حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رأفت الميهى :

الاخوان سيفشلون والفن سينتصر ومصر ستبقي ليبرالية

حوار : إيمان القصاص       

 

- شباب الاخوان مختلفون عن كبارهم واكثر مرونة وفهما

-الجماعات الاسلامية فشلت قديما في منع ليلي مراد ونادية لطفي وستفشل الآن

- الفن يعيش حالة انحدار لكن الزمن الجميل سيعود

- لم أقرر يوما الاعتزال ..

- أكاديمية الميهي كانت حلمي وحلم زملائي

- انا مدافع قوي عن المرأة لأنني ارفض ان تعيش ابنتي مقهورة

- انا ابن أمي

- علمني المرض المصالحة مع نفسي

بعد عمر من الإبداع والفن الجميل يتم تكريم المخرج الكبير رافت الميهي الذي كان دائماً وأبدا رافضا لقبول اي محاولة لتكريمه .. كان دائماً مكتفيا بالعطاء دون مقابل .. ظل طوال حياته يبحث عن الجديد والمختلف .. يدافع عن القضايا الهامة في بلده يطالب بالحرية وحقوق المرأة .. عن سبب رفضه للتكريم وسر قبوله له هذه المرة في مهرجان الاسكندرية وعن فيلمه الجديد قلب مفتوح الذي يعود من خلاله للكتابة بعد غياب طوال سنوات وعن تأثير المرض به يدور حوارنا مع المخرج المبدع رافت الميهي في مستشفى الندا وعلى فراش المرض يتحدث إلينا مبتسما راضيا راجيا الشفاء ليستطيع إعطاء المزيد لعشقه الاول السينما ...

·     دعيت للتكريم من عدة مهرجانات ولكن رفضتها ..لماذا وافقت على تكريمك من مهرجان الأسكندرية السينمائى هذا العام ؟

لأنني كنت ارفض فكرة التكريم وأقول مازال الوقت مبكرا .. الى ان عرض علي دكتور وليد سيف رئيس المهرجان الفكرة فوافقت .. بالطبع سيتساءل الناس لماذا وافقت هذه المرة ؟؟ قطعا لان تكريمي في هذه اللحظة هو رد على جميع الناس التي تعادي الفن المصري ومعناه نحن صامدون ..

.. وسأقف بجانب السينما كلها ضد كل من يحاول التصدي للفن والإبداع ..

..

·        بعد هذا المشوار الطويل هل تعتقد انك أخذت ما تستحقه ؟

.. لا اشتكي انا راض جداً وأقول هذا ماقدمت يداي .. اما عن عدم الرضا فهذا يأتي من الطموح ..

- لقد بدات ككاتب سيناريو وكنت من أهمهم ثم أخذت قرار بالإتجاه الى الإخراج هل تظن انك اذا لم تتخذ هذه الخطوة كنت ستحقق هذا النجاح ؟!

لم أتوقف يوما عن الكتابة .. وانا صغير عندما كانوا يقراوا السيناريو كانوا يقولون هذا اخراج لان العمود اليمين أوضح من الشمال ، فنصحوني بالإخراج وأساتذة تعلمت منهم وهكذا ولكن الموهبة كانت بداخلي غير ان دراستي للأدب الانجليزي هي دراسة للدراما وساعدتني كثيرا .. ومشاهدتي للأفلام الحديثة العربية والأجنبية أيضاً كان لها عامل كبير ..

·     ألا ترى أن معظم أعمالك غير مفهومة لقطاع كبير من الجمهور ويرونها تحتاج مجهود كبير لكى يفسرون ما الهدف منها ؟

من قال هذا لا يجب ان نكون أوصياء على الناس فقد قدمت مثلا فيلم سمك لبن تمر هندي وكسر الدنيا وكان سخرية من النظام ومطالبة بالحرية بطريقة غير مباشرة .. من كان يفهم المومياء او فيلم السما والأرض او كثير من الحب وقليل من العنف لكن مع الوقت يتم اعادة اكتشافها مثل فيلم باب الحديد ...

- لماذا قررت الاعتزال بعد فيلم "علشان ربنا يحبك "؟!

لم أقرر أبدا الاعتزال لكن ربما ابتعادي سبب هذه الإشاعات

·        ولماذا ابتعدت ؟

لان الفيلم لم يحقق إيرادات ترضيني .. لكني نجحت في عمله وانشغلت بالعمل بعد ذلك على اعادة إصلاح استديو جلال وكانت فرصة لتحقيقة حلمى وإنشاء أكاديمية الميهى

بعد تقديمك لهذا الكم من الأفلام ..ما هو أكثر فيلما تشعر أنه من أفضل الأعمال التى قدمتها ؟

بالطبع هو فيلم "ميت فل" وأعتقد أنه الأهم بالنسبة لابطاله شيريهان وهشام سليم و حسن حسني .. كان جديد في التكنيك والصياغة وكل شىء .

·        سينما رافت الميهي خلطة من الخيال والواقع هل هذا نوع من التمرد ؟!

نعم تمرد على ماهو موجود وأحاول تغييره .. والا كيف نتطور ، يجب ان يكون هناك أشخاص مثل شاهين .. شادي عبد السلام .. وحسين كمال لنستطيع التغيير والتطور

·        وتمرد المرأة في أفلامك هي عن اقتناع أيضاً ؟!

بالتأكيد وهناك فيلما من هذه الأفلام أهديته لابنتي لأنني لا احب ان تكون مقهورة وتعامل معاملة مواطن درجة ثانية وفي رأيي المرأة مشروع عظيم للدراما .. فهي مخلوق مقهور ملئ بالتفاصيل .. ولم تحصل على كامل حقوقها .. انا محب للسيدات ومدافع قوي عن المرأة ولكن الغير "مسترجلة " .

·        هل هذا يرجع لتعلقك بوالدتك ؟!

نعم فكانوا يطلقون علي " ابن أمي" .. وتزوجت واكتشفت انني أحببت أمي اكثر مما يجب ونتج عن ذلك تقصير في حق ابي

·        بماذا تشعر عند رؤيتك لأفلام سيئة مثل افلام الرقص وغيرها ؟

.. عادي طول عمرنا كان عندنا الجيد والسيئ .. نحن غضوبين ولكن لو تأملنا لوجدنا افلام يقدمها الجيل الصغير جميلة وأفلام رديئة قدمها الكبار .. مثل فيلم سعد هنداوي الجميل وكاملة ابو ذكري الرائعة تختلفي معهم لكنهم عظماء ..

·        الا تندهش من تحقيق الأفلام التافهه إيرادات عالية جداً؟

لا .. لا يدهشني هذا إطلاقا ( خلي بالك من زوزو ) حقق إيرادات عالية جداً .. وليس فيه ماستر سين (وامراه من القاهرة ) اكتسح .. ساحكي لك قصة مرة دار عرض في طنطا كان المفروض ان يذهب لها فيلم معين اخطأ الموزع وأعطاه فيلم لنجيب الريحاني اتصل الموزع بمدير السينما واعتذر وقال له سوف ابعث لك بالفيلم المطلوب.. رفض مدير العرض لان فيلم الريحاني حققً نجاح باهر .. انا لم ابتذل في حياتي ولكني لست ضد ما تسمونه بالابتذال .. كل ما علينا ان نحاول التأنق بشكل اكبر ونحاول تحقيق النجاح.

·        الأن معظم الفنانيين قلقين بماذا تفسر خوفهم الشديد من التيار الإسلامى ؟

قلقين ؟!! بدليل تقديمهم ل ٤٥ مسلسل هذا العام !! فأنا أرى عكس لك وأرى أيضا أن يجب ان يتم الاتفاق على الوضع الذي يريح جميع الأطراف ..

·        هل ترى ان وصولنا لمناقشة اذا كان الفن بأمان او لا في حد ذاته خطوة للوراء ؟

.. لا انا في رأيي هذا ما يسمى ( وساخة المعدة ) مصر المفروض فنيا ان تكون أرقى مما قدمت فقد قدمت شادي عبد السلام وغيره من العظماء نحن الان في حالة قلق ولكن الفن سيستمر ولا امل لمحبطي الفن ان يتسيدوا الملعب أبدا .. لدي في الأكاديمية شباب تلامذتي من الاخوان أفكارهم مختلفة تماماً عن الكبار منهم وعن المرشد واتناقش معهم ونتفق في النهاية ..

·        كيف ترى مصر الان فى ظل كل هذا التخبط ؟

".. مش شايف" ومثل ما ذكرتى حالة من التخبط اي شئ ولكن أجزم أن مصر خلال عام أو عاميين ستكون دولة ليبرالية .

·        الا ترى انها ستخضع للحكم الاسلامي ؟

".. سيفشل " الاخوان سيفشلون فنحن في دولة وكان الاخوان موجودون دائما فى المجتمع هل استطاعوا منع ليلى مراد من الغناء ؟! هل استطاعوا منع نادية لطفي من التمثيل وغيرهم .. لم يكن لهم اي تأثير ...

·        لكن وضعهم اختلف الان وقد وصلوا للحكم بالانتخاب ؟

.. الان هم فوق والمعركة ستكون على الحكم بينهم وبين بعضهم وبينهم وبين السلفيين فستكون المسالة ابشع ولن ينجحوا في النهاية

·        وسيدخلون غى خلافات شديدة مع شبابهم لذا سيقضون على بعضهم البعض ..

- ما الذى تتمنى أن تقدمة فى الوقت الحالى ومع كل هذه الاحداث التى نمر بها ؟!

.. انا اكتب الان فيلم بعنوان " قلب مفتوح" أتحدث عن "الهلوثة " فقد حلمت كثيرا اثناء العملية التى أجريتها منذ فترة قصيرة فقررت أننى أقدم عمل يشبه هذه الحالة فـ"قلب مفتوح" يتحدث عن احد ضباط امن الدولة و معاملتهم ضد الشبان الثوار فيحدث ان تأتي له أزمة قلبية فيدخل على اثرها المستشفى لكى يجرى عملية قلب مفتوح ويرى أشياء كثيرة .

·        ماذا يرى ؟

.. يرى هلوثة .. منها كيف تبيع أمة مصوغاتها ليدخل كلية الشرطة .. و كيف قتل ناس أبرياء ويرى قصة حبه من فتاه في بحيرة البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ .. وبالوقت يبدأ باكتشاف نفسه ويرى كيف انه ضحى بأكثر ما احبه من اجل أشخاص لا تستحق ..

ثم يموت في الرواية

·        هل تتطرق في الرواية لما حدث في الثورة وما بعدها ؟

.. لا .. فانا بالفعل ضد الاخوان ولكني لا أؤيد العسكر وغير موافق على التهريج الذي بدر منهم طوال الفترة السابقة وحالة الانفلات التي نمر بها نتيجة التردد بين العسكر والإخوان ..

·        الأن وبعد هذا المشوار الكبير فى الفن هل هناك شيئا ما لم تحققة وتتمنى تحقيقة الان؟!

اذا مت فانا راضي لكن ان عشت فأتمنى الكثير في السينما

·        من كنت تتوقع منه الوقوف بجانبك في هذه المحنة ؟!

كل الناس سالت عني ومن لا يسال اعرف انه مشغول وغصب عنه

·        انت متصالح مع الدنيا لهذه الدرجة ؟

هذا ما فعله بي المرض والحمد لله ...

روز اليوسف اليومية في

03/10/2012

 

منال بن عمرو:

أبوظبي ودبي والخليج حققوا بصمة على خارطة مهرجانات السينما

كتب ـ محمد الحمامصي  

الكاتبة والمخرجة السينمائية الإماراتية تؤكد أن مهرجانات الإمارات تنمي الحراك السينمائي، وتسهم في تشجيع السينمائيين وتحفيزهم لمواصلة الإنتاج.

كما التجربة الشعرية والسردية، والتجربة التصويرية الفوتوغرافية، والمسرح، تنطلق الكاتبة والمخرجة السينمائية الإماراتية منال بن عمرو في تجربتها السينمائية، متمردة وجريئة، تتغلغل في الذات الإنسانية بحثا عن مكنوناتها، لتلتقط ما تموج به الحياة الداخلية من هموم خاصة وعامة، روحية وجسدية وانعكاسات تناقضات الحياة الخارجية عليها، واكبت بداية التجارب السينمائية في الإمارات، وتألقت تأليفا وإخراجا وتصويرا، أخرجت ستة أفلام قصيرة "الحذاء" 2006 و"وجه عالق" 2007 و"من أجندة الخيانة" 2008، و"المستعار" 2009، "وداد" 2009، "تفاحة نورة" 2010، و"أشياء" 2011 فكرة إخراج وتصوير، وألفت فيلم "جنة مريم" وفازت عن "وجه عالق" بجائزة مهرجان دبي السينمائي الدولي لأفضل موهبة سينمائية محلية، كما حصلت في العام 2009 على جائزة أفضل مخرجة إماراتية واعدة من مهرجان دبي السينمائي الدولي.

حول بدايات تجربتها مع السينما قالت منال "كان ذلك عام 2006 مع الأفلام التجريبية من منطلق اهتمامي بالتصوير الفوتوغرافي وعناصر الصورة الفنية من خلال تطبيق أفكار تراودني أو نصوص نثرية مما اكتبه بين فينة وأخرى، وفي تلك الفترة كنت أعمل في المجمع الثقافي في أبوظبي ومسابقة أفلام من الإمارات تحت إدارة المخرج والرائد السينمائي مسعود أمر الله آل علي، أتيحت لي الفرصة المناسبة لمباشرة أول تجاربي مع الفيلم القصير "الحذاء" عام 2006 الذي يتمحور حول حرية المرأة والتي تظهر بزي أسود لكنه زي بتصميم غربي حاسرة الرأس، تحاول الهروب من القيود المتمثلة في شكل مجهول يلاحقها بين أزقة بيوت تراثية قديمة محاولة في صورة رمزية عرض ما تواجهه وما تختاره في نهاية الأمر.

لاقى العمل استحسان من حولي مما كان له وقع إيجابي عليّ في الاستمرار والانجذاب لهذا العالم الساحر صناعة الأفلام التي أخذتني مع الوقت لعشق السينما، وتكرار تجربة الإخراج لبعض النصوص التي كنت أراها دائما متحركة أكثر من مجرد كلمات على ورق، ومنها أخرجت فيلمي القصير الثاني "وجه عالق" عام 2007 الذي يتحدث عن خلجات امرأة مرت بتجربة الختان في الماضي الذي ليس بالبعيد، وما تسببت به هذه التجربة من أثر عميق لديها تعكسه حالتها المشوشة بملامح مضطربة. وقد لاقى هذا العمل صدى واسعا بسبب الفكرة وطريقة الطرح، بالإضافة لحجم الرموز الموجودة فيه. وحصلت عن الفيلم على جائزة مهرجان دبي السينمائي الدولي لأفضل موهبة سينمائية، وكان ذلك خلال عرضه في مسابقة أفلام من الإمارات عام 2007 ومنها واصلت إنتاج أفلامي القصيرة والتي شاركت في عدة مهرجانات محلية وخارجية".

وتؤمن بن عمرو أن نشأتها والمحيط الذي ترعرعت فيه من الناحية الاجتماعية والثقافية كان له دور كبير في التأثير على رؤيتها ومفهومها لتكوين الصورة البصرية، وتوافر عناصر مختلفة من تفاصيل الطفولة وبساطة الحياة وضجيجها بالتفاصيل، والأحداث وشكل التواصل بين أفراد المجتمع واهتماماتي بالفنون والقراءة والاطلاع ناهيك عن فضولي اللامحدود في التعمق بتفاصيل المعرفة والرغبة المتواصلة في معرفة المزيد، والخيال المتمرد على الواقع والتجارب التي تعرضت لها سواء كانت عن طيب خاطر أو مجبرة بها، جميع ما سبق كانت محفزات وأسباب ودافع للتعبير والانطلاق في عدة مجالات مثل الكتابة والتصوير الفوتوغرافي ومن ثم صناعة الأفلام.

وأضافت "مع مرور الوقت ورحلة اكتشاف الذات والتعرف أكثر على القدرات والإمكانيات وتطويرها والتعلم مما تم إنجازه تتشكل مؤثراتنا الخاصة التي هي عبارة عن قناعات، يصل لها المرء عبر رحلة ممزوجة بالنجاحات والعثرات أحيانا التي تصقلنا وتعمق فينا الرغبة بتقديم الأفضل، والسينما تتيح لي هذا حيث أنها تقدم لي الفرصة للتعبير من خلال الشخصيات والحكايات والرموز والإسقاطات التي تترك لنا المجال لنعبر بصوت مرتفع وبحرية لا حدود لها.

وحول مهرجانات الإمارات السينمائية دبي والخليج وأبوظبي، ورؤيتها للمشهد السينمائي الشاب في الامارات، قال منال بن عمرو "المهرجانات السينمائية بحد ذاتها فرص لتنمية السينمائي الإماراتي والرؤية المحلية من الناحية الفكرية والتطبيقية من خلال المشاهدات والمناقشات ومحاكاة الخبرات، وتعدد ما يعرض من أعمال من عدة دول يسلط الضوء على ثقافات عالمية ووجهات نظر مختلفة وأفكار جريئة ومقدامة نحو تقديم الإنسان بصوره المختلفة وسلوكياته وأخلاقياته المتباينة.

وأضافت: توفر هذه المهرجانات فرصة للتسويق وخصوصا للفن السينمائي الخليجي، والذي إن كان قد بدأ منذ أوائل السبعينيات بفيلم "بس يا بحر" عام 1972 إلا أنه لا يزال في خطواته الأولى، والتي أرى أنها مميزة وانتقائية وتوفر فرص الإنتاج والعرض والتواصل مع العالم الخارجي أكثر وأكثر مع كل دورة جديدة لإحدى هذه المهرجانات".

وأكدت أن توفر هذه المهرجانات في الإمارات ينمي الحراك السينمائي، ويسهم في تشجيع السينمائيين وتحفيزهم للمواصلة في الإنتاج والمثابرة في تحقيق أعمالهم وعرضها، و"لله الحمد وصلنا لمرحلة مشرفة من خلال وجود هذه المهرجانات، هذا بالإضافة للشركات الراعية والداعمة والمستوعبة لضرورة تنمية الفن السابع كصناعة مستقبلية للمنطقة، حيث أننا كالأرض الخصبة والتي لا تحتاج إلا للقليل من الاهتمام والرعاية لتثمر ما هو متوقع منها".

ورأت بن عمرو أن المنافسات ما بين السينمائيين من محترفين وهواة تسهم في استمرار حركة الإنتاج والتهافت على تقديم الأفضل والمميز، وهذا ما تفعله المهرجانات ذات الرؤية الواضحة والأهداف الدقيقة. والمهرجانات السينمائية المحلية أثبتت وجودها ووضعت بصمة مهمة في خارطة مهرجانات السينما العالمية والشرق أوسطية رغم عمرها القصير".

وعن المشكلات التي تواجهها السينما الإماراتية وسبل حلها، رأت منال بن عمرو أن

أهم المشكلات إنتاجية وتسويقية، وقالت "لكن البوادر القريبة لبعض المؤسسات المحلية لدعم الإنتاج السينمائي أسهمت في التقليل من هذه الصعوبات والتي يمكن تجاوزها مع الخبرة والممارسة. أيضا هناك مشكلة النص "السيناريو" ومشكلة تكرار الفكرة أو التقليد أو التمحور حول نفس موضوع الطرح، لكني أرى حقيقة أنها مرحلة يمر بها السينمائي يكتسب فيها خبرات حتى يتكون لديه منظوره الشخصي ورؤيته وبصمته الخاصة التي تميزه لاحقا، ويستطيع من خلالها تقديم عمل مختلف له وقع إيجابي مؤثر ومنافس".

وشددت بن عمرو على أن مستقبل السينما الإماراتية مشرق، وهناك بوادر جيدة جدا في تخطي هذه المشكلات، فاليوم وبعد مرحلة مهمة من عمر السينما الإماراتية بات الإنتاج أقوى وله خصوصيته، ناهيك عن توافر أكاديميات ومعاهد متخصصة في المجال تسهم في رفع مستوى الإنتاج وقيمته الفنية.

ولفتت بن عمرو إلى أن عملها بالسينما تأليفا وإخراجا يرجع إلى بدايتها الأولى في الكتابة الأدبية القصة والنثر وتأثير عناصر الصورة على توجهها الفني "لذا جاء موضوع الجمع بين الكتابة والإخراج تلقائيا غير مخطط له".

وأضافت "لست وحدي في هذا الأمر حيث أن هناك عددا لا بأس به على النطاق المحلي يجمعون بين الأمرين، التأليف والإخراج، ولا أرى ضيرا في ذلك، فعلى أقل تقدير يكون المخرج هنا ملما بالنص، ومستوعبا لما يريد طرحه، وهذا أمر مهم في تقديم عمل يمثله، ويعكس شيئا منه، ويترك بصمته الخاصة حيث يكون انطباع الآخر عنه قريبا أو منصفا نوعا ما، وهذا أمر من وجهة نظر شخصية جدا أراه ضروريا أن يقدم المخرج ما يشغله من أفكار وحكايات، غير أني لم أحتكر أعمالي الإخراجية تأليفا، حيث بدأت مع العمل الثالث "من أجندة الخيانة" 2008 بتأليف مشترك مع الكاتب المصري ممدوح رزق، كما أخرج المخرج والكاتب الإماراتي محمد عبدالله الحمادي عام 2008 سيناريو لي بعنوان "جنة مريم"، وكانت تجربة مميزة أدت إلى القيام بخوض تجربة إخراجي لسيناريو من تأليفه عام 2009 بعنوان "وداد" الذي شارك عام 2010 من خلال لجنة أبوظبي للأفلام في مع مجموعة من أفلام إماراتية أخرى في عرض خاص في مهرجان كان السينمائي الدولي، أيضا أخرجت نصا للإعلامية والكاتبة أمينة الجسمي عام 2009 بعنوان "المستعار"، أما آخر تعاون كان عام 2010 فيلم "تفاحة نورة" من تأليف الكاتبة الإماراتية فاطمة المزروعي، وهو أول تجاربها في الكتابة للسينما، ما يميز هذا العمل هو تجربتي الأولى في إخراج عمل حواري حيث اعتمدت في السابق على الصورة البصرية والأفلام الصامتة".

وقالت "جميعها كانت تجارب مميزة ووجدت فيها نقطة التقاء لفكرة أو رؤية أو هاجس مشترك، كنت في السابق أخشى التجربة مع الآخر، واكتفي بإخراج نصوص من تأليفي، إلا أنه مع التجارب والخبرات المستمرة أجد أنه يمكنني تقديم ما لا أجده لدى الآخر عن بعض القضايا، فألجأ أحيانا للتأليف والكتابة في صيغة سيناريو وإخراجه، وأحيانا أخرى اكتفي بما يقدمه المؤلف حين يكون معبرا عن حالة أو قضية بصورة وافية، وأعرض وجهات النظر من رؤية مؤلف ومخرج".

وحول أهم القضايا التي تناولتها وطرق تناولها، قالت منال بن عمرو "أركز على قضايا المرأة لأني أؤمن بمكانتها في المجتمع وقضايا تمسني لأنني جزء من هذا الكيان الحساس المضطرب بهموم الدين والعرف والعادات والتقاليد المشغول بالحرية والمتحفظ في الوقت ذاته، المرأة طموحة هي الفتاة والزوجة والأم والصديقة والحبيبة، لها همومها الخاصة وتفاصيلها التي إلى اليوم تحتاج لمن يعبر عنها بصوت مرتفع لا يخشى الحواجز والمعتقدات البالية، أحيانا أتناول القضايا بشكل مستتر، إلا أني في مجمل أعمالي أتجنب مراعاة وجهة النظر التقليدية على حساب النص أو الفكرة فأعبر كيفما أجده مناسب، الفن بكل أنواعه لا يحتمل التنازلات نحن في مرحلة نحتاج فيها لمراعاة ضمائرنا أكثر من مراعاة رضا الآخر عن طريقة تناولنا للقضايا. تناولت عدة قضايا منها حرية المرأة ، الختان، الخيانة الزوجية.. الخ".

وأما القضايا التي ستركز عليها مستقبلا فأشارات إلى أن آخر أعمالها فكرة وإخراجا وتصويرا الفيلم القصير "أشياء" جاء خلال ورشة تدريبية مع الأستاذ والمخرج العالمي عباس كياروستامي عام 2011 في مهرجان الخليج السينمائي، كان التركيز في الورشة على شعور الوحدة وهو شعور يمر به الإنسان أيا كان. ترك العمل أثر غريبا في نفسي، حيث وجهني نحو التركيز على الهم الإنساني والمشاعر الإنسانية المطلقة، والتي تعكس الآخر وما يمر به من تجارب خاصة يمكنها أن تكون عامة يمر بها الغير بشكل مختلف وتفاصيل متنوعة. لذا أشعر بشيء من نضوج التجربة السينمائية خصوصا مع زيادة الاطلاع والمعرفة وتنمية القدرات والتعمق أكثر في التجارب العالمية مما له أكبر الأثر في تغيير توجهه الأعمال القادمة إن شاء الله".

ميدل إيست أنلاين في

03/10/2012

 

 

قراءة في أعمال أبرز الأسماء «3-6»

النجوم الشباب.. من يفكر معهم!؟

عبدالستار ناجي  

على مدى الحلقات الماضية، توقفنا امام مجموعة من الاسماء الفنية، بالذات من جيل الشباب لدراسة دلالات الاختيار والخطوط البيانية لهذا الاسم او ذاك، وحينما نتوقف في هذه المحطة، امام اسم الفنانة الشابة هبة الدري فأننا نعلم اننا امام مقدرة فنية انطلقت في منتصف التسعينيات من القرن الماضي لتنطلق مسرحيا وتلفزيونيا عبر اختيارات راحت ترسح حضورها وتحقق معادلات الانتشار وهو بلا ادنى شك حضور ثري وعميق، وعلى صعيد الدراما فإن بين القرار الاخير 1997، وتجربتها الاخيرة في مجموعة انسان 2012، سنوات وكم من الاعمال التي تذهب في اتجاهات عدة.

ورغم ما تمتلكه من لياقة عالية، بدليل مشاركتها في اكثر من عمل، بل انها حتى الان في هذا العام، انجزت اربعة اعمال درامية ومنها «الحب المستحيل»، وانت عمري، درب الوفا ومجموعة انسان، بالاضافة الى ثلاثة اعمال مسرحية هي «غير و11 سبتمبر» ولولاكي 3، والاختراع العجيب، وحتى لا نفهم بطريقة مغلوطة، نحن لسنا ضد هكذا انتشار، خصوصا من ممثلة محترفة متفرغة كليا لحرفتها وفنها، ولكن الحديث هنا عن مستوى الاختيارات ومساحة حضور تلك الاختيارات وعمق تأثيرها في ذاكرة المشاهد، هذا السؤال وغيره يدعونا للتأكيد على اهمية وجود اكثر من عنصر حول الفنان يساهمون في الاستشارة وتطوير الاختيارات.

وفي الاطار ذاته، نؤكد ان الخطوط البيانية للفنانة هبة الدري تشير الى مساحة ايجابية من التصاعد، ولكن مع ازدحام الاعمال.

حينما نشير الى مخرجات مسرح الشباب، فان اسم الفنان يعقوب عبدالله يأتي في طليعة تلك الاسماء التي راحت تحلق عاليا، وان ظلت بدايته الحقيقية تعود لعام 2001 من خلال مسلسل «جرح الزمن» ولكن هنالك مجموعة من الاعمال التي شكلت منعطفات غاية في الاهمية.

وحينما نصل الى عام 2012، نجد انه كان امام ثلاثة اعمال درامية حتى الان ومنها «غريب الدار» و«انت عمري» و«كنة الشام وكناين الشامية»، والمتأمل يلاحظ مساحة التباين الواضح بين تلك الاعمال بعضها بعضاً، وبين تلك الشخصيات التي قدمها ايضا وان ظل دوره في كنة الشام يمثل مدخلاً حقيقياً، ونقلة متفردة في مشواره وسط مباراة التمثيل التي شاهدناها في ذلك العمل الذي كتب بعناية عالية وان ظلت هنالك بعض التحفظات على التنفيذ.

مسرحيا، يحيط الفنان يعقوب عبدالله نفسه بفريق عمل متميز يثري تجربته وهو بأمس الحاجة الى هكذا فريق على صعيد الدراما التلفزيون، لتجاوز اضاعة الوقت الثري.

ونذهب الى الفنانة شهد الياسين، التي تظل واحدة من الوجوه الفنية التي تقرن مسيرتها بالاختيار الدقيق، والتعامل مع نصوص وشخصيات تتطلب حساً عالاً من الاداء، وهذا ما نلمسه في تجارب مثل «الدروازة - 2007» وظل الياسمين - 2008، وريح الشمال «3 اجزاء»، وغيرها.

كما تمثل تجربتها في مسلسل «بين الماضي والحب - 2012» تجربة في غاية الاهمية، لاننا امام اطول عمل درامي تلفزيوني خليجي من انتاج «ام. بي. سي» ورغم ذلك لم يستطع العمل ان يحقق مساحات اكبر من النجاح الفني والاعلامي، رغم انه يستغرق اكثر من عام كامل من العمل.. هذا ما يدعونا لان نطالب الفنانة شهد الياسين للالتفات الى لغة الاختيار.. لانه ثمة تجارب، ومن بينها -بين الماضي والحب- تستنفد كثيراً من الوقت.. دون ان تترك بصمة كتلك التي حصدتها في -ظل الياسمين- كمثال.

ونتوقف عند اسم الفنانة الشابة حمود، فبين مسلسل «لعبة الايام - 2007» وتجربتها الاخيرة في «لو باقي ليلة - 2012» مسافة زمنية قصيرة، ولكنها تضم اكثر من «26» عملا دراميا تلفزيونيا، وحفنة اعمال مسرحية، وان ظلت مفردات التميز قليلة، ما يجعل الفنانة صمود بعيدة بعض الشيء من البصمات، اللهم الا في تجربتها مع مسلسل «اكون او لا» حيث وجود مخرج يشتغل على تفجير طاقات الممثلين، ونعني المخرج علي العلي.

بينما في بقية الاعمال تكاد تكون متشابهة، ومكررة وعليها ان تتوقف طويلا، لتشاهد نفسها قبل الاخرين لانها وصلت الى مرحلة، اليوم لم يعد امامها مجال للتكرار او الرضا بانصاف الحلول.. وانصاف الشخصيات وهذا ما يعني حتمية النقلة الفنية في اختياراتها.. واسلوبها في الاداء.. وهو امر يتطلب كثيرا من الاشتغال على الشخصية والحرفة الفنية.

ونصل الى الفنان عيسى ذياب، الذي يمثل احد العناصر التي يعول عليها الكثير من مخرجات المعهد العالي للفنون المسرحية، وهو يتحرك ومنذ مرحلة مبكرة في مجموعة من المحاور اولها المحور المسرحي وتحت يتحرك في محورين التمثيل والاخراج، واشتغاله على شخصية صغيرة منحة جائزة افضل ممثل ثان في مهرجان المسرح المحلي، وهذا ما يؤكد مدى اشتغاله وجهده على شخصية قد يرفعها الاخرون.. ولكنه وجد فيها ضالته.. وايضا انتماءه الى المجموعة، وهذا ما يؤكد النهج الذي يشتغل عليه، وهو روح الفريق.. وهذا ما يتأكد من اندماجه مع المجموعة في هذا العمل او ذاك حيث يتحرك في اطارين التمثيل والمساعدة في الاخراج، هذا الاشتغال على الاخر والمحاور يجعلنا نتنبه ومنذ مرحلة مبكرة، الى اننا امام كادر فني سيكون له كثيرا من الشأن اذا ما اتيح له مزيد من الفرص.

والى محطة اخرى.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

03/10/2012

قراءة في أعمال أبرز الأسماء «4-6»

جيل الشباب.. واتجاهات البوصلة!

عبدالستار ناجي  

على مدى الحلقات الماضية، من هذه السلسلة رصدنا جوانب متعددة من احتياجات جيل الشباب التي تتأكد عبر الحاجة الى تطوير الاختيارات والتركيز على المضامين والاشتغال على الشخصية وفي هذه المحطة نتأمل جوانب اخر.

وفي البداية، نجد حتمية الحديث عن الفنانة الشابة هيا عبدالسلام فبين تجربتها الاولى في عالم الدراما في مسلسل «ام البنات - 2009» امام الفنانة القديرة وبين اخر اعمالها، «ساهر الليل 3» وطن النهار 2012، زمن مقبل، ولكنه في حقيقية الامر رسخ حضور اسم الفنانة هيا عبدالسلام ومنحها موقعا متميزا على خارطة الاسماء الشباب وهو امر لم تخلقه الصدفة بل راحت هيا تشتغل عليه، وبكثير من الجدية بالذات، بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية، وانخراطها في العمل الفني كممثل ومساعدة في الاخراج وايضا كمخرجة مسرحية وهي عبر تلك الفضاءات شكلت ملامح حضورها وشخصيتها واحترامها الفني.

بين عام 2009 و2012، مجموعة من الاعمال ولكن هنالك نقلات حقيقية، تمثلت في «ام البنات» و«ساهر الليل «باجزائه» وان كانت التجربة الاخيرة، اكثر ثراء في التفاعلات وايضا في الذهاب الى موضوع غاية في الاهمية وشخصية ثرية بالتفاعلات تتطلب كثيرا من الشغل والبحث والتفاعل وهكذا هو الامر مع دورها في مسلسل «حبر العيون» وفي هذه التجربة التي سبقتها هي تتعاون مع مخرجين كبار، ونخص - محمد دهام الشمري واحمد يعقوب المقلة.

وهذا يعني اننا امام نجمة تمتلك «بوصلة» حقيقية تعي الاحتياجات وتفهم دورها وتخطط لمستقبلها.

وننتقل الى الفنانة لمياء طارق التي تكاد تسير في ذات الاتجاه رغم ان بدايتها الفنية تعود الى عام 1997 في مسلسل «نوال» وايضا دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية، وهذا يعني مرحلة اسبق بكثير من بداية الفنانة هيا عبدالسلام ومسيرة اكثر ازدحاما بالاعمال، ولكنها تظل متفاوتة العطاءات الا ان عام 2010 يمثل مرحلة الخصب، حيث حققت في ذلك العام ستة اعمال دفعة واحدة منها «رصاصة رحمة»، «اميمة في دار الايتام» و «زوارة الخميس» و«اسوار 3» و«عمشة في ديرة النسوان»، «صورته في السعودية»، واحلام رايح - «ايضا في السعودية».

وفي هذا العام قدمت ثلاثة اعمال هي «الثمن» وارواح «صور في سلطنة عمان» و«امرأة تبحث عن المغفرة» والمتأمل يلاحظ تحرك الفنانة لمياء طارق على مجموعة من المستويات في الاطارين المحلي والخليجي، وهذا ما يرسخ حضورها بشكل اكبر من الدراما الخليجية والمحلية، ولكن الملاحظة الاهم ان تلك الخيارات تأتي متفاوتة المستوى، لا تحقق لها البصمة ما يدعونا الى الهمس بضرورة الالتفات الى ترسيخ معاني الاختيار والدقة فيما تقدم وتجاوز صورة المراهقة الكبيرة، او الزوجة الصغيرة الى مضامين اكثر عمقا، تكشف عن امكاناتها وتعمد تجربتها العريضة في هذا المجال.

ونذهب الى الفنان محمد الرمضان، وهو ايضا من جيل الشباب، الذي لايزال محصورا في عدد من الشخصيات، رغم انه يمتلك طاقات تبشر بفنان حقيقي، ورغم استرخائه عند الشخصيات ذات البعد الكوميدي الساخر في ظل ما يمتلك من عضوية وحضور ولياقة وسرعة بديهة ولكن كل تلك المعطيات لم تسهم في الحصول على المزيد من الفرص، خصوصا في ظل طغيان ما يسمى بدراما «المراهقات» التي راحت تسيطر على الفضائيات الخليجية، وخلفت عددا من الضحايا من النجوم الشباب الرجال، الذين تراجعت حصصهم رغم حضورهم، ومنهم الفنان محمد الرمضان الذي يعي اهمية البحث عن مخارج جديدة لذا يذهب الى المسرح متألقا.

ومن جيل الشباب يأتي الفنان ناصر الدوب الذي قد لا يعرفه الا القلة، ولكنه يحمل معطيات فنان حقيقي صقل موهبته بالدراسة الاكاديمية المتخصصة، وذهب الى التجربة بكثير من الجرأة، ولعل تجربته في اخراج وانتاج مسرحية «الاختراع العجيب» تعطي دلالات لنوعية المبادرة والمغامرة التي يحملها هذا الفنان الواعد الذي يمتلك جرأة عالية، ولنا ان نتصور تجربته مع الفنان محمد الحملي في «موب شوب» الذي قدمه في مجمع الافنيوز -اعلان زين- ونتمنى على الفنان ناصر الدوب ان يتحرك على صعيد الدراما التلفزيونية.

ونتوقف من المحطة الاخيرة عند الفنانة غدير صفر الذي تعاني بوصلتها من شيء من الارتباك، فكلما تقدمت خطوة تراجعت مثلها لسبب او لاخر، ورغم ما يتمتع به من طموح ورغبة في التغيير.. وجرأة في الاختيارات والذهاب الى موضوعات اجتماعية حساسة، ولكنها فجأة تختفي لتعود من جديد، بعد حين، وبعد ان تجاوزتها الاخريات. ما نتمناه على الفنانة غدير صفر، ان تحرك بوصلتها الانسانية كي تتفرغ لكن لحرفتها وتجربتها الفنية لاننا نتوقع منها الكثير في ظل ما تتمتع به من موهبة.. وفطرة فنية.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

04/10/2012

 

من خلال مجموعة أفلام جديدة

السينما المصرية تنتعش فى 2013  

تعيش استديوهات السينما حالة انتعاشة فنية حيث يستعد العديد من النجوم للعودة الى شاشات السينما بعد الإيرادات التي حققتها أفلام موسم عيد الفطر التي أعطت استقرارا نفسيا لبعض المنتجين وجعلتهم يفكرون في العودة لإنتاج أفلام مرة أخرى، وبالفعل بدأ بعض الفنانين في تصوير أفلامهم لتعرض في مواسم عام 2013.

والبعض بدأ في الإعداد لشخصياتهم لبدء التصوير مع بداية العام الجديد، ومن هذه الأفلام: «فبراير الأسود» الذي انتهى المخرج محمد أمين من تصوير معظم مشاهده، ومن المقرر أن يسافر فريق العمل الى إحدى المدن الساحلية لتصوير مشاهده الخارجية هناك، الفيلم بطولة خالد صالح وسليمان عيد وإدوارد وأمل رزق ومن تألف محمد أمين ومن المقرر عرضه في موسم نصف العام، أيضا يشارك الفنان خالد صالح في فيلم آخر بعنوان «الحرامي والعبيط»، ويشارك في بطولته خالد الصاوي ودنيا سمير غانم من تأليف أحمد عبدالله وإخراج سامح عبدالعزيز ومن المقرر أن يبدأ التصوير بداية شهر يناير ويناقش العمل الأحداث الحالية السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما انه يستعرض الحياة التي تعيشها الطبقتان المتوسطة والفقيرة بعد الثورة وعدم استفادتهما بأي شيء من الثورة.

ويستعد الفنان محمد رمضان للإعداد لفيلمه الجديد «عبده موتة» الذي يشاركه في البطولة ايتن عامر وباسم السمرة ومن إخراج محمد حمدي وتأليف محمد حسين مبروك وتدور أحداث الفيلم حول شخصية عبده موتة التي يجسدها الفنان محمد رمضان وهو شاب يسلك طريق المخدرات وتتوالى الأحداث في الفيلم ليكتشف أن البركة في المال وإن كان قليلا خير من كثرته بطرق غير شرعية لنفسه، الفيلم بطولة ايتن عامر وريم المنسي ومحمد فراج ورمزي لينر ومن تأليف وإخراج نادين خان.

أيضا فيلم «كلبي دليلي» الذي بدأ سامح حسين تصويره بعد شهر رمضان وتوقف عدة مرات ينتظر تحديد موعد عرضه في 2013 ويشارك في بطولته ايتن عامر ويوسف عيد وتدور قصة الفيلم في إطار كوميدي حول ضابط شرطة ينتقل من منطقة الصعيد الى مارينا ويحدث له متغيرات في حياته.

أيضا تستعد الفنانة منى زكي لتصوير فيلمها «القاهرة مكة» الذي تتكتم تفاصيله سواء القصة أو الأبطال، وهو من تأليف محمد رجاء وإخراج هاني خليفة.

أيضا تستعد منة شلبي لتصوير فيلمين لتشارك بهما العام الجديد الأول بعنوان «خيال الظل» الذي تشارك فيه أحمد عز البطولة ويدور حول حياة المواطن المصري، ومواجهته لعدد من المعوقات الحياتية نتيجة للأحداث التي تقع للإنسان المصري في مشوار حياته وهو من تأليف نادر صلاح الدين وإخراج عمرو عرفة.

أيضا تستعد لتصوير فيلم «عروسة حلاوة» الذي تدور أحداثه حول خمس فتيات في سن الثلاثين يعانين من مشكلات عاطفية خاصة في ظل وجود أزمة العنوسة ومشاكل المتزوجات من خلال الفتيات الخمس التي تحمل كل منهن مشكلة خاصة من واقع المجتمع المصري، ويشاركها البطولة هبة مجدي، الفيلم من إخراج وتأليف مريم أبوعوف ولم يتم الاستقرار على باقي النجوم حتى الآن.

وتجهز نيلي كريم لسيناريو فيلم «فتفوتة» من إخراج منال الصيفي ويشاركها البطولة باسم السمرة وأحمد صفوت وتدور أحداثه حول فتاة مدللة تقع في العديد من المشاكل بسبب رقتها حتى تضطرها الظروف للزواج من شخص لا تحبه وتدور الأحداث.

أحداثه تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي عن مافيا فرجينيا

«خارج عن القانون» الفيلم الذي لم يعجب نقاد «كان» يحصد الملايين!  

رغم ان الفيلم لم يحصد اعجاب النسبة الأكبر من نقاد مهرجان «كان» السينمائي في دورته الماضية - مايو 2012 - الا انه هذه الأيام وعلى وجه الخصوص يحتل مكانة الصدارة بين الأفلام الأكثر دخلاً في العديد من الأسواق العالمية.. فيلم يذهب الى العنف وعوالم المافيات في فرجينيا في مطلع القرن الماضي حيث من الصعب تخيل حياة العصابات التي يكتنفها الغموض وسرية العمل الذي تهيمن عليه لغة الجريمة والدماء التي عادة ما تلطخ ايدي اعضاء هذه المجموعات، الا ان هوليوود تمكنت من نقل حياتهم لنا عبر مجموعة أفلام ذات مستوى جيد.

ورغم مشاهد الجريمة التي عادة ما تسيطر «على غالبية هذه الأفلام، الا ان المشهد الدرامي لا يغيب عنها، كما في فيلم «خارج عن القانون الذي ينقل لنا ملحمة درامية تعيد تصوير زمن العصابات التي سيطرت على ولاية (Lawless) فرجينيا الأميركية في الثلاثينيات، من خلال اعادة تجسيد حياة الاخوة بوندوانت الذين شكلوا بتجارتهم غير الشرعية عصابة قادرة على اختراق صرامة القانون. هذا الفيلم والذي عرض للمرة الأولى في دورة مهرجان كان السينمائي الدولي الأخيرة، يعتمد في قصته على أحداث حقيقية وقعت في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، ووثقتها لنا رواية «المقاطعة الأكثر بللاً في العالم» (2008) للكاتب الأميركي مات بوندوانت، والتي تتوغل في حياة الأخوة بوندوانت، الذين وجدوا في منطقة تغمرها الفساد والكساد الاقتصادي، ما شجعهم على كسب قوتهم عبر امتهان تجار الكحول غير الشرعية، وبالتالي نجد في أحداث الفيلم توثيقياً غير مباشر للأوضاع وأبرز الأحداث التي سادت تلك الفترة في مقاطعة فرانكلين بولاية فيرجينيا، في ظل تكاثف العصابات والفساد الذي غمر مسؤولي الشرطة الذين حكموا ذلك المكان.

المخرج «جون هيل كوت» بين في هذا الفيلم امتلاكه لأدواته، ومدى قدرته على التحكم بارتفاع وانخفاض وتيرة أعصاب الجمهور، وهذا يتضح جلياً في عديد المشاهد التي حاول فيها استثارة مشاعر الجمهور، الذي قد يجد نفسه فجأة يقف الى جانب أحد ابطال العمل حتى وان كان مجرماً، وبلاشك ان أداء أبطال العمل شيا لابوف وتوم هاردي وجاسون كلاركي وداني دهان وجيسيكا تشاستان والآخرين وقدرتهم على تجسيد شخصيات رجال العصابات، قد ساعد المخرج كثيراً لايصال رسالة مفادها «انه يتعين علينا احياناً كثيرة التغلب على عقدة الخوف المجودة بداخلنا لنتمكن من تحقيق غايتنا»، ولهذا نجد ان الأخ الأكبر «فوريست» (توم هاردي) كان دائم الترديد على مسامع أخيه الأصغر «جاك» (شيا لابوف) بان الاخوة بوندوانت لا يموتون، وان لديهم القردة على مقاومة الموت.

ولعل هذه القناعة قد ترسخت في رأس «فوريست» العائد من الموت بعد مقتل أفراد الكتيبة التي انضم اليها في الحرب العالمية الأولى، في حين ان الأخ الثاني «هوارد» (جاسون كلاركي) نجا من الموت بعد اصابته بالحمي في صغره، والتي لم ينج منها والداه. المتابع للفيلم يجد ان المخرج حاول ترسيخ اعتقاد «فوريست» في العديد من المشاهد التي تبين قدرة الأخوة بوندوانت على التمرد وقوتهم في مقاومة الموت، كما يتجلى ذلك في مشهد الاعتداء لاذي تعرض له «فوريست» والذي كاد ان يخسر فيه حياته، الا انه يتمكن بمساعدة «ماغي بيفورد» من الوصول الى المستشفى، وهي الحادثة نفسها التي تحرر «جاك» من خوفه وتقويته ليخوض الى جانب اخويه الصراع مع الضباط «تشارلي ريكس» الذي يحاول مشاركة الاخوة تجارتهم غير الشرعية، لينتهي بموت ريكس على يد الأخوة جاك وهوارد، لينتقل بنا المخرج سريعاً الى الوجه الأخر من حياة الأخوة بوندوانت بعد الغاء قانون «تحريم تجارة الكحول»، حيث اصبحوا تحت القانون وليس فوقه. منذ طرحه في صالات السينما في أغسطس الماضي، تمكن الفيلم من تحقيق ايرادات عالية، ففي أميركا وحدها تجاوزت 25 مليون دولار، فيما عرض على أكثر من 3000 شاشة حول العالم، وتناولته أكثر من 134 تقريراً صحافياً، انها الاقبال الجماهيري.. وايضاً آراء النقاد.

النهار الكويتية في

04/10/2012

 

 

محاولة لإسكات الأصــوات الوحشية المزمجرة في نفوس القتلة

لندن / عدنان حسين أحمد

لا بد من الإقرار أولاً بأن فيلم "عصابات بغداد" للمخرجة السويسرية عايدة شليفر، من أصول عراقية لبنانية، هو فيلم مُشتغَل بحِرَفية عالية وعناية فائقة تدلِّلان على وضوح الرؤية الإخراجية لمخرجة الفيلم، وتمّكُنها من البناء بطريقة فنية لا تخفى على متلقي هذا النمط من الخطابات البصرية المتفردة.

أنجزت عايدة هذا الفيلم عام 2007، أي بعد اشتداد الأزمة الطائفية التي بلغت ذروتها في العراق عامي 2005 و 2006 بفعل الأحزاب العراقية التي وفدت إلى العراق من خارج الحدود، هذا إضافة إلى المعطيات الداخلية التي أججت هذا الاحتكاك الطائفي الذي لا دخل لمكونات الشعب العراقي الرئيسية فيه. وعلى الرغم من أنَ المخرجة شليفر لا تريد الخوض في التفاصيل الطائفية، لأنها محايدة أولاً، ولأن عصابات بغداد آنذاك كان هدفها الابتزاز المادي، وليس الانتقام الطائفي، حتى لو لجأت لاحقاً إلى التعذيب والقتل والتشويه، ويبدو أنّ الوحوش الكامنة في داخلهم تستفيق في المراحل التي تضعف فيها الدولة أو يغيب فيها القانون، أو أن يتحول بعض مفاصلها في الشرطة والجيش والأجهزة الأمنية إلى أجزاء فاعلة من هذه العصابات التي تبتز الناس وتقتلهم بهدف الإثراء السريع من جهة، وبغية إسكات الصوت الوحشي المزمجر في أعماقهم من جهة أخرى.

لقد انتقت شليفر عدداً غير قليل من هذه الشخصيات المأزومة نفسياً التي لم تستطع الثبات ومواجهة الأزمة العصيبة التي يمرّون بها، فقرروا الانسحاب من ساحة المواجهة القاسية، و"الهروب" بشكل أو بآخر إلى مصر أو بقية الدول العربية المجاورة للعراق.

إن منْ يلقي نظرة سريعة على شخصيات هذا الفيلم الوثائقي المُتقَن والمؤثر في آنٍ معاً سيجد أن المخرجة قد نجحت في التنويع أولاً، كما أنها ركزت على غالبية طبقات المجتمع العراقي فهناك المحامي، والتاجر علي عريبي عودة، والمرأة البسيطة حليمة الساعدي، وولدها وسام الذي بلغ المرحلة النهائية من "عراق ستار"، وشقيقه وسام الساعدي الذي عُذّب قبل أن يلقى حتفه على أيدي هذه العصابات الوحشية، والشاعرة الجميلة رنا جعفر ياسين التي تركها والدها تواجه مصيرها المحتوم أمام القتلة، هؤلاء جميعاً وغيرهم من الشخصيات التي أثثت متن الفيلم قالوا أشياء مهمة تتجاوز التوصيفات العادية للكلام العابر، ويبدو أن كاتب السيناريو أو واضع الأسئلة قد نجح هو الآخر في استخراج هذا الكلام النفيس الذي قالته معظم شخصيات الفيلم من دون استثناء.

بطبيعة الحال، لا يمكنني أن ألقي اللوم كلياً على هذه الشخصيات التي "هربت" من ساحة المواجهة، فلو كنت مكانهم لهربت أيضاً طالما أن الدولة متوارية، والقانون غائب تماماً، لكن دعونا نبحث في الأسباب التي دفعت هذه الشخصيات برمتها للهروب إلى القاهرة. فالمحامي ورجل علي عريبي عودة قرر الهروب من بغداد بعد أن تعرض لأكثر من عملية خطف وبعضها بسيارات الشرطة، كما تعرّض ولداه سيف عريبي وغيث عريبي للخطف أيضاً بحيث حسم الأخير أمره بالاتجاه إلى أي بلد، وعدم العودة نهائياً إلى العراق.

الشاعرة والفنانة التشكيلية رنا جعفر ياسين تم خطفها بطريقة غريبة من قبل الجيران الذين انتبهوا إلى أنها بدأت تبيع أغراضها المنزلية لكي تغادر العراق نهائياً بعد أن وصلتها رسالة بداخلها رصاصة من (شورى المجاهدين)، وحينما استنجدت بوالدها تركها تواجه مصيرها المحتوم لوحدها من دون أن يحرك ساكناً. عائلة حليمة الساعدي التي فقدت ولدين في عمر الورود، الأول كان مشروعاً لمطرب ناجح لأنه وصل إلى المرحلة النهائية في مسابقة "عراق ستار" وكان من المؤمل أن يصبح نجماً فنياً، والثاني وسام الذي أُختطف ثم قُتل تاركاً أفراد أسرته يستذكرون حجم العذاب الذي تعرّض له على أيدي المجرمين القتلة. ربما كان وجود المعالج النفسي الدكتور علاء مرسي مهماً في خلق الموازنة بين هذا الكم الكبير من عذابات الضحايا، وبينه هو كطبيب مختص يحلل الأذى النفسي والجسماني الذي يتعرض له الضحية إثر وقوعه في خطر شديد يهدد هويته وحياته، وقد شخّص هذه الحالة المرضية بـ "اضطراب ما بعد الأزمة"، الذي يمكن أن يفضي إلى التوتر، والاكتئاب، وحتى البلل إذا كان عنصر الخوف مستمراً، ولكنه نصح المرضى بعدم اعتزال الحياة، والانقطاع عن ممارسة الأنشطة اليومية التي يمكن أن تخفف من وطأة الأزمة التي يمر بها الضحية.

ثمة أسئلة كثيرة أثارتها شليفر في هذا الفيلم لعل أبرزها غضب الضحايا من البرلمانيين والمسؤولين الكبار في الدولة الذين جيء بهم بعد الاحتلال، ففي الوقت الذي يناقشون فيه امتيازاتهم ومستحقاتهم المالية كان هناك مئات، وربما آلاف العراقيين الذين خُطفوا، أو غُيِّبوا، أو قُتلوا من دون أن يهتز للسياسيين جفن، هذا ما يؤكد المحامي علي عريبي، أما الشاعرة رنا جعفر فهي تعتبر الوطن ضحية هو الآخر، ولكنها تصب جام غضبها على السياسيين العراقيين الجُدد المنقطعين إلى مصالحهم الشخصية وشؤونهم اليومية الخاصة. وهذا الأمر ينسحب إلى بقية شخصيات الفيلم التي لم تجد بُداً من الهرب إلى مصر أو أية دولة عربية مجاورة. وعلى الرغم من مسألة اتفاقهم على الهرب أو مغادرة العراق، إلاّ أنهم يختلفون في مسألة العودة إلى الوطن بهدف إصلاحه وبنائه. فالمحامي ورجل الأعمال علي عريبي يصر على ضرورة العودة إلى الوطن لبنائه وإصلاح النفوس المريضة التي توحشت في مرحلة ما، وكما يذهب الطبيب النفساني علاء مرسي فإن القتلة والخاطفين والمجرمين هو ضحايا أيضاً للظروف الاستثنائية التي مرّ بها العراق بعد الاحتلال، وهم يحتاجون العلاج شأنهم شأن الضحايا الناجين أو المغدور بهم. إذاً، يعتقد المحامي علي عريبي بأن الهمجية لا يمكن أن تستمر، وأن الدولة، بمؤازرة الخيّرين من أبناء لا بد أن يضعوا حداً للتسيّب والانفلات الأمنيين، لكي تعود الحياة العراقية الآمنة إلى مجاريها الطبيعية. أما الشاعرة رنا جعفر فتعتقد أن رحلتها سوف تطول، وأن الشوارع التي تمرّ عليها بسيارتها الذاهبة خارج الحدود ربما لن تراها مرة ثانية، كما أنّ ولد علي عريبي يكره العودة للعراق لأنه تعرض إلى ضغوط نفسية شديدة، بينما يضع الثاني سقفاً زمنياً لا يقل عن خمس سنوات للتفكير بالعودة إلى العراق إذا ما تحسنت الظروف الأمنية. أما السيدة حليمة الساعدي فإنها تتمنى من الله أن "يرفع الغُمة عن هذه الأمة" وهي التي حملت جنازتي ولديها، بينما كانت تتوقع أن يحملا هما جنازتها حينما تذهب إلى مثواها الأخير.

وعلى الرغم من المحن الكبيرة التي مرّت بها شخصيات الفيلم الرئيسية إلاّ أن المخرجة شليفر ختمت الفيلم بلقطات جميلة ومعبِّرة تزرع الأمل في نفوس العراقيين، وتتمنى لهم العودة إلى حياتهم الطبيعية، ولعل شلالات المياه الجميلة، والأنهر المتدفقة، ونُصب الحرية، وشوارع بغداد المكتظة بالسيارات، والأطفال الذين يلوِّحون بأكفهم الصغيرة هي نماذج جميلة توحي للعراقيين جميعاً بأن يعضّوا على جرحهم الكبير، ويطووا صفحة الماضي المؤلمة، ويبدأوا حياتهم من جديد. وفي الختام لا بد أن أشير الى أن "عصابات بغداد" هو واحد من أهم الأفلام الوثائقية العراقية المحايدة التي لم تتدخل فيها المخرجة كثيراً بآراء الشخصيات، وإنما تركتهم يعبِّرون عن أنفسهم بحرية مطلقة، فكان الفيلم بالنهاية تحفة بصرية أمينة تضاف إلى رصيد المخرجة التي تؤكد حضورها الفاعل في المشهد السينمائي العالمي.

المدى العراقية في

04/10/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)