حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جرائم عديدة نُفّذت على غرار أفلام سينمائية

هل تصنع السينما قَتَلَة وهل هناك جاذبية لـمَشاهد العنف؟

نديم جرجورة

 

أُعيد طرح سؤال العلاقة الملتبسة بين السينما والعنف المجتمعيّ، بعد المجزرة التي نفّذها الطالب الجامعي جيمس هولمز بحقّ مشاهدي «نهوض الفارس المظلم» لكريستوفر نولان، في 20 تموز 2012. أُثير نقاشٌ لم يُحسم: أيّهما يُولِّد عنفاً، السينما أم المجتمع؟ هل تمارس السينما تأثيراً «قاتلاً» في مُشاهدي أفلامها، أو أن الانهيار الإنساني العام سببٌ لدفع الناس إلى ارتكاب الجريمة؟ لم يُحسم النقاش. مجزرة «أورورا» في الولاية الأميركية «كولورادو»، التي أنتجت 12 قتيلاً و58 جريحاً («السفير»، 9 آب 2012)، لم تكن الأولى، لا في الولايات المتحدّة الأميركية، ولا في فرنسا مثلاً. الجريمة نفسها أتاحت لصحافيين ومهتمّين باستعادة المسألة. المجلة الفرنسية الأسبوعية «لو نوفيل أوبسرفاتور» نشرت، في عددها الصادر في 23 آب 2012، تحقيقاً لإلسا فيغورو بعنوان لافت للانتباه: «صُوَرٌ وأسلحة: عندما يصنع القتلة من أنفسهم أفلاماً».

معادلة

لا يُمكن اتّهام السينمائيين بالتحريض على القتل. لا يُمكن، في المُقابل، عدم تحميل أفلامهم وطريقة تقديمهم العنف المجتمعيّ مسؤولية التأثير (أو تأثير ما على الأقلّ) في نفوس مريضة أصلاً. تُشكّل هذه المعادلة الصورة الأنسب للواقع غير المحسوم. بعض أبرز الجرائم المرتكَبة في الأعوام القليلة، أو في فترات سابقة، لا تخلو من ارتباط ما بالصُوَر السينمائية المتعلّقة بالعنف. جيمس هولمز (ديبلوم في العلوم العصبيّة وابن عالم رياضيات خجول قليلاً) «قد» يكون استثناءً: نفّذ جريمته وهو مدجّج بالأسلحة الفردية، مرتدياً أقنعة وما شابه من أزياء «قد» تُحيل على شخصيات سينمائية، لم ينبس بكلمة كما قال ناجون من داخل الصالة. لم يقل شيئاً. قيل أيضاً إنه لم يُشاهد «نهوض الفارس المظلم»، لأن جريمته ارتُكبت في اليوم الأول لعرضه التجاري. هل تأثّر بحلقات سابقة من السلسلة نفسها؟

إلسا فيغورو استعادت بعض الجرائم السابقة: في أيار 2012، قتل لوكا روكّو ماغنوتّا، الذي بات يُعرف باسم «مُقطِّع مونتريال»، ضحيته بـ«منقر ثلج»، تماماً كما في «غريزة أساسية» (1992) لبول فيرهوفن، أو «غريزة أساسية 2» (2006) لمايكل كاتون ـ جونز (الشخصية الرئيسة التي أدّتها شارون ستون، كاتبة روايات بوليسية لا تختلف إطلاقاً عن جرائم قتل «ربما» ارتكبتها الكاتبة نفسها بهذه الطريقة: القتل بمنقر ثلج). لاحقاً، قام ماغنوتّا بتقطيع جثة ضحيته بالسكين، بأسلوب هانيبال ليكتر، آكل لحوم البشر، الذي قدّمه جوناثان ديم في «صمت الحملان» (1991). هناك أيضاً محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان في 30 آذار 1981، «المستوحاة» مباشرة من «سائق التاكسي» (1976) لمارتن سكورسيزي. الفيلم الأخير هذا، بالإضافة إلى «يوميات كرة السلّة» (1995) لسكوت كالفرت، «متّهمان» بالتأثير المباشر في مُراهقين اثنين هما إيريك هاريس وديلان كليبولد، تردّد أنهما كانا مهووسين بهما، ما «دفعهما» إلى قتل 13 شخصاً في «مدرسة كولومباين» في الولاية الأميركية «كولورادو» أيضاً، في 20 نيسان 1999. بالإضافة إلى جريمة قتل «منسوخة» من فيلم الرعب المشهور «صرخة» (1996) لوس كرافن، المُرتكَبة بحقّ فتاة في الرابعة عشرة من عمرها، في العام 2001 في إحدى المدن الفرنسية: «لائحة «القتل طبق الأصل» طويلة»، كما كتبت إلسا فيغورو. أضافت: «كما لو أن هناك سينما معيّنة، مع مؤثّراتها الخاصّة، باتت «مشهدية/ استعراضية» أكثر فأكثر، غالباً ما تكون نظرتها إلى العنف احتفائية». قالت إن هذه السينما بدت كأنها «متوجّهة إلى غرائزنا، بدلاً من عقولنا». بدت كأن لديها «قدرة على الدفع إلى تحقيق عملية الانتقال إلى الفعل لدى المجرمين».

«طبعاً ليست السينما من يولّد العنف»، كما أكّد الطبيب النفسيّ الفرنسي فيليب جامّي. قال إن العنف «داخل الحياة»، لأنه «قيمة ما يتحرّك بالقوّة» كما جاء في القاموس الفرنسي Littre. قال أيضاً إنه يجب معرفة أن للصورة تأثيراً يُشبه الهلوسة: «عندما يكون المرء سوياً، أو على ما يُرام، يُصبح العنف علاجاً. لكن، عندما يكون هشّاً، يمكن للصورة أن تُصبح نموذجاً مُحرِّضاً على الثأر من كارثة حياتية». بمعنى آخر، وبحسب ما نقلته إلسا فيغورو عن الطبيب جامّي، «إذا لم تصنع الأفلام منا قتلة، يمكنها أن تتحمّل مسؤولية عن صورتنا التي تعيدها إلينا».

السينما والقضاء

في مقابل هذا كلّه، هناك أفلام يُمكن أن تجد نفسها أمام المحاكم القضائية. هذا ما حصل في الولايات المتحدّة الأميركية أواسط التسعينيات المنصرمة: شاهد مراهقان اثنان «قتلة بالولادة» (1994) لأوليفر ستون، الذي روى سيرة شابين اثنين مُصابين بالهذيان، قتلا 52 شخصاً. وُصف الفيلم بأنه «بورتريه ناقد ولاذع لمجتمع أميركي منحطّ». بعد مشاهدتهما إياه، تجوّل الشابان في طرقات جنوب شرق الولايات المتحدّة الأميركية وقتلا، أولاً، رجلاً في مزرعته في ولاية «ميسيسيبّي»، وأطلقا الرصاص، ثانياً، على أمينة صندوق في محطة خدمات تُدعى باتسي بيرز، فباتت مشلولة مدى الحياة. باتسي بيرز نفسها لاحقت المخرج ستون وشركة الإنتاج «وارنر إخوان»، على أساس أنهما «وزّعا فيلماً يُمجّد أعمال العنف». أضافت المرأة أنهما «عرفا، أو كان عليهما أن يعرفا أن الفيلم يُمكنه التأثير في أفراد يُشبهون المُتَّهمَين الاثنين». بحسب الصحافية الفرنسية إلسا فيغورو، فإن هذه القضية كانت الأولى في هذا المجال. أوليفر ستون قال إن فيلمه ليس السبب، بل إنه «انعكاس لمجتمع يُشكّل العنف المجاني فيه متنفّساً». قال إن أميركا «مسكونة بثقافة المسدس». وإن ما أظهره في الفيلم هو «نتائج العنف». وهذا ما يؤخذ عليه. استمرت إجراءات الدعوى القضائية 7 أعوام، قبل أن تبلغ المحكمة العليا. أما النتيجة فكانت هزيمة لباتسي ميرز، التي رُفضت دعواها القضائية «باسم التعديل الأول في الدستور الأميركي: حرية التعبير».

إلى ذلك، نقلت إلسا فيغورو عن الطبيب النفسي الفرنسي دانيال زاغوري (طبيب مسؤول في أحد مراكز الطب النفسي، وخبير لدى المحاكم أيضاً) قوله هذا: «ما من شخص سوي عقلياً يستطيع أن يقتل بعد مشاهدته فيلماً». مع هذا، استعاد الطبيب نفسه قضية درسها في العام ألفين: مراهق مُعقّد، حزين وخجول ظاهرياً، عذّب والده وزوجة والده مرتدياً الزيّ نفسه الذي ارتداه قاتل «صرخة». هرب المراهق عندما نجح والده في نزع زيّه التنكّري هذا: «كان الشاب في جسد شخص آخر، جسد الجريمة». استعاد زاغوري قضية ثانية «تأثّر بها كثيراً»، جرت أحداثها في العام 1996: قضية الثنائي فيرونيك وسيباستيان، اللذين قتلا زميلهما آبدل (16 عاماً) بضربات سكين. قال: «شاهدتْ فيرونيك فيلم «قتلة بالولادة» مراراً. علمتُ لاحقاً أنها قدّمتْ، قبل أسابيع من تنفيذها الجريمة، فرضاً مدرسياً عن العنف في السينما. منحها أستاذها درجة جيّدة، واضعاً ملاحظة باللون الأحمر على هامش الفرض المدرسيّ: «لم تُعالجي، بشكل كاف، جمالية العنف». المراهقة عمرٌ هشّ. لا يُمكن القول أمام المراهقين إنه يُمكن «تفريغ» العنف من محتواه المُدمِّر لصالح جماليته».

النقاش أطول من هذا، وأصعب. السؤال معلّق. التداخل بين السينما والواقع والارتباك النفسي يحول دون حسم الأمور. هذه محاولة للإضاءة على تفاصيل وحكايات وتحاليل. لكن الأمر الأوضح كامنٌ في أن المجتمعات البشرية غارقة بشتّى أنواع العنف اليومي.

كلاكيت

ما تقوله السينما

نديم جرجورة

العالم يتبدّل. الاختبار الأخير لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا» بدأ رحلة استكشاف كوكب المرّيخ. صُور أولى. لقطات أولى. الرحلة طويلة. لكنها ثابتة في ابتداع معنى آخر لعبقرية الإنسان. العالم يتبدّل. هنا، في الجغرافيا الملعونة أو اللعينة، نار تحرق أبرياء طالبوا بحقّ العيش بكرامة، قبل أي شيء آخر. هنا، في الحيّز المنشرح أمام حروب دائمة، جنون متنوّع يقود الأرض والناس إلى مصائر قاتمة. إلى انهيارات أخيرة. هنا، في التاريخ الممتد إلى بداية الزمن، بات الزمن نفسه محكوماً بنهايته الدموية العنيفة. أو مشنوقاً بحبال استبداد مُتعنّت في التدمير والقتل. أو ملعوناً على ألسنة جثث مرمية في شوارع، أو مختفية في باطن الأرض.

قيل مراراً إن السينما أبدعت في تجاوز الواقع. في استباقه بقول أشياء لفظها لاحقاً. قيل مراراً إن وقائع عديدة من الحياة اليومية عاشها الناس في صالات سينمائية سابقاً. لكنّي مقتنعٌ تماماً بأن عبقرية السينما لم تقو على عبقرية أناس مهووسين بسحق أناس آخرين. أو مشغولين بتحويل الأزقّة إلى أنهار من دم. أو مبهورين بإنجازات أياديهم. فإذا بهم يسعون إلى التفوّق على أنفسهم في ممارسة الاستبداد. عبقرية السينما أعجز من أن تتصوّر أرضاً مخضّبة بهذا الجحيم العنيد في إشاعة صُوَر مخيفة عن قوّة البطش في اعتناق خطابه العنفي. عبقرية السينما انكفأت أمام هول الحكايات المصوّرة، الطالعة من جغرافيا منذورة لخراب يكاد لا ينتهي. جغرافيا ممتدّة من شاطئ البحر الأبيض المتوسّط إلى بلاد ما بين النهرين. إلى ضفّة الأطلسي. إلى أزمنة أخرى أيضاً.

العالم يتبدّل. لن أذهب إلى إنجازات الغرب وانهيارات الشرق. في مقابل انجازات الغرب، تكاد أنواع الانهيارات لا تُعدّ ولا تُحصى، في السلوك الاجتماعي والثقافة والتربية والاقتصاد والإعلام والصحّة العامّة. في مقابل انهيارات الشرق، هناك اشتغالات فردية «تُنبئ» بحدوث معجزة الانتصار الفردي على الجنون والخراب. لكن الجنون والخراب يُحيطان بالأشياء الجميلة النادرة. يكادان يسحقانها. يكادان يُغيّبانها في بؤر سوداء تصلح لأن تكون مرايا عنف لا ينتهي. يكادان يجعلان الأشياء الجميلة النادرة أضغاث أحلام لم تعد أحلاماً. يكادان يُصفّيان هذا الشقّ الملوّن داخل رماد الأقدار وعبثيتها الخانقة.

العالم يتبدّل. هنا، أرض المعجزات السماوية استحالت عصياناً دائماً على رخاء مفقود وسكينة محطّمة. هناك، بقعة المعجزات الأرضية استحالت فوضى التقطتها السينما غالباً، منبّهةً إلى مخاطرها، ومنشغلة في إظهار بشاعتها. السينما، هناك، قادرة على لجم اندفاعاتها المتقدّمة على الحدث. السينما، هنا، قالت ووشت وتلصّصت وعرّت، لكنها عجزت عن التنبيه، لقلّة إنتاجاتها الصادمة، ولقوّة العنف المتجسّد باستبداد لا ينتهي. أو بجنون لا يلين. أو بخراب لا يصنع بداية الحرية.

مع هذا، أميل إلى سينما جديدة تروي هنا، ببساطة وشغف، حدثاً تاريخياً متمثّلاً بمقارعة تنانين الاستبداد.

إدغار موران: «نجوم السينما»

انطلاقاً من قناعته بأن نجوم السينما كائنات «تنتسب إلى البشريّ والإلهيّ في آن، وتُشبه في بعض سماتها أبطال الأساطير أو آلهة الأولمب»، كتب إدغار موران «نجوم السينما» (ترجمة: إبراهيم العريس، المنظمة العربية للترجمة)، رابطاً دراسة هذه «الظاهرة» بالسمات الفيلمية للحضور الإنساني على الشاشة، وبالعلاقة التي تقوم بين المتفرّج والاستعراض، أي بالعمليات النفسيّة ـ العاطفية المتعلّقة بمسألة الإسقاط ـ التماهي، وبالاقتصاد الرأسمالي ونظام الإنتاج السينمائي، وبالتطوّر الاجتماعي ـ التاريخي للحضارة البورجوازية.

السفير اللبنانية في

06/09/2012

 

رحيل مايكل كلارك دنكن

البارز في «هرمجدون» و«الميل الأخضر»

نديم جرجورة 

ذكرت وكالة الأنباء الدولية «رويترز»، في خبرها الموزّع في 4 أيلول 2012، أن الممثل الأميركي مايكل كلارك دنكن توفّي يوم الاثنين (اليوم نفسه لتوزيع الخبر) بعد أقلّ من 8 أسابيع على تعرّضه لنوبة قلبية. نقلت الوكالة عن جوي فيلي، الملحقة الإعلامية للممثل، قولها في بيان إنه لم يتعاف تماماً من تلك النوبة. الخبر، بحدّ ذاته، لا يُقدّم معلومات أوسع متعلّقة بإصابته هذه، أو بتداعياتها. سبب الموت يُصبح عديم الفائدة عند رحيل الشخص. الممثل الأميركي حقّق أعمالاً كثيرة، سينمائية وتلفزيونية. قدّم صوته في أعمال تحريك أيضاً. التنويع التمثيلي الذي مارسه مهمّ. تكاد الكوميديا تتساوى والعناوين الدرامية. مع هذا، جعلته أدوار سينمائية قليلة معروفاً لدى محبّي ذاك النمط السينمائي. أدوار قليلة عكست براعة واضحة في التقاط اللحظة التمثيلية ومناخها الإنساني، سواء كان الدور منخرطاً في فيلم كوميدي، أو ظلّ بعيداً عن هذا الفضاء.

عاش مايكل كلارك دنكن، المولود في شيكاغو (إيلّينوي) في 15 كانون الأول 1957، طفولة صعبة، في أحد الأحياء الأكثر تعرّضاً للحرمان في مسقط رأسه. قيل إنه رغب، في بداية وعيه، في ممارسة لعبة كرة القدم الأميركية. لكن والدته، التي تولّت تربيته لوحدها، منعته من التوجّه إلى الملاعب الرياضية تلك، معتبرة أنها «أمكنة خطرة جداً عليه». حاول الالتحاق بالمدرسة. تعلّم. كاد يبلغ الجامعة لولا مرض والدته، واضطراره إلى الاهتمام بالعائلة، وبإعالتها أيضاً. بناء على نصيحتها، التحق بـ«شركة بيبول للغاز» في منطقته. في الوقت نفسه، تسنّى له العمل كحارس ملاه ليلية. هذا ما قدّمه لاحقاً في «ليلة في روكسبي» (1998) لجون فورنتبيري. يُمكن القول أيضاً إن هذه المهنة نفسها ساعدته على الدخول إلى عالم الفن: في منتصف ثمانينيات القرن الفائت، التقى دنكن منتجاً مسرحياً وظّفه في منصب وكيل أمن خاصّ بفرقة مسرحية قدّمت يومها عروضاً متفرّقة لعمل بعنوان «محلّ الجَمال، الجزء الثاني». هذا ما حرّضه على التوجّه إلى هوليوود، والبدء بالظهور في أشرطة إعلانية. لكن وظيفة «حارس» بدت مندرجة في مسيرته: في تلك الفترة، عمل حارساً شخصياً للممثل ويل سميث.

في لائحة أعماله الفنية، يظهر أن الفيلم الأول الذي مثّل فيه حمل عنوان «يوم الجمعة» (1995) للمخرج ف. غاري غراي. في العام نفسه بدأ العمل في مسلسلات تلفزيونية متفرّقة، منها: Renegade وThe Fresh Prince Of Bel-Air وMarried With Children. أي أنه بدأ رحلته التمثيلية الاحترافية في منتصف التسعينيات الفائتة. مع هذا، لم تكن أفلامه كلّها قادرة على منحه أدواراً جدّية ومركّبة ومفتوحة على أسئلة الحياة والموت والوجود والنفس، مع أن بعضها قدّم له شهرة واضحة، كما فعل «هرمجدون» (1998) لمايكل باي. لائحة أفلامه طويلة، انتهت في العام 2012 بفيلمين اثنين هما: From The Rough لبيار باغلي وIn The Hive لروبرت تاونسند. أفلام كثيرة، لا شكّ في أن «الميل الأخضر» (1999) لفرانك دارابونت يبقى أجملها بالنسبة إليّ: هذا الرجل الضخم الجثة (بلغ طوله متراً و96 سنتم.)، المُتّهم بقتل طفلة صغيرة، محكومٌ عليه بالإعدام. لكنه يملك طاقة غريبة، قادرة على شفاء أناس من أمراض عصيّة على الشفاء. ضخم الجثّة، لكنه يملك قلب طفل، وبراءته أيضاً. وحده المسؤول عن قطاع المحكوم عليهم بالإعدام (توم هانكس) وبعض زملائه آمنوا ببراءته وبطيبة قلبه. ضخم الجثّة، هو نفسه من حمى صديقه هاري ستامبر (بروس ويليس) من نفسه، دفاعاً عن علاقة الحبّ «المرفوضة» بين ابنة ستامبر غرايس (ليف تايلر) وحبيبها ألفرد فروست (بن آفلك)، على خلفية مهمّة «شبه مستحيلة»: إنقاذ كوكب الأرض من نيازك ستقضي عليه نهائياً عند اصطدامها به (هرمجدون).

السفير اللبنانية في

06/09/2012

 

أكبر استوديو طبيعي في العالم

ورزازات.. هوليوود أفريقيا ليست فيها قاعة سينما

عبد الرحيم الخصار (الرباط) 

على بعد 200 كيلومتر جنوب مراكش، بين الأطلس والصحراء، توجد مدينة لا تزال تجذب كبار المخرجين في أميركا وأوروبا: «ورزازات»، أو «هوليوود أفريقيا» كما سمّاها الأميركيون، ذات الاستوديوهات الضخمة الأشهر في القارة السمراء. في أواخر القرن الـ19 (1897)، تمّ تصوير أول فيلم أجنبي فيها بعنوان «راعي الماعز المغربي»، وكان وراء هذا الإنجاز رمز السينما الفرنسية لوي لوميير. بعده، توالت أعمال فرنسية أخرى كـ«الدم» للويتس مورا و«إن شاء الله» لفرانز توسان. أواخر العشرينيات الماضية، اكتشف الأميركيون هذه الجنّة السينمائية، لتصير وجهتهم طوال القرن الفائت. في العام 1930، وصل جوزف فون ستيرنبيرغ إليها، لتصوير «قلوب محترقة».

التحوّل الكبير ستشهده «ورزازات» في النصف الثاني من القرن الـ20، حيث سيتقاطر إليها بشكل كبير أشهر المخرجين والممثلين والمنتجين السينمائيين في العالم. يكفي ذكر أسماء ألفرد هيتشكوك ومارتن سكورسيزي وأنطوني كوين وريدلي سكوت ومصطفى العقّاد وأوليفر ستون وسيرجيو ليوني وليوناردو دي كابريو ومايكل دوغلاس وجان بول بلموندو وداستن هوفمان وغيرهم. على تلالها، وفي واحاتها التي تُعدّ أكبر استوديو طبيعي في العالم، تمّ تصوير عدد كبير من الأفلام التي حظيت بشهرة واسعة مثل: «المومياء» و«لورنس العرب» و«كليوباترا» و«ألكسندر» و«غلادياتور» و«لؤلؤة النيل» و«علي بابا والأربعون لصاً» وغيرها.

لم يدخل الفرنسيون والأميركيون وحدهم استوديوهات «ورزازات»، بل تمّ تصوير عدد من الأفلام الإسبانية والإيطالية والهولندية والسويدية، وأخرى من بعض دول أميركا اللاتينية، كالبرازيل وكوبا، بالإضافة إلى كوريا وأفريقيا الجنوبية. إلى جانب الأعمال السينمائية الطويلة، تُصوّر أفلام قصيرة وبرامج وثائقية وأغانٍ ووصلات إعلانية، وكلّها من إنتاج أجنبي، تجني الدولة المغربية بفضلها نحو 200 مليون دولار أميركي سنوياً.

حالياً، يعمل «المركز السينمائي المغربي»، بالتنسيق مع جهات حكومية، على تطوير قطاع الصناعة السينمائية في المنطقة، لرفع حجم العائدات المادية، كي تتجاوز مليار دولار أميركي. لكن العاملين المحليين في القطاع، خصوصاً فئة الكومبارس، يشتكون باستمرار من ضعف الأجور، وغياب التأمين في عمل يتّسم بالخطورة أحياناً. والمفارقة الأخرى، أن تكون هوليوود أفريقيا والوجهة الأولى في العالم العربي والشرق الأوسط لكبار المخرجين الدوليين من دون صالة سينمائية. فمنذ إغلاق صالتي «الأطلس» و«الصحراء» قبل أعوام عدّة، لم تعد هناك صالة واحدة للعرض، في مدينة يفترض بها أن تكون حيّزاً سينمائياً استثنائياً، يتلاءم واللقب الكبير الذي تحمله.

السفير اللبنانية في

06/09/2012

 

الفنانون يتضامنون مع إلهام شاهين ضد طيور الظلام

كتب - محمد فهمى:  

نظمت نقابة المهن التمثيلية مساء أمس مؤتمراً صحفياً لإعلان تضامنها مع الفنانة إلهام شاهين وجميع الفنانين الذين تعرضوا للإهانة والسب علي الفضائيات الدينية مؤخراً .

وحرص على حضور المؤتمر من الوسط الفني يسرا وسميرة أحمد ومعالي زايد ونيللي كريم وبشري وسماح أنور ورجاء الجداوي، وألفت إمام وسميرة محسن وجلال الشرقاوي ومحمد العدل وأحمد آدم وأحمد بدير، وخليل مرسي وأحمد صيام ومحمد أبو داوود، وأحمد صقر وسمير أبو سيف وعمر زهران، والكاتب عادل حمودةـ.

بينما تغيب عن المؤتمر نقيب الفنانين أشرف عبد الغفور، وحرص الفنان سامح الصريطي علي حضور تأبين شهداء مسرح بني سويف بدار الأوبرا الذي أقيم بالتزامن مع مؤتمر التضامن مع إلهام شاهين.

كما قام عدد من أعضاء حزب المصريين الأحرار بحضور المؤتمر لإعلان تضامنهم مع إلهام شاهين وكافة المبدعين ضد الهجمات التي يتعرضون لها مؤخراً ؛ وقاموا بترديد العديد من الهتافات المؤيدة لموقف إلهام شاهين وغيرها من الفنانين.

وأعلنت الفنانة عايدة فهمي عن تنظيم مسيرة نسائية من الفنانات فقط قريباً للرد علي كل من يعتبر أن المرأة سبة في تاريخ البرية ويتعامل معها علي أنها كائن هامشي.

وفي بداية المؤتمر قامت الفنانة إلهام شاهين بتوجيه الشكر لكافة الصحف والفضائيات والإعلاميين ورجال الدين الذين أعلنوا مساندتها ودعمها لنيل حقها ممن قاموا بسبها دون مراعاة لشعورها ولا ما قدمته من أعمال فنية.

وأضافت إلهام: "لقد جئت اليوم بناءً على دعوة الفنان عزت العلايلي أثناء لقائي مع الإعلامية هالة سرحان؛ بعد أن طالب بضرورة تنظيم مؤتمر للدفاع عن الفنانين وهو ما جعلني أحرص على عقد المؤتمر اليوم لأغلق الباب نهائياً أمام الحديث في قضيتى؛ خاصة وأن هناك دعوة قضائية رفعتها نقابة المهن التمثيلية وأخرى قامت برفعها جبهة الإبداع؛ بالإضافة إلي الدعاوى القضائية التي قمت برفعها أنا وكل من تعرض للسب والتجريح من الفنانين من قبل القنوات الدينية ومن يظهرون عليها.

وقالت الفنانة إلهام شاهين إن الهجمة التى شنها بعض رجال الدين على الفن والفنانين مؤخراً بمثابة خطة تم وضعها لهدم 112 عام من الفن المصري الذي طاف أرجاء العالم العربي والعالمي؛ مشيرة إلي أن هذه الإساءة البالغة التي يتعرض لها الفنانين تتم بالتزامن مع عرض فيلمان الأول قطري والثاني سعودي في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي؛ مؤكدة أنهم لن يستطيعوا مهما حاولوا تكبيل الفنانين هدم الفن المصري .

واستنكرت شاهين تصرف الشيوخ وقيامهم بسب غيرهم علي الفضائيات الدينية قائلة : "بدلا من أن يقوموا بتعليم الشباب أصول ديننا الحنيف يعلمونهم السب وقذف الآخرين بما ليس فيهم والتحدث بألفاظ سيئة ونابية وكأن السب من أخلاق ديننا الكريم.

وأكد المخرج جلال الشرقاوي خلال كلمته أن ما يحدث مع إلهام شاهين وعادل إمام ووحيد حامد ونور الشريف وفاروق الفيشاوي ولينين الرملي ونادر جلال ومحمد فاضل وهالة فاخر وفاروق الفيشاوي وإيناس الدغيدي من هجوم يدل علي أنه الهجوم الشرس الذي يحدث ضدهم ممنهج ومنظم بهدف إلغاء دور الفن والفنانين من المجتمع المصري، مشيراً إلي أنهم لن يسمحوا بذلك أبدا وأنهم سيحصلون علي حقوقهم كاملة غير منقوصة.

وأضاف الشرقاوي أن ما يحدث ضد الفنانين ليس من أخلاق الإسلام , ولا يمت له بصلة من قريب أو بعيد؛ مشيراً إلي أنه سيقوم بمواجهة الرئيس بكل ما يحدث بحق الفنانين أثناء لقائه معهم وأنه سيطالبه برد اعتبار كل من تم التجاوز في حقه من قبل هذه القنوات الفضائية خاصة وأنهم لا يهتمون بغير مهاجمة الفنانين والكتاب والصحفيين والإعلاميين وكل من يمت للإبداع بصلة فقط.

وأبدى المنتج محمد العدل اندهاشه من قيام رئاسة الجمهورية بمخاطبة وزارة الثقافة لتحديد أسماء الفنانين الذين ستقابلهم اليوم رغم أن هذا دور نقابة الممثلين .

وأضاف العدل أنه لم يكن يتخيل أن تصل الحالة في الفضائيات الدينية لمثل هذا الشكل الذي يدعو إلي الخجل؛ خاصة وأنها أصبحت مليئة بالسباب والخوض في الأعراض، مشيراً إلي أن الفنانين لن يصمتوا من الآن علي أي تجاوز ضد أي مبدع مهما كان اسمه وأنهم سيقفون صف واحد في مواجهة طيور الظلام التي تهاجمهم .

وشدد العدل على أن الفنانين لن يتنازلوا عن حبس كل من تطاول عليهم وقام بسبهم وخاض في أعراضهم.

وقالت الفنانة يسرا أن هذا الهجوم المقصود به ضرب مصر في مقتل باسم الدين الإسلامي وهو ما سيجعل الكثيرين ينفرون من ما يحدث لأنه ليس من أخلاق الإسلام أن يتم انتهاك حرمة سيدة دون وجه حق.

وأكدت يسرا أن الفنانين لن يسمحوا أن يمس أي منهم بسوء أو يتعرض لأي أذي سواء بالقول أو الفعل وأنهم سيضعوا أيديهم في يد كل المبدعين في مصر لمواجهة من يتربصون بهم.

وعلقه الصحفي والإعلامي عادل حمودة قائلا أن القضية لن تنتهى وأن الفاشية والفاشيين لابد وأن يتم مواجهتهم بكل قوة وحزم وعدم تقبل أي اعتذار منهم لأن هناك فارق كبير بين الفضائيات والبالوعات.

وطالب حمودة بالتصدي لكل من يحاولون إظلام مصر بواسطة من يتحدثون باسم الإسلام وكأنه قاصر عليهم فقط؛ موضحاً أن ما يحدث ليس إهانة ولكنه محاولة لنزع ضمير الأمة بالكامل.

وفي ختام المؤتمر قام نقيب الاجتماعيين أسامة برهان بإهداء الفنانة إلهام شاهين درع النقابة كتكريم لها علي دورها في إثراء الفن المصري وإعلان تضامنه الكامل مع كافة المبديعن ضد الهجمات التي يتعرضون لها.

الوفد المصرية في

06/09/2012

 

الرئاسة تتصل بإلهام شاهين لمتابعة قضيتها

كتب ـ محسن سليم:  

أعلن الدكتور ياسر علي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس محمد مرسي كلفه بالاتصال بالفنانة الهام شاهين لمتابعة قضيتها الخاصة بالسب والقذف من قبل المنتمين للتيار الاسلامي ومعرفة اسباب عدم استجابتها للدعوة والحضور للقاء الرئيس.

واستقبل مرسى، مساء اليوم الخميس، بقصر الاتحادية، وفداً من الفنانين والأدباء المصريين، على رأسهم عادل إمام ومحمد منير ومحمد صبحى ويوسف شعبان وعزت العلايلى وسامح الصريطى، ورؤساء النقابات الفنية مسعد فودة نقيب السينمائيين، وأشرف عبد الغفور نقيب الممثلين، وإيمان البحر درويش نقيب الموسيقيين، والشعراء أحمد عبد المعطى حجازى وفاروق جويدة.

واستمع الفنانون إلى حديث رئيس الدولة ووجهة نظره تجاه الفن والإبداع، ورؤيته حول الحياة الفنية المصرية، حيث تناقش معه الفنانون فى عدة قضايا، على رأسها "الهجوم الضارى" على الفنانين ورفع القضايا على المبدعين.

وخلال اللقاء طالب الزعيم عادل إمام الرئيس بضمانات بعدم التعرض للفن والإبداع المصرى، وعدم التطاول على الذين حملوا راية الإبداع والحضارة فى مواجهة سلبيات المجتمع، ولفت إلى أن الفن عالج أغلب القضايا المزمنة التى تمر بها المجتمعات، بينما أكد الفنان محمد صبحى أنه شدد على مسألة "الهجوم" على الفنانات من قبل مشايخ الفضائيات، وطالب الرئيس بالتصدى لهؤلاء الذين يشنون حملات على الفن وأهله صناع الحضارة، مشيراً إلى أن الرئيس رد على هذا الأمر قائلا، "هؤلاء المشايخ يسيئون لأنفسهم بتلك التصرفات".

وقال الفنان يوسف شعبان إن وفد الفنانين واجه الرئيس خلال اللقاء بكل ما أثير من أزمات تتعلق بأشخاص الفنانين مؤخراً، وإحالة بعضهم للمحاكم، موضحاً أن الرئيس أكد أن الفن هو مصدر رقى الأمم وتشكيل وجه مصر الحضارى، ولا توجد دولة ديمقراطية بدون فن وثقافة وحضارة، مؤكداً دعمه الكامل للفن والحياة الحضارية.

وأشار شعبان إلى أن الرئيس أجاب عن سؤال الفنانين حول سب مشايخ الفضائيات للفنانين والنيل من سمعتهم، قائلا، "لم نعط أحداً أى أوامر بالدفاع والرد عمن يسيئون إلينا، وهؤلاء المشايخ يسيئون لأنفسهم"، مؤكداً أن مصر دولة مدنية ديمقراطية.

وطالب المخرج خالد يوسف، خلال اللقاء، الرئيس مرسى بالإفراج عن الثوار الذين مازالوا بغياهب السجون المصرية.

وتعهد الرئيس أن يجرى اجتماعات للفنانين، بحيث يكون هناك اجتماع خاص للسينمائيين والفنانين والموسيقيين، كل على حدة.

يشار إلى أن اللقاء حضره وزير الإعلام صلاح عبد المقصود ووزير الثقافة صابر عرب وممدوح الليثى وشريف منير ومصطفى شعبان وكريم عبد العزيز ومديحة يسرى وسهير البابلى وصابرين والسيد ياسين وتوفيق صالح وإقبال بركة وخالد يوسف.

الوفد المصرية في

06/09/2012

 

الطرف الثالث وراء الفتنة الكبرى !

كتبت - حنان أبوالضياء :  

ما أشبه الليلة بالبارحة, فالأحداث التى نعيشها الآن تشبه كثيرا ما حدث إبان الفتنة الكبرى والتى ألبس فيه الدين رداء الباطل واستخدمت شعارات التدين والمدافعة عن شرع الله لنشر أفكار الخوارج واستخدم الطرف الثالث لإهراق دم المسلمين.

ومن هذا المنطلق يكون طرح أعمال فنية تقترب من تلك الفترة بكل موضوعية وتمثل دورا تنويريا يساعد عوام الناس على فهم ما يحدث الآن حتى لايقعوا فريسة سيطرة مدعى التدين وراغبى السيطرة, وخير وسيلة هو مشاهدة عمل بقيمة مسلسل الحسن والحسين الذى قدم فى العام الماضى وللأسف نال قدرا لايستهان به من الهجوم عليه والمطالبة بعدم عرضه بحجة حرمة ظهور الصحابة وآل البيت, رغم أن فى ظهورهم وسيلة لدرء المظالم عن الناس ووسيلة لتوصيل الحق لعامة الشعب وهو هدف سام, وأعتقد أن الشخص الوحيد الممنوع ظهوره أو التشبه به هو الرسول عليه الصلاة والسلام, لذلك فأنا أرى أن كثيراً من الكتابات التي تصدت لعمل (الحسن والحسين) خرجت من عباءة المواقف الدينية المتباينة، واعتمدت على روايات تاريخية مختلفة، عنهما وعن الفترة التي عاشا فيها، بما فيها من أحداث وشخصيات.

وللأسف لم يحكم العقل فى بعض الآراء وخاصة أن من تابع المسلسل يجد أنه صحح الكثير من الأخطاء التى نقلت إلينا إما من قراءة كتب تاريخ مغرضة أو من فرقتى السلفيين والشيعة المتشددين، وهي محاكمة غير منطقية، وبالضرورة غير واعية. وفى الحقيقة إن أشد ما أعجبنى فى هذا العمل هو أنك أمام سيناريو لم يستغرق فى التفاصيل إلى حد أن يصبح المسلسل عملا وثائقيا, ولم يسقط فى الاستهانة بالأحداث إلى حد الاقتراب من كونه عملاً درامياً يمكن أن يحمله صاحبه ما يريد قوله من رؤيته الشخصية للأحداث, فالأعمال ذات الصبغة الدينية لا تتحمل هذا الشطح الدرامى, والذى يمكن تقبله فى بعض الأطروحات الفنية لأحداث تاريخية.

وأهمية هذا العمل أنه طرح بداية اشتعال الفتنة بعد تولى عثمان بن عفان رضى الله عنه, وشرحها بشكل يجعلك تشعر بالمطابقة بين ما يحدث أيامها وما يحدث الآن. وأكد من خلال استعراض فترة ولاية سيدنا علي رضى الله عنه فكرة اختيار الوقت المناسب لاتخاذ القرارات, ففى بداية خلافته التي لم تستقرّ له، لا شك أن علي كان حريصًا على تنفيذ القصاص ممن قتل عثمان، ولكنه رأى أن أهل الفتنة الذين قتلوا عثمان هم المسيطرون على زمام الأمور في المدينة الآن، ولو حاول تنفيذ القصاص لانقلب كل هؤلاء على أهل المدينة قتلاً وتمثيلاً، فأجل تنفيذ القصاص حتى تستقر الأمور. وكان كثير من الصحابة معه ولكن كانت هناك مجموعتان يرون رأيًا مخالفًا؛ فكانوا يرون وجوب القصاص الفوري من قتلة عثمان، الفريق الأول يضم السيدة عائشة رضي الله عنها، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، والفريق الثاني يضم معاوية بن أبي سفيان والي الشام، والذي يعتبر نفسه ولي دمه؛ لأنه من بني أمية مثله. لذلك رفض المبايعة إلا بعد حدوث القصاص، وهذا ما أظهره السيناريو بكل وضوح. وبالتالى أنقذنا من روايات أهل الفتنة مشوهى تاريخ الصحابة, وهذا ما نجح فيه أيضا السيناريست عند تناوله موقعة الجمل فمعاوية لم يشارك مع أصحاب الجمل في الحرب، رغم أنه على نفس رأيهم، وهذا ما أكده أيضا الإمام ابن تيمية: «ولم يكن معاوية ممن يختار الحرب ابتداءً، بل كان من أشد الناس حرصًا على ألا يكون هناك قتال».

وهذا مافعله المسلسل عند تناوله موقعة صفين والتى استشهد فيها الصحابي الجليل عمار بن ياسر الذي كان يحارب في صفوف أمير المؤمنين علي وجعله السيناريست يقتل على يد أحد الخوارج وهو محاكاة درامية موفقة وتبرئ معاوية من دمه. وتقترب من الحقيقة, فقد قال عمار نفسه: «حدثني حبيبي رسول الله أني لا أموت إلا قتلاً بين فئتين مؤمنتين».

وفى الحقيقة أن من أجمل الحلقات التى قدمها المسلسل عندما اقترب من أحداث حقن الحسين لدماء المسلمين والتنازل لمعاوية عن الولاية ومبايعته.

فقد قال الحسن: سمعت أبا بكر يقول: رأيت رسول الله على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يُقبِل على الناس مرةً وعليه أخرى ويقول: (إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ).

وكان رائعا من السيناريست عدم اظهار أي من الصحابة والتابعين رغم تباين مواقفهم وتصرفاتهم كباغين, على عكس ما رسخ فى العقول من رجال الدين من الطرفين والذى وصل ببعضهم إلى حد تشويه معاوية واتهامه بالكفر. رغم قول النبى صلى الله عليه وسلم لمعاوية: «اللهم اجعله هاديا مهديا واهده واهد به», الى جانب أن المسلسل أصلح ما يتناقله البعض بشأن قصة دس السم من قبل معاوية للحسن رغم بعدها عن المنطق وخاصة أن الحسن رضي الله عنه تصالح مع معاوية وسلم له بالخلافة طواعية وبايعه عليها، فلماذا يقدم معاوية على سم الحسن ؟! وإذا كان معاوية يريد أن يصفي الساحة من المعارضين حتى يتمكن من مبايعة يزيد بدون معارضة ، فإنه سيضطر إلى تصفية الكثير من أبناء الصحابة، ولم تقتصر التصفية على الحسن فقط. لذلك طرح السيناريست فكرة أن أحد أعداء الحسن بن علي رضي الله عنه، ظل يتابعه لسنوات وتحين الفرصة وسقاه السم, وهى رؤية درامية أقرب للمنطق.

وأخيرا:

اننى أتمنى إعادة إذاعة هذا العمل مرات عديدة خاصة أنه لا يقدم فقط طرحا أقرب للعقل والمنطق لأحداث إسلامية خاض فيها الكثيرون بالحق والباطل، ولكن لكونه أيضا قرب الفرق بين رقة الحسين وميله الى اللين فى التعامل, وشدته وصلابته فى الدفاع عن الحق وكلاهما مطلوب لانهما وجه الحقيقة المجردة.

الوفد المصرية في

06/09/2012

 

سلاف تتعاقد على البطولة.. وتتحدى المنتج السابق الذى استبعدها لدعمها بشار

تصوير «إسلام حنا» فى الأردن بعد رفض مصر دخول ماكيير إيرانى

إيناس عبدالله  

اضطرت أسرة فيلم «إسلام حنا» إلى استبدال مصر بالأردن لتصويره بعد قرار السلطات المصرية منع دخول الماكيير الإيرانى، لأسباب وصفت بـ«المجهولة»، رغم تمسك فريق العمل به.

وتحدد بشكل مبدئى 12 سبتمبر الجارى لبدء تصوير أولى مشاهد الفيلم الذى يقوم ببطولته عابد فهد وسلاف فواخرجى وأحمد خليل، قصة وسيناريو وحوار وإخراج صفى الدين وحسن وإنتاج مؤسسة «نجدت انزور» بالاشتراك مع مؤسسة خليجية.

وفشلت كل محاولات الشركة المنتجة فى الحصول على تأشيرة دخول للماكيير الإيرانى إلى مصر، فى الوقت الذى تمسك فيه عابد فهد بالاستعانة به بعد أن تعاون معه فى أكثر من مسلسل بينها «الظاهر بيبرس» و«الولادة من الخاصرة»، وأثبت الماكيير الإيرانى براعة فى عمله.

وجاء تمسك فهد بالماكيير الإيرانى لأنه يجسد دور «قسيس» بلحية طويلة، كما أن المسلسل يضم مشاهد ليد محروقة ما يتطلب الاستعانة بماكيير بارع، وقد فشلت فكرة تصميم اللحية بإيران ووضعها فى ثلاجة وإرسالها إلى مصر بعد أن فسدت لأنها تتطلب العناية كل ساعة.

واقترحت الشركة المنتجة دخول الماكيير الإيرانى عبر دولة أخرى إلا أن السلطات المصرية رفضت دخوله أيضا دون إبداء أسباب، وفقا لكلام أحد المسئولين عن العمل.

من جانبه، قال المخرج صفى الدين حسن إنه وقع الاختيار على الأردن بعد الاستماع لنصيحة محمد حبيب مدير التصوير السورى الذى رشح مدينة «جرش» الأردنية وبعد زيارتها اقتنع تماما بالفكرة لملاءمتها لطبيعة أحداث الفيلم، مشيرا إلى وجود مدينة سينما تتمتع بإمكانات تفوق نظيرتها فى مصر، كما تخلو الأردن من أى تعقيدات وروتين يعوق العمل الإبداعى، موضحا أن الفيلم تم إجازته رقابيا بدون إبداء أى ملاحظات.

على الجانب الآخر، حسمت سلاف فواخرجى حالة الجدل التى تسبب فيها مؤخرا أحمد لطفى المنتج السابق للفيلم بتوقيعها النهائى على عقد البطولة، وذلك عقب تصريحات لطفى لمشاركة سلاف لأنها تساند نظام بشار الأسد مما قد يؤدى إلى التأثير سلبا على توزيع الفيلم.

ولم تكتفِ سلاف بالتعاقد الفعلى على العمل بل بادرت بنشر مستندات تؤكد خلالها إفلاس الشركة التى يمتلكها فهمى قبل عامين، وهو السبب فى سحب الفيلم منه وتولى مؤسسة نجدت انزور إنتاجه، بحسب قولها.

يذكر أن فيلم «إسلام حنا» يتعرض لعلاقة الأقباط والمسلمين داخل مصر من خلال أسرتين مسيحية ومسلمة يعشان فى منزل واحد، وتتعرض الأسرة المسلمة لمشكلة كبرى كادت تعصف بها، قبل أن يتدخل رب الأسرة المسيحية، وهو «قسيس» لمساعدة الأسرة المسلمة فى أزمتها ويواجه بسببها مشاكل لا حصر لها.

الشروق المصرية في

06/09/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)