حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تعود إلى المسرح بعد غياب 10 أعوام

جولييت بينوش: راضية عن حياتي

إعداد: عبير حسين

 

لفتت جولييت بينوش الأنظار إليها الشهر الماضي عندما قدمت أحدث أدوارها »مس جولي« على أحد مسارح لندن الشهيرة، وهي المرة الأولى التي تطل بها على الخشبة بعد غياب أكثر من عقد عن الأعمال المسرحية . والمثير للاهتمام لم يكن أداءها التمثيلي المتميز، ولكن إقدامها على العودة عبر أحد الأدوار الصعبة الذي احتاج تدريبات شاقة استمرت أربعة أشهر قبل العرض، لأن المسرحية استعراضية غنائية .

بينوش التي شارفت على الخمسين، والحاصلة على أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها بفيلم »المريض الإنجليزي« عام ،1997 هي واحدة من أهم الممثلات الفرنسيات صاحبات الشهرة العالمية، خاصة بعد نجاحها في تجاوز أزمة إجادة »اللكنة« الإنجليزية التي وقفت عقبة في طريق غيرها ممن حصرن أنفسهن فقط في دائرة السينما الناطقة بالفرنسية .

صحيفة »ذي غارديان« البريطانية التقت جولييت بينوش أثناء عرض مسرحيتها الغنائية، وسألتها عن سر غيابها عن المسرح لأكثر من عشرة أعوام، ومشروعاتها السينمائية الجديدة، وأهمية العائلة في حياتها، ومدى تمتعها بالخصوصية، وذلك في الحوار التالي:

·     مرحباً بك بينوش على مسارح لندن للمرة الأولى، لماذا اخترت »مس جولي« على الرغم من صعوبتها للعودة بها إلى المسرح بعد غياب طويل؟ وهل اختلفت المعالجة الإنجليزية عن الفرنسية التي سبق أن قدمت عشرات المرات على مسارح باريس؟

بالفعل العودة صعبة سواء لطبيعة الدور الذي احتاج تفرغاً كاملاً عدة أشهر لتلقي دروساً خصوصية في الاستعراض، أو لطبيعة المسرح الذي يتطلب العرض اليومي، وهو أمر مرهق حقاً . وعلى الرغم من ذلك تحمست له للغاية، لأن القصة مناسبة لكل زمان ومكان، والمعالجة المختلفة كافية بإعطاء روح جديدة للنص، وهو ما لمسته في معالجة فردريك باتش الذي قدم المسرحية من وجهة نظر مختلفة تحدثت عن المرأة والتحرر وعواقب ذلك، في حين اقتصرت المعالجات القديمة على تناول قصة الحب المستحيلة، ولوعة الفراق .

·     لكن المؤلف التزم بنفس الشخصيات كما هي في القصة الأصلية، العائلة ارستقراطية، وأعتقد أن هذا أمر تجاوزه الزمن بالوقت الحاضر، حتى الملابس كانت نفسها المستخدمة بنهاية القرن التاسع عشر، فأين المعالجة الجديدة؟

معك حق، لكن الالتزام بالإطار العام للرواية التي كتبت بالعام ،1889 لا يعني عدم إمكانية تقديم رؤية جديدة لها، وإلا لما قدمتها عشرات الأعمال السينمائية والمسرحية . المعالجة الرئيسة هنا ليست قصة الحب، بقدر ما هي تمرد جولي، واستجابة الخادم جين، والخيط الرئيس الذي لعبنا عليه هو تقديم التمرد والتحدي في العلاقة التي بدت مستحيلة .

·        هل تشعرين بالتعاطف مع جولي؟

بالتأكيد، وأيضاً مع جين بصرف النظر عن أفعاله وتصرفاته . الفكرة ليست في البحث عن شخص نلقي عليه تبعات ومسؤوليات ما حدث، لكن الأهم هو البحث عن السبب الذي يدفع أشخاصاً إلى التصرف بطريقة معينة في ظل ظروف خاصة، فأحياناً نعتقد أنه كان بإمكانهم الخروج والعيش بسلام حياة سعيدة، لكن الحقيقة غير ذلك والعقبات قوية والمسافات بعيدة على أرض الواقع، ولم يكن الحب كافياً للتغلب عليها .

·     شاركت قبل ذلك في تقديم نفس الشخصية على مسرح »آفيينون« الباريسي، هل كنت متخوفة من تكرار نفسك بالنسخة الإنجليزية؟

ليس تماماً، فكما أشرت بالسابق فإن النص مناسب لكل المعالجات، والشخصية وإن كانت واحدة، لكن يمكن تناولها من عدة وجهات نظر .

·        وماذا عن الاستعراض؟ ألم يكن مرهقاً بالنسبة لك؟

في الحقيقة بلا، لكنني استعنت بمدرب لياقة بدنية خاص، إضافة إلى مدرب الاستعراض، وتفرغت للاستعداد قبل العرض بنحو أربعة أشهر . ولا تنس أنني قدمت تجربة أعتبرها مذهلة بالعام 2008 عندما قدمت عرضاً غنائياً كبيراً مع أكرم خان، جال أكثر من 11 بلداً مختلفاً، وتجاوزت ليالي عرضه المئة .

·        عملت مع عدد رائع من كبار المخرجين، لابد أنك تعلمت منهم؟

طبعاً، وهو مازال يحدث حتى الآن، وأعتقد أنه سر نجاح أي شخص، وليس فقط الفنان، إذ لابد أن يسعى دوماً للتعلم من الآخرين، واكتساب خبراتهم، مهما تقدم به العمر .

أحدث التجارب كانت مع برونو ديمونت في فيلم »النحات« عن قصة حياة النحاتة والموسيقية الفرنسية الشهيرة كاميل كلوديل الراحلة عام ،1943 والفيلم لم يعرض بعد، واتفقت مع المخرج على تخصيص وقت كاف لدراسة كل شيء عنها، وأعتقد أنني قرأت كل الكتب التي تناولت قصة حياتها، وعندما حان موعد بداية التصوير طلب مني ديمونت نسيان كل ما قرأته، وإظهار مشاعري أنا تجاه الشخصية، وإحساسي بها . بمعنى آخر لم يرغب في إعادة كلوديل نفسها إلى الحياة على الشاشة، كان يبحث عن »روحها«، وعقلها الذي أبدع أعمالاً خالدة، وكان هذا الأمر تحدياً كبيراً بالنسبة لي، إذ كان عليَّ تقمص »الشخصية«، وليس »الشخص« .

·     لكن هناك مخرجون يفضلون دائماً التحكم في كل شيء، والتدخل بكافة التفاصيل، أي النموذجين تفضلين؟

أفضلهما معاً، مايكل هانيكي مثلاً دقيق للغاية، الإخراج بالنسبة له عملية حسابية، مثل الموسيقا، أعتقد أنه كان يتمنى لو يصبح عازفاً، لذا تجده شديد الاعتناء بأصغر التفاصيل، إنها سمات شخصية به . لكن بالنسبة لمخرجين آخرين مثل برونو ديمونت فالأمر مختلف، إنه باحث عن الواقعية والصدق، ولا تعنيه كثيراً التفاصيل . هذا لا يعني أن هانيكي لا يبحث عن لحظات الصدق، ولكن لكل منهما طريقته ووسيلته الخاصة في الوصول إلى ذلك، فعندما يحصل برونو على ما يريده من المشهد يذهب مباشرة إلى الذي يليه من دون تعقيدات، أما مايكل فلا يترك شيئاً يمر مهما كان صغيراً، ولا يتردد في إعادة المشهد عشرات المرات حتى يصل إلى ما يتخيله هو .

·        هل تفكرين في العمل بالإخراج؟

نعم، على الرغم من شعوري الكبير بالخوف من هذه الخطوة، إذ لدي أفكار كثيرة أرغب يوماً ما في تنفيذها على الشاشة، لكنك تحتاج دوماً إلى التأني عند الإقدام على أية خطوة جديدة . وأطمح في أن تتواكب معها الكتابة أيضاً، فلدي عدة مشروعات لم أنته منها وأتمنى أن تكون تجربة إخراجي الأولى لعمل من كتابتي .

·        هل المشكلة في أنك لا تملكين متسعاً من الوقت، أم في عدم التحمس؟

حالياً المشكلة في الوقت، أكرس كثيراً منه لرعاية أبنائي رافاييل وهانا، 19 و12 عاماً، ثم والديّ اللذان تقدم بهما العمر ويحتاجان إلى رعايتي، إضافة إلى أعباء أخرى كوني ممثلة أحتاج لوقت خاص للقاء المخرجين، ومشاهدة السينما، والاطلاع على مشروعات الأعمال المقدمة لي للاختيار من بينها، إضافة إلى حضور مهرجانات محلية وعالمية، هناك الكثير الذي أنشغل به كل يوم .

·     لماذا وافقت على تقديم دور صغير في فيلم »كوزموبليس« Cosmopolis للنجم البريطاني روبرت باتينسون نجم سلسلة »توايلايت«؟

العمل مع المخرج ديفيد كرونبيرغ إضافة كبيرة، كذلك باتينسون ممثل ذو قدرات خاصة، وليس لدي أية مشكلة في الظهور بأعمال كضيفة شرف طالما أن العمل مهم، وهو ما حدث بالفعل إذ عرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان »كان« السينمائي هذا العام، وحصل على إشادة كبيرة من النقاد في كندا وأمريكا .

·        هل أنت راضية عن مستوى الخصوصية الذي تتمتعين به؟

إلى حد ما نعم، أحاول حماية حياتي الخاصة بقدر المستطاع، وأعمل على الابتعاد عن كل المنغصات والشائعات، وأتجنب المضايقات .

·        هل ساعدك استقرارك في باريس على ذلك، على عكس الحياة في هوليوود؟

نعم، القوانين هنا صارمة، أستطيع رفع دعوى قضائية، يتم النظر بها سريعاً، وأحصل على حقوقي القانونية كاملة إذا التقط أحد مصوري الباباراتزي صوراً شخصية على غير رغبتي، أو من دون موافقتي . وهذه هي الفكرة، العدالة السريعة التي تقتص من المتجاوزين، الباحثين عن الأموال فقط دون احترام لمشاعر الآخرين . التلصص على أسرار الغير أمر غبي من وجهة نظري .

·        لكنك عملت في السابق صحفية بمجلة »ايل« الشهيرة ألم يكسبك ذلك تعاطفاً معهم؟

(تجيب ضاحكة) نعم عملت صحفية فترة قصيرة، ولدي صداقات متعددة مع كثير من الصحفيين، وأعتقد كوني فنانة فلست بعيدة تماماً عن مجالهم لأن كلانا يبحث عن الحقيقة، كلانا يحاول فهم ما يدور حوله، لدينا فضول يتعلق بالآخرين، لكن يبقى أن تكون واثقاً من أنك لا تؤذي أحداً .

·        هل تعملين على مشروعات سينمائية جديدة؟

لدي مشروع فيلم جديد مع إيريك بوبي مخرج نرويجي، وأقدم به دور مصورة تعمل بميادين الحروب . وآخر مع كليف أوين Words and Picture، أو »كلمات وصور« . والصيف المقبل سأنضم لفريق عمل المخرج أوليفير آسايس ولم يحدد اسم الفيلم بعد، وأقدم دوراً أنتظره بشغف عن ممثلة يتقدم بها العمر، وكيف تعمل على تقبل واقعها الجديد .

·        هذا دور مثير للمشاعر؟

نعم، لكنها الحقيقة، فأنا أتعامل مع الحياة كما هي، وأتقبل كل ما تقدمه لي، وراضية عن كل منحها.

الخليج الإماراتية في

17/10/2012

 

فيلم اقتبس الرواية بعد أكثر من نصف قرن على كتابتها

"على الطريق" تمرّد باحث عن الأوسكار

إعداد: عبير حسين  

بعد مرور أكثر من نصف قرن على صدور »على الطريق« ON THE ROAD احد أهم وأشهر الروايات في الأدب الأمريكي المعاصر، بدأ مطلع الأسبوع الجاري في بريطانيا عرض أول الأفلام المقتبسة عنها للمخرج البرازيلي والتر ساليس الذي حمل اسم الرواية نفسها، بينما تنتظر السينما الأمريكية حتى ديسمبر/كانون الأول المقبل موعد عرضه على شاشاتها .

نافس الفيلم على السعفة الذهبية بمهرجان »كان« السينمائي الدولي في دورته الأخيرة بشهر مايو/ أيار الماضي، وحصد إشادة واسعة من النقاد، كما حصد مخرجه على جائزة أفضل إخراج من مهرجان سيدني السينمائي، ويأمل كثيرون في إمكانية لحاقه بسباق الأوسكار هذا العام، وإن كان موعد عرضه المتأخر نسبياً ربما يؤثر في حظوظه في الترشيحات .

الفيلم يصور أمريكا ما بعد الحرب العالمية الثانية وبداية صعود تيار ثقافي وحياتي يدعم فكرة الحلم الأمريكي، وتدور أحداثه حول رحلة كيرواك نفسه وأصدقائه حول عدد من الولايات الأمريكية في الأربعينات من القرن الماضي، وهي الرحلة التي وثقها بنفسه فيما يشبه »حمى كتابية« دفعته إلى كتابة نصها الطويل (125 ألف كلمة) على آلته الكاتبة خلال عشرين يوماً فقط، على الرغم من أنه ظل ينقح بها 6 أعوام بعد ذلك حتى صدرت بالعام ،1957 لتصبح واحدة من أكثر الكتب رواجاً في العالم، ورمزاً للتمرد وروح المغامرة لدى الأجيال التالية .

نجح المخرج ساليس في ضم فريق العمل الذي خطط له منذ البداية، واعتقد انه الأفضل لنقل وجهة نظره الخاصة بكيفية معالجة القصة ذائعة الصيت إلى الشاشة الفضية، فلعب دور البطولة كل من غاريت هيدلاند، وسام رايلي، وكريستين ستيوارت، وايمى آدامز، وكريستين دانست، واليزابيث موس .

ولجأ ساليس إلى الطاقم الفني نفسه الذي حقق معه نجاحات سابقة بفيلميه »غيفارا«، و»مذكرات دراجة نارية«، فاستعان بالكاتب خوسيه ريفييرا لكتابة السيناريو الذي تفرغ بدوره أكثر من 6 أشهر لقراءة أعمال كيرواك كافة حتى يتعرف إلى شخصه وروحه الثائرة . إضافة إلى المنتجة المنفذة ريبيكا يلدهام، ومدير التصوير إريك غوتييه، والموسيقار غوستافو سانتولا للموسيقا التصويرية التي كانت أحد الأبطال الرئيسيين بالفيلم، والتي ساعدت على توفير مناخ الأربعينات بموسيقا الجاز المصاحبة للمشاهد، والتي اختلفت إيقاعاتها صعوداً وهبوطاً بحسب تصاعد الدراما .

للرواية مع السينما حكاية معقدة فرضتها قوة الرواية ذاتها، التي تناولت أفكار جيل متمرد أحدث ثورة أدبية وفكرية تبعتها تيارات سينمائية مختلفة وفنوناً متنوعة .

كان كيرواك أول من فكر في تحويل روايته إلى عمل سينمائي فور صدورها، وتحدث وقتها إلى النجم مارلون براندو الذي لم يتحمس للعمل، لأن كيرواك اقترح عليه أن يشاركه دور البطولة ، بعدها عرضت عليه شركة »وارنر بروس« 110 آلاف دولار مقابل شراء حقوق تحويلها إلى عمل سينمائي، لكنه رفض، حتى بعد أن رفعت شركة »بارامونت« المبلغ إلى 150 ألف دولار، وفشلت المفاوضات كافة مع كيرواك لشرائها طيلة حياته .

عام 1979 نجح المخرج فرانسيس فورد كوبولا بشرائها، وظل يحلم سنوات طويلة بإخراجها، لكنه لم يعثر على كاتب سيناريو مناسب »من وجهة نظره« لتحويل عمل بهذه القيمة والضخامة إلى السينما، على الرغم من استعانته بأسماء بارزة وشهيرة مثل مايكل هير، وباري جيفورد، لكنه لم يقتنع بالمحاولات المبدئية التي قدمت، حتى قرر أن يخوض هو التجربة بمساعدة ابنه رومان في العام ،1995 ووضع تصوراً مبدئياً للعمل تخيل تصويره بكاميرا أبيض وأسود، ونوعية أفلام قديمة 16 ملم . وعلى الرغم من تحمسه الواضح للمحاولة إلا أنه تراجع معتبراً كتابة السيناريو أمراً صعباً للغاية .

وعادت أحلام إحياء مشروع فيلم عن »على الطريق« مجدداً نهاية التسعينات، وعزم كوبولا على الاستعانة بالروائي راسل بانكس لكتابة السيناريو، وجول شوماسر للإخراج، على أن يلعب بطولته بيلى كروب وكولين فاريل، لكن المشروع تأجل مرة أخرى لأسباب غير معروفة .

ومع بداية 2002 شاهد كوبولا فيلم »مذكرات دراجة نارية« للمخرج البرازيلي والتر ساليس - 65 عاماً - وعلى الفور قرر أنه الشخص الذي بحث عنه طويلاً، وأنه الأكثر قدرة على نقل رواية مفعمة بالمشاعر والأحاسيس المتضاربة إلى الشاشة، وبالفعل بدأت التحضيرات الجادة لإنتاج الفيلم الذي قدرت له ميزانية مبدئية تجاوزت 35 مليون دولار، وهو المبلغ الذي لم ينجح كوبولا في تدبيره بمفرده، فلجأ إلى شريك فرنسي تحمس للإنتاج . وبينما الاستعدادات جارية لمعاينة مواقع التصوير، واختيار فريق العمل ضربت الأزمة المالية العالمية صناعة السينما، واضطررت كثير من المشروعات إلى التأجيل، وألغي البعض الآخر .

لكن كوبولا كان عازماً على المضي قدماً في تنفيذ المشروع، فأعاد تقدير ميزانية الفيلم حتى خفضت إلى 25 مليون دولار فقط، كما نجح في تدبير شركاء آخرين بالإنتاج وهم MK2 GREENLIT الفرنسية، وFILM4 البريطانية، و VIDEO FILMES البرازيلية، إلى جانب شركته ZOE TROPE الأمريكية .

اختار ساليس شكلاً مختلفاً لمرحلة الإعداد المهمة للفيلم، إذ قام بإعداد فيلماً وثائقياً عن القرى، والمدن، والولايات التي شهدت مغامرة كيرواك وأصدقائه، وتولى بنفسه مهمة »الراوي« لرحلة سال ودين، وتحدث إلى المئات الذين قرأوا الرواية، ليتعرف إلى تأثيرها عليهم، وكيف منحتهم روح التمرد، وكيف تركت موسيقا الجاز أثرها في المناخ الاجتماعي والسياسي بهذه الفترة .

ونجح ساليس في ضم كل فريق الممثلين الذين رغبوا في التعاون معهم، ولم يعتذر أياً منهم، فلعب غاريت هيدلاند دور »دين«، وسام رايلي دور »سال«، وكريستين ستيوارت »ماري لو« .

فضل ساليس التوجه بفريق عمله إلى مقاطعة ال »كيبيك« بكندا فيما يشبه معسكر إعداد مغلق، حيث حرص على إقامة صداقة بين الممثلين أصحاب الأدوار الرئيسة، حتى ينعكس ذلك ايجابياً على أدائهم، إضافة إلى رغبته في منحهم وقتاً خاصاً لقراءة متأنية ومختلفة للنص الأصلي للرواية، ثم المعالجة الدرامية لها . ومع مطلع العام 2011 بدأت كاميرا التصوير تلتقط أول المشاهد في الأماكن المختارة التي كان معظمها بكندا، وتوفر مواقع قريبة الشبه بنظيرتها الأمريكية في الأربعينات، واضطر ساليس إلى التنازل عن رغبته في التوجه إلى المكسيك التي كانت إحدى المحطات المهمة في رحلة كيرواك، نظراً لزيادة الحرب بين عصابات المخدرات والحكومة، واستبدل مشاهدها بالتصوير في ولاية نيو أورليانز .

بلغت العناية الفائقة بساليس إلى الاهتمام بأدق التفاصيل، لذا وقع اختياره على مصمم الملابس الشهير »داني جليكر« الذي قضى أسابيع طويلة يبحث في أرشيف الصور الملحق بمكتبة الكونغرس حتى يضع تصوراً واقعياً ليس فقط لتصميم الأزياء، لكن كذلك الألوان والخامات المستخدمة .

واستعان ساليس للمرة الثانية بسيارته المفضلة HUDSON 49، واعتبرها أحد الشخصيات الرئيسة بالفيلم .

الناقد السينمائي تود مكارثي من مجلة »هوليوود ريبورتر« حضر عرض الفيلم بمهرجان كان وكتب عنه »القصة الواقعية كافية لإنجاح العمل، لكن ساليس كان موفقاً في الاعتماد على المؤثرات السمعية والبصرية التي نجحت في نقلنا إلى نفس المرحلة التاريخية، فالسينما في الأساس متعة مشاهدة تعتمد على الإبهار« .

كارين سميث الناقدة بمجلة »انترتاينمينت ويكلى كتبت«: »نجح ساليس في نقل روح التمرد من الورق إلى الشاشة، ووقع اختياره على الممثلين المناسبين، وكان أداء غاريت هيدلاند للمتمرد، المراوغ رائعاً، أما كريستين ستيوارت فلم تظهر أفضل ما لديها، فقط أدت المطلوب منها، ولم تكن بنفس الوهج الذي كانت عليه في سلسلة الشفق ساغا« .

ويختلف معها الناقد كايل بوكانان من مجلة »نيويوركر« فكتب عن أداء ستيوارت »لم يكن لديها مساحة كافية للعمل عليها، بعض اللحظات من العاطفة، أعتقد أنها أدت الدور في حدود المساحة، فالقصة أساساً عمل عن الفتيان« .

الناقد مانوهلا دارجز من »نيويورك تايمز« كتب: »ساليس مخرج ذكي، معظم أفلامه مستوحاة من أحداث على الطريق، لكن النهج السردي كان سبباً في الإخفاق بعدة مشاهد« .

الناقد بيتر برادشو من »الغارديان« البريطانية كتب: »لايمكن إنكار الوهج الذي أحدثه الفيلم، استعرض لحظات السعادة والحزن بحرفية سينمائية، كما أن توقيت إنجازه وعرضه كان »عبقرياً« في عصر يشهد تمرد جيل كامل من الشباب على أوضاعه الاجتماعية والحياتية، ويعيد للذاكرة نفس الفترة التي كتب فيها كيرواك روايته«.

رواية في متحف

نظم متحف الرسائل والمخطوطات في باريس معرضاً مثيراً لرواية ON THE ROAD ، وترجمتها الأدبية حرفياً »في مهب الطريق« على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، قدمت خلاله المخطوطة الأصلية التي انتهى كيرواك من كتابتها 22 أبريل/نيسان 1951 على ورقة واحدة بلغ طولها 120 قدماً، بمعدل 125 ألف كلمة، انتهى من كتابتها خلال 20 يوماً فقط، وكان يكتب في أيامه الأولى بمعدل 6 آلاف كلمة يومياً، ماعدا اليومين الأول والأخير بلغ متوسط ما كتبه 27 ألف كلمة .

كريستين ستيوارت في أهم أدوارها

تباينت ردود الفعل حول أداء كريستين ستيوارت في الفيلم، البعض اعتبرها موفقة في حدود مساحة الدور الممنوح لها، والبعض الآخر اعتقد أنها لم تكن في أفضل حالاتها السينمائية، صحيفة الغارديان البريطانية تحدثت إلى ستيوارت عبر الهاتف للتعرف منها إلى دورها بالفيلم، وتوقعاتها لفرص نجاحه بدور العرض العالمية .

بداية أكدت ستيوارت على سعادتها الغامرة للمشاركة في عمل كبير مثل »على الطريق« مشيرة إلى أنها قرأت الرواية الأصلية منذ كان عمرها 16 عاماً، وتعتبرها عملاً رائداً في التعبير عن جيل من الشباب الباحث عن تغيير واقعه، والباحث عن ذاته .

ونفت أن تكون الرواية مخصصة »للفتيان«، باعتبار دور البطولة الرئيسة لكيرواك ورفاقه، وأن الفتيات بقين »بالمقعد الخلفي« طوال الرحلة، وكان عليهن البقاء، كذلك على شاشة السينما، مشيرة إلى أن معالجة المخرج ساليس كانت موفقة تماماً، لأنها منحت الأدوار النسائية حضوراً وتأثيراً، وضعته الرواية »بين السطور«، ونجح هو في التقاطه وإبرازه . ليس فقط في شخصيتها المرحة، النشيطة، الواضحة، لكن في شخصيات أخرى مثل جاين، وكاميل، وأخريات كانت أدوارهن »معاناة صامتة« جزاء عاطفتهن نحو كيرواك ورفاقه .

وأضافت ستيوارت أنها تفاعلت مع شخصية ماري لو لأن الرواية صورتها ذكية، مرحة، ومتطورة ومتمردة على عصرها، وأشارت إلى أنها قابلت ابنة شقيقتها الحقيقة وتدعى آن ماري سانتوس وساعدتها بمنحها أشرطة سجلتها خالتها مع جيرارد نيقوسيا كاتب السيرة الذاتية لكيرواك، وأفادها ذلك تماماً في تخيل حركاتها، وتصرفاتها، حتى طبقة صوتها .

وعن رأيها في أداء زميلاتها بالفيلم، أشادت كريستين بأدوارهن جميعاً مؤكدة أن كريستين دانست كانت الأفضل، لأنها لم تكن قرأت الرواية من قبل، وتحمست للغاية لأداء دور كاميل . وفى سبيل ذلك كان عليها البقاء مستيقظة ساعات طويلة كل ليلة لتقرأ النص الأصلي، إضافة إلى سيرتها الذاتية، كما أنها حاولت السفر للقائها في لندن، حيث تعيش لكنها لم تنجح .

وتابعت: دانست لفتت الانتباه بأدائها الهادىء لواحدة من أهم الشخصيات المشحونة بالعاطفة والألم، إذا كانت تحمل ماجستيراً بالمسرح والفنون، وعلى الرغم من ذلك فضلت الجلوس بالمنزل لرعاية أطفالها بعدما وقعت في غرام كاسيدى أحد أصدقاء كيرواك الذي فضلته على كل عالمها، والمذهل أن »طيشه وتهوره« لم يمنعها يوماً من أن تبقى تحبه على طريقتها الخاصة.

الخليج الإماراتية في

17/10/2012

 

يحكي عن مرضه ولحظات ندمه وارتباطه بأسرته

أحمد زاهر: أعشق المنزل

القاهرة - »الخليج«

دخول ابنتيه »لي لي« و»ملك« الوسط الفني لم يكن حلمًا يراوده، بل جاء بناء على طلب صديقه تامر حسني، ورغم خوفه عليهما من الحسد إلا أنه سعيد بنجاحهما . إنه الفنان أحمد زاهر الذي فتح قلبه لنا وكشف عن العديد من أسرار حياته الخاصة وكيفية دخول ابنتيه الوسط الفني، كما حكى عن الأزمة الصحية التي مرّ بها وأدت إلى إصابته بحالة اكتئاب شديدة وزيادة وزنه إلى 160 كيلوجراماً، وكيف تمكن من الخروج منها، كما كشف عن ندمه الأكبر، وغيرها من أسرار يومه بعيداً عن الكاميرات والأضواء في هذا الحوار . .

·        كيف تقضي يومك بعيداً عن الأضواء والكاميرات؟

- حياتي لا تختلف كثيراً عن أي زوج وأب مصري يستغل إجازته وعدم انشغاله بأي ارتباطات في العمل للتواجد مع أسرته، لذلك أحرص دائماً على البحث عن مكان مختلف من الممكن أن نسافر إليه ونقضي به وقتا ممتعًا من الممكن أن يساعد في إعادة روح النشاط والانتعاش مرة أخرى إلينا، وبصراحة أسعى دائما لإيجاد مكان يسعد بناتي، لذلك يكون البحر هو أقرب اختيار إليّ لان من خلاله نشعر جميعاً بالمتعة.

·        هل معنى ذلك أن البحر هو المكان المفضل إليك؟

- طبعا أنا أعشق البحر، لكن منزلي هو المكان الوحيد الذي أشعر فيه بالراحة، لذلك أعده المكان الأقرب إلى قلبي، أما إذا رغبت في إسعاد بناتي وقضاء وقت ممتع مع زوجتي، فالبحر هو اختيارنا الأقرب .

·        هل تغار زوجتك عليك من المعجبات؟

- زوجتي »هدى« تتفهم جيداً طبيعة عملي، ولم تغضب إطلاقاً من المعجبات، فعندما نكون معاً في حفل أو في النادي أو في أي مناسبة بها جمهور كبير وتطلب إحدى المعجبات التقاط صورة معي لا أجد في عينيها سوى السعادة، لأنها ترى أن التفاف المعجبات حولي دليل نجاحي، فهي شخصية ذكية تثق بي بشكل كبير وتحرص على دعمي باستمرار، كما أنني أعددها السبب الرئيس وراء ما حققته من نجاح، فهي وقفت بجانبي في كل محنة واجهتني .

·        هل تقصد بالمحن الأزمة الصحية التي مررت بها منذ سنوات عدة؟

- نعم أعتقد أن هذه الأزمة غيّرت مسار حياتي بشكل كامل واختلفت رؤيتي لكل شيء حولي، فبعد هذه الأزمة أصبحت أكثر قرباً إلى الله وتأكدت أن الحياة ليس لها أمان، وأعترف بأن هذه الوعكة الصحية أصابتني بحالة اكتئاب شديدة وابتعدت عن الفن لمدة ثلاث سنوات متتالية ووصل وزني إلى 160 كيلوجراماً وبصراحة، لولا تقربي إلى الله ما كنت تمكنت من الخروج من تلك المحنة التي غيّرت كل حساباتي .

·     وافقت على دخول ابنتيك »لي لي« و»ملك« مجال الفن رغم حرص العديد من النجوم على إبعاد أبنائهم عن الأضواء وعيون الكاميرات، هل هذه مغامرة؟

- أولا أنا أريد أن أكشف لك شيئاً لا يعرفه الكثيرون، وهو أنني كنت رافضاً تماماً دخولهما هذا المجال، ولم يطرأ على بالي يوماً أن تشاركا في أفلام سينمائية، لكنني فوجئت بتلقيهما العديد من الترشيحات السينمائية وكنت أرفضها لخوفي عليهما من متاعب الفن ومشكلاته إلا أن إلحاح تامر حسني عليّ لكي تشاركا في فيلم »كابتن هيما« والجزء الثاني من »عمر وسلمى« دفعني للتفكير في هذا الأمر، حيث أكد لي وقتها أن الأدوار تتناسب تماماً مع عمرهما ولن تتسبب لهما في أي مشكلات أو متاعب، وبصراحة وافقت لثقتي الكبيرة في تامر حسني بأنه لن يقدمهما بشكل سيء وسيحافظ عليهما فهو صديق عمري واعتبره والدهما الثاني، فهما تربيتا على يديه .

·        لكن ألا تخشى عليهما من كثرة الأضواء ومشكلات النجومية المبكرة؟

- أحرص دائماً على تربية بنتيّ على البساطة والتعامل مع الناس بتواضع، لذلك كثرة الأضواء حولهما لم تؤثر على شخصيتهما على الإطلاق بل بالعكس فهما تتعاملان مع أصدقائهما في المدرسة ببساطة شديدة ومن دون تكبر، ورغم أن معظم الأطفال الذين دخلوا مجال التمثيل أصابهم الغرور إلا بنتيّ، فأنا تحدثت معهما أكثر من مرة حول المعنى الحقيقي للنجومية وأكدت لهما أن التكبر والتعالي من الصفات السيئة التي تضر صاحبها، وقد اقتنعتا بوجهة نظري .

·        بالإضافة إلى التواضع والبساطة ما الصفات التي تحرص على غرسها في ابنتيك؟

- أهم من التواضع والبساطة هو الفهم الجيد للدين وتعليم مبادئه، لأن من خلال تفهمهما للدين الإسلامي وقيمه، سوف يغرس بهما بشكل تلقائي جميع الصفات الحسنة كالتواضع والبساطة والمحبة وحسن المعاملة .

·        هل توافق على استمرارهما في مجال التمثيل؟

- في الحقيقة لقد اتخذت قراراً بعد مشاورات عدة مع زوجتي، حيث اتفقت معها على أن تتركا هذا المجال حتى تتمكنا من الانتهاء من دراستهما وبعد ذلك سنترك لهما حرية الاختيار للاستمرار في المجال أو تركه، والبحث عن مهنة أخرى، لكن فيما يخص رأيي الشخصي فأنا أتمنى أن تبتعدا عن مجال الفن وعالم الأضواء، لأنه مملوء بالمتاعب والمشكلات .

·        هل هناك شيء ندمت عليه بعد فعله؟

- لا توجد أعمال فنية ندمت عليها بعد المشاركة في بطولتها، لكنني شعرت بالندم عندما أجبرتني الظروف الاقتصادية ومروري بأزمة مالية على العمل رغم زيادة وزني، حيث ظهرت على الشاشة بشكل سيء للغاية، ولا يليق بي، ولكن الحمد لله على كل شيء، فأنا تمكنت من استرجاع وزني الطبيعي بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل زوجتي التي وقفت بجانبي .

·        ما الذي تغير في حياة أحمد زاهر بعد الشهرة والنجاح؟

- هل تصدقني عندما أقول لك أن لا شيء تغير في حياتي؟ فأنا أتعامل مع التمثيل كأي مهنة أخرى يعمل بها الإنسان لتحقيق مكاسب مادية وأيضاً، لكي يشعر بالمتعة ويحقق نجاحاً وإنجازات في حياته العملية، فكل مهنة تنجح بها من الممكن أن تجعلك تصل إلى النجومية وتكون موضع اهتمام الآخرين، فالأمر لا يقتصر على الفنانين .

·        هل هذا يعني أن الانتقادات التي لاحقتك في الفترة الأخيرة واتهمتك بالغرور غير صحيحة؟

- اتهامات باطلة بكل تأكيد، فكيف أحرص على تربية ابنتي على التواضع والبساطة ويتم اتهامي بالتعالي والغرور، أنا أتعامل مع الجميع سواء داخل الوسط الفني أو خارجه ببساطة شديدة لأنني أعد الغرور نقصاً في الشخصية يصيب أصحاب النفوس المريضة .

·        بعيداً عن الفن . . ما هي هواياتك؟

- أحب كتابة الشعر جداً وفي بعض الأوقات أحرص على الجلوس بمفردي لكتابة الشعر وبعض الخواطر، كما أنني أمتلك موهبة العزف على الأورغ منذ طفولتي .

·        هل لديك اهتمام بالسياسة؟

- بكل تأكيد فأنا مواطن مصري ومن حقي إبداء رأيي في كل شيء يحدث في بلدي، لكن للأسف هناك من يدعو إلى تهميش الفنانين وعدم الاهتمام بآرائهم السياسة، وهذه الدعوات سخيفة للغاية، فالفنانون مواطنون مصريون قبل كل شيء، ومن حقهم التحدث بكل حرية عما يحدث في مصر وبقية الدول العربية، حتى إن كانت تلك الآراء لا تعجب الحزب الحاكم أو تتعارض مع مبادئهم لأن أساس الديمقراطية احترام الرأي الآخر.

الخليج الإماراتية في

17/10/2012

 

 

المخرج علي عبد الخالق‏:‏

مشروع للرد علي الفيلم المسيء تمويل مصري

د‏.‏ مصطفي فهمي  

علي خلفية الفيلم المسيء للرسول‏,‏ تردد أن نقابة السينمائيين في طريقها لعمل فيلم يرد علي نظيره الأمريكي‏..‏ لكن في ظل الأخبار التي تناولتها المواقع الإلكترونية‏,‏ والصحف‏ والتباين فيما بينها أثار حالة من التشويش, فهناك من أعلن أنه فيلم تسجيلي, وآخر صرح بأنه إنتاج مشترك بين النقابة واتحاد الإذاعة والتليفزيون, وثالث كتب أن هناك تمويلا من دول إسلامية وعربية لعمل فيلم ضخم.. فماذا قال المخرج علي عبد الخالق عن هذا المشروع؟

في بداية حديثه, أعلن عبد الخالق أن فكرة مشروعه جاءت من رد الفعل الثوري للشعوب الإسلامية من الفيلم فسببت له اندهاشا بحدوث المظاهرات العارمة في كثير من الشعوب الإسلامية, ودهشته ـ علي حد وصفه ـ جاءت من إدراكه أن الثورات, والمظاهرات تحرك الشعوب بتراكم الأحاسيس والمشاعر لديها تجاه فعل معين.

من هنا ـ والكلام للمخرج علي عبد الخالق ـ فكرت في الرد بنفس الطريقة بعمل أفلام روائية قصيرة لا يتعدي الواحد منها دقيقة, ووضعت تصورا للمشروع قدمته للنقيب ومجلس النقابة لتنفيذه ويشمل الآتي: علي مستوي الأفكار اقترحت الاستعانة بالداعيتين عمرو خالد, ومعز مسعود.. وذلك لاحتكاكهما بالعالم الغربي, وعملهما في إعلام هذه الدول, فهما أقدر الناس علي وضعنا علي الطريق الصحيح للوصول إلي شعوب هذه العالم.

النقطة الثانية.. اقترحت قيام15 مخرجا شابا من أصحاب التجارب الروائية بتنفيذ هذه الأفكار, وتقديم سبل الدعم لهم, والنقابة تجري اتصالات بهم الآن للوقوف علي موقفهم من المشاركة طبقا لظروف كل منهما.

النقطة الثالثة.. تضمنت سبل وصول هذه الأفلام إلي الغرب ووضعت طريقين.. الأول: العرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي, وذلك لوجود الصحافة الغربية, ونجوم السينما ضمن فعاليات المهرجان مما يتيح تعريفهم بالصورة الصحيحة للإسلام, ونبيه محمد,.

أما الطريق الثاني.. فتصوره يقوم علي فتح حساب للنقابة بأحد البنوك وإرسال القنوات الفضائية المصرية ـ البالغ عددها19 قناة ـ تبرعات عليه يمكن النقابة من شراء دقائق عرض في قنوات الغرب لعرض الأفلام.. وأخيرا إرسال النقابة لنظائرها في أوروبا هذه الأفلام بعد تحميلها علي موقعها.

وعن تمويل الدول الإسلامية.. أوضح عبدالخالق أنه رفض قبول دعم من أن جهة غير مصرية, ولم يتم الحديث عن هذا البند من الأساس.. كما نفي وجود علاقة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون بهذا المشروع, مؤكدا أنه شأن سينمائي بحت لا تدخل به أي جهة سوي اقتراح تبرعات القنوات الفضائية المصرية.

يعتبر هذا العمل أول رد إيجابي تقوم به نقابة السينمائيين في قضية مهمة مبتعدة لأول مرة عن الظاهرة الصوتية, لتقدم بذلك السينما المصرية, وسينمائيوها بصورة تنم عن قوة الفكر أناس يحفظون كرامة مجتمع من فتنة, ويردون اعتبار دين.

الأهرام اليومي في

17/10/2012

 

أمير رمسيس‏:‏

فيلمي عن يهود مصر يبحث عن الهوية المصرية

هنـاء نجيب  

أمير رمسيس مخرج مصري له طموحات سينمائية كبيرة‏,‏ كان مساعدا للراحل يوسف شاهين و له أفلام قصيرة وتسجيلية حصلت علي بعض الجوائز المحلية والعربية‏ عرض فيلمه التسجيلي عن يهود مصر ببانوراما الفيلم الأوروبي.

وناقش فيه حياة الطائفة اليهودية في مصر في النصف الأول من القرن العشرين.

  • هل شعرت أنك قدمت صورة صحيحة مقتنع بها تماما عن يهود مصر أم هناك بعض السلبيات؟

ـ أشعر أنني قدمت الأفضل في هذا الموضوع ونظرا لأن تفاصيله كثيرة فقد حاولت أن أركزعلي أهميتها. ففيلم مدته95 دقيقة لا يمكن أن يقدم من خلاله كل الأفكار. وقد استندت في إخراجه إلي وثائق ومستندات صحفية.

  • كيف تم جمع مصادر الفيلم؟ ولماذا فرنسا تحديدا كان لها النصيب الأكبر؟

ـ مثل أي فيلم تسجيلي نقوم بإختيار أراء عدد كبير من الأشخاص وفي النهاية نختار الأصلح وقد إخترت الأشخاص الأقرب إلي قلبي, أما بالنسبة إلي فرنسا فقد تم أخذ آراء عدد كبير من اليهود هناك لأنهم سافروا في البداية وكان منهم الفقراء الذين لا يملكون تذاكر الطيران فكان من الأسهل الذهاب عن طريق البحر المتوسط من خلال موانئها كفرنسا وإيطاليا. كذلك تكونت في روما الحركة الوطنية التي عرفت بـمجموعة روما ثم انتقلت لفرنسا وقد جمعت بين الديانات المختلفة

  • علي الرغم من الدعم اليهودي للصهيونية سواء ماديا أو معنويا( مظاهرات تأييد) لم تركز علي غضب المصريين تجاه ذلك ؟

ـ الدعم اليهودي للصهيونية في مصر لم يتخط من3 إلي5% قبل ثورة1952, أما بعدها فلم يتعد من25 إلي30%.. لذا نجد تدريجيا أن منذ عام1935 بدأ المصريون يعاملونهم بحذر خاصة أنه بعد ثورة1952 تم القبض علي بعض الجواسيس اليهود, فتغلغل كره المصريين أكثر. رغم كل ذلك كان هناك جماعات مصرية يهودية حاربت الصهيونية وأسست حركات يسارية وطنية قادها الكثير من المخلصين اليهود في مصر مثل يوسف درويش. وفي النهاية نجد أن القلة العددية ليست مقياسا لتخوين فئة معينة كذريعة لسجنهم ثم طردهم خارج البلاد.

  • لماذا تم التركيز علي شخصية هنري كورنييل رغم وجود شخصيات يهودية أخري؟

ـ بالفعل فقد ركزت عليه لأنه حامت حوله الشبهات والجدل خلال حياته في مصر لحين اغتياله فحتي الأن غير معروف الجهة التي اغتالته رغم أنه مؤسس حركة( حدتو) وهي الحركة الديمقراطية للتحرير الوطني الذي تضمنت بعضا من الضباط الأحرار, أما الشخصيات المصرية الأخري مثل يوسف درويش وشحاتة هارون لم يكن هناك أي اختلاف حول وطنيتهما.

  • هل تواجدك في أوروبا ألهمك فكرة الفيلم؟.

ـ لم أتأثر بوجودي في أوروبا وبالذات في فرنسا وكانت فترة قصيرة, ولكنني شعرت بظلم ضد اليهود عندما سمعت البعض يهتفون ضدهم في مظاهرات عندما كنت بمعهد السينما, وفي عام2006 تبلورت الفكرة أكثر عندما سمعت تصريحا لأحدهم بأن اليهود مكروهون من الله فاعتبرتها سبابه عنصرية ضد الدين اليهودي وليست لفئة بعينها.

  • لما لم تذكر في نهاية الفيلم عدد الأقلية اليهودية في مصر حاليا ؟ وهل سمحوا لك بالتحدث معهم ؟

ـ عدد اليهود بمصر لا يزيد علي مائة الآن منهم من الموجودين الذين تحدثوا معي في الفيلم البير المتزوج من مصرية مسلمة وكذلك نولا درويش وهناك أشخاص آخرين رفضوا خوفا مثل يوسف الجاعوني رئيس الطائفة اليهودية في الإسكندرية. وهناك إثنان آخران من يهود مصر الموجودين حاليا قد قاموا بمساعدتي في إنجاز الفيلم ولكنهما رفضا ذكر أسمائهما.

الأهرام اليومي في

17/10/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)