·
السينما تعيش فترة إنحدار،والمهرجانات المصرية محلك سر
·
المسرح فن تحريضى لا يصلح مع دولة بوليسية
·
ليس لدينا ثقافة سينمائية ويجب على الحكومة الحالية أن تنتبه لدور السينما
أعددت نفسي لمقابلة فنان موهوب متميز يشتهر بالعصبية المفرطة فوجدتني
أمام شخص بسيط مثقف هادئ لديه وجهة نظر حتي أنه لا يخاف علي الفن من الهجمة
الحالية ،، وعن الفن والفنانيين تحدث الينا فتحى عبد الوهاب عن والده الذى
اعتقل بسبب يوسف والى ،، وعن أزمة السينما ومحاولة الدولة القضاء عليها
بسبب دورها ،،
·
ماذا عن الساعة ونصف ؟
يتناول حادث القطار الشهير الذى اشتعلت فيه النيران فى العياط ، حيث
يسرد مجموعة متشابكة من الحكايات والقصص الإنسانية المختلفة، تسلط الضوء
على مشاكل الفقراء وسلبيات المجتمع، وينتمى الفيلم إلى نوعية أفلام اليوم
الواحد، حيث تدور جميع أحداثه فى يوم واحد فقط ، يشاركنى البطولة فيه
مجموعة كبيرة من النجوم وهم سمية الخشاب وأحمد بدير و وإياد نصار ومحمد
عادل إمام وكريمة مختار ومحمود الجندى وأحمد فلوكس وهالة فاخر وسوسن بدر
وآيتن عامر، ومن تأليف أحمد عبد الله، ومن إنتاج أحمد السبكى، وإخراج وائل
إحسان .
·
رشحت كعضو لجنة تحكيم فى مهرجان
الاسكندرية السينمائى كيف جاء ذلك ؟
حدثنى دكتور وليد سيف رئيس المهرجان وعرض على الاشتراك وانا ارى ان
هذا الدور يدعم السينما بشكل أو بأخر و هذا واجبى اتجاهها وهى كانت تجربة
أكثر من رائعة شاهدت من خلالها العديد من الأفلام الرائعة
·
هل يضيف الاشتراك فى لجان
التحكيم للفنان ؟
بالطبع .. فالمهرجانات تعطى فرصة كبيرة لمشاهده جرعة كبيرة من الافلام
ترصد من خلالها ثقافات مختلفة تفيد الممثل على المستوى المهنى تنمي الخبرة
والقدرة علي التحليل فأنا أتذكر أننى شاهدت فيلم اسبانى كان يتحدث عن الحرب
الاهلية ومرحلة حكم فرانكوا والفيلم جعلنى ابحث وأقرأعن هذه الحرب والحكم
النازى لفرانكوا وعلاقة أسبانيا بروسيا ولماذا دعم فرانكوا هتلر وبعد
قراءتى لكل ذلك اكتشفت أن قراءتى وتحليلى للفيلم تغيرت بشكل كلى , ولكى
يكتمل التحليل الفنى للعمل لابد وان يكون لدى مرجعية تاريخية ، وعلى مستوى
المتفرج تعطى لى فرصة كبيرة لكى اتطلع على ثقافات وعادات وتقاليد بلدان
مختلفة ودائما تفتح لكالسينما طاقات نورعلى أجزاء من العالم لا نعرف عنها
أى شىء وعن أشخاص يعيشون معنا مختلفون عنا ،، السينما تجعلنا نتعرف عليهم
وتحدث حالة من الاثراء لنا كأشخاص ..
·
الم تشعر بالقلق من التحكيم فى
اعمال فنية لفنانيين غيرك ؟
بالعكس .. عندما تحكم تتعامل بشكل موضوعى وتكون محايد للغاية ،علي
النقيض أكون قاسي جدا فى الحكم على أعمالى
·
هل يستطيع أى فنان أن يكون عضو
لجنة تحكيم ولا يجب أن يكون دارس وعلى خبرة عالية ولدية ثقافة سينمائية
خاصة ؟
بالطبع يجب آن يكون لدية خبرة وشاهد أفلام كثيرة من بلدان مختلفة،
واحب أن أضيف شيئا هاما أننى فى لجنة التحكيم أول أداء يلفت إنتباهى هو
أداء الممثل وبعد ذلك أقيم جميع عناصر العمل من إخراج ومونتاج وصورة
وسيناريو وحوار
·
المهرجانات العربية والعالمية
تنمو وتتطور بشكل سريع على عكس مهرجانتنا المصرية على الرغم من عراقتها
وتميزها ؟
ببساطة شديدة لأن الدوله لا ترى دور السينما ولا تعرف اهميتها
فالسينما تقوم بدور مجتمعى وثقافى وتوعوى وهم غير مؤمنيين بذلك غير ان
الفترة الحالية فى حالة انحدار شديدة وانا لا اخجل ان اصرح بذلك لانها
حقيقة نعيشها الان
·
لكنا كنا نعتقد أننا سنشاهد بعد
الثورة سينما جديدة؟
وان صناع السينما سيبتعدون عن افلام الهلس ويقدومون أعمال ذات قيمة ..
ما وجدناه هو العكس وقلة هى التى تحاول تقديم أعمال متميزة ؟
لا نستطيع أن نلوم على المنتجيين فلا يستطيع اى منتج ان يأخذ مكان ولا
دور الدولة ، فهو شخص يستثمر أمواله في السينما ولا نستطيع اجباره علي أن
يكون صاحب رسالة فنية .
·
ليس دور الدولة هو الغائب فقط
فنحن لا يوجد لدينا ثقافة سينمائية أيضا .. هل تتفق معى فى ذلك؟
بالطبع .. أتفق معك .. وهناك ايضا شيئا هاما وهو كيف ينظر الجمهور الى
السينما ؟. وما عدد المرات التى يذهب فيها الى السينما ؟ .. فإذا نظرنا الى
الشعب الفرنسي نجد نسبة ٧٧٪ منه يذهبون الى دور العرض ثلاث مرات فى الاسبوع
الواحد ..
في مصر لا تتعدي النسبة 1ونصف % ، سبب آخر لا نغفله وهو أن الملايين
من الناس ينتظرون عرض الفيلم فيالتليفزيون في عدد هائل من القنوات
التليفزيونية والفرق بين عرض الفيلم فى دور العرض والتليفزيون لا يعتبر
كبيرا فهو من ٦ : ٨ أشهر على الاكثر .. ولكن لا يوجود لدينا ممارسة حضور
الفيلم الافلام فى دور العرض واهتمام بالسينما كطقس ثقافى وترفيهى واجتماعى
.. وسبب أخر من وجهة نظرى هو القرصنة التى تتعرض لها الصناعة على الرغم أن
سرقة الافلام تحدث أيضا مع الافلام الاجنبية وتنزل على الانترنت بعد عرضها
فى دور العرض بإسبوع ولكن اللافت للنظر أن إيراداتها تكون أعلى فى الاسبوع
الثانى لعرضها .
·
هل تجد المشكلة فى تذوق الجمهور
للسينما ؟
بالتأكيد .. سأعطى لك مثالا يوضح أكثر الفرق بين مشاهده الفيلم على
الانترنت ومشاهدته فى السينما مثل ما تقرأكتاب وتعيش أحداثه وتتخيل أبطالة
وبين ما يحكى لك عن الكتاب وتفاصيلة هذا هو بالتحديد التشبية من وجهة نظرى
·
هل تعتقد آن السينما ستصل الى ما
وصل اليه المسرح حاليا ؟
لا اعتقد .. ولكن المسرح مشكلته كانت أكبر لان المسرح يشكل أزمة لأى
دولة بوليسية لانه فن تحريضى للغاية وتم القضاء عليه نهائيا وكان اخر مسمار
فى نعشه هو إحراق المسرح القومى وإحراق باقى المسارح بشكل غير مباشر وهو
إحراقها فنيا من حيث عدم توافر ميزانيات واوقات العروض فكل العوامل كانت
ضده فكان لابد ان يندثر .
·
شكلت السينما ثانى دخل اقتصادى
لمصر بعد القطن فى فترة طلعت حرب كيف وصلت اليوم الى هذا الوضع ، وكيف تخرج
منه ؟
لو أننا نفهم فى هذه الايام مكانه السينما وحجم الإيرادات التى تدخلها
للبلد والان اتحدث بشكل اقتصادى وليس بشكل فني، لا نستطيع أن نفعل أى شىء
فالذى نطلبه من الدولة ليس دعم الاموال ولكن على الاقل توفير الامكانيات
والمواد الخام التى تحتاجها الصناعة
·
هل فعلت الدولة ذلك عن قصد أم عن
جهل ؟؟
عندما تضع الدولة قانون أن يكون رأس مال الشركة التى تنتج ٢٠٠ مليون
جنية إذن يجب أن يكون لدي هذا الشخص دور عرض ، فأنا اجبرته انه يستورد
أفلام من الخارج يعرضها ولا ينظر الى مستواها لان لدية نفقات كثيرة ولا
يوجد انتاج كبير فى البلد ، غير ان البلد رسخت للاحتكار عندما قدمت هذا
القانون فهى اجبرت صاحب الشركة ودور العرض ان يستغنى عن الموزع الذى يجلب
له الافلام من الخارج ترشيدا للنفقات وبعد فترة يقوم هو بالانتاج فأصبح فرد
واحد فقط هو الذى ينتج ويوزع ويعرض فى السينمات التى يمتلكها وبالتالى
احتكر الصناعة وطوال عمر السينما تفرق بين كل هذة الأدوارفالانتاج له جهتة
والتوزيع كذلك ثم العرض وكل تلك الجهات تكمل بعضها لكن عندما تتجاهل كل ذلك
وترسخ للاحتكار اذن انت تريد القضاء على السينما وتنهى دورها .
·
لماذا لم يتصدي صناع السينما لكل
ذلك ويكونوا جبهة قوية لحمايتها ؟
صعب للغاية الان فلا يوجد منتجيين فى مصر غير قلة لأن الدولة وضعت لهم
عراقيل كثيرة من تصاريح ورقابة ورأس مال كبير وضرائب جعلت المنتجيين يخافون
من الانتاج
·
ومتي بدأت تلك المؤامرة على
السينما ؟
عندما سمحوا بدخول الموزع الخارجى وإعتمدوا عليه لانه سيعطى لهم ما
يسمى سلفة توزيع وهو بذلك يتحكم فى كل شىء فى المخرج وفى العمل نفسه وفي
السيناريو ، وبدأ هذا الموضوع فى اواخر السبعينات واوائل الثمانييات ، وبعد
ذلك اختفت هذه الظاهرة تماما وعادوا مره اخرى عندما حصل فيلم " اسماعيلية
رايح جاى " على ايرادات ١٦ مليون ونهضت بشكل اقتصادى وليس فني وهذا ما
أعنيه ، بعد ذلك ظهرت فكرة القنوات الفضائية التى تمضى مع المنتج او مع جهة
الانتاج قبل بداية التصوير وتقريبا تمدهم بكل تكاليف العمل مقابل امتلاكها
للفيلم مدى الحياة ولا يوجد عمل احدث ضجة او عمل متميز والا وحذف منه مشاهد
عند عرضه على الفضائيات ولا يوجد سلطة لاى شخص انه يتدخل لانهم يمتلكون
السلطة الكاملة علي االعمل
·
هل تعتقد أن الحكومة الحالية
ستنتبهه لدور السينما ؟
لدى أمل ان تكون على مستوى عال من الذكاء وتنتبه لدور السينما على
المستوى الاقتصادى والفنى
·
لديك هذا التفاؤل فى ظل هجوم
جماعتهم الدائم علي الفن والإبداع بشتي صوره ؟
انا اتحدث عن الصناعة وعن الاستثمار وليس عن اشخاص بعينهم .. ولو
تحدثنا عن مهاجمة الفنانيين فأم كلثوم والعظيم عبد الوهاب وكذلك عبد الحليم
تمت مهاجمتهم المفروض أن ننظر اين وصل هؤلاء النجوم واين الذين هاجموهم ؟!!
المفروض آن نفكر بهذا المنطق ولا نشغل أنفسنا بهذا الكلام .
·
فتحى عبد الوهاب نجم صف أول وليس
فنان موهوب فقط ولكن له بصمة ولكن لماذا نشعر الى الان ان الدور المناسب لك
لم تحصل عليه ؟
هذا الكلام شىء مفرح بالنسبه لى ولكن انا لا احسبها بهذا الشكل على
الاطلاق انا اهتم بالدور الذى يعرض على فقط اهتم به وبكل تفاصيله وشكله
وليس لدى فكرة آن اتمنى اجسد دور معين واو اتمنى ان يعرض على فيلم معين
ولكن أهتم بأدائى للدور الذى يعرض على وأشعر أنه دور جيد له قضية
·
كيف تستعد لادوارك فنحن شاهدناك
فى ريا وسكينه فى دور وكيل النيابة .. هل تشاهد فى هذ الحالة تصرفات وكيل
النيابة أم ترى تجسيدك ورؤيتك انت فقط عندما تكون انت فى هذه المهنه ...
وفى أدوارك المركبة ..هل تجلس مع دكتور نفسى قبلها ؟
الموضوع صعب للغاية فى شرحة ولكن أحاول أن أبسط لك كيف أتعامل مع أى
دور .. فأنا طوال الوقت أخزن مواقف ومشاهدات لأشياء كثيرة وأحداث فمثلا
سأعطى لك مثال دور مثل وكيل النيابة الذى قدمته فى ريا وسكينة فأنا كان لدي
مشاهدات فى هذه الجزئية وكنت قبل تجسيد هذا الدور قرأت كتاب بعنوان " رجال
ريا وسكينه " للكاتب صلاح عيسى وكان راصدا للمجتمع الثقافى والاجتماعى من
خلال إعترافات ريا وسكينه ومن خلاله كونت فكرة عن هذه العصابة وعن المجتمع
فى ذاك الوقت هذا بالاضافة الى مشاهدتى التى اخزنها دائما فى ذاكرتى وكل
ذلك ينتج عنه الشخصية بعد حالة أسميها دائما " تخمير فى دماغى " تدمج فيها
مشاهداتى للحياة العادية ومن خلال قرائتى ورؤيتى الخاصة للعمل.
·
تهتم دائما بالبحث والقراءة هل
هذا يرجع إلي أن والدك كان صحفىا وتعلمت ذلك منه ، أم أنها تفيدك فى عملك ؟
عندما كبرت لم أجد غير الكتب فوالدى عبد الوهاب مرسى كان نائب رئيس
تحرير جريدة أخبار اليوم وتعلمت منه كثيرا ووجدت كتب كثيرة فى السياسة وعلم
النفسى وكنت أقرأ وقتها ولا أفهم مضمونها ولكني تعودت على القراءة والاطلاع
وبعد فترة أعاود قراءة هذه الكتب مره اخرى وأجد أنها تضيفلى أشياء كثيرة
وأفهم منها كل شىء وأصبح لدى رغبة فى المعرفة ..وقد تعلمت ذلك من والدى منذ
صغرى
·
والدك أعتقل أكثر من مره ومنع من
الكتابة فى فترات كثيرة ..ما سبب ذلك ؟
أعتقل والدى بالفعل أكثر من مره وقد منع من الكتابة فى السياسة نهائيا
بعد كتابته عن يوسف والى وقد كتب وقتها " هل هناك علاقة بين زرع رأفت
الهجان فى إسرائيل وبين زرع الكنتالوب فى سيناء" و لم يكتب بعدها فى
السياسة
·
قدمت أدوارا مركبه كثيرة وأدوار
تحتاج الى مجهود كبير ..هل هناك عملا أرهقك ولم تستطيع أن تمسك جميع خيوطة
الا فى بداية التصوير ولم تحضر له ؟
هناك عمل أرهقنى للغاية وهو "عصافير النيل "وكنت قلق من هذا العمل
لأنه يعتبر ثانى عمل سينمائى للكاتب الكبير إبراهيم أصلان بعد فيلم " الكيت
كات " ومن فينا لم يأثر هذا الفيلم بالتحديد فيه ؟ .. وكانت المشكله
بالنسبه لى أن كيف سيتعامل بطل العمل وهو فلاح وقرر أن يعيش فى مصر وخصوصا
فى إمبابة مع هذا المجتمع الجديد ..وكان لدى مشكله كبيرة للغاية قبل بداية
التصوير ولم أجمع جميع خيوط العمل ولكن مع بداية التصوير ساعدنى مخرج العمل
مجدى أحمد على على تكوين الشخصية بشكل سريع واعطى لى مساحة كبيرة كممثل غير
ان السيناريو والحوار افادنى كثيرا .
بوابة روز اليوسف في
13/10/2012
الفتاة المصرية بين البحث عن «الحرية» و الجرى وراء« عريس»
قامت السينما المصرية بتهميش دور «الفتاة» فى الأفلام ما بين سنيدة
للبطل فى أدوار غير مؤثرة أو قضايا لا تمت للواقع بصلة إلا فى فيما ندر مثل
«أسرار البنات - مذكرات مراهقة - بنتين من مصر - بنات وسط البلد» وتراجعت
فيما يمكن أن نطلق عليه خطوات على طريق الحقوق للفتاة عندما تناول فيلم
«تيمور وشفيقة» الفتاة الطموح التى تتخلى عن منصبها كوزيرة صغيرة فى السن
لكى ترضى حبيب الطفولة الذى وعد بها من أسرتها.
ولم يكن هذا هو التراجع الوحيد ولكن بنظرة للوراء وخاصة أفلام
الخمسينيات والستينيات التى كانت تنادى بحرية المرأة ومشاركتها المجتمعية
تجسدت فى «الآفوكاتو مديحة - والأستاذة فاطمة - بيت الطالبات - أنا حرة»
علاوة على أفلام من انتاج ماجدة الصباحى مثل «المراهقات - والحقيقة
العارية» وغيرها، والآن أين هى «الفتاة» على الشاشة الكبيرة؟!
كيف نناقش قضايا الفتاة والمجتمع يراها «عورة»
جاء فيلمه «بنتين من مصر» ليكون من آخر الأفلام المعبرة عن مشكلة
القرن بالنسبة للمجتمع ككل وهى العنوسة.. محمد أمين المؤلف والمخرج الذى
اهتم كثيرًا بهذه المشكلة وتناولها بشكل يخلو من الكوميديا والترفيه وذلك
من وجهة نظره لصعوبة الموقف واعتباره أن وضع المرأة فى المجتمع حاليًا يدعو
للشفقة وهذا ما تحدث عنه فى هذا الحوار:
■
لماذا ركزت على مشكلة «العنوسة» بشكل خاص؟
- لمست هذه المشكلة بنات واخوات أصدقائى لا ينقصن جمالا وأخلاقا وعلما
عن أى فتاة طيبة الخلق فى مصر فلا يوجد دافع يجعلهن يصلن لسن كبير بدون
زواج قررت أن أطرح المشكلة من الواقع وقمت باختيار الشكل الصادم الذى عرض
به الفيلم حتى لا أقدمها بشكل متكرر خاصة وأنها تم تناولها كثيرًا فى
الإعلام والدراما، فهى بالأهمية التى تحتاج لمحاولة إيجاد حل لها.
■
ولماذا اختزلت مشكلة الفتاة المصرية فى العنوسة فقط؟
- لانها من اهم القضايا التي تؤرق المجتمع كله وليست الفتاة وحدها كما
ان علاجها اصبح صعبا بسبب ازمات المجتمع
■
وهل كانت القصص فى الفيلم مبنية على قصص واقعية؟
- نعم ولكن الواقع كان أكثر قسوة ومنها قصة الفتاة التى تعرضت لكشف
العذرية بناءً على طلب خطيبها وكانت القسوة فى الواقع أنها تكررت كثيرًا
وبأسلوب مهين أكثر مما كان عليه فى الفيلم فهى تجرح الفتاة وتعكس فكر
المجتمع الذى يؤثر على الشباب بهذا الشكل.
■
ولماذا لا تهتم السينما بقضايا الفتاة مثلما كان قديمًا؟
- هذا بناءً على رغبة صاحب رأس المال فالفيلم يكون غالبًا ذا بطولة
ذكورية والبطولات النسائية تكون قليلة وتنحصر موضوعاتها فقط فى اللايت
كوميدى مثلما يقدمه الفنانات المصريات.. أما الأفلام التى تعكس مشاكل
المرأة الحقيقية فيتم الابتعاد عنها.. ولعل ذلك ينطبق فى الفترة الأخيرة
على الرجل والمرأة معًا فالمنتج يحصر السينما فى «باترون» قديم سواء فى
تيمة الرجل الذى يبحث عن حقه أو الفتاة التى تتزوج عرفيا وتحاول التخلص من
حملها.
دون النظر للمشكلات الإنسانية الحقيقية التى يمر بها المجتمع.
■
وما القضايا التى يجب مناقشتها حاليًا عن الفتاة فى رأيك؟
- عودتنا للخلف جعلتنا نرى المرأة «عورة» خاصة فى العشر سنين الأخيرة
فنرى الرجل لا يسير بجانب أخته أو زوجته كأنها عبء عليه أو مسئولية وذلك
بناءً على نظرة المجتمع.. لدرجة ان الرجل يمشى أمام الزوجة ويتركها هى
تتبعه مما يضعنا أمام مشكلة وهى تأخر الثقافة كليا فكيف سنتحدث عن قضايا
هذا الكائن وندافع عنه ونحن نهينه ونهمشه بهذا الشكل.. والسؤال الأعمق كيف
ستشارك المرأة فى بناء حضارة الدولة الحديثة وهى يتم تهميش دورها لهذا
الحد.
الفتاة تتعرض لقهر مزدوج وقضاياها الأن تناقش بجرأة أكثر
يعد المخرج مجدى أحمد على من أكثر المخرجين اهتمامًا بقضايا المرأة
الشائكة والتى سعى لتقديمها عبر أفلامه بجرأة.. حيث يقول مجدى إن رسالة
الفن من وجهة نظره هى كشف الحقائق ومواجهتها وذلك ما دفعه لتناول قضايا
الفتاة المصرية والمرأة بشكل خاص فى أفلامه خاصة وأنها تتعرض لقهر مزدوج من
المجتمع ومن الرجل، وأضاف على قائلا: «المرأة بشكل عام تتعرض للقهر تحت اسم
الأخلاق والعرف والدين مما يجعلها من أهم ضحايا المجتمع، ولكن السينما
غالبًا ما تتعرض لقضاياها بشكل هامشى وتكون مجرد صورة مكملة وغالبًا ما
تكون المرأة ممثلة للشر أو الخيانة داخل القصة وذلك تأثرًا بالإسرائيليات
والأفكار البالية التى كانت تناقش قديمًا.
وعن أفلامه التى تناقش قضايا الفتاة المصرية قال مجدى: بصفتى طبيبًا
كنت أقابل حالات كثيرة من الفتيات التى تتعرض للظلم بسبب حصر فكرة شرف
المرأة فى «غشاء البكارة»، وهذا ما دفعنى إلى تقديم فيلم «يا دنيا يا
غرامى» لمناقشة مثل هذه القضية المسكوت عنها. كما أننى تحمست كثيرًا للقضية
التى تم طرحها فى فيلم «أسرار البنات» والتى كانت قصة حقيقية لإحدى قريبات
كاتبة السيناريو عزة شلبى وقد كانت هذه القصة بها تفاصيل كثيرة أشد قسوة
نزعناها منها وكانت بخصوص رد فعل الأهل عليها وتفاصيل أخرى تدور حول
العملية الجراحية نفسها، ولكننى فضلت تقديمها بشكل درامى .
أكد على أن قضايا الفتاة المصرية فى العصر الحالى تناقش بشكل أكثر
جرأة ووضوحًا من السابق حيث يرى أن هناك أعمالاً كثيرة تناقش عدة قضايا تهم
الفتاة مثل فيلم «678» و«الشوق» وغيرها خاصة أنه كلما يمر الوقت كلما نكتشف
أسرارًا ومشاكل كبيرة مثل الزواج العرفى والتحرش والمشاكل النفسية وغيرها،
على عكس ما كان يقدم قديمًا.. حيث يرى أن أفلام المرأة قديمًا كانت جانبية
وتقدم من خلال وجهة نظر تزيد القمع على المرأة مثل فيلم «أنا حرة» للفنانة
لبنى عبدالعزيز ويظهر الفيلم المتحررات على أنهن أقرب للمنحرفات وإن كانت
المرأة تقدم قديمًا كنوع من أنواع الدراما الساخنة.
وعن قضايا الفتاة الحالية قال مجدى: المشكلة ليست فى قلة الأعمال أو
المبدعين ولكن المشكلة هنا فى السوق الذى يهتم أكثر بالأعمال التجارية غير
أن طريقة تناول القضايا المهمة قد تفقدها مصداقيتها.. ولكن فى هذا الوقت
نحن لسنا بحاجة إلى التفرقة بين المرأة والرجل فكلانا أمام معركة سياسية
واجتماعية قادمة يجب التركيز عليها.
ناهد السباعى:
اختصروا مشاكلنا فى «التحرش»
الفنانة الشابة ناهد السباعى ترى أن الفتاة المصرية مظلومة على الشاشة
من ناحية مناقشة القضايا والمشاكل اليومية التى تتعرض لها حيث يتم التركيز
فقط على قضيتين هما التحرش الجنسى والعنوسة وكأن مشاكل البنت انحصرت فى هذه
المشاكل فأين الفتاة العاملة وعلاقة المحيطين بها فى دائرة العمل بعيدًا عن
الحب والزواج كذلك مشاكل البيت فى الجامعة.
وأشارت السباعى إلى أن الوسط السينمائى يفتقد الشخصيات المؤمنة بقضايا
البنت والمرأة عموما نتذكر الفنانات العظام ماجدة الصباحى ولبنى عبدالعزيز
اللتين قدمتا مواضيع جريئة فى عصرهما وكان أبرز أعمالهما «المراهقات» و«أنا
حرة» و«الوسادة الخالية» إلى جانب قضايا المرأة فى مراحل أخرى مثل مشاكل
الزوجة العاملة وزواج القاصرات وأنها لو تملك تقديم أفلام تعرض مشاكل البنت
فى فترة ما قبل الزواج لما تأخرت وعبرت ناهد عن سعادتها بالمشاركة فى فيلم
«678» الذى قدم بشكل جرىء مشاكل التحرش الجنسى للفتيات فى الوقت الذى تراجع
العديد من المنتجين والفنانين عن تناول هذه القضية.
راند البحيري:
نعيش في عصر ذكوري لا يري في الفتاة سوي الجنس
تحدثت راندا البحيرى على ظاهرة تهميش دور الفتاة المصرية فى السينما
وانحصار مشاكلها فى الجنس والتحرش والعنوسة مؤكدة غياب البطلة على شاشات
السينما وتقلص دورها عن أفلام الزمن الجميل السبب وراء عدم مناقشة كل
مشاكلها خاصة أننا أصبحنا فى مجتمع رجولى والمنتجين أصبحوا يركزون على
الرجل فى السينما لأنه للأسف الأعلى فى الإيرادات إلى جانب كون البنت
ومشاكلها ليس لها جمهور على شباك التذاكر.
وقالت راندا أن التركيز على التحرش والجنس والعنوسة سببه أن هذه
المشكلات هى الأبرز بين قضايا المرأة فى السنوات الاخيرة على عكس العصور
الماضية .
هيدى كرم
«عروسة حلاوة» عودة لطرح قضايا البنات
وقالت الفنانة «هيدى كرم» فى الظروف الحالية التى تمر بها العديد من
الجهات الإنتاجية لا تسمح لها بعمل خاص عن مشاكل البنات ومراحل عمرهن
المليئة بالقضاياالهامة يتم تعويض غياب هذه القضايا من خلال ظهورها بشكل
بسيط بأحد الأدوار فى العمل فيوجد العديد من الأعمال الفنية تناقش مشاكل
البنات ولكن لا تحقق نجاحًا تجاريًا مما جعل الجهات المنتجة غير مقبلة على
هذه النوعية من هذه الأفلام وعلى جانب آخر قالت هيدى أنها تستعد حاليًا
لفيلم بعنوان «عروسة حلاوة» الذى تعرض للتأجيل لأكثر من 3 سنوات ولكن عادت
المخرجة مريم أبو عوف للتحضير لهذا العمل الذى يناقش قضية هامة فى حياة
البنات فى المجتمع المصرى حيث يدور الفيلم حول 5 فتيات فى سن الشباب يعانين
العديد من المشاكل العاطفية .
ريم البارودى:
أفلام البنات لا تحقق إيرادات
أما ريم البارودى ففسرت الظاهرة من وجهة نظر المنتجين حيث أكدت أنه من
جهة السينما حاليًا ليس لها تواجد مجتمعى مثل زمان رغم تضاعف المشكلات ولكن
الإنتاج السينمائى أصبح يركز على نجم الشباك بصرف النظر عن مضمون العمل
الذى يقدمه أو مدى ثقل القضية التى تناقش خلاله وهذا سببه أزمة الإنتاج فى
السنوات الأخيرة أو بشكل أكثر واقعية المنتج حاليًا لا يصرف أموالاً إلا فى
حالة تأكده من عودتها مضاعفة ولكنه المراهنة على قضية مرأة أصبح غير وارد.
وعن مفهوم ذكورية السينما قالت ريم أن هناك تجارب محدودة لأفلام
نسائية من الظلم إغفالها ولكن النجمات القادرات على إقناع الجمهور بالذهاب
إلى شباك التذاكر ودخول العمل للأسف تعد على أصابع اليد الواحدة وأيضًا
تجاربهم ليست كثيرة.
الأفلام تهين البنت وتقلل من شأنها
أما ريم هلال فقالت لا نستفيد من الغرب فى هذه النقطة وفى تركيزهم على
طرح مشكلات المرأة متوازنة مع مشكلات الرجل فى المجتمع أما فى مصر فالمنتج
يفكر دائمًا فى قضايا المرأة إذا تطرق لها بشكل تجميعى أى أكثر من مشكلة فى
فيلم على الأقل ثلاث بنات توفيرًا لنفقات إيضاح وتوسيع كل منهما على حدة.
وعن التركيز على الجنس قالت للأسف هو الأبدى حاليًا فى قضايا المرأة
لذا يجب إلقاء الضوء على هذه المشكلة من كل جهة ولكن التركيز على هذه
القضية فقط فى كل أعمال المرأة همش دورها فى المجتمع وقلل من شأنها.
مجلة روز اليوسف في
12/10/2012
مهرجان الفيلم الأوروبي يحتفي بـ «الانتقاليات»
عمّان - ناصر الخلايلة
على شاشة في الهواء الطلق، تعتنق عمّان القديمة وآثار جبل القلعة
خلفية لها. وفي صالة سينما في أكثر أحياء عمّان ازدهاراً، وفي ثلاث محافظات
مختلفة، استمتع الجمهور الأردني بأربعة عشر فيلماً أوروبياً وفيلمين
محليّين ضمن الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان الفيلم الأوروبي، وذلك على
امتداد ثمانية أيام وما يزيد على الثلاثين ساعة عرض. المهرجان نظمته
المفوضية الأوروبية بالتعاون مع الهيئة الملكيّة الأردنيّة للأفلام. وكان
لافتاً أن هذه الدورة جاءت في ثيمتها مماشية لما تشهده المنطقة من تحوّلات
وتقلّبات سياسية، فكانت «الانتقاليات» العامل المشترك الأصغر والأكبر في آن
معاً في أفلام هذا العام، حيث سلّطت الضوء على حقب تاريخية مختلفة في
أوروبا كان فيها الانتقال من نظام سياسي إلى آخر حيناً، وجسّدت تجارب شخصية
معقدة عبر أبطالها نقاطاً مفصلية على أصعدة مختلفة حيناً آخر، تاركة
للمشاهد استخلاص النتائج وتقييم المراحل والتحوّلات وتبعاتها على أرض
الواقع في كل مرّة تستحيل فيها الشاشة الفضية سوداء مرصعة بأسماء أولئك
الذين يحظون بقليل من الشهرة وكثير من التصفيق في نهاية كل عرض.
الأيديولوجيا التي تفرق
حفل الافتتاح برعاية الأميرة ريم العلي وحضور سفيرة بعثة الاتحاد
الأوروبي يؤانا فرونيتسكا وممثلين عن السفارات الأوروبية المشاركة وعدد من
ممثلي الفعاليات الثقافية ومحبّي السينما، جاء مرحاباً مضيافاً، تخلله
إلقاء الكلمات الترحيبية والتعريف ببرنامج المهرجان، الذي تضمّن بالإضافة
لعرض أربعة عشر فيلماً أوروبياً، عرض فيلمين لمخرجين أردنيين، وعقد ورشة
عمل تتناول أحدث أنماط التسجيل الرقمي انتشاراً، الفيلم باستخدام الخلوي،
بإدارة لجنة تحكيم مرموقة ضمّت الممثل المصري خالد أبو النجا والممثلة
الأردنيّة صبا مبارك والناقدة السينمائية اللبنانية فيكي حبيب والمنتج
والمخرج الأردني أصيل منصور.
على إيقاع الموسيقى الشعبية المجرية، افتتح المهرجان عروضه مع الفيلم
المجري «رقصت حتى الموت» للمخرج «أندري هيولز»، والذي تناول قصة أخوين
تفرقهما الأيديولوجيات السياسة ويجمعهما شغفهما القوي تجاه الرقص، تماماً
كشغف جمهور الهيئة الملكيّة الأردنيّة بالأفلام، والذي آثر متابعة الفيلم
تحت زخات المطر الخفيفة حتى النهاية، على الرغم من أنّه كان ممكناً
المنظمين اختيارُ فيلم آخر لعرض الافتتاح يحمل أبعاداً أعمق وأكثر جرأة في
الطرح، لا سيّما أن المهرجان حمل في طياته للمشاهدين أفلاماً مثل «رحلة
كارول» للمخرج الإسباني «إيمانول أوريبي»، الذي أخذ جمهور سينما الرينبو
إلى الحرب الأهلية الإسبانية ليرافقوا «كارول» ذات الاثني عشر عاماً في ظل
القصف وغياب الأب ووفاة الأم، والفيلم البولندي «الخميس الأسود» للمخرج
«أنتوني كراوزي»، الحائز على خمس جوائز دولية والذي يعرض الأحداث المأسوية
التي تلت تظاهرة عمالية في العام 1970 راح ضحيتها ثمانية عشرة شخصاً وجرح
فيها المئات.
الأفلام التي حملت طابعاً تجارياً يقترب من روح السينما الهوليوودية
الرائجة عند العامة شهدت أكبر عدد من الحضور، فقد امتلأت صالة العرض لحضور
فيلم «فندق ماري جولد الأكثر سحراً على الإطلاق» للمخرج «جون مادين» من
بريطانيا والذي يضم كوكبة من النجوم العالميين، كما اضطر منظمو المهرجان
لفتح صالة إضافية لاستقبال مشاهدي الفيلم الفرنسي الكوميدي «المنبوذون» لكل
من «إريك توليدانو» و «أوليفييه نقاش» والمبني على قصة حقيقية بين مليونير مُقعد ومساعده ذي
الخلفية الفقيرة والإجرامية. ولقد تلا عرض هذا الفيلم نقاش بين الحضور عن
توظيف الفكاهة والصورة النمطية في هذا النوع من الأفلام وافتقار شخصياتها
للوضوح من ناحية التركيبة النفسية على حساب ما من شأنه أن يضيف صراعات
وإشكالات قد تبعد السواد الأعظم من قاصدي السينما عن شراء تذكرة لحضور
الفيلم أو الترويج له.
أفلام أخرى تم عرضها أتت من النمسا وإيطاليا وألمانيا وفنلندا وهولندا
والسويد ورومانيا وجمهورية التشيك وبلجيكا فيما كان أربعة وخمسون مشاركاً
في ورشة عمل تتناول موضوع أفلام الخلوي ينمّون مهاراتهم ويلتقطون أفلاماً
في محافظاتهم الثلاث: إربد والزرقاء وسحاب، والتي تم عرضها في اليوم
الختامي أمام لجنة التحكيم التي اختارات أفضل ثلاثة منها، وأثرَت المشاركين
والحضور بنقاش تناول واقع السينما في ظل التغيّرات التي تشهدها المنطقة
والربيع العربي.
والحال أن الإنتاج السينمائي الأردني الآخذ بالازدياد في السنوات
الماضية بدعم الهيئة الملكيّة الأردنيّة للأفلام، لقي ترحيباً لدى الجمهور
المحلّي، ففيلم فادي ج. حداد «لمّا ضحكت موناليزا» استُقبل بكثير من
الإقبال والقبول في محافظات المفرق ومادبا والعقبة، وفيلم «مدن ترانزيت»
لمحمد الحشكي اختتم فعاليات المهرجان.
مهرجان الفـيلم الأوروبـي وغـيـره مـن أسابـيـع السينما العالمية التي
تـقـام في عمّان تعتـبر لكثر الآن النـافـذة الوحيـدة للولـوج إلى عـالم
السينما العالميـة، وهـي للآن تنجح في إضافة المزيد كل عام مع إبقاء الباب
مفتوحاً لمزيد من التطوير والتنويع.
الحياة اللندنية في
12/10/2012
«العذراء والأقباط وأنا» رحلة ممتعة بلا خريطة
باريس - ندى الأزهري
يصرّ نمير عبد المسيح على إنهاء فيلمه الأول «العذراء والأقباط وأنا»،
على رغم المصاعب والتعقيدات وحتى لو كلفه الأمر تحويل مسار الفيلم
والانتقال فيه من البحث الميداني إلى الرواية، أي من التسجيلي إلى الروائي.
وهو في رحلته الساخرة التي هي نوع من السيرة الذاتية، يشرك المشاهد معه في
مراحل الفيلم كافة وفي الورطة التي وقع فيها!
الورطة، جاءت رويداً رويداً بعد تأكّد صانع العمل من أن فكرته
الأساسية لإكمال ما بدأه لم تعد تصلح، وأن عليه بالتالي اتخاذ منحى مغاير.
وعلى رغم أن عملية البحث عن رابط بين ما سبق وما لحق لم تأتِ بنتائج مقنعة،
إلا أنه، ويا للعجب، يتمكن من اصطحاب مشاهده بسلاسة فلا يجد هذا نفسه إلا
منساقاً في لعبة المخرج متجاوباً معها، مستمتعاً ومتغاضياً عن عدم اقتناع
راوده وتساؤل طرحه حول منطقية الرابط.
والحقيقة أن الأمر بدا بسيطاً والفكرة واضحة منذ مستهل الشريط.
يعرّفنا عبد المسيح بنفسه كشاب مصري ولد في فرنسا لأبوين مصريين من
الأقباط. يقرر بعد رؤية فيلم فيديو مع عائلته عن ظهور العذراء في مصر،
إجراء تحقيق ميداني عن الموضوع. يحمل حقيبته ويطير إلى هناك، ليجابه مشقة
توثيق الانطباعات لقدم الحدث نوعاً ما، وكذلك يجد صعوبة في إكمال فيلم
يعتمد على هذه الفكرة. فماذا غير صور نادرة وشهادات قليلة من مسيحيين
ومسلمين متشابهة في محتواها وقناعاتها وتتلخص في إيمانها بالمعجزة التي تمت
فوق كنيسة الزيتونة في القاهرة عام 1968؟ وذلك على رغم ما قيل حينها عن
كونها «محاولة سياسية ماكرة» من الحكومة لإلهاء الشعب عن النكسة!
البحث عن شهود
هنا، بدا المخرج الذي كان يبحث عن شهود ويجري اللقاءات مع الناس، كمن
يدور في حلقة مفرغة، كأنه ينتظر هو «معجزة» ما. لقد تورط في فيلم لا يستطيع
إكماله وها هو يقع في حيرة بين البحث عن نهاية وضغوط منتج يلاحقه عبر
الهاتف لتأخّره.
بعد تأرجح طال بعض الشيء، جاءته الفكرة وهو يزور قرية أقاربه في
الصعيد، وبدا في لحظة وكأنه مستعد لفعل أي شيء لإنقاذ فيلمه. لقد عزم على
تجسيد ظهور للعذراء هناك مستخدماً عائلته، التي تواصل معها من جديد،
والسكان كمنفذين للمشهد، وهذا على رغم تحذيرات أمه. «اللي في دماغك لازم
تعمله» تؤنبه كطفل صغير ركب رأسه. كانت قد نهته نهياً حازماً عن الاقتراب
من عائلتها في الصعيد، عن تصويرها ونشر أحوالها. لكنه نصبها، أي العائلة،
بطلة لنصف الفيلم. ليس فقط بل ضمّ والدته، التي حضرت خصيصاً من فرنسا، إلى
فريق العمل وشرع بتدريب الكلّ للوقوف أمام الكاميرا تمهيداً لتصوير الحدث -
المعجزة. وهنا تابع السرد اعتماده على المواقف الطريفة ولا سيما عند اختيار
الفتاة التي ستلعب الدور من بين فتيات القرية المرشحات لتجسيد الظهور، وبرع
من خلال لمحات قليلة في التعريف بحياة هؤلاء البسطاء وشقائهم اليومي ولكن
أيضاً تضامنهم ومرحهم ومدى حضور الوازع الديني لديهم وفي المجتمع المصري
عموماً، كما لم يفوّت المخرج الإشارة بتلقائية إلى علاقة الأقباط والمسلمين
التي تتراوح بين المجاملة والكلام النمطي، عن التعايش والتصريحات النارية
أحياناً. وبرزت، بقصد أم بغير قصد من عبد المسيح، الهوة التي تفصل بين
برجوازي مديني (المخرج) وبين فلاحي العائلة، وبدت نظرته إلى هؤلاء كنظرة
باريسي يزور الريف العليل وهو يحسدهم على عيشهم «الشقي»...
الفيلم داخل الفيلم
بين التحقيق المصور، والروائي كسيرة ذاتية، والفيلم داخل الفيلم،
تعددت أشكال السرد من دون أن تثقل العمل. ولعبت شخصية المخرج الطريفة كبطل
للفيلم، ووجهة نظره الشديدة الحيادية في علاقة المصريين بالدين، واعتماده
وسائل ذكية وساخرة لتجاوز جدية المواضيع التي طرحها كالمقدس وسلطة الصورة
ومفهوم التجسيد في الدين والدنيا (في السينما على وجه الخصوص)، لعبت كلها
دوراً في الحصول على فيلم ممتع حافل بالسخرية. وقد يكون المشهد الأخير هو
القصد من تحول مسار الفيلم، حين يجلس «الممثلون» أهل القرية ليعرض المخرج
عليهم ما قضوا في تصويره وقتاً ممتعاً ومرحاً. لقد بدت سلطة الصورة جلية،
فعلى رغم إدراكهم المسبق بأن ظهور العذراء هو مشهد مصور، فإن رهبتهم أمام
المشهد كانت هي لحظة الحقيقة/ الوهم الذي ساهموا بصنعه وانبهروا به. كان
«معجزة زائفة ولكن لحظات من السينما حقيقية» كما كتب ناقد فرنسي.
رحلة بلا خريطة قام بها المخرج الفرنسي المصري، مسلّحاً بطرافة طبيعية
وتأقلم سريع مع المستجدات، بشرط ألا تحيده تلك عن هدفه الوحيد ألا وهو
إنجاز «فيلمه»! حصد الفيلم جائزة في مهرجان الإسماعيلية كأفضل فيلم تسجيلي
وعرض في مهرجاني كان (برنامج الموزعين المستقلين) وبرلين (بانوراما)
ومهرجانات عدة أخرى وهو يعرض هذه الأيام في دور العرض الفرنسية.
الحياة اللندنية في
12/10/2012
مي المصري: ثلاثة آلاف ليلة في الطريق إلى هناك
بيروت - فجر يعقوب
عادت المخرجة الفلسطينية مي المصري أخيراً الى بيروت بعد جولة استطلاع
لتصوير فيلمها الروائي الأول «ثلاثة آلاف ليلة»، شملت الأردن والأراضي
الفلسطينية. ومي هي التي كتبت سيناريو فيلمها بنفسها بعد مجموعة أفلام
وثائقية حصدت من خلالها شهرة عالمية جعلتها في طليعة المخرجات اللواتي
تصدين – سينمائياً - لقضية كبيرة ومعقدة مثل القضية الفلسطينية، وما نجم
عنها من تشابكات إقليمية ودولية سياسية وحتى فنية في أحيان كثيرة، ربما لم
تعرفها قضية من قبل. مي التي نعرف من افلامها السابقة انها تمتلك حساسية
خاصة تجاه القضايا السياسية المباشرة، حتى أنها لم تربط موعد تصوير الفيلم
في الربيع المقبل، ولم تشأ أن تركز على مفردة «الربيع» بحد ذاتها بعد أن
تردد صداها كثيراً في الشارع مع انطلاق ما يسمى بـ «ثورات الربيع العربي»،
تقول اليوم إنها حددت شهر أيار (مايو) المقبل، لأن «نوع الاضاءة في هذا
الوقت يخدم فكرة الفيلم بكل تأكيد، على رغم أن ذكريات هذا الشهر أليمة،
ففيه وقعت نكبة 1948»، تذكّر مي. تقول صاحبة «أحلام المنفى» إن التصوير
سيتم في الأراضي الفلسطينية والأردن، وقد جالت على أمكنة تصوير واقعية
ومناسبة تماماً لفكرة السجن. وهذا يخدم الممثلين لجهة وضعهم في أماكن
حقيقية تقريباً، على رغم أن التصوير في الأراضي الفلسطينية أمر في غاية
التعقيد، اذ تقع هذه الأراضي ضمن تقسيمات ادارية معقدة فرضتها اتفاقات
أوسلو في وقت سابق. «ومع ذلك يمكن القول إنني وفّقت في اختيار هذه الأمكنة
بنسبة كبيرة».
وداعاً صعوبات التمويل
ومن المتوقع أن يقوم بمساعدة المخرجة فنياً طاقم متنوع آت «من أماكن
كثيرة في فلسطين، ومن الجولان المحتل، اضافة الى فنيين وممثلين من فلسطينيي
الشتات». ولا تخفي مي المصري في حديثها الى «الحياة» أنها تمكنت إلى حد ما
من تذليل صعوبات التمويل بعد أن اختير سيناريو الفيلم مع أربعة عشر مشروعاً
آخر على مستوى العالم لورشة مهرجان «كان» في الدورة الفائتة. وتوضح أن
الورشة تمثل برنامجاً يجمع منتجين وموزعين من مختلف أنحاء العالم، يحضرون
سنوياً من بقاع كثيرة في العالم لنقاش مشاريع متبناة من مهرجان عريق مثل
«كان». وترى صاحبة «أطفال شاتيلا» أن اختيار سيناريو الفيلم من قبل هذه
الورشة يعني أن الفيلم قد يأخذ حظوظه مستقبلاً في الترشح لمهرجانات مهمة
على الصعيد السينمائي العالمي. وتشير المصري في سياق توضيحها لتذليل مثل
هذه الصعوبات الى أن «ثلاثة آلاف ليلة» قد حصل أيضاً على جائزة أفضل
سيناريو في مهرجان قرطاج 2011، كما سبق لها أن قدمت المشروع إلى مهرجان دبي
السينمائي الذي يعقد ورشات انتاج سيناريوات عبر دورتين سنوياً، مرة في
تورينو ومرة في دبي. وبناء على مثل هذا التقديم، جرى اختيار الفيلم لورشة
مهرجان «كان». وحول التأخر في بدء عملية التصوير، والآثار السلبية الناتجة
من ذلك بسبب من «أزمة الأفكار» التي تفرض أحياناً إيقاعاً ملزماً في سياق
العملية الانتاجية نفسها، تقول مي المصري: «يبدو أن الأفلام الروائية
المستقلة في العالم العربي تأخذ وقتاً أطول، وبخاصة عندما يقوم المخرج
بكتابة سيناريو فيلمه بنفسه، وربما أصبح طبيعياً أن تستغرق العملية سنتين،
وأحياناً ثلاث سنوات، بسبب تعقيدات التمويل والانتاج، ناهيك بوجود ظروف
ضاغطة أخرى». وتنبّه مي المصري إلى أنها ليست مستعجلة، فـ «أنا لست مستعدة
أن أقدم فيلماً لأثبت فيه مسؤوليتي تجاه الموضوع، وتجاه نفسي كمخرجة. أنا
أنتظر نضوج الفكرة أيضاً، وليس حلول مشاكل التمويل فقط التي تبدو سحرية في
أحايين كثيرة».
وتضيف مي المصري الى هذا قولها: «لا توجد هناك عمليات انتاج مكتملة،
ثمة عادة وعود بالانتاج، وقد تحقق جزء منها، وهناك وعود أخرى قيد التحقق».
وهي لا تعتقد بوجود آثار سلبية هنا. وهي ربما تبدو في هذا أكثر تفاؤلاً من
كثر من اصحاب المشاريع التي تنتظر تمويلاً، اذ تقول إن الآثار الايجابية
لكلّ انتظار قد تكون أكثر بكثير من الآثار السلبية، «فالفيلم الروائي بحاجة
إلى صبر وتحمل وتأمل أيضاً، ويكون الوقت هنا هو الحكم». وحول امكانية الفصل
بين غواية الوثائقي الذي تملك منه رصيداً مهماً، والروائي الذي تقدم عليه،
تقول المصري: «أعتقد أن رصيدي في الفيلم الوثائقي قد أعطاني دفعاً وزخماً
حتى في طريقة تفكيري في الفيلم الروائي. وحتى أفلامي الوثائقية تملك في
معظمها بنية روائية على صعيد تفتّح الحكاية ونمو الشخصيات وتطوّرها. وأعتقد
أن عملي في السينما الوثائقية منحني المعرفة والتدرب على الخيال الواقعي،
حتى صار بإمكاني أن أروي قصتي ضمن الشروط الدرامية المطلوبة في كلا
النوعين. لا أحس بغربة عن الفيلم الروائي، وأنا أقدم عليه، ففي أفلامي
الوثائقية عناصر روائية كثيرة».
ولا تفترض مي المصري أنها تشعر برهبة الفيلم الروائي فـ «عامل الزمن
هو ما يقوّي الاحساس بالتجربة، ولا خوف عندي من خوض تجربة فيلم «ثلاثة آلاف
ليلة»، لأنني سأعمل مع أناس عاشوا تجارب شبيهة، وهم ليسوا بعيدين من
موضوعي، وقد أصبحت أمتلك احساساً واقعياً إلى أبعد الحدود مع بشر في وسعهم
لعب أدوارهم الحقيقية في الحياة من دون أدنى تردد». ولا تنكر مي المصري
أنها تفضل ألا تسهب في الحديث عن موضوع فيلمها قبل ان تحقّقه فعلاً، وليس
بسبب تخوفها من انتشار الفكرة أو ضياعها في سياق أزمة «أفكار صامتة» تعصف
بصناعة الأفلام الروائية في العالم العربي: «قد تكون هذه آخر همومي، ولكن
من المهم هنا أن يشكل الفيلم عامل مفاجأة لدى الجمهور، لأن هذا العامل بحد
ذاته يشكل جاذباً له، وهذا أقصى ما أريده وأحلم به. أما عن أزمة الأفكار،
فأعتقد ان الأفكار مرميّة على قارعة الطريق كما يقال. والمهم هو طريقة
توظيفها حتى لا تبدو ناشزة في سياق قد يكون طبيعياً، وقد لا يكون كذلك».
«ثلاثة آلاف ليلة» في حسبة بسيطة، هي ثماني سنوات من عمر سجينة
فلسطينية تضع مولودها في السجن، وهي لا تكون بين سجينات فلسطينيات فقط، بل
مع اسرائيليات أيضاً. وهذا كلّ ما توضحه مي المصري عن فيلمها مؤكدة ان
رغبتها تكمن في أن تذهب بروايتها إلى الحد الأقصى، فليس الاختيار وحده هنا
من يؤكد أحقية اكتمال الرواية... إنها اللغة التي تنتظر تحققها، وهي في
الطريق إلى هناك.
الحياة اللندنية في
12/10/2012
أفلام نسوية تضيء «شاشات»
رام الله – بديعة زيدان
بعشرة أفلام لعشر مخرجات شابات من الضفة الغربية وقطاع غزة، انطلقت،
في قصر رام الله الثقافي، قبل أيام، فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان شاشات
لسينما المرأة، والذي يأتي هذا العام بالشراكة مع مركز المرأة للإرشاد
القانوني، وفي إطار مشروع «أنا امرأة من فلسطين».
وتناولت الأفلام المعروضة مواضيع عدة، بعضها ذو صبغة وطنية، وغالبيتها
ذات صبغة اجتماعية نسوية. ففي فيلمها «هيك القانون» تناولت المخرجة فادية
صلاح الدين، المشاكل التي تعتري قانون الأحوال الشخصية، في حين ناقشت
المخرجة تغريد العزة في فيلمها «دبلة الخطوبة» فترة عقد القران وما يرافقها
من مشاكل «الفسخ»، وتحول المخطوبة إلى مطلقة، بينما لا تلعب المخرجة أميمة
حموري في منطقة بعيدة، فهي في فيلمها «فستان أبيض»، تطرح مشكلة الزواج
المبكر.
ولعبت المخرجة ليالي الكيلاني، في مساحة مختلفة، مسلطة الضوء في
فيلمها «لو أخذوه»، على حكاية أم أيمن في قرية بورين قضاء نابلس، والتي
تقارع وأبناؤها، وحيدين في منزلهم، المستوطنين، وهم يعرفون انهم لو تنازلوا
عن المنزل لسقط الجبل كله، مقدمة صورة مقاومة «شرسة» في وجه المستوطنين
وسلطات الاحتلال الداعمة لهم.
مشاكل الغزّاويات
وقدمت مخرجات قطاع غزة، ستة أفلام، تناولت في مجملها مشاكل يعانين
منها في هذا الجزء المحاصر على أكثر من صعيد، ففي فيلم «قطعت» تتحدث
المخرجة آثار الجديلي، عن انقطاعات التيار الكهربائي المتتالية هناك، بينما
كان لـ «ضجة» آلاء الدسوقي حديث عن زاوية أخرى للمعاناة، على وقع أصوات
القصف، وصافرات سيارات الإسعاف، والهتافات في جنازات الشهداء.
وتراوحت مواضيع الأفلام المتبقية ما بين الحديث عن الانفصال الزوجي
كما في فيلم «انفصال» لأريج ابو عيد، ومشكلة قصر القامة في فيلم «أقدام
صغيرة» لإيناس عايش، وذاكرة لاعبات الرياضية الغزيات. وكان محور فيلم «أبيض
وأسود» لرنا مطر، أحلام الصبايا التي تصطدم بجدار الواقع، أما موضوع فيلم
«خارج الإطار» فلرهام الغزالي.
وفي كلمة الافتتاح استذكرت مدير عام شاشات الدكتورة علياء أرصغلي
تأسيس المؤسسة في العام 2005 «حين استبعد الكثيرون، كما قالت، امكانية نجاح
المؤسسة لأننا نعمل في زاوية صغيرة وعلى أربعة مجالات عمل فقط، وليس لنا
طموح البرامج الكبيرة أو الشعارات الضخمة، فقلنا، إذا ما استطعنا أن نحقق
شيئاً في جزء بسيط من هذه الزاوية نكون أكثر من سعداء»... و «قيل
لنا أيضاً إن المهرجان لن يستمر بعد سنته الأولى، إذ لا يوجد جمهور لسينما
المرأة خارج جمهور النخبة ومنطقة الوسط، ولكن هذا لم يكن الهدف من تأسيسنا،
كان هدفنا يتمثل بالوصول إلى كل فلسطين من بيت فجار والفارعة إلى نابلس
ودير البلح والنصيرات وجنين، إذ كنا على يقين بأن الجمهور الفلسطيني قادر
ويقدِّر العمل الثقافي الجاد ويهتم بالمعرفة، ولم نشأ أن ننتقص من ميزاته».
إرادة المرأة
ووجدت وزيرة الثقافة الفلسطينية سهام البرغوثي في المهرجان
واستمراريته «دليلاً ملموساً على إرادة المرأة الفلسطينية وقدرتها على
الفعل في واحد من أهم الميادين الثقافية والتي تساهم دوماً في نقل صورة
وافية صادقة عن واقع المرأة الفلسطينية ونضالها لتحصيل حقوقها». وقالت:
عاماً بعد عام يتضح مستوى الاحتراف في اختيار قصص الأفلام ومواضيعها
والقدرة على التعبير عنها، لا سيما الأفلام القادمة من غزة والتي تقدم
القطاع بصورة مغايرة عما يعرفه الجميع.
الحياة اللندنية في
12/10/2012
سجال..
رد من مهرجان الأقصر...
وتعقيب من أمل الجمل
رد من إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية عنهم سيد فؤاد
تعقيباً على ما نشرته «الحياة» قبل أسبوعين في الملحق حول مهرجان
الأقصر بقلم الزميلة أمل الجمل، جاءنا من مسؤول المهرجان الردّ الآتي،
ننشره بعد أن اختصرنا منه بعض العبارات المتطرفة. وننشر بعده تعليق الزميلة
الجمل على الرد. يقول هذا الرد:
ورد في صحيفتكم الموقرة في عددها الصادر الجمعة بتاريخ 14-9-2012 مقال
للكاتبة أمل الجمل بعنوان «كلاكيت تاني مرة». وتضمن المقال معلومات مغلوطة
عن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الأولى التي عُقدت في فبراير
2012 حيث إن الكاتبة وصمت المهرجان بسوء التنظيم وادّعت أن القائمين عليه
يفتقدون إلى الخبرة، بل إنها تمادت (...) إلى حد اتهام إدارة المهرجان
بالفساد المالي.
أطلقت الكاتبة هذه المغالطات وهي في معرض تناولها لمهرجان السينما
الأوروبية - المصرية الذي يقام بالأقصر خلال هذا الأسبوع.
والمثير للدهشة هنا أن الكاتبة هاجمت مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية
ممعنة في تشويه صورته وتجريح القائمين عليه رغم أنها لم تحضر المهرجان من
الأساس، ولا ندري من أين استقت معلوماتها المغلوطة. فالحقيقة أن الكاتبة
جانبها الصواب في كل كلمة ذكرتها في هذا الخصوص. فمهرجان الأقصر للسينما
الأفريقية نجح نجاحاً باهراً في حينه ولاقى استحساناً وإشادة إعلامية
وصحفية كبيرة على المستوى المحلي والإقليمي، وما يدلل على ذلك الملف الصحفي
للمهرجان، والذي نتشرف بأن نرفق نسخة منه إلى سيادتكم، مع إقرارنا بوجود
بعض الهنات التنظيمية التي تعاني منها معظم المهرجانات في العالم.
وعن اتهام القائمين على المهرجان بأنهم يفتقرون إلى الخبرة فالجميع
يعلم أن القائمين على المهرجان وعلى رأسهم سيد فؤاد، عزة الحسيني، عطية
الدرديري، فاروق عبدالخالق، شريف عوض، هؤلاء جميعاً من السينمائيين
والإعلاميين المحترفين ولديهم خبرة طويلة ومتنوعة في تنظيم المناسبات
الترفيهية والمهرجانات الفنية وخصوصاً المسرحية والسينمائية (...)
أما عن الاتهام الأخطر وهو الفساد المالي، فقد ذكرت الكاتبة أن إدارة
المهرجان تلقت تمويلاً كبيراً من رجال أعمال وجهات متعددة. والحقيقة أننا
لم نتلقَّ مليماً واحداً من أي من رجال الأعمال – رغم أن هذا لا يعد عيباً
إن كان قد حدث – ولكنه لم يحدث، وهذا يمثل دليلاً آخر على تحامل الكاتبة
وتعمدها تشويه صورة المهرجان والقائمين عليه، علماً أن تمويل المهرجان أتى
كاملاً، من جهات حكومية مصرية لديها آليات ولوائح تكفل لها مراقبة الطريقة
التي يتم بها إنفاق التمويل، كما أن الجهة القائمة على إدراة مهرجان الأقصر
للسينما الأفريقية هي مؤسسة شباب الفنانين المستقلين، وهي مؤسسة مدنية لا
تهدف إلى الربح وتخضع لرقابة وتدقيق وزارة التضامن الاجتماعي والجهاز
المركزي للمحاسبات، ونحن نطالب الكاتبة بأن تتقدم بما لديها من أدلة
ومستندات – تثبت هذا الفساد المالي – للنائب العام، كما أننا نرحب بأن
تنشرها – إن وجدت – في صحيفتكم الموقرة.
التحليل المنطقي الوحيد من وجهة نظرنا لموقف الكاتبة ومحاولتها تشويه
مهرجان - انعقد فعلاً واعتبره البعض حدثاً يتخطى كونه مهرجاناً فنياً، على
كونه خطوة جادة وموفقة لإعادة اللحمة والتواصل بين مصر وشقيقاتها
الأفريقيات بعد طول انقطاع - وعقد مقارنة غير منطقية مع مهرجان لم يعقد
بعد، كل هذا يشي بأن الكاتبة تحاول مجاملة بعض الأطراف على حساب أطراف
أخرى، دون تحري المصداقية وقواعد المهنية.
وغني عن القول إن مثل هذه الكتابات التي لا تهدف إلى نشر الحقيقة
والخبر الصادق ولا تبغي إلا التشويه وتصفية الحسابات والمجاملات، إنما تضر
بصورة كاتبها وسمعة الصحيفة التي تفرد له صفحاتها.
وأثار دهشتنا أن نقرأ مثل هذه المغالطات – التي تفتقد إلى المصداقية
والمهنية – على صفحات «الحياة» تلك الصحيفة المحترمة التي تتمتع بمصداقية
كبيرة بين القراء والمثقفين العرب ونعتبرها منارة صحفية، إعلامية وثقافية
نعتز بها جميعاً، ونحن إذ ننأي بصحيفتكم عن هذه السقطة نرسل إليكم بهذه
الرسالة تقديراً واحتراماً لكم ولصحيفتكم ولدينا ثقة كبيرة بأنكم ستنشرونها
عملاً بحق الرد وتقاليدكم الصحفية العريقة.
تعقيب من أمل الجمل
قرأت تعليق الأستاذ سيد فؤاد على الانتقادات التي قمت بتوجيهها إلى
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية المنعقد في شباط (فبراير) الماضي، حيث
وردت هذه الانتقادات ضمن مقالي المعنون بـ «كلاكيت تاني مرة وسط عبق
التاريخ» والمنشور في جريدة «الحياة» في 14 أيلول (سبتمبر) 2012. والحقيقة
أن مصدر «المعلومات» التي استندت إليها في «نقدي» كان عدداً من المسؤولين
والسينمائيين والنقاد الذين أكدوا أنهم حضروا تلك الدورة من المهرجان
وعايشوا فعالياته عن قرب. ولكن الذي حدث الآن هو أنني حينما اتصلت بهم
لتأكيد هذه «المعلومات» علناً، وعلى ألسنتهم بالتحديد رفضوا أن نذكر
أسماءهم، وقد يكون هذا من حقهم الكامل. غير أن هذا يستدعي من قبلنا سحب كل
«المغالطات» التي بسبب استنكافهم لن تعد موثّقة وبالتالي لم تعد لها أية
صدقية.
وأنا إزاء هذه التجربة وبالطبع إزاء رغبة هؤلاء الزملاء في طيّ
الموضوع وعدم العودة إليه أقر بأنني أخطأت في إيراد هذه «المعلومات» أساساً
متّكلة على رواياتهم، لا سيما أنني لم أحضر المهرجان شخصياً، وهو خطأ مهني
وقعت فيه بصرف النظر عن رأيي الخاص في المهرجان.
الحياة اللندنية في
12/10/2012 |