حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فيلم "البار"..

النسخة الباهتة من "كباريه" و"ريكلام"!

محمود عبد الشكور

 

تبدو مشكلة الفيلم المصرى "البار" الذى كتبه مصطفى سالم وأخرجه مازن الجبلى متعددة الأوجه والزوايا، ولكن ربما كانت أهم المشاكل أن الفيلم يمثل النسخة الرديئة من فيلمين سابقين هما :"كباريه" الذى كتبه احمد عبد الله، و"ريكلام" الذى كتبه "صطفى السبكى يأخذ "البار" منهما عالمهما الملون، وشخصياتهما البائسة، ونظرتهما الأخلاقية الصارمة والصارخة، الممتزجة بالميلودراما، دون أن يتميز عنهما بإتقان الحبكة فى الفيلم الأول، ودون أن يعتمد على نجمات أكثر شهرة وخبرة كما فى الفيلم الثانى.

فى "كباريه" الذى أخرجه "سامح عبد العزيز"، تتصاعد الأحداث وصولاً الى بؤرة واحدة هى مشهد تفجير الكباريه، بينما يفتقر "البار" الى الحبكة، وهو أمر غير معيب إذا امتلك كاتب السيناريو أدواته وشخصياته، ولكنه يصبح مشكلة خطيرة إذا افتقد كل ذلك، هنا تتوه تفصيلات الشخصيات، وتتداخل معالمها، بل إن الأحداث تدور حول نفسها مثل حدث فعلاً فى أجزاء كثيرة من فيلم"البار" الذى حمل لافتة "للكبار فقط".

وفى فيلم "ريكلام" الذى أخرجه "على إدريس" كانت هناك نجمتان حملتا عبء الحكاية هما: "غادة عبد الرازق" و" رانيا يوسف"، مع وجوه أخرى جديدة، أما فى "البار" فنحن أمام طوفان من الوجوه الجديدة تماماً، لدرجة أن أشهر ابطال الفيلم هو الممثل التليفزيونى "محمد أحمد ماهر"، كما أنك تستطيع أن تتعرف بسهولة على ابن الممثل الراحل "عبد الله محمود" بسبب التشابه الواضح مع والده ليس إلا، وقد لعب فى الفيلم دور حارس البار الشهوانى "شكرى".

ليست المشكلة فى الشهرة، ولكنها بالأساس فى قلة الخبرة مما جعل الأداء يعلو ويهبط حسب أداء كل ممثل وممثلة، ووفقاً لاجتهاده، وبصفة عامة فإن الجميع يحتاجون الى تدريب مكثف، وبعضهم سيكون من الصعب بالفعل أن يواصل مشواره كممثل، ولاشك أن الشخصيات التى قدمها الفيلم تمثل اختباراً صعباً لأى ممثل أو ممثلة فى بداية المشوار السينمائى.

اختار "مصطفى سالم" أن يمزج بين عالمى "كباريه" و"ريكلام" فى إطارهما العام، وفى زاوية المعالجة التى ترصد حالات لفتيات بائسات معظمهن تورطن فى العمل لعدم وجود بديل، وبعضهن تواصلن المشوار لآخره من أجل المزيد من المال، دون أن يغفل الفيلم فكرة التوبة فى صورتها المباشرة على طريقة أفلام "إبراهيم عمارة" و"حسن الإمام"، الملاحظ أيضاً أننا أمام مكان يمثل كباريه كامل ( مثلما هو الحال فى فيلمى كباريه وريكلام )، وليس مجرد بار لتناول المشروبات فقط كما قد يوحى اسم الفيلم، كل ما فى الأمر أن الكباريه نفسه اسمه "البار"، وفيما عدا ذلك نحن أمام نفس فكرة الفقرات الغنائية التى تتخلل الأحداث، وفكرة صاحب أو صاحبةالمكان التى تستغل فتياته، وحكاية فتيات المرح اللاتى تقمن بكل المهمات، من تقديم الخمور الى بيع الجسد نظير مقابل مادى.

ربما كانت النقطة الوحيدة التى أضافها مؤلف "البار" تكمن فى الإستغلال السياسى لعالم الليل والمتعة، وذلك من خلال شخصية ضابط أمن الدولة "موافى" (محمد أحمد ماهر) الذى يحمى المكان، ويستغل فتياته فى الإيقاع بشخصيات حزبية وسياسية لتصويرهم وابتزازهم، وقد بدت الشخصية وكأنها قادمة مباشرة من فيلم "الكرنك" خاصة عندما قامت بتعذيب بعض الأفراد وقتلهم بدم بارد.

الشخصية المحورية الثانية هى "سوزى" صاحبة البار، والتى تدير أيضاً أحد مراكز التجميل، تحاول أن تحصل على ملفها الخاص من الضابط، ولكنه يرفض لكى تظل تحت السيطرة، فترد له الضربة بتصويره هو أيضاً تمهيداً لابتزازه عند اللزوم، ثم نكتشف قرب النهاية أن هناك مأساة فى حياتها، حيث فقدت ابنتها الوحيدة التى ظلت لسنوات على هامش حياتها.

ومثل فيلم "كباريه" يرسم الفيلم فى لمسات سريعة ملامح بعض زبائن الكباريه/ البار مثل تاجر الخردة، ورجل الحزب الثرى الذى يطلقون عليه لقب "ولى النعم"، ولكن الحكاية تركز أكثر على حشد من الفتيات اللاتى لا تفعلن أكثر من سرد مأساتهن، أو الرقص والغناء، او الذهاب مع الزبائن الى حجرة النوم، وبينما تتجمع أربع فتيات فى عوامة نيلية يعشن فيها، فإن فتيات إضافيات تدخلن تدريجياً الى الصورة، وربما لو تم التركيز على الفتيات الأربع فقط (كما حدث فى ريكلام) لكان الفيلم أفضل، وأكثر تماسكاً.

من بين النماذج كلها، لاتوجد سوى فتاة واحدة اختارت أن تعمل فى البار دون أن تكون مضطرة الى ذلك، لا يشرح الفيلم السبب، ربما كانت لديها هواية اكتشاف عالم الليل، أما الباقيات فكلهن بائسات، أجبرهن حكم الزمان على امتهان أجسادهن وعواطفهن: هناك "نواعم" الفتاة الأميّة القادمة من منطقة شعبية والتى تعرضت للإمتهان، و"فدوى" التى تعمل فى البار للإنفاق على والدتها القعيدة وشقيقها الشاب، وتصرف أيضاً على دراستها فى كلية الحقوق.

وتعانى "نانى" مأساة أخرى أقرب الى حكاية "غادة عبد الرازق" فى "ريكلام"، حيث أنجبت طفلاّ فى الحرام، وتركت تربيته لأختها التى تحصل منها على مصاريف الطفل الشهرية، ولدينا شخصية "مادلين" التى لا نعرف جنسيتها، والتى تجيد أكثر من لهجة عربية، وهى أيضاَ ضحية زوج كان ينتهكها مع أصدقائه، وشخصية أخرى مثل "مى" تبدو كما لو أنها أختارت هذا العالم دون أن نعرف عنها الكثير، وتدهشنا حكاية الطالبة الجامعية التى جاءت لرؤية زميلها الحارس فدخلت عالم البار بلا ندم وبمنتهى السرعة والسهولة، أما "سها" فهى أيضا تصرف على عائلة كبيرة، وتحاول أن تستغل حارس الملهى لحمايتها، ولكن دون أن يحصل منها على شئ، وتتحول فى النهاية الى عاهرة تتناقل أجهزة المحمول تفاصيل مغامراتها الليلية.

تستكمل الصورة بعض الشخصيات التقليدية المعتادة فى هذا المكان، مثل الدى جى الشاب "وحيد" الذى يستشعر الإحساس بالذنب دون تمهيد، فيقرر الذهاب الى المسجد للتوبة، ومثل القواد الشاذ "ميرو" الذى لعبه ممثل جيد للغاية، وشخصية حارس البار الشرس شكرى" الذى يحلم بليلة يقضيها مع "سها" دون جدوى، والشاب البدين "أفلاطون" الذى يبيع أى شئ وكل شئ، والحارس السابق "سامح" الذى تحول الى سايس للإنفاق على دراسته فى الكلية، وتوجد أيضاً الراقصة التى تكتفى بمهنتها، وترفض أن تبيع جسدها .

من الصعب بالفعل أن تتذكر هذه الحكايات إلا بشق الأنفس، وكان يمكن دمج بعضها معاً ليكون ذلك فى صالح الفيلم عموماً، وفى أوقات كثيرة بدا الصراع تائهاً وشاحباً، ولأن كل الوجوه جديدة وغير معروفة، ولأننا نراها طوال الوقت بماكياج صارخ وتحت الأضواء الملونة، فإن المشقة تبدو أكبر فى التفرقة بين شخصيات، رسمت ملامحها بخطوط سريعة مما جعلها أقرب الى الإسكتشات الباهتة.

قرب النهاية فقط، يبدأ الصراع العلنى بين "موافى" الضابط و"سوزى" صاحبة الكباريه، وبين "نانى" و"سوزى"، ثم بين الضابط والثنائى التائب الذى تمثله "فدوى" ورجل الدى جى " وحيد"، ورغم تعذيب الإثنين إلا أن بطلى الفيلم، الذى تدور أحداثه فى أيام "حسنى مبارك"، يخرجان الى الشارع، يداهما متشابكتان، لينعمان بلذة التوبة والحرية معاً.

يزيد الأمر سوءاً بعض العبارات المباشرة التى ترددها الشخصيات عن أهمية التعليم، وهناك كذلك بعض الأغنيات الشعبية التى كتبها مؤلف الفيلم بنفسه ليغنيها مطربو ومطربات البار، وكلها تنقل المعنى بشكل مباشر بما يذكرك بأفلام الأربعينات والخمسينات فى زمن الأبيض والأسود.

أعتقد أن اختيار الممثلات كان على أساس جمال الوجه والجسد بالدرجة الأولى، ولذلك تفاوت الأداء الى درجة اقتربت فى بعض الأحيان الى مستوى الممثلين الهواه فى الأفلام المستقلة القصيرة، كانت المشكلة موجودة أيضاً فى الممثلين الرجال، ظهرت مثلاً فجوة واسعة ما بين الثقة التى يؤدى بها الممثل الذى لعب دور "ميرو"، والركاكة التى قدم بها الممثل الذى لعب دور "وحيد" شخصيته الصعبة فى حين ظهر ابن الممثل الراحل "عبد الله محمود" فى صورة جيدة، بعد أن قدم بتلقائية لمسات كوميدية خاصة.

لايمكن مقارنة ديكورات "البار" بالديكورات المميزة فى فيلمى "كباريه" و"ركلام"، ولكنك تستطيع أن تتحدث عن نجاح "مازن الجبلى" فى خلق الجوالعام للمكان عن طريق الإضاءة والتصوير (عمر سلامة) وبأقل الإمكانيات المتاحة، هناك أيضا عناية معقولة بالأزياء والماكياج، ولكن كل ذلك لم يستطع أن يبدد الإحساس بأنك شاهدت هذا الفيلم من قبل، ولكن من خلال سيناريو أكثر إحكاماً، ومن بطولة ممثلين أكثر براعة وخبرة، وبدرجة أعلى بكثير من الإتقان والتركيز.

عين على السينما في

03/09/2012

 

فيلم الدكتاتور:

كوميديا يهودية بنكهة عربية

رامي عبد الرازق  

في عام 2006 قدم الممثل اليهودي الأنجليزي"ساشا بارون كوهين" فيلمه الذي ينتمي لنوعية الدوكيودراما"بورات" والذي كان يحمل عنوانا طويلا إلى جانب العنوان الماخوذ عن اسم الشخصية الرئيسية وهو(التعلم الثقافي من امريكا بغرض صناعة امة عظيمة من دولة كازاخستان)هذا العنوان الطويل يحمل التيمة الرئيسية لاغلب افلام كوهين بما فيهم الدكتاتور نفسه وهو اضعف افلامه وأقلها حيوية وجرأة ربما لخروجه عن الأسلوب الذي انتهجه في فيلمه السابقين بورات 2006 و برونو 2009.
ونعني بالخروج عن الاسلوب هو التوقف عن الأعتماد على العناصر التسجيلية الواقعية والتي تحتك بها الشخصية الكوهينية الساخرة (بورات) او(برونو) في فيلمه الثاني الذي يحمل نفس الأسم والأعتماد بشكل كامل على السيناريو السينمائي المؤلف والمعد مسبقا.

الكوميديا اليهودية

بدا ساشا كوهين حياته الفنية كاحد فناني الاستاند اب كوميدي وهو الفن الذي يعتمد على الأرتجال وسرعة البديهة والجراة المطلقة في مواجهة الجمهور وقد طور كوهين من نفسه دون اغفال جانب مهم في شخصيته وحياته وهو كونه يهوديا, رغم اننا لم نلحظ هذا في الفيلمين السابقين, ولكن كوهين في الديكتاتور ينتمي إلى نفس المدرسة التي ينتمي إليها كل من وودي آلان الامريكي وبينيني الأيطالي والتي يمكن ان نطلق عليها(الكوميديا اليهودية) اي التي تعتمد على اطلاق افيهات لفظية او جسدية تنطلق من تيمات تخص الدين والتاريخ والواقع اليهودي السابق والحالي.

وتتجلى فكرة الكوميديا اليهودية في الديكتاتور اكثر مما تتجلى في الفيلمين السابقين وهو ايضا خروج على الأسلوب السينمائي لكوهين حيث يعتبر كوهين أن جزء من الشخصية الديكتاتورية لاي ديكتاتور عربي او مسلم هي انه يريد ان يقضي على اسرائيل سواء حربيا او نوويا وهي بالطبع نظرة سياسية قاصرة لكنها متقبلة ضمن الاطار الكوميدي العام للفيلم فليس كل ديكتاتور عربي او مسلم يريد القاء اسرائيل في البحر والرئيس المصري السابق كان على علاقة طيبة بها والقذافي الذي يستلهم منه كوهين الكثير من ملامحه الشخصية والدكتاتورية مثل الحرس النسائي الخاص وزي المرشالية والغنا البترولي الفاحش اصدر كتابا بعنوان اسراطين يؤسس فيه لنظرية الدولتين التي تبناها وحتى ايران نفسها لا تواجه اسرئيل علنا ولا تفصح عن رغبتها في تدميرها إنما اسرائيل هي التي تتحرش بها طول الوقت صحيح ان ايران تمول حزب الله ولكن السياسة الخارجية المعلنة من دولة نووية كالتي يرأسها الديكتاتورعلاء الدين/ كوهين لم توجد سوى منذ عشرين عاما عندما اطلق صدام حسين بعض صواريخه الأسكود على اسرائيل اثناء حرب الخليج ليضمن مؤازة العرب.

تيمة مكررة

انتهج كوهين في افلامه السابقة تيمة اساسية وهي نقد الحلم الأمريكي سواء من خلال شخصية الشاب الكزاخستاني القادم ليتعلم من امريكا مبادئ الحضارة والنهضة فيكتشف ونكتشف معه خواء هذا المجتمع الاجتماعي والروحي من خلال الاحتكاك بعناصر بشرية واجتماعية واقعية والدخول معهم في مواقف كوميدية تعتمد على الأرتجال وسرعة البديهة, وكذلك من خلال شخصية مصمم الأزياء المخنث" برونو"الذي يفضح العفن النفسي والشعوري للمجتمع الامريكي عبر رحلته داخل المجتمع الجنسي السفلي بما فيه من شذوذ وتبادل زوجات وعلاقات محرمة وكلها ايضا كانت عناصر بشرية واجتماعية حقيقية كحضوره حفل حقيقي للجنس الجماعي.

في الديكتاتور يحافظ كوهين على فكرة تكوين شخصية غرائيبة شاذة السلوك جريئة لديها منطق خاص لا تتورع عن تطبيقه, لكنه يتخلى هنا عن العناصر التسجيلية التي اعتمد عليها في تعرية المجتمع الأمريكي ويعتمد على صياغة مواقف سينمائية ايهامية بعيدا عن عنصر الواقع الذي كان جزء من قوة الطرح السياسي والاجتماعي الذي قدمه في الفيلمين السابقين.

احداث الفيلم تدور حول شخصية الدكتاتور علاء الدين قائد احدى الدول الشرقية والذي هو خليط من صدام حسين والقذافي ومبارك واحمد نجاد, وعلاء الدين شاب مسلم يستغل الدين في بسط نفوذه الديكتاتوري متخذا من اللحية رمز ديني وسياسي في نفس الوقت وعلى غرار التيمة الكلاسيكية الشهيرة للزعيم الذي يغيب او يُقتل فيأتون ببديل له لكنه اخرق لا يدري شيئا لمجرد ان يتم السيطرة عليه من قبل بطانة النظام المتمثلة في عم علاء الدين وولي العهد الأصلي للبلاد, يتم التخلص من علاء الدين بحلق ذقنه والقاءه تائها في شوارع امريكا من اجل السيطرة على الحكم و كتابة دستور جديد للبلاد يضمن بيع النفط للغرب.

يتعامل كوهين مع التيمة بالعكس فبدلا من ان نتتبع حياة البديل في الحكم نتتبع حياة علاء الدين الذي يعمل في احد المحال التجارية التي تمتلكه ناشطة امريكية تدافع عن كل شئ واي شئ وهي جزء من منظومة المجتمع المدني الامريكي الذي يسخر منه كوهين ضمن سخريته من عناصر امريكية اخرى فهي تعيش في مكان فوضوي يضم لاجئين من دول اجنبية في منتهى الغباء الانساني كما انها لا تتمكن من توظيفهم بشكل سليم ولا تستغل امكانياتهم.

حلاوة الديكتاتورية

يستمر كوهين في سخريته من المجتمع الأمريكي إلى جانب تمسخره على المجتمعات العربية والأسلامية التي لا تزال تعيش في ظل ديكتاتوريات غبية, فيسخر من ذعر الامريكان من مجرد اسم اسامة بن لادن حتى لو كان المتحدثون يتكلمون بالعبرية مثل مشهد حديثه مع مرافقه العالم النووي في جولة بالطائرة فوق تمثال الحرية مع سياح اخرين, ومثل قدرته على النجاح في ادارة السوبر ماركت الخاص بالناشطة الامريكية عندما يديره بشكل شمولي يتمكن معه من تحقيق نظام جيد وناجح له بل انه ينجح في توظيف قدرات الاجئين الاخرين معه بدون اي ديموقراطية, وعندما يتمكن من استرجاع منصبه ويرفض توقيع الدستور ويتحدث للامريكان عن مزايا الديكتاتورية نجد الكاميرا تركز على انبهار السياسيين والصحفيين الامريكان الجالسين امامه بما يقوله عن تزوير الانتخابات والحكم المطلق والقضاء على المعارضة بسهولة والحصول على ثروات الدولة.

إلى جانب سخريته من الأعلام التحليلي الامريكي الذي يحاول ايجاد تفسير سياسي مقنن لكل تصرف يصدر على الشاشة عبر محللين اغبياء وغير احترافيين, ان كوهين يستمر في نقده للمجتمع الأمريكي ولكن بنكهة عربية مخلوطة بالكوميديا اليهودية.

بل انه يسخر ايضا من عنصرية المجتمع الأمريكي من خلال شخصية الحارس الخاص المعين من الامم المتحدة لحماية الديكتاتور عندما يقول لعلاء الدين انه يحتقر كل ما هو عربي فيقول له انني لست عربيا فيقول له احتقر كل ما هو يهودي فيقول له لست يهودي فيقول له احتقر كل ما هو غير امريكيو وهي جملة ساخرة لكنها معبرة عن النظرة الفوقية الأمريكية للعرقيات والأمم الاخرى وهي النظرة التي اسس لها كوهين في افلامه السابقة.

ومن مشاهد الفيلم التي تبلور فكرة الكوميديا اليهودية بشكل ساخر هو مشهد تبول بديل علاء الدين في الامم المتحدة داخل احد الأواني الخاصة بالماء ثم محاولته جعل مندوب اسرائيل شرب هذا الاناء الملئ بالبول ثم دلق البول عليه, هذا المشهد يتم تحليله من قبل الاعلام الامريكي داخل الفيلم على انه تحرش سياسي من الزعيم الشرقي بالدولة العبرية التي يحاول العالم كله حمايتها من اسلحته النووية بينما هو في قمة الغباء وكل ما يريده ان يكون رأس الصاروخ النووي مدبب وليس مدور.

اسلحة كوهين

يعتمد ساشا كوهين في كل افلامه على الأفهيات الجنسية الفاضحة سواء اللفظية أو الجسدية وفي فيلمه السابق"برونو"بنى الفيلم على كون الشخصية الرئيسية شاذة تتجول داخل مجتمع الجنس الامريكي وفي الديكتاتور لا يفوته ان يقدم مشاهد مثل مشهد حلب بديل الديكتاتور لاحدى العاهرات مثل الماعز بدلا من مضاجعتها لأنه في الأصل راع غنم أو مشهد ظهور العضو التناسلي لكوهين عندما يحاول التسلل إلى جناح البديل كي يستعيد مكانته السلطوية او مشاهد تعلمه كيف يمارس العادة السرية على يد الناشطة الامريكية وهي ايضا جزء من السخرية من منظمات العمل المدني الامريكية, إلى جانب الافيهات الجنسية اللفظية التي يقولها بالعربية والانجليزية والعبرية.

هذا اللون من الكوميديا الجنسية يجعل متابعة الفيلم في دور العرض المصرية والعربية شديد الصعوبة نتيجة حذوفات الرقابة بخصوص الاداب العامة لكن يظل الفيلم احد ثلاثية هامة في النقد السياسي والاجتماعي لامريكا خاصة مع التركيز على ان توقيع دستور دولة الديكتاتور كل الغرض منه السيطرة على منابع النفط وليس انقاذ شعبه وهو جزء اساسي من سياسية امريكا والتي تبلورت عبر احتلال العراق وهجوم الناتو على ليبيا ودعم النظام السعودي وحماية اسرائيل.

الجزيرة الوثائقية في

03/09/2012

 

الموت لا ينتظر أحدا!

قراءة نقدية في فلم "غوبل" للمخرجة الرومانية رالوكا ديفيد

عدنان حسين أحمد

لم ينبع فوز فلم "غوبل" للمخرجة الرومانية رالوكا ديفيد بجائزة أحسن فلم روائي قصير من فراغ، فهو الفلم الروائي الأكثر تميّزاً في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة بمهرجان الإسماعيلية السينمائي الخامس عشر. يقترب الفلم الروائي القصير في تقنياته الفنية من القصائد القصيرة جداً التي تحتاج إلى تركيز في الفكرة، وتكثيف في الصور البصرية الدّالة والمعبِّرة. يمكننا تلخيص القصة السينمائية بأن رجلاً يعود من برلين بعد ستين عاماً من غيابه إلى بيته وقريته الرومانية "دوروليا" لكي يرتِّب طقوس دفنه إذا ما وافته المنية، ولكن منْ منا يعرف متى يأتيه "هادم اللذّات ومفرِّق الجماعات"؟ إذاً، فالموت يدهمنا فجأة، ولا ينتظر من ضحيته أن يكون متهيئاً أو واقفاً على أهبة الاستعداد. من هنا فإن القدَر الذي يتساوى فيه الجميع هو الموت، ولا دخل للسلطة أو الجاه أو الثراء أو المنزلة الاجتماعية بتقديمه لحظة أو تأخيرة هنيهة. فكل البشر يتساوون أمام لحظة الموت، مثلما يتساوون في أبديتهم، ولا تنفع التوابيت الفخمة أو القبور المشيّدة في المحافظة على جثامينهم التي سوف تصبح طُعماً لديدان الأرض وحشراتها. قد تبدو قصة هذا الفلم مألوفة لأنها تحدث أمام المتلقين مئات وربما آلاف المرّات فكيف تتخلّص كاتبة السيناريو ومخرجة الفلم رالوكا ديفيد من خانق الموضوع المألوف الذي لا ينطوي على شيء جديد؟.

لابد لرالوكا أن تلوي عنق الفكرة لكي تقودها صوب الاتجاه الذي تريده، وهذا الأمر لا يتم إلاّ بضربة فنية تقود فيها المتلقين إلى ما ينسف توقعاتهم الاعتيادية فنرى صانع التوابيت الذي يعده بأفضل تابوت على وجه الأرض، والنائحات اللواتي سوف ينُحْنَ وهنّ يُسْمعنهُ مقاطع حزينة تقطّع نياط القلب، والمُلقِّن الذي سوف يقرأ على جثمانه بعض الصلوات التي قد تخفِّف عنه ظلمة القبر، وتؤنس وحشته حين تستعيده الأرض إلى رحمها الأزلي الأول. كل هذه كل الأحداث تقع ضمن سياقات الكوميديا السوداء المرّة واللاذعة. فعلى الرغم من كل الاستعدادات المشار إليها سلفاً إلاّ إن هذا الشخص الطاعن في السن يموت وحيداً وهو جالس على كرسيّه، وهذا هو لغز الموت الذي يأتينا فجأة ومن دون مقدمات. لم يقتصر نجاح كاتبة السيناريو ومخرجة الفلم على حبكة القصة السينمائية وليّ عنقها بطريقة فنية مذهلة حسب، وإنما تعداها هذا النجاح إلى براعة التصوير الذي كان مُتقناً وخالياً من الأخطاء، كما ذكر أحد أعضاء لجنة التحكيم لحظة إسناد الجائزة، فالمصور فاركاس فيليب كان متمكناً من أدواته التقنية إلى درجة لافتة للانتباه، كما أنه يتوفر على عين سينمائية ثاقبة لا تميل إلى تصوير الثرثرات البصرية التي تُثقل كاهل أي فلم إبداعي. لابد من التنويه أيضاً إلى أهمية الفوكلور الروماني بأغانيه المعبّرة، ورقصاته الجميلة، وصلواته الآسرة في مدّ قصة الفلم بزخم إضافي ينطوي على محمولات جمالية وفنية أمتعت المُشاهدين على مدار الفلم القصير الذي لم تجتز مدته العشرين دقيقة. بقي أن نقول إن رالوكا ديفيد هي خريجة، قسم السينما والتصوير والإعلام في معهد الفنون المسرحية والتلفزيون. عملت متطوعة في منتدى ترانسلفانيا لمدة ثلاث سنوات، وفازت بجائزة أفضل مخرج وسيناريست في مهرجان برينال للمواهب عام 2012. وقد سُلطت عليها الأضواء الإعلامية مجدداً إثر فوزها بجائزة أفضل فلم روائي قصير في الدورة الخامسة عشر لمهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي.

خلاصة القول إن الفلم الروائي القصير يجب أن يكون مُركّزاً ومُكثفاً، وعلى المخرج أن يستعمل لغة بصرية خالصة تحيل إلى السينما، وتنأى عن "الخطاب الأدبي" لكي توفر للمتلقي متعة بصرية وذهنية في آنٍ معاً. لابد من الإشارة إلى أن الأفلام الروائية القصيرة تصنع من قِبَل مخرجين مستقلين لا يتوخون الأرباح المادية، وتُنجَز لأفلامهم غالباً بميزانيات صغيرة جداً أو من دون ميزانية في بعض الأحيان، وهناك حالات نادرة واستثنائية جداً حينما تُسنَد ميزانية كبيرة لانتاج فلم روائي قصير! أما الأمكنة الحقيقية التي تُعرَض فيها هذه الأفلام الروائية القصيرة فهي المهرجانات المحلية والإقليمية والعالمية.

الجزيرة الوثائقية في

03/09/2012

 

 

اختفاء المنتج السينمائي السوري عروة نيربيه:

المنتج السينمائي السوري عروة نيربيه في قفص الأسد

شارلوت بانك  ــ  ترجمة: رائد الباش

مراجعة: هشام العدم  

اختفى الناشط والمنتج السينمائي ومدير مهرجان "دوكس بوكس" السوري عروة نيربيه من دون أي أثر في المطار وهو في طريقه من دمشق إلى القاهرة. وعلى الأرجح أنَّه اعتُقل في مطار دمشق من قبل قوَّات الأمن السورية، إذ إن اعتقاله هذا لا يشكِّل حالة فردية حسب ما توضحه شارلوت بانك في تقريرها التالي.

أسَّس المنتج السينمائي السوري عروة نيربيه بالاشتراك مع زوجته الفنَّانة ومخرجة الأفلام الوثائقية ديانا الجيرودي في عام 2002 شركة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني المستقلة "بروأكشن" وقد فتح من خلال ذلك آفاقًا جديدة في سوريا التي كانت تحتكر فيها الدولة حتى ذلك الحين الإنتاج السينمائي والتفزيوني برمَّته. وبذلك أصبحت "شركة بروأكشن" ركنًا مهمًا من أركان المشهد السينمائي المستقل والناشئ في سوريا والمستلهم من أعمال المخرج السوري عمر أميرلاي الذي توفي في العام الماضي 2011.

وفي عام 2008 أسَّس عروة نيربيه وديانا الجيرودي مهرجان الأفلام الوثائقية الإبداعية الدولي "دوكس بوكس" الذي واصل نموَّه في الأعوام التالية وسرعان ما أصبح معروفًا خارج حدود المنطقة. وفي الأعوام الأخيرة لعبت ورشات العمل والنشاطات الأخرى دورًا ازدادت أهميته باستمرار بالنسبة للمخرجين السوريين الشباب الطموحين، وقد أبرز ذلك أهمية هذا المهرجان بالنسبة للمشهد السينمائي الحديث في البلاد.

احتجاجات على عنف النظام

مؤرِّخة الثورة الشعبية السورية - تابعت الكاتبة سمر يزبك التي تعدّ ابنة لعائلة علوية مرموقة الحركة الديمقراطية في وطنها طيلة ثلاثة أشهر قبل أن تضطر إلى مغادرة البلاد والهجرة إلى فرنسا.

كثيرًا ما شارك عروة نيربيه إلى جانب عمله في مشاريعه الخاصة كعضو في لجان تحكيم لمهرجانات سينمائية في أوروبا والشرق الأوسط. وهذه العلاقات الدولية مكَّنته هو وزملاءه في مهرجان "دوكس بوكس" من نقل الدورة الخامسة من مهرجان "دوكس بوكس" والتي من المزمع إقامتها في شهر آذار/مارس إلى الوسط السينمائي الدولي - احتجاجًا على أعمال العنف المستمرة في سوريا وكذلك على تنكيل النظام بالمدنيين وبالإضافة أيضًا إلى احتجاجه على سلبية المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة السورية.

وبدلاً من عرض أفلام وثائقية دولية في سوريا مثلما جرت العادة في الأعوام السابقة، تم وبالتعاون مع مهرجانات للأفلام الوثائقية في جميع أنحاء العالم عرض مختارات من الأفلام الوثائقية السورية ضمن فعالية أطلق عليها اسم "يوم دوكس بوكس العالمي". وكان الهدف المعلن لهذه الفعالية إطلاع العالم على "عدم تمكّن الظلم والفقر والعزلة من منع الناس من مواصلة حياتهم بشجاعة فائقة وإصرار وكرامة".

الشجاعة في الأوقات الصعبة

الفن ضد النظام...سلاح الثقافة والفن وفي شهر آذار/مارس الماضي تم منح "جائزة EDN" الخاصة "بشبكة الأفلام الوثائقية الأوروبية" إلى ديانا الجيرودي وعروة نيربيه وكذلك لفريق مهرجان "دوكس بوكس". وهذه الجائزة كان يتم منحها في العادة تكريمًا للإنجازات الخاصة في تطوير مشهد الأفلام الوثائقية الأوروبية. وفي هذا العام برَّرت المنظمة القائمة على منح هذه الجائزة والتي تتخِّذ من الدنمارك مقرًا لها قرار منح الجائزة لمهرجان سينمائي غير أوروبي برغبتها في تكريم مجموعة من الأشخاص الشجعان الذين يتميَّزون برؤى فريدة من نوعها وبإرادة قوية - أشخاص لا يستسلمون في الأوقات الصعبة، بل يظهرون شجاعتهم ويتصدّون للعنف ويبحثون عن حلول خلاَّقة.

وعروة نيربيه ليس أوَّل فنَّان ومبدع ثقافي سوري يعاني من قسوة النظام. فقد تم في شهر آب/أغسطس من العام الماضي اختطاف رسَّام الكاريكاتير السوري علي فرزات من قبل شبيحة النظام الذين ضربوه بطريقة وحشية، وفي شهر أيَّار/مايو من هذا العام تم قتل المخرج السوري الشاب باسل شحادة رميًا بالرصاص في مدينة حمص، حيث كان يوثِّق بكاميرته الاحتجاجات وقمعها من قبل النظام.

مستهدفون من النظام

وفي العام الماضي اضطرَّت الكاتبة سمر يزبك إلى مغادرة البلاد وذلك بعد أن عبَّرت عن معارضتها للنظام وصارت تخشى على سلامتها وسلامة أطفالها. وكذلك اضطر المخرج المعروف محمد أسامة إلى مغادرة البلاد. وهذه ليست إلاَّ مجرَّد أمثلة قليلة على الوحشية التي يحاول من خلالها النظام السوري إسكات معارضيه.

ومنذ بدء الاحتجاجات في سوريا في بداية العام الماضي 2011 بذل عروة نيربيه ما في وسعه للدفاع عن الحرِّيات والحقوق المدنية في وطنه سوريا، وكان يستخدم في ذلك علاقاته واتصالاته الدولية. والآن تسعى عائلته وأصدقاؤه وزملاؤه إلى حشد هذه العلاقات وذلك من خلال مطالبتهم في مواقع شبكات التواصل الاجتماعية المخرجين والفنَّانين العمل من أجل الإفراج عن زميلهم عروة نيربيه وعن آلاف المعتقلين السياسيين في سوريا.

حقوق النشر: قنطرة 2012

موقع "قنطرة" في

03/09/2012

 

مشاهدون وصفوا الفيلم بـ «الممتع» ومنحوه من 8 إلى 10 درجات

«صحوة فارس الظلام».. ختام مبهـر لثلاثية «باتمان»

علا الشيخ - دبي 

تحفة فنية.. تعبير يكاد أن يكون غير ملائم لوصف فيلم يعتمد في صناعته على المؤثرات الصوتية والحركية، إضافة إلى خاصية الثلاثية الأبعاد، فالجزء الثالث من سلسلة أفلام «باتمان»، الذي حمل عنوان «صحوة فارس الظلام» استطاع ان يعطي احســاساً بجمالية كل العناصر الفنيــة التي اجتمعت في الفيلم، والمعروض حالياً في دور السينما المحلية.

مشاهدو الفيلم، صغاراً وكباراً، عبروا عن المتعة التي أصابتهم ليس فقط نتيجة أداء ممثليه، بل تحدثوا عن الجانب البصري والصوتي وحتى الموسيقى، إضافة إلى الحكاية الدرامية، واعتبروا الفيلم أفضل ختام لثلاثية «باتمان»، ومنحوه علامة راوحت بين ثماني و10 درجات. و«صحوة فارس الظلام» يبدأ من حيث انتهى الجزء الثاني قبل ست سنوات، بعد أن قاتل ضابط الشرطة وقرر الاختباء عن اعين الناس، لكنه يعود مرة اخرى بعد ان علم ان شريراً يدعى باين يريد ان يدمر مدينة جوثان، فيعود باتمان كي يساعد أهل مدينته وانقاذهم. الفيلم من سيناريو وإخراج كريستور نولان وبطولة آن هاثوايو كريستان بال، وجوزيف جوردن.

بداية الفكرة

يذكّر الفيلم المشاهدين بأن سبب اختفاء باتمان في نهاية الجزء الثاني، عندما قتل المدعي العام هارفي دينيت، حين لم يعلم انه شرطي، فغضب سكان مدينة جوثان منه، واضطر الى الاختباء لمدة ثماني سنوات، ويظهر الفيلم باتمان وهو متكيف مع حياته الجديدة الى أن يسمع بقدوم رجل يدعى باين.

(أم عبيد، 44عاماً) قالت: «اصطحبت ابنائي الذين يحبون شخصية باتمان وانا أشعر بالورطة، الا أنني صدمت من اعجابي الشديد بالفيلم بكل عناصره الفنية»، مانحة اياه مثل ابنها (عبيد، 15 عاما) 10 درجات.

في المقابل، قال عبدالله الهواري، 27 عاماً: «شاهدت الجزأين السابقين، الا أن هذا الجزء فيه نكهة خاصة مليئة بالامور المدهشة والممتعة»، مانحاً اياه ثماني درجات.

وبما أن الفيلم حاول أن يعيد الذاكرة الى مشاهديه، فمن الجميل ذكر قصة بداية فكرة الفيلم، فالمخرج البريطاني كريستوفر نولان وصاحب فيلمي تذكار والبداية، وغيرهما، حوّل الشخصية الخيالية التي ابتكرها رسام القصص المصورة جيري روبنسون الى هذا الشكل، خصوصاً بعد ان احبها الأطفال في المجلات المصورة.

قام نولان في السنوات الماضية باستغلال تلك الشخصية الخيالية في كتابة واخراج ثلاثة أفلام تحكي عن مدينة «جوثان» التي تتعرض دائما لمؤامرات الأشرار الذين يسعون للسيطرة على أهل المدينة، ولا يقضي على هؤلاء الأشرار إلا الرجل الوطواط ذو القدرات الخارقة وغير الطبيعية، ويحاربهم وتعود المدينة الى السلام مرة أخرى.

سمية البتيني، 30 عاما، قالت: «على الرغم من أنني فتاة، لكنني كنت مدمنة على قصص باتمان»، وأضافت «هذا الجزء جميل جداً وأحببته أكثر من سابقيه»، مانحة اياه 10 درجات. في المقابل، قال الطفل باسل عبدالحميد، تسع سنوات، والذي كان يرقص فرحاً لمشاهدته الفيلم: «الفيلم جميل جدا وهو هدية مناسبة لي من والدي قبيل بدء المدرسة»، مانحاً اياه 10 درجات.

المرأة القطة

يصل الرجل الشرير باين الى المدينة في سعيه لنشر الفوضى فيها كي يسيطر عليها، ولا يستطيع أحد أن يقف أمامه حتى رجال ونساء الشرطة، والجميع يبدأ البحث عن باتمان الذي يحتاج الى تدريب كبير كي ينجح في مهمته، فهو في غياب عن القتال مدة ثماني سنوات، ويكتشف هذا الضعف في محاولات قتالية عدة بينه وبين باين الذي يهزمه بل ويحبسه تحت الأرض، فيقرر باتمان التدرب مرة أخرى على فنون القتال ويستعين هذه المرة بالمرأة القطة.

اثارت المرأة القطة اعجاب سعادة محمد، 28 عاما، «شعرت أن وجودها أعطى نكهة انثوية للفيلم تسهم في ترغيب الاناث لمشاهدة هذه النوعية من الأفلام التي يحبها الذكور أكثر»، مانحة اياه ثماني درجات.

ومن أجمل المشاهد بالنسبة الى طارق الحمادي، 30 عاما، «عندما ظهر البطل كريستان بال دون قناع»، موضحاً «رأيت في هذا المشهد نقلة نوعية في ترسيخ صورة باتمان والتذكر دوما أن الانسان هو الأصل»، مانحاً الفيلم تسع درجات.

واشار صديقه نعمان المر، 27 عاما، الى أن دور آن هاثواي كان مميزاً «رشيقة وشاردة مثل القطة تماماً»، مانحا الفيلم 10 درجات.

وقال الطفل يزيد عدنان، 12 عاماً: «الفيلم جميل جدا ودور المرأة القطة كان ممتعاً»، مؤكداً «الفيلم يريد أن يقول إن الخير ينتصر دائما» مانحاً الفيلم 10 درجات. في المقابل، أكدت الاختان تالة ونها سلامة، 16 و14 عاماً، أن شخصية المرأة القطة أجمل ما في الفيلم، حيث اشارت تالة الى أن «هانثواي فنانة يليق بها هذا النوع من الأدوار، وهي بالفعل تشبه القطة»، وقالت إن «الفيلم بشكل عام جميل ويستحق أن يكون فيلما عائليا تجتمع حوله العائلة من كل الأعمار»، ومنحتا الفيلم ثماني درجات.

وبعيداً عن ذكر نهاية الفيلم التي تستحق إخفاءها للتشجيع على مشاهدته، كان للموسيقى التصويرية دور جميل ومؤثر في التسلسل الحركي للأحداث، اضافة الى ان المخرج ركز عليها كي يعطي تميزاً للجزء الجديد الذي طال انتظاره.

كليك

بعد مرور أيام على حادث إطلاق النار أثناء عرض فيلم «صحوة فارس الظلام» في الولايات المتحدة، أكدت كرستينا شرودر، وزيرة العائلة الألمانية، في حديث لمجلة دير شبيغل، أنه تجرى حاليا دراسة اقتراح بإصدار قانون يمنع الأطفال فوق سن السادسة من مشاهدة أفلام العنف دون صحبة شخص بالغ. ويستهدف القانون الجديد عدم السماح للوالدين باصطحاب الأطفال الذين هم دون سن الثانية عشرة لمشاهدة أفلام العنف في دور السينما. وقالت شرودر إنه سيتم وضع تصنيف جديد للأفلام يُمَكن الوالدين من التفرقة بين الأفلام العائلية الهادئة والأفلام التي تتضمن مشاهد عنف لا تناسب الأطفال الصغار.

حول الفيلم

يشهد فيلم صحوة فارس الظلام عودة فريق العمل الأساسي في الفيلم، والذي ظهر في الجزأين السابقين، وهم كريستيان بايل، مورغان فريمان، مايكل كين وغاري أولدمان.

تحدّث الرئيس الأميركي خلال حفلٍ خيري أقيم في منزل هارفي وينشتاين، في ولاية كونيتيكت أخيرا، عن انطباعاته حول الجزء الأخير من ثلاثية «باتمان» للمخرج كريستوفر نولان.

وأكثر ما نال إعجاب أوباما في الفيلم هو المرأة القطة، حيث أكّد الرئيس الأميركي الذي أذهله دور هاثاواي، والتي كانت بين الحاضرين في الحفل الخيري، قائلاً: «إنها مذهلة. لقد أتيحت لي الفرصة لمشاهدة (فارس الظلام). الأسطورة تولد من جديد، وأنها كانت أفضل ما في الفيلم. هذا هو رأيي الشخصي، بالتأكيد».

يقال إن هناك احتمال إنجاز فيلم عن المرأة القطة، تقوم ببطولته آن هاثاواي نفسها، وهو مشروع لا تستبعد الممثلة الجميلة أن يضمّ، بصورة أو بأخرى، الطاقم الفني ذاتهأ الذي أنجز فيلم «صحوة فارس الظلام». لكنه في الوقت الحالي، مازال المشروع مجرّد فكرة.

مواقع التصوير في أماكن عدة، منها بوخارست في رومانيا، وبلغت ميزانية الفيلم 250 مليون دولار أميركي.

أبطال الفيلم

آن هاثواي

ولدت عام ،1982 وكان والدها يعمل محامياً ووالدتها ممثلة، انتقلت مع عائلتها إلى ميلبرن، نيوجيرسي، عندما كان عمرها ست سنوات، وهي الابنة الوسطى لشقيقين، وقد نشأت هاثاواي على تربية كاثوليكية وأرادت أن تكون راهبة منذ طفولتها.

لكنها اشتركت بدعم من والدتها في برنامج مونتيسوري في بروكلين هايتس بفترة مراهقتها، وقد كان أول ظهور لها عام ،1999 بالمسلسل التلفزيوني (جيت ريال) وشاركت في أفلام العائلة لثلاثة مواسم، وكان لدورها بفيلم «الشيطان يرتدي رداء» أثر في شهرتها رشحت لجائزة الأوسكار عن دورها بفيلم «راشيل جيتنج تتزوج»، ونالت عنه العديد من الجوائز، وقد تنوعت أدوارها بين المسرح والتلفزيون والسينما، وكان لعلاقتها بتاجر العقارات الإيطالي رافايللو فوليري الذي انفصلت عنه في 2008 أثر كبير في اشتراكها بالعديد من الجمعيات الخيرية. كريستال بال

ولد الممثل عام ،1974 بيمبروكشاير، ببريطانيا، ينحدر اصله إلى جنوب إفريقيا، حيث والده ديفيد بيل الذي يعمل في مجال الإعلانات، ووالدته جيني جيمس التي تعمل راقصة استعراضية. لدى كريستيان أربعة اشقاء، ولكريستيان جذور طويلة وعريقة في عالم الفن، حيث شقيقه أريك موسيقار وشقيقته لويسي ممثلة ومخرجة، وقد انتقل بيل بين العديد من الدول، منها امريكا والبرتغال وبريطانيا. ودرس بيل المرحلة الابتدائية بويلز، وتعلم في طفولته فن الباليه، وعزف الغيتار، وشجعه والده على المضي قدماً في اثبات موهبته الفنية.

كانت بدايته في التمثيل من خلال إعلان تجاري في عام ،1982 عندما كان في الثامنة من العمر. كان أول ظهور له في السينما بسن 13 عاماً، عند قيامه بدور البطولة في فيلم إمبراطورية الشمس من إخراج ستيفن سبيلبرغ في 29 يناير .2000 تزوج بيل من عارضة الأزياء والماكييرة ساندرا سيبي بلازك، ولديهما ابنة تدعى إملين. مورغان فريمان

ولد عام ،1937 وحضر مورغان بمدرسة السلاح الجوي الاميركي ميكانيكياً بين عامي 1955 و،1959 وحصل على رخصة طيار خاص. وكان اول ظهور له على خشبة المسرح في برودواي الموسيقية، ثم انتقل إلى شاشات التلفزيون. وقدم العديد من الشخصيات المتنوعة، منها دوره في «يوليوس قيصر» عام ،1979 وواصل مورغان نجوميته وانطلق إلى عالم السينما في التألق بين الأدوار المختلفة، فقدم أمير اللصوص في «روبن هود» عام ،1991 وفي عام 2005 اشترك مع نظيره كلينت ايستوود، فقدما «بيبي بمليون دولار». تزوج مورغان من أدير جانتي برادشو حتى عام ،1979 ولديهما طفلان، ثم تزوج من ميرنا كولي لي حتى عام .2010

الإمارات اليوم في

03/09/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)