محمد هنيدى حالة خاصة فى الأداء الكوميدى، نجاحه فى فيلم «اسماعيلية
رايح جاى» منح جيله شهادة اعتماد من الجمهور وشركات الانتاج، وخلقت جيلاً
آخر يمكن الاعتماد عليه فى السينما المصرية غير الجيل الكلاسيكى الذي
سبقهم، فكان نقطة مفصلية بين الكبار والشباب، انزوى بعدها الكبار جانبا إلا
قليلا،
هو صاحب موهبة فطرية جعلته يتألق فى كل عام بفكرة جديدة كوميدية وهذا
العام يعرض له فيلم «تيته رهيبة» والذى تخطى حاجز الـ 10 ملايين جنيه منذ
عرضه، صاحب رؤية مختلفة فى اعتماده على عودة الكبار وتقديم وجوه جديدة
بالاضافة لاختياره كوميديا محترمة تصلح للأسرة وبعيدة عن شعار «للكبار
فقط»، سألناه عن فيلمه:
·
بفيلم « تيته رهيبة» تع تمد على
واقعية العمر.. ومع بداية الفيلم يعلن الجد أن حفيده وصل لسن الأربعين، وهو
ما يقارب سنك الحقيقى.. ألم تتخوف من حصرك فى هذه الفئة العمرية من
الأدوار؟
- أنا لا أضع فى اعتبارى فكرة السن، والفنان يقدم الدور كما كتبه
المؤلف بكافة التفاصيل العمرية والشخصية، وأنا لا أخفى عمرى ولا أحتاج
لذلك، وأنا لا أحب التصابى والفنان يقدم ما يتناسب مع شكل الشخصية التى
يجسدها، بما يتوافق مع شكله وامكانياته.
·
ما هي رسالتك التى أردت تقديمها
خلال الفيلم؟
- الفيلم يحمل رسائل كثيرة، أهمها أننا نعيش مع أفراد تكبرنا سنا
وسنكون فى يوم من الأيام مثلهم ولا يمكن أن نتعامل معهم بشكل يغضبهم حتى لو
لم يتقبلوا واقعنا، الفيلم يوضح فى النهاية أننا لن نعرف أهميتهم إلا عندما
يضيعوا منا فهو يؤكد أن الانسان لابد أن يكون لديه كبير ينفذ كلامه، ورؤوف
يقدم رسالة أن عقدته من السيدات جعلته يكره الزواج.
·
أعدت سميحة أيوب، وعبد الرحمن
أبو زهرة، وقبلهما ليلى طاهر.. هل هذا دور تلعبه لإعادة الكبار الى
السينما؟
- المرحلة العمرية فى الأفلام هى التى تفرض هذه الشخصيات والتى
اعتبرها إضافة لى وأنا سعيد لمجرد موافقتهم مشاركتى البطولة لأننا تربينا
على فنهم، وحقيقة هم يعطون قيمة كبيرة للفيلم ويرفعون من نسبة الإيرادات
فيه، بالاضافة الى أنهم تاريخ عظيم والجميع يحبونهم، وأنا مازلت أتعلم منهم
حتى الآن.
·
لكن ال بعض انتقد سميحة أيوب فى
الكوميديا خاصة وهى ترتدى ملابس بلياتشو شرير.. رغم براعتها فى تقديم أدوار
تراجيدية مسرحية؟
- الممثل هو من يقدم الكوميديا وليس الكوميديا هى التى تفرض نفسها،
وهناك فنان تكون لديه قدرة خارقة على الكوميديا ويقدمها بشكل سيئ، لكن
التراجيديان عندما يقدم كوميديا فتكون معتمدة على التمثيل أكثر منها
الإفيهات، وسميحة أيوب قامة كبيرة جدا وأثناء كتابة الفيلم لم أر أمامى
شخصية يمكن أن تجسد هذا الدور إلا الفنانة العظيمة أولا لأن الشخصية
المفترض أنها رهيبة ولا تضحك وهو ما توافر فى الفنانة العظيمة بالاضافة إلى
أنها فور قراءتها للسيناريو وافقت بسرعة لأن الدور ليس كوميديا لكنه يعتمد
على ظهور الشخصية مخيفة.
·
لماذا تعتمد على تقديم
سيناريوهات لمؤلفين معروفين، وترفض التجارب الحديثة؟
- فى العمل أنا أعتمد على مكونات الفيلم الجيدة أولا شركة انتاج جيدة،
وسيناريو جيد ومخرج قوى حتى يخرج العمل فيلماً جيداً، وأنا لا أسعى وراء
اسم المؤلف أنا أسعى وراء السيناريو الجيد، عندما قدمت «رمضان مبروك أبو
العلمين حمودة» مع يوسف معاطى لم اختره لاسمه لكن لأنه سيناريو جيد بفكرة
متميزة تستحق ان أعود من خلالها، وحقيقة يوسف معاطى مؤلف له خصوصية لأننى
منذ بدايتى معه وأنا أراه رجلاً يحب العمل وأتذكر له وقت كتابة سيناريو
مسلسل «أمير البحار» عرض على الفكرة واليوم التالى سافر الى الاسكندرية
ليزور الأكاديمية أنا أنتظر فكرة جيدة مهما كان اسم المؤلف.
·
الكوميديا عادة لا تعتمد على
الرسائل المباشرة، وبالرغم من ذلك قدمت رسالة الفيلم بشكل اخبارى مباشر، هل
ترى أن هذا عيب فى الفيلم؟
- على العكس الرسالة المباشرة، أفضل لاننى أريد من الجمهور ان يتفهم
شيئاً معيناً ولذلك كان مشهد رؤوف بندمه على وفاة جدته أمراً مؤثراً جداً،
وأحيانا الرسالة المباشرة تكون شديدة الواقعية.
·
هل تتابع السيناريو أثناء
كتابته؟
- أحب أن يخرج العمل من ورشة عمل ففى كل أسبوع أقرأ المشاهد التى تم
كتابتها ويتم الاعداد للفيلم فى وقت طويل حتى يخرج بشكل محترم يعجب
الجمهور، لأن الاتفاق على العمل من البداية تجعل الممثل يفهم الشخصية جيدا
ويجهز لها.
·
هل تتعامل فقط مع فريق عمل؟
- على العكس أنا لا أحب أن يكون لى فريق عمل وأحب التجديد فأنا فى
فيلم «تيتة رهيبة» أتعامل مع المخرج سامح عبد العزيز للمرة الأولى، وفى كل
فيلم أظهر مع فنانين مختلفين.
·
تقدم وجوهاً جديدة فى كل عمل هل
هذا متعمد؟
- أنا وجيلى قدمونا فنانون كبار بأدوار صغيرة وأعطونا مساحتنا لإثبات
موهبتنا، لذلك لابد أن نعطى للشباب فرصتهم لإظهار نجوميتهم، خاصة أن فيلم «تيته
رهيبة» اشتمل على العديد من الوجوه الجديدة الناجحة.
·
البعض اعتبر مشهد النهاية فى
الفيلم غير مناسب للأحداث؟
- على العكس أنا أراه فكرة رائعة لأنه شرح رسالة خاصة وهى تلاحم الشعب
المصرى معا اذا اضطرت سيدة للولادة فى الطريق العام فماذا يفعل الشعب وقتها
وهذا يؤكد اننا شعب متماسك، وهى نهاية كتبها المؤلف واعتبرها استكمالاً
لرسالة الفيلم ونهاية غير متوقعة.
·
رغم أن الفيلم لمس بعض التغييرات
التى أصابت المجتمع المصرى بعد الثورة مثل توضيح الصورة الجيدة للشرطة، إلا
أنه لم يتناول أى أحداث تمس السياسة؟
- أنا لا أحب أن أتحدث عن أى رسائل سياسية واضحة لأن الفيلم كوميدى
ولا يتحمل ذلك والجمهور لديه برامج التوك شو ليتابع من خلالها الأحداث لكنه
لا يحتاج لفيلم كوميدى ليعيد عليه ما يحدث مرة أخرى.
·
بعض المشاهد كانت مهلهلة نتيجة
لأنها قصيرة فى بداية الفيلم لماذا؟
- لأن الفيلم يقدم رسالة واحدة مع تيتة وكل ما حدث فى بداية الفيلم
مقدمة للرسالة الرئيسية بالاضافة إلى أن مشهد وفاة عبد الرحمن أبو زهرة
«رومان» تحول لمشهد كوميدى وهذا مطلوب، أيضا ظهور دوللى شاهين كان لأنها
ضيفة شرف لذلك كان ثلاثة مشاهد فقط وبالتالى المشاهد أخذت وقتها فى الحيز
المطلوب.
·
كيف تخطيت مشهد الكلاب فى الفيلم
؟
لدى أزمة حقيقية فى التعامل مع الكلاب وانتابتنى فوبيا رهيبة أثناء
التصوير ولكنها كانت مدربة جيدا وأتعهد اننى لن اظهر مع كلاب على الشاشة
مرة أخرى.
·
فى كل افلامك يظهر معك نجم
يشاركك البطولة إما باسم سمرة أو ياسر جلال أو أشرف عبد الباقى هل تتخوف من
تحمل مسئولية فيلم؟
- فى كل الأفلام التى قدمها الكبار كان النجم الثانى أهم بكثير من
النجم الاول، وتركيبة الفيلم الكوميدى تحتاج لشخصية أخرى بجانبها وجميع من
يقدمون الفيلم ابطال، خاصة عندما يكونون بنفس القوة وحقيقة كل من شاركوا
معى كانوا ممثلين على درجة عالية من القوة آخرهم باسم السمرة الذى وصفته
بأنه توفيق الدقن لهذا الجيل، لأنه يحب شغله ويتقنه.
·
تعودنا فى كل فيلم ان تقدم
أغنية، لماذا لم تقدمها فى «تيتة رهيبة»؟
- لأن السيناريو لا يحتاج أغنية بالاضافة الى أن الشخصية لدغة فكيف
ستغنى، وعادة الأغانى تضيف للفيلم دعاية ولكن اذا كانت لها مبرر درامى،
خاصة اذا كانت أغانى للأطفال مثل التى قدمتها فى فيلم «عندليب الدقى».
·
لماذا اعتمدت على اللدغة ولوك
مختلف فى الشخصية؟
- عند تقديمى لأى شخصية أعتمد ان أظهر بشكل جديد فظهرت فى «أمير
البحار» بملابس قبطان وفول الصين العظيم بملابس صينى وعندليب الدقى بملابس
عربى وشخصية رؤوف فى فيلم «تيتة رهيبة» تحتاج ان تظهر بتفاصيل معايشة
للشخصية فهو «أهبل» ودائما يعيش فى كبت ومقهور، بسبب جدته لذلك لابد ان
تظهر الكاركتر مهلهلة.
·
حصرت نفسك فى الأدوار الكوميدية،
هل سيضطرك ذلك أحيانا لتقديم أفكار مكررة؟
- تقديم عمل كوميدى صعب فى الحصول على فكرته لذلك فأنا ابذل مجهوداً
كبيراً فى البحث عن فكرة وأحاول ان أناقش فى كل عام فكرة مختلفة، فأزمة
الفيلم فى البحث عن فكرة جديدة، واذا لم أجد فكرة مختلفة لن أقدم عملا.
·
لماذا تغيبت عن السينما منذ آخر
أعمالك «أمير البحار»؟
- كان مقرراً لفيلم «تيتة رهيبة» العرض العام الماضى لكن بسبب الأحداث
السياسية وانشغالى بتقديم مسلسل «رمضان مبروك» تم تأجيله لهذا العام وعرض
فى موسم عيد الفطر، وأنا لأول مرة أشارك فى هذا الموسم نتيجة لفشل موسم
الصيف، ولكنى وجدت أن الفيلم الجيد يحقق نجاحاً فى أى وقت يعرض فيه.
·
كيف ترى تصدرك للإيرادات على
«أحمد السقا» و«حمادة هلال»؟
- الحمد لله أن الجمهور سعيد بمشاهدة الفيلم وسعيد بمنافسة السقا
وحمادة هلال وكنت أتمنى لو يتواجد 10 أفلام فى الموسم الواحد لأن هذا انعاش
للسينما وأنا أتمنى أن تنهض السينما أيا كان من المستفيد لأن النجاح فى
النهاية للصناعة كلها، العام الماضى انزوت السينما نهائيا والمهم ان
السينما جمعت ايرادات فى العيد.
·
لماذا تتعمد تقديم كل أعمالك
للأسرة وتبتعد عن المشاهد الجريئة، رغم ان ذلك أحيانا يبعدك عن موضوعات
أكثر عمقا؟
- نوعية المواضيع التى أقدمها بعيدة عن المشاهد الخادشة، ولكن أحاول
أن أركز فى اختيار الالفاظ لأن الله جعل الأطفال يحبوننى بشكل خاص ولا يمكن
أن أقدم لهم ألفاظا خادشة يقلدونها وهذا ما أعيب عليه فى مسلسلات رمضان هذا
العام والتى اشتملت على ألفاظ تخدش الحياء أكثر من المشاهد الجنسية وهذا
حرام لأن العمل الدرامى يدخل الى المنزل ويشاهده الصغير قبل الكبير والله
سيسألنا عن هذه الرسالة.
·
هل أنت مع حرية الإبداع؟
- أنا مع حرية الابداع بما يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا وبعيداً عن
الحرمانية، فأنا لست ضد تقديم مشاهد جريئة فى السينما لكن ما لا أرضاه على
ابنائى لا ارضاه على غيرهم.
·
هل مازالت رسالة السينما تصل
للجمهور كما كانت؟
- مازال تأثير السينما قوياً ولكن هناك بعض الأفلام عندما تستخف بعقل
الجمهور تعطى انطباعاً عاماً بأن جميع الافلام كذلك ودائما المجال مفتوح فى
كل النوعيات.
·
لماذا لا يجتمع جيلك فى عمل
واحد؟
- لأن كل فنان يقدم فيلماً سنويا، ومشغول بفيلمه ولكن اذا طرأت فكرة
حديثة سنستمتع اذا عملنا مع بعض.
·
تعتمد دائما على مناقشة القومية
العربية فى جميع أعمالك. هل ترى انها رسالة لكل فنان لابد ان يقدمها؟
- بالطبع فى كل عمل لابد من قضية نناقشها لأن الدول كلها مرتبطة معا،
ولأن السينما مرآة المجتمع لابد ان تعرض ما يدور فيه، ولأننا عندما نناقش
قضية سياسية يكون وقعها أقوى من تقديمها فى اطار تراجيدى.
·
وما تعليقك على الاحداث السياسية
فى مصر الآن؟
- أنا مهموم بالسياسة ومتابع جيد جدا لها لكنى لا أتحدث فيها على
الاطلاق لأن فيها لغطاً شديداً وكل من يتحدث يتم تقويل كلام على لسانه نظرا
لأن الرؤية غير واضحة لأن الحابل اختلط بالنابل ولم أعد اعرف من الصح ومن
الخطأ لكنى مهموم بحال البلد وما وصلت إليه مصر وأتمنى أن تمر من ذلك
بسلام.
الوفد المصرية في
03/09/2012
سميحة أيوب:
تيتة رهيبة فيلم
أسري نظيف
انجي سمير
بعد غيابها عدة سنوات عن الساحة الفنية قررت الفنانة القديرة سميحة
ايوب ان
تعود مرة أخري الي السينما من خلال فيلم تيتة رهيبة الذي وصفته بأنه فيلم
محترم
ويقدم رسالة جيدة ولاتوجد به أي الفاظ خادشة للحياء
كما يوجد في معظم الافلام والمسلسلات المصرية كما انها سعيدة بردود الافعال
التي
تلقتها علي العمل مؤكدة ان سبب ابتعادها عن السينما أنها لا تجد السيناريو
المناسب
لها مضيفة ان الاعلانات الكثيرة هي سبب تراجع الدراما
الرمضانية هذا العام مشيرة
الي ان المسرح هو مرآة المجتمع وبالتالي تراجع لان البلد بأكمله تراجع وكان
هذا
الحوار مع الاهرام المسائي لمعرفة المزيد من ارائها...
·
ما هي أبرز ردود
الأفعال التي تلقتيها علي فيلمك تيتة رهيبة؟
** كانت ردود الأفعال كلها جيدة
وجاء لي كثير من المكالمات من معجبين ونجوم لكي يهنئونني علي
الفيلم حيث اشاد به
الجميع وهذا اسعدني كثيرا لأن هذا العمل بالفعل تم فيه بذل مجهود كبير
ويستحق هذا
النجاح لانه فيلم نظيف وينفع للاسرة ولاتوجد به الفاظ خادشة للحياء كما
يوجد في
معظم الافلام والمسلسلات المصرية وهذا الذي جعلني اوافق عليه
ولم أقلق من نجاحه
لانني كنت اثق ان كل منزل مصري سيدخل يشاهده دون ضيق أو استحياء من الفاظه
أو
مشاهده.
·
إذن.. ما هي معاييرك لاختيار
العمل الذي تشاركين فيه؟
*
يجب ان يكون محترما ومفيدا ويقدم رسالة مهمة للمشاهد وللمجتمع ويخاطف عقول
كل الاسر
المصرية وليس الشباب فقط وايضا يجب ان يبعد عن الابتذال ولانني لم اجد هذه
المعايير
منذ فترة كان الحل الوحيد أن ابتعد عن السينما حتي أجد
السيناريو المناسب.
·
قيل انك كنت تخشين التعامل مع
الكلاب التي ظهرت معك في الفيلم؟
* بالفعل انا
بخاف جدا من الكلاب ولكن تدربت كثيرا علي كيفية التعامل معها والحديث اليها
خاصة أن
الكلاب كانت متدربة جيدا وبالتالي لم نجد صعوبة في التعامل معها ولكن الخوف
الطبيعي
كان في بداية العمل حيث كنت اعتقد انني لن استطيع التعامل معها
ولكن حدث عكس ذلك
وتعاملت معها جيدا ولكن بداخلي بعض الخوف منها والحمدلله الفيلم عدي علي
خير.
·
ألم تجدي صعوبة في العودة مرة
أخري للسينما بعد غياب طويل؟
**
لا.. اطلاقا لم أجد صعوبة فعندما قررت الابتعاد عن السينما كان بكامل
إرادتي
وعندما عدت إليها مرة اخري كان ايضا بارادتي وايضا بعد إلحاح شديد من مخرج
العمل
سامح عبد العزيز والمؤلف يوسف معاطي والفنان محمد هنيدي حيث
كانوا مقتنعين أني أكثر
فنانة سأجيد هذه الشخصية.
·
هل هناك اختلاف بين التعامل في
السينما قديما
وحديثا؟
** نعم يوجد اختلاف ولكن ليس كثيرا فهناك اختلاف في ماكينات التصوير
ومن الطبيعي احساس المخرج وتصوره لمشاهد العمل يتغير بين مخرج ومخرج وليس
بين عصر
وعصر كما كان التعامل جيدا في هذا الفيلم وهذا الذي جعل العمل ينجح فلولا
التفاهم
بين فريق العمل لكان العمل فشل لان العمل الجيد ليس في التصوير
فقط ولكن في
الالتزام بالمواعيد والتفاهم والفهم جيدا للدور والاحترام.
·
ما رأيك في
ظاهرة تكدس الاعمال التليفزيونية في شهر رمضان؟
** هذه الظاهرة غريبة وتؤدي
قطعا لظلم اعمال كثيرة وجيدة مهما كانت جودتها لان المشاهد ليس
لديه طاقة لكي يري
كل هذه الاعمال وبالتالي يتم ظلمها وهذا سيئ لانه بهذا يفقد فريق العمل
مجهوده الذي
بذله دون فائدة وايضا يؤدي الي خسارة فادحة للمنتج ولذلك لماذا لا يوجد
تنظيم مناسب
لتحديد موعد العمل في الوقت المناسب ولماذا يتم التكدس في شهر واحد فيوجد
كثير من
المواسم علي مدار العام يجب استغلالها.
·
هل ترين ان ظاهرة كثرة الاعلانات
تؤثر بالسلب علي المسلسلات؟
** نعم إنني اري ان مدة عرض الاعلان اصبحت طويلة
وبالتالي المشاهد لن يصبر لكي يشاهد اعلانات طويلة اثناء مشاهدته للمسلسل
لانه بهذا
يفقد تركيزه ومعلوماته التي كونها عن المسلسل وبالتالي لما لم تعلن
الاعلانات في
وقت واحد فقط بدلا من تقطيعها علي مقاطع طويلة وكبيرة.
·
وما رأيك في حال
المسرح الان؟
** المسرح تراجع كثيرا لان البلد ذاته تراجع في اشياء كثيرة ولان
المسرح هو مرآة المجتمع وبالتالي تراجع مثله واتمني ان يعود البلد إلي
حالته
الطبيعية حتي تعود كل الفنون الي موضعها الاساسي.
الأهرام المسائي في
03/09/2012
تكريم تيسير فهمي في مهرجان سلا
لأفلام المرأة بالمغرب
خالد عيسي
اختارت ادارة مهرجان سلا الدولي السادس لأفلام المرأة بالمغرب والذي
يقام في
الفترة من17 إلي22 سبتمبر الجاري الفنانة تيسير فهمي لتكريمها تقديرا
لمشوارها
الفني اضافة إلي دورها البارز في دعم شباب ثورة25 يناير2011
المصرية.
قدمت تيسير للسينما مجموعة من الأفلام مثل صيد الحيتان والعوامة70
أمام النجم
الراحل أحمد زكي والصعود إلي الهاوية والتوت والنبوت والشيطان يقدم حلا
والليلة
الموعودة, كما تعود قريبا إلي السينما بفيلم خالد سعيد والذي كان أحد
أيقونات
ثورة25 يناير بعد أن تم اغتياله علي يد الشرطة المصرية وتجسد
فهمي شخصية والدة
خالد سعيد, ويشاركها البطولة محمد الغمري, انجي عبد الله, جمال
محيي, أحمد
الجوهري, وسعيد المختار, إضافة إلي عدد من الوجوه الشابة, والفيلم
سيناريو
وحوار طارق البدوي وإخراج أسامة رءوف.
يشهد المهرجان الذي تنظمه سنويا جمعية
أبي رقراق بمدينة سلا المغربية برئاسة نور الدين شماعو تكريم
كل من الممثلة
المغربية الكبيرة أمينة رشيد والايرانية فاطمة معتمد اريا اضافة إلي اسم
المنتجة
والمخرجة المغربية الراحلة نزهة الادريسي مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم
الوثائقي
باغادير, كما حدد المهرجان الذي يديره عبد اللطيف العصادي وأحد المهندسين
الكبار
بالمركز السينمائي المغربي مجموعة من الجوائز المالية تمنح إلي الأعمال
السينمائية
الفائزة من أصل12 فيلما تشارك في المسابقة الرسمية وهو موزعة كالتالي:
الجائزة
الكبري لسلا(50,000 درهم), جائزة لجنة التحكيم الخاصة(30,000
درهم), جائزة
السيناريو(20,000 درهم) وجائزة أحسن ممثلة(15,000
درهم) ومثلها لأحسن
ممثل. ويتضمن البرنامج العام للمهرجان والذي يستحوذ علي اهتمام العديد من
المهنيين والصحفيين والنقاد والفنانين وعشاق السينما من مختلف أنحاء
العالم,
عروضا سينمائية لأكثر من35 فيلما بقاعة هوليوود التي تسع
أكثر من1000 مشاهد,
وأخري في الهواء الطلق.
الأهرام المسائي في
03/09/2012
أعشق التعاون مع نجوم الزمن الجميل
محمد هنيدي: كلاب تيتة أرعبتني
كتب: القاهرة – رولا عسران
أطل علينا الفنان محمد هنيدي هذه المرة بحلة جديدة ونبرة صوت مختلفة،
لكنه ما زال في الزاوية الكوميدية التي يفضل أن يتواصل منها مع جماهيره. عن
معاناته مع «تيتة رهيبة» كان اللقاء التالي.
·
لماذا «تيتة رهيبة» في هذا
التوقيت؟
عندما عرض المؤلف يوسف معاطي العمل عليَّ أعجبت به للغاية لأسباب
كثيرة، فهو يحتوي على قصة مهمة ورسائل كثيرة هدفها دور الآباء والأجداد في
حياتنا، خصوصاً أننا يجب أن نحترم آراءهم مهما كانت، وهو ما شاهدناه في
الفيلم الذي يدور عن علاقتي بجدتي التي تجسدها الفنانة الكبيرة سميحة أيوب.
·
ماذا عن توقيت عرضه وهل تراه
مناسباً؟
حقيقة التوقيت لم يكن متعمداً، فالفيلم كان مقرراً أن يبدأ في شهر
يناير 2011، لكن وقوع الثورة المجيدة دفعنا إلى تأجيله، ثم جاء مسلسل «مسيو
رمضان مبروك» وعطل تصوير الفيلم بسبب ارتباطي به في شهر رمضان قبل الماضي.
بعد ذلك صورنا الفيلم واستقرينا على طرحه في دور العرض في عيد الفطر
الماضي. الحمد لله، أعجب الفيلم الكثيرين.
·
لكن تعرض الفيلم للقرصنة منذ
اليوم الأول، فما هو تعليقك على هذه الظاهرة؟
تعاني السينما القرصنة منذ وقت طويل للغاية، وشركات الإنتاج كافة
تحاول أن توقف هذه العملية، على رغم أن تحقيق ذلك صعب للغاية. عموماً، هذه
المشكلة لا تطاول السينما المصرية فحسب بل السينما العالمية، وإن كنت على
يقين بأن الجمهور الخاص بدور العرض يختلف تماماً عن جمهور القرصنة، لأن
رواد السينما يستمتعون بالخروج إليها والاستمتاع بها، ويصطحب المرء أسرته
أو أصدقاءه لأجل الاستمتاع. أما القرصنة فتؤثر على جودة الصورة وعلى الحدث
نفسه، لذلك لا أعتقد أن هذا النوع من السرقة يؤثر بشدة على مدى نجاح
الفيلم، وإن كان يضر بجهود طاقم العمل وأموال شركات الإنتاج، بالتالي أتمنى
إيجاد حل لهذه القصة قريباً.
·
هل كنت تتوقع نجاح الفيلم وردود
الأفعال الإيجابية عليه؟
«الله لا يضيع مجهود أحد». اجتهدنا لأجل تقديم موضوع يعجب الناس،
وانتظرنا التوفيق من الله، خصوصاً أننا تعبنا كثيراً أثناء التصوير، وحرصنا
على انتقاء موضوع الفيلم بعناية شديدة واختيار الكوميديا التي تعجب الجمهور
الذي شهد أياماً صعبة للغاية أخيراً. أشكر الله على هذا النجاح الذي جعلني
أشعر وكأنني أمثل للمرة الأولى بعد التعليقات الإيجابية الكثيرة على
الفيلم، وأتمنى أن تظل ردود الأفعال على هذا المنوال خلال الفترة المقبلة.
·
حدثنا عن المشاكل التي واجهتك
أثناء التصوير وعن أصعب المواقف.
الكلاب كانت مرعبة جداً بالنسبة إلي، فأنا لا أجيد التعامل معها. لكني
اجتزت هذه المشاهد على رغم صعوبتها نظراً إلى أهميتها في الحدث الدرامي،
ولولا ذلك لما كنت قدمتها، ففي أحد المشاهد كان يتطلب أن تتواجد الكلاب
خلفي في السيارة، وفي مشهد آخر كانت تجلس إلى جواري، وهذا أمر صعب للغاية،
لكن الحمدلله عدت بسلام.
·
كيف نجحت في إعادة الفنانة
الكبيرة سميحة أيوب إلى السينما؟
بالطبع سميحة أيوب نجمة كبيرة للغاية، وكان اختيارها ممتازاً، فعندما
عرضنا عليها السيناريو أعجبها ووجدت أنه يرضي طموحها فوافقت فوراً وقدمت
دوراً أسعد الجميع. هذه ليست المرة الأولى التي تشاركني أحد أعمالي نجمة
كبيرة من الزمن الجميل، فقد تعاونت سابقاً مع الفنانة ليلى طاهر في فيلم
«رمضان مبروك أبو العلمين»، لأني مؤمن بأن وجود النجوم الكبار في السينما
يعطيها رونقاً ومذاقاً مختلفين، والسبب خبرتهم الطويلة. فعلاً، نجوم الزمن
الجميل كتلة من الخبرة نستفيد منها، ووقوفي إلى جوارهم إضافة إليَّ وإلى
تاريخي.
·
ظهرت بإطلالة جديدة في الفيلم،
هل اخترت تفاصيل الشخصية بنفسك؟
فعلاً، شكل الفيلم إطلالة جديدة بالنسبة إلي، وفقاً للمقومات التي
كتبها يوسف معاطي والسيناريو الخاص بالشخصية، وأتمنى أن أكون قد أقنعت
الجمهور. عموماً، كل فيلم وله ظهوره الخاص، والمهم أن يكون الدور مقنعاً
وأن تكون مواصفات الشخصية متطابقة كي لا يشعر الجمهور أنها مرسومة في للشخص
الخطأ.
·
هل ترى أن نهاية الفيلم منطقية؟
تقصد مشهد ولادة إيمي في السيارة؟ إنه أمر وارد جداً ويحدث في مواقف
كثيرة. على كل الأحوال، الدراما ليست مرتبطة بالمنطق، وقد أردنا في هذا
المشهد أن نصل بحالة من الرمزية إلى الكثافة التي تشهدها شوارع القاهرة منذ
سنوات. لكني مقتنع أيضاً بأن المشهد يحمل كثيراً من المنطق، وأتمنى أن تكون
رسالته قد وصلت إلى المشاهد.
الجريدة الكويتية في
03/09/2012
اختفاء نجمات الصف الأول من السينما…أزمة إنتاج أم
سيناريوهات؟
كتب: القاهرة – هند موسى
أين اختفت نجمات الصف الأول من البطولة السينمائية؟ لماذا لم نعد
نشاهدهن في بطولات إلى جانب الأبطال الرجال؟ هل هي مشكلة توزيع أو إنتاج أو
قلة السيناريوهات والقصص التي تجذبهن؟ أم أن غرور بعضهن دفعهن إلى الانصراف
عن هذه النوعية من الأعمال؟
لفتت ملصقات أفلام عيد الفطر الانتباه لاختفاء أسماء نجمات الصف الأول
منها والاعتماد على فنانات أقل نجومية منهن، بعدما اعتاد الجمهور مشاهدتهن
مع الأبطال في ثنائيات أثبتت نجاحها جماهيرياً، من بينها: منى زكي مع كريم
عبد العزيز، هند صبري التي قدمت مع أحمد السقا أفلاماً أهمها «الجزيرة»،
غادة عادل التي شاركت هنيدي أفلامه من بينها: «بلية ودماغة العالية»
و{صعيدي في الجامعة الأميركية».
سبب إنتاجي
يقول السيناريست نادر صلاح الدين إن هذه الظاهرة سببها إنتاجي فني
بحت، لأن للنجوم حجمهم الفني وأجورهم العالية، «هذه المشكلة يمكن تجاوزها
إذا كان السيناريو شيقاً، والشخصيتان متعادلتين من ناحية المساحة والأدوار
الجيدة… قد تدفع هذه العوامل النجم إلى التنازل عن جزء من أجره وعن البطولة
المطلقة ليشارك في بطولة فيلم قد يصبح علامة في تاريخه الفني، والأذكياء
فقط هم الذين يدركون هذه اللعبة».
يضيف صلاح الدين: «ثمة نجمات يقبلن أفلاماً خفيفة لا تليق بمكانتهن
بسبب العائد المادي الكبير من ورائها، ولاعتقادهن بأنها ستحقق لهن بطولة
سريعة وتمنحهن مكانة أعلى من تلك التي كن فيها مع الأبطال، ولسوء الظروف قد
يخرج العمل على غير رغبتهن وعلى غير ما توقعنه، وهذا طبيعي إذ لا تسير
أعمال الفنان كلها على المستوى نفسه طوال مشواره الفني، وهو بالطبع ما يؤثر
على مكانتهن ويعيدهن خطوات إلى الوراء، فيقبلن مكرهين بطولة ثنائية أو
جماعية أو أدواراً ثانوية».
أما المنتج جمال العدل فيرى أن هذا التطور هو طبيعي للفن في أي بلد في
العالم، موضحاً: «سنّة الحياة الفنية تقول إن الفنان «الكبير» يجب أن يعمل
مع بطلة «صغيرة»، لأن جمهور أحدهما يضمن النجاح للعمل لدى عرضه، في حين أنه
من الصعب أن يجتمع نجم ونجمة ينتميان إلى المستوى الفني نفسه، لأن موازنة
الفيلم لن تتحملهما معاً، بالتالي يكون الحلّ إما بتنازل أحدهما عن جزء من
أجره أو تستبدل النجمة بفنانات من الصف الثاني».
يضيف: «قبل عامين لم يكن طبيعياً أن تختفي نجمات الصف الأول، أما
اليوم فمن الضروري أن يحدث ذلك، لأن الوضع الإنتاجي غير مستقر ويدفع المنتج
أمواله في أعمال لا يعلم إذا كانت ستعود إليه أم لا».
يشير العدل إلى أن النجمات مررن بالمرحلة التي تمر بها درة اليوم، على
سبيل المثال، من خلال مشاركتها مع السقا في فيلم «بابا»، أي أنهن شاركن
كسنيدات للبطل ليصبح لهن جمهورهن، ثم يفكرن في الانفراد بأنفسهن في
الأفلام.
يذكّر العدل بأن سعاد حسني شاركت نادية لطفي في أفلام عدة وهو ما جعل
البعض يتساءل: كيف وافقتا على العمل سوياً من دون أي شروط؟ الجواب أنهما في
تلك الفترة لم تكن لديهما النجومية التي تمتعتا بها في ما بعد.
يعطي مثلا آخر أبطال «صعيدي في الجامعة الأميركية»، فعندما يشاهد
الجمهور الفيلم يندهش من اجتماع محمد هنيدي وغادة عادل وهاني رمزي وأحمد
السقا وفتحي عبد الوهاب في فيلم واحد. الإجابة ببساطة تتلخص في أنهم لم
يكونوا نجوما حينذاك، بدليل أنهم ما إن أصبحوا نجوماً انفرد كل منهم بفيلمه
الخاص.
يؤكد العدل أن الإنتاج صناعة لا يقبل صناعها الخسارة، لذا يسعون إلى
تحقيق عوامل النجاح، من أهمها اختيار الممثلين المناسبين؛ «في الماضي كان
باستطاعة المنتج جمع أحمد السقا وزينة وهند صبري في فيلم واحد مثلما حدث في
«الجزيرة»، لكن ظروف السوق اليوم تجبره على التنازل عن بعضهم والاكتفاء
بأحدهم مع فنانات مساعدات ليضمن أقصى درجات النجاح المادي».
طبيعة الموضوعات
يرى الناقد الفني نادر عدلي أن ثمة عاملين أساسيين يتحكمان في ظهور
النجمات واختفائهن: الأول طبيعة الموضوعات التي تعرض عليهن فإذا كانت
مكتوبة بشكل جيد يوافقن عليها، والثاني إحساسهن بالغرور بسبب المكانة التي
وصلن إليها واعتقادهن بأنهن أصبحن نجمات شباك التذاكر، مثل هند صبري التي
تتعاون مع نجوم أقل منها فنياً.
يلفت عدلي إلى أنه تمت الاستعانة بفنانات عرب في السنوات الخمس
الأخيرة لسد فراغ نجمات الصف الأول المصريات (عددهن قليل في الأساس) ومع
ذلك يتكبرن على الأعمال المعروضة عليهن بحجة قلة مساحة الدور، ويتمسكن
بأجرهن العالي، مع أن المنتج لن يدفع للأبطال الأجر نفسه لكنه يميز البطل
عن البقية، لاقتناعه بأنه سيحقق له النجاح المضمون، لذا يدخله في فيلم مع
ممثلة أقل نجومية وشهرة وأجراً منه.
يضيف عدلي: «لم تعد لدينا نجمات شباك مثل نادية الجندي ونبيلة عبيد
اللتين حققتا نجاحاً، فلقبت الأولى بنجمة الجماهير والثانية بنجمة مصر
الأولى، ثمة محاولات من البعض، على غرار غادة عبد الرازق، إلا أنها فشلت في
السينما كبطلة أولى ونجحت في التلفزيون».
الجمهور الحكم
يرى الناقد رفيق الصبان أن الجمهور هو الحكم في مدى نجاح أي نجم أو
فشله ويحدد الأبطال الذين يتشاركون في الأعمال السينمائية معاً، وهو نفسه
الذي لم يختر لغاية اليوم النجمة الكبيرة الجديرة بالوقوف أمام الأبطال
المتصدرين ملصقات الأفلام، موضحاً: «لم نعثر على بطلة تقف امام السقا وكريم
عبد العزيز وهنيدي وعادل إمام؛ لأنهم وحدهم يكفون لجذب الجمهور، حتى إن
وجدنا هذه النجمة، قد لا يشفع الاسم في بعض الحالات، فثمة سيناريوهات
قدمتها فنانات ماهرات لكنها لم تحقق النجاح المتوقع لها مثل: فيلم «مومياء»
الذي رغم روعة قصته وبراعة مخرجه شادي عبد السلام وأداء نادية لطفي المتميز
فيه، إلا أنه لم يبق في دور العرض سوى أسبوع واحد لأن الجمهور وقتها لم
يفهمه».
الجريدة الكويتية في
03/09/2012
السنوات العجاف!
مجدي الطيب
يبدو أن المهرجانات السينمائية المصرية مقبلة على سنوات عجاف بمعنى
الكلمة، ففي أعقاب «الانقلاب» الذي قاده د. صابر عرب، وزير الثقافة المصري،
على قرار وزير الثقافة الأسبق عماد أبو غازي، الذي كان يقضي برفع العبء عن
الدولة وتحرير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجانات أخرى من هيمنة
الدولة، ممثلة في وزارة الثقافة، وترك الفرصة للجمعيات الأهلية ومؤسسات
المجتمع المدني ومنظماته لإدارة المهرجانات مقابل تعهد وزارة الثقافة بتحمل
سداد نصف الميزانية المحددة لأي مهرجان، بعد التأكد من مطابقته الشروط
والمعايير المحددة، عادت الوزارة للسيطرة على مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي، الذي ينطلق بدورته الخامسة والثلاثين في 27 نوفمبر المقبل، بحجة
حمايته من سحب الصفة الدولية!
وعلى غير توقع، فاجأ «الوزير» الجميع بإبلاغ إدارة مهرجان «الأقصر
للسينما المصرية والأوروبية» بإيقاف الدعم المالي المخصص للمهرجان،
والاكتفاء بالدفعة الوحيدة التي تم صرفها في مارس الماضي وقدرها 500 ألف
جنيه (83 ألف دولار أميركي) من أصل مبلغ يُقدر بمليونين و200 ألف جنيه مصري
(376 ألف دولار) كان من المتفق الانتهاء من تسليمه بالكامل لإدارة المهرجان
منذ عشرة أيام!
المفارقة المثيرة أن قرار الوزير بالامتناع عن الدفع تم اتخاذه قبل 20
يوماً من بدء أعمال دورة المهرجان الأولى، وإرسال إدارته الدعوة إلى أكثر
من 100 ضيف أوروبي، بعد موافقتهم على الحضور والمشاركة، بالإضافة إلى 150
ضيفاً مصرياًَ من الفنانين والإعلاميين وصانعي السينما، الأمر الذي وضع
المهرجان في حرج كبير، ويُنذر بفضيحة كبرى تهدد سمعة مصر في المحافل
الدولية.
صحيح أن إدارة المهرجان، برئاسة ماجدة واصف المسؤولة السابقة عن
السينما في معهد العالم العربي في باريس، ومديرة «بينالي السينما العربية»
الذي تم إيقافه أيضاً بحجة عدم وجود ميزانية، تقدمت بطلب عاجل لمقابلة رئيس
الوزراء للوصول إلى قرار بشأن الأزمة، لكن المشكلة لن تُحل بقرار حاسم
يُصدره رئيس الوزراء بل تتعلق بغياب «الاستراتيجية» التي تضمن استمرار
الفعاليات الثقافية، ومن بينها المهرجانات الفنية، من دون أن يصبح الأمر
مرهوناً بإرادة «الوزير» أو رغبة «الجماعة»، وهو ما يطرح السؤال الأهم في
هذا السياق: «هل تؤمن الدولة بدور المهرجانات السينمائية أم تراها مضيعة
للوقت والجهد والمال و{رجساً من عمل الشيطان»، وإثماً عظيماً لا يُغتفر؟
في هذا السؤال تكمن الأزمة الحقيقية، وبدلاً من بيانات الشجب
والإدانة، التي يُصدرها المثقفون والنقابات الفنية، و{لا تُحرك شعرة في رأس
الوزير»، الذي يراها فرصة لتفتيت الصف وتفريق الشمل، بين فصيل مؤيد وتيار
معارض، تبدو الحاجة ملحة لبناء موقف أعم وأشمل تجاه الدولة نفسها، بحيث تجد
نفسها مُجبرة على تحديد موقفها بدقة، ومن دون مراوغة، وتجيب عن السؤال الذي
يفرض نفسه الآن: «هل ترى في المهرجانات عمقاً استراتيجياً لها يُجمل
سمعتها، ويعكس صورتها الحضارية أم تنظر إليها بوصفها «تحصيل حاصل»، وترفاً
يستفز «الفقراء» ولا ينعم بخيره سوى «المثقفون»؟ علماً بأن عدد المهرجانات
التي تنظمها دولة مثل المغرب يتراوح ما بين 150 و170 مهرجاناً في العام
الواحد!
في البدء كانت أزمة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي وصفناه
بأنه راح «ضحية البيروقراطية» و{تصفية الحسابات الشخصية»، واليوم تتفجر
مشكلة مهرجان «الأقصر للسينما المصرية والأوروبية»، وأغلب الظن أنها ستتكرر
خلال ساعات مع مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط، الذي
يواجه تعنتاً من جانب الوزارة أيضاً، وربما تدخل إدارته في صدام قبل تسعة
أيام من بدء أعمال دورته الجديدة، وهو ما ينبيء بأن المهرجانات السينمائية
المصرية على أبواب نفق مظلم في وقت كانت مؤهلة فيه، لو أرادت الدولة، لأن
تؤدي دوراً كبيراً في «تبييض السمعة»، وإعطاء مؤشرات عملية، وإشارات
إيجابية، تؤكد عودة الأمن والاستقرار، وأن الفن ما زال يحتل أولوية
الاهتمامات، لما له من دور لا يمكن إنكاره، ورسالة لا ينبغي تجاهلها ولكن
يبدو أن «البيروقراطية» أعلى صوتاً وأقوى تأثيراً في «الوزراء»
و{الموظفين»، وأننا نصرخ في البرية، إلا إذا كان ما يحدث من أزمات مفتعلة
يتم حسب سيناريو مُخطط له بدقة، ومُتفق عليه بعناية لإخراس المبدعين وتقليص
مساحة الإبداع… وتحريم الفن!
magditayeb@yahoo.com
الجريدة الكويتية في
03/09/2012 |