حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فيلمان غربيان عن 25 يناير أعمق من الأفلام المصرية التي خانتها السرعة

«أوسلو» و«المطاردة» في مهرجان بيروت الدولي.. السلاسة والقسوة

نديم جرجورة

 

ضمّ برنامج «البانوراما الدولية» بعض أفضل أفلام العامين الفائتين. «مهرجان بيروت الدولي للسينما»، المنعقدة دورته الثانية عشرة حالياً في المجمّع السينمائي «أبراج» (فرن الشبّاك)، جعل هذا البرنامج أقدر على تحدّي ضعف الدورة الحالية، وعلى جعلها مقبولة بالمقاييس السينمائية العامّة. الأفلام المختارة جديرة بالمُشاهدة. جديرة بالنقاش أيضاً. بعضها نال جوائز من مهرجانات دولية. هذا لا يكفي. لكنه مؤشّر على حُسن الأفلام، أو بعضها. المتابعات النقدية الرصينة والإيجابية ترافقت ونيل الجوائز. المُشاهدة كفيلةٌ بتبديد الغموض والالتباس. «وراء التلال» للروماني كريستيان مونجيو (9,30 مساء اليوم في «أبراج 2») دليلٌ على ذلك. «ذو لووبر» للأميركي راين جونسن (7 مساء الخميس المقبل في «أبراج 5» و«أبراج 2») أيضاً. اللائحة تطول. هناك «المُطاردة» للدانماركي توماس فينتربيرغ (7 مساء اليوم في «أبراج 2»)، و«تلك المرونة» (The Resilient Ones) للإيطالي فرانشيسكو كازولو (5 بعد ظهر اليوم في «أبراج 3»). هذا الأخير معقودٌ على الحراك الشعبي المصريّ، تماماً كـ«ثورة» (Uprising) للأميركي فردريك ستانتون (عُرض مرّتين يومي الخميس والجمعة الفائتين).

العين الأجنبية

هذه أمثلة. «ثورة 25 يناير» المصرية محور فيلمين غربيين. العين الأجنبية مختلفة عن النظرة العربية. قادرة على تبيان الأشياء بشيء من الحيادية أوضح. الهمّ الإنساني طاغ. لكن النظرة مغايرة لبعض الأفلام الأخرى، المبنية على «الثورة» نفسها، خصوصاً تلك التي أنجزها مصريون. السرعة عامل سلبيّ ضد صناعة الصورة السينمائية. هذا ما وقع فيه مصريون عديدون. العين الغربية جاءت بثقل ثقافي وسياسي واجتماعي مُحَمّل بتجارب ثورية وانقلابات وتحرّر، ممتدة على الثقافة والسياسة والاجتماع. «تلك المرونة» غاص في تشعّبات الحراك. نَهَل من معين لا ينضب، متمثّل بحيوية الشارع في مواجهة الطاغية. الأسئلة مشروعة، سواء تلك التي طالت اللحظة الراهنة، أو تلك التي تناولت مفاهيم شبابية عن الدين والسلوك الاجتماعي والعمل والنظام والفكر السياسي. فيلم «ثورة» يُشبهه. هناك تقاطعات مبنية على الغوص في التشعّبات نفسها، وإن ذهب ستانتون في طريق مغايرة لتلك التي سلكها كازولو. ستانتون التقى أناساً مختلفي الاهتمامات، يعملون في حقول عامة. بدا الأميركي مهموماً بتفاصيل الحراك من منظار تحليلي. الإيطالي ظلّ قابعاً داخل الحراك وحيويته الشبابية. لكن الأهمّ كامنٌ في قدرة الفيلمين على إضافة شيء جديد من التوثيق البصريّ لهذا الحراك. الوثائقيّ أداة تعبير وكشف ومعاينة. أداة قول خاصّ بالمخرِجَين، كما بالحدث وناسه.

أحد الأفلام المهمّة في «البانوراما الدولية» أيضاً: «أوسلو، 31 آب» للنروجي يواكيم تراير (عرض مرّتين يومي السبت والأحد الفائتين). الفيلم مقتبس من رواية «أمر زائل» (Le Feu Follet) للفرنسي بيار دريو لا روشيل، الصادرة في العام 1931: «ديمومة هذه الحكاية جذبتني»، كما قال المخرج النروجي الشاب، المولود في كوبنهاغن في العام 1974. أضاف: «جوهر الفن أن تعالج موضوعاً يرنّ عبر العصور كلّها. مسائل الرواية ملائمة ومعاصرة دائماً». المسائل؟ قد تكون عديدة. هناك صدمة الحبّ وخيبته. هناك اختبار الانتحار. هناك معالجة الإدمان. هناك التفاصيل الصغيرة أيضاً عن مدينة ومجتمع، وعن تحوّلات طرأت عليهما. تحديد زمن الفيلم وأحداثه بيوم واحد محاولة لتكثيف هذه التفاصيل وسرد حكاية أزمنة وحيوات. الشاب أندرس (أندرس دانيالسن لي) مُصاب بتمزّق ذاتيّ.

نفق

منذ بداية الفيلم، يواجه تحدّيات قاسية للخروج من نفق الخراب والموت غير المُنجَز. المدينة (أوسلو) حاضرة بلحظة سابقة على تحوّلها. أي قبل «الانفجار النفطي»، كما جاء في مقالة توماس سوتينل («لوموند»، 28 شباط 2012). أي عندما كانت لا تزال ريفية. بل أكثر ريفية مما صارت عليه لاحقاً. لكن الأهمّ كامنٌ في سيرة أندرس. في غضبه الدفين وانهياره العميق. أو ربما في رغبته في الخروج أيضاً. الفيلم الروائي الطويل الثاني لتراير (له «استعادة»، 2006) مشحون بكَمّ من الانفعالات المبطّنة والهواجس الظاهرة. مشغول بسلاسة لا تخلو من قسوة، هي قسوة الحياة والاشتغال الدرامي معاً.

هناك ما هو مشترك بين «أوسلو، 31 آب» و«المطاردة». المشترك كامنٌ في القسوة الناتجة من صدمة أو خيبة أو تبدّل أو انهيار. بداية «المطاردة» مختلفة. هناك ما هو جميل وطيّب. لوكاس (مادس ميكلسن) عانى طلاقاً حاداً. هو اليوم في مرحلة هدوء وسكينة: صديقة جديدة. وظيفة جديدة. محاولة دائمة لتوطيد علاقته بابنه. العلاقة بالابن سمة الفيلم السابق لفينتربيرغ «سابمارينو». العلاقة نفسها في «المطاردة» أعقد، لأن المساحة الدرامية مفتوحة على سؤال الإشاعة المغرضة. مفتوحة على معنى الاعتداء المعنوي ومفاعيله الخطرة. يجد لوكاس (40 عاماً) نفسه في ورطة. تُهمة سيقت ضدّه: إنه متحرّش جنسياً بالأطفال. لحظة واحدة بدّلت المعطيات والمسارات. تماماً كما في «سابمارينو»، المختلف جذرياً. اللحظة الواحدة حاضرة في الفيلمين. لكن الاتجاهات والمصائر والعوالم والفضاءات مختلفة. الشخصيات أيضاً.

هذه أمثلة. برنامج الدورة الثانية عشرة محمّل بأفلام عديدة. محمّل بتجارب وأساليب. أفلام عربية شاركت في «البانوراما الدولية». أولها «قصّة ثواني» للّبنانية لارا سابا («السفير»، 3 ـ 10 ـ 2012). ثانيها «ظلّ البحر» للإماراتي نواف الجناحي (عُرض مرّتين يومي الخميس والأحد الفائتين): قصّة حب بين مُراهقَين في مجتمع منغلق ومحافظ. تصوير لحالات إنسانية. سردٌ لتفاصيل عيش. حياة فقيرة ومُتعِبة. أشياء التقطتها عين/ عدسة المخرج الشاب، الذي يُعتبر أحد أبرز المخرجين الإماراتيين الشباب نشاطاً واشتغالات. فيلمه السابق «الدائرة» أمتن سينمائياً. «ظلّ البحر» أقرب إلى الرومانسية المبسّطة، والتشريح المتواضع لبيئة اجتماعية. غير أن للجناحي تجارب قصيرة أكثر وأهمّ أيضاً. مولع هو بالسينما. مهموم بجمالياتها. باحثٌ دائم عمّا يُعينه على تطوير أسلوبه.

السفير اللبنانية في

08/10/2012

 

آن ماري جاسر: هوامش على دفتر النكسة

رشا حلوة / عكّا 

بعد «ملح هذا البحر»، تعود المخرجة الفلسطينية بعمل روائي ثان يتناول مأساة اللاجئين الذين هُجّروا من أرضهم عام 1967. عُرض «لما شفتك» في «مهرجان تورنتو» أخيراً، وهو مرشّح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي

نفدت كلّ تذاكر العرض الفلسطيني الأول لفيلم آن ماري جاسر «لما شفتك» الذي أقيم منذ أسابيع في «مركز يبوس الثقافي» في القدس المحتلة. عبر هذا الشريط الذي يؤدي بطولته الطفل محمود عصفة، وربى بلال وصالح بكري، أرادت السينمائية الفلسطينية (1974) أن تكون القدس المكان الأول الذي يحتضن شريطها الروائي الثاني الذي تجري أحداثه إبان نكسة الـ 1967 أثناء عبور الآلاف اللاجئين المهجرين الحدود من فلسطين إلى الأردن.

لكنّ العمل يتمحور حول طارق ابن الـ11 عاماً (محمود عصفة) الذي انفصل عن والده أثناء الحرب، ثم وجد نفسه مع والدته غيداء (ربى بلال) في مخيم لاجئين مؤقت في انتظار العودة إلى فلسطين، لكنهما ينتظران تماماً كما انتظر جيل كامل قبلهما هُجر وشُرّد عام 1948. مع صعوبات التأقلم في مخيم اللاجئين والشوق للوالد، يحاول طارق البحث عن مخرج وأمل جديد، فتدفعه طبيعته الفضولية وروحه الحرة إلى الانضمام إلى معسكر سري للمناضلين الفلسطينيين.

اختيار صاحبة «ملح هذا البحر» للعام 1967 جاء لأهمية هذه السنة وتأثيرها في الفلسطينيين بمن في ذلك أسرتها. في الفترة التي كان فيها العالم يعيش أواخر سنوات الستين الملأى بتوق الشعوب إلى الحرية والتحركات الطلابية وحركات مناهضة للاستعمار، كان الفلسطينيون يعيشون النكسة وقصصها، بمن في ذلك جاسر التي ترعرعت طوال حياتها وهي تسمع هذه القصص من عائلتها التي هُجرت من بيت لحم: «أردت أن أروي قصة عن هذه الفترة المهمة، كونها ذات صلة بما يحدث اليوم. بدأت في كتابة السيناريو في الوقت التي كنت في أمس الحاجة إلى الأمل في حياتي، وتجاه ما يحصل في محيطي ومع أبناء جيلي» تقول جاسر لـ«الأخبار».

اختارت جاسر طارق بطلاً لفيلمها لأنّها أرادت من خلاله أن تروي «كيفية تحوّل حياة أناس عاديين إلى حياة غير عادية بسبب أحداث لا علاقة لهم بها لكنّها تغيّر مجرى حياتهم». تشرح: «أردت أن أروي قصة شخصية عن أم شابة أرادت أن تحمي ابنها الذي لم تنكسر روحه بعد. في المقابل، هما مثل أي شخص في العالم. طارق يبحث عن استقلاله عن والدته ولا يريد أن تعامله كطفل. هذه مجرد قصة صغيرة من آلاف قصص العام 1967».

تتميز آن ماري جاسر بالتوجه «الحالم» والرومانسي في أعمالها كما في «ملح هذا البحر» وشخصيته الرئيسية ثُريا. تعود إلى المحور نفسه في «لما شفتك»، حتى في اختيار عنوان الفيلم. لا تعتبر أنّ التعامل مع النكسة من زاوية رومانسية أمر يناقض الواقع، فالمناضلون هم مجرد رومانسيين كما تقول. لذا، تصف الشريط بأنه خيالي يروي كيف ينظر طفل إلى العالم. لكن هذا الخيال لا يبتعد عن واقع المخرجة وواقع كثيرين، كون الفيلم يرتبط بقصتها الشخصية التي تعيشها اليوم بعد منعها من العودة إلى فلسطين قبل أربع سنوات: «تكسّر كلّ عالمي وقلبي» تقول جاسر. ولهذا انتقلت إلى الأردن حيث يمكنها أن ترى فلسطين. وتضيف: «عندما لم يُسمح لي بالعودة، وأصبح بإمكاني فقط أن أرى فلسطين عبر وادي الأردن، فهمت أمراً ما، أو شعرت بشيء لم أشعر به قبلاً مثل العديد من الناس الذين شُردوا وأصبح الجزء الأصعب من حياتهم هو الوقوف في مكان ما عند الوادي ورؤية فلسطين من دون الوصول إليها. هذه الأرض التي تعرفها بشكل حميمي لكنّك هُجرت ونُفيت منها رغماً عنك. وتحاول عندها التفكير في غباء مفهوم الحدود. هذا المنطق الذي يفصل البشر لأن هنالك مَن قرر وضع خط على الأرض هناك اسمه الحدود».

إشكالية التمويل

بعد «ملح هذا البحر» (2008)، قرّرت جاسر إنجاز فيلم يروي النكسة بتمويل عربي من دون انتظار ستّ سنوات (كما حصل مع الفيلم الأول) كي تحصل على دعم أوروبي لإنتاج شريطها الثاني. «علينا كسر نظام الاعتماد على أوروبا من أجل صناعة أفلامنا»، تقول لـ«الأخبار». «لما شفتك» الذي حصل على دعم «مهرجان دبي السينمائي» ومساعدة تمويلية من جهات يونانية، ابتاعت شركة «ذا ماتش فاكتوري» الحقوق العالمية لعرضه، إضافة إلى اختياره ليكون المرشّح الفلسطيني للتنافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

الأخبار اللبنانية في

08/10/2012

 

The Words

متاهة الالغاز الجميلة

فريد قمر  

هل تعرفون من يكون براين كلوغمان، هذا الرجل الذي لا تسرد ويكيبيديا أكثر من خمسة أسطر عنه؟ هل تعرفون ماذا يستطيع أن يحققه هذا المخرج المغمور في أولى تجاربه السينمائية الحقيقية؟ يكفي أن تشاهدوا فيلم «الكلمات» الذي كتبه وأخرجه بنفسه بمساعدة مغمور آخر هو لي سترنثال، حتى تعرفوا أنّ الأسماء غير المعروفة قادرة على تقديم فيلم يقارع أعمال أشهر المخرجين العالميين وبكلفة لا تتعدى ستة ملايين دولار.

لعلّ أجمل الأفلام الدرامية هي تلك المشغولة بتقنيات رفيعة المستوى. لا نتحدث هنا عن المؤثرات البصرية التي تبهر أكثر مما تمتع، ولا عن التصوير الذي يصنع من الفيلم تحفة فنية تكون أحياناً على حساب المضمون. بل نتحدث عن تقنيات كتابة القصة بما فيها من ابداع أدبي في كتابة الشخصيات، وحياكة قصص متشعبة في قصة واحدة. والأكثر من ذلك هو تفعيل خط تفاعلي مع الجمهور بما يجعله يشارك في كتابة أحداث الفيلم وتحديد حقيقة شخصياته وصولاً الى كتابة النهاية. القصة الابداعية في The Words هي التي تجعله فيلماً سيندم محبّو الدراما اذا خدعتهم الأسماء المغمورة فأسقطوه من لوائحهم.

يتحدث العمل عن قصة كاتب مشهور ينجز رواية عن كاتب مغمور يفشل في نشر أولى رواياته حتى تقع بين يديه رواية قديمة ومجهولة المصدر، فيقرر سرقتها ونشرها باسمه فتعرف نجاحاً لا مثيل له. لكنّ كاتبها الحقيقي يظهر فجأة وتبدأ المغامرات وينتقل الفيلم من حقبة زمنية الى أخرى ومن قصة مكتملة المعالم الى أخرى. ما يربط بينها ذلك الصراع الغريب بين الضمير والشهرة الذي تكون ضريبته إما التخلي عن المجد أو العيش في عذاب أبدي لا فرار منه. قد تبدو القصة عادية لكنّ الملائكة تكمن في التفاصيل التي لا نسردها كي لا تضيع متعة الاكتشاف. تظهر في الفيلم شخصيات لا يربط بينها سوى مخيلة المشاهد، فهو الذي يقرر أياً من الروايات هي الرواية، وأياً منها هي الحقيقة. يدخل المشاهد في متاهة من الالغاز الجميلة التي بدل أن تكشفها نهاية الفيلم، تزيدها غموضاً، لكن ليس ذلك الغموض العبثي الذي شاهدناه في أفلام مثل Shutter Island (من اخراج مارتن سكورسيزي) التي تزعج المشاهد، بل ذلك الغموض الذي يبقيه راضياً واضعاً بين يديه حق كتابة الخاتمة كما يشاء.

الفيلم هو أول الأعمال الإخراجية لبراين كلوغمان ولي سترنثال اللذين كتباه أيضاً. وقد اختارا بطلاً له برادلي كوبر الذي عرفه الجمهور كممثل كوميدي وسيم. لكنّه في «الكلمات» يبرهن عن موهبة جديدة كممثل درامي بارع، إضافة إلى الممثلة زوي سالدانا.

قد لا يبدو اسم المخرجين مغرياً حتى اللحظة، لكن فيلم «الكلمات» سيعبد له الطريق نحو الشهرة. واذا كنتم تشكّون في ذلك فعليكم مشاهدة الفيلم ولو على «دي. في. دي» بعد انتهاء عرضه في الصالات اللبنانية.

الأخبار اللبنانية في

08/10/2012

 

مهرجان لندن السينمائي: الحفيدة الاوسترالية تجدّد المغامرة

فيصل عبد الله / لندن 

«ثورة خريفية» لم تعتدها التظاهرة السنوية منذ فترة طويلة. المديرة الفنية الجديدة كلير ستيورات أجرت تغييرات جذرية على الدورة الـ56 التي تنطلق يوم الأربعاء المقبل، مع استحداث مسابقات جديدة، وعروض أولى لأكثر من 14 فيلماً

في العاشر من تشرين الأول (أكتوبر)، ينطلق «مهرجان لندن السينمائي» بحلته الجديدة ويستمرّ حتى 21 منه. كما يقترح البرنامج اللافت حقاً، ستشهد الفقرات التقليدية للدورة الـ56 عدداً من التغييرات الجذرية أقرب ما تكون الى إعادة هيكلة لقواعدها وسلم أولوياتها. إذ استُحدثت فقرة مسابقة أفضل فيلم. وللمرة الأولى، اعتُمدت تقسيمات جديدة لعروض المهرجان، فضلاً عن توسيع دائرة فعالياته لتشمل أغلب أطراف العاصمة البريطانية، وخصوصاً مناطقها الشمالية.

في خطوة جريئة، قررت المديرة الفنية الجديدة الناقدة والكاتبة الأوسترالية كلير ستيورات كسر تقليد توارثته دورات هذه التظاهرة العريقة من خلال إبراز مسابقات المهرجان الثلاث الأساسية لتحتل واجهة البرنامج. هذا العام، استُحدثت مسابقة جائزة «أفضل فيلم» (12 شريطاً في المسابقة) للمرة الأولى. ومثلها هناك «جائزة سوذرلاند» لأفضل عمل أول (12 شريطاً) حيث تنافس السعودية هيفاء المنصور بفيلمها «وجدة» والشابة المصرية البريطانية سالي الحسيني «شقيقي الشيطان». فيما تمنح عادة جائزة الرائد الاسكتلندي في صناعة السينما الوثائقية جون غريرسون «لأفضل شريط وثائقي».

لعل هذه الخطوة تشي بتقديم منصة تهدف إلى استقطاب الأصوات السينمائية الجديدة وإغرائها في المشاركة من جهة، وإضفاء حيوية افتقدتها هذه التظاهرة السنوية لفترة طويلة من جهة ثانية. صحيح أنّ القائمين على هذا المهرجان نجحوا في استقطاب 14 فيلماً روائياً تعرض للمرة الأولى عالمياً، وإلى جانبها 34 تعرض للمرة الأولى أوروبياً، إلا أنّ السواد الأعظم من الأفلام الــ 225 الطويلة والوثائقية القادمة من 45 بلداً، سبق أن عُرض في «مهرجان كان السينمائي الدولي»، وبدرجة أقل في «مهرجان البندقية السينمائي الدولي».

ولم تكتف ستيورات بهذا التغيير الكبير، بل اختارت «ثيمات» محددة لجذب المشاهد على أساس خياراته السينمائية. هناك أعمال تقارب موضوع «الحب» جُمعت تحت تظاهرة تحمل هذا الاسم وضمّت 24 شريطاً سينمائياً، وعلى رأسها رائعة النمساوي مايكل هانيكي «حبّ» الذي نال سعفة «كان» الذهبية أخيراً، ومثله فيلم الإيراني عباس كياروستامي «مثل عاشق» الذي يقتفي قصة يابانية هذه المرة بعد عمله الأوروبي «نسخة طبق الأصل». ويضم المهرجان تظاهرة «مثير للنقاش» التي تشمل عرض 17 شريطاً، منها عمل الإيطالي ماتيو غاروني «واقع» الذي يوجّه تحيّة إلى سينما الواقعية الإيطالية في الستينيات، وقد فاز بالجائزة الكبرى في «كان» أيضاً. وتضم هذه الفقرة أيضاً شريط الهندية ميرا ناير «الأصولي المتردد» المقتبس عن رواية بالعنوان ذاته للباكستاني محسن حميد الذي افتتحت به دورة «مهرجان البندقية» الأخيرة. إلى جانبه، يحضر شريط الجزائري مرزاق علواش «التائب» الذي يستعيد سنوات «الجمر» التي عاشتها بلاده في مطلع تسعينيات القرن الفائت. وهناك عرض لشريط الإيراني مسعود بخشي «عائلة محترمة» الذي يضيء على تأثيرات سنوات الحرب العراقية ــ الإيرانية في مطلع ثمانينيات القرن الماضي على العوائل الإيرانية. ومثله شريط الأرجنتيني بابلو ترابيرو المهم «الفيل الأبيض». على المنوال نفسه، يُعرض ضمن فقرة «جرأة» 22 شريطاً سينمائياً، ومنها عمل المكسيكي الرائع كارلوس ريغاداس «ضوء بعد العتمة» الذي خطف جائزة أفضل إخراج في «كان». أيضاً، يأتي فيلم الدانماركي توبياس ليندهولم «خطف»، مستحضراً عوالم القراصنة الصوماليين. ويقدم شريط «الشتا اللي فات» للمصري إبراهيم البطوط الذي عُرض في «مهرجان البندقية» لمحات لما عاشته مصر أثناء التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام. فيما ضمت فقرة أفلام «التشويق» 12 عملاً، منها «قيصر يجب أن يموت» للأخوين باولو وفيتوريو تافياني اللذين توِّجا بـ«الدب الذهبي» في الدورة الـ62 من «مهرجان برلين السينمائي الدولي» الأخير. على الجانب الآخر وضمن فقرة أفلام «الرحلة»، نشاهد 23 شريطاً، على رأسها فيلم الروماني كريستيان مونجيو «خلف التلال» (جائزة أفضل سيناريو في «مهرجان كان») و«عشرة + عشرة» للتايواني هو هسياو ـ هسين، و«حجر الصبر» للروائي الأفغاني ـ الفرنسي عتيق رحيمي. فيما ستحتفل هذه الدورة بفقرة «الموسيقى». وسيكون شريط «إعصار اللهب» للمخرج بريت مورغان بمثابة تحية لفرقة الـ«رولينغ ستونز» في مناسبة نصف قرن على انطلاقتها الفنية.

لكن الأنظار ستتجه هذا العام نحو فقرة «المسابقة الرسمية لأفضل فيلم»، وما ستثيره من اهتمام نقدي وشعبي عبر تسجيلها سابقة في تاريخ هذه التظاهرة السينمائية. ويأتي شريط «عن الصدأ والعظام» للفرنسي جاك أوديار في مقدمتها، ومثله «أطفال منتصف الليل» للهندية ديبا مهتا المقتبس عن رواية سلمان رشدي الشهيرة، و«جينجر وروزا»، لسالي بوتر، و«في البيت» للفرنسي فرانسوا أوزون. فيما أبقت البرمجة الجديدة على فقرات «الأفلام التجريبية» و«كنوز الأرشيف المرممة» و«المحاضرات» على حالها من دون أن يطاولها أي تغيير.

وتفتتح هذه الدورة بشريط التحريك Frankenweenie للأميركي تيم بورتون في عرضه الأوروبي الأول. وسيكون في إمكان المشاهد البريطاني متابعة حفل الافتتاح وضيوف ونجوم السجادة الحمراء، من خلال شاشات مخصصة لهذا الغرض على طول هذه الجزيرة. فيما وقع الخيار على شريط «الآمال الكبيرة» للبريطاني مايك نويل، ليختتم هذه الدورة الاستثنائية بكل معنى الكلمة. ذلك أنّ حماسة كلير ستيورات ورهاناتها تكمن في «تثوير» هذه التظاهرة، إن صحّ التعبير، وجعلها تستجيب لمنطق التغييرات الهائلة التي تشهدها سوق الفيلم التي يتحكّم بها العملاق الهوليوودي، وتكتسحها التقنيات الحديثة. ولعل تجربتها في «مهرجان سيدني السينمائي» حين كانت قيصره المجدد، ستشفع لها. ربما هي «ثورة خريفية» لم يعتدها البريطاني ــ فرداً ومؤسسة ــ منذ فترة طويلة وجاءت رياحها من الأحفاد الأوستراليين.

«مهرجان لندن السينمائي»: من 10 حتى 21 تشرين الأول (أكتوبر) ـــ http://www.bfi.org.uk/lff

عودة إلى «فرانكشتاين»

يُعرض Frankenweenie حالياً في الصالات اللبنانية (أمبير ـــ 1269). العمل التحريكي الثلاثي الأبعاد بالأبيض والأسود، هو إعادة لفيلم بورتون القصير الذي أنجزه عام 1984 بالعنوان نفسه. الفيلم ليس سوى تحية إلى «فرانكشتاين» لجايمس ويل (1931) المقتبس عن قصة ماري شيلي بالعنوان نفسه. في Frankenweenie، يستخدم الصبي فيكتور قوة العلم لبعث كلبه الذي نفق.

الأخبار اللبنانية في

08/10/2012

 

Cine Jam:

ماراتون شبابي في «مترو المدينة»

فريد قمر  

في بيروت، تنمو تجربة جديدة تقودها المصورة السينمائية موريال أبو الروس من خلال ورشة عمل تقام في «مترو المدينة» في الثامنة من مساء الغد ويشارك فيها عدد من الشباب الطامحين إلى مساحة ما في المستقبل السينمائي المحلي على الأقل.

هي بيروت كما كانت أبداً المدينة ذات الشخصية المنفصمة التي تعيش فيها عوالم استطاعت أن تستقل عن عوالم المدينة الأخرى وتبني لنفسها هوية خاصة. وفي أحد تلك العوالم، تعيد المدينة إنتاج فنونها، جيلاً تلو جيل. غير أن ما يلزم المدينة هو مساحة لتراكم النتاج الفني، تمهيداً لغربلته.

لعل هذا ما تسعى موريال أبو الروس إلى تحقيقه من خلال تجربتها Cine Jam. في سنوات قليلة، استطاعت أبو الروس أن تصبح من أهم الأسماء في عالم التصوير السينمائي مع عدد من الإنجازات المحلية والعالمية التي حققتها عن أفلام مثل «مارسيدس»، و«رصاصة طايشة» و«تيتا ألف مرة»...

في Cine Jam، تحاول أبو الروس أن تستثمر تجربتها في جيل جديد لمساعدته على توضيح أفكاره واكتشاف قدراته وحثّه على وضع أفكاره في أشرطة سينمائية. لذا جعلتها ورشة عمل مجانية ومفتوحة لكل من يرى في أعماله فناً، مقتبِسةً من جان رينوار قوله: «كل من ينجز عمله بفنّ هو فنان». أثمرت ورشة العمل 12 فيلماً قصيراً لمخرجين شباب، هي: «توسكا» (4 دقائق) لإلياس دعبول الذي استعار عنوان الفيلم من كلمة توسكا الروسية التي تعني الألم الداخلي أو الروحي. فيما تشارك سيريل عريس بفيلمها «ميترونوم» (5 دقائق) الذي ينقل اللحظات الأخيرة بين الأب وابنه من خلال عيني الحفيد. أما منيرة عقل، فتشارك في فيلمها «ممزق» (6 دقائق) الذي يتحدث عن فتاة تعيش مناخاً عائلياً صعباً، فتبدو حياتها ممزقة بين أطراف الصراع. وبدورها، تشارك ليمي مقدود بفيلمها «بيت» (8 دقائق) الذي تقتطع فيه جزءاً من يوميات امرأة بهواجسها وسلوكها، إضافة إلى شريط إنعام عطار «كان يا ما كان... الديناصور» (6 دقائق)، وهو فيلم تجريبي يراوح بين الواقع والخيال.

ومن الأفلام المشاركة أيضاً «عين الحسود تبلى بالعمى» لشيرين خوري (4 دقائق) و blank لدانيا بدير (5 دقائق)، وهو فيلم تجريبي، و«نور» (3 دقائق) لكريم غريب، وexpired (6دقائق) لفرح علامة الذي يتحدث عن حزن خسارة الأشخاص القريبين. وتشارك في ورشة العمل ريتا حداد من خلال فيلمها Howl (4 دقائق) الذي يأخذنا إلى عالم الطفولة حيث البعبع هو السيد الأعظم، ويان شعراوي من خلال «أحادية» (3 دقائق) عن الموسيقى والوحدة، وبشار خطار بفيلمه «انعكاس» (7 دقائق). إنّها تجربة أخرى لـ«مترو المدينة» الذي يقدم نفسه مساحة حية بديلة للفضاءات الثقافية الكثيرة الآخذة في الأفول في بيروت.

الأخبار اللبنانية في

08/10/2012

 

عروض

«بورتون» استعاد Frankenweenie بعد ٣٠ عاماً على تقديمه مع ديزني

«نيسون» واجه الألبان في تركيا وأضافهم إلى جثث مختطفي إبنته

محمد حجازي 

عديدة هي الأشرطة الجديدة ومنها دراما في ساعتين مع ثلاث ممثّلات مميّزات: فيولا ديفيس، ماغي غيللينهال وهوللي هانتر، يديرهن دانيال بارنز تحت عنوان Won't Back Down وآخر للمخرجة كريستن ماركون تدير مات ديلان، روكسان ميسكيدا، وباناهيما تايلور في شريط عنوانه The Most Fun youn Can Have Dying ومدّته ٩٧ دقيقة.

وتحتفل السينما الكرتونية بالمخرج الكبير تيم بورتون (٥٤ عاماً) من خلال فيلمه Frankenweenie الذي سبق له وقدّم نسخة منه عام ١٩٨٤ عندما كان يتعاون مع شركة ديزني، فكان شريطا من ٢٧ دقيقة قدّمه بعد عامين على عمله في سلسلة كرتونية بعنوان Vincent بالأبيض والأسود .. مدة الفيلم الواحد ست دقائق فقط أيضاً لحساب ديزني، ما يعني أنّ النسخة التي ظهرت الآن في ٨٧ دقيقة بعد ثلاثين عاماً بالتمام على الأولى، ليست أول تجربة كرتونية لـ بورتون، المخرج المتميِّز بالفانتازيا بمعنى أنّه يفهم السينما هكذا، يحبها هكذا، ويتابعها على هذا المنوال مستخدماً الكلب سباركي، بانياً عليه ابتكاراً لحيوان كبير على يد فيكتور فرانكنشتاين (صوت تشارلي طحان) ومعه في الحضور الصوتي لأداء باقي الشخصيات: كاترين أوهارا، مارتن شورت، مارتن لاندو، اتيكوس شافر، وينونارايدر، روبرت كابرون، كونشاتا فيريل، وجيمس هيرووكي لياو.

سبق لـ بورتون أنْ عمل مع أوهارا وويدر في شريط Beatle Juice (عام ٨٨).

Taken2
بميزانية ٨٠ مليون دولار صوّر أوليفيه ميغاتون الجزء الثاني من الفيلم مع أبطاله الرئيسين: ليام نيسون في دور برايان ميلز، وماغي غراس في شخصية ابنته الوحيدة كيم، مع فامكي جانسن في دور الزوجة لينور، والمشكلة التي يواجهها برايان هي أنّ الذين اختطفوا كيم في الجزء الاول من الشريط كانوا كلهم من الالبان، وهم أقارب وخلال دفن جثثهم أقسم سيدهم على الانتقام، وباشر اتصالاته لمعرفة تحرّكات برايان، حتى عرف أنّه بصدد زيارة تركيا مع عائلته، وبالتالي فإن الامور، مسهّلة جداً، وبالإمكان الانتقال إليها برّاً والوصول إلى عنوان الفندق حيث سينزلون، وبالتالي التصرّف معهم بأقسى درجات الحزم والحسم.

الألبان يتحرّكون بقيادة مراد كراسنيكي (راد سيربدزيجا) الذي فقد ابنه في المواجهة مع برايان، وبالتالي فهو يريد أفراد العائلة أحياء، ولا تكون الامور صعبة، حيث يتعقّب رجال مراد الكثيرون الزوجين، لكن بعد مطاردة بالسيارات داخل السوق، ينجوان، لكنهما سرعان ما يقعان بين يدي افراد العائلة المسلّحة، وبالتالي يوضعان في مكان واحد داخل احد المنازل الشعبية التركية.

ومن هاتف خلوي مخبأ في جوارب برايان يتصل بـ كيم ويعطيها توجّهات كي تهرب وتختبئ وتتحرّك، وتضبط تحرّكها على إيقاع وتوجيهات خريطة، اوصلتها الى مكان احتجاز والدها حيث أنقذته في الوقت المناسب ليفر من مدخنة تحتها مسدس أنقذه من الموت في مواجهة المسلّح الذي يحرسه وتخلصه منه.

وبعد مطاردات ومواجهات يقضي برايان على جميع مهاجميه، ويستعيد هدوءه مع مطلّقته وابنته ويُكمل الثلاثة معاً إجازتهم المريحة في تركيا بعيداً عن أي منغّصات بعدما تخلّصوا ممّن تبقّى من المسلّحين الألبان.

لمسات الفرنسي المنتج والمخرج والسيناريست لوك بيسون، واضحة جداً في النص في شكله، وتفاصيله متعاوناً كما في الجزء الاول مع المخرج والسيناريست روبرت مارك كامين، لكن وبعد أربع سنوات على الجزء الأول تبدّل المخرج من بيار موريل، الى ميغاتون، وبنقص دقيقتين في الفيلم الثاني عن الاول.

دردشة

كارمن لبس: أصوّر الحاجز الأخير وأحنُّ إلى التقديم

يصوّر كلٌّ من كارمن لبس، عمار شلق، منى كريم، وآن ماري سلامة، أدواراً بارزة في السداسية الإيرانية: الحاجز الأخير، في منطقة صور.

كارمن يُعرض لها حالياً: «هروب» وقبله كان «القناع»، وعندها عدد من الأعمال التي صُوِّرت سابقاً، وها هي اليوم تُعرض تباعاً وفي أوقات متقاربة وكانت حلقات: العائدة عرفت نجاحاً طيّباً، وفي وقت لاحق ستُعرض لها حلقات: كندة.

هي سعيدة بهذه الكثافة غير المقصودة:

- الصدفة هي التي جعلت أعمالاً عديدة تُقدَّم في أوقات متقاربة. التصوير حصل من فترة طويلة، والعرض هو الذي فاجأنا وبدا كأنّني أعمل ليل نهار، في التصوير.

·        كم يحتاج تصوير السداسية؟

- الوقت مفتوح بالكامل، والظرف العام هو الذي يحدّد، وأعتقد بأنّ شهراً ليس كافياً، فهناك مشاهد صعبة ومكلفة.

·        البعض يعتبرون أنّ كثرة ظهور الفنان لا تفيده كثيراً؟

- كمبدأ نعم، لكن عندما يتنوّع الحضور بين أدوار مختلفة ينتفي المانع الأول.

·        التكثيف إلى الآن .. تلفزيوني!

- أنت تعلم أنّ المشاريع محدودة ولا مجال للاختيار أو الانتظار، لذا فنحن نقول نعم لأفضل المتوافر والأمل أن نكون عند حسن ظن الناس.

·        بين الغضب والفرح ينقلب وجهك رأساً على عقب؟

- نعمة من الله.

·        وأيّهما تفضّلين؟

- الشخصية المكتوبة أفضل هي التي تعطيني حدّاً قوياً كي أتابع.

·        ألا تحنّين إلى التقديم في التلفزيون مجدّداً؟

- أقول نعم، وأعتقد بأنّني سأكون أفضل من المرة السابقة.

اللواء اللبنانية في

08/10/2012

 

اعتبروا الفن السابع منطقة محظورة لا يجوز الاقتراب منها والعبث بأي فيلم

صناع السينما المصرية يتحدون مقص الإخوان بقطع اليد

دبي - سماح السيد  

قال المخرج المصري المعروف خالد يوسف "من ستمتد يده للعبث بأي فيلم أو أي منتج فني، سنقطع يده، لأن هذا جزء من الشخصية المصرية وجزء من تراث الشعب المصري وتاريخه".

جاء ذلك في إطار المخاوف السائدة لدى صناع السينما في مصر والتي تتمتع بتاريخ عريق من أن يطالها مقص جماعة الإخوان المسلمين عقب وصولها إلى السلطة. وكانت قد تعرضت لهجمات نيابية من ممثليها في مجلس الشعب أثناء فترات مختلفة من حكم الرئيس السابق حسني مبارك.

ودفعت المخاوف عدداً من السينمائيين إلى مناقشة مستقبل السينما المصرية، إذا تدخل الإخوان في حرية التعبير، والتي يعتبرها أصحاب الفن السابع منطقة محظورة لا يمكن العبث بها.

إرث فني حافل صنعته أسماء في عالم الكتابة والإخراج على مدى عقود.. وجسدته وجوه جعلت من السينما المصرية تاريخاً وحضارة بين الشعوب.

قضايا سياسية واجتماعية وحتى اقتصادية أثرت هذا التاريخ السينمائي الذي عاصر أحداثاً ووثق أحداثاً أخرى.. ولكن بعض الفنانين المصريين اليوم، في تخوف من المساس بمستقبل السينما المصرية واستقلاليتها في ظل حكم الإخوان واعتلائهم هرم السلطة.

ولأن السينما تجسيد للواقع، فإن النقد وكشف الخبايا والعيوب كلها عناصر تدخل في مكونات الفيلم المصري، ومع اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير ثار هؤلاء السينمائيون أيضا على مقص الرقيب، واتخذوا من حرية التعبير مرتعاً للطرح والنقد.

وبحسب الكاتب بهاء طاهر فإنه كلما كان هناك صراع مع السلطة والسياسة، فإن ذلك يحفز الكاتب للإبداع لتكون كلمته بمثابة مقاومة لهيمنة السلطة.

التمرد والثورة على القيود أثار مخاوف السينمائيين من بسط هيمنة الإخوان على مستقبل الشاشة الكبيرة، خاصة إذا تم صناعة فيلم معارض لتوجهاتهم، فيما يخشى حراس هذه الصناعة من امتداد يد التغيير إلى ملامح تاريخ طويل من الأعمال الفنية.

ولكن أحمد سبيعي، المسؤول الإعلامي في حزب "الحرية والعدالة" يؤكد أنه لا يمكن منع أي فيلم سينمائي أو عمل درامي، والدليل أنه يعرض مسلسل الجماعة الآن مع أنه يتحدث عن الإخوان المسلمين.

أجيال متعاقبة واكبت النهضة السينمائية في مصر حتى أصبحت هذه الصناعة هرما رابعا يوثق حضارة لا يمكن تشويهها ولا الاقتراب منها إلا لمشاهدتها عن بعد فقط، هكذا يرغب أو يأمل على الأقل أصحاب الشاشة الذهبية.

العربية نت في

08/10/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)