حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قالت إنها استقبلت اتصالات لدعمها من شخصيات عامة ومشايخ بالأزهر

إلهام شاهين لـ «الشرق الأوسط»: لن أتحدث إلى الإعلام مرة أخرى حتى تنتهي قضيتي ضد عبد الله بدر

القاهرة: سها الشرقاوي

 

عقدت الفنانة إلهام شاهين مساء أول من أمس (الأربعاء)، مؤتمرا صحافيا بنقابة المهن التمثيلية للتعليق على ما اعتبرته إساءة تعرضت لها من قبل الداعية الإسلامي عبد الله بدر، وشهد المؤتمر حضورا إعلاميا كبيرا، بالإضافة إلى حشد من الفنانات لمساندتها، وغاب عنه نقيب المهن التمثيلية أشرف عبد الغفور وسامح الصريطي وكيل أول النقابة.

كما غاب عن المؤتمر الصحافي أيضا نجوم الفن، بينما حرص أحمد آدم، وسمير رجب على المشاركة في المؤتمر. وشاركت في فعاليات المؤتمر الذي دعت إليه نقابة المهن التمثيلية النجمة يسرا التي جلست إلى جوار إلهام شاهين على المنصة، وقالت: «إنهم (في إشارة إلى الدعاة الإسلاميين المتشددين) يريدون ضرب مصر في مقتل باسم الدين الإسلامي، وهو ما سيجعل الكثيرين ينفرون من ما يحدث، لأنه ليس من أخلاق الإسلام أن يتم انتهاك حرمة سيدة دون وجه حق».

وبدأت الأزمة عندما هاجم الشيخ عبد الله بدر الفنانة إلهام شاهين خلال استضافته على قناة «الحافظ» الفضائية بسبب تصريحاتها في برنامج «أنا والعسل»، الذي قدمه الإعلامي اللبناني نيشان خلال شهر رمضان، متهما إياها بالفجور والعري بعد أن تحدثت عما قدمته لمصر خلال مشوارها الفني.

وتابعت يسرا خلال مؤتمر أمس قائلة إن «الدين الإسلامي بريء من مثل هؤلاء الأشخاص الذين يحرمون ما حلله الله من حرية الإبداع، وما قاله بدر بمثابة نهش في الأعراض، الأمر الذي يتعارض بشكل كامل مع صحيح الدين الإسلامي الذي دعا إلى التسامح».

وقالت إلهام شاهين لـ«الشرق الأوسط»: «أشكر كل من ساندوني من داخل وخارج مصر، وكل ردود الفعل مرضية جدا، واستقبلت كثيرا من الاتصالات من شخصيات عامة ومشايخ الأزهر، وأبرزهم الدكتور عبد الله النجار، ومبروك عطية».

وعن غياب نقيب المهن التمثيلية أشرف عبد الغفور، قالت شاهين إن عبد الغفور شارك في وقفة صامتة لإحياء ذكرى محرقة مسرح بني سويف، وكان بصحبة وزير الثقافة محمد صابر العرب، حيث تزامنت الوقفة مع فعاليات المؤتمر، لافتة إلى أن المؤتمر كان مخصصا للصحافيين والإعلاميين للرد على أي استفسار حول ما قام به الداعية عبد الله بدر، في تصريحات أثارت استياء الرأي العام في البلاد.

وأكدت شاهين أن بدر لم يكن معروفا قبل سبه لها على الهواء، وهو الأمر الذي دفعها إلى إقامة دعوى قضائية ضده، مشيرة إلى أنها سوف تترك هذا الجدل لساحة القضاء، مشددة على قرارها بعدم الحديث عن الأمر مرة أخرى لأي جهة إعلامية حتى تنتهي الإجراءات القانونية.

وأعربت شاهين عن اعتقادها أن ثورة 25 يناير كانت تهدف إلى نيل الحرية والالتزام بالديمقراطية.. «وهذه أهداف تتناقض مع الإساءة التي تعرضت لها»، وأوضحت أن الديمقراطية تعني تقبل الآخر، وعدم الإساءة إليه، والهجوم عليه لمجرد الاختلاف معه في الرأي، موجهة الشكر لنقابة الممثلين وجبهة الدفاع عن حرية الإبداع، لدعمها لها في إقامة دعوى قضائية ضد بدر.

الشرق الأوسط في

07/09/2012

 

«تيتة رهيبة» يسبح في المياه الإقليمية لمحمد هنيدي

درس يوسف شاهين الذي لم يتعلمه نجوم الكوميديا

القاهرة: طارق الشناوي

عندما بزغت نجومية محمد هنيدي قبل 15 عاما بعد فيلمه «إسماعيلية رايح جاي» سألوه: هل من الممكن أن تمثل فيلما للمخرج يوسف شاهين؟ فأجاب: يا ريت، دي أمنية عمري.. كان هنيدي قد بدأ حياته بدور صغير في فيلم يوسف شاهين «إسكندرية كمان وكمان».

السينما التي يقدمها هنيدي هي سينما النجم، أنت ترى محمد هنيدي بتفاصيله من خلال الصورة الذهنية التي نسجها عبر مشواره الفني الذي يربو الآن على ربع قرن بينما يخفت حضور الشخصية الدرامية.

كانت نصيحة يوسف شاهين التي يكررها لكل تلاميذه حتى لو كانوا يشاركون في أدوار صغيرة مثل هنيدي: لا تتحولوا إلى باعة لبن. كان يقصد أن الممثل يقدم البضاعة نفسها للجمهور كل مرة مثل بائعي اللبن الذين يوزعون العبوة نفسها للزبائن. كان آخر حضور سينمائي لمحمد هنيدي قبل ثلاثة أعوام مع «أمير البحار» وهو غياب طويل لا يليق بنجم شباك تعود على اللقاء السنوي الدائم مع جمهور السينما، ولكن هذا الغياب القسري يكشف لك أن هنيدي فقد الكثير من قدرته على الجذب وأن شركات الإنتاج التي كانت تتهافت على طلب وده وإرضائه صارت تتردد في تنفيذ مشروعات سينمائية كان هو دائما سرها ومحورها بل والدافع الوحيد إليها. قد يرى البعض أن «ثورة يناير» قلصت العديد من المشروعات السينمائية والأمر ليس له علاقة مباشرة بهنيدي. والحقيقة هي أن النجوم الآخرين مثل أحمد السقا وأحمد عز ومحمد سعد وأحمد حلمي وأحمد مكي كانت لهم أفلامهم بعد الثورة.

مأزق هنيدي أنه سواء أكان حاضرا أم غائبا يظل كما هو يقدم الشخصية نفسها؛ الشاب الصغير الذي يبحث عن عروس.. ليس مهما أن بعض اللاتى سعى للارتباط بهن دراميا كن من الناحية العمرية في مقام بناته، ليس هذا هو المهم.. الذي يعني هنيدي في المقام الأول أن الزمن بالنسبة له يمضي حوله، فهو زمن الآخرين ولا يخصه بعد أن توقفت عقارب الساعة عن الاقتراب منه، ما دام أنه يحتفظ بملامحه نفسها!! صحيح أنه لأول مرة في فيلم «تيتة رهيبة» يذكر في جملة عابرة أنه قد وصل إلى الأربعين من العمر، ولكن الأمر هنا كان ينبغي أن يخضع أيضا لمقومات في رسم تفاصيل الشخصية التي يتقمصها لنشعر أننا نتعامل مع رجل في الأربعين من عمره تأخر زواجه إلى هذه السن ونتابع معاناته وهواجسه ومخاوفه، ولكن كل ما فعله كاتب السيناريو يوسف معاطي ومخرج الفيلم سامح عبد العزيز أنهما قدما البضاعة السابقة نفسها التي تعودناها من هنيدي؛ فهو لا يملك سوى وجه «بيبي فيس» وهكذا يبدو شابا في مقتبل العمر، إلا أن الفنان ليس مجرد ملامح وجه ولكن إحساس داخلي. لا شك أن مشاعر هنيدي الداخلية تتوافق مع رجل وصل لنهايات العقد الخامس من عمره ويتطلع للسادس، ولكن سيناريو يوسف معاطي كان يلعب في المساحة الآمنة نفسها التي تعود عليها هنيدي.

الفيلم في بنائه كان يعد بمساحات أخرى من السباحة الإبداعية متجاوزة المياه الإقليمية التي تعود الجمهور عليها وتعود عليها أيضا محمد هنيدي بعد أن أصبح هو الذي يقيد موهبته عن الانطلاق؛ فهو السجن والسجين والسجان. لا شك أن هنيدي لديه حضور لافت أمام الكاميرا بعد أن واصل مشواره الفني على مدى ربع قرن، حيث كانت البداية مع المخرج الراحل عاطف الطيب في دور صغير في فيلم «الهروب»، وبعد ذلك شارك في فيلم «إسكندرية كمان وكمان» ليوسف شاهين، ثم مع المخرج داود عبد السيد في «سارق الفرح»، وهو ما تكرر مع يسري نصر الله في «مرسيدس»، وهذا يعنى أن كبار المخرجين يقدمونه في أدوار تحمل موقفا ولها بناء وملامح، حتى وإن تمتعت بروح كوميدية، وبعد ذلك، أثبت هنيدي جدارته بالشباك، والدليل أنه حقق أرقاما في دور العرض لا يمكن إغفالها.

هنيدي هو زعيم نجوم الكوميديا لهذا الجيل الذين أطلقت عليهم الصحافة «المضحكون الجدد».. أعلن إشارة البدء قبل 15 عاما تحديدا في أغسطس (آب) 1997، وكان هو الألفة عندما قدم فيلمه «إسماعيلية رايح جاي» وتراجع بعد ذلك هنيدي مع بزوغ فيلم «اللمبي» لمحمد سعد الذي تجاوز سقف إيرادات هنيدي، واحتل سعد المقدمة أربع سنوات على القمة، ثم أزاحه أحمد حلمي عن عرش الأرقام التي صارت الآن في مجال الكوميديا يتنازعها كل من أحمد حلمي وأحمد مكي.

إلا أن الجانب المضيء لمحمد هنيدي أنه لا يزال داخل دائرة النجوم الذين يحققون الرقم الأكبر في الشباك.. ابتعد عن البؤرة ولكنه لم يطرد من الدائرة. ورغم ذلك، فإن هنيدي الذي يسير على قوة الدفع ينبغي أن يسبح في مياه أخرى بعيدا عن المياه الإقليمية التي تعود عليها؛ فهو مع الأسف يخشى المغامرة، ولهذا قدم في فيلمه «تيتة رهيبة» فقط نصف مغامرة! القضية التي التقطها يوسف معاطي كانت تتيح له فرصة لكي ينتقل إلى مساحة درامية خصبة؛ وهو الرجل في الأربعين الخاضع تحت قمع السلطة المتمثلة في جدته «رهيبة» التي أدت دورها سميحة أيوب في عودة لها للسينما بعد غياب طويل دام نحو 40 عاما؛ فهي بالتأكيد «سيدة المسرح العربي»، وهو اللقب الذي يبدو أنها حرصت على أن يسبق اسمها حتى في تترات الفيلم.

تيتة رهيبة تستطيع أن تراها هي السلطة الغاشمة التي تمارس القمع على الجميع حتى لو غلفت ذلك بقدر من الحب والحرص على المصلحة، إلا أنها في نهاية الأمر تنزع عن الإنسان أهم صفة له وهى حرية اتخاذ القرار. تبدأ الأحداث بهذا المشهد الذي يصور كابوسا يسيطر على «هنيدي» وهو أن جدته لا تزال هي التي تهيمن على مصيره وتنعته بأفظع الشتائم، ويصحو من النوم، ونكتشف أنه في مأمن لأن جدته تقيم في ألمانيا بينما هو يعيش في القاهرة مع جده الطيب «عبد الرحمن أبو زهرة».

يختلق السيناريو مشاهد ملفقة لكي يلتقي «أبو زهرة» مع دوللي شاهين التي تأتي من لبنان، فهي تؤدى دور مذيعة أو تحديدا فتاة لبنانية تتمنى أن تعمل مذيعة، ولهذا تأتى من بيروت إلى القاهرة للتقدم لاختبار مذيعات تعده إحدى الفضائيات بناء على دعوة من صديق هنيدي الذي أدى دوره الوجه الجديد محمد فراج، ويقع «أبو زهرة» في حبها لتصبح تلك هي نهايته القدرية.

«إيمي سمير غانم» هي الخطيبة التي يسعى لكي يتزوجها، فهي مثله تعمل معه في تحصيل الحساب في السوبر ماركت، وهنا تبدأ مشاهد «باسم سمرة» البلطجي شقيق إيمي متعاطي المخدرات وعاشق النساء ويسعى إلى ممارسة نزواته العاطفية عنوة في منزل «هنيدي»، وتأتي الجدة رهيبة (سميحة أيوب) فجأة من ألمانيا وبصحبتها كلباها ليبدأ خط جديد من الضحك يتوافق مع فكرة الخوف من نباح وعض الكلب. وفي النهاية، يتصالح «هنيدي» مع جدته بعد صراع وصل إلى ساحة القضاء. ولكن قضية الخضوع للسلطة لم يتناولها أصلا السيناريو الذي مثلا نسج خطا ثانويا، ولكنه شديد الدلالة لضابط الشرطة بعد الثورة الذي أصبح أكثر خوفا حتى وهو يطبق القانون حتى لا يجد نفسه في موقف المتهم بالاعتداء على الشعب! المخرج سامح عبد العزيز مع كاتب السيناريو يوسف معاطي يبدو أنهما يحققان رغبة هنيدي في أن لا يقدم قضية جادة، ولكنه فقط يداعب الجمهور. والحقيقة أن الفنان كلما ازداد رصيده لدى الناس يصبح لزاما عليه أن يسعى إلى ما هو أبعد. سامح هذه المرة لمح أن لديه إضافة تعبيرية، بينما معاطي يقدم في السيناريو بين الحين والآخر مشهدا كوميديا مبتكرا، ولكنه لا يخلص أبدا لحالة الفيلم، ويشعرك بأنه يطارد فقط الموقف الكوميدي ويحاول أن يقبض عليه ولو عنوة ويستثمره حتى آخر قطرة.

أعجبتني مشاهد ضابط الشرطة الذي أدى دوره خالد سرحان، صار «خالد» هو قناص الفرص الذي يحيل دائما مشاهده في الأفلام على ندرتها إلى مشاهد رئيسية.

«تيتة رهيبة» فيلم لا يعيش في الذاكرة، فهو من «الكليشيهات» السينمائية، ولا شيء أبعد من ذلك، وهو في النهاية فيلم يشبه على نحو كبير كل الأفلام السابقة التي لعب هنيدي بطولتها حيث لا ترى فيها سوى هنيدي وهو يقدم هنيدي..

متى يأخذ هنيدي بنصيحة يوسف شاهين ويتوقف عن بيع اللبن؟.

الشرق الأوسط في

07/09/2012

 

كيت بيكينسيل لـ «الحياة»:

هل ترفض ممثلة خلافة شارون ستون؟

باريس - نبيل مسعد 

اشتهرت الممثلة البريطانية كيت بيكينسيل عالمياً بفضل دورها في الفيلم الهوليوودي الناجح «بيرل هاربور» الذي تقاسمت بطولته مع النجم جوش هارتنت والذي روى فترة في غاية الأهمية من الحرب العالمية الثانية.

وهناك فيلم «العالم الأسفل» الذي أتى بمثابة صرعة في ميدان أفلام الخوف وفي مسيرة بيكينسيل، إذ إنه سمح بتحديد قواعد مختلفة عن تلك التي يعرفها الجمهور العريض في شأن هذا اللون، مثل عدم وجود كائنات بشرية إذا استثنينا رجلاً واحداً فقط. فكل الشخصيات التي ظهرت في الفيلم عبارة عن مصاصي دماء ووحوش من نوع الذئاب التي تتمتع بمظهر بشري في النهار وتتحول في الليل إلى ما هي عليه في الحقيقة. وتولت فيه بيكينسيل مثلما في أجزائه الأخرى، ما عدا الجزء الثاني، دور البطولة، أي مصاصة الدماء الطيبة القلب والصافية النية التي تكافح أمثالها.

آخر أفلام بيكينسيل عنوانه «ذاكرة كاملة»، من بطولة كولين فاريل، غير أنه إعادة لعمل سينمائي عمره الآن عشرون سنة حمل العنوان نفسه وأدى بطولته أرنولد شوارزينيغر، بينما مثلت شارون ستون الشخصية التي تؤديها بيكينسيل في الفيلم الجديد.

حققت بيكينسيل أولى خطواتها السينمائية في العام 1993 حينما اكتشفها الممثل والمخرج البريطاني كينيث براناه فوق خشبات مسارح لندن ومنحها أحد الأدوار الرئيسة في الفيلم الذي أخرجه بعنوان «ضوضاء كبيرة من أجل شيء» والمأخوذ أساساً عن مسرحية شهيرة لشكسبير. واستمرت الفنانة الشابة في مشوارها المسرحي مؤدية أجمل الأدوار الكلاسيكية في لندن عبر ظهورها في أفلام متوسطة المستوى مثل «صيد السمك» و «أيام الديسكو الأخيرة» و «الكأس الذهبية» و «بروكداون بالاس» وبعض المسلسلات التلفزيونية البريطانية الناجحة، إلى أن استعان بها السينمائي الهوليوودي مايكل باي لتجسد شخصية الممرضة التي يقع في غرامها أحد جرحى الحرب العالمية الثانية في فيلمه «بيرل هاربور». ومن حسن حظ بيكينسيل أن الفيلم بيع في العالم كله ونال حظه من النجاح الشعبي أينما عرض، ما جعلها بين يوم وليلة فنانة مطلوبة تتقاضى مليون دولار عن الفيلم الواحد.

لمناسبة العرض الأول في باريس لفيلم «ذاكرة كاملة» التقت «الحياة» بيكينسيل وحادثتها.

·     ما الذي جعلك توافقين على تولي خلافة شارون ستون في بطولة النسخة الجديدة من فيلم «ذاكرة كاملة»؟

- أنا أساساً من أشد المعجبات بالفيلم الأصلي الذي شهد أرنولد شوارزينيغر وشارون ستون في الأدوار الرئيسة، وكنت قد شاهدته في فترة مراهقتي في شريط فيديو بما أنه نزل إلى الصالات وأنا بعد صبية. وأعتقد أن السبب الذي دفع الشركة المنتجة إلى تنفيذ نسخة جديدة من العمل نفسه يتعلق بتعريف هذه القصة الخيالية الاستثنائية والجميلة جداً إلى الجيل الجديد، مستخدمة في ذلك الوسائل التقنية السينمائية الحالية والتي تغيرت كثيراً في خلال العشرين سنة الأخيرة، أي منذ ظهور الفيلم الأول في الصالات. فكان ذلك أفضل بمراحل من التفكير في إعادة توزيع العمل الأصلي مهما كانت نوعيته ممتازة. إنها مسألة تطور تقني لا أكثر ولا أقل.

أما عن الدافع لقبول الدور فهو بسيط جداً ولا يتعدى كون السيناريو الذي قرأته أثار إعجابي إلى أبعد حد، فأنا تمعنت فيه حتى أتأكد من حفاظه على النوعية نفسها للفيلم الأصلي، خصوصاً أن العدد الأكبر من الإعادات في السينما تؤدي الى فقدان هوية ونوعية العمل الأساسي. وبعدما وجدت النص يضارع في ذكائه ما كنت أحتفظ به في ذهني في شأن فيلم «ذاكرة كاملة» أعطيت موافقتي، خصوصاً أن المخرج فسر لي الإضافات التي كانت ستأتي بها الوسائل التقنية الجديدة بالنسبة الى الفيلم المصور منذ عشرين سنة. وهل يتسنى لممثلة ما أن ترفض تولي خلافة شارون ستون فوق الشاشة؟ ربما، لكنني شخصياً عجزت عن ذلك. إنها أجمل وأذكى فنانة شاهدتها في السينما، وأتباهى بإعادة تمثيل الدور الذي أدته في فيلم ممتاز مثل «ذاكرة كاملة».

·        ماذا عن حبكة الفيلم؟

- تدور الأحداث في عالم مستقبلي مجرد من الإنسانية ومبني على العنف والطغيان، وهناك متجر يدخله كل من يرغب في خوض تجربة اكتشاف ما كان عليه العالم في الماضي وذلك بواسطة أجهزة إلكترونية متقدمة. وذات يوم يقرر رجل الخضوع للتجربة، إلا أن الأمور تتدهور ويجد نفسه في عالم هامشي ومطارد من جانب عصابات من دون أن يعرف لماذا أو من هم هؤلاء أو حتى ما هي هويته الشخصية. وأنا أمثّل شخصية زوجة هذا الرجل التي تظهر أمامه في أثناء التجربة في شكل مجرمة تسعى إلى اغتياله.

·     حدثينا عن فيلم «تسريب مخدرات» النازل حديثاً جداً إلى صالات السينما والذي تتقاسمين بطولته مع النجم مات ديمون؟

- إنه عمل هوليوودي لكن من إخراج الإيسلندي بالتاسار كورماكور، ويروي الفيلم كيف يضطر رجل اعتزل تجارة المخدرات إثر قضائه فترة طويلة في السجن، إلى معاودة هذا النشاط الإجرامي لمجرد أن هناك عصابة تهدد عائلته إذا رفض التعامل معها. والفيلم طبعاً من نوع المغامرات والحركة وأؤدي فيه شخصية الزوجة المهددة مع طفلها الصغير، بينما يمثل مات ديمون دور الرجل الواقع في فخ الإجرام رغماً عن أنفه.

·     هل هو لون سينمائي جديد بالنسبة إليك بعد الكوميديا والحرب والخوف والمغامرات المستقبلية الخيالية؟

- نعم وأنا سعيدة جداً بإضافة المغامرات والحركة إلى قائمة الأنواع السينمائية التي أمارسها. والشيء الذي أثار إعجابي في هذا الفيلم بالتحديد هو أهمية دور المرأة في تحريك الأمور والمساهمة في إنقاذ زوجها من الموقف الذي يجد نفسه فيه.

·        صحيح أن دور المرأة في أفلام المغامرات كثيراً ما يتلخص في لقطات قليلة إلى جوار البطل؟

- نعم بالتحديد بينما دوري في «تسريب المخدرات» يضارع الدور الرجالي، وهذا تطور أقدره وأتمنى أن يصبح عادة في السينما الهوليوودية. وعلى العموم لولا ذلك لما كنت وافقت على المشاركة في الفيلم.

·        كيف كان العمل إلى جوار مات ديمون؟

- شارك مات ديمون في إنتاج الفيلم، الأمر الذي جعله يحرص في كل لحظة على أن تدور الأمور بأفضل طريقة ممكنة، فهو كان يمثل ويراقب كل صغيرة وكبيرة في آن. وأعترف بأنني أعجبت بروحه المهنية المتفوقة وبجهوده المستمرة من أجل أن يكون الفيلم على المستوى المطلوب، غير أنه كشريك في العمل يتميز بلطف كبير وبكرم أخلاق وجدته شخصياً فوق العادة في مهنتنا الفنية.

·        كيف عشت نجاحك العريض والمفاجئ إثر ظهور فيلم «بيرل هاربور»؟

- سعدت جداً بحصولي على بطولة فيلم «بيرل هاربور» الأميركي، لأن هدفي كفنانة منذ البداية كان الانتشار خارج الحدود الأوروبية. وكان الأمر صعباً طالما أنني كنت سجينة في إطار المسرح اللندني ثم السينما الأوروبية التي نادراً ما تتعدى المستوى المحلي. وكوني حققت هذا الإنجاز، أمر أسعدني إلى درجة كبيرة. وبالنسبة الى نجاحي في شكل عام فهو يجعلني أشعر بأنني طفلة تحولت أحلامها الجنونية إلى واقع غريب وترى نفسها فوق الشاشة فجأة وكأن معجزة ما قد تحققت. وكدت أن أبكي من الفرح والدهشة حينما رأيت نفسي للمرة الأولى فوق شاشة السينما بعدما عملت في المسرح والتلفزيون سنوات طويلة.

يقال إنني حلوة

·     تؤدين شخصية سيلينا مصاصة الدماء الطيبة القلب في سلسلة أفلام «العالم الأسفل» بطريقة مقنعة وواقعية، الأمر الذي صنع نجاحك في الدور. فهل هناك أوجه شبه بينك وبينها؟

- أنا لا أشبه مصاصات الدماء إذا وجدن، ورحت أدرس شخصية سيلينا استناداً الى توجيهات المخرج التي جاءت مكملة لما تخيلته شخصياً في شأنها من خلال قراءتي سيناريو الفيلم. أما عن الدور الذي لعبه مظهري في حصولي على فرصة تمثيل شخصية سيلينا، فيتلخص في كون الشركة المنتجة بحثت عن ممثلة حلوة وذات طابع غير أميركي بحت، وبما إنني إنكليزية ويقال إنني حلوة، حصلت على فرصة الوقوف أمام الكاميرا والخضوع للاختبار الخاص بالدور، وموهبتي هي التي صنعت البقية. أنا سعيدة بسماع حكاية تقمصي دور سيلينا بطريقة مقنعة، خصوصاً أنها شخصية وهمية تماماً، والمجاملة هذه تدل على مدى نجاحي في الألوان السينمائية المختلفة.

·        هل تلعب خبرتك المسرحية دورها في حسن تقمصك الشخصيات السينمائية التي تؤدينها؟

- أعتقد أن هناك مبالغة في هذا الكلام، وأنا على رغم تعلمي الكثير من خلال تجربتي المسرحية طوال خمس سنوات كاملة، لا أعتقد أن نجاحي يتعلق بأي شكل بما فعلته فوق الخشبة. ربما انني أستمد من عملي المسرحي بعض المقومات التي تجعلني أمثّل أي دور يعرض عليّ بطريقة معينة فضلاً عن غيرها، لكنني في النهاية أعترف بأن التمثيل أمام الكاميرات يتطلب عكس ما يحتاجه المسرح تماماً. وقد أدركت مع مرور الوقت ما الذي يجب تفاديه في السينما بالنسبة الى ما اعتدت فعله كل ليلة في العمل المسرحي، وأقصد بذلك البطء في الأداء والتمعن في التفاصيل حتى يفهم المتفرج الحبكة جيداً ويتأقلم مع عقلية الشخصيات الموجودة أمامه، ثم الأداء بصوت مرتفع وممارسة الحركات الكبيرة باليدين والتمادي في التعبيرات بالوجه. وكل ذلك لا يفيد في السينما أو التلفزيون، إذ إن المطلوب هو السرعة والتخفيف من حدة المشاعر والحركة.

الحياة اللندنية في

07/09/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)