حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تتحدث عن رحلتها مع الفن منذ الطفولة وحتى اليوم

صفاء أبو السعود: زواجي بالشيخ صالح يحكى في مجلدات

القاهرة - شيماء لاشين

 

رفضت التحدث عن أي شيء متعلق بالسياسة والأمور السياسية بشكل صارم، مبررة موقفها بأن هناك من يستغل حديثها ويحوره كيفما يشاء، واحترمنا رغبتها في ذلك وتركنا السياسة جانباً، وتحدثنا عن أسرار بدايتها وذكرياتها مع عمالقة الفن والإعلام . إنها الإعلامية والفنانة الجميلة صفاء أبو السعود التي فتحت لنا عقلها وقلبها لتحدثنا في ساعة صفا . . وكان لنا معها هذا الحوار .

·        لماذا تبتعدين تماماً عن الحديث عن السياسية ومجريات الأحداث الآن؟

لأنني بمنتهى البساطة بعيدة كل البعد عن الحياة السياسية، ولا أحب أن أتحدث عما يحدث الآن حتى لا يتم تأويل الأقاويل وأصبح من “فلول النظام” .

·        هل أنت خائفة من وضعك في القائمة السوداء؟

أنا لا أخاف شيئاً لأن حياتي الفنية كتاب مفتوح للجميع، ولا أخفي شيئاً عن جمهوري، ولا أقتنع تماماً بالقائمة السوداء أو البيضاء .

·        ماذا لو استضفت فناناً في برنامجك “ساعة صفا” ألا تقومين بسؤاله عن السياسة؟

إطلاقاً سأتحدث معه عن حياته الخاصة وحياته الفنية فقط، ولن أقوم بالتطرق للأحاديث السياسية، لأن البرنامج بعيد كل البعد عن السياسة .

·        لكن الآن أصبح الفن مختلطاً بالسياسة وليس بمعزل عنها؟

أعلم ذلك، لكن طبيعة البرنامج وطبيعتي الشخصية بعيدة عن السياسة .

·        ماذا عن حكم الإسلاميين وحكم الرئيس محمد مرسي؟

أتمنى أن ينجحوا وينهضوا بمصر إلى الأمام، وأتمنى التوفيق للرئيس .

·        بعيداً عن السياسة حدثينا عن بدايتك الفنية؟

والدي كان يعمل ضابط شرطة، وكنا نسكن بالمنصورة، وكنت دائماً عندما أذهب إلى القاهرة أكره وجودي هناك بسبب ازدحامها، ولطبيعة عمل والدي تم انتقالنا إلى القاهرة، ومن كثرة كرهي للازدحام الشديد وغضبي من ذلك عملت إضراباً عن الذهاب إلى المدرسة، ونفذت إضرابي حتى إنني لم أذهب لمدة شهرين كاملين، ففضلوا أن أشترك في أي نشاط بدلاً من أن أجلس في البيت، وعندما أعلنت الإذاعة عن احتياجها لطفلة، فكر والدي ووالدتي أن يقدما لي وشقيقتي في الإذاعة، ودخلناها معاً .

·        كيف كان انتقالك للتلفزيون؟

عندما دخلت الإذاعة كان هذا هو الشهر نفسه الذي تم فيه افتتاح التلفزيون، وكانوا يحتاجون طفلة يكون لديها موهبة تقديم برامج الأطفال، وتم ترشيحي، ويرجع الفضل إلى “أبلة فضيلة”، و”بابا شارو” بالإذاعة، وللأستاذ “أحمد رمزي” الملحن، وللأستاذ “حسين فياض”، فهؤلاء من قاموا بترشيحي لأكون بطلة برامج الأطفال منذ نشأته .

·        حدثينا عن ذكرياتك مع أول أغنية قمت بغنائها؟

أول أغنية قمت بغنائها كانت في افتتاح التلفزيون في عيد الحرية، وكانت عن ثورة 23 يوليو، وغنيت لأول مرة مع فرقة موسيقية كاملة، إضافة إلى كورال الأطفال، وكان شيئاً مبهراً بالنسبة لي، وعندما صعدت إلى المسرح شعرت بالتوتر، لكنني سرعان ما هدأت من نفسي، وتذكرت أنني لا بد أن أتحمل المسؤولية وأقدم شيئاً جيداً للجمهور .

·        من مكتشف موهبتك الفنية؟

مكتشف موهبتي الفنية هو الأستاذ الملحن الكبير أحمد رمزي، لأنه كان مسؤولاً عن برامج الأطفال من حيث الألحان والتمثيل، فعندما كنت بالإذاعة كان هناك دور من المفترض أنه لفنانة، وهي لم تكن موجودة، فسألني: “تعرفي تمثلي؟” فقلت له “نعم”، وبالفعل قمت بتقديم الدور مباشرة على الهواء بكل براعة ومنذ ذلك الحين بدأت احتراف التمثيل .

·        كيف كانت كواليس أول يوم تمثيل؟

طبعاً مثل أي شخص يخوض تجربة لأول مرة، كنت أخاف أن أخطئ، لأنها مسؤولية، خاصة أنني أمثل لملايين من الأشخاص وليس لعدد محدود .

·        ما أول فيلم قدمته وما تفاصيله؟

أول فيلم مثلته كان للأستاذ حسن الإمام ومعي نيللي ومديحة سالم، وكنا نقوم بدور ثلاث شقيقات وكان اسمه “هي والرجال”، وكان بطولة الفنانة لبنى عبد العزيز، وقد اختارني حسن الإمام، لأنه كان يريد فتاة تجيد العزف على البيانو وفي الوقت نفسه تجيد التمثيل .

·        كيف جاءت فكرة تقديمك أوبريتات الأطفال؟

لأنني بدأت طفلة وغنيت كثيراً للأطفال ولما ابتعدت لفترة، كان وقتها عيد الطفولة، فأرادوا أحداً يعرف شخصية الأطفال جيداً ويحبها فاختاروني، وعرضوا عليّ تقديم الأوبريتات، وكان الأستاذ نادر أبو الفتوح من ضمن الناس المتحمسين لي، أيضاً عمار الشريعي وهاني شنودة، فكانت هناك مجموعة من الملحنين والمؤلفين يعلمون قدرتي على تقديم مثل هذه الأوبريتات بشكل متميز .

·        من المعروف أن التعامل مع الأطفال صعب، كيف كان أسلوب تعاملك معهم؟

أحب الأطفال جداً، وكنت أعاملهم كأصدقائي، وألعب معهم، ولذلك اعتبروني طفلة في سنهم تماماً .

·        لماذا قررت فجأة الابتعاد عن الوسط الفني لفترة كبيرة؟

لم أترك الوسط فجأة، لكن كما تعودنا أن الإنسان لم يأخذ كل ما يريد مرة واحدة، فكان لدي حلم آخر وهو حلم العائلة والأسرة، وكانت ظروفي تمنعني من الشغل في ذلك الوقت، ولهذا ابتعدت فترة مؤقتة عن الوسط الفني وليس نهائياً، وكنت في ذلك الوقت أقدم برامج عبر الإذاعة، بمعنى آخر كنت في ذلك الوقت “إعلامية” .

·        حدثينا عن زواجك بالشيخ صالح كامل وكيف تم التعارف بينكما؟

بالنسبة لقصة التعارف فهي تحكى في مجلدات وليس في حوار، لكني سأكتفي بأن أقول إن الشيخ صالح كان ينتج للعديد من الفنانين، وهو كان في ذلك الوقت صاحب شركة إنتاج إعلامي بالرياض، وكانت هذه الشركة تنتج أعمالاً بالتعاون مع العديد من الفنانين المصريين، وأنا كنت من ضمنهم، وبالطبع هو كان يراقبني من بعيد ويراقب تصرفاتي مثل أي شخص يرغب في الزواج بفتاة، وكان يعرف أسلوبي وتصرفاتي وأخلاقي جيداً، ووجدني مناسبة له كزوجة ومن هنا تم الزواج .

·        هل استفدت من تعاملك مع الأطفال في العمل في تربية بناتك؟

أكيد فكنت أغني لهن كل الأغاني التي كن يشاهدنها في التلفزيون، واختار معهن الألعاب وألعب معهن مثلما كنت أفعل مع الأطفال الآخرين وأغرس بداخلهن المبادئ نفسها التي كنت أحاول توصيلها للأطفال من خلال أوبريتاتي .

·        من مِن بناتك أخذت منك موهبتك الفنية أو الغنائية؟

ابنتي الصغيرة لكن والدها الشيخ صالح لا يشجع ذلك .

·        ما حقيقة الخلاف بين ابنتك هديل ووالدها؟

مستحيل أن يحدث خلاف بين الشيخ صالح وهديل، فصالح هو والد هديل ولا يمكن للأب أن يغضب من ابنته أو العكس، وأنا لم أربِ بناتي على أن يكن عاقات، وما أشيع من خلاف هو مجرد فبركة إعلامية ليس أكثر .

·        كيف جاءتك فكرة تقديم برنامج “ساعة صفا”؟

كان هناك اجتماع مع مجموعة كبيرة من الإعلاميين برئاسة الشيخ صالح، وكان الأستاذ حمدي قنديل حاضراً وهالة سرحان وكان معنا الإعلامية المتألقة ليليان أندراوس، فقرروا عمل برنامج جديد وكل واحد منهم كان يقول فكرة مختلفة، حتى توصلنا إلى فكرة واحدة بعد بلورة العديد من الأفكار، والشيخ صالح قال البرنامج سيسمى “ساعة صفا” ومن وقتها بدأت تقديم هذا البرنامج .

·        هل هناك ضيوف اعترضوا على الأسئلة المطروحة في البرنامج؟

كثيرون ، فأحياناً فنانة لا تريد أن أذكر كم عدد زيجاتها، وأخرى لا ترغب في ذكر سنها وأحترمها جداً، وكثيرون رفضوا أن أتحدث عن موقف ما ويستنكرونه أثناء عرضي له فجأة مع أننا نكون لدينا كل الإثباتات، لكن نضطر لأن نمرر لهم أي شيء ونرضيهم .

·        ما حقيقة خلافك مع الفنانة نادية الجندي؟

في الحقيقة هو سوء تفاهم أثناء استضافتها في برنامج “ساعة صفا”، ففريق الإعداد كان يعد الحلقة جيداً، لكن للأسف كنا سجلنا جزءاً لعرضه على الشاشة أمامها وكان هذا التسجيل مع الإعلامي محمود سعد، ويبدو أنه كان هناك خلافاً كبيراً بينهما، فهي بمجرد أن شاهدته على الشاشة قامت منفعلة وتركت الميكروفون، من دون إبداء أي أسباب، وانفعلت جداً، لكننا بعدها راضيناها، وواصلت تصوير الحلقة بعد ذلك، فالخلاف ليس بين صفاء ونادية، فهو سوء تفاهم، وأنا لست طرفاً فيه .

·        من مِن الفنانين تربطك بها علاقة قوية حتى الآن؟

كثر، فالفنانة كريمة مختار أعشقها للغاية، نهال عنبر صديقتي جداً وأحبها، إلهام شاهين صديقة مقربة مني للغاية، وفريدة سيف النصر ويسرا حبيبة الكل، ومدام مديحة يسري الفنانة الرائعة، والمرحومة هند رستم، فقد كنت على اتصال بها دائماً، فقد كانت دائماً تشجعني في كل أعمالي وأول من تهنئني بنجاحي، وطبعاً الفنانة وردة رحمها الله، لأننا كنا نتقابل دائماً في احتفالات أكتوبر وغيرها .

·        لماذا لم يتم عمل أوبريتات للأطفال مرة أخرى؟

في الحقيقة هذا ليس خطئي، بل خطأ التلفزيون المصري، لأنه فجأة أخذ قرار منع جميع الأعمال من دون سابق إنذار ومن دون إبداء أسباب، وأصبح الاحتفال القومي بالطفل أو ما يسمى بعيد الطفولة ميتاً، وحتى هذه اللحظة أنا لا أعرف السبب الحقيقي وراء ذلك!

·        ألا تعتقدين أن النظام السابق كان له اليد في منع أوبريتات صفاء أبوالسعود؟

لا أعرف ما السبب الرئيس وراء منع عرض الأوبريتات، لذلك لا أستطيع أن أحمل النظام السابق كل الأخطاء التي تحدث في المجتمع، بما في ذلك منع أوبريتاتي من العرض، لكن كان هناك شيء غريب للغاية، فكل ما هو جميل، وكل ما هو ناجح، وكل ما هو مفيد يتم منع عرضه من التلفزيون، ولا أعرف ما السبب سواء كان النظام السابق أو آخرين، لكنه شيء مؤسف للغاية .

·        من مِن المطربات الجدد تصلح أن تغني للأطفال؟

أهم صفة لا بد من توافرها في من يقوم بالغناء للأطفال أن يكون به جزء من الطفولة، لو ضربنا المثل بنادر أبو الفتوح، فقد كان يمتلك قدراً كبيراً من الطفولة وهو يكتب للطفل، عمار الشريعي رغم أنه يظهر للناس على أنه جاد، إلا أنه في الحقيقة كان في تسجيلاته يلعب مع الأطفال، فيجب أن يكون هذا الشخص به لمحة من الطفولة سواء في الشخصية أو الملامح أو الإحساس وأن يحبه الطفل، وهذه هي القاعدة الأساسية لو تم تطبيقها على أي شخص بنجاح سيصلح للغناء للطفل .

·        ما رأيك في نانسي عجرم وغنائها للأطفال؟

نانسي لطيفة للغاية وشخصيتها تصل إلى الطفل بسهولة، ولذلك فهي نجحت في الوصول للطفل وأتنبأ لها بمستقبل باهر .

·        أين أنت الآن وبرامج ومسلسلات الأطفال؟

لا أستطيع الرد على هذا فلا بد من وجود حماس، وهو ليس موجود حالياً لدي، أيضاً نلاحظ أن معظم المنتجين والملحنين والمؤلفين يبتعدون عن أعمال الطفل لقلة أجرها، رغم أنه لا بد من الاهتمام بالطفل أكثر من ذلك، ولا بد من تقديم وجبه ضخمة مع أعظم الكتاب لبناء عقلية الطفل .

·        حدثيني عن آخر أعمالك “اغتيال شمس”؟

من الأشياء التي دفعتني للاشتراك في هذا العمل هو فريق العمل، ثانياً المخرج مجدي أبو عميرة، فأنا معجبة جداً بكل أعماله، وفي استفتاء “إيه آر تي” كان يأخذ أفضل مخرج، ثانياً الأستاذ محسن الجلاد من الكتاب الذين يكتبون أعمالاً ذات قيمة ولها هدف، ولذلك قبلت هذا العمل، وللعلم فقد تم حذف العديد من الأشياء التي لم يكن مسموحاً بها في ذلك الوقت، لكن لو تم عرضه الآن مع عدم حذف أي لقطة منه “هيكسر الدنيا” ويحقق نجاحاً كبيراً .

·        أخبرينا عن ذكرياتك مع الفنان الراحل عمر الحريري؟

عمر الحريري هو أول فنان وقفت بجواره وأنا طفلة في الإذاعة، ووقتها كنت لا أطول الميكروفون، لأنه كان يعلق في السقف، وكان الفنان عمر الحريري يحملني على أكتافه لكي أقول كلمتي ثم ينزلني مرة أخرى، فقد كان بالنسبة لي المثل الأعلى والقدوة الحسنة، وكان دائماً يقدم لي النصائح المفيدة في مشواري الفني ونفتقده جميعاً .

·        كيف تصفين آخر أعمالك الإذاعية السهرة الدرامية “عريس كفر النسانيس”؟

لأن بدايتي كانت عن طريق الإذاعة، فأنا أحببت تقديم هذا العمل، والمصادفة الغريبة أنه آخر أعمال الفنان عمر الحريري الإذاعية، وفوجئت بأنه يلعب دور البطولة في “عريس من كفر النسانيس” فسعدت كثيراً، فهو يقوم بدور العريس ويتزوج فتاة تصغره سناً، القصة جميلة جداً وهي كوميدية من إخراج العبقري محمد لطفي .

·        أين أنت من السينما الآن؟

السينما قضيت فيها وقتاً قصيراً ولم أعد لها لأنني لم أشعر بأنني قدمت ما أحلم به فيها، وهذا بسبب عدم إخلاصي فيها، فأنا طوال الوقت كنت أركز في الإذاعة والتلفزيون والمسرح، لكن السينما لم أعطها حقها، وأيضاً لضيق وقتي، وفي حقيقة الأمر السينما لم تشجعني على أن أعود إليها مرة أخرى .

·        ما هي المواقف التي لا تنسى في حياتك؟

المواقف كثيرة جدًا بشكل لا تتخيليه إطلاقاً، يحضرني موقف ، فأنا كنت أعمل لفترة مع ثلاثي أضواء المسرح، وكان سمير غانم دائماً يحب أن يعمل مقالب مع من يعمل معه، فقد كانت هناك فتاتان صديقتان لي جاءتا لزيارتي، وكنت أقف على المسرح أمثل قبل صعود سمير، فسألتا سمير “فين صفاء؟” فقال لهما هنا، وأشار لهما أن تسيرا باستمرار من طريق ما، وكان هذا الطريق يؤدي في النهاية إلى المسرح، وفوجئت بأن الجمهور يصفق جداً فإذا بهما على المسرح والجمهور متخيل أنهما ممثلتان، وهما بالطبع شعرتا بالارتباك وأنا كذلك، وكنت وقتها لا أعلم ماذا أفعل، واضطررت أن أقول للجمهور إنهما صديقتاي وأن سمير غانم صاحب هذا المقلب .

·        شخص كان له الفضل في وصول صفاء أبو السعود للقمة؟

والدي رحمه الله، فهو عنوان الثقافة في بيتنا، وإضافة إلى أنه علمني الثقافة فهو علمني الرياضة، لكن هناك كثيرين لهم الفضل عليّ منهم الأستاذ أحمد رمزي الملحن عندما كنت طفلة، الأستاذ صلاح جاهين ووقوفه بجواري لتقديم كل ما هو مميز في مسرح الطفل والإذاعة، كثيرون ممن لهم الفضل علي، لكنني أخشى أن أنسى أحدًا .

·        من الضيف الذي أبكى صفاء أبو السعود؟

الفنان حاتم ذو الفقار، لأنه ممثل جيد جداً ومر بظروف صعبة للغاية، ما أدى إلى تدهور صحته، وعندما بكى أمامي أبكاني ما اضطرني لوقف التصوير.

الخليج الإماراتية في

26/09/2012

 

 

"البجعة السوداء" اعتراف بموهبتها السينمائية

ميلا كونيس: شخصيتي أقوى من "هوليوود"

إعداد: محمد هاني عطوي  

يصفونها بالجميلة الثائرة، وبالسمراء الجميلة، وبصاحبة الصوت الأجش المبحوح، إذا ضحكت قهقهت، وإذا تحدثت سبقتها الكلمات فكأنما الذي في قلبها ينساب على لسانها . إنها الممثلة الأمريكية ذات الأصل الروسي ميلا كونيس .

ولدت هذه الشابة في تشرنوتسي بأوكرانيا في العام ،1983 واسمها الحقيقي هو ميلينا ماركوفنا كينيس، واشتهرت بدورها في مسلسل “هذا عرض السبعينات” في دور جاكي بوركهارت، كما عرفت أيضاً بالأداء الصوتي لدور ميج جريفن في المسلسل الكرتوني “رجل العائلة”، وظهرت كونيس في فيلم “نسيان سارة مارشال” بدور ريتشيل جانسين، وكذلك بدور “مونا ساكس” في فيلم “ماكس بين”، ورشحت ميلا كونيس للأوسكار كأفضل ممثلة مساعدة عام 2011 عن فيلم “بلاك سوان” .

ومؤخراً حاورت مجلة “إيل” الفرنسية كونيس باعتبارها ثائرة في عالم هوليوود والمروجة لدار “ديور”، وهنا نص الحوار:

·        يقال إنك صاحبة لسان سليط وطبع حاد لا سيما مع وسائل الإعلام، فهل أنت فظة إلى هذا الحد؟

- أتعامل مع وسائل الإعلام بريبة وحذر ومن دون تذلل، وإن شئت فقل إن لهجتي تتأرجح دائماً بين الوقاحة وعدم الاكتراث إلى درجة تجعل الكثيرين يعتقدون أنني قليلة الأدب، لكن أقول إن صراحتي المفرطة والصادقة هي التي تدفعني إلى أن أكون فظة بعض الشيء مع وسائل الإعلام التي تتبع حدسها ولا تتحقق أحياناً كثيرة، مما تقول أو تكتب .

·        من الواضح أن نظام هوليوود لم ينجح كثيراً في ترويضك كما يشاء، أليس كذلك؟

- أعتقد أنه فشل في تلميعي أو حتى إزالة طبيعتي الأصلية عني والمتمثلة بالعفوية وصدق القول وكذلك انفعالاتي وثوراتي المتأججة الصادمة أيضاً .

·        لكن يبدو أن عالم الموضة والجمال استفاد من هذا المزاج الناري، هل هذا صحيح؟

- نعم، لأن هذا المزاج وافق هذا العالم والعاملين به، فوجدت نفسي بفضل طبيعتي التلقائية أنضم إلى عالم “ديور” الذي يعرف كيف يختار لترويج منتجاته .

·        كيف بدأت التمثيل؟ وهل كان لأحد ما من تأثير في خوضك في هذا المجال؟

- عشت طفولتي بعيداً عن الأضواء، وانتقلت مع والدي الذي كان يعمل مهندساً ميكانيكياً، ووالدتي التي تدرس الفيزياء إلى أمريكا، وكان عمري حينها لا يتجاوز السابعة . وكان مقامنا في لوس أنجلوس، وهناك تعلمت الإنجليزية من خلال برنامج “The price is right”، فأنا كنت شغوفة بمتابعته، وعندما دخلت المدرسة تميزت في دروس التمثيل على المسرح، بدأت الكوميديا بالمصادفة وكان لوالديَّ فضل في ذلك لأنهما تركاني على سجيتي حيث قررت خوض عالم التمثيل .

·        يقال إنك من الممثلات المحظوظات منذ طفولتك . هل هذا صحيح؟

- بكل تأكيد، فلقد تابعت دروس التمثيل في استديوهات بيفرلي هيلز، وهناك قابلت لأول مرة مديرة أعمالها الحالية “سوزان كيرتس”، وبدأت حينها الظهور في بعض الإعلانات المطبوعة والكتالوجات وبعض إعلانات التلفزيون لبعض منتجات الأطفال، كما ظهرت في عرض أزياء لدار “جيس” لملابس الأطفال، وكان أول أدواري بالتلفزيون دور الطفلة “هوب وليامز” بإحدى حلقات المسلسل الشهير “أيام من حياتنا”، ثم حصلت على دور صغير في مسلسل “السماء السابعة” بدور لوسي إله الانتقام عند الاغريق، وأحتفظ بذكريات جميلة جداً من تلك الفترة .

·        قلت إن والديك لم يتدخلا في مسألة اختيارك للتمثيل، فماذا كانا يودان أن تكوني؟

- لو كان الخيار لوالدَّي لجعلا مني طبيبة أو محامية، مع العلم أنهما فخوران بي وأنا سعيدة جداً لأنني أنتمي إلى أسرة رائعة .

·     في العام 1998 انضممت إلى السلسلة التلفزيونية الشهيرة (That 7 o's show) فما الذي زادته في رصيدك الفني؟

- جلبت لي الشهرة والأمن المالي، وهذا ما أدى بالطبع إلى إحداث تغير كبير في حياتي، لأنني استطعت في وقت مبكر تحديد اختياراتي حسب رغبتي .

كنت في ذلك واضحة، فمثلاً لم يسبق لي أن قبلت بعمل فني معين يناقض اقتناعاتي من أجل المال أو العروض المغرية؟ وهذا ما حدث كذلك مع دار “ديور” .

·     تتحركين خارج إطار منظومة هوليوود، فهل هذا الأمر يناسب عملك كفنانة مشهورة عليها المرور كما هو معروف عبر هذه المنظومة؟

- منذ أن كنت طفلة، وأنا دائماً مالكة نفسي ولم أسمح لأحد أن يتحكم بي وبقراراتي، وربما لم يتوافر لدي الوقت لبناء شخصية عامة كثيرة الظهور، لأن ذلك من آخر اهتماماتي، والذي يعنيني بالفعل هو أن تكون أسرتي سعيدة وبصحة تامة، أما عن عملي في السينما فهو مجرد وظيفة مثل غيرها من الوظائف الأخرى .

·     في العام 2008 حصلت على أول دور مهم في السينما في فيلم “بلا سارة لا شيء يسير على ما يرام” الذي نال نجاحاً باهراً . فلماذا ابتعدت عن الأدوار الرومانسية الكوميدية؟

- لم أبتعد، لكنني أردت ألا أحصر نفسي في مجال محدد يعتمد على اظهار جاذبيتي كأنني في أدوار رومانسية كوميدية، ولذا انطلقت مسيرتي الفنية الحقيقية عندما مثلت في فيلم “البجعة السوداء” للمخرج دارين أرونوفسكي، وحصلت حينها على اعتراف فوري بموهبتي السينمائية، بعد ذلك عدت إلى عالم الرومانسية والكوميديا وتقاسمت الدور مع الممثل ومغني البوب الأمريكي جستين تيمبرليك في فيلم “أصدقاء مع الفوائد” .

·     قلت في إحدى المقابلات إنك لن تمضي حياتك أمام الكاميرات وفي الاستديوهات، فهل تفكرين يوماً في الاعتزال؟

- يوماً ما سيأتي الوقت الذي يجب عليًّ فيه البحث عن الاستقرار، فمثلاً غبت قبل سنة عن المنزل لعشرة أشهر، وفي الوقت الراهن أشعر بأنني ما زلت شابة وأحب السفر وخوض التجارب الإيجابية وغيرها .

·     الغريب أن الممثلات الشهيرات يرتبطن بمهنتهن بكل ما لديهن من قوة، أما أنت فتفكرين بطريقة أخرى؟

- ما احتاج إليه في حياتي هو أن آكل وأنام وأمثل وأنا أعشق ذلك، ولكن هذا ليس كل شيء، لأنه عندما تصبح مهنة التمثيلة بالنسبة إليك حاجة ملحة وضرورية ولا يمكنك التخلي عنها فعند ذلك يكمن الخطر لأننا نغفل حقاً عما يمكن أن تسببه هذه الصناعة للناس من مشكلات .

·        من هنَّ الممثلات اللواتي ينلن إعجابك حقاً؟

- أنا معجبة بكيت بلانشيت وكيت ونيسلت وميريل ستريب لأنهن سعين إلى بناء مستقبل مهني رائع مع احتفاظهن بخصوصيتهن وبحسن سمعتهن في الوسط الفني والإعلامي.

الخليج الإماراتية في

26/09/2012

 

فشل بعد اصطدامه بمعوقات وسوء إدارة

اعتصام الفنانين الأردنيين صراخ داخل خيمة

عمّان - ماهر عريف

لم تحقق نقابة الفنانين الأردنيين عشرة مطالب مهنية كانت طرحتها طوال اعتصام استمر شهراً كاملاً ضمن خيمة مفتوحة نصبت داخل مقرها في عمّان، قبل تعليقه منذ منتصف يوليو/ تموز الماضي حتى الآن بداعي تلقي وعود رسمية لم تترجم فعلياً . لماذا فشل الاعتصام في تحقيق أهدافه؟ وما الخطوات التالية؟ الفنانون المعنيون يناقشون همومهم وقضيتهم .

بعد اتهام أعضاء في مجلس إدارة النقابة وعدد من الفنانين والمتضامنين خلال خطب كلامية، وشعارات مرفوعة ضد مسؤولين كبار بوصد الأبواب أمام إظهار شركة للإنتاج الدرامي التي تستند على ميزانية قوامها 5 ملايين دينار، وتعطيل توفير أرض للإسكان، وتمويل صندوق الضمان الاجتماعي، ومنح تأمين صحي من الدرجة الأولى، وإطلاق فرق مسرحية وموسيقية وغيرها من التطلعات التي وضعت على جدول الاعتصام، تراجع تدريجياً الحراك اليومي الاحتجاجي حتى خفت مؤخرا .

قال المخرج فراس الريموني: أعتقد أن نوايا الاعتصام كانت حسنة بهدف الحصول على حقوق وخدمات ضرورية، لكن التنفيذ شابه خطأ تكتيكي، أحرق أوراقه منذ البداية، وذلك من خلال الشروع في التصعيد مع انطلاقته الأولى من دون أخذ خطوات تدريجية، ما جعله يخفت ويتراجع عوضاً عن التفاعل والاستمرار، وأفقده إمكانية نيل المطالب المحددة .

وأضاف: الجانب الحكومي لعب دوراً سلبياً من خلال تجاهله هذه الشريحة، وما تعانيه من هموم مهنية محدقة، وتجميد الحركة الإنتاجية في البلاد، وعدم الاكتراث لدورها المهم في المجتمع، وفي ظل ذلك لم يلح في الأفق منفذ حقيقي للوصول إلى حلول شاملة تلبّي أهداف الاعتصام، وتخرج الموقف من مأزق ازداد اختناقاً في الأيام الأخيرة بلا جدوى ملموسة، حيث وصلت الأمور إلى طريق مسدودة .

وحول رأيه في الدعوة إلى رحيل مجلس إدارة النقابة على اعتباره لم يعد قادراً على تقديم إضافة في هذا النطاق عقب الريموني قائلاً: حتى إذا كنت مع هذا التوجه افتراضاً فما البدائل المطروحة؟ وأردف: نحن نريد إنجازات، ومن يستطيع قيادة الأمور إلى هذا الاتجاه نتكاتف معه ولكن إذا كان البديل أقل فإن المتاح أفضل .

ورأى الفنان شايش النعيمي أن غياب الأهداف أساساً أفشل الاعتصام . وقال: لا يجوز تحميل جهات أخرى أخطاء داخلية متراكمة، فمجلس النقابة حين يتحدث عن عجز في ميزانية صندوق التأمين الصحي، ويطلب توفيرها من الدولة عليه أولاً أن يكشف عن تكلفة نصب خيمة الاعتصام، وتوفير وجبات طعام، ومائدة إفطار ضخمة خلال شهر رمضان الماضي .

وتابع: مبلغ 5 ملايين دينار الذي يطلبون الحصول عليه من الدولة، لا يصنع دراما وإنما الفنان الحقيقي يفعل ذلك، بأدائه وفرض ملكاته وقدرته على استقطاب جهات إنتاجية، فضلاً عن تقديم خطط نقابية استراتيجية حقيقية بعيدة المدى، وليس التسوّل من أجل توفير عمل أو أكثر . وأضاف النعيمي: “علينا أن نعمل ونفعّل قانون النقابة الخادم للمهنة والداعم لها، لا أن نصدّر مشكلتنا خارج نطاقها” .

وعاب النعيمي على الاعتصام توقيته أيضاً، وعلق: لقد جاء في فترة تعاني الدولة من أزمة مالية وعجز في الميزانية، وكان من الصعب الالتفات إلى مطالب جديدة .

وعن رأيه في أصوات تؤيّد استقالة المجلس الحالي عقب النعيمي: نحن لدينا أزمة كراسي ولا تنتظر من أحد يجلس عليها، وهذا المجلس منتخب ومن حقه إكمال فترته طالما جاء عبر صناديق الاقتراع، إلا إذا رأت الهيئة العامة أمراً آخر، وفي النهاية المجلس لا يصنع فناً، وقد كنت عضواً في دورته السابقة قبل اعتذاري من الاستمرار نتيجة رفضي جوانب عدة .

وجد الفنان محمد الإبراهيمي أنه من غير المنصف اعتبار الاعتصام فشل في تحقيق أهدافه . وعقب: لا نستطيع الحكم على ذلك الآن، فهناك أمور يجري التداول بشأنها، والعمل على ترجمتها مع الأطراف الرسمية المعنية وعلينا انتظار شهر إضافي فقط قبل اتضاح الصورة كاملة .

وأضاف: كنت من أوائل الذين نادوا بتنفيذ تحرّك احتجاجي على سوء وضع الحالة الفنية، وذلك قبل نحو ثلاث سنوات، ولكن الوعود المستمرة جعلتنا نؤجل فكرتنا حتى تولت النقابة قيادة الموضوع مؤخراً، وأعتقد أنها الخطوة النهائية قبل تنفيذ هجرة جماعية فنية خارج الوطن، رغم أنني لا أفضل أن أكون نسخة ثانية بعيداً عن هموم مجتمعي إلا أنها الحل الوحيد .

وحمّل الفنان إياد شطناوي الذي يعد أحد أعضاء لجان الاعتصام الحكومة والجهات الرسمية سبب تعطيل ترجمة الاعتصام أهدافه . وقال: إنهم يمتلكون حقن تخدير فتّاكة في تسويف الأمور وترحيلها والخلل ليس في النقابة ولا الفنانين المشاركين بصدق في وقفتهم الاحتجاجية ولكن الأطراف المقابلة .

واستدرك: ربما أسهم طرح الاعتصام خلال فترة حساسة سياسياً واقتصادياً ووسط ظروف عامة متعثرة في عدم نيله تطلعاته، أما تعليق مواصلته حالياً فجاء عقب وعود جعلت الاستمرار وضرب ما يحصل حولنا عرض الحائط بمثابة تغريد سلبي خارج السرب في ظل الحالة السائدة .

ورأى الممثل الشاب حمد نجم أن الاعتصام استند إما على فبركة مقصودة من أجل تنفيس الاحتقان الفني، ومعرفة مسبقة بعدم جنيه مكاسب كبيرة، أو عدم إدراك القائمين عليه ذلك ومضيّهم من دون قياس صحيح للأمور . وقال: بعض المطالب تخالف قانون النقابة أساساً فهو فصل التأمين الصحي عن الحكومة ورهنه ضمن شركة وسيطة . وزاد: ليس منطقياً الدفاع عن موظفين في جهات رسمية غير مصنفين مخرجين أو ممثلين أو موسيقيين أو غير ذلك بصورة مستقلة .

واسترسل: كان الأجدر تحديد إضراب جماعي عن العمل يشمل الفنانين المندرجين في وزارة الثقافة وجهات ذات صلة، أما فكرة الاعتصام داخل خيمة مؤطرة ضمن ساحة النقابة مع الخروج مرات قليلة جداً خارجها، كان بمثابة صراخ معزول، ثم من الغريب شن هجوم على إدارة التلفزيون الأردني ومؤسسات أخرى يوجد أعضاء في مجلس إدارة النقابة ضمن لجانها يفترض تأثيرهم إيجابياً في مواقعهم لمصلحة تحقيق الأهداف المطروحة .

ووجد نجم الذي كان أحد الداعين إلى تحرّك ميداني فني احتجاجي قبل نحو ثلاث سنوات أن الاعتصام كشف علنا عدم تأثير الفنان الأردني بشكل كبير في الجمهور . وعلق: الناس يشعرون أننا لا نمثل صوتهم وهمومهم ولم نلتحم معهم كما يجب، ولسنا جزءاً فاعلاً منهم، وكان علينا كسر هذا الحاجز قبل أن ننتظر تأييدهم ومشاركتهم لنا في المطالبة بحقوقنا .

الخليج الإماراتية في

26/09/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)