حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المخرج محمد خان:

فيلم أيام السادات قصف عمري

كتب: القاهرة - مصطفى ياسين

 

حالة فنية وتجربة خاصة، أسلوبه مختلف ورؤيته دوماً مميزة، أفلامه صارت جزءاً من قلب السينما المصرية وذاكرتها. يعشق الاختلاف ويسعده أنه متمرد من طراز خاص. لا تنقصه الجرأة التي يلوّن بها موضوعات أفلامه… يعشق التحدي ويرفض الانكسار. أما الحماسة فأهم كلمة في قاموس حياته. إنه المخرج محمد خان في لقاء عن فيلمه الجديد وذكرياته وأحلامه.

·        حدثنا عن تجربتك السينمائية الجديدة «فتاة المصنع».

كان الفيلم فكرة أحلم بتقديمها منذ فترة طويلة. التقيت بشخص ساعدني في الوصول إلى مدير أحد المصانع الذي اتفقت معة أن يلحق زوجتي وسام سليمان بالعمل فيه. فعلاً، عملت هناك لمدة أسبوع واستطاعت أن تعقد صداقات مع بنات كثيرات واقتربت أكثر من مشاكلهن وأحلامهن والضغوط التي يواجهنها في عملهن، ثم كتبت السيناريو على مدار عام. في تلك المرحلة، واجهتني مشكلة في الوصول إلى جهة إنتاج تتحمس للفيلم، إلى أن حصل على دعم من وزارة الثقافة. لكني حتى الآن لا أستطيع أن أحدد موعد بدء التصوير رغم انتهائي من التحضيرات كافة، وترشيحي للفنانة روبي للقيام بالبطولة مع هاني عادل وابتهال الصريطي (ابنة الفنان سامح الصريطي)، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة

توقفت مشاريع كثيرة لي بسبب الإنتاج من بينها فيلم «ستانلي» مع محمود عبد العزيز، الذي تخلى عنه المنتج كامل أبو علي لاعتراضه على قيام محمود ببطولته. كذلك فيلم «نسمة» مع غادة عادل، الذي للأسف، توقف بعدما ذهبنا إلى سورية لإجراء معاينات لأماكن التصوير وراسلنا خبراء ماكياج عالميين. ورغم حلّ مشكلة فيلم «المسطول والقنبلة» للسيناريست مصطفى محرم مع الرقابة وأجهزة أمن الدولة وتنفيذ تعديلات على السيناريو طلبها رئيس جهاز السينما ممدوح الليثي، قامت الثورة فتوقف المشروع.

·        لماذا قضايا المرأة هي المحور الدائم في معظم أفلامك؟

أعرض وجهات نظري من خلالها لشعوري أن المجتمع يقسو عليها غالباً. «أحلام هند وكاميليا» أقرب فيلم إلى قلبي، لأن هند شخصية حقيقية لفتاة كانت تعمل لدينا خادمة ولم نكن أبداً نفرق في المعاملة معها وكأنها واحدة من أفراد الأسرة. أما «بنات وسط البلد»، فقررت تنفيذه بعدما التقيت بفتاة في الثالثة صباحاً كانت تنتظر سيارة أجرة لتصل إلى بيتها في المعصرة فأقليتها بسيارتي، وفي الطريق روت لي حكايتها ثم تحدثت مع والدها ليأخذها من الكورنيش فجاء وأخذها وراءه على عجلة. هكذا، قررت أن أتحدى نفسي وأقدم فيلماً شبابياً عن هذه الفئة من خلال منة شلبي وهند صبري وخالد أبو النجا، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً عند عرضه.

·        كيف قدمت هذه المشاعر الإنسانية النبيلة كافة في فيلم «في شقة مصر الجديدة»؟

تقديم فيلم عن الحب من دون أن نسمع فيه كلمة «بحبك» شكّل تحدياً كبيراً بالنسبة إليّ، فالفيلم يعتمد على المشاعر والأحاسيس الداخلية ويقدم مضموناً مختلفاً لشكل الحب الذي تعودنا عليه في أفلام كثيرة، وهذا الفيلم أعتبره قطعة من قلبي وله مكانة كبيرة جداً في داخلي.

·        هل صحيح أن نادية الجندي رفضت إخراجك لفيلمها «رغبة متوحشة»؟

هذا صحيح وقالت: «مش ممكن أشتغل مع مخرج الصراصير والشوارع». لكني سعدت جداً عندما ذهب الفيلم إلى المخرج خيري بشارة.

·        تردد أن الفنان الراحل أحمد زكي كان مرشحاً للقيام ببطولة «الحريف»؟

نعم، لكنه أراد أن يفرض وجهة نظره على شكل الشخصية وطريقة أدائها فأعطيت الفيلم لعادل إمام. لكن أحمد هو الذي علق بصوته في بداية الفيلم بأبيات شعر لأمينة جاهين ابنة الشاعر الكبير صلاح جاهين.

·        لماذا تعتبر فيلمك «طائر على الطريق» مع أحمد أول أفلامك رغم أنه رابع فيلم تصوره؟

لأني أحببت شخصية فارس في الفيلم الذي يدخل في علاقات إنسانية في أي وقت ومع أي شخص، وكان ذلك بداية الفكر السينمائي الذي تجده في معظم أفلامي بعد ذلك.

·        وكيف ترى زوجة رجل مهم؟

أحبه جداً رغم المشاكل الرقابية التي حدثت له لدرجة أننا عرضناه عرضاً خاصاً لرئيس مباحث أمن الدولة، وأذكر أن أحد النقاد سألني: هل ترمز الثلاجة الفارغة في الفيلم إلى مصر؟ فأصبت بانهيار عصبي.

·        و{أيام السادات»؟

شكّل هذا الفيلم تحدياً أيضاً بالنسبة إليّ لأنه يقدم شخصية معاصرة ومهمة لها دور في حياتنا، وأنا فخور به جداً رغم أنه «قصف عمري» وأخذ مني سنة ونصف السنة، بالإضافة إلى المشاكل والخلافات التي حدثت بيني وبين أحمد زكي أثناء التصوير.

·        ما الفيلم الذي أوجع قلبك؟

«فارس المدينة» لمحمود حميدة، والذي استدنت بسببه من البنك وانتهى الفيلم ليعرض بعد عام ونصف العام بعدما تزايدت الفوائد وأصبحت مديناً بمبلغ 115 ألف جنيه.

·        كيف ترى شكل الفن في الفترة المقبلة؟

أتمنى أن نتفاءل، وإذا حدث أي نوع من التشدد لا بد من أن نقاومه. لكن أكثر ما يخيفني هو الجهل الذي قد يقودنا إلى الظلام مثلما حدث مع كاملة أبو ذكري في جامعة القاهرة حيث منع تصوير مسلسلها «ذات»، بالإضافة إلى التصريحات الغريبة والمخيفة التي تصدر عن بعض شيوخ التيار السلفي وتعيدنا مئات السنين إلى الوراء.

·        هل ترى أن من الضروري صناعة أفلام توثّق لثورة يناير الآن؟

أرفض هذا الأمر راهناً، لأن الثورة لم تكتمل بعد. فعلاً، فكرت في فيلم عن ثورة يناير واتفقت مع الكاتب روؤف توفيق على فكرة تدور حول رجل في منتصف العمر يقع في يده ملف عن أحد شباب ثورة يناير، إلا أنني لست متعجلاً في التنفيذ، فضلاً عن أن الكتابة ينبغي أن تتم بعمق ونضج ويلزمها وضوح الصورة من حولنا أكثر، خصوصاً أننا نشهد يومياً أحداثاً جديدة غير متوقعة وغير معقولة.

الجريدة الكويتية في

08/10/2012

 

البيروقراطية…

تعوق تصوير الأفلام الأجنبية في مصر

كتب: جمال عبد القادر  

رغم أن تاريخ مصر في صناعة السينما هو الأقدم بين دول المنطقة ورغم عراقة آثارها التي ظلت فترة طويلة مقصد المخرجين الأجانب الذين يرغبون في تصوير أفلامهم في الشرق الأوسط، لوحظ في الفترة الأخيرة هروب صانعي هذه الأفلام من مصر ولجوئهم إلى التصوير في دول أخرى.

يعزو الناقد نادر عدلي ظاهرة تصوير الأفلام في دول غير مصر إلى البيروقراطية، ذلك أن الأجهزة الحكومية المصرية تضع معوقات وعراقيل أمام تصوير الأفلام الأجنبية في مصر، ما أضاع على الأخيرة ملايين الدولارات ودفع صانعيها إلى البحث عن بديل، فقدمت المغرب تسهيلات وأقامت مدينة تصوير مفتوحة وصممت مدينة فرعونية فيها مجسم للهرم وأبو الهول لجذب هذه الشركات إليها، ما أتاح لها فرصة الحصول على هذه الأموال التي يخصص 80% منها للدولة ويتم إنفاق 20% منها على صناعة السينما.

يضيف أن هذه النسبة البسيطة ساهمت في إنتاج 15 فيلماً روائياً طويلاً و80 فيلماً روائياً قصيراً شاركت جميعها في مهرجانات دولية، بالإضافة إلى تنشيط السياحة وتشجيع الاستثمار واكتساب خبرات سينمائية نتيجة الاحتكاك بخبرات من دول أجنبية.

يتابع عدلي: «فرطنا في الفوائد كافة من دون مبرر سوى جهل المكاسب التي تعود على الدولة والصناعة نتيجة تسهيل تصوير الأفلام الأجنبية في مصر».

شروط مستعصية

في السياق نفسه، تلاحظ الناقدة حنان شومان أن السلطات المصريّة وضعت شروطاً لا يقبل بها أي منتج أو شركة ترغب في التصوير في مصر، من بينها عرض النص على الرقابة قبل إعطاء الموافقة على التصوير، في حين أن القيمين على هذه الأفلام لا يعترفون بالرقابة من الأساس، ولا توجد رقابة على الأعمال الفنية في بلادهم، فكيف يرضون بها في أي مكان آخر؟

تضيف: «ثمة أماكن ممنوع التصوير فيها حتى على الأفلام المصرية أبرزها الأماكن الأثرية، وهذا سبب رئيس في اختيار مصر للتصوير فيها، بالإضافة إلى المغالاة في المبلغ الواجب دفعه لقاء التصوير اليومي الذي يصل إلى أرقام فلكية، ما جعل القيمين على هذه الأفلام يبحثون عن بديل في المنطقة، حيث التسهيلات الكبيرة».

تهجير

يعزو المنتج والسيناريست محمد حفظي ابتعاد السينمائيين الأجانب عن التصوير في مصر إلى أن المنتج يمرّ على 42 جهة، بالإضافة إلى تعقيدات رقابية وصعوبة استخراج تصاريح ورسوم النقابات الفنية المبالغ فيها والاضطراب الأمني والعقبات والرسوم التي تفرضها الجمارك على استيراد المعدات.

يضيف حفظي: «هرّبت هذه التعقيدات المخرجين الأجانب إلى المغرب والأردن ودبي، ففي المغرب مثلا هيئة لتصوير الأعمال الأجنبية مهمتها تسهيل تقديم التسهيلات لصانعي الأفلام، الأمر نفسه بالنسبة إلى الأردن والإمارات».

تتلخص العقبات، في رأي المنتج إيهاب أيوب، في المحاذير الرقابية الثلاثة: الدين والسياسة والجنس، يقول: «لا يعترف المنتج الأجنبي بأي رقابة، ثم تختلف طريقة تقييمنا أعمالنا عن طريقة الغرب، والمشكلة الأخرى هي البيروقراطية، إضافة إلى الرسوم الجمركية الباهظة المفروضة على المعدات الخاصة بالتصوير والملابس، وكنا نتحايل على ارتفاع القيمة الجمركية بتقليل قيمة المعدات، ثم يفرض قانون النقابات على كل ممثل أو فني أجنبي يصور في مصر نسبة تصل إلى عشرة آلاف دولار في اليوم ورسوماً باهظة للتصوير في الأماكن الأثرية».

خسارة

يحمّل الناقد السينمائي علي أبو شادي جهات كثيرة مسؤولة هذه المعضلة، ويطالب بإعادة النظر في مفهوم التعامل الرقابي، قائلاً: «صانعو الأفلام الأجانب يهربون من مصر إلى غيرها من بلدان عربية ومصر هي الخاسرة الوحيدة».

يضيف: «تفرض نقابة السينمائيين رسوماً على الفنانين والفنيين، وإن كان يعتقد أن هذه المشكلة تم حلها إلى حدّ ما، من خلال الحصول على مبلغ واحد لكل فريق العمل لكل أسبوع تصوير في مصر. أما المشكلة الأخطر فهي الجمارك التي تصرّ على رسم ضخم على معدات التصوير الأجنبية مع أن هذه المعدات والأجهزة ستخرج من مصر فور الانتهاء من التصوير. يتابع أبو شادي: «تطلب الجمارك من الشركة المصرية الوسيطة خطاب ضمان بقيمة تعادل ثمن هذه المعدات، فيما في المغرب مثلاُ ثمة اهتمام على أعلى مستوى بهذ الصناعة، ويذلل الملك بنفسه أية عقبات، ويلتقي مع النجوم الأجانب لجذب السياحة. هكذا حققت المغرب دخلا يقترب من مليار دولار سنوياً، بينما لا تجني مصر من تلك الصناعة أكثر من مليوني دولار في العام» .

رفض

تؤكد الناقدة ماجدة موريس أن الرقابة على المصنفات الفنية اعتادت رفض سيناريوهات لأسباب بدت لكثير من المنتجين غير مقبولة، وانتهى الأمر بتصوير هذه الأفلام في دول عربية أو شرق أوسطية أخرى، وبعد إنتاجها تدخل مصر من خلال الموزعين لتعرض على الجمهور، وبدلا من أن يتحقق لمصر ربح منها يعود الربح إلى المنتج وحده.

تضيف: «غالباً ما يعترض الرقيب المصري المرافق لفريق العمل الأجنبي الذي يصور في مصر على تصوير مشاهد معينة، ما يسبب عدم عودة المخرجين الأجانب إلى مصر»·

بدوره يشير رئيس المركز القومي للسينما كمال عبد العزيز إلى أنه «لا بد من أن تقتنع الجهات الحكومية بأن التسهيلات مهمة لأنها تساعد على تنشيط السياحة والاستثمار، ولا بد من إزالة القوانين التي من شأنها هروب الأفلام إلى دول أخرى، ذلك أن الخاسر الوحيد هو مصر».

الجريدة الكويتية في

08/10/2012

 

بسام كوسا:

كلّنا مسؤولون عمّا يجري في سورية

كتب: بيروت - غنوة دريان  

«طاحون الشرّ» و{السجادة الحمراء» وغيرهما من مسلسلات شارك فيها الممثل السوري بسام كوسا في دراما رمضان 2012، ومع أن ردود الفعل تفاوتت حول أدائه، إلا أن الأكيد أنه فنان ذو طابع شديد الخصوصية وشديد التميز.

حول الواقع المأسوي الذي آلت إليه الأوضاع في سورية، وتقييمه لمسيرته الفنية كان اللقاء التالي معه.

·        لماذا وصل الحال في سورية إلى ما هو عليه اليوم؟

لم يعد خافياً على أحد أننا نمر بأزمة كبيرة، فالسلطة تواجه عيوبها بشكل مباشر وإذا نظرنا إلى الأمر من دون عصبية ومن دون إلقاء التبعات على الغير لوجدنا أننا مسؤولون جميعنا عما يجري بدءاً بالمواطن وانتهاءً بالدولة ومؤسساتها…

·        ما أولى تلك المسؤوليات؟

تهميش رأي المجتمع من النواحي كافة، فوقعنا في مشكلة بمنتهى الأهمية وهي عدم الأخذ برأي الناس في أي قضية مهمة أو حساسة. أصبحنا من الدول الأكثر فساداً بدءاً من الراشي وصولاً إلى المرتشي. كان يُفترض أن تهتم الدولة بالفئة الأكبر في المجتمع التي لا تجد مأوى لها. أتحدث هنا عن الفارق الوحشي بين من يملك ومن لا يملك، وها نحن اليوم أمام استحقاق مصيري.

·        ما الحلّ برأيك؟

الحل الوحيد هو الحوار وعلى الدولة أن تؤمن بضرورة الحوار لأن شعبنا يستحق أن يعيش بطريقة أرقى وأنبل، وأن ننصهر في بوتقة المواطنة. كل قطرة دم تسفك على أرض سورية هي إهانة للمجتمع السوري، فمنذ أقدم العصور قدمت سورية رؤية حضارية لا تخفى على أحد.

·        بعيداً عن السياسة، يتردّد أن المخرجين يجدون صعوبة في اقناعك بأداء دور ما. كيف تردّ؟

أعكس هذا السؤال، فالدور هو الذي ينادي الفنان ويقول له: «أنت الأنسب لتجسّد هذه الشخصية أو تلك». لا أنكر أنني أجد صعوبة في اختيار الأدوار التي تناسبني، لأن الدور بالنسبة إلي ليس مسألة شخصية يجسدها بسام كوسا إنما يعكس النص بأكمله ورؤية المخرج، فهو المايسترو أو الطبيب الذي يدير عملية جراحية، فإما ينجح الفريق وينجو المريض أو تغرق السفينة بأكملها.

·        كيف هي علاقتك مع المخرجين؟

أقسّمهم إلى قسمين: قسم لا أعمل معه لأسباب فنية بحتة ولعدم اقتناعي بأدواته وقدراته، وآخر أحرص على التعاون معه نظراً إلى تجاربه الناجحة في هذا المجال.

·        ومع شركات الإنتاج؟

أصنّفها بين شركات تسعى إلى الربح المادي من دون الأخذ في الاعتبار قيمة العمل الفنية، وأخرى تضع نصب أعينها العمل الفني فحسب.

·        ما الأسباب التي دفعتك إلى رفض المشاركة في «مداح القمر»؟

مع أن المسلسل يتمحور حول سيرة الموسيقار بليغ حمدي الذاتية، لكن بصراحة لم أجد أن النص على جانب كبير من الجودة. تعكس السير الذاتية التي تقدمها الدراما المصرية صورة ملائكية عن تلك الشخصيات، فيما يجب أن تقدّم الشخصية بوجهيها السلبي والإيجابي، وأن تتوخى الحقيقة كما هي حتى لو كانت صادمة للجمهور. لذلك عندما قرأت النص المتعلق بالموسيقار بليغ حمدي وجدت أنه يندرج في سياق المثالية فرفضته، بالإضافة إلى أنني لا أتمتع بجمال الصوت وليست لدي ملكة العزف على آلة العود.

·        لكن قدمت الدراما السورية بدورها السير الذاتية.

صحيح وبعضها فشل، فعندما قُدم مسلسل حول سيرة نزار قباني، استُعين بممثل لا علاقة له بنزار من قريب أو من بعيد، ففشل المسلسل لأنه استخفّ بالعقول ولأن نزار قباني ما زال ملء السمع والبصر ويعيش في الوجدان.

·        كيف تقيّم ظاهرة غزو الممثلين السوريين للدراما المصرية؟ خصوصاً أن عددهم يزداد عاماً بعد عام.

إنها عملية عرض وطلب، لو وافق الممثل السوري على العمل في مصر، فمعنى ذلك أن الدور سيكون إضافة له. في ما يتعلق بي، إذا كنت سأؤدي دوراً في سورية هو نفسه في مصر فلماذا لا أقدمه في بلدي؟ خصوصاً أن الممثلين المصريين على دراية كبيرة بمجتمعهم، ويتناولون القضايا بطريقة أكثر قرباً إلى المجتمع المصري. أعتقد أن الدراما المصرية تتمتع باكتفاء ذاتي ولا حاجة لها إلى الفنانين السوريين.

·        ما ردّك على مقولة إن ثمة حالة تفريغ للدراما السورية من مبدعيها؟

بعض الأعمال في سورية غير جدير بأن يعرض عربياً، وبهدف تسويقه حولت الشركات المنتجة لتلك المسلسلات القضية إلى سياسية أو تبنت نظرية المؤامرة، وروجت أننا محاصرون من فضائيات عربية. هذه المقولة غير صحيحة على الإطلاق فالدول الخليجية ما زالت تشتري أعمالنا وثمة فصل بين السياسة والفن الذي هو العامل الوحيد الذي يجمع العرب.

·        يقال إن بسام كوسا يذوب في الشخصية التي يقدمها، ما ردّك؟

يتبع الممثلون العرب مدرسة التقمص في التمثيل، إلا أنني لا أؤمن بها على الإطلاق، لذا نحن في حالة انبهار مستمرّ بأدوار الممثلين الأجانب لأن مدرستهم مختلفة عن مدرسة التقمص. مهمتي نقل ملامح الشخصية التي أجسدها من الورق إلى الواقع.

·        كونك شخصية عامة، هل تشعر بأن مسؤوليتك مضاعفة تجاه مجتمعك؟

لا أحب توصيف كلمة شخصية عامة ومؤثرة. يحب كثر تقديم أنفسهم بهذه الطريقة، ومن خلال هذا التوصيف يصورون أنفسهم بأنهم شهداء ومضحون لأجل مجتمعهم.

كلمة شخصية عامة مطاطة. للأسف، اليوم كل من يظهر على صفحات الصحف والمجلات أو في أي برنامج تلفزيوني يُقال عنه شخصية عامة. بالنسبة إلي، أنا شخص لدي أهداف في الحياة وعلي أن أبذل جهودي لتحقيقها، خصوصاً إذا كنت مقتنعاً بها.

·        متى تقرر الاعتزال؟

عندما أشعر بأنني لم أعد أستطيع تقديم جديد للجمهور، وعندما أفتقد نظرة الشغف في العيون التي أراها بعد كل دور أؤديه.

الجريدة الكويتية في

08/10/2012

 

فجر يوم جديد:

فيلم رجعي لمخرج تقدمي !

مجدي الطيب 

هل جاملت إدارة مهرجان «كان» السينمائي المخرج يسري نصر الله عندما وافقت على عرض فيلمه «بعد الموقعة» في مسابقة الدورة الأخيرة الرسمية، لغرض في نفس رئيس المهرجان جيل جاكوب أو مندوبه العام تييري فريمو؟

كشف عرض الفيلم التجاري في مصر أن التجربة لا ترقى إلى المشاركة في أكبر المهرجانات السينمائية في العالم، وأن إدارة المهرجان غضت الطرف عن مستواه الفني، واحتفت كثيراً بتوجهه الفكري والسياسي!

هكذا تؤكد قراءة الفيلم، الذي أخرجه يسري نصر الله، وشارك في كتابة السيناريو مع عمر شامة، وبدا معها وكأن يسري الذي نزل «الميدان» وتظاهر مع «الثوار» يختلف عن يسري الذي أخرج «بعد الموقعة»، وتنازل عن موقف مبدئي لا ينبغي أن يخضع لمراجعة حسابات أو إعادة ترتيب للأوراق؛ خصوصاً أنه «انحرف» قليلاً عن قناعاته الإنسانية وانحيازاته السياسية، فضلاً عن اقترابه من قضية لم يُلم بمجمل أبعادها، سواء لأن القضاء لم يحسمها بعد، أو لأن حقائقها وأبعادها لم تتكشف حتى الآن؛ فالحديث عما اصطلح على تسميته «موقعة الجمل» قد يمثل عنصر إغراء كبير بالنسبة إلى المبدع، لكن العجلة في الاقتراب من القضية بحساسيتها المفرطة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، أقلها تشويه الصورة الذهنية التي رسخت لدى طوائف عدة في المجتمع، وربما قلب الحقائق أو أثر سلباً على مجريات القضية في ساحات القضاء!

خطورة الرؤية التي تبناها يسري نصر الله في فيلمه في كونها تدفع المتابع للأحداث للخروج بقناعة بأن المتورطين في «موقعة الجمل» ضحايا ظروف، وتجاهل أنهم وافقوا، بمحض إرادتهم، على أن يتحولوا إلى «أدوات» أو «عرائس ماريونيت» يحركها «أباطرة» وجدوا في حفنة من الانتهازيين والمنتفعين الذين أعمتهم مصالحهم الخاصة، ضالتهم فحركوهم لتنفيذ مخططهم الآثم!

«محمود» (باسم سمرة) واحد من سكان منطقة «نزلة السمان»، الذين يحتالون على الحياة ويتحايلون عليها، طمعاً في لقمة عيش تقيهم شر الزمان وغدره، لكنه يندفع كغيره من أهل منطقته ليمتطي الخيول والجمال، ويذهب إلى «الميدان» لتصفية «الثوار»، بناء على تعليمات وإغراءات من رموز النظام الفاسد، لكنه لا يفعل هذا لقناعة لديه بأنهم «خونة» أو «أعداء للوطن» بل لأنه يتصور أنه ينشد الاستقرار، ويحافظ على رزقه المُهدد، وأكبر الظن أنه تعرض لتهديد ووعيد «ذهب المعز… وسيفه»، لكن ما فعله لا يشفع له، ويعرضه لعقاب قاس من المتظاهرين الذين نجحوا في إسقاطه من فوق ظهر جواده، وأشبعوه ضرباً وركلاً وتنكيلاً، ومع بث المشهد على الشاشات يستشعر «محمود» بالإهانة، ويتعرض للازدراء بين قومه!

الازدراء ليس لأنه «خائن» لوطنه ولثورة شعبه ضد الظلم والفساد، بل لأنه، وهذا هو الخطير في الفيلم، أسقط من فوق حصانه وترك للمتظاهرين أن يشبعوه ضرباً (!) فبدا وكأنه «ضحية» لجماعة من الغوغاء والهمج (!) وتتأكد وجهة النظر المتعاطفة مع «البطل» وضحايا منطقته، من المتضررين، بإمعان المخرج في تقديم الإشارات والدلالات التي لا يمكن تجاهلها؛ كالحيوانات النافقة والجدار الشاهق الذي يُحاكي الجدار العازل الذي بنته إسرائيل، والمتاجر التي أغلقت أبوابها وتحول أصحابها إلى «بودي غاردات» (!)

لم يترك يسري نصر الله للمشاهد أن يحكم بنفسه أو يكون قناعاته على أسس صحيحة، واعتبارات يمكن أن تدخل في إطار العقل والمنطق، وواصل حشد أسلحته العاطفية بتركيزه على «البطل» وقد أصبح منبوذاً، هو وأطفاله، بين أهله وعشيرته لأنه أساء إليهم بسقوطه والتنكيل به، فما كان منهم سوى أن حرموه وعائلته الصغيرة وحصانه من الزاد، لولا الناشطة «ريم» (منة شلبي) التي تعاطفت معه وهرعت لإنقاذه، ولم تتردد في الدخول معه في علاقة فجة ومقحمة تبادلا فيها القبلات الساخنة بحجة أن نساء نزلة السمان يتجاهلن، وربما يشجعن، إقامة علاقات بين أزواجهن والنساء اللائي يزرن المنطقة في إطار «البيزنس» (!) فالزوجة (ناهد السباعي) تلتقي «الناشطة» في مشهد عبثي ولا تتردد في مكاشفتها بأنها تعرف، ولا تمانع!

أجواء غير مستساغة حتى لو تصور البعض أن نزلة السمان أقرب إلى «مستعمرة غربية» تحكمها عادات وتقاليد لا نعرفها، لأن في هذا إيحاء بأن المبدأ الميكافيللي الوصولي الانتهازي هو الذي يسيطر على أهلها، وفي هذا إدانة لهم، ولا يحقق التعاطف الذي استهدفه الفيلم، الذي رسم مخرجه ملامح إنسانية لوجوه مهزومة، وبرع في المزج بين اللقطات الأرشيفية للأحداث الحقيقية، والمشاهد الدرامية التي صورها من زوايا تخدم رسالته التي أراد توصيلها، لكن براعته لم تنقذ الفيلم من الثرثرة، وتحول إلى عظة أخلاقية أو خطبة كالتي يتم إلقاؤها من فوق منابر المساجد، وبقيت رؤية الفيلم السياسية ملتبسة ومضطربة ومُشوشة، ولا يصدق أحد أنها صدرت عن مخرج «تقدمي» اسمه يسري نصر الله!

magditayeb@yahoo.com

الجريدة الكويتية في

08/10/2012

 

الدور الأحب إلى النجوم… مركّب ونابض بالتناقضات

كتب: بيروت - ربيع عواد  

ما الدور الأحب إلى النجوم ولماذا؟ سؤال يرتسم في كل مرة يؤدي هؤلاء أدواراً جديدة قد تتفوق على الأدوار السابقة سواء من ناحية التركيبة أو الأداء المتسم بالتناقضات العاطفية، أو الشهرة الواسعة التي توفرها. من الطبيعي، إذاً، أن يتغير رأي النجم بالدور الأحب إلى قلبه في كل مرة يجسد فيها شخصية يتفاعل معها بشكل كبير وتبرز إمكاناته التمثيلية وتوسع انتشاره.

لا يفرّق الممثل كارلوس عازار بين الأدوار التي أداها على الشاشة، فقد كلفته جهداً وتعباً يكاد يكون نفسه، لكن مشاركته في «ديو الغرام» كانت لها نكهتها الخاصّة، لا سيما أن نتيجة المسلسل جاءت متكاملة وعلى قدر التوقعات، حسب قوله.

أضاف: «في «ديو الغرام» أديت بطولة مطلقة للمرة الأولى، من هنا اختلافه عن باقي المسلسلات التي شاركت فيها، إضافة إلى أنه قدمني كممثل ومغنٍ، وهما مهنتي الأساسية، وعرض على شاشة مهمة مثل المؤسسة اللبنانية للإرسال وفي شهر رمضان الذي تتنافس فيه أهم الأعمال العربية. هذه العوامل مجتمعة ساهمت في أن يكون المسلسل مختلفاً ونقلة نوعية في مسيرتي الفنية».

انتشار وتواصل

تؤكّد الممثلة تقلا شمعون أن دور «عليا» الذي أدته في مسلسل «روبي» ساهم في انتشارها ولمست ذلك من خلال وجودها في الأماكن العامة ومن خلال الـ «فايسبوك»، وقالت في حديث لها: «سهل دور عليا تواصلي مع الناس. إنه محطة كبيرة في حياتي، وحقق لي انتشاراً واسعاً، عرض على شاشات «أم بي سي» والمؤسسة اللبنانية للإرسال و{الأولى» المصرية. وفي أثناء زيارتي البحرين فوجئت بالناس يتهافتون علي في الشارع ويعبرون لي عن إعجابهم بالدور».

أضافت: «يقول الممثل والمخرج الروسي تشايكوف على الممثل أن يتعلم مخاطبة شخصيات لا تنتمي إلى زمنه ولا إلى خبرته الإنسانية أو مستواه الاجتماعي. بالنسبة إلي، أنا لست أماً، ما يعني أنني حاورت شخصية لا تنتمي إلى خبرتي، إلا أنها واقعية وحقيقية، وهنا تكمن قدرة الممثل».

أما الممثلة كارول الحاج فتشير إلى أن كل عمل قدمته كان نتيجة درس وتأن، لكنها تنحاز إلى دورها في مسلسل «مريانا» الذي حصد نجاحًا، وقالت: {أديت هذا الدور بفرح ومتعة مع أنه كان عميقًا وغير سطحي. كذلك أحببت دوري في مسلسل «الرغيف» المقتبس من قصة الكاتب توفيق يوسف عواد، وتدور أحداثه في الحرب العالمية الأولى ويصور تصرفات العثمانيين المشينة في حق اللبنانيين، لكنه لم يحصد نسبة مشاهدين مرتفعة لأنه عرض على شاشة تلفزيون لبنان».

تضيف أنها لا تتكل على الجمال فحسب، وأن ثمة ممثلين كثراً يشاركونها الرأي، «لكن المنتجين ومحطات التلفزة يتكلون على الجمال وعلى عارضات أزياء، مع أن الجمهور يفرح بدور جميل وليس بممثل جميل».

أدوار مركبة

أدت الممثلة باميلا الكك أدواراً مركبة في غالبيتها من بينها: فتاة مقعدة، امرأة زانية، مثليّة وغيرها، إلا أن دور «فدوى» الذي أدته في مسلسل «ديو االغرام» شكل إضافة جديدة ومهمة في مسيرتها المهنية، «فهي شخصية عانت من موت شقيقتها وشلل والدتها وعقدة أبيها».

أضافت: «في البداية، ارتسمت تساؤلات حول الدور، لكن مع مرور الحلقات ظهر سبب قسوة هذه الشخصية على الآخرين. حتى إنها قست على جسدها في مشاهد كثيرة… الدور مركب وصعب، وترغب كل ممثلة في تجسيده لأنه يستفزّ الشخص نفسه».

وكشفت الكك أن أهلها كانوا يشاهدونها على التلفزيون ثم يسألونها: كيف استطعت إخراج هذه المشاعر كافة؟

«دور نجلا في مسلسل «باب ادريس» أحد أجمل الأدوار التي أديتها منذ انطلاقتي في عالم التمثيل»، هذا ما قالته الممثلة نادين نجيم التي تفتخر بالمشاركة في مسلسل لبناني ضخم نافس الأعمال الدرامية العربية على شاشة رمضان منذ عامين، وأوضحت في حديث لها: «لفتتني الشخصية التي جسدتها منذ قراءتي الأولى للسيناريو لأنها جديدة ومختلفة عن الشخصيات التي قدّمتها سابقاً، ولا بد من أن تشكّل نقلة نوعية في مسيرتي التمثيلية».

أضافت: «أعجبني الدور لأن مساحته خوّلتني إبراز إمكاناتي وقدراتي التمثيلية، إضافة إلى تركيبته وتطوّر الأحداث المتمحورة حول نجلا، امرأة تخون زوجها زكريا (يوسف حداد) مع ضابط فرنسي وتنجرف معه في علاقة غرامية وتنجب منه طفلاً لتبدأ رحلة عذابها وتعاستها».

الجريدة الكويتية في

08/10/2012

 

بعد المنافسة القوية للأفلام التركية الخمسة واليونانية

حمولة الإيطالي يفوز بجائزة الفيلم القصير في طنجة

(طنجة – أ ف ب) 

لم تأت نتائج مهرجان الفيلم القصير المتوسطي في طنجة على غرار توقعات النقاد والمتابعين للأفلام المشاركة، حيث اقتنص فيلم إيطالي أكبر جوائز المهرجان، رغم وجود خمسة من أبرز الأفلام التركية، إضافة إلى الحضور اليوناني اللافت.

فاز الفيلم الايطالي «حمولة» (كارغو) للمخرج الشاب كارلو سيروني بالجائزة الكبرى، في الدورة العاشرة من مهرجان طنجة للفيلم القصير المتوسطي مساء أمس الأول، بينما لم تنل تركيا، التي شاركت بخمسة افلام، الا جائزة افضل ممثلة، في وقت توقع لها الكثيرون من النقاد ومتابعي المهرجان ان تفوز بجائزة اكبر.

وقال مخرج الفيلم، تعقيبا على فوزه، لوكالة فرانس برس، «انا سعيد جدا لان المسابقة تضمنت الكثير من الافلام الجيدة وذات المستوى العالي التي شاهدتها، مثل الافلام التركية… انا فخور بنيل الجائزة».

وكان فيلم تركي نال الجائزة الكبرى للمهرجان العام الماضي، واتت نتائج الدورة العاشرة مفاجأة، لان الافلام التركية المشاركة هذه السنة كانت ذات قيمة فنية متميزة وكذلك اليونانية.

دفاع عن المثليين

وفاز بالجائزة الخاصة للجنة التحكيم فيلم «كيف ما يقولو» للمغربي هشام عيوش، واعتبر رئيس لجنة التحكيم انه يجسد قصة اوديب معكوسة، «وهذا الانعكاس وهذا التعارض هو ما لفت انتباهنا، كما بالنسبة للفيلم الذي منحناه الجائزة الاولى».

وارسل عيوش، الذي غاب عن حفل الختام، كلمة قرأها بطل فيلمه، ندد فيها بـ»نفاق المجتمع المغربي» بشأن مسألة المثلية، كما ندد بمادة القانون المغربي التي يعاقب بناء عليها المثليون جنسيا.

ويسلط الفيلم التجريبي الانشائي، الذي قدم اساسا في بيانالي الفنون في الشارقة، على اعتراف ابن لابيه بأنه مثلي، وهي كلمة كان لها وقعها على الاب، عندما كانا في رحلة صيد في طبيعة جبلية.

وفاز فيلم مغربي قصير آخر هو «الليلة الاخيرة» للمخرجة مريم التوزاني بجائزة السيناريو التي كافأت عملا صور تقاليد معينة مرتبطة بوفاة جد في احدى الاسر، وكيف تقبل الام التقاليد التي ترفضها طفلة ترتبط بجدها بعلاقة قوية.

ضعف الميزانية

وكان الناقد آيت عمر المختار اعتبر قبل اعلان الجوائز ان مستوى المشاركات العربية عموما ضعيف، مرجعا ذلك إلى «ضعف ميزانية انتاج الفيلم القصير العربي الذي مازال في مرحلته الاولى».

وكانت جائزة الاخراج من نصيب فيلم «مظلة» الكرواتي للمخرج جور بافلوفيتش، الذي التقط حقيقة علاقة بين شاب وشابة جاءته فجرا لتسترد مظلتها.

وفاز بجائزة افضل ممثل ريشات اربانا عن دوره في فيلم «ما وراء النهر»، للمخرج صابر كنكي من مونتيتغرو، بينما منحت بلسيم بيلجان جائزة افضل ممثلة عن دورها في فيلم «صمت» للتركي رزان يشلباش، وهو شريط تدور احداثه في ديار بكر.

واضيفت جوائز التمثيل هذا العام الى الجوائز الاربع التي يمنحها المهرجان عادة، كما منحت جائزة الدورة العاشرة من المهرجان للمخرج الايطالي تيري غيليام عن فيلمه «عائلة باكلمها»، واستحدثت هذا العام ايضا جائزة الشباب التي تقدمها لجنة تحكيم شابة لفيلم تختاره، وقد توجت هذه اللجنة الفيلم السلوفيني «ابي هل يمكنني القيادة» للمخرج ميحا هوسيفار.

وشارك في مسابقة المهرجان هذا العام 45 فيلما قصيرا، قدمت من 21 بلدا متوسطيا، وسط حرص منظمي المهرجان، على ان يتمثل اكبر عدد ممكن من بلدان الحوض بأعمال اختلف مستواها، وشهدت الدورة العاشرة من مهرجان الفيلم المتوسطي عرض بانوراما للفيلم القصير المغربي، ضمت حوالي 40 فيلما، فضلا عن بعض العروض لافلام الطلبة.

الجريدة الكويتية في

08/10/2012

 

اعتزال الفن… بين الصمود والتأرجح والتراجع

كتب: بيروت - غنوة دريان  

ما الذي يدفع الفنان أو الفنانة إلى اتخاذ قرار بالاعتزال ثم الرجوع عنه والظهور على الشاشات في أدوار لا تخلو من الجرأة أحياناً؟ اللافت في هذه الظاهرة أن المال يؤدي دوراً رئيساً وخير دليل على ذلك أن فنانات كثيرات أعلنّ اعتزالهن وارتداء الحجاب، ثم عدن بعدما تراجعت مواردهن المالية.

منذ أكثر من عامين أعلن فضل شاكر أنه سيعتزل بحجة أن الفن أمر محرّم دينياً، إلا أن مقربين منه أقنعوه بأن هذا المجال يساعده على القيام بأعمال خيرية، وفعلاً استمر فضل في مسيرته. لكنه طالما ردد أنه لا يعيش حالة استقرار نفسي، إلى أن اندلعت الثورة السورية وظهر الشيخ أحمد الأسير فشعر شاكر أن الوقت حان لاتخاذ قرار تردد فيه طويلاً، فكان الاعتزال والتوجه نحو الانشاد الديني وليس الانشاد الصوفي، في خضم الثورة السورية.

ظهر شاكر أمام جمهوره فناناً لديه قضية يعمل لأجلها، تماماً مثل الفنان الإماراتي محمد المازم الذي غزا الساحة الغنائية العربية بقوة وكان نجماً من الصف الأول وصور كليبات عالية الكلفة، ثم ما لبث أن انسحب من الساحة الفنية وتفرغ إلى الإنشاد الديني، وهو يعيش بعيداً عن الأضواء في وطنه.

اعتزال لا اعتزال

بعد وفاة رفيق مسيرتها الفنية علاء ولي الدين، عاشت حنان ترك صراعاً بين أن تبقى حنان النجمة الجميلة وبين ارتداء الحجاب والالتزام الديني، وبعد سنوات حزمت أمرها وارتدت الحجاب وأعلنت اعتزال العمل الفني والتفرغ للعبادة والتعمق في أمور دينها. لكن هذا القرار لم يستمر طويلا فعادت حنان إلى التمثيل بالحجاب على اعتبار أن الإغراءات المادية لم تتعارض مع الشروط الجديدة التي وضعتها للظهور على الشاشة. لكنها ما لبثت أن دخلت في صراع بين أن تكمل الفن أو تعتزل، فانخرطت في العمل الإنساني وخلال الشهر الفضيل أعلنت حنان أنها أسدلت الستار على مسيرتها الفنية واعتزلت بشكل نهائي لتتفرغ لرعاية أولادها الثلاثة، يوسف، آدم ومحمد، بالإضافة إلى الاهتمام بوالدتها.

فجأة، تردد أن حنان على أبواب الارتباط بإحدى الشخصيات الإخوانية، ورغم أنها لم تنفِ مسألة الارتباط أو تؤكدها إلا أن الواضح تماماً أنها اتخذت قراراً نهائياً بالاعتزال.

أما عبير صبري فارتدت الحجاب بشكل مفاجئ في وقت كانت فيه مشروع نجمة صف أول، لكن ما لبث هذا القرار أن ذهب أدراج الرياح فعادت إلى الفن وخلعت الحجاب وأدت أدواراً جريئة، وقالت في أكثر من مناسبة إنها لم تستطع الاستمرار بارتداء الحجاب لأن أبواب الرزق أوصدت في وجهها.

أصيبت الفنانة الشابة ميرنا المهندس منذ سنوات بوعكة صحية دخلت على أثرها المستشفى فارتدت الحجاب، ثم ما لبثت أن خلعته عندما شفيت.

كذلك الحال بالنسبة إلى حلا شيحا التي تأرجحت بين ارتداء الحجاب والاعتزال، ثم العودة إلى الفن بالحجاب وخلعه لاحقاً، وأخيراً الاعتزال وارتداء النقاب والزواج.

عودة بعد غياب

سهير رمزي التي اعتزلت الفن لمدة 13 عاماً بعد ارتداء الحجاب عادت إلى الشاشة الصغيرة في مسلسل «حبيب الروح»، كذلك عادت سهير البابلي إلى التمثيل بعد سنوات من الاعتزال في مسلسل «قلب حبيبة».

في المقابل، شكّل الاعتزال بالنسبة إلى بعض الفنانات قراراً نهائياً، ومن أبرزهن شمس البارودي زوجة الممثل حسن يوسف، والممثلة شهيرة زوجة الممثل محمود ياسين.

في هذا المجال، ترى الناقدة الفنية سماح عبد الرحمن أن ظاهرة اعتزال الفنانات لم تعد تشكل مفاجأة بالنسبة إلى الجمهور، فغالبية الممثلات اللواتي قررن الاعتزال عدن إلى الشاشة لسببين، الأول مادي، بعدما يجدن أن حالتهن المادية الميسورة قد وصلت إلى نهايتها، فيما تتقاضى زميلاتهن أجوراً فلكية. أما السبب الثاني فنفسي، إذ يشعرن بحالة من الإحباط والكآبة بسبب انحسار الأضواء عنهن فتعود كثيرات منهن عند أول فرصة.

الجريدة الكويتية في

09/10/2012

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)