى مدينة سيتجس الإسبانية بالقرب من برشلونة فى المهرجان الخاص بسوق الفيلم المتوسطى (ميديميد). ويعمل حاليا على أن يعرض الفيلم فى قاعات العرض السينمائى فى القاهرة فى ديسمبر المقبل.

كان الفيلم الوثائقى (عن يهود مصر) -95 دقيقة- عرض لأول مرة للجمهور يوم السادس من أكتوبر الجارى ضمن فعاليات مهرجان الفيلم الأوروبى بدعوة من مؤسسة ومديرة المهرجان المنتجة ماريان خورى.

وكان الإقبال الشديد على مشاهدة الفيلم دفع إدارة المهرجان لعرضه ثلاث مرات فى نفس اليوم ليتمكن أكبر عدد ممكن من الجمهور من حضور العرض داخل القاعة التى تتسع لمائتى متفرج، إضافة لمن قرر الدخول ومشاهدة الفيلم وقوفاً أو جلوساً على الأرض.

وعرض الفيلم -الذى أنتجه هيثم الخميسى وألّف موسيقاه- شهادات اثنتى عشرة شخصية من اليهود المصريين ممن دُفعت أسرهم أو أجبرت مباشرة على مغادرة مصر فى النصف الثانى من الخمسينيات ويعيش معظمهم حاليا فى فرنسا وحصلوا على جنسيتها ومن أبرز ما قدمه الفيلم أنه كشف ووثق قصة حصول هنرى كورييل المفكر اليسارى أثناء تواجده فى فرنسا على خطة العدوان الثلاثى على مصر قبل حدوثه.

وروت الناشطة اليسارية جويس بلاو فى شهادتها أنها استقلت القطار إلى روما آنذاك لتسلم خطة العدوان لثروت عكاشة (وزير الثقافة فى عهد عبد الناصر).

وقال رفعت السعيد رئيس حزب التجمع فى شهادته فى الفيلم إن "ثروت عكاشة سلم البيانات وطلب من عبد الناصر أن يعطى الجنسية المصرية مرة أخرى لهنرى كورييل تكريما له"، وأضاف: "لكن لم يحدث".

ووثّق الفيلم شهادات عدد من السياسيين والخبراء المصريين فى الموضوع منهم الطبيب والسياسى محمد أبو الغار مؤلف كتاب "يهود مصر من الازدهار إلى الشتات " الصادر عام 2005 وأحمد حمروش أحد الضباط الأحرار فى ثورة يوليو 1952 ورفعت السعيد رئيس حزب التجمع والباحث فى التاريخ عصام فوزى.

وسجّل الفيلم -الذى استغرق العمل فيه ثلاث سنوات (2009-2012)- ذكريات اليهود المصريين عن مصر وعلاقتهم بالمجتمع فى فترة الأربعينيات والخمسينيات قبل رحيلهم وعلاقتهم بهويتهم المصرية اليوم.

كما أشار الفيلم من خلال حكايات إنسانية مختلفة إلى نماذج من عمليات التهجير القسرى والعشوائى التى جرت لليهود المصريين والإجبار على التوقيع على التنازل عن الجنسية المصرية وعلى التعهد بعدم العودة لمصر. فى نفس الوقت أشار الفيلم إلى الحياة الطبيعية المنسجمة التى شهدها اليهود المصريون فى مصر قبل عام 1954 فى مقابل تجارب اضطهاد مريرة عاشها اليهود فى بلدان أوروبا الشرقية ومناطق أخرى من العالم.

وكانت تفجيرات فاشلة عرفت باسم "فضيحة لافون" (نسبة إلى اسم مخطط العملية وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك بنحاس لافون) قد وقعت فى مصر صيف عام 1954 وكشفت السلطات المصرية عن تورط يهود مصريين فى تنفيذها. واعتبر محللون القضية نقطة فاصلة فى حياة اليهود فى مصر الذين حدثت بحقهم لاحقاً عمليات تهجير عشوائية تصاعدت وتيرتها عقب العدوان الثلاثى (البريطانى-الفرنسى–الإسرائيلى) على مصر عام 1956.

واستطلع صناع الفيلم آراء عينة من المواطنين المصريين فى الشارع عن اليهود وجاءت الردود تنم عن عداء مبنى على الاختلاف الدينى وليس السياسى مثل "أعداء الإسلام فى كل حاجة دين ودنيا"، "اليهود دول ملعونين، ده مش كلامى". ومثل ما قاله بائع صحف "ليلى مراد كويسة. برضه يهودية؟ تبقى مش كويسة".

وأشار الفيلم إلى زيارة الرئيس المصرى الأسبق محمد نجيب للمعبد اليهودى فور توليه الحكم وتعنيفه للشيخ الباقورى -شيخ الأزهر آنذاك- لأنه أساء لليهود فى أحد أحاديثه. كما رويت فى الفيلم قصة استجلاب نجيب للدقيق الخاص بصناعة طعام الكوشير من الخارج فى مناسبة عيد يهودى عندما كانت البلاد فى أزمة وكان هذا الدقيق غير متوفر، باعتبار أن عيد يهود مصر هو عيد مصرى والتزام على الدولة توفير مستلزماته.

وفى سياق شرح طبيعة علاقة الرأسماليين من اليهود المصريين بنظرائهم، ألقى الباحث عصام فوزى الضوء فى الفيلم على دور (شيكوريل) صاحب المحلات الشهيرة الذى كان واحداً من مؤسسى بنك مصر وعضوا فى مجلس إدارته وأحد المقربين من مؤسسه طلعت حرب.

وأوضح فوزى أن بنك مصر كان أنشئ عام 1920 "لمحاولة خلق رأسمالية مصرية تواجه الرأسمالية الأجنبية التى تحول الأموال المصرية للخارج". وخلص إلى أن "شيكوريل لعب دوراً يوازى دور أى مصرى".

وكان المخرج أمير رمسيس نجح فى تبديد مخاوف عدد قليل من اليهود المصريين الباقين فى مصر لتسجيل شهاداتهم وعرضها فى الفيلم من خلال عرض ما سجله عليهم وتأكيده على استقلالية رؤية الفيلم، من بين هؤلاء ألبير آرى ونولة درويش إضافة لعشرة من اليهود المصريين الآخرين المقيمين فى فرنسا.

واعتبر السياسى والإعلامى عمرو حمزاوى –الذى كان ضمن مشاهدى الفيلم- أن العمل "يوثق لحالات يهود مصر فى القرن العشرين والتحولات المأساوية التى حدثت لهم عندما هجروا قسراً فى الخمسينيات"، مشيراً إلى أنهم "أخذوا بجرم لم يرتكبوه بينما كان كثير منهم رافضين لإقامة دولة إسرائيل".

وأضاف أثناء حوار أجراه مع مخرج الفيلم على قناة سى.بى.سى، أن الفيلم هو "خطوة للأمام فى التعامل مع هذا الملف المعقد الذى كانت تتم مصادرته لصالح أجندات وتخويف"، مضيفاً أن "الجوهر هو أنها قضية مواطنين مصريين".

واختتم حمزاوى أنه يعتبر أن الفيلم "دعوة للسماح بالعودة وزيارة مصر" فى ظل "عدم تسييس القضية لا من قبل إسرائيل ولا من أى قوى أخرى".

اليوم السابع المصرية في

18/10/2012

 

 

عزت العلايلي‏: ‏

أتمني المشاركة في عمل يجسد العلاقات الاجتماعية خلال حرب أكتوبر

محمد عبدالعلي 

أكد الفنان عزت العلايلي أنه يتمني المشاركة في عمل درامي يرصد الحياة الاجتماعية خلال حرب أكتوبر وأثرها في العلاقات المصرية العربية وقال في حواره مع الأهرام المسائي إن الفن والسياسة كيان واحد لا ينفصل لذلك فهو مشغول دائما بجهود بناء مصر المستقبل‏.‏

·        ما العمل الذي تتمني القيام به في هذه المرحلة؟

‏**‏ أتمني أن أشارك في عمل يرصد الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية خلال معركة الشرف في أكتوبر‏73‏ والسنوات التي عقبت الانتصار لأن هذه الحرب كانت لها آثار اجتماعية واقتصادية مهمة مازالت تلقي بآثارها علينا حتي الآن‏,‏ ليس فقط بالنسبة لعلاقتنا الداخلية ولكن أيضا كان لها أثر كبير في علاقتنا العربية والدولية‏,‏ وكل هذا الكلام الأجيال الجديدة لا تعرف عنه شيئا ولابد أن نسجله في عمل درامي للتاريخ‏.‏

·        ما هي آخر مشروعاتك في السينما؟

‏**‏ المشروعات كثيرة ولكن كي تخرج للنور لابد أن ننتظر حتي تتحسن الظروف الحالية التي تمر بها البلاد وأعتقد أننا في المستقبل القريب سنحقق قدرا كبيرا من المشروعات الفنية والثقافية الكبيرة ومن واقع تجربتي الشخصية أثق في ان الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة سيحقق الكثير بتعاونه مع المثقفين والفنانين وانا شخصيا سعيد به جدا لانه رجل متنور‏.‏

·        وما هي شروطك في اختيار أعمالك في ظل المرحلة السياسية التي تمر بها مصر؟

‏**‏ لا أخفيك سرا انني بجانب قراءة الأعمال الجديدة تشغلني بقدر كبير احوال مصر السياسية لان الثقافة والفن لا ينفصلان عن السياسة بل أنها شكل من أشكال المخزون الثقافي عند الفرد من هنا فأنا مشغول بالسياسة وبكيفية تأسيس الدولة المصرية الحديثة لتفرض نفسها ورأيها وتجربتها علي جميع دول العالم‏.‏

·        بعد متابعتك للأعمال الرمضانية في التليفزيون ما هو الانطباع التي تركته هذه الأعمال عندك؟

‏**‏ انت عايز الحقيقة الوجوه الجديدة من الشباب اهم مالفت نظري في هذه الاعمال وشايفهم كلهم علي طريق المستقبل وفي الصفوف الاولي لان عندهم طموحا ويجتهدون في إظهار فنهم ولذلك انا متفائل بهم جدا واعتقد ان فرصتهم متاحة لان المناخ الان افضل بكثير من المناخ الذي بدأنا به طريقنا‏.‏

·        وما رأيك في الأعمال التي تناولت ثورة يناير حتي الآن؟

‏**‏ أعتقد انها غير كافية ولكني اثق ان هناك كتاب سنياريو علي مستوي عال وفكر متقدم سيقدمون لنا أعمالا تعبر عن الفكر والواقع السياسي الجديدين في مصر الان‏.‏

·        وأين المسرح في فكر عزت العلايلي الان؟

‏**‏ أتمني أن يهبني الله قدرة علي متابعة بعض عروض مهرجان آفاق مسرحية لاني متأكد انه سيفرز عناصر سيكون لها شأن كبير في إحياء المسرح المصري في المستقبل‏.‏

الإفراج عن وثيقتين من حرب أكتوبر لأول مرة

هبة إسماعيل 

اكد الدكتور عبدالواحد النبوي رئيس دار الكتب والوثائق القومية انه تم الافراج مؤخرا عن وثيقتين من وثائق حرب اكتوبر سيتم عرضهما قريبا في المعرض المزمع اقامته بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية

وقال رئيس دار الكتب ان الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة يجري اتصالات مكثفة مع رئاسة الجمهورية بضم وثائق الحروب المصرية بداية من حرب‏1956‏ وحتي عام‏1973‏ ووثائق اتفاقية السلام إلي دار الوثائق القومية اعمالا للقانون رقم‏472‏ لسنة‏1979‏ الذي ينص علي ان الوثائق التي تتعلق بالامن القومي تضم لدار الوثائق بعد مرور‏15‏ عاما عليها لمدة‏15‏ عاما اخري ثم تشكل لجنة من الجهة الصادرة عنها هذه الوثائق ودار الوثائق المصرية للنظر في امكان الافراج عنها واذا رأت هذه اللجنة ضرورة حجمها لان في خروجها ما يهدد الامن القومي تظل محفوظة في أماكنها الاصلية لمدة‏50‏ عاما‏.‏

وقال د‏.‏ عبدالواحد ان الوثيقتين تدور أولاهما حول زيادة معاش الجنود والثانية حول اصدار عملة تذكارية عن حرب اكتوبر وكان من المفترض الافراج عنهما منذ‏24‏ عاما‏.‏

واضاف رئيس دار الكتب والوثائق القومية قائلا ان اهم الوثائق التي نسعي للحصول عليها من وثائق حرب اكتوبر هي ما يتعلق بالاستعداد للحرب والتخطيط لها والاستعدادات التي اتخذتها الوزارات المختلفة ومؤشرات الرأي العام خلال هذه الفترة ومحاضر اجتماعات القيادات العسكرية‏.‏

الأهرام المسائي في

17/10/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)