أعلنت الفنانة هالة صدقي تأييدها للتظاهرات التي انطلقت أخيراً
تعبيراً عن رفض الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم)، ورغم عدم
مشاركتها فيها، فإنها دانت أعمال العنف التي رافقتها.
هالة المحتجبة منذ فترة في إجازة مع عائلتها تتحدث إلى «الجريدة» عن
مسلسل «عرفة البحر» الذي شاركت فيه وعرض في شهر رمضان الماضي، وتبدي خشيتها
على الإبداع في ظل صعود التيارات الدينية إلى الحكم.
·
لماذا لم تحضري لقاء الرئيس
المصري الأخير مع الفنانين؟
لم أتلقَّ دعوة رسمية من الرئاسة، ولو وجهت إلي لاعتذرت لوجودي خارج
القاهرة في موعد اللقاء، بالإضافة إلى أنني لا أحبذ الانخراط في السياسة أو
اللقاءات السياسية، وسبق أن دُعيتُ للقاء الرئيس السابق حسني مبارك مرتين،
فحضرت مرة واعتذرت عن الثانية.
·
هل نفهم من كلامك أنك لا تحبين
الانخراط في العمل السياسي؟
صحيح، لكن لا يمنع ذلك من أن تكون لي أرائي السياسية التي تعبر عني
باعتباري مواطنة مصرية، كذلك الأفلام التي أقدمها أحياناً تكون لها صبغة
سياسية وهذا طبيعي، كون الجانب السياسي أحد الأمور التي تطرحها الدراما
سواء في السينما أو التلفزيون.
·
هل ما زال لديك تخوف على حرية
الإبداع؟
لا شيء واضحاً بعد، ليس في شأن حرية الإبداع فحسب بل بالنسبة إلى أمور
الحياة كافة. لا أحد يمكن أن يتنبأ بما سيحدث غداً، ولا يجوز السماح بالمس
بحرية الإبداع فهي خط أحمر. أتمنى أن يظل الرئيس على عهده بعدم المساس بها،
حسبما وعد الفنانين في لقائه معهم.
·
ألم تقلقي من الهجوم الذي تعرضت
له زميلتك إلهام شاهين؟
ستأخذ إلهام حقها بالقانون، فيما أعطاها الجمهور والعاملون في الوسط
الفني حقها المعنوي ووقفوا إلى جوارها وساندوها في أزمتها. أما الشق
القانوني فسيُنظر به أمام القضاء، ولا أعتقد أنها ستتنازل عن الدعاوى
القضائية التي أقامتها ضد الشيخ بدر.
واقعة إلهام ليست الأولى فمنذ فترة نتعرّض كفنانين لإساءات، وأكبر
دليل على ذلك ما حدث مع عادل إمام والسيناريست وحيد حامد والدعاوى القضائية
التي أقيمت ضدهما، لكن في النهاية لدينا ثقة بقضاء مصر العادل كونه لن يسمح
بتقييد حرية الإبداع.
·
لم تشاركي في التظاهرات التي
انطلقت أمام السفارة الأميركية في القاهرة ضد الفيلم المسيء للرسول مع أنك
أيدتها.
أقل ما يمكن أن يوصف به هذا الفيلم أنه عمل غير محترم على الإطلاق،
وقد توحد الأقباط والمسلمون سوياً في التظاهرات السلمية، ولو كنت في
القاهرة لشاركت معهم. لكني أرفض العنف الذي حدث، وتمنيت ألا تأخذ الأحداث
هذا المسار، فالتظاهر السلمي حق مكفول للجميع، وكان يمكن التعبير عن الغضب
بشكل أفضل، لكن لا أعرف من وقف وراء العنف.
كان على الأزهر والكنيسة اتخاذ إجراءات أكثر حدة مع أي تطاول، وألا
يكتفيا ببيانات الإدانة والشجب، خصوصاً أن فيلماً مسيئاً للسيد المسيح عرض
منذ فترة أيضاً، ولم تُتخذ مواقف تسمح بالحدّ من ازدراء الأديان. عموماً،
من يقدّم مثل هذه الأعمال هدفه شق وحدة الصف بين المسلمين والأقباط، لكننا
لن نعطيه هذه الفرصة.
·
ما سر اختفائك طوال الفترة
الماضية؟
قررت تمضية إجازة طويلة مع عائلتي بعدما انتهيت من تصوير دوري في
مسلسل «عرفة البحر» منتصف رمضان الماضي، إذ حرمني ضغط التصوير والمواعيد
المتلاحقة من الاستمتاع بإجازة الصيف مع أسرتي، فقررنا الاستمتاع بإجازة في
«آخر أيام الصيف».
·
ما الذي جذبك إلى المسلسل؟
السيناريو لأنه يعيدني إلى التعاون مع الفنان نور الشريف بعد غياب
سنوات، بالإضافة إلى أن شخصية زعفرانة التي جسدتها هي مثال للمرأة الشعبية
البسيطة التي تعشق زوجها وتنفذ كلامه. استمتعت بالعمل مع المخرج أحمد مدحت
الذي نجح في إخراج إطارات مميزة للصورة، لذا أتمنى التعاون معه مجدداً.
·
هل أضفتِ تفاصيل إلى الشخصية أو
طلبت تعديلها؟
طبيعة الدور هي التي تحدد إمكان إضافة التفاصيل من عدمه، وشخصية
زعفرانة التي جسدتها لم تحمل هذه المساحة، فخلال جلسات العمل التي جمعتني
مع المؤلف والمخرج قبل بداية التصوير وجدت أنها مكتوبة بإحكام ولا تحتاج
إلى إضافة أي تفصيل، فقدمتها كما هي من دون تدخل مني.
·
لماذا لم يحقق «عرفة البحر»
النجاح المطلوب؟
بسبب العرض الحصري ومواعيده غير المناسبة، لكن العرض الثاني بعد رمضان
حقق نسبة مشاهدة جيدة وأعتقد أنه سيحقق في العروض المقبلة نسبة مشاهدة
أكبر، خصوصاً أنني تلقيت ردود فعل إيجابية للغاية من متابعيه.
·
لكن ثمة أعمالاً حصرية أخرى حققت
النجاح.
يرجع ذلك إلى مواعيد عرضها والدعاية التي رافقتها، بالإضافة إلى أن
الكمّ الكبير من الأعمال الدرامية خلال رمضان أدى إلى عدم القدرة على
التركيز على عمل واحد، فأنا شخصياً لم أتابع أي مسلسل من البداية إلى
النهاية، إلا أنني اخترت الأعمال التي سأشاهدها بعد رمضان عبر متابعات
لحلقات منفردة.
·
هل الخلافات بينك وبين التلفزيون
المصري ما زالت موجودة؟
ليست خلافات. في الحقيقة، لم أتقاضَ أي أموال عن الجزء الثاني من
السيت كوم «جوز ماما» على رغم أنه عُرض أكثر من مرة واستقطب إعلانات كثيرة،
وحتى الآن لم تردّ الإدارة على اتصالاتي.
الجريدة الكويتية في
30/09/2012
يواصل مغامراته في "سكايفول"
»جيمس
بوند« عميل لا يتقاعد
محمد رُضا
في الخامس من الشهر المقبل يكون جيمس بوند قد أكمل الخمسين من العمر
ولو أن هذا ليس أمراً مؤكداً، فبوند كما سنراه في الفيلم الجديد »سكايفول«
بطولة دانيال غريغ لا يزال رجلاً في سن ملائم لكل ما يقوم به من أفعال
وتصرّفات . هو مقاتل يجيد استخدام يديه في العراك، كما أنواع الأسلحة
المختلفة من المسدس الصغير إلى قاذفة الصواريخ، وهو يجيد الغوص والتزلّج
على الجليد وتسلّق الجبال الوعرة وقيادة الطائرات ورمي السهام وألعاب القوى
المختلفة . لا يهاب الرجال ولا الوحوش ودائماً ما ينجو من المخاطر ثم يرتاح
من عناء ساعات العمل الطويلة بمغازلة الفتاة التي اختيرت للمهمّة .
هو دون الخمسين . هكذا وُلد على الشاشة كما شخّصه شون كونيري، وهكذا
لا يزال بعد خمسين سنة من الأفلام تم خلالها إطلاق 24 فيلماً (ثلاث وعشرون
منها من إنتاج شركة واحدة) جمعت أكثر من 5 بلايين دولار حتى اليوم .
جيمس بوند ولا يشيخ أو يكبر بالسن، وفي الوقت ذاته، لا تقع أحداثه في
زمن محدد بحيث يمكن أن يبرر لنا هذا العميل الاستخباراتي الخاص السبب في
عدم بلوغه سن التقاعد بعد . فهو كان في مطلع العمر في الستينات، وفي مطلع
العمر في السبعينات، وفي الثمانينات والتسعينات والعقد الأول من القرن
الحالي وها هو يعود، وهو لا يزال في العمر ذاته في العقد الحالي من هذا
القرن . كلنا نكبر وهو يبقى بحكم الضرورة .
والمسألة ليست في سنوات فقط، بل هي مسألة ظروف . فالظروف السياسية
التي كانت تحيط بمهامه قبل خمسين سنة اختلفت لاحقاً أكثر من مرّة كما تختلف
اليوم عن كل مرّة . في الستينات، وعلى أيام »دكتور نو« و»من روسيا مع حبّي«
و»غولدفينغر«، كانت الحرب الباردة، التي كتب المؤلف إيان فليمنغ رواياته في
أتونها . في الثمانينات انتقلت الموضوعات (وقد استنفدت السينما روايات
فليمنغ الأصلية) إلى محاولات أفراد زعزعة الاستقرار في أماكن مختلفة من
العالم: فرنسي يريد خطف صواريخ وإعادة توجيهها »مونراكر«، إنكليزي (على
غرار روبرت مردوخ) يريد إشعال فتيل حرب لكي يبيع أسرارها في صحيفته لكي
يستولي خلال ذلك على الإعلام »غداً لا يموت«، مجموعة تريد الاستيلاء على
جهاز صغير كاف لإتلاف الأرض »لعينيك فقط« . وبالطبع، فإن المغامرات
البوندية لابد أن تكون على مستوى العالم . بوند لفّ الدنيا من الصين إلى
جنوب إفريقيا ومن الولايات المتحدة إلى روسيا مروراً بمصر والهند وفرنسا
وبريطانيا ومنغوليا وتايلاندا وتايوان ودول أخرى . ذلك لأن الخطر الذي
ينقذنا منه بوند في كل مرّة هو دولي وعليه أن يتصدّى له في عقر داره .
وإذا ما كانت هذه هي السمات الأساسية لبوند ومغامراته، فإن الأفلام
التي لعبها تختلف باختلاف المهام . ليس صحيحاً أنه هو الشخص نفسه كما كان
قبل خمسين سنة أو خمس وعشرين سنة . في البداية بوند هو عميل بريطاني يدافع
أولاً وأخيراً عن مصالح المخابرات مع ما يلزم من سخرية وتهكّم كان كونيري
يطلقه فيصيب به قوميات وأجناس آخرين . أعداؤه (الروس في الفيلمين الأولين)
أقل قدرة على محاكاته وحين تتم محاولة اغتيال عملاء لجؤوا إلى الغرب، فإن
بوند هو من يحبط اكتمال هذه العمليات، ينقذ الفتاة الجميلة . ويهاجم
الأشرار ويبيدهم قبل وصول غيرهم في الفيلم المقبل .
النكهة الساخرة استمرّت حينما استلم روجر مور المهام سنة 1973 عبر
فيلم »عش ودع الموت«، لكنه غلّف النكهة بالنكتة فإذا بها أقل عداوة وأذى،
وفي حين بقي كونيري محبوباً لما أدّاه وقع الجمهور معجباً بدماثة خلق وقدرة
مور على المراوغة والحنكة الإنكليزية الباردة . كان قد أعلن أن ''ثندربولت''
[إخراج ترنس يونغ- 1965] سيكون آخر بوند يظهر فيه . وبالفعل تمّت الاستعانة
بممثل آخر هو جورج لازنبي لبطولة الفيلم التالي »في خدمة مخابرات صاحبة
الجلالة« (بيتر هانت- 1969) . لازنبي لم يقنع المنتجين ولا المشاهدين
بصلاحيته كما أن موضوع الفيلم عولج على نحو مختلف تماماً . فجأة تم تقديم
بوند بقلب وقع في الحب فعلاً وعانى حين ماتت المرأة التي أحب فانطلق في سعي
إنساني ليس للدفاع عن مصالح الغرب بل انتقاماً من مقتل المرأة التي كادت أن
تصبح زوجته . وفي سنة 1971 عادت إلى كونيري وطلبت منه العودة عن قراره،
فوافق على شرط ألا يمثّل بوند بعد هذا الفيلم . ووُلد »ألماس للأبد« (غاي
هاملتون - 1971) الذي كان آخر علاقة لكونيري بسلسلة بوند قبل استلام روجر
مور المهمّة .
لكن كونيري لم يلتزم بقراره . ففي العام 1983 وافق على العودة إلى
شخصية بوند عندما تقدّم منه جاك شوارتزمان بذلك . شوارتزمان كان شريك
المنتج الأصلي لبوند ألبرتو بروكولي، وحين انفصل احتفظ بحقوق فيلم »ثندربولت«
والآن بات يريد إعادة إنتاجه تحت عنوان آخر هو »لا تقل أبداً مطلقاً«، وهو
عنوان بدا أنه يعبّر عما قام به كونيري بعدما نكث بوعده .
في العام ذاته كان هناك موعد آخر مع بوند لكن ضمن السلسلة عبر فيلم »أكتوبوسي«
مع روجر مور (إخراج جون غلن) الذي دار حول خطّة يشترك فيها هنود للهجوم على
مقر الناتو بسلاح نووي . هذا الفيلم كان العمل ما قبل الأخير لروجر مور .
سنة 1985 كان الممثل فاق الخمسين عاماً في الواقع ولم يعد قادراً على تشخيص
بوند الذي لا يشيخ .
شاشة الناقد
The Bourne Legacy
بورن بلا بورن
إرث بورن
إخراج: توني غيلروي .
أدوار أولى: جيريمي رَنر، راتشل وايز، إدوارد نورتون، ستايسي كيتش،
سكوت غلن .
أكشن جاسوسي - الولايات المتحدة
الحلقة الرابعة من سلسلة بورن بعد »هوية بورن«- ،2002 و»سيادة بورن«-
2004 و»إنذار بورن« - 2007 ويخلو من شخصية جاسون بورن الذي لعبه مات دامون
ليقدّم شخصية بديلة لعميل مخابرات آخر هو آرون كروس كما يؤديه عن جدارة
جيريمي رَنر، الذي شاهدناه خبير متفجرّات في العراق في »خزنة الألم«
ومساعداً لتوم كروز في »مهمة: مستحيلة 4« . لكن الجهة الإنتاجية (يونيفرسال)
كان لابد لها من استخدام كلمة »بورن« وتدبير بضعة أسطر من الحوار لتبرير
درامي كوسيلة لترويج الفيلم عبر إلحاقه بالمجموعة الناجحة من قبل . والمنتج
فرانك مارشال طلب إذناً من مات دامون لاستخدام صورته الفوتوغرافية في
الفيلم لمزيد من الربط، لكن ما عدا ذلك، هذه شخصية جديدة بمواصفات مختلفة
تماماً عن تلك التي أدّاها دامون من قبل، وبحكاية غير متّصلة بحكايات
الأجزاء السابقة، وأكثر من ذلك أن كروس لم يفقد ذاكرته (كما حال بورن) ولو
أن الحبكة ما زالت في مكانها: عميل مخابرات حسن التدريب يحاول الحفاظ على
حياته والنفاذ من تهديدات المخابرات المركزية ذاتها .
إنه عميل منعزل اليوم في مهمّة تدريبية في منطقة ثلجية معزولة يعيش
وسط ذئابها لكن عليه العودة إلى الحياة المدنية لأن المخابرات جعلته مدمن
عقار خاص مختلط بدمه إذا لم يتناوله يومياً خسر حياته .
كروس لا يعلم أن رئيس الشعبة التي ينتمي إليها أمر بقتله وهو لا
يستطيع إيقاف المحاولات لأن المخابرات زرعت في جسده »رقاقة« تخبرهم بأماكن
انتقاله . يتخلّص كروس منها بعدما حاولت المخابرات اغتياله، عبر نزعها من
ساقه . وحين يعود إلى نيويورك طالباً العلاج يجد أن الشعبة تريد إلغاء عمل
المختبر العلمي الذي تشرف عليه والذي يستثمر أبحاثه في كيفية إخضاع الناس
لأوامر ومناهج معيّنة، فتوعز لأحد العاملين فيه بإعدام رفاقه . وحدها مارتا
(راتشل وايز) تنفذ من العملية وتهرب مع كروس الذي كان لا يزال يعتقد أنها
تملك حلاً للعقار الذي عليه أن يأخذه حتى لا يموت . رحلتهما تمتد إلى
الفلبين حيث ستساعده على تناول جرعة واحدة ستغنيه عن كل الحبوب التي كان
يتناولها . ولكن رئيس الشعبة يكتشف مكانهما ويرسل من يحاول اغتيالهما .
كونهما بطلي الفيلم وهناك نيّة لاستكمال هذا الفرع من شجرة بورن، فإنهما
سوف ينتصران في فصل من المعارك والمطاردات الفتّاكة .
الفيلم تحت إدارة جديدة قوامها المخرج توني غيلروي ملتهب الحرارة منذ
البداية، لكن الوصلة الأخيرة من المشاهد تبلغ الذروة بحماسها وتنفيذها
ووقعها في صراع الحياة والموت . فجأة، وبسبب سوء ختام للمعركة لا يزيد على
ثلاثين ثانية على الشاشة، يهبط مؤشر التشويق من عشرة إلى خمسة تاركاً إياك
تتساءل عن السبب الذي امتنع الفيلم وصانعوه عن خاتمة لا تخسر ما أنجزته
الدقائق السابقة .
في تناوله لعمل الاستخبارات الحالية، يستند الفيلم إلى معطيات باتت
منتشرة مثل زرع الخلايا والتجسس على الأشخاص بدناً وفكراً واستخدام
الكومبيوتر ووسائل الاتصال المختلفة في ذلك . لا يتوقّف للتحذير لكنه بوضعه
هذه الأدوات في أيدي الأشرار يعلن رفضه لها ويدعو مشاهديه لمبدأ مماثل .
أوراق ومشاهد
من قتل جون ف . كنيدي؟
(1991)
JFK
التشويق السياسي بلغ ذروته في السبعينات ويعود اليوم لاستعارة بعض
معالم تلك الفترة عبر أفلام مثل »كل رجال الرئيس« عن فضيحة ووترغيت و»بارالاكس
فيو« حول تورّط النظام في حملة اغتيالات و»ثلاثة أيام من الكوندور« حول
رغبة السي آي أيه في التخلّص من بعض عملائها، وفي سنة 1991 حاول المخرج
أوليفر ستون محاكاة تلك الأفلام التي تدور حول من قتل جون ف . كنيدي ولماذا
.
المتّفق عليه رسمياً أن لي هارفي أوزوولد هو الذي أطلق الرصاصة
القاتلة التي أودت بحياة الرئيس الأمريكي، وذلك في الثاني والعشرين من
نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1963 لكن إفادات وشهود ودلائل مختلفة أخذت تتجمّع
سريعاً لتؤكد أن أوزوولد إما كان واحداً من مجموعة، أو أنه كان كبش فداء .
هذا ما دعا النيابة العامة لفتح التحقيق بعد 3 سنوات من مقتل الرئيس لعلّها
تؤكد واحدة من النظريات المطروحة .
فيلم أوليفر ستون جون ف .كنيدي من بطولة كيفن كوستنر يدور حول الأسئلة
الكثيرة المطروحة حول تلك الجريمة تماماً كما كان الحال بالنسبة لفيلم ألان
ج . باكولا »كل رجال الرئيس« الذي دار حول فضيحة ووترغيت التي تخص الرئيس
رتشارد نيكسون حين اتّهم بالتجسس على موظّفين وسياسيين خلال فترة رئاسته .
لكن ذلك الفيلم أمسك بأجواء قابضة واستغنى عن الفرضيات مقابل قراءة للواقع
وللظروف الفعلية المحيطة بالموضوع . أما فيلم »ج ف ك« فمشكلته الأولى أنه
لم يتمتّع بغطاء فني ينجز مقولاته تحتها، بل سمح لنفسه بالانتفاخ كبالون
قبل أن ينكمش عن لا شيء محدداً . المخرج ستون لا يكف عن طرح نظريات
المؤامرة من دون أن يتبنّى أي منها . فالجهات المتآمرة كثيرة: الحزب
الجمهوري، وزارة الدفاع التي تريد للحرب الفييتنامية أن تستمر، رتشارد
نيكسون نفسه، المافيا الإيطالية، المخابرات الأمريكية، صانعو الأسلحة،
وسواها من الشخصيات والأطراف التي لها مصالح في موته .
فجأة الجميع لهم مصلحة ولا أحد بريء والمخرج ليس لديه وجهة نظر خاصّة
ولا توجّه محدد يستطيع الفيلم أن يستفيد منه ويوفّر للمشاهدين مفاداً
صحيحاً . ما يعكسه الفيلم جيّداً هو أن التحقيق الفعلي لم يكتمل وربما لهذا
السبب يلتزم الفيلم بالأسئلة من دون أجوبة عنها .
م.ر
Merci4404@earthlink.net
الخليج الإماراتية في
30/09/2012
مبدع فرنسي يقف خلف التجربة «تايكن 2» ترسيخ لنجومية ليام
نيسون
عبدالستار ناجي
أعلم ان النسبة الاكبر من القراء ينتظرون الحديث عن النجم الايرلندي
ليام نيسون، لكننا في المحطة الاولى وعند الحديث عن فيلم «تايكن 2» نتحدث
عن السينمائي الفرنسي لوك بيسون الذي يعتبر احد ابرز الفاعلين في السينما
الفرنسية والاوروبية العالمية كمنتج وككاتب ومخرج وحرفي من الطراز الاول،
وقد نختلف مع نوعية الاعمال التي يقدمها ولكنها سينما تذهب الى الجمهور
ويعشقها المشاهد، حيث المغامرة بلا حدود، والدهشة والحرفيات السينمائية
العالية المستوى، ورصيد لوك نيسون كم متميز من الاعمال السينمائية كمنتج
وككاتب وكمخرج ومنها «كولومبيانا» و«سلسلة ارثر» و«المتحولون» و«سلسلة
أفلام تاكس و«سابي» و«العنصر الخامس» و«الأزرق الكبير» وغيرها.
وعن هذه التجربة يقوم لوك بيسون بكتابة السيناريو، وكان قد كتب
سيناريو الجزء الاول من الفيلم الذي يعتمد على حكاية رجل الاستخبارات
الاميركي بريان ميلز يلعب الدور ليام نيسون الذي يزور فرنسا بحثا عن ابنته
وصديقها التي خطفت من قبل عصابة من غجر اوروبا، وفي الجزء الثاني يزور
بريان اسطنبول وتلحق به زوجته وابنته ليجد ان والد احد الضحايا من عصابات
الغجر الذين اغتالهم في باريس، يطارده وتصل الامور الى اختطاف زوجته
ومهاجمة ابنته لتبدأ المواجهة.
وكما يعرف جمهور ليام نيسون فان هذا الفنان لا يحتاج توصية بالذات في
افلام المغامرات، وهو الملاكم السابق لكن الذي لا يعرفه الجمهور ان ليام
نيسون صاحب الجسد الضخم والملامح القاسية هو انسان عذب وهادئ وشاعر وفنان
وسيظل العالم يتذكر حزنه وبكاءه على رحيل زوجته نتاشا ريتشاردسون (ابنة
فانيسا ردغريف) التي سقطت اثناء ممارسة التزلج في كندا وكسرت رقبتها وتوفيت
قبل وصولها الى المستشفى.
الاحداث، تبدأ مع الوصول المفاجئ لزوجة بريان وابنته حيث يقوم بزيارة،
وفجأة تتحول تلك الزيارة الى كابوس بالنسبة لبريان المتقاعد والباحث عن
الهدوء لانه يكتشف ان هناك من يتابعه ويلاحقه.
وفي الجزء الاول كان بريان في تايكن (اول التقاط) يقوم بملاحقة خصومه
بحثا عن ابنته، وهنا يلاحقه الخصوم من اجل الثأر لابنهم الذي قتل في الجزء
الاول عبر مغامرة سينمائية لا يمكن ان نقول عنها الا بأنها «تحبس الانفاس».
فيلم يأتي ليرسخ نجومية ليام نيسون الذي يمتلك خطوطا بيانية راحت
تتصاعد وبشكل مدهش، فهو ينتقل من نجاح الى آخر، وبلياقة عالية، ومن يتأمل
افلامه الخمسة الاخيرة ويلاحظ أننا أمام اي نجم نحن وأعماله الاخيرة هي
«نهوض فارس الظلام» 2012، و«الرمادي» 2011 و«غير معروف» 2011، و«حرب
النجوم»، سلسلة تلفزيونية 2011.
في الجزء الاول تتم محاكمة المتاجرة بالبشر، حيث يتم اختطاف ابنته
وصديقها من اجل ان تعمل في الدعارة والجنس.
وفي هذا الجزء نشاهد زعيم العصابة مراد (الذي يقدمه النجم البوسني
رادي سيربيوزا (راضي سبيريبدزا) حيث يشير الفيلم الى ان هوية العصابة
البانية وان هذه العصابة نقلت نشاطها من تيرانا الى اسطنبول، وهناك يقررون
الانتقام من بريان بل انهم يذهبون بعيدا في الانتقام حيث انهم يريدون
اغتياله وايضا اختطاف زوجته وابنته بشكل جنوني أرعن.
سيناريو محكم الكتابة لايتيح للمشاهد الفرصة للشرود او الالتفات
بعيدا، من مغامرة لأخرى أكثر منها شدة وقسوة وتوتراً مستغلا أدق التفاصيل
في العديد من المواقع المهمة في مدينة اسطنبول، بالاضافة الى المراهنة على
اللياقة العالية التي يتمتع بها ليام نيسون (60 عاما).
ويبدو ان هذه السلسلة ستذهب بعيدا ولعدد من المدن الاوروبية لطالما ظل
ليام يمتلك اللياقة المتجددة.
سينما يعشقها جمهور أفلام المغامرات مليئة بأحاسيس الابوة والاسرة
وايضا الثأر والمواجهة والبطولة وحرفيات المخرج اوليفر ماجاكون.
وقبل كل هذا وذاك الحضور السخي للنجم الايرلندي ليام نيسون.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
30/09/2012
"مملكة النمل" للمخرج التونسي شوقي الماجري
وسيم
القربي – تونس
بعد عرضه بلبنان والأردن، تمّ يوم الجمعة 28 سبتمبر
بقاعة المونديال بالعاصمة التونسية تنظيم عرض خاص بالصحفيين لفيلم "مملكة
النمل"
للمخرج شوقي الماجري. وقد كان الحضور الصحفي التونسي مكثّفا وذلك قصد
الاطلاع
وتغطية الفيلم الذي طال انتظاره لسنوات عديدة نظرا لصعوبات
إنتاجية بالأساس.
القضيّة الفلسطينية وصور الخراب...
يسلّط فيلم "مملكة النمل" الضوء على
المعاناة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني من قبل قوّات
الاحتلال الإسرائيلي،
ويحملنا عبر متاهات الأنفاق في تراب فلسطين لنشاهد أنموذجا لقصّة حبّ تجمع
بين طارق
وجليلة. تفرز هذه العلاقة ولادة سالم في أحد السجون ليعيش رفقة أمّه محروما
من رؤية
أبيه الذي ينشغل بالمقاومة ضدّ المستعمر المغتصب للأرض. يشهد الطفل سالم
اعتداء
المروحيات العسكرية على المدارس والشوارع والمقابر واستشهاد صديقه محمد،
ليأتي دوره
في ما بعد في ساحة الاستشهاد بعد مشاركته في مسيرة الانتفاضة.
فيلم "مملكة
النمل" هو قصة أسطورة اعتمد خلالها المخرج التخييل لتمرير الصورة ومحاولة
إبراز
المعنى... هي صور بعضها مستوحى من الواقع العنيف وأخرى صور لمشاعر المخرج
وحساسيته
المرهفة تجاه القضية الفلسطينية. لم تمنع المقاومة والنضال من
نشأة قصة حبّ توّجت
بزواج "متقطّع" باعتبار ارتباطات طارق ومهامّه بين الأنفاق الفلسطينية
والجغرافيا
المستعمرة. يكشف لنا الفيلم من خلال ولادة سالم في السجن، أنّ الفلسطيني
يولد سجينا
في أرضه ليسلك طيلة حياته طريق الحفاظ على الأرض والهوية من خلال الدفاع
المستميت
على أرضه ومقاومة المستعمر. ولعلّ تلك المشاهد المؤثرة هي نماذج من الحياة
اليومية
للفلسطيني، مثل صور الخراب في الأحياء والهجمات الجوية اليومية على المدارس
وقصف
الأبرياء والمدنيين العزّل، غير أنّ صورا أخرى بدت في غاية
العمق والتي تألق شوقي
الماجري في تصويرها ويمكن أن نذكر منها مسيرة العرس الذي يتمّ قصفه جوّا
فينبطح
الجميع لينهضوا بعد لحظات غير مبالين ويواصلون الاحتفال كدليل أنّ
الفلسطيني يرفض
الاستلام. كما أنّ المخرج نقل لنا صورا عديدة من الحياة اليومية الفلسطينية
التي
أبرزت الصراع والرغبة في البقاء من خلال الدفاع المستميت على الأرض
والموروث، كما
أنّ الاستشهاد والموت هو بمثابة يوم عيد حيث تولول زغاريد
الأمهات وتسقي الدموع
الإرادة المقدّسة بالحفاظ على الأرض.
"مملكة
النمل" هو عنوان حامل لمعاني متعددة تنضاف للرموز التي تشحن الفيلم، حيث
تتعاقب
الأجيال على حماية المملكة / الأرض فالفلسطيني يثابر بجدية لحماية أرضه
ليكون
بمثابة النملة العاملة التي لا تيأس ولا تكلّ من العمل بالرغم
من الصمت العربي
المطبق وتأرجح القضية في غياهب النسيان أحيانا. كما أنّ تلك الأنفاق
المحفورة في
غزّة هي الوسيلة التي استطاع من خلالها الفلسطيني الهروب من بطش العدوّ،
فهو كائن
يعيش بين الخارج والداخل وهو حيّ سواء فوق التراب أو تحته.
سياسة النمل هي بدورها
سياسة العائلات الفلسطينية التي خيّرت الإنجاب المكثف لتقديم الشهداء
ووسيلة
لمقاومة الاحتلال... لقد قدّم الماجري لنا صورة لثلاثة أجيال وهي جيل
الأسبقين الذي
تمّ تمثيله بأبو النمل وخضرة المرأة العجوز، وجيل اليوم الذي
يمثله طارق وزوجته
ورفاقهم والذين ينشغلون بالمقاومة، وجيل الغد الذي يمثله الأطفال الذين
يتسلحون
بالحجارة ضدّ العدو.
في غياهب مملكة النقد...
لقد عكس
المضمون الفيلمي شاعرية كبرى لمخرج حامل لهموم القضية الفلسطينية، حيث
يتجلى في
الصورة الفيلمية عمق الإحساس، كما أنّ أداء الممثلين جاء متميّزا في أغلب
المشاهد
وخاصة صبا مبارك ومنذر رياحنة وجميل وجوليات عوّاد. كما يمثّل
هذا الفيلم وثيقة
ليوميات خيالية لمجتمع فلسطيني يعيش تحت وقع الإرهاب الحقيقي. تقنيّا لم
تهدأ
كاميرا شوقي الماجري عن الحركة طيلة أكثر من ساعتين بما يطرح العديد من
التساؤلات
الفنية لهذا الأسلوب التصويري الذي يحيلنا على مرجعية
تلفزيونية بالأساس في ظلّ
غياب الحركة الحقيقية في صلب الفيلم، كما يحيلنا طول الفيلم إلى طرح أكثر
من سؤال.
شوقي الماجري المتخرّج من المدرسة البولونية، التي تعتبر من بين أعرق
المدارس
في أوروبا الشرقية، عرفه المشاهد العربي خاصة من خلال العديد من المسلسلات
التلفزيونية في الشرق والتي برهن من خلالها نجاحه وحرفيته الإخراجية، غير
أنّ
الانتقال إلى التجربة السينمائية قد يكون بمثابة المجازفة خاصة
وأنه استطاع من خلال
المسلسلات التاريخية أن يكوّن أسلوبه الخاص... وإذا كانت للصورة السينمائية
خصوصياتها المميّزة لها، فإنّ صورة "مملكة النمل" وبالرغم من جماليتها
الخاصة على
مستوى تكوين الإطار والتشكيل والديكور وجمالية التكوين فإنها خلقت تلك
الجدلية
التلفزيونية/ السينمائية، حيث جاءت المشاهد مطوّلة أكثر من
اللزوم في كثير من
الأحيان لتذكّرنا بالتفاصيل الضرورية في المشاهد التلفزيونية وتفقد بالتالي
رونق
الاختصار السينمائي. ما يُحسب للمخرج هو التقطيع التقني والفني الذي يوضح
بطريقة
جليّة التمكّن التقني التام، كما أنّ اختيار الأماكن التصويرية
أضافت لجمالية
الصورة رونقها غير أنّ تصوير المغاور وتلك الأنفاق وطريقة إضاءتها يقترب من
صور
المسلسلات التاريخية أكثر من الأنفاق الفلسطينية المراد تصويرها، بالإضافة
إلى
الانتهاج الواضح لسياسة الاقتصاد في تصوير المشاهد الخارجية
لجعلها متطابقة مع
الصورة... الفلسطينية.
بقي أن نشير
إلى أنّ الصورة جاءت متخمة بالرموز مثل أشجار الزيتون والحمامة والحصان
والنمل
والفراشة (التي كان إقحامها في الصورة واضحا)، في ما جاء الحوار بدوره
مشحونا، حيث
كانت الصورة كافية للاختزال...
ولعلّ ما نختم به هذه القراءة السريعة لفيلم،
صُوّر بإمكانيات ضخمة، أراد من خلاله المخرج التونسي توثيق
يوميات من الصراع بأسلوب
تخييلي، هو أنّ الموضوع الفعلي والصور التي شاهدناها والتي ترجع بالأساس
إلى سنة 2002
قد تكون عديمة الفاعلية اليوم في ظلّ حراك سياسي واجتماعي وثقافي جديد،
لتكون
هذه الصور عادية إذا ما قارنّا عمق المعالجة السينماتوغرافية
لدى مخرجين آخرين
تطرّقوا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وبالرغم من حساسية المخرج واعتماده
على صور
من الصورة الذاتية لعكس الصراع مع الآخر الذي تمّ تهميش صورته، فإنّه كان
من الأجدر
التركيز على جدلية الذات والآخر عوضا عن تضخيم صورة الذات.
يبقى هذا الفيلم
وثيقة... وتبقى انتظارات آمال المشاهد التونسي والعربي عامة في مشاهدة فيلم
تاريخي
يعيد تصوير أحداث تاريخ مجيد، حيث همّشت السينما العربية التاريخ بالرغم من
أنه
قضيّة مهمّة غير أنّ تطلّب هذه الأفلام إمكانيات مالية ضخمة
جعل السينمائيين لا
يفكّرون في إنجاز أفلام التاريخ بل إنّهم اقتصروا على دراسة تاريخ الأفلام...
الجزيرة الوثائقية في
30/09/2012
مهرجان سلا السينمائي للمرأة بين الفن والسياسة
زبيدة الخواتري
تعتبر السينما من بين
المنابر الفنية التي نتفاعل معها إما سلبا أو إيجابا لكن كثرة المهرجانات
في شتى
بقاع العالم جعل كل الفاعلين يتساءلون عن سر هذا المغناطيس الفني الذي يلهث
وراءه
الكل، هل الهدف مادي محض؟.. أم جمالي ؟.. قد تتيه الحقيقة، ربما، وراء هذا
السؤال
الكبير، لكن
سأحاول أن أجيب عن بعض الأسئلة والتساؤلات، من خلال مهرجان سينما
المرأة في دورته السادسة لهذه السنة، وكذا وضع رؤية نُظهر من
خلا لها كل تلك
الأشياء الغير واضحة لنضع أنفسنا أمام الصورة الحقيقة لهذه المادة النقدية.
لن
أتحدث فيها عن هذا الايجابي فقط دون ذكر للسلبي لان هذا يعتبر قصور تحليلي
بعيدا عن
منطق البحث والنقد البناء طبعا. فيما يخص بعض المؤاخذات التي يجب الانتباه
إلى
تفاصيلها، هو هذا التزاوج الشاذ بين السياسي والفني ،خصوصا
عندما يكون هدف الأول
غير بريء وهدف الثاني بريء، والجمهور وكل المتتبعين أبرياء من هذه الحملات
الدعائية، في ظروف دقيقة بحكم قرب الاستحقاقات الانتخابية... هل ستبقى هذه
الجهات
المنظمة مجرد مستجيب لحملة مسبوقة الدفع؟ لسان حالها يقول "ها
ك ورا ما فيها
حزازة". كنت أعتقد بأن القبلية قد غلبت عليها المواطنة، في بعدها الشمولي
السامي عن
أي تقزيم للأخر، كيفما كان هذا الآخر، لأن الحضن الكبير يجمع الجميع، لكن
اليد
القصيرة تحاول مد كفها لهذا القريب الحبيب وإقصاء لما سواه،
إلا أن العقلية القبلية
جعلت المشرفين يولون الاهتمام برجالاتهم ونسائهم ولسان الحال يقول وما أكثر
ما يمكن
أن أقول " سلا.. سلا وغيرها لا ..لا" وهذا ما أكده مجموعة من الوجوه الفنية
المغربية مستنكرة لهذا الإقصاء.
على
العموم هذه الدورة عرفت تكريم كل من الفنانة أمينة رشيد والممثلة والناشطة
الحقوقية
الإيرانية فاطمة معتمد أريا
وكذا المنتجة والمخرجة المغربية
الراحلة نزهة
الإدريسي والممثلة المصرية تيسير فهمي، وعرفت هذه السنة الاحتفاء بالسينما
الأرجنتينية كضيف شرف وقد شهدت هذه الدورة مشاركة12 فلما
سينمائيا بحيث أن جائزة
لجنة التحكيم كانت من نصيب الفلم المغربي " انورمان من دم ولحم" لعز العرب
العلوي
المحارزي مناصفة
مع الفلم الشيلي "فيوليتا صعدت إلى السماء للمخرج اندريس، أما
الممثلة الهولندية فقد حصلت على أحسن دور نسائي عن دورها في
فلم" انكريد جونكر" أما
أحسن دور رجالي فقد كان من نصيب الطفل كاسي موطي عن دوره في الفلم السويسري
" طفل
على الأعالي" للمخرج ادرسو لامييراما السيناريو فقد كانت جائزته من
نصيب الفلم
الروسي "بورتريه الشفق"، أما السينما العربية فقد حظيت بالتنويه في شخص فلم "أسماء"
للمخرج عمرو سلامة.
ومن الأفلام القوية بعذرية الطبيعة في كتابتها
وبخيال الصورة والموسيقى ومشاعر الأبطال المليئة بالدفء
الرومنطيقي في تزاوج بين
الطبيعة وروح الإنسان الطواق لهذه الفلسفة الكونية الموجودة بداخلنا، عرض
فلم"هانيزو" لمخرجته ناوومي كواسي بسلا
الذي توج بدورة هذه السنة في إطار الدورة
السادسة لمهرجان المرأة الدولي ، فيلم
اعتبر البعض أن قصته لم تخرج عن نصوص
الكتابات السينمائية السابقة لان الشخصيات المتواجدة داخل نصه السينمائي
اعتمدت
على ثلاث شخصيات رئيسية بطلة تعيش حياة عادية مع زوج سجنته هذه البساطة لكن
الزوجة
خرجت من هذا السجن المادي باحثة عن أحلام الطبيعة في شخصية
أخرى كانت الطبيعة قد
نحثث في تفاصيل وجدانها
نحثا دقيقا لقد جمعت الطبيعة بين هذين لتخلق لنا فلما اقل
ما يمكن أن نقول عنه انه ذا حس جمالي فلسفي يجعل من المتلقي
يسكر بهذا الخفقان الذي
تطوق إليه أنفسنا انه الطبيعة وعذرية الروح
.
الجزيرة الوثائقية في
30/09/2012 |