أكد هانى رمزى أنه لم يشعر بنجاح مسلسل «ابن النظام» الذى عرض فى
رمضان بسبب مرض والده وملازمته له فى المستشفى ثم وفاته فى الأيام الأخيرة
من الشهر، موضحا أنه مستعد لتقديم شخصية علاء أو جمال مبارك أو حتى حسنى
مبارك نفسه بشرط أن يكون ذلك من خلال عمل مفيد للجمهور. وقال رمزى لـ«المصرى
اليوم» إنه ينتظر الخروج من حالة الحزن التى يعيشها حتى يبدأ تصوير فيلمه
الجديد «توم وجيمى».
■
هل كان من المنطقى ألا يعرف بطل مسلسل «ابن النظام» حجم الفساد الذى يحيط
به؟
- من الوارد أن يكون هناك إنسان يعيش وسط النظام ولا يعرف حجم الفساد
المحيط به لأن أى وزير أو مسؤول فاسد يخفى على أسرته مصادر أمواله خاصة لو
كانت مشبوهة، وعالم السياسة مثير وفيه طرق ملتوية ودهاليز كثيرة إلى جانب
أنه ليس هناك إنسان شرير بطبعه، فالأساس فى الإنسان هو الخير.
■
أليس غريبا أن يسيطر الخير على بطل المسلسل ويستمر على موقفه رغم أنه يعيش
فى مناخ فاسد؟
- حدثت مناقشات عديدة بينى وبين المؤلف حول إمكانية وجود صفات فى
شخصية محمود بطل المسلسل، لكننا وجدنا أن نبدأ بالخير أولا، لأن هذا موجود
فى أى إنسان سوى وعلم النفس يؤكد ذلك، لكن لا شك أن البطل تأثر بالأجواء
المحيطة به خاصة أنه كان يبدأ حياته واصطدم بواقع السياسة وأساليب والده
الملتوية، حيث أيقن أن الدنيا ليس فيها خير فقط أو شر فقط، كما أنه ليس كل
ابن للشعب شريف، وليس كل ابن للنظام فاسد، فأنا أرفض نظرية التعميم، فهناك
أشياء أصر عليها المؤلف، وكنا دائما نتبع نظرية «الطبع يغلب التطبع».
■
تقصد أنه كان هناك أشخاص شرفاء رغم أنهم محسوبون على النظام السابق؟
- بالتأكيد كان هناك مسؤولون شرفاء مثل الوزير السابق أحمد جويلى، فهو
عندما خرج من الوزارة لم يكن يملك سوى شقته، وكذلك حسب الله الكفراوى،
وهناك رموز أخرى كثيرة خدمت البلد ولم يسمع الناس عنها لأنها لم تستمر
طويلا ولم تكن على هوى النظام السابق.
■
هل تعمدت أن يكون بطل «ابن النظام» طيبا ويكشف الفساد بدلا من أن يكون
شريرا؟
- بالعكس، فالشخصية كانت مكتوبة من البداية بهذا الشكل، ورأيتها من
لحم ودم، ومحمود البطل لم يكن مثاليا طوال الوقت، فجزء الخير فيه كان يظهر
فى تعاملاته مع الضعفاء، وجزء الشر كان يظهر فى دهاليز السياسة، وأعتقد أن
النظام السابق ليس مختلفا عن بقية البشر، لكننا نريد أن نقول فى النهاية إن
الخير هو الذى ينتصر وليس الشر، مهما كانت قوة الشر وقوة من يحميه، كما أن
محمود نموذج لشباب مصر المحبطين ،لأنهم فشلوا فى العثور على فرصة عمل لأن
ليس لديه «واسطة»، وللأسف موضوع «الواسطة» لم ينته، رغم أننا قمنا بثورة ضد
الفساد، فكل شىء مازال كما هو.
■
معنى هذا أنه من الممكن أن نراك فى عمل تراجيدى بعيد عن الكوميديا؟
- من الممكن جداً أن أقدم عملاً تراجيديا، لكن ليس فى الوقت الحالى
لأنه لابد أن أحدد ما هى احتياجات الناس فى المرحلة الحالية، خاصة أن الوضع
الذى نعيشه جعلنا نختار خليطا ما بين الكوميديا والتراجيديا فى هذا
المسلسل، وقد أثبت للناس ولنفسى أننى أستطيع تقديم هذه النوعية من الأدوار
خاصة أننى درست المسرح العالمى، وبداخلى طاقات كبيرة، لكن لن أستطيع تقديم
هذه الأدوار فى الوقت الحالى، لأن الناس بداخلها كآبة وتوتر وحال البلد بين
صعود وهبوط، والمتفرج مستعد أن يدفع الكثير لكى يضحك من قلبه.
■
ما الذى دفعك لتقديم قضية مهمة مثل قضية الفساد فى عمل كوميدى؟
- عندما قررت تقديم المسلسل سألت نفسى: هل المسلسل سيعيش أم أنه يعبر
عن مرحلة انتقالية لكشف الفساد، ووجدت أنه سيعيش طالما أن هناك حاكما
ومحكوما وخيرا وشرا وعدم تكافؤ فى الفرص، وعدم وجود عدالة اجتماعية وحرية،
لأننى لم أتحدث عن أحد بعينه، فابن النظام أصبح مطلقا يشبه الكثيرين من
الموجودين فى عالم السياسة وفى السجون، والمسلسل لم يعتمد على رسم
الابتسامة فقط لكنه ألقى الضوء على الفساد فى جوانب كثيرة لكى يدرك المشاهد
ما يحدث فى كواليس السياسة.
■
بعد أن قدمت ابن النظام من خلال الرمز.. هل من الممكن أن تقدم شخصية أحد
رموز النظام مثل علاء أو جمال مبارك؟
- من الممكن جداً أن أقدم أى شخصية، لكن يهمنى السيناريو فى المقام
الأول، وهل الشخصية التى سأقدمها ستحمل جديدا وأشياء مفيدة للناس، أم مجرد
سرد لحياة شخص، ولو عرض علىّ شخصية مثل علاء أو جمال أو حتى مبارك نفسه،
وشعرت أن تأثيرها لن يكون محليا فقط وستؤثر فى العالم العربى سأقدمها فورا
لأن الشخصيات السياسية غالبا يقتصر تأثيرها على الواقع المحلى فقط، بينما
الشخصيات الفنية مثل أم كلثوم يمتد تأثيرها للعالم العربى كله.
■
ماذا عن ردود الأفعال التى تلقيتها حول المسلسل؟
- لم أشعر بنجاح المسلسل رغم كثرة ما كتب عنه لأننى منذ أول أيام
رمضان كنت بجوار والدى رحمه الله فى المستشفى، لدرجة أننى لم أتابع أياً من
أعمال زملائى، ووفاة والدى كانت صدمة كبيرة بالنسبة لى لأن الأب لا يعوض،
وحتى الآن أعيش حالة حزن، لذلك توقفت عن التحضير لفيلمى الجديد «توم وجيمى»
وطلبت مهلة من المخرج أكرم فريد حتى أخرج من هذه الحالة، خاصة أنه ليس هناك
ما يعطل التصوير سوى ظروفى الشخصية.
■
وماذا عن فيلم «توم وجيمى»؟
- الفيلم تأليف سامح سر الختم ومحمد نبوى وعلاء حسن وبطولة حسن حسنى،
ويعتبر امتداداً لنوعية «سامى أكسيد الكربون» لأن البطلة فيه طفلة، والطفلة
التى ستشاركنى ستكون تجربتها الأولى، وسنختارها من خلال اختبارات، والفيلم
كوميدى اجتماعى سياسى، وسأظهر من خلاله فى شكل جديد سيكون مفاجأة للجمهور،
ولن أسعى للحاق بموسم عيد الأضحى لأن موضوع المواسم أصبح موضة وانتهت.
المصري اليوم في
25/09/2012
غادة إبراهيم:
مبارك منع «حائط البطولات» لعدم تركيزه على
الضربة الجوية
كتب
أسماء مأمون
أكدت غادة إبراهيم أن فيلم «حائط البطولات» سيعرض فى الاحتفالات
بالذكرى الـ٣٩ لانتصارات أكتوبر المجيدة بعد حبسه فى العلب لمدة ١٢ عاماً.
وقالت غادة، لـ«المصرى اليوم» إن النظام البائد منع عرض الفيلم طوال هذه
السنوات بسبب عدم تركيزه على الضربة الجوية، حيث يسلط العمل الضوء على
الغارة الاسرائيلية على مدرسة بحر البقر فى إطار سياق درامى إنسانى، مضيفة
أن الفيلم يشارك فى بطولته محمود ياسين وفاروق الفشاوى ورغدة وحنان ترك
وخالد النبوى وأحمد بدير وندى بسيونى وشريف عبدالمنعم وعايدة عبدالعزيز،
ومن إخراج محمد راضى، وتأليف اللواء محمد رشاد وإنتاج د. عادل حسنى وقطاع
الإنتاج.
وقالت «غادة» إنها ستشارك فى مسلسل جديد مصرى لبنانى مشترك مأخوذ من
ملفات المخابرات المصرية بعنوان «فتاة من الشرق» وتقدم من خلاله شخصية فتاة
أردنية ويشاركها فى العمل ممثلون من مصر منهم ياسر جلال وأحمد ماهر ولطفى
لبيب وفكرى صادق، ومن لبنان سيرين عبدالنور - محمد إبراهيم (نقيب الممثلون
اللبنانيين) المسلسل تأليف أحمد على أحمد وإخراج عبدالحى مطراوى وهو إنتاج
مشترك لصوت القاهره والتليفزيون اللبنانى وسنصور بعض المشاهد فى فيينا
وباقى العمل سيتم تصويره فى لبنان.
وأضافت أنها مرتبطة بمسلسل «اللعب مع القدر» بطولة ياسر جلال، ميرنا
وليد، مادلين طبر، محمد متولى، صبرى عبد المنعم، كمال زعير، تأليف نبيل
زويد، إخراج ياسر زايد.
وستجسد من خلاله شخصية نوسة أرملة جزار تتولى إدارة محل الجزارة
ومسؤولية تربية أطفالها الستة.
المصري اليوم في
25/09/2012
جديد النجم ريتشارد غير والمنتج السعودي محمد التركي
«تحكم»: التعاطف مع الشيطان؟!
عبدالستار ناجي
فيلم لريتشارد غير، يعني حتما فيلما مثيراً للجدل، هكذا هو ذلك النجم،
الذي لم يعتمد يوماً على جماله.. ووسامته.. بقدر اعتماده على حرفيته..
واختياره لمضامين مثيرة للجدل.. وهو هنا في فيلمه الجديد «تحكم» أو
«موازنة» يجعلنا امام موقف لا نحسد عليه، حيث يفرض على المشاهد «التعاطف مع
الشيطان». عبر دراما سينمائية محبوكة الصنع ثرية بالأحاسيس، عامرة بالوجوه،
ومضامين تجعل المشاهد في ورطة.. أمام ازدحام الأسئلة.. خصوصاً، ان الفيلم
يجعلنا من حيث ندري أو لا ندري نتعاطف مع الشيطان. الفيلم كتبه واخرجه
نيكولاس جاريكي، وهو كاتب ومخرج شاب، عمره 25 عاماً، ولكنه استطاع حتى الآن
ان ينتج أربعة أعمال ويكتب ثلاثة ويخرج ثلاثة، وان كانت بدايته مع الأفلام
الوثائقية ومنها «تايسون» و«الخارجيون» وهو هناك كاتب ومخرج ومساهم في
الانتاج.
والفيلم من بطولة ريتشارد غير (جير) وسوزان ساراندون وتيم روث وبريت
مارلنغ ولونيتا كاستا.. وانتاج السعودي محمد التركي.
الحكاية باختصار شديد، المليونير روبرت ميلر (ريتشارد غير) يجد نفسه،
رغم كل الاحتياطات.. والتحكيم الشديد.. والموازنة بين جميع الظروف التي
تحيط به.. في ورطة كبرى.
فيلم عن الطبقية.. والثراء.. والخيانة.. والغدر.. والاستغلال..
والاستغفال.. والتورية.. والهروب.. والبحث.. وغيرها. المليونير، الذي يحرك
شارع المال «وول ستريت» ويدير أكبر الصفقات.. ويبدو كالملاك.. ويتمتع بحياة
أسرية مستقرة.. وهادئة.. ويمنح الحب للجميع بالذات زوجته (سوزان ساراندون)
وابنته الحديثة التخرج والتي أوكل اليها احد المناصب القيادية في شركته
العملاقة.
وفجأة... كل شيء ينهار.
حيث يعود ذات يوم، من موعد غرامي، مع عشيقته التي يخفي عن الجميع
علاقته بها، وفي الطريق، تنقلب السيارة.. وتقضي الفتاة حتفها.. ويطلب
وبسرعة كبيرة من أحد العاملين لديه، الحضور الى مكان الحادث والادعاء بأنه
كان يقود السيارة.
في الحين ذاته، تكتشف ابنته ان والدها كان يغطي على مخالفات مالية
ضخمة في شركته.. والذي كان يدعي انه يستثمر في منجم للنحاس في روسيا.. وما
كل تلك الصفقات الا وهم.. وكذب.
مليونير متورط في جريمة قتل.. عشيقته.. ومفلس.. ومتورط أيضاً في كم من
التعاملات المالية.. كل تلك التفاعلات يخوضها النجم القدير ريتشارد غير
وبلياقة واقتدار مذهل.. يجعلنا نتورط في الذهاب الى الشخصية والحرص على ان
يخرج من تلك الأكاذيب.. والحيل.. والمؤمرات.. وكأننا جزء من تلك اللعبة
التي تجعل المشاهد يلتصق بكرسيه.. متابعاً.. ومتفاعلاً.. ومستمتعاً.
الضابط (تيم روث - أحد أهم نجوم التمثيل في بريطانيا) يكلف بالبحث عن
ملابسات حادث انقلاب السيارة.. في ظل وجود ضحية.. وهذا يظل يتعامل مع
القضية بكثير من الريبة والشك.. وايضاً السخرية.. فهو لا يصدق ان يقود
السيارة الفارهة شاب أسمر.. يحاول الدفاع عن شيء ما.. وهذه الفتاة الجميلة
التي توفيت.. في ظروف غامضة.
وتتداخل المشاهد والحوارات، زوج يحاول ان يخفي اثر الجريمة.. الا من
قطرات دم تجدها زوجته على قميصه.. وهي امرأة حكيمة.. تعلم بأن زوجها رغم كل
الحب.. فانه يخفي شيئاً ما.
وهكذا هو الأمر بالنسبة لابنته التي تشاهد بالارقام.. والوثائق ان
ثروة والدها.. وهم.. وكذب.
وهنا تذهب الى أعماق الشخصية، فهذا «الشيطان» يلعب بكل شيء.. وول
ستريت.. والبورصة.. والمضاربات.. ويكذب.. وهكذا الأمر على الصعيد الأسري..
وبالذات في علاقته مع زوجته.. ومعشوقته التي تلقي حتفها.. ليكون ذلك الحادث
مدخلاً لتعرية كل شيء.
تريدون النهاية. انها في صالات العرض.. فدور الناقد ليس بالحكواتي..
انها دعوة لمشاهدة نجم حقيقي وفيلم مليء بالتفاعلات.. واللعب موضوع
الأحاسيس.. ومحاولة الهروب... واصلاح الكذب بالكذب.. ولكننا نظل نقول، بأن
الفيلم يورطنا دون ان ندري... لنظل طيلة الوقت نلهث من أجل الدفاع عن إنسان
في مضامين «شيطان».
فيلم كثير للذين يعشقون هكذا نوعية من الأفلام النفسية.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
25/09/2012
فيلم «حرب الموتى»..
رعب غير واضح الملامح
يبدو انه لايزال في جعبة شركات الإنتاج الكثير من السيناريوهات التي
تتناول مرحلة الحرب العالمية الثانية، التي احتدم فيها الصراع بين دول
العالم، ولعل فيلم «حرب الموتى» أحدها، الذي يختلف في فكرته عن تلك الأعمال
التي تناولت الحرب بكل أشكالها، متخذا من فكرة ظهور مصاصي دماء جدد خطاً
له، ليطل علينا بسيناريو مشوه لا صلة له بأفلام الحروب، ولا يشبه أفلام
مصاصي الدماء.
«حرب الموتى» وهو من إخراج الفنلندي ماركو ماكيلاكوس، عرض للمرة
الأولى في العام الماضي في الدورة السادسة لمهرجان تورنتو لأفلام ما بعد
الظلام، ويصنف في خانة أفلام الرعب والأكشن، وهو من بطولة البريطاني أندرو
تيرنان الذي سبق له المشاركة في الفيلم الملحمي (300) والفنلندي ميكي
ليبلامبي ومواطنه صاموئيل فيرامو .وقبل الدخول في تفاصيل الفيلم الذي لم
يتمكن من الحصول على أكثر من 4 درجات في المواقع الالكترونية المتخصصة
بالسينما، يجب التذكير بأنه يعد التجربة الأولى كفيلم روائي طويل للمخرج
ماكيلاكوس المعروف باحترافه لصناعة كليبات الموسيقى والمسلسلات التلفزيونية
والأفلام القصيرة.
مشكلات عديدة
وبالنظر إلى تفاصيل فيلم «حرب الموتى» الذي وصلت ميزانيته إلى مليون
يورو، الذي حاول اكتشاف مرض جديد يتشابه الى حد كبير مع مرض مصاصي الدماء،
والذي جاء نتيجة لاختبارات سرية كان يجريها الجيش الألماني ابان الحرب
العالمية الثانية في أحد السراديب السرية التي أقامها الجيش في احدى
الغابات، وبعد قيام جنود اميركيين وفنلنديين باستكشاف هذه الأسرار يتبين
لهم إصابة الجميع بهذا المرض، ليتحولوا جميعاً إلى مصاصي دماء من نوع آخر
بمن فيهم القائمون على تلك التجارب، في إشارة إلى انقلاب السحر على الساحر.
وبرغم هذه القصة إلا أن المتابع للفيلم يستكشف وبسهولة ماهية المشكلات
العديدة التي وقع فيها الفيلم، والتي لم تؤهله لدخول ماراثون المنافسة على
شباك التذاكر.
وأدت إلى تغيبه تماماً عن موقع شباك التذاكر الأميركي، فمن جهة بدا
السيناريو ضعيفاً وخالياً من الحبكة، مليئاً بالمصارعة والقتل، ليجد من
يتابعه أنه أمام حرب شعواء لا تنتهي، بين 3 جنود، أميركي وفنلندي وروسي،
يقاومون جيشاً من القتلى الذي ما أن يموتوا حتى يعودوا إلى الحياة مرة
أخرى، على شاكلة ما يحدث في أفلام مصاصي الدماء الذين يتطلب القضاء عليهم
استخدام طريقة معينة. نهاية مبتورة .
رغم أن الفيلم قد صور بطريقة جميلة واكبت الظروف التي افترضت فيها تلك
الأحداث التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية، إلا أنه يبقى ناقصاً وغير
واضح المعالم كما نلمسه في نهايته التي بدت مبتورة.
النهار الكويتية في
25/09/2012
تداعيات انتقال التيار الإسلامي من مقعد «المعارضة» إلى
كرسي الحكم
الإساءة إلى الرسول.. واتهام الفنانين بالفجور
شريف صالح
أمة يصل تعدادها إلى حوالي ربع سكان الكرة الأرضية، أكثر من مليار
ونصف المليار نسمة، تهتاج وتثور بسبب منتج ومخرج مختل عقلياً! عشرات
الأبرياء يسقطون صرعى ومصالح شعوب تهدد، لخطأ عنصري بغيض!
لا أحد يقبل الإساءة إلى الإسلام ورموزه، لكن على شيوخ الفضائيات ألا
يقودوا الجهلة والغوغاء في حروب عبثية لا نهاية لها. ومن أراد أن يحترم
معتقدات الناس، فعليه أيضاً أن يحترم أولاً معتقدات الآخرين، سواء اقتنع
بها أو لم يقتنع! فمثلما قام مهووسون بحرق «القرآن الكريم» قام مهووسون
لدينا بحرق «الإنجيل».
وإذا كنا نغار على رسولنا الكريم فأولى بنا أن نتبع هديه في سلوكنا مع
مع الآخرين، أليس هو القائل: «لا تسبوا آباءكم.. فقالوا: ومن يسب أباه؟ قال
الرسول: تسبون آباءهم فيسبون آباءكم وأمهاتكم» وقال أيضا: «لا تسبوا آلهتهم
حتى لا يسبوا إلهكم».
لكن ما نلاحظه في أعقاب ما يسمى الربيع العربي وانتقال التيار
الإسلامي من مقعد «المعارضة» إلى كرسي الحكم في أكثر من بلد، طرأ تغير مؤسف
على الخطاب الإعلامي والفني، فبدلاً من استضافة خبراء في الاقتصاد والسياسة
والإدارة بات الدعاة ورجال الدين الضيوف الأبرز على برامج «التوك شو»
يتحدثون باستفاضة في كافة المجالات، ويطلقون لألسنتهم العنان في حروب
كلامية لا طائل من ورائها. وعلينا قبل أن نرى القشة في أعين الآخرين أن
نعترف بالخشبة التي في أعيننا. وفيما يلي مجموعة من المعارك الغوغائية التي
أثارها إسلاميون في مصر ضد فنانين بدءاً من تكفيرهم وصولاً إلى الخوض في
أعراضهم.
هل يعقل أن يقوم أحدهم برفع دعوى ضد عادل إمام بعد أربعين عاماً من
العطاء بتهمة «ازدراء الإسلام»! والأمر الأكثر جنوناً ليس في رفع الدعوى في
حد ذاتها، بل في صدور حكم درجة أولى غيابياً بسجن الفنان الكبير ثلاثة أشهر
وتغريمه ألف جنيه بتهمة «ازدراء الإسلام» والسخرية من «الجلباب واللحية»،
بناء على دعوة تقدم بها محام سلفي.
إن صدور مثل هذا الحكم، يعني ضمناً، سكوت القضاء والأزهر طوال السنوات
الماضية على أعمال إمام التي تزدري الدين الإسلامي! كما يثير اشكالية
الرقابة الدينية ومحاكمة «الإبداع» وفق شروط دينية وأخلاقية وليس وفق قيم
جمالية كما هو متعارف عليه في العالم كله. كذلك ثمة خلط ما بين «رموز»
شكلية وبين الدين نفسه، فوفق هذا المنطق يمكن محاكمة كل من يسخر من شخصية
ضابط الشرطة أو المحامي أو القاضي أو الطبيب، إذا استعملوا أدواتهم
وأزياءهم على نحو هزلي.
وإذا وقعنا في التعميم، بأن عرض ونقد نموذج فردي، يعني الإساءة إلى
جميع المنتمين إلى هذا المجال أو ذاك، فلا يمكن على الإطلاق أن يكون هناك
أي شكل من أشكال الفنون والإبداع، التي تقوم في جوهرها على النقد والتعرية
وكشف المسكوت عنه.
قد يكون عادل إمام قدم العديد من الأعمال التي تعالج شخصية «المتدين»
بصورة نمطية ومنفرة، كجزء من حملة إعلامية أمنية شنها نظام مبارك ضد
المتدينين بشكل عام. لكن هذا لا ينفي طبيعة الفن القائمة على المبالغة في
تصوير الأنماط البشرية على نحو مأساوي لصنع «التراجيديا» أو على نحو هزلي
لصنع «الكوميديا».
ولن يحل تلك التناقضات، الوقوع في لعبة الاستقطاب، فالصورة الحادة
التي قدمها إمام يمكن مناقشتها ودحضها، لكن الغريب أن من يسارعون لرفع
الدعاوى بأثر رجعي، ويبالغون في رد الفعل، هم أنفسهم يغذون استمرار تلك
الصورة النمطية السيئة عن الإسلام.
فما الذي استفادته «صورة الإسلام» أمام الرأي العام العالمي بإثارة
مثل هذه القضية التافهة ضد فنان بحجم وتاريخ عادل إمام؟ ثم ما معنى أن يصدر
قبل أيام قليلة حكم نهائي ببراءة عادل إمام من التهمة ذاتها؟
وهل يظن المحامي السلفي الذي رفع القضية حتى لو كان كسبها نهائياً أنه
سيمنع أفلام إمام من التداول؟
أعتقد بعد براءة الفنان الكبير، فإن الإنصاف يقضي بمحاكمة رافع الدعوى
نفسه لإهانة إمام والإساءة إلى سمعته، وإزعاج القضاء، وتشويه الإسلام، لأن
أمثال هؤلاء هم أسوأ دعاية يمكن تقديمها عن الإسلام
العارية الفاجرة
المعركة الثانية قادها شيخ وأكاديمي يدعى د.عبدالله بدر ضد الفنانة
إلهام شاهين حيث وصفها على الهواء وأمام ملايين البشر بأوصاف أهونها
«العارية» و«الكافرة» والفاجرة».. ونتحفظ على نشر بقية ما قاله لأنه خادش
للحياء والذوق العام! فهل هذا أسلوب رجل دين يهدي الناس ويدعو إلى الله
بالحسنى؟
ولماذا هذا القصف العنيف ضد إلهام دون غيرها من الممثلات؟ إلى درجة أن
البعض على مواقع الفيس بوك راح يتندر على الشيخ بدر بأنه يعاني منذ
المراهقة من إدمان مشاهدته لأفلام إلهام شاهين وإلا كيف حكم عليها بتلك
القسوة دون غيرها؟
وهل في الفقه الإسلامي ما يبيح لأي رجل دين أن يتهم على الهواء وأمام
الملايين امرأة ما بغض النظر عن كونها ممثلة من عدمه بارتكاب فاحشة الزنا؟
بحكم دراستي في دار العلوم العريقة على يد أستاذنا المرحوم د.محمد
البلتاجي، أدرك تماماً كما يدرك أي طالب شريعة، أن إثبات تهمة الزنا، تكاد
أن تدخل في باب المستحيلات ما لم يعترف مرتبكها بنفسه، وبالتالي ما فعله
الشيخ مناف للفقه ولأدبيات الإسلام، ويدخل مباشرة في نطاق القذف والتشهير.
وكان من الطبيعي أن توكل شاهين فريقا من المحامين لمقاضاته! بعد أن تحولت
المعركة إلى مادة دسمة لمانشيتات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي! فما الذي
يفيد الإسلام من اتهام رجل دين لممثلة بأنها عارية أو كافرة؟!
ثم إذا كانت إلهام ارتكبت معصية بظهورها في مشهد ما، فهذا يعني أن
نقيم الحد على كل ممثل يقتل زميله في مشهد «أكشن» مثلا؟ وهل يجوز أن نقيس
التمثيل وهو فن تخيليي بمقاييس الواقع والحقيقي؟ لو تبنينا منظور الشيخ
بدر، فمن الضروري أن يتم إلغاء ومحاربة جميع الفنون وإلا ستتواصل مثل هذه
المعارك العنترية، وستتم محاكمة عشرات الممثلين في الأفلام التي تتناول عصر
الجاهلية مثلا، بتهمة السجود للات والعزى وهبل، من دون الله!
تحريض على الفسق
أزمة أخرى خاصة بالفنانة مروى، تضاف إلى أزمات سابقة لها أشهرها
محاولة التحرش بها قبل سنوات في حفل بالإسكندرية، حيث انتشر مقطع عار لها،
قيل إنه التقط لها في كواليس فيلمها «أحاسيس».
المحامي صاحب الدعوة اتهم مروى بالتحريض على الفسق وإثارة الشهوات
والغرائز بعد قيامها بالتعري كاملا أمام مصوري فيلمها «أحاسيس» الذي قدمته
قبل عامين. أيضاً الدعوى هنا ترتكز على فيلم لا أظن أن أحداً سمع عنه! في
إشارة إلى تكريس سلطة جديدة لن تترك «شاردة أو واردة» في عالم الفن!
مروى، وهي على العموم لا تبدي حذراً كافياً تجاه صورتها كمغنية
وممثلة، اتهمت مخرج الفيلم هاني جرجس فوزي باستغلال مشهدها العاري خلال
التصوير. فيما أنكر المخرج أن يكون المشهد موجودا في الفيلم، مؤكدا أن
الفيديو تم تصويره بكاميرا هاتف نقال وليست كاميرا تصوير سينمائي.
لا يبدو أن مروى تنكر التقاط المشهد لها، وهي تستحم عارية وتضع يدها
على صدرها لإخفائه، وقالت إنها كانت تستعد لتصوير أحد المشاهد لكن «الفوطة»
سقطت أثناء التصوير بسبب اندفاع المياه!
وإذا كان ما قامت به مروى ليس أخلاقياً، حتى لو تصرفت بحسن نية ودون
تعمد، فإن من تعمد وضع المقطع على الإنترنت وترويجه، تصرف أيضاً بطريقة
أكثر إيذاء ولا أخلاقية، فهو المروج الحقيقي للفسق وليس مروى. وما قام به
فعل غير قانوني لأنه يروج مقاطع خادشة للحياء تخص الآخرين وتنتهك حرمتهم
وحياتهم الخاصة، حتى لو كانوا خاطئين!
ومن ثم فإن رفع الدعوى ضد مروى وحدها، لن يقيم الأخلاق ولا العدالة،
بل يكرس ازدواجية معايرنا الأخلاقية، التي تعتبر نشر مثل هذه الكليبات كما
حدث مع رزان مغربي أمراً مقبولاً وبطولياً وأخلاقياً!
ولا نجيد غالبا التمييز بين الضحية والمجرم، بل نكتفي بمعاقبة الحلقة
الأضعف وسط أجواء التهييج واستعداء الناس.
إن ما يحدث من أخطاء أو تجاوزات في الوسط الإعلامي والفني، لا تختلف
عما يحدث في أي وسط آخر، وما يقوم به عادل إمام من تندر على بعض مظاهر
التدين يمكن أن يقوم به آلاف الأشخاص، وكذلك على اليوتيوب آلاف المقاطع
لنساء وفتيات عربيات شبه عاريات، تحظى بمشاهدة الملايين.. لكن الضوء الشديد
الذي يعيش تحته الفنان، يجعله الأكثر انجذاباً للاحتراق.
كذلك ليس أسهل من استعداء عامة الناس ضد أي أمر، بدغدغة مشاعرهم
الدينية.
لذلك ليس غريباً أن يبدي فنانا بحجم عمر الشريف تخوفه من أن يأتي يوم
ويتم فيه «جلد الفنانات» عقاباً على مشاهد سينمائية قدمنها.
عودة إلى الإساءة
إن الصورة التي يقدمها رجال الدين «الجدد» عن الإسلام من أسوأ ما
يكون، ومستفزة لمشاعر الملايين، فهي صورة قاتمة قائمة على التحريم والترهيب
والتخويف واحتقار الآخرين، وتحويل الدين إلى سلطة قامعة لا واحة للرحمة
والتسامح والمغفرة. وهؤلاء هم أول المسيئين إلى الإسلام نفسه، فلم يأمرنا
الإسلام أن نتعامل هكذا مع أصحاب المعتقدات الأخرى، ولا حتى مع العصاة
أنفسهم، لكنها الرغبة في الشهرة وتهييج الغوغاء والدعاية لقنوات تعمل بلا
ضوابط ولا مواثيق، لتشغيل ماكينة الإعلانات والأرباح.
وللأسف فإن المرجعيات الإسلامية في الأزهر الشريف أو مكة أو النجف
الأشرف، ليس لها سلطة حقيقية في ضبط الفتاوى أو محاسبة من يسيئون إلى الدين
وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
وإذا كان رجل دين مثل وجدي غنيم وحسب الكليبات المنتشرة له على
اليوتيوب، يصف الفنانين بأنهم «داعرون وفاجرات وفساق» ويصف القساوسة بـ«الكفرة»
و«الأنجاس» ومفردات أخرى نترفع عن نشرها، فلماذا نلوم منتجاً أو مخرجاً
مجنوناً، ولدينا مثل هذه النماذج، التي جعلتنا أضحوكة بين الناس، وقدمت
صورة نمطية عن الإسلام الحنيف بالغة السوء، باعتباره دينا همجيا، يحض على
الكراهية، واحتقار الآخر وقتله واستباحة ماله وعرضه.
إن احترامنا للسيد المسيح عليه السلام، ليس فقط في صلب الإيمان لكنه
أيضاً وفي العمق احترام لرسولنا الكريم، ودفاعنا عن «الإنجيل» هو في
الحقيقة دفاع عن «القرآن الكريم».. وليس علينا أن نلوم الآخرين للسخرية من
معتقداتنا، بينما نحن لا نتوقف ليل نهار عن إهانة معتقداتهم.
Sherifsaleh2000@gmail.com
النهار الكويتية في
25/09/2012 |