حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الإبداع فى زمن الإخوان

 

نحن فى زمن تتسع فيه سماوات الفضائيات للعديد من القنوات؛ وتتقلص فيه مساحات الحرية فى إبداء الآراء.

زمن يكيل بمكيالين..يكبل أفواه المعارضين ويفتح المنابر للفتوحات الإخوانية.

والتهم سابقة التجهيز أصبحت على مقاس المعارضين مزينة بكلمة الفلول والخروج على الآداب العامة وازدراء الأديان؛ وللأسف أن هناك الكثيرين من الفنانين الذين يطلق عليهم متحولون بين ليلة وضحاها أصيبوا بداء الأخونة، والطريف أنهم هم أنفسهم كانوا رافعى راية النظام السابق ودفعوا من أجله كل نفيس وغال.

اننا نحلم بزمن يحترم افكارنا ويطلق العنان لإبداعنا، ولا يعرف حداً للابتكار والإبداع، وكل فنان رقيب على ذاته؛ زمن لا يخون فنانيه ويتعامل معهم على كونهم رجساً من عمل الشيطان؛ إنها أحلام فهل تتحقق أم سنصحو منها على كابوس؟.

 

على طريقة وزير إعلام الجماعة..

الإبداع يرفع شعار السمع والطاعة

كتبت - حنان أبوالضياء :

يبدو أننا من عاشقى الكيل بمكيالين، وحرية الإبداع لا تخرج عن كونها كلمات نتشدق بها فى المنتديات وبروش نضعه للتزين أمام الكاميرات وعندما نخلو إلى قراراتنا نظهر ما فى الصدور من تعنت ورغبة فى خنق الآراء وتكبيل الأفواه، وإلا بماذا نفسر تصريح وزير الإعلام صلاح عبد المقصود بمنع عرض الجزء الثانى من مسلسل الجماعة على التليفزيون المصرى.

وكأنه قناة تليفزيونية خاصة لجماعة الإخوان وليس لدافعى الضرائب وإذا كان سيادته لا يعرف المكان الذى يجب منع المسلسل فيه فهو للتذكير قناة 25 يناير لكونها ملكا للإخوان، وإذا كان يطبق قوانين حرية الإبداع لكان أولى به مساندة أى أفكار يتم طرحها ومناقشتها بالحقائق إذا كانت لديه معلومات مخالفة لما طرحه المسلسل الموجه إليه تهمة الإساءة لجماعة الإخوان المسلمين، وبالطبع فى زمن كل ما هو معارض للفكر الإخوانى يعد خروجاً عن عصا الجماعة وداعياً للفرقة فلا عجب من صدور هذا التصريح من وزير إعلام الجماعة، مصر سابقاً.

إننا أمام مزايدة وزارية إخوانية لا تصح من إعلامى فى بداية الطريق وليس وزيراً من المفروض أن يكون قدوة فى تقبل الآخر وليس محارباً له ومانعا لإبداعه. واذا فعل الوزير هذا فماذا سيفعل العاملون فى مبنى الإذاعة والتليفزيون الذين يطبقون مبدأ «الإعلاميون على دين وزيرهم»، وإذا كانت هذه هى البداية فهل مع الأيام سنفاجأ بحرق شرائط الجزء الأول من مسلسل الجماعة من منطلق انها رجس من عمل الشيطان.

إننا أمام حالة من نفاق الحكام المتمثلين فى جماعة الإخوان بدون أن يكون هناك أسس ومعايير ينطلق منها ليس لرفض المسلسل ولكن لمناقشة مبديعه بالحجة لأنه ليس هناك تأليه للجماعة، هل من المعقول معارضة الوطن والتمرد عليه فى أطروحتنا الفنية ولكن ممنوع الاقتراب من الجماعة! وأتساءل ما الفرق بين مايفعله الآن وما كان يحدث سابقاً إبان حكم مبارك، فالكل يتعامل مع أفكاره على أنها من المحرمات والمقدسات.

وما أشبه اليوم بالبارحة ياوزير الاعلام إننى أستشعر فى قرارك رائحة انس الفقى، وأراك تسير على خطى صفوت الشريف فكل واحد فيكم يعمل لخدمة حكومته ولا يسير فى دروب خدمة الوطن. افعل ما تشاء ياوزير فأى إبداع لا يوقفه قرار.. والوزراء زائلون ومايبقى للتاريخ هو ما قدمه المبدعون أن ما يراها الإخوان المسلمون مسيئاً لتاريخهم، فى نظر المخالفين لهم عين الحقيقة، والطبيعى ألا يكون الخلاف على حساب حرية الإبداع إن أساليب القمع لن تؤتى ثمارها فى مواجهة الفنانين، ولو منعت عرض الجزء الثانى من الجماعة فى التليفزيون المصرى ستعرضه القنوات الخاصة. وهذا فى حد ذاته كفيل بنشره...

إن المشكلة ليست مسلسل وحيد حامد فى جزئه الثانى ولكن أعمق وأكبر من ذلك بكثير أنه الهواء الذى يتنفسه المبدع أما ما نتج من إحساس بعد كلامك فهو بمثابة السيف المسلط على رقاب كل معارض للكيان الإخوانى. وهذا حقنا فلا طاعة إلا لله ولا مخالفة إلا لنصوصه...... أن التليفزيون المصرى فى حالة احتضار وبمثل هذه النوعية من القرارات سيلقى حتفه. ولا اراكم الله مكروها فى عزيز.

مازالت الخطوط الحمراء الوهمية تسيطر علي المؤلفين..

التشيع والإلحاد..قضايا مسكوت عنها في الأعمال الفنية

كتبت - دينا دياب:

الإبداع مازال طائرًا بلا أجنحة، وكلما حاول التحليق فى الفضاء وجد العديد من الاغلال التى تكبله.. ومع مرور الايام تزداد المشاكل ويصبح الأمل فى وجود عقول أكثر اتساعا لاستيعاب قضايا كان من المستحيل سابقا مجرد التفكير فى الكلام فيها ومنها التشيع والذى نال قدرا كبيرا من المناقشات بعد الكلام عن الحسينيات.

اما الا،لحاد والانتقال من دين الى آخر فهو متواجد، ولكننا جميعا نجعل الاقتراب منه خطاً أحمر. حاولنا معرفه أسباب الابتعاد عن مناقشة مثل هذه القضايا ورؤيه المبدعين فى كيفية تقديمها، ووجهة نظرهم عن حرية الإبداع في تقديم مثل هذه القضايا، وهل يعني تقديمها الانتصار للحرية.

الصبان: لدينا خطوط وهمية لم يحرمها دين أو قانون

إن السبب الحقيقى وراء ابتعادنا عن مناقشة بعض الموضوعات المهمة مثل الالحاد والتشيع وغيرهما، أن هناك خطوطاً حمراء وهمية وضعت ما بين المؤلفين انفسهم وبين الرقابة ولا يوجد قانون يمنعها أو دين يحرمها، وهذه الخطوط الحمراء وضعت بفعل العادات والخوف لكننا نحاول التمرد عليها رويدا رويدا، واول تمرد كبير رأيناه هذا العام كان من خلال مسلسل عمر بن الخطاب، وفيه ظهر الصحابة جميعا ماعدا الرسول «صلى الله عليه وسلم»، نحن فى طريقنا للتخلى عن التزمت الشديد، واضاف انا مؤمن بأنه سيأتى اليوم الذى تقدم فيه قضايا الالحاد والتشيع لأن الفن لابد أن يتحرر من كل القيود، واعتقد ان الرقابة الحقيقية المفترض ان تكون من ضمير الكاتب نفسه فهو من يعرف ما هى الأشياء التى يمكن ان يقدمها وتصلح للجمهور أو لا، وأضاف ما المانع ان نقدم شخصية ملحد بشكل محترم ونناقش القضية بطريقة فنية مضبوطة وانا قدمتها فى فيلم الاخوة الاعداء من خلال شخصية الملحد كمال بطريقة محترمة ولم يعب احد عليها لكن خاف ان يقدمها فريق عمل مسلسل الاخوة اعداء وهو مايعنى انهم هربوا من تفاصيل القصه الاصليه ، وأكد الصبان ان المبدع لابد ان يضع فى اعتباره اثناء كتابته لهذه القضايا ان يكون حياديا قدر الإمكان ويكتب مايعتقد انه صواب واضاف بالفعل كتبت سيناريو لفيلم الصمت الذى يناقش قضية زنا المحارم بشكل حيادى تام، وأتمنى ان يتم تقديم العمل لانه يطرح المشكلة بشكل علمى واجتماعى انا فى رضا عنه، وأكد الصبان انه يتوقع فى المستقبل ان يكون هناك تحرر كبير تجاه التزمت الدينى الموجود الآن، لأن لكل فعل رد فعل، وأضاف: انه يفكرفى تقديم الشخصيات المختلفة دائما وإذا قدمت شخصية الشيعى سأقدمه كإنسان مؤمن بطريقة دينية معينة قد اختلف معه او اتفق لكنها طريقة هو مؤمن بها ويدافع عنها، وعند تقديمى مثل هذه القضايا لابد ان نراعى تقديمها بشكل بعيد تماما عن الابتذال والفجاجة لانها قضايا مهمة وحساسة فى المجتمع.

الديك: هناك قضايا من المستحيل تقبلها

يرى ال ناقد الفنى رفيق الصبان ان هناك قضايا فى المجتمع من الصعب أن نقدمها، لأن الجمهور لن يتقبلها، خاصة انها نتاج لمشاكل أخرى مثل قضية زنا المحارم فهو ليس فعلاً لكنه ناتج عن اسباب اقتصادية واجتماعية تؤدى إليه، ونتيجة لمشاكل العشوائيات عندما ينام الناس فى مكان واحد من الطبيعى ان تظهر بينهم مثل هذه القضايا نتيجة للخلط الاجتماعى الذى يؤدى الى عدم قدرة الإنسان ان يمارس حياته بشكل طبيعى، وتمت مناقشة ذلك فى القصة القصيرة «بيت من لحم» ليوسف إدريس وكان يدين به الفقر وقسوته والذى أدى لذلك فى مجتمع ريفى، فالكلام هنا عن ظاهرة اجتماعية تناقش حرمان الإنسان من حقه فى الحياة، اما قضية الالحاد فلا يوجد فى مصر إلحاد بالمعنى الحرفى له، فهناك شخصيات لا تصلى ولا تصوم لكن قضية الإلحاد بعينها تتم مناقشتها فى الغرب لانها كثيرة ، فهو فى مصر حالة شخصية إلا إذا وصل الى حد الدعوة للإلحاد هنا يمكن مناقشتها لانها رؤية فكرية جانحة وأصحابها شخصيات مثقفة ومقتنعين بوجهه نظر مختلفة، اما تقديم شخصية الملحد فى الدراما فنرى انها شخصية لها تفاصيل من الصعب تقديمها فشخصية اليكس فى رواية ديستوفسكى الاخوة الاعداء لها مرجعيات عندما قدمت كفيلم ومسلسل لم تقدم كما هى لانها بعيدة عن مجتمعنا، لذلك فالسبب الرئيسى وراء ابتعادناعن هذه القضايا دائما أن المبدع يقدم مايراه ويتأثر به فى المجتمع الخاص، أما بالنسبة لقضية أزمة الشيعة والسنة ففى الأساس ان مصر سنية المذهب شيعية الهوى والدليل ان أهل مصر محبين لزيارات الحسين والسيدة زينب فالإسلام المصرى هو غايه فى الجمال ولا مشكلة ان يكون هناك شيعة وهى ليست قضية تستحق ان تقدم لأنها فى النهاية لا تقدم بمشكلة فى الواقع وبالتالى هى احق ان تناقش مثل مشكلة الفقر وتهميش الناس والتعليم والصحة وضياعها، وهناك مشاكل تتعب الوجدان العام وبالتالى يتم التعبير عنها فى السينما والتليفزيون لكن هذه الايام هناك تغييرات أساسية فى البلد تستخوذ على اهتمام الناس مثل السياسة وخلاف الرئاسة مع الفن، وسنجد هذا هى الموجة الرائجة فى الفترة القادمة، لأن الفن دائماً يعبر عن الشيء الواقعى الموجود على، وعادة نحن كمبدعين لن نقدم مثل هذه القضايا الا عندما تكون مشكلة حادة واعتقد ان الرقابة ستوافق عليها بسهولة، فهى ليست قضايا مسكوتاً عنها لكنها لا تمثل مشاكل اجتماعية حادة.

الدغيدى: هناك رقابة داخلية عند الفنانين

أن السبب فى عدم تقديم مثل هذه القضايا هو وجود رقابة داخلية داخل بعض الفنانين الذين يشعرون انهم بمناقشتهم لهذه القضايا يدخلون فى تفاصيل المجتمع الرافض لهذه الأشياء، وعادة اغلب الوسط الفنى لا يستهويهم مثل هذه القضايا لانهم يرفضون الدخول فى منطقة الجرأة وحتى الممثلون الآن أصبحوا يهربون من الأدوار التى تسبب لهم مشاكل وبعيدة عن الجو العام، وهذه نوعية الفنانين الذين لا يملكون رسالة مهمة فى الفن لكنهم يتعاملون مع الفن على انه مهنة، ولا يدخلون مع المجتمع فى أى مواجهة وحاليا أصبح عددهم اكثر خاصة فى ظل وجود تخوفات دينية، وفى اعتقادى انها ليست ظاهرة صحية فلابد ان يكون لديهم تحدى ان يقدم كل لا شئ، وانا اعتقد ان الخوف من تقديم هذه القضايا ليس له فائده لانه نابع من الفنان الذى يملك رسالة، وأنا أرى انه يمكن تقديم مثل هذه القضايا، ولكن اذا فصلت السياسة عن الفن لأن الفن المفترض ان يناقش كل ما بداخلنا فى المناطق الشائكة هذا ما يصنع وجود المبدع، لاننا لو قدمنا أعمالا عادية لن تؤثر مع المشاهد لكن المبدع عندما يقدم فيلما واحدا لديه فيه رؤية وموضوع وفكرة فهنا نستطيع الحكم على المبدع، ومثال على ذلك فيلم البريء وفيلم «لحم رخيص» وغيرها افلام ناقشت قضايا خطيرة، وأفلام «عذرا أيها القانون» كلها افلام تعيش العمر كله وتظل فى تاريخ الفنان.

فنحن نقول إن الفنان صلاح ابو سيف رغم ما قدمه من افلام وهو اقل بكثير فنيا من يوسف شاهين، لكن كانت قيمته الفنية فى اختياره لموضوعات خطيرة، وأضافت انها كانت ستقدم فيلم الصمت الذى يناقش قضية زنا المحارم لكنه توقف لأسباب إنتاجية والرقابة وافقت عليه بعد الثورة وسأقدمه بوجهة نظرى بعيدة عن أى تخوفات، لأن العمل الدرامى متكامل ويفرض مشاهد بعينها بها نوع من الجماليات، خاصة وانه فيلم انسانى يتحدث عن مواجهة المجتمع للبنات بعد تعرضهم لحالات زنا المحارم والفيلم لا يحتوى على مشاهد ساخنة لكنه يحتوى على جرأة فى موضوعة، وأضافت انا ضد تقديم الأفلام الدينية لاننى اعتقد انها حاله شخصية فالإنسان حر فى اختياراته الدنينية واعتناقه لأى ديانات.

محفوظ عبد الرحمن: أطلقوا يد المبدعين

إن مثل هذه القضايا مكانها فى الكتب وليس على الشاشة، فلا يمكن ان أطلب من المبدعين ان يقدموا قضايا ساحنة مثل هذه ويشاهدها اطفال أو حتى كبار وغير مثقفين، فالتليفزيون له خصوصية أكثر من أى مجال آخر، لانها من الممكن ان تكون تأثيرها بالعكس، لذلك أنا استبعد الدراما التليفزيونية من هذا، لانه لايوجد تليفزيون فى العالم يناقش هذه القضايا لأنها شديدة الحساسية فزنا المحارم مثلا قضية يصعب تقديمها على الشاشة فهى تقدم فى بعض الافلام الامريكية والاوروبية ويقدم مشاهد مقززة، وعندما شاهدتها ككاتب وجدت انها منفرة اما قضية الالحاد فهى تحتاج الى كتاب لانها تقدم فى اوروبا، وهى قضية انتشرت فى القرنين الـ17 والـ18 فى اوروبا وبالفعل قدمت كتب وكان أشهرها كتابه لماذا انا لمحد ورد عليه آخر لماذا انا مؤمن وحتى موضوع الشيعة نوقش كثيرا وكتاب عرب قدموه فى اعمال مثل راوندى اما قضيه الشيعة فتمثل حساسية مبالغا فيها لانه موضوع يمثل ازمة مابين مسلمين ومسلمين وكثيرا تناثرت اخبار خاطئة كثيرة عنها رغم انها معروفة فى السنة، الكتب كثيرة التى تناقش هذا الموضوع لكنى لا يمكن ان أناقشها فى مجلة أو جورنالاو على الشاشة، فهى مكانها فى البحث، وهو موضوع مجرد طرحه «يولع نار» لاننى لابد أن انحاز لاحداهما ولا يمكن تقديمها بحياد لكن يمكن ان نقدمها من وجهة نظر التقريب فى كتاب، انا أرى ان فتح الباب فى هذه الخلافات غير الجوهرية فى الغالب غير مفيد خاصة فى ميادين غير ميدانها يمكن ان اكتب كتابا عنها واتناول وجهه نظرى فيه، أنا مع الحرية فى الدراما الى أقصى حد لكن هذه ليست حرية وفى رأيى ان حرية الإبداع هى قضية سياسية ليست قضية جنس أو دين لأن مشكلتنا فى اننا لا نملك حرية سياسية فنحن نناضل من أجل حرية جنسية، انا اعانى من الرقابة السياسية طوال عمرى، ولا يهمنى أنا أناقش قضايا داخلية أو فردية لكنى اتمنى مناقشة بحرية قضية خطيرة يعانى منها الجميع, لذلك أطالب بأن تطلقوا يد المبدعين بحرية ممكنة. 

"الأفلام الممنوعة" سرقوها من مكتبة التليفزيون

الكل يعلم أن هناك ثورة فى مصر تجُب كل الأفكار البالية التى حكمنا بها فى السنوات الماضية، والتى منعت الكثير من الأعمال الفنية القيمة لكونها تقترب من قريب أو بعيد بالسلطة، ولكن قامت الثورة وتناقلت أخبارها الفضائيات والحق يقال التليفزيون المصرى أيضاً.

ولكن يبدو أن علمه بالثورة لم يخرج على إطار نقل الأخبار، ولكن الاقتراب من الإبداع وإنصافه فلا حياة لمن تنادى، ففى داخل أدراج التليفزيون العديد من الأفلام ممنوعة لأسباب رقابية، متذرعة ببعض الأفكار السياسية المختلفة مع فكر الحكومة فى ذلك الوقت أو لأسباب دينية، خوفاً من المتشددين أو للعلاقة بالداخلية وإظهار عنفها الدامى تجاه المصريين.

الأزمة ليست فقط فى حالة الترهل الفكرى المتواجد فيها العاملون فى التليفزيون والتى من نتاجها حالة النسيان، ولكن فى أننا قد نكتشف أن تلك الأعمال غير موجودة أصلاً فى التليفزيون، وأنها سرقت وبيعت للقنوات الفضائية فى وقت الجميع يعلم أن أحداً لن يسأل عنها لعرضها، وخاصة اننا شاهدناها فى العديد من الفضائيات الخليجية.

وجميعنا ممن هم فى الأربعين من عمرهم أو أكثر يذكرون فيلم «وداع فى الفجر» بطولة شادية وكمال الشناوى وعبدالمنعم إبراهيم وإنتاج عام 1956 وإخراج حسن الإمام، والذى نال نسبة مشاهدة عالية على النت ليس لقيمته الفنية، ولكن لأن الرئيس حسنى مبارك ظهر فى أحد مشاهده، لأن بطل الفيلم كمال الشناوى كان طياراً فأصبح ظهوره ممنوعاً ولا أعرف سبب المنع فهو لم يكن يؤدى مشهداً مخلاً ولا هو من الذين منع الأزهر ظهورهم، وفيما أعتقد أن الرئيس السابق نفسه قد لا يكون قد طلب ذلك من أحد، ولكن لا مانع أن نكون ملاكين أكثر من مالك، والحمد لله أن وزير الإعلام الحالى قد استكمل السيرة ومنع مسلسل الجماعة.. والتليفزيون المصرى منع أيضاً.

حائط البطولات وسبب المنع هو عدم التركيز على أثر الضربة الجوية وإمكانيات الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر فى الوقت الذى كان الفن والاعلام يختزل الحرب فى وجود مبارك.

أما فيلم «زائر الفجر» والذى كان مقرراً علينا إبان العصر الساداتى فى 15 مايو بسبب ثورة التصحيح، ولكن منع عرضه بعد ذلك، وهناك فيلم «العصابة» للمخرج د. هشام أبو النصر الذى منع بسبب معارضته لاتفاقية كامب ديفيد؛ اما فيلم «حمام الملاطيلى» و«المذنبون» فمنعهما بسبب جرأة المعالجة والمشاهد الساخنة.

 

لعبة "القط والفار" بين المبدعين والدولة

كتبت - علاء عادل وحمدى طارق :

حالة التحفظ والترقب هى شطرى العلاقة بين المبدعين والدولة كل منهما يخون الآخر وينظر لقراراته بكثير من الريبة... ومؤخراً ظهرت سيناريوهات جديدة تعتمد على الانتظار لعل وعسى أن يكون فى نهاية النفق نقطة ضوء والتقاء فى الأفكار.

أحمد عبدالعزيز: حالة ترقب من المبدعين للدولة

العلاقة بين الدولة والمبدعين فى الفترة المقبلة، غير واضحة المعالم، لأن هناك مخالفات تحدث من أشخاص ينتمون إلى الجماعة فى حق الفن والفنانين، كان آخرها قضية الفنانة إلهام شاهين ولكن اعتذار الرئيس محمد مرسى للفنانين أحدث نوعاً من الترضية أثناء اجتماعه بالمبدعين والمثقفين وأيضاً إعلانه أن رأى هؤلاء الأشخاص لا يعبر عن رأى الدولة.

وأشار أحمد عبدالعزيز إلى أن الأيام المقبلة، ستشهد نوعاً من الترقب من جانب الفنانين ويتضح لنا ما هو المغزى الأساسى من تصريحات الرئيس تجاه حرية الإبداع هل هى صحيحة أم خادعة وكل ما سنفعله كفنانين هو المطالبة بحق الفن على الدولة بأن تقوم بتدعيمه وتطويره وأن تسلم بأنه إحدى أهم وسائل تنمية الوعى الثقافى.

كما هو حاله فى جميع دول العالم ولابد أن يطول التطوير والتدعيم كل مجالات الفن سواء سينما أو تليفزيون أو إذاعة أو الموسيقى والغناء. مع ضرورة عدم استخدام الأعمال الفنية كسلاح لخدمة مصالح المسئولين مثلما كان يحدث اثناء فترة حكم النظام السابق، ولكن ليس بوسع الجميع سوى الترقب والانتظار ولكن فى كل الأحوال لابد أن يعلم المسئولون أن الفنانين لن يسمحوا بالتجريح فى الكيانات الفنية الكبيرة امثال عادل إمام وإلهام شاهين، هؤلاء الفنانين الذين طالما كان فنهم إحدى أهم وسائل الدعم السياحى والاقتصادى لمصر.

مدحت صالح: لابد أن نصفى أنفسنا جميعاً ونتعاون لمصلحة مصر

علاقة الدولة والمبدعين فى الفترة المقبلة، تحتم علينا عدم الاستعجال فى الحكم على نوايا المسئولين تجاه حرية الإبداع، وإذا كان هناك بعض الأشخاص المتطوعين معنوياً للدفاع عن الجماعة فلابد أن نقاضيهم ونحاسبهم، ولكن لا نضع رأيهم فى الفن والإبداع على أنه رأى الدولة والمسئولين. خاصة بعد إعلان الرئيس محمد مرسى أن أى تصريحات من مصدر غير مسئول ليس للدولة علاقة بها، ولكنى علمت أن اجتماع الرئيس بالفنانين كان اجتماعاً ودياً للغاية والرئيس أكد أن احترام الفن والإبداع أمر لا نقاش فيه بالإضافة إلى أنه قام بالاعتذار للفنانين على ما بدر من الشيخ تجاه الفنانة إلهام شاهين.

وأكد أن هذا الكلام لا يحسب تماماً على رأى الدولة فى الفن أو الإبداع. لذلك اعتقد اننا لا بد أن نصفى انفسنا جميعا ونتعاون على أساس أن مصلحة مصر هى الهدف الأساسى للجميع والا نقوم باستباق الأحداث مثلما فعلنا فى البداية عندما تحكم التيار الاسلامى فى السلطة التشريعية.

مجدى أحمد على: الدولة تخضع لابتزاز الإخوان والجماعات السلفية المتشددة

الدولة الآن غير مستقرة، والمواقف غير واضحة. لذلك فنحن فى حالة ترقب والإخوان دائماً يلعبون على فكرة السيطرة على الدولة، ويريدون اعتلاء كل المناصب والمشكلة أن الإخوان عندهم اتجاهات مختلفة فمنهم من يتجه للتصالح والتعامل مع المجتمع والافكار الحديثة، ويحاولون التطوير من أنفسهم ولكنهم يواجهون مقاومة من السلفيين. الذين اعتبرهم خارج الزمن من الأساس ضف على ذلك التيار السلفى داخل الإخوان، والذين تجدهم يتكلمون عن دين اخر غير الاسلام وللأسف يوجد خضوع لابتزاز السلفيين والمجموعات السلفية المتشددة داخل الإخوان، والدولة إلى الآن تخضع لذلك الابتزاز وذلك تأثيره سيىء على المناخ الفنى، ويصنع جواً من الفرقة خاصة أن كل تيار يتصور أنه هو ذات الرأى الصحيح ويلعبون على الدولة مستغلين صمتها.

وأضاف أن كل ذلك لم يكن ليحدث لو لم يشعر الإخوان أن الدولة تحميهم، وذلك كان واضحاً من حالة السعادة التى غمرتهم على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» عندما نفى المتحدث الرئاسى تضامن الرئيس مع إلهام شاهين. لأنهم يعلمون أن الموقف الرسمى لرئيس الدولة ليس ضدهم والاجتماع الذى تم مع الفنانين لم يعلن فيه رئيس الجمهورية موقفه بل ظل يستمع وكأن التضامن مع الفنانات كارثة.

سامح الصريطى: المبدعون والدولة فى مركب واحد

نحن لسنا منجمين، لكن أعتقد أن المبدعين جزء من الدولة فلا يصح أن يكون هناك عداوة أو ترقب. فكلنا فى مركب واحد وجزء لا يتجزأ من الدولة وكل منا له دور ليدفع البلد إلى الأمام، وليس لصالح أى شخص أن يكون هناك عداوة أو ترقب أو حتى تصالح لأنه لا يوجد خصومة، ولكن اختلاف الآراء وتكاملها سوف يدفع الدولة إلى الأمام بأسلوب ديمقراطى حر.

واكد الصريطى أنه يجب ألا نضع اطرافاً أمام بعضهم فالجميع واحد وكلنا مصريون ولكل منا آراء مختلفة تتكامل لصالح العبور بالوطن والرأى والرأى الآخر يدفعنا إلى الأصوب.

سميرة أحمد: الخطوة الأولى سيخطوها الرئيس

مبادرة الرئيس محمد مرسى بالاعتذار للفنانين كانت خطوة إيجابية لصالح الفن لأننا جزء من ذلك الوطن. ونمثله وما حدث كان فرضاً على الرئيس، ومن واجباته فالمحافظة على الفنانين جزء من المهام الرئاسية وانا لا اعلم شيئاً عن السيناريو القادم لأن الخطوة الأولى سوف يقوم بها الرئيس. لأنه هو من المفترض أن يحافظ على الدولة، وكيانها وعلى ما تحتويه من فنانين وادباء ومبدعين فرئيس الدولة هو المسئول عن كل شىء، والدكتور محمد مرسى هو من قال إنه رئيس كل المصريين ونحن مصريون فليحافظ علينا.

الذين دفعوا ثمن حرية الإبداع..

الحجار غنى "شُكك".. والشرنوبى باع سيارته

كتب - أمجد مصطفى :

تظل قضية حرية الإبداع هي الأكثر جدلاً بين كل القضايا الفنية التي تثار من وقت لآخر علي الساحة الفنية، وإذا كان بعض المتشددين الإسلاميين قد اتهموا الممثل عادل إمام بازدراء الأديان، وما نتج عن ذلك من تداول القضية في المحاكم، وما تبعها من دخول أهل الفن في صدام كبير مع بعض المشايخ الذين يرون أن الفن نوع من أنواع الفسق.

وانتهي الأمر إلي أن كل جبهة من الجبهتين تحصنت خلف آرائها، وأفضت الاستماع إلي الأخري. فالتيار المدافع يري أن الفن لا يمكن أن يقيم بمشهد عار. والجانب الثاني الرافض للفن يري أن ما يحدث في السينما، والدراما يهدم القيم الأخلاقية للمجتمع. وبين الرأيين يقف فصيل ثالث ربما هو الأكثر عقلانية من الطرفين، وهو الذي يري أن هناك أفلاماً، ومشاهد، وأغاني مصورة صادمة، تخدش الحياء ولا يجب علي أي مجتمع شرقي أن يسمح بتداول هذه الأعمال ولا يجب أن نسمي ذلك فنا، وهم يرفضون ما يردده بعض الفنانين من أن هذه المشاهد موظفة درامياً أو انها تخدم الدراما أو سياق الأحداث، لأن صدمة المشهد أكبر من أي تبرير، وأهل هذا الرأي يدللون علي ذلك بأن بعض الفنانات اللاتي اعتزلن الفن، مثل شمس البارودي مثلا أعلنت ندمها علي كل ما قدمته من مشاهد تراها بعد الاعتزال، وارتداء النقاب ثم الحجاب لا يجب أن تعرض، ويراها أي إنسان ووقتها تردد انها عرضت مبالغ مالية لشراء هذه الأفلام التي قدمتها وحرقها.

أصحاب الرأي الثالث يرون أيضا أن وصف أي ممثلة بوصف يحرمه الله تبارك وتعالي ناتج عن مشهد سينمائي أمر غير مقبول. فلا يجب أن نقول إن الفنانة «س» أو «ص» ارتكبت نوعاً من الفجور أو انها زانية لمجرد ظهورها في مشهد غرامي. أصحاب هذا الرأي مع حذف هذه المشاهد، لكنهم ضد الوصول به إلي مرحلة من المراحل التي يحرمها الله عز وجل.

قضية حرية الإبداع في الفترة الأخيرة أخذت بعدًا إسلامياً ربما لوصول أحزاب دينية إلي قمة المشهد السياسي المصري، وهو ما لم يكن مقبولاً من قبل. وبالتالي كان النصر دائما حليف أي تيار ضد الإسلاميين. لكن تبقي جذور قضية حرية الإبداع فهي لم تكن خلال فترة حكم مبارك بين الإسلاميين والمبدعين، لكنها كانت ذات أبعاد سياسية بالدرجة الأولي، بمعني أن أي فيلم يتناول التوريث من قريب أو بعيد ممنوع حتي لو كان هذا الصراع أو الحبكة الدرامية، تتناول توريث محل بقالة أو فرن خبز أو فرش خضار، أي شيء يذكر فيه توريث ممنوع، فالتوريث دخل ضمن التابوهات الثلاثة هو الممنوع الاقتراب منها الدين والجنس والسياسة، وربما دخل ملف التوريث قبل هذه المحرمات الثلاثة، فالجنس أصبح شيئا متفشياً في أفلامنا واسألوا إيناس الدغيدي، وكان يسمح به إلي درجات كبيرة بحجة حرية الإبداع.

ولم يكن التوريث فقط هو الممنوع، لكن كل الأفلام والأغاني التي يوجد بها إسقاط معين ممنوعة أيضا، من بداية عصر مبارك، فألبوم مثل لم الشمل للمطرب الكبير علي الحجار دفع الثلاثي الذين ابدعوه الحجار وفاروق الشرنوبي، وجمال بخيت ثمن هذا العمل لسنوات طويلة، لأنهم تصوروا أن هذا الألبوم ربما يدعو لقلب نظام الحكم مثلا، بعد هذا العمل جلس علي الحجار في منزله لسنوات، أغانيه لا تذاع في تليفزيون وطنه، حتي البرامج لم يكن مقبولاً أن تتم استضافته فيها، وكان الحجار ينتج أعماله بالسلف والدين «بالتشكيك» أو «علي النوتة». أما فاروق الشرنوبي فظل الرجل في منزله يعمل كل فترة إلي أن عاد مؤخراً بأغنيته مع الحجار أيضا «ضحكة المساجين».

والشرنوبي قبل هذا العمل يعيش في شقة ايجار بالاسكندرية، ويتحرك في وسائل المواصلات العادية بعد أن باع سيارته لكي ينفق علي نفسه، حال الحجار والشرنوبي عاشه آخرون التهمتهم ظروف الحياة كل بدرجات متفاوتة، لأن رجال النظام السابق لم يرحموا أحدًا، وبعضهم كان يتبرع بزيادة الجرعة حتي يبرهن لمبارك أو من سبقوه في حكم مصر بشديد الانتماء. وهذا ما يؤكد أن النظرة لحرية الإبداع تختلف باختلاف الحقبة السياسية التي نعيشها في مصر، شأنها شأن الاعلام والذي كان من الصعب أن تجد أي إنسان ملتح يظهر علي الشاشة خلال عصر مبارك، الآن الوضع تغير لا يوجد برنامج تليفزيوني يعرض دون وجود ممثل للتيارات الدينية، سواء كان سلفياً أو اخوانياً، وبالتالي أصبحت الشاشة للإسلاميين أكثر من أي وقت مضي، لأن العصر الذي نعيشه يسمح بهذا الانتشار، والتوجه العام للدولة إسلامي، وبالتالي انعكس ذلك علي حرية الإبداع، وربما يكون القادم أكثر قسوة للمبدعين إذا لم يلتزموا بحدود جماليات الصورة، بعيدًا عن لغة الجسد التي انتشرت في الغناء والسينما والدراما.

مهرجان ڤينيسيا يرفع شعار حرية الإبداع

كتب - مصطفى درويش :

مهرجان ڤينيسيا السينمائى الدولى الذى اختتم، قبل بضعة أيام أعمال دورته التاسعة والستين، ليس كغيره من المهرجانات، فهو بحكم تأسيسه قبل ثمانين عاماً بالتمام والكمال، أى فى زمن كانت إيطاليا يستبد بعدها ويتحكم فى مصيرها نظام فاشى دموى تحت قيادة ديكتاتور «بنيتو موسولينى»، زج بالشعب الإيطالى فى أتون حرب عالمية، انتهت بإيطاليا مهزومة محتلة بقوات الاحتلال، بحكم ذلك كله يعتبر أول وأقدم مهرجان وأكثر المهرجانات صموداً لعاديات الزمان.

هذا ورغم أن إيطاليا تعانى الآن أزمة اقتصادية خانقة، قد تدفع بها إلى شفا هاوية الإفلاس، وحتى إلى وصفها بأنها رجل أوروبا المريض، ورغم أن مدينة ڤينيسيا نفسها، تميد الأرض من تحتها يتهددها البحر بإغراقها على نحو تصبح معه مجرد أثر وذكرى، برغم كل ذلك يقام المهرجان سنوياً فى ڤينيسيا وتحديداً «الليدو»، حيث تجرى عروض الأفلام المشاركة وما يصاحبها من نشاطات أخرى.

والوصول إلى «الليدو» من «ميدان سان مارك» الذى يعد واحداً من أعرق وأجمل الميادين لا يستغرق «بالڤابوريتى» المركب البخارية، وسيلة المواصلات الوحيدة سوى اثنتى عشرة دقيقة.

وقد يكون مناسباً هنا أن أشير إلى فيلم «الموت فى ڤينيسيا»، الذى به خلّد المخرج الإيطالى «لوكيتو فيسكونتى» الليدو، بشاطئه وفنادقه الفخمة التى تشيع عطر التاريخ.

وأعود إلى المهرجان لأقول إنه نقطة انطلاق لروائع الفن السابع، بفضله تشاهد تلك الروائع وسرعان ما يتم اكتشافها، بعد ذلك مهرجان «تورونتو بكندا» لتبدأ مسيرتها بين عشاق ذلك الفن، وتكون حديثهم، بدءاً من أكتوبر وحتى موسم هيمنة مصنع الأحلام، بإعلان ترشيحاته للأوسكار وغالباً ما تكون الروائع التى عرضت لأول مرة فى مهرجان ڤينيسيا، من بين تلك الترشيحات وعلى سبيل المثال، لا الحصر، أخص بالذكر من بين تلك الروائع التى رشحت، وفازت بإحدى جوائز الأوسكار «جبل بروكباك» و«الملكة» و«المصارع» و«خزينة الإيذاء» و«الرأسمالية قصة حب» و«البجعة السوداء»، واللافت أن معظمها لم يرخص له بالعرض العام، فى ربوع مصر، وكالمعتاد فى دورات المهرجان السابقة سلطت الأضواء على الأفلام المشاركة فى المسابقة الرسمية، فكان الترقب لـ«الأستاذ» الفيلم الذى جرى افتتاح المهرجان به لأنه أول فيلم يخرجه «بول توماس أندرسن» بعد «ستسفك الدماء» فيلمه الذى أخرجه قبل خمسة أعوام.

وكان الترقب كذلك لفيلم «أن تعجب» لأن صاحبه «تيرينس مالك» لم يخرج على مدى أربعين عاماً سوى ستة أفلام.

وها هو ذا يخرج فيلماً جديداً، ولم يكن قد مضى على فيلمه الفائز بسعفة «كان» الذهبية 2011، سوى عام أو أقل قليلاً، ومما لوحظ على الأفلام المشاركة فى المسابقة أنه ليس بينها فيلم عربى واحد فى حين أن للسينما الإسرائيلية فيلماً مشاركاً «ملء الفراغ» وهو أول فيلم لصاحبته المخرجة الإسرائيلية «راما يوريشتين».

وفى ختام المهرجان فوجئ معظم الحضور بما انتهت إليه لجنة التحكيم برئاسة المخرج الأمريكى «مايكل مان»، إذ منحت جائزة المهرجان الكبرى «السعفة الذهبية» لفيلم «الرحمة» (بييتا) لصاحبه «كيم كى دوك» المخرج الكورى الجنوبى.

ولم تمنح فيلم «أن تعجب» شيئاً، رغم أن صاحبه «مالك» المخرج الأمريكى ذائع الصيت، الذى كاد أن يكون بقرة مقدسة، كما منحت فيلم «الأستاذ» جائزتى أفضل مخرج «الأسد الفضى» وأفضل تمثيل رجالى، ليطلبه «فيليب سايمور هوفمان» و«يواكيم فونيكس» وكان الأخير قد أعلن قبل حوالى ثلاثة أعوام اعتزاله فن التمثيل، وأطلق لحية كثيفة، وفيما يبدو جذبه الحنين إلى ذلك الفن فتخلص من اللحية، وأدى دوراً فى «الأستاذ» فأحسن أداءه، الأمر الذى انتهى به متوجاً بجائزة أفضل ممثل.

أما جائزة التمثيل النسائى، فكانت للممثلة الإسرائيلية «هادا بارون» عن أدائها لدور فتاة «شيرا» من أسرة يهودية أرثوذكسية تريد لها أن تكون زوجة لزوج شقيقتها التى توفيت أثناء الوضع وهى فى حيرة من أمرها بين الطاعة والانصياع.

ومما لوحظ على جوائز لجنة التحكيم الأخرى منح جائزة السيناريو لفيلم «شىء ما فى الهواء» لصاحبه «أوليثييه آسايا» المخرج الفرنسى، ذائع الصيت، الذى سبق له أن أمتعنا بفيلمه الرائع عن «كارلوس» الإرهابى الشهير.

يبقى لى أن أقول إن مهرجان ڤينيسيا ابتدع عروضاً موازية للعرض الرسمى لأفلام المسابقة، تحت أسماء «آفاق» و«أسبوع النقاد.. إلخ»، شأنه فى ذلك شأن مهرجان «كان».

وفى عروض آفاق تميز فيلم لمخرجة سعودية «هيفاء المنصور» أسمته «وجدة» ويدور موضوعه حول صبية فى عمر الزهور ليس لها من العمر سوى عشرة أعوام، منطلقة مقبلة على الحياة تريد الاستمتاع بمباهجها، وعندما تحاول ركوب العجلة «البيسكلتة» تواجه بتحريمها على البنات، والفيلم يعرض لتمردها على مثل هذا النوع من المحرمات، ونظراً إلى ارتفاع مستواه الفنى وعرضه لموضوع شائك فاز بثلاث من جوائز المؤسسات، وهى جائزة الاتحاد الدولى لدور عرض الفن والتجربة وجائزة سينما المستقبل من أجل السلام، ودعم التنوع الثقافى، وجائزة حوار الثقافات لدعم الحوار بين الأديان.

الوفد المصرية في

13/09/2012

 

هزيمة جديدة لأهل الفن والإبداع..

الفنانون اختفوا من مشهد الدفاع عن الرسول !

كتب - أمجد مصطفى :  

خير اللهم اجعله، النبى عليه الصلاة والسلام يهان بفيلم أمريكى، وجبهة الإبداع المصرية التى تتكون من كبار المبدعين فى مصر ممثلين ومخرجين ومنتجين وكتاب سيناريو، لم نسمع لها صوتاً، وعندما أجرت «نجوم وفنون» اتصالاً بالمنتج محمد العدل، أكد أن الجبهة أصدرت بياناً تستنكر فيه ما حدث، وأن الوقفات الاحتجاجية من شأنها إحداث دعاية للفيلم، وبالتالى يزداد عدد المشاهدين له على اليوتيوب.

هذا هو ملخص كلام أحد المسئولين عن جبهة الإبداع لكننى ضد كل ما قاله الدكتور محمد العدل، لأسباب كثيرة أن الوقفة تمت سواء بالفنانين أو بدونهم، وبالتالى الضجة قد حدثت بالفعل ومن لم يشاهده شاهده، لذلك غياب الجبهة عن المشهد خلال تلك الوقفة الاحتجاجية التى شارك فيها قطاع عريض من شباب مصر، وممثلون عن الكنيسة المصرية، وكثير من التيارات السياسية، يعد أمراً غريباً ويثير الدهشة، لأن الجبهة نفسها أقامت الدنيا ولم تقعدها عندما هاجم أحد المشايخ الفنانة إلهام شاهين.

وبالمناسبة 99٪ من الشعب وقف بجوار الفنانة، لأنهم شعروا بأنها تعرضت لإهانة كبيرة لا يقبلها إنسان، لكن عندما يتعلق الأمر بالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فالأمر مختلف تماماً ونحن هنا لا نشبه نبينا الكريم بأحد، لكننا نذكر فقط الموقف هنا ثارت جبهة الإبداع من أجل التضامن مع «إلهام» وفى الموقف الآخر المتعلق بخير البشر اكتفوا ببيان أتصوره «هزيلاً»، ورفضوا الوقفة بحجة عدم الدعاية للفيلم، فهل وقفتهم ضد ما تعرض له الرسول تعد دعاية ووقفتهم ضد الشيخ الذى أساء لـ«إلهام» ليست دعاية لتلك المشاهد والأفلام التى استند إليها الشيخ.

أرى أن الأمر يحتاج إلى إعادة تقييم للموقف بأكمله من قبل الجبهة، خاصة أن كثيراً من أعضائها مثل خالد يوسف، وآل العدل وسامح الصريطى، وأشرف عبدالغفور وإسعاد يونس وغيرهم لا يمر موقف منذ ثورة 25 يناير يهمهم أو لا يهمهم إلا ويخرجون علينا ببيانات، ولقاءات تليفزيونية، ومداخلات على أهم البرامج ليعلنوا سواء عن سخطهم أو تأييدهم للموقف حسب رؤيتهم.

وعندما بدأت برامج التوك شو التطرق لأمر هذا الفيلم لم نشاهد أحداً منهم، ولم نسمع مداخلة تليفونية، وحتى البيان علمناه بالصدفة عندما حدث اتصال بالمنتج محمد العدل، والسؤال الذى يفرض نفسه هل أمر قضية عادل إمام، ثم إلهام شاهين أهم من الإساءة للرسول الكريم؟.. بصراحة هذا الأمر جعل الكثيرين وأنا أولهم أعيد النظر فى هذه الجبهة، وبعض أعضائها، لأن التبرير الذى وضعوه لعدم المشاركة فى الوقفة لا يدخل على أحد منا.

الأكثر من ذلك أن هناك فنانين كباراً مثل عادل إمام ومحمد صبحى وغيرهما ظهروا فى برامج كثيرة وفى مداخلات كثيرة للحديث عن حرية الإبداع، والمشاكل التى يتعرض لها الفنانون منذ وصول التيار الإسلامى للحكم، وأتصور أن مشاركة الفنانين فى الوقفة الاحتجاجية أمام السفارة الأمريكية كانت ستحدث لهم انفراجة فى أزمتهم مع التيار الإسلامى، خاصة أن الرسول الكريم نبينا جميعاً، وليس للتيارات الإسلامية فقط، وأتصور ومعى الكثيرون أن الفنانين كما خسروا لقاء الرئيس مرسى لأنهم تحدثوا فى أمور جانبية لا تهمهم كفنانين، خسروا أيضاً كثيراً عندما غابوا تماماً عن مشهد الدفاع عن الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ــ ضد سفالة بعض المهاجرين الأقباط بأمريكا، وأحد القساوسة المتطرفين.

فالفنانون الذين تباروا لكى يعلنوا للناس عقب لقاء الرئيس مرسى بأن كل واحد هو صاحب مبادرة الحديث عن إلهام شاهين اختفوا من عالمنا منذ الإعلان عن الفيلم المسىء للرسول الكريم وحتى كتابة هذه السطور يوم الأربعاء الماضى.

ولولا أن «الوفد» اتصلت بجبهة الإبداع، ونقابة الممثلين، وفوجئنا بأن الأخيرة تعد لوقفة غدا ما علمنا شيئاًعن أى تحركات فى هذا الاتجاه، يبدو أن الممثلين دائماً يريدون أن يكونوا فى المشهد بمفردهم، لذلك جاءت الدعوة متأخرة متصورين أنهم بهذا الأمر سوف يخطفون الكاميرات، فالوقوف أمام هذه الإساءة أولاً أهم من أن نجتمع لعمل فيلم أو مسلسل للرد على الإهانة، لأننا جميعاً نعلم «لا فى فيلم ولا فى مسلسل» كلها كلمات للشو الإعلامى، فى كل الأحوال الرسول الكريم محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ سيد الخلق أجمعين لديه جيوش من البشر تستطيع أن تدافع عنه وعن أى نبى أو رسول من رسل الله.

الوفد المصرية في

13/09/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)