فيليب كوت
منذ عام 1998 يُمارس "فيليب كوت"، وبطريقةٍ عفوية،
شكلاً من أشكال التجريب الغنائيّ، والمُتعدد المعاني،
Sédiments (2004)
هو أكثر
فيلم يُقرّبه من "دومنيك لانج" : سلسلة صور مأخوذة من العالم الخارجي (ماء،
أرض،
سماء) تختلط في مادةٍ كثيفة، ومع ذلك، حتى وإن تعرّفنا أحياناً على بعض
المواد،
فإننا لا نلاحظ مسيرةً بحثية كما نُدركها في (Romance d’automne)،
الصور موجودة
مسبقاً، وقد تمّ تصويرها أولاً بشريطٍ من مقاس سوبر 8 مللي، ومن ثمّ أُعيد
أفلمتها
مرةً أخرى، والعمل عليها بشريطٍ من مقاس 16 مللي.
فيEther (2003)
الصور التي
أصبحت ضبابية، تدور، وتتداخل، ولم تعدّ العين تستطيع السيطرة
على الأشكال التي
تحولت طبيعتها، وأصبحت حزمةً من الألوان، هنا، يعمد السينمائيّ إلى تدقيق،
وتشريح،
الصور، وفي بعض الأحيان، عناصر جسده.
فيFigure (2004)،
أوRepli
(2005)، يصبح
هو نفسه المادة الأساسية للعمل : نشاهد وجهه في لقطاتٍ كبيرة جداً تمّ
تشريحه
سينمائياً باللجوء إلى سرعاتٍ متنوعة في التصوير، يشارك، ويغذي
الخطّ المحوريّ
البصريّ للمشروع.
في عام 1998 بدأ "فيليب كوت" ينجز أفلاماً مرسومة مباشرةً على
شرائط شفافة، وعلى طولها، وبدون الأخذ بعين الإعتبار إطارات الشريط، كان
الأهمّ،
بالنسبة له، إكتشاف الحصيلة النهائية.
فيÉmergences 1 (1999-2003)
يعمد الفنان إلى إعادة تصوير بقايا من
شرائطه المرسومة، وهكذا، يمنح
تدفق الشريط الزاخر بالمادة توهجاً خارقاً لعموم تكويناته، ويبدو بأنها
تجربةٌ لا
تمتلك صلات قرابة، إنها، وبشكلٍ متناقض، فيلم من بدايات السينماتوغراف.
في Dissolution(2001)، يقدم الفنان خلاصته الشعرية الحقيقية : مواد طبيعية، عناصر
جسدية، شريطاً مرسوماً تندمج فيه تركيبة بالغة الثراء.
بيب شودروف
مع Charlemagne 2: Piltzer (2002)، وعن طريق
الإستعانة بمادةٍ بصرية مدتها خمسة دقائق تمّ تصويرها بشريطٍ من مقاس 8
مللي، وسرعة
9
صور في الثانية، وتسجيل صوتي بمدة 22 دقيقة تمّ تسجيل الإثنين خلال
حفلة "شارلمان
بلاستين" عام 1998 في باريس، يقدم "بيب شودروف" مساهمةً عالية في التجريب
المُعاصر،
حيث يُنشئ تقسيماً بصرياً مترجماً الموسيقى، بطريقةٍ إصطناعية، نوطةً نوطة،
وبتمديد
زمن اللقطات.
هو، بالآن ذاته، يمنح تكريماً لحظياً لهذا الفنان المُهتم
بالموسيقى المُتكررة، ويُثير الأفكار حول التجريد كعملٍ شكليّ بنيويّ.
يستخدم "شودروف"
عموم الـ 6945 نوطة المُسجلة خلال الحفل، وتقريباً جميع الكادرات التي
صوّرها، يترجم تأثير النوطات البصرية، ومونتاج الصور، حيث السالبة،
والموجبة،
بالأبيض، والأسود، الأزرق، الأصفر، الأحمر، الأخضر، الومضات،
ومسحات الألوان،
تستذكر من جديدٍ كلّ أنساق الصورة التجريدية المُتحركة من بدايات السينما
حتى يومنا
هذا.
بمنهجيةٍ، يعرض السينمائي طريقة عمله، شارحاً بأنّ سرعة عازف البيانو
تنجم
من الحالة المُتسارعة لتدفق الصور، وبأنه وجد معادلاتٍ بصرية للنماذج
المختلفة
للنوطات، والتوافقات، والسلالم الموسيقية، والإيقاعات
المُقترحة عن طريق الفنان
التبسيطيّ.
هوغو فيرلاند
"هوغو فيرلاند"، بالنسبة له، يمتلك تكويناً دراسياً
مزدوجاً، هو بالآن ذاته، مصورٌ، ودارسٌ للرياضيات، تتوجه ميوله نحو أعمال
"الأخوين
وايتيني"، والتجريد المُبرمج، ولا يدّعي بأنه مصممٌ عن طريق الكمبيوتر،
ولكن،
سينمائيّ، في أعماله التي أنجزها عن طريق الكمبيوترAldébaran
(2001)،
Géminga (2003)،
Bételgeuse (2004)
يُوسّع تساؤلات السينما التجريبية حول عدم تجانس
الملامس، والمواد .
منذ
عام 1989 بدأ "فيرلاند" يُنجز أبجدياتٍ بطول 10 ثواني (تتابع صور من
الكمبيوتر
إنطلاقاً من نموذج رياضيّ واحد)، وفيما بعد، يُصور هذه الجدائل البصرية
صورةً صورة
بكاميرا 16 مللي، وهو عن طريق هذه الخطوة، يرغب بأن يُرتب مكانياً عناصر
هذه
الأبجدية التي إبتدعها، ويتبيّن له، بأنه عندما يعرضها على سطح
آخر غير الشاشة،
وبالتحديد، جسد راقصة، يحصل على مشهديةٍ بصرية تشكيلية جذابة جداً.
في كلّ واحدٍ
من الأفلام الثلاثة المُشار إليها أعلاه، يستخدم جزءاً مختلفاً من الجسد.
يقول "فيرلاند" :
(في
هذه السلسلة من الأفلام، يتوجه طموحي نحو إعادة النظر بالجسد
عن طريق الصور المُتحركة، وإكتشاف فكرة الجسد من جديد في شكلٍ
أكثر إنسيابية) (17) .
في Géminga
، الجسد الذي تمّ إستخدامه بدل الشاشة، أصبح مكان إستقبالٍ من أجل
عرض أنماطٍ تمّ تشكيلها رياضياً، أو من أحبار مختلفة، نادراً ما تكون مرئية .
اليدان، عادةً بمفردهما، تظهران في بعض الأحيان مثل خطوط ضوئية بارقة
لأجزاء
تشريحية من الجسد، قطع من نسيج تلفت الأنظار.
الأنماط الناجمة عن طريق الضوء،
أشكالٌ بصرية ملونة، تحظى على تشكيليةٍ مبهرة، وتتخلى عن
برودتها الأصلية كي تصبح
حية تقريباً، مثيرة بما يكفي.
لا يفكر "فيرلاند" بالجسد الحاضر ـ الغائب من خلال
منظورٍ بنيويّ عن طريق التنظيم الذي وضعه، هنا، يتعلق الأمر بإبداعٍ حرّ
بين
أبجديةٍ إلكترونية جديدة تتقاطع مع تشكيلية جسد، الكلّ يُولد
مساحةً من عضوياتٍ
صغيرة جداً، تتكاثر بإستمرار.
يؤكد "فيرلاند"
:
(بالنسبة
لي، لا تنفصل فكرة
التجريد عن مفهوم اللغة، يتعلق الأمر بتحديد مفرادتٍ مناسبة من الأشكال،
وإنشاء
تعبير شعوريّ بدءاً من إتقان هذه اللغة
.
تتوجه فكرتي نحو بناء التجريد بدءاً من
لغةٍ رياضية، أفكر بمفهوم المكان، والبرمجة عن طريق الكمبيوتر
ملتمساً حدوداً جديدة
لهذه المغامرة الروحية التي بدأها الرسامون) (18).
رافائيل باسان
نوفمبر 2005-
يناير 2007
هوامش المُؤلف
:
(17)
ـ مقاطع من حوارٍ نُشر في مجلة
Bref
العدد 70(يناير
– فبراير 2005).
(18)
ـ مقاطع من حوارٍ نُشر في مجلة
Bref
العدد 70(يناير
– فبراير 2005).
هوامش المُترجم
:
Raphaël Bassan
وُلد "رافائيل
باسان" عام 1948 في بلغاريا، وهو مخرجٌ، وناقدٌ سينمائيٌّ فرنسيّ، متخصصٌ
في السينما التجريبية.
في البداية، توجهت إهتماماته نحو مسيرة أدبية، حيث أصدر
مع "هوبير حداد" عام 1970 مجلة متخصصة بالشعر
(Point d'être)، بينما أخرج أول
أفلامه القصيرة في عام 1969.
"جان بول بورر"، وكان واحداً من أعضاء المجلة
الشعرية، إستعاد ذكريات تلك السنوات في صفحات سيرته الذاتية (محاربو
الحلم)، وأشار
إلى "رافائيل باسان" بصفته شاعراً، وسينمائياً.
منذ ذلك الحين، بدأ "رافائيل
باسان"
يكرسّ نشاطه للكتابة عن السينما بشكلٍ عام، والتجريبية خاصةً، تلك التي كان
يتجاهلها معظم زملائه، وكتب مقالاته السينمائية في صحفٍ، ومجلاتٍ متعددة،
وأصبح
صحفياً محترفاً.
من جهةٍ أخرى، يعتبر واحداً من المجموعة التي أسّست في عام 1971
تعاونية التوزيع المُستقلة المُسمّاة "جماعة السينما الشابة" التي تُواصل
نشاطها
حتى اليوم.
خلال الفترة 2000-2010 تعاون "رافائيل باسان" كناقد سينمائي مع
مجلاتٍ أخرى، ومواقع فرنسية، وأوسترالية متخصصة، وشارك في تحرير بعض
المقالات في "الأنسكلوبيديا
العالمية"(من موقع ويكيبيديا).
الجزيرة الوثائقية في
07/10/2012
تأسيس المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان بتونس
وسيم القربي- تونس
على مدى سنين طويلة، ارتبط اسم تونس بالغياب الكلي
لحقوق الإنسان مقابل قمع جائر للحريات وإلجام أفواه التعبير الحرّ. بينما
نجحت
الديكتاتورية السابقة في انتهاك حقوق التونسيين وتأسيس توجّه
بوليسي يقمع كل من
تسوّل له نفسه بمعارضة النظام مما جعل الأمن خادما أمينا لذلك النظام
المتوحّش.
هكذا صارت تونس مضربا للأمثال لبلد لا
يحترم حقوق الإنسان بامتياز، وهو ما جعل
العديد من القائمين على إظهار الصورة المثلى لسياسة رشيدة
يحرصون على تلميع الصورة
بأموال لم تكن مباركة بالمرّة... بلد، عاش على أوهام الزيف كغيره من العديد
من
بلدان العالم الثالث. ومثل الحياة الاجتماعية والسياسية، كان للفنّ نصيب من
سياسة
الترهيب الثقافي الذي جعل الفنون، ونخصّ بالذكر الفنّ السابع،
يرزح تحت مقاصل
الرقابة لما تكتسيه الصورة من خطورة توعوية بالأساس.
اليوم، يتنفّس الشعب
التونسي الحرّية بحذر مفرط نتيجة تجاذبات سياسية ومخاض ديمقراطي عسير، في
حين ضاق
المواطن من إلباسه تُهم صورة التونسي الذي لا يحترم حقوق الإنسان وتبرّأ
ممّا أسّسه
النظام لصورة التونسي عامّة. اليوم، تشهد تونس الإعلان عن
تأسيس مهرجان سينمائي
دولي يعتني بحقوق الإنسان قد يكون بادرة فنية فريدة ليلتحق هذا البلد بركب
الدول
المتقدّمة على الأقلّ على المستوى الحقوقي.
الحقوقي
والسياسي في السينما التونسية: ثنائية التغييب والغياب
يرتبط مفهوم
حقوق الإنسان ضرورة بالسلطة السياسية، وقد كانت بدايات ظهور هذا المفهوم
منذ عصر
النهضة الأوروبية لتتجسّم بأكثر واقعية سنة 1789 من خلال الثورة الفرنسية
التي
أسفرت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقد ارتكز ميثاق حقوق
الإنسان بالأساس على
المساواة، حيث يتمتّع الإنسان بحقوق وحرّيات مثل التعبير الحرّ والحياة
الكريمة
والعيش الآمن والتعليم... كما أنه لا يتمّ التمييز بسبب العنصر أو اللون أو
الجنس
أو اللغة أو الدين أو الأصل الاجتماعي.
وحسب المادة الخامسة للإعلان فإنه لا
يجوز تعرّض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات
القاسية أو الوحشية أو
التعدّي على كرامته.
وباعتبار أنّ السينما إبداع فني غير معزول عن المجتمع فإنها
اتخذت بدورها شكلا إيديولوجيا وهو ما يشير إليه الباحث حميد تباتو حيث
يعتبر أنّ
الفنّ السينمائي "لا يبرز كعلاقة محايدة ومستقلة، ومعزولة عن الواقع، بل
يتحقق
باعتبار وظيفته الاجتماعية ضمن حقل الصراع السياسي". وبالتالي فإنّ السينما
ارتبطت
منذ بداياتها بالسياسة، حيث كانت مرآة عاكسة وتوثيقا لإيديولوجيات القرن
الماضي
ووثيقة شاهدة على قضايا سياسية وحقوقية واجتماعية ساهم في
إنضاجها فكر المخرجين
الذين تناولوا الصورة كأداة ووسيلة لنقد السلطة، ويمكن أن نذكر خاصة سينما
أوروبا
الشرقية على غرار سيرجي إنشتاين وتيار الواقعية الجديدة بإيطاليا
والتعبيرية
الألمانية وسينما الموجة الفرنسية الجديدة وصولا إلى سينما
العالم الثالث الذي
اهتمّ بعضها بالقمع السياسي.
ومن بين تجارب السينما الثالثة يمكن أن نذكر
السينما في تونس التي شهدت إقحام هذا الفنّ مبكّرا.
وبتأملنا لمدونة الصورة
يمكن أن نلاحظ أنّ هذه السينما التي بدأت مشروعها الجنيني في
فترة الستينيات لا
طالما كانت في صراع جدلي مع السلطة البورقيبية وديكتاتورية بن علي.
تعرّض
الكثير من المثقفين والسينمائيين خاصة إلى القمع الثقافي حيث التجأ المخرج
رضا
الباهي إلى تصوير فيلمه "شمس الضباع" بالمغرب سنة 1972 بعد أن مُنع من
التصوير وعرض
الفيلم في مرحلة ثانية باعتباره يحتوي على نقد توجهات الدولة آنذاك... لقد
عانى
المثقف التونسي ويلات التهديد والوعيد حيث زُجّ بالنوري بوزيد
في السجن نظرا
لمواقفه السياسية. واحتوت الكثير من الأفلام التونسية
على نقد ما للسلطة واهتمّت
ببعض ما هو حقوقي على غرار فيلم "يا سلطان المدينة" للمنصف
ذويب غير أنّ الصورة
السينمائية غالبا ما تصل إلى الشاشة الكبيرة معطوبة لكثرة الآثار الرقابية
التي
نهشتها فيم غاب الشريط الوثائقي عن الوجود.
كما
آثر العديد من المخرجين اجتناب السياسة ومشاكلها في صورهم فحاولوا قدر
الإمكان
الابتعاد عن مجازفات حرمانهم من الدعم المادي، بينما اعتمدت سياسة بن علي
بالأساس
تدجين البعض من المخرجين الذين فقدوا ضمائرهم وباعوا الالتزام
الذي يفرضه الفنّ
السينمائي فجُعلوا بمثابة الصورة الزائفة بتناولهم لقضايا حساسة والاستشهاد
بتجربتهم في ما بعد للاستدلال على حرية التعبير السينمائي.
وبين هذا التغييب
والغياب عانى المبدع التونسي لكنّ معاناته كانت شبيهة بمعاناة العديد من
السينمات
العربية.
المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان بتونس من 06 إلى 09
ديسمبر
ببادرة من المخرج التونسي الياس بكار ستقام الدورة الأولى
للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان بالعاصمة التونسية من 06 إلى 09
ديسمبر، حيث
أكّد بكار أنّ تأسيس هذا المهرجان جاء بعد جولته بفيلمه "كلمة
حمراء" واطلاعه على
مهرجانات عالمية مشابهة مثل مهرجان حقوق الإنسان بنورنبورغ بألمانيا، كما
أنّ الدعم
الذي تحصّل عليه من جهات حقوقية شجعه على خوض هذه التجربة.
ومن المنتظر أن
يمتدّ المهرجان طيلة أربعة أيام بمشاركة 15 فيلم تمثيلي ووثائقي من فرنسا
وبلجيكيا
وسويسرا وهولاندا وألمانيا وكندا والسينغال وسوريا ومصر وتونس... كما ستقام
ندوات
فكرية تهتمّ بالانتقال الديمقراطي والدور التربوي للسينما، ودور مهرجان
حقوق
الإنسان في النهوض والتربية على أساس قيم عالمية... كما ستحتضن
التظاهرة ورشات
لكتابة السيناريو من خلال محور حقوق الإنسان وتصويرها في ما بعد، في حين
ستشهد دار
الثقافة ابن رشيق إقامة معرض للتصوير الفوتوغرافي يهتمّ بنفس المحور.
بعد سنوات
من القمع، وبعد إلغاء مفهوم الشرطة الثقافية، يأتي تأسيس هذا المهرجان على
إثر ثورة
الحرية والكرامة في بلد اشتهر بقمعه للحريات، ويهدف هذا الحدث إلى النهوض
بثقافات
الديمقراطية وحقوق الإنسان خاصة وأنّ البلدان الغربية تجاوزت
الحديث عن حقوق
الإنسان الذي أصبح من تحصيل الحاصل وأصبحت اليوم تناقش حقوق الحيوان بعد
عصر النهضة
الأوروبية، نعيش اليوم على وقع عصر النهضة التونسية وننتظر تغييرا حقوقيا
طال
انتظاره في حين يقبع نفس الساهرين على القمع الثقافي في عهد بن
علي في أماكنهم إلى
حدود يومنا هذا.
الجزيرة الوثائقية في
07/10/2012
لندن السينمائي:
وثائقيات جريئة تناقش التابوات
لندن
/
عدنان حسين أحمد
تنطلق فعّاليات مهرجان لندن السينمائي الدولي
في العاشر من أكتوبر الجاري وتستمر لغاية الحادي والعشرين منه.
وسوف يُعرض على مدى
أيام المهرجان (225) فلماً روائياً ووثائقياً من بينها (14) عرضاً دولياً و
(15)
عرضاً عالمياً و (34) عرضاً أوروبياً
أولاً، هذا إلى جانب عروض أفلام التحريك التي
بلغت هذا العام (111) فلما.ً
وسوف يُفتتح المهرجان بفلم
فرانكنويني(Frankenweenie)
للمخرج الأميركي المعروف تيم برتون مبدع الأفلام
الشهيرة "عودة باتمان"، "المرّيخ يهاجم"، "كوكب القرود"،
"السمكة الكبيرة"، "العروس
الجثة"، "أليس في بلاد العجائب".
تدور أحداث هذا الفلم حول صبي يُدعى فيكتور
يفقد كلبه فيحاول تسخير كل معرفته العلمية بغية إعادته للحياة
من جديد، وبالفعل
ينجح فيما يُشبه إعادة صنعه، ولكن بطباع مختلفة عما إعتاد عليها سابقاً.
وجدير ذكره
أن موضوعات تيم برتون تتميز بالسوداوية وأجوائها القوطية الغريبة.
أما فلم
الاختتام فهو "التوقعات العظيمة" للمخرج الإنكليزي مايك نيويل، وهو مأخوذ
عن رواية
تحمل الاسم ذاته للكاتب الكبير تشارلز ديكنز.
و تتمحور قصة الفلم حول الطفل
اليتيم "بيب" (جيرمي إيفرين) ومسيرته منذ الطفولة حتى سن
البلوغ، ومحاولاته
المستميتة لأن يصبح واحداً من النبلاء. وتجري أحداث هذا الفلم عشية عيد
الميلاد
وحيث
أُسند دور البطولة للفنانة هيلينا بونهام كارتر.
سبق أن قُدمت هذه
الرواية بصيغة فلم درامي عام 1988 بطولة جونيث بالترو، روبرت دي نيرو
وإيثان هوك.
كما أُخرج هذا العمل عام 1946 من قبل ديفيد
لين الذي أسند أدواره الرئيسية إلى جون
ملز، برنارد مايلز، جين سيمونز ومارتيتا هونت.
مسابقة الأفلام
الوثائقية الطويلة
بغية إحاطة قرّاء "الجزيرة الوثائقية" بجانب من
المسابقات الرسمية لمهرجان لندن السينمائي الدولي اخترنا في هذا المقال أن
نركز على
مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة وذلك لأهميتها الكبيرة من جهة، ولطرافة
موضوعاتها
وغرابتها وجرأتها في آنٍ معا.و بعد مشاهدة لجنة الفحص والتمحيص توصل أعضاء
اللجنة
إلى ترشيح الأفلام التالية التي نوردها حسب التسلسل الذي وضعه
القائمون على
المهرجان وهي "كن حذراً من السيد بيكر" لجي بلجر، "أحلام معلّبة" لكاتيا
غوريلوف، "المتنزّه
المركزي خمسة" لكين بيرنز، "الأثنوغرافي" ليوليسيس روسيل، "أخلوا سبيل
أنجيلا وكل السجناء السياسيين" لشولا لنج، "اللامرئيون" لسيباستيان
ليفيشتز، "ميا
ماكسيما كولبا: صمت في بيت الله" لأليكس غبني، "القمة" للآيرلندي نيك ريان،
"، "استدار
باتجاه الشمس" للأميركي غريك أوليفر، "قرية في نهاية العالم" لسارة غافرون، "
غرب ممفيس" للأميركية إيمي بيرغ..
لا يمكن التوقف عند كل الأفلام الوثائقية
المشاركة في المسابقة الرسمية، لذلك سننتخب بعضاً منها،
ونقدِّم مختصرات لثيماتها
الرئيسية التي استمددناها من موقع المهرجان الإليكتروني.
ففي
فلم "كُن حذِراً من السيد بيكر" لجي بلجر تتمحور الثيمة حول غنغر بيكر الذي
انتزع
اعتراف المعنيين بأنه أعظم طبّال في العالم، ولكنه مدمن على المخدرات،
وربما تفوقت
شهرته الإدمانية على الجوانب الفنية التي يتمتع بها هذا العازف وفرقته التي
سبقت
الروك أند رول في لندن.
و يتابعه المخرج بلجر في أمكنة متعددة لينجز هذا الفلم
الوثائقي المتميز في موضوعه من جهة وفي خطابه السينمائي من جهة أخرى.
يتداخل
العام والشخصي في فلم "أحلام معلّبة" للمخرجة الفنلندية كاتيا كوريلوف إلى
درجة
التماهي، فقصة هذا الفلم هي كولاج سردي وغنائي في آنٍ معاً، كولاج لقصص غير
مرئية
ترصد الإنتاج الهائل للطعام الذي نستهلكه يومياً فعلبة
الرافيولي البسيطة قد تكون
مرشداً للمسار السردي للمخرجة كاتيا غوريلوف التي تأخذنا في رحلة تمتد إلى
آلاف
الأميال وتمر في العديد من الأقطار التي تصنّع هذا النوع من الطعام أو ذاك.
أما
الجانب الأكثر أهمية في هذا الفلم فيتمثل في العمّال الذين
يتشاركون في قصصهم
الشخصية وتجاربهم وآمالهم وأحلامهم ومونولوجاتهم التي تتكدّس
فوق حقول الحنطة،
وبساتين الزيتون، ومناجم البوكسايت، ومجازر اللحوم. تستعمل كاتيا في هذا
الفلم
الوثائقي صوراً قوية تعززها الشهادات الدامغة التي تفتح لنا سلسلة من
الحيوات غير
المرئية (للإنسان والحيوان في آنٍ معاً) وتقدِّم رؤية مثيرة
ومستفزة لعالمنا الحديث
المعولم.
أخرجت كاتياً عدداً من الأفلام الوثائقية نذكر منها (اليوم الأخير في
حياته)، (نوايا مخلصة) و (صرخة في الريح).
يناقش فلم (المتنزّه المركزي خمسة)
لكين بيرنز، ديفيد ماكماهون وسارة بيرنز حادثة اعتداء مروِّعة قام بها خمسة
مراهقين
حيث أوسعوا فتاة شابة ضرباً بينما كانت تمارس رياضة الركض في المتنزه
المركزي رقم
خمسة ثم اغتصبوها، لكنهم تركوها، نتيجة الذعر ربما، في النفس
الأخير.
وبعد
ساعات من التحقيق المكثف وجّهت مديرية شرطة نيويورك اتهاماً بالاعتداء
البدني على
الضحية واغتصابها إلى خمسة مراهقين من مدينة هارلم بعد تسجيل اعترافاتهم
وسط الضجة
الإعلامية والهياج الشعبي وهؤلاء الشباب هم أنترون ماغرَي،
كيفن ريتشاردسون،
رايموند سانتانا، كورَي وايز ويوسف سلام.
قالت المخرجة كين بيرنز أن هذه
الجريمة صدمت الناس في نيويورك وغيرها من المدن الأميركية، كما
أثارت انقسامات حادة
في قضايا اجتماعية حساسة، لكنها بالمقابل كانت أنموذجاً ساطعاً لنظام
العدالة
الأميركية الذي يُطبّق على الجميع من دون تفرقة أو تمييز.
من الأفلام الوثائقية
الجميلة التي سوف يعرضها مهرجان لندن السينمائي الدولي هو فلم (الأثنوغرافي)
للمخرج
الأرجنتيني يوليسيس روسيل الذي تابع بدقة حياة الأنثروبولوجي الإنكليزي جون
هيلاري
بالمر الذي أمضى أكثر من مع مجتمع الويتشي (Wichi)
عقدين وهؤلاء هم مجموعة أثنية من
سكان بأميركا الجنوبية الأصليين الذين يقيمون على ضفاف نهري بيرميجو
وبلكامايو في
الأرجنيتين وبوليفيا.
لقد سافر هذا الأنثروبولوجي أول الأمر إلى هناك ليقضي بعض
الوقت معهم بينما كان يعمل على إنجاز أطروحة الدكتوراه في جامعة أكسفورد،
لكنه قرر
أن يبقى هناك ويعيش معهم، ويساعدهم في شؤونهم القانونية،
ويقدِّم لهم النصح
والإرشاد.
يسلط الفلم الضوء على الجانب الشخصي أيضاً لهذا الأنثروبولوجي الذي
تزوج من (وتشية) تُدعى توجوايا التي
أنجبت له أربعة أطفال...
الأنثروبولوجيا
هنا ليست مهنة، وإنما هي طريقة حياة حيث يكون فيها الشخصي والسياسي في حوار
دائم.
والأثنوغرافي هو فلم عن اللغة والهوية أيضاً، فلم يحترم التقاليد
الشعبية
ويرصد بأمانه إيقاعات العالم الذي يريد أن يوثقه.
أنجز يوليسيس روسيل عدداً من
الأفلام نذكر منها "مكان للراحة" و "السرير".
ويستقبل
المهرجان كل عام تقريباً عدداً من الأفلام التي تتمحور حول حقوق الإنسان
ولعل فلم "أخلوا
سبيل أنجيلا وكل السجناء السياسيين" هو خير مثال لما نذهب إليه، إذ تتناول
المخرجة الأميركية شولا لنج جانباً من حياة أنجيلا ديفس المناضلة والأيقونة
لحركة
حقوق الإنسان المدنية التي حققت شهرة واسعة في أميركا خلال
ستينات القرن الماضي،
وقد أُجبرت على ترك التدريس في جامعة كاليفورنيا عام 1969 بسبب انتمائها
للحزب
الشيوعي. وعلى الرغم من ملاحقتها، والانتقادات اللاذعة التي وُجهت إليها،
ومحاولات
تشويه سمعتها إلا أنها نجحت في تنظيم حملة لضمان العدالة لقضية
(سوليداد براذرز)،
الثلاثة السود المتهمين بقتل حارس أبيض.
وأثناء انهماكها في هذه القضية تعرضت
إلى محاولة اختطاف فاشلة اضطرتها لاحقاً إلى الاختفاء. وقد سبب
اعتقالها المتكرر
انقساماً في الأمة الأميركية، أما حملات اطلاق سراحها فقد تجاوزت حدود
أميركا
لتنتشر في مساحة واسعة من العالم.
وللمثلية الجنسية حصتها في غالبية المهرجانات
الأوروبية والغربية عموماً، وقد خص مهرجان لندن هذا الجانب
ببعض من اهتمامه ففلم (اللامرئيون)
لسباستيان ليفشتيز يسلط الضوء على أحد عشر مثلياً تجاوزت أعمارهم
السبعين من الرجال والنساء على حد سواء تربطهم هذه العلاقة الجنسية الحميمة
من وجهة
نظرهم. وما أن ينغمر المشاهد في أجواء الفلم حتى يجد نفسه منغمساً في قصصهم
الشخصية، فكل واحد منهم لديه قصة يرويها، واللافت للنظر أن هذه
المقابلات الشخصية
لهم تكاد تكشف شيئاً واحداً على قدر كبير من الأهمية، وهذا الشيئ هو
إخلاصهم للحياة
المثلية، وولائهم لهذا الانجذاب الساحر الذي لا يفهمه الغالبية الكبرى من
الناس
الذين يعتقدون أنهم أسوياء بينما يضعون المثليين في خانة
(المنحرفين) كما أراد
الفلم أن يرى . أنجز سباستيان عدداً من الأفلام نذكر منها "أجساد مفتوحة"،
" الأرض
الباردة"، "العبور"، "الجانب البري" و "الذهاب جنوبا.ً"
لم يخرج فلم "ميا
ماكسيما كولبا: صمت في بيت الله" عن إطار الجنس أو المثلية الجنسية، فقبل
25 عاماً
في مدرسة القديس جون لذوي الاحتياجات الخاصة في ويسكونسن نجا الكاهن لورنس
سي ميرفي
من العقاب وهو الذي تحرّش بمئتي طالب بالتمام والكمال. لقد استفز هذا
الكاهن العالم
برمته، لكن الفاتيكان لم يقم إلا برد فعل صغير على هذه الحادثة الكبيرة.
يعتبر هذا
الفلم جوهري في مغزاه، وكبير في تصديه لواحدة من أكبر فضائح
العصر الحديث، كما أنه
ينتصر لضحايا التحرّش في هذه الأمكنة التي يعدها الكثيرة مقدسة، ولا بد أن
تمتد هذه
القداسة إلى الأطفال لكي يكونوا بمنجاة من بعض الكهنة المثليين.
لابد من الإشارة
أن هذه الأفلام المهمة قد لفتت انتباه النقاد والمتابعين للصحافة
السينمائية الذين
يعتقدون أن واحداً من هذه الأفلام المعروضة طي هذا المقال قد ينتزع جائزة
مهمة من
جوائز المهرجان.
الجزيرة الوثائقية في
07/10/2012
مواقف غريبة تلاحق كلينت إيستوود
كتب: لوس أنجلس - جيف بوتشر
لا شك في أن التجارب السيئة والمغامرات الفاشلة تترك آثارها في
الحياة، لكننا لا نلاحظ الأضرار المترتبة عنها بشكل فوري دوماً. أخيراً،
لاحظ كلينت إيستوود أمراً جعله يثور غضباً خارج جناحه في موقف شركة «وارنر
بروس».
استشاط كلينت إيستوود (82 عاماً) غضباً حين انحنى أمام سيارته
المحبوبة من طراز «جي أم سي تايفون» (GMC Typhoon)
ومن إنتاج عام 1992 ولمس بإصبعه الخدش الغريب الذي أفسد طلاء السيارة
الزيتية.
بعد فترة قصيرة، جلس إيستوود في مكتبه ولم يكن قلقاً على سمعته بعد
خطابه الغريب والمتخبط خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في أواخر الشهر
الماضي.
برر النجم اللطيف قراره الفوري باستعمال كرسي فارغ للتوجه إلى أوباما
وهمي أثناء المؤتمر قائلاً: «لم أشأ أن أقرأ خطاباً مكتوباً على الشاشة
أمامي كما يحصل في العادة… لم أعلم ما يجب فعله. لو حصلتُ على وقت إضافي،
لكان خطابي أكثر تنظيماً. لا أعلم».
فيما كان إيستوود يتحدث عن مغامراته في مدينة تامبا، راح ينظر إلى
الأريكة المجاورة له حيث جلس روبرت لورينز، مخرج فيلم
Trouble With the Curve ومنتجه. كان الرجلان قد عملا معاً منذ عام 1994. حين قال إيستوود إن
قادة الحزب الجمهوري «أُصيبوا على الأرجح بسكتة دماغية صغيرة» خلال خطابه،
قال لورينز مازحاً إنه يستطيع فهم معاناتهم.
أضاف لورينز: «هذا هو الوضع عند إخراج أي عمل مع كلينت إيستوود. لا
يمكن أن نعلم ما سيحصل. لكننا نعرف على الأقل أننا نستطيع الاتكال على
مونتاج فاعل لتصحيح الأخطاء في المرحلة اللاحقة».
ثم ضحك الرجلان معاً. لكن خلال المقابلة، مرّت لحظات بدت فيها ضحكة
لورينز مشبوهة بما يشبه ابتسامات الحائزين على الميداليات الفضية في
الألعاب الأولمبية. لو كان شعوره مماثلاً، فهو أمر مبرر لأن خطاب إيستوود
الغريب قد يسيء إلى فيلم
Trouble With the Curve
قبل إصداره.
الفيلم من بطولة إيستوود الذي يؤدي دور غاس لوبل العدائي، وهو عضو في
فريق كرة قاعدة وقد يكون في المرحلة الأخيرة من مهنته الحافلة بعد أن بدأت
نجوميته تخفت. هو يحتاج إلى المساعدة، ولكنّ تلك المساعدة تأتي من مصدر غير
متوقع: تؤدي إيمي أدامز التي ترشحت لنيل جائزة الأوسكار ثلاث مرات دور
ابنته ميكي التي عاشت بعيداً عنه.
ترغب ميكي في تولي منصب داخل شركة محاماة في أتلانتا، لكنها تجازف
بذلك حين تقرر اللحاق بوالدها إلى أحد الملاعب في كارولاينا الشمالية. لكن
قد تستحق المجازفة العناء إذا تمكنت أخيراً من الكشف عن سبب انسحاب والدها
الأرمل من حياتها قبل سنوات. شارك جاستن تمبرليك وجون غودمان وروبرت باتريك
وماثيو ليلارد في هذا الفيلم أيضاً وتولى راندي براون كتابة السيناريو.
لحظة مميزة
لورينز من شيكاغو ولطالما وقف إلى جانب إيستوود منذ أن عمل كمساعد
مخرج في فيلمBridges of Madison of County.
مع أنه ترشح مرتين لنيل جائزة الأوسكار حين تولى إيستوود الإنتاج (ترشح
فيلما
Mystic River
و
Letters From Iwo Jimaعن فئة أفضل تصوير)، يُعتبر هذا المشروع الجديد لحظة مميزة بالنسبة
إليه (فيلم
Curve
هو أول فيلم يتولى إخراجه).
طوال سنوات، كان لورينز يطمح إلى أمر واحد حين يتطلع إلى مستقبل
مسيرته المهنية: تولي تجربة الإخراج. قال لورينز (45 عاماً) إن هذا
السيناريو الذي يخلط بين الفكاهة والألم ويناقش مواضيع مثل الضغوط المهنية
والشرخ العائلي كان المشروع المثالي لتحقيق طموحه.
الأفضل من ذلك هو أن السيناريو الذي كتبه براون يقدم دوراً محورياً عن
شخصية مستقلة ومتقدمة في السن تعاني مشكلة تعكر المزاج المزمن. بعبارة
أخرى، إنه الدور المناسب بالنسبة إلى إيستوود الممثل. كان هذا النجم في
السابق رمزاً للرجل الغربي الرشيق والجذاب ولكنه أصبح الآن يجسد رجلاً
مسناً ومتعكر المزاج.
ظهر إيستوود للمرة الأخيرة على الشاشة في عام 2008 في فيلم
Gran Torino بدور والت كوالسكي، وهو رجل متجهّم ومثير للمشاكل. يصرخ كوالسكي في
أحد المشاهد: «ابتعدوا عن عشبي»!. هذه العبارة المفاجئة تُضاف إلى مجموعة
العبارات التي اشتهر بها إيستوود.
أوضح لورينز: «ثمة أدوار معينة يحب الناس أن يؤديها كلينت على الشاشة.
قد تتنوع الشخصيات (وهي تختلف فعلاً)، لكن ثمة ميزة معينة يحب الناس رؤيتها
في الشخصية على الشاشة ولا يمكن تجنب ذلك».
أكد إيستوود على فكرة لورينز قائلاً: «هم يحبّون جدّيتي».
يولي النجم هذا الجانب أهمية خاصة على ما يبدو. خُصّصت ميزانية بقيمة
33 مليون دولار لإنتاج فيلم
Gran Torino
الذي أخرجه إيستوود وقد حصد الفيلم 270 مليون دولار عالمياً. لكن لا يحب
بطل شباك التذاكر التفكير بالأمور التجارية، ويتوقع معظم الناس (وإيستوود
أيضاً) أن يكون هذا العمل آخر ظهور له على الشاشة نظراً إلى تركيزه في
الفترة الأخيرة على الإخراج. مع فيلم
Curve،
يكون إيستوود قد مثّل في خمسة أفلام منذ عام 2000 ولكنه أخرج خلال الفترة
نفسها 11 فيلماً وقد حظي بعضها بإشادة النقاد وترشّح البعض الآخر لنيل
جوائز مهمة.
على صعيد آخر، لا يهتم إيستوود على ما يبدو بالتمثيل في أفلام لا
يخرجها بنفسه. متى كانت المرة الأخيرة التي عمل فيها هذا النجم مع مخرج
آخر؟ حصل ذلك في فيلم
In the
Line of Fire للمخرج ولفغانغ بيترسن في عام 1993، ما يشدد على دعم إيستوود الكبير
لبداية لورينز في عالم الإخراج.
يعرض فيلم
Trouble With the Curve
مسيرة لوبل الذي يجسده إيستوود، وهو عضو في فريق «أتلانتا بريفز» ويُعتبر
أسطورة أو شخصية قديمة بحسب الأشخاص الذين نسألهم عنه أو بحسب أعمارهم.
يعرض الفيلم المبادئ التي يركز عليها فيلما
The Natural و
Field of Dreams
(العاطفة، المثابرة، احترام التقاليد، استعادة القيم المفقودة)، وهو بمنزلة
رد على فيلم
Moneyball
الصادر في السنة الماضية واعتبر أن الحُكم على اللاعبين وفق الإحصاءات هو
الحل الأفضل لتصنيف حجم النجومية والحد من المحسوبيات.
مدارس تقليدية
لا يعتبر لورينز وإيستوود أن هذه القصة تتمحور حول الرياضة تحديداً
(ما من مشاهد طويلة أو مهمة على مستوى المباريات الدرامي)، ما يعني أنهما
لا يتمسكان بأفكار المدارس الفكرية التقليدية.
تحدث إيستوود عن دوره قائلاً: «عندما علمتُ في البداية أن الفيلم
يتعلق بلعبة كرة القاعدة، لم أشعر بحماسة شديدة. ثم قرأتُ السيناريو وأدركت
أن الفيلم لا يتمحور حول الرياضة بأي شكل. فكرتُ أنها فرصة مثالية. لم أشك
للحظة بأنه سيقوم بعمل مذهل. وقد نجح في ذلك فعلاً».
أضاف لورينز مشاهد أساسية لم تكن مذكورة في السيناريو، مثل أحلام تشمل
حوافر خيول مخيفة تهاجم إحدى الشخصيات فضلاً عن لقطات تسترجع ذكريات ماضية
وتُظهر مرحلة مريعة من تاريخ عائلة لوبل حيث كان إيستوود الشاب يضرب شخصاً
غريباً.
أما المشهد الأكثر تأثيراً في الفيلم فيظهر حين يزور الرجل الذي يؤدي
دوره إيستوود قبر زوجته ويقدم لها اعتذاراً مؤثراً وصادقاً إلى أقصى حد.
قال المخرج إن نجم الفيلم لم يقدم أداء مذهلاً فحسب بل إنه فعل ذلك على رغم
كثرة الضجة ومصادر الإلهاء من حوله.
في مرحلة سابقة من الفيلم، يتم طرح مصاعب التقدم في السن بطريقة
جريئة: لا تخصص أفلام كثيرة وقتاً طويلاً لتصوير مشهد يظهر فيه رجل وهو يقف
في الحمّام وينتظر أن يتبول فيشتم ويسخر من جسمه لأنه لم يعد يتعاون معه.
قد لا تكون هذه اللقطة دعابة مضحكة، لكن اعتبر لورينز أنها كانت لقطة
ضرورية لتجاوز الفكرة التي تروّج لها هوليوود عن المسنين الذين يلعبون
البينغو أو يكتفون بممارسة رياضة المشي.
كان لورينز قد أصغى إلى خطاب إيستوود خلال مؤتمر الحزب الجمهوري على
الراديو، لذا شعر بالدهشة والصدمة حين سمعه يتكلم مع كرسي فارغ.
هل شعر لورينز لاحقاً بالقلق من تأثير ذلك الخطاب على فيلمه؟ تردد في
الإجابة فتكلم إيستوود نيابةً عنه: «فكر بضرورة ألا نصدر هذا الفيلم».
ثم أجاب لورينز بنفسه: «على مر السنين، تعلمتُ من كلينت ألا وجود لأي
دعاية سيئة. يقوم بما يريده ويصر على التصرف على سجيته. الناس يحبون كلينت
ولن يتغير هذا الأمر. لذا ستكون الأمور على ما يرام». بعد لحظات، أضاف
قائلاً: «لكن كانت تلك التجربة مريعة فعلاً ولا أريد العمل مجدداً معه».
الجريدة الكويتية في
07/10/2012
استديوهاتها تشهد حالة من الحركة والانتعاش
السينما المصرية تستعيد عافيتها وتخرج من حالة «البيات
السينمائي»
القاهرة - أحمد الجندي
عادت الحياة وبقوة إلى بلاتوهات واستديوهات السينما المصرية، التي
تشهد الآن حالة من الانتعاش والحركة بعد حالة الهدوء التي استمرت طوال
الفترة الماضية والتي وصفها نقاد وصناع السينما بأنها حالة من «البيات
السينمائي» تراجعت خلالها أعداد الأفلام المنتجة وساد الركود ما كان ينذر
بكارثة وتدهور لهذا الصناعة، وكان ذلك نتيجة حالة الترقب والانتظار التي
سادت الساحة السينمائية خلال الفترة الانتقالية وما شهدته من تخبط وانفلات
أمني وعدم استقرار للأوضاع عقب ثورة يناير.
ولا شك أن نجاح موسم عيد الفطر السينمائي والإيرادات الجيدة والمذهلة
التي حققتها الأفلام التي تم عرضها والتي أشارت وبقوة إلى عودة جمهور
السينما على دور العرض، لا شك أن هذا النجاح كان له الدور والفضل الأكبر في
حالة الحراك السينمائي وحالة الانتعاش التي تشهدها استديوهات السينما
حالياً، حيث اقبل منتجو وصناع السينما وبحالة من التفاؤل على تنفيذ
مشروعاتهم السينمائي المؤجلة والحالية، وبات من المتوقع أن تكون المواسم
السينمائية المقبلة حافلة بعروض الأفلام الجديدة، بل وبات من المؤكد أن
تتبدل خريطة المواسم السينمائية المصرية التي عرفها الجمهور، حيث ستكون
هناك عروض متواصلة لأفلام جديدة طوال العام ولن يقتصر الأمر على الموسم
الصيفي المعتاد، كما كان يحدث بل سيتم التركيز على مواسم الأعياد وإجازة
نصف العام الدراسي، ورأس السنة وغيرها.
وهناك الآن داخل الاستديوهات ما يقرب من 25 فيلماً يجري تصويرها أو
يتم الإعداد لبدء تصويرها من خلال بناء ديكوراتها، ومن الأفلام التي بدأ
تصويرها بالفعل «توم وجيمي» للفنان هاني رمزي ويشاركه البطولة حسن حسني
والفيلم من تأليف محمد النبوي ومن إخراج أكرم فريد الذي تعاون من قبل مع
هاني رمزي في فيلم «سامي أكسيد الكربون» والفيلم مرشح للعرض في أعياد رأس
السنة الميلادية.
أما الفنان محمد سعد فيستعد لبطولة فيلمه الجديد «كاتم صوت» الذي يبدأ
تصويره خلال الأيام القليلة المقبلة، ويؤكد سعد أن هذا الفيلم سيكون بداية
لصورة سينمائية مختلفة سيظهر بها لجمهوره السينمائي بعد النمط المعاد
والمكرر الذي قدمه في أفلامه الأخيرة والذي أصاب الجمهور بالملل ولم يساعده
ذلك في تحقيق النجاح الذي كان ينتظره لأفلامه وتراجع ترتيبه في شباك
التذاكر الذي كان يتصدر قائمة نجومه بجدارة، ويمر سعد بحالة من التفاؤل بعد
النجاح الذي حققه في مسلسل «شمس الأنصاري» والذي يرى أنه قدم من خلاله
شخصية جديدة عليه تماماً وأسلوب مختلفا في الأداء، وتشاركه بطولة الفيلم
اللبنانية سيرين عبد النور التي أصبحت من النجمات المطلوبات سينمائياً بشدة
في مصر بعد نجاحها في فيلم هنيدي «رمضان مبروك أبو العلمين».
وتعود الفنانة ياسمين عبد العزيز إلى السينما بعد غياب استمر ثلاث
سنوات من خلال فيلم «ناني 2» الذي كان يحمل اسم «حظاظا بظاظا» ووجد صناع
الفيلم أن هذا الاسم ربما غير لائق ويقلل من مستوى الفيلم فجرى تغييره إلى
الاسم الأول المشار إليه، والفيلم بدأ تصويره بالفعل ويشاركها بطولته حسن
الرداد وأحمد فؤاد سليم، وهو من تأليف خالد جلال وإخراج وائل إحسان، وتشير
بعض التصريحات لصناع الفيلم أنه سيكون من بين أفلام عيد الأضحى المقبل ولكن
هذا يتوقف على سرعة الانتهاء منه قبل هذا الموعد. ويشارك الفنان الشاب حسن
الرداد مع رانيا يوسف في بطولة فيلم آخر هو «حالة نادرة» ومعهما علاء مرسي
ولطفي لبيب والفيلم بدأ تصويره بالفعل وهو من تأليف حسام موسى وإخراج محمد
حمدي الذي انتهى مؤخراً من تصوير فيلم «الكريسماس» الذي تلعب بطولته علا
غانم والذي بات من المؤكد أن يكون من بين الأفلام الذي ستعرض في عيد الأضحى
المقبل.
أما الفنان خالد الصاوي فينتظر الانتهاء من بناء ديكورات فيلمه الجديد
«البلطجي والعبيط» ليبدأ التصوير على الفور ويشاركه بطولة الفيلم خالد صالح
وروبي والفيلم من إخراج وائل إحسان، وينتظر روبي فيلم آخر ستبدأ تصويره
قريباً مع المخرج محمد خان وهو فيلم «فتاة المصنع» الذي يعود به خان إلى
السينما بعد غياب استمر ما يقرب من ثلاث سنوات منذ فيلمه الأخير «في شقة
مصر الجديدة» التي لعب بطولته خالد أبو النجا مع غادة عادل.
ويستكمل آسر ياسين تصوير فيلمه «فرش وغطا» الذي يشاركه بطولته مجموعة
من الوجوه الجديدة، والفيلم تأليف أحمد عبد الله وإخراج وإنتاج محمد حفظي،
وقد واجه الفيلم أزمة أثناء تصويره في مسجد السيدة نفيسة بسبب التصاريح
اللازمة للتصوير، والتي كان هناك بعض التعنت في إصدارها من الجهات المسؤولة
لكن بعد مناقشات ومداولات تم استخراج هذه التصاريح وتم التصوير بالفعل وإن
كان محمد حفظي لم يحدد حتى الآن موعداً لانتهاء التصوير ولا أشار إلى موعد
محدد لعرض فيلمه.
أما الفنان كريم عبد العزيز فيبدأ قريباً تصوير فيلمه الجديد «الطريق
إلى جهنم» مع المخرجة ساندرا نشأت، ويشاركه بطولة الفيلم أحمد عز بعد نجاح
تجربته مع ساندرا وأحمد السقا في فيلم «المصلحة» الذي حقق إيرادات هائلة
ومازال يعرض حتى الآن منذ بداية عرضه في الموسم الصيفي، وإذا كانت هناك
أخبار قد ترددت في الكواليس عن انسحاب أحمد عز من بطولة الفيلم لكن حتى
الآن تبدو هذه الأخبار غير مؤكدة، حيث لم يؤكدها بشكل قطعي صناع الفيلم.
النهار الكويتية في
07/10/2012
بولي والكر:
ادوار العشيقات مثلتها بمختلف أنواعها
الياس توما من براغ
تعترف الممثلة البريطانية بولي والكر بأنها مثلت خلال مشوارها
السينمائي الطويل عشرات المسلسلات والأفلام السينمائية والتلفزيونية غير أن
أكثرها تكرارا كان دور العشيقة الذي مثلته بمختلف أشكاله وألوانه أما الدور
الأبرز الذي قامت به في هذا المجال وحققت به شهرة عالمية كبيرة فكان في
مسلسل روما الذي مثبت به دور عطيا
Atiaابنة أخت يوليوس قيصر وعشيقة مارك انطونين.
تؤكد بولي ويلكير البالغة من العمر 46 عاما بأنها أدت دور العشيقة في
مختلف الأفلام والمسلسلات غير أن دور "عطيا" في مسلسل روما كان الأكثر
تتبيلا أو تطعيما بالبهارات حسب قولها فعطيا لم تكن عشيقة كاملة فقط وإنما
امرأة لعينة وواحدة من أكثر النساء اللواتي يحكن المؤامرات والدسائس في
روما في ذلك الوقت الذي يتحدث عنه المسلسل.
وتضيف أن هذه الشخصية كانت على استعداد للسير على الجثث للإبقاء على
وضع عائلتها في مجتمع روما آنذاك وان ارتكابها خطأ واحدا كان يعني لها
الموت ولذلك لم يكن احد يستغرب وضعها وتوجب عليها حماية طفليها الابنة
اوكتافيا والابن اوكتافيان القيصر المستقبلي لروما.
وتؤكد بولي أن هذه الشخصية لم تكون تتورع حتى عن التضحية بسعادة
طفليها من اجل أن تبقى هي مشيرة إلى أن الكثير من الناس قد قالوا لها بأنها
أدت هذه الدور بشكل مخلص غير أنها تأمل بان لا ينفر منها المشاهدين بسبب
هذا الدور.
وتشير بولي إلى أنها أم لطفلين تحبهم حقيقة وقد رزقت بهما عندما كانت
عازبة الأول هو جيورج وعمره 18 عاما والثاني هو دليلة وعمرها 12 عاما لافتة
إلى أنها تزوجت عندما كان عمرها 42 عاما أي في عام 2008 من نجم المسلسلات
البريطانية الذي يصغرها بأحد عشر عاما وهو لورانس بينري جونس.
من الرقص إلى التمثيل
بدأت بولي حياتها المهنية كراقصة غير أن طموحاتها في هذا المجال انتهت
عندما تعرضت لحادث في الثامنة عشرة من عمرها فيما فتح المجال أمامها
للتمثيل حيث تقول بان الحظ قد حالفها وأنها مثلت في البداية أدوارا صغيرة
لدى جمعية شكسبير الملكية ثم جربت حظها في التلفزيون.
وتضيف لدي ذكرى لا تمحى عن بداياتي مشيرة إلى انه عندما كان عمرها 22
عاما التقت بالممثل البريطاني ديفيد سوشيت أثناء تمثيلها بمسلسل هيركيول
بويروت وأنها هناك قالت لنفسها بأنها ستفعل كل ما بوسعها كي تصبح ممثلة
جيدة أيضا
ويتذكر الكثير من المشاهدين في العالم بولي ويلكير في الدور الذي أدته
في فيلم لعبة الباتريوت ( 1992) مع الممثل القدير هاريسون فورد والذي مثلت
فيه دور عضوة في مجموعة إرهابية ايرلندية الأمر الذي لفت الأنظار إليها في
هوليود ولذلك تقاطرت العروض عليها للتمثيل في أفلام أخرى.
وقد ظهرت بعد عام من ذلك في مسلسل مع شارون ستون حمل اسم احدهم يتطلع
ثم مثلت في عام 1997 مع بيرس بروسنان في فيلم روبينسون كروس ومن ثم في
عشرات الأفلام الأخرى.
وتعترف كولي بأنها في فترة التسعينيات كانت تنتقل من فيلم إلى أخر
للتمثيل فيها وأنها كانت تتعاقب بسعادة على التمثيل في الأفلام الأمريكية
والأوربية ولهذا لديها منزلان أما في الفترة الأخيرة فإنها تثمن أكثر
المسلسلات التلفزيونية لان فيها نظام اكبر للعمل كما أنها تناسبها من حيث
الوقت لان التصوير ينتهي في الأغلب قبل المساء الأمر الذي يمنحها الفرصة
للاهتمام لاحقا بشؤون العائلة.
وتعود بولي للحديث عن مسلسل روما قائلة بأنه كان أمرا ممتعا متابعة
ردود الفعل عليه ففي الوقت الذي حقق المسلسل في الولايات المتحدة وفي
الكثير من دول العالم نجاحا هائلا توقف البريطانيون مطولا عند موضوع عدم
الدقة التاريخية للمسلسل
وتتابع أن الأمر في المسلسل هو تسلية بشكل رئيسي فلماذا ينزعج احد من
عدم تطابق تفاصيل الفيلم مع الواقع التاريخي مشيرة بابتسامة إلى أنها رغم
أنها وطنية إلا أن البريطانيين اظهروا جمودا اكبر في هذا الأمر.
إيلاف في
07/10/2012 |