«عرض
علي المنتج المعروف الدكتور محمد العدل العودة الى الفن، من خلال تقديم
مسلسل عن والدة الشهيد خالد سعيد الذي شارك في الثورة المصرية الأخيرة. وقد
أعجبتني الفكرة جدا وتحمست لها، لكنني عدلت عن قراري بعد ذلك، واعتذرت
لأسباب تتعلق بالأوضاع الحالية ومسار الثورة وتداعياتها». بهذه الكلمات
بدأت الفنانة الكبيرة نجلاء فتحي حوارها مع «السفير» ردا على سؤال حول مدى
صحة خبرعودتها للفن، بعد غياب 12 عاما، منذ أن قدمت للسينما فيلما بعنوان
«بطل من الجنوب».
وتؤكد فتحي أن «السبب الحقيقي والوحيد وراء ابتعادي عن الفن طيلة هذه
المدة، هو فساد النظام السياسي الحاكم، والأوضاع السيئة التي كانت تعانيها
مصر في ظل نظام حسني مبارك. ولكني شعرت بعد الثورة ببصيص أمل. ولا أبالغ لو
قلت ان «ثورة 25 يناير» أعادتني الى الحياة، فقبلها كنت أشعر بإحباط شديد،
لكنها أعادت الينا الأمل في أن تصبح مصر أفضل، علما بأن فترة المخاض ستطول
كما يبدو».
وتضيف: «كنت أتمنى تقديم عمل فني سواء مسلسل أو فيلم عن والدة الشهيد
خالد سعيد، لأنني أعتبره مفجر الثورة المصرية، وهو المرادف المصري للثائر
بوعزيزي التونسي. لكنني تراجعت عن هذا القرار، بعد أن رأيت أن الثورة لا
تزال مستمرة، والأوضاع الفنية والاقتصادية في مصر ليست جيدة».
وترشح فتحي الفنانة فاتن حمامة لأداء هذا الدور، وترى أنها «الأنسب
له، خاصة بعد ابتعادها عن الفن أيضا منذ فترة طويلة. وبالتالي سيكون هذا
العمل عودة جيدة لها، لأنه يحمل رسالة وطنية وإنسانية كبيرة عن والدة هذا
الشهيد».
وتوضح أن «مشروع هذا المسلسل كان عُرض عليّ، باعتباره عملا سينمائيا،
ثم فكرنا بتحويله الى مسلسل تلفزيوني يحكي يوميات الثورة وتطور مراحلها.
لكنني قررت تأجيل عودتي الى الفن رغم بريق هذه الفكرة وانبهاري بها. وأفضل
أن أقضي وقتي الحالي مع أسرتي، وأتابع هموم بلدي مثل كل المصريين. ورغم ذلك
لا يزال المنتج الدكتور محمد العدل ينتظر قراري بالعودة، ويحاول باستمرار
إقناعي بها. لكنني أتابع الأعمال الفنية لزملائي، الذين يعملون في السينما
أو في التلفزيون. والحقيقة أن المسلسلات التلفزيونية أصبحت تستهوي نجوما
كثيرين. وهذا يحسب للدراما التلفزيونية».
وتؤكد أنها تذهب الى «ميدان التحرير» باستمرار وتقول: «أذهب متخفية
بعيدا عن أعين الناس، حتى لا يلتفوا حولي. فانا لا أريد زعامة، كما أنني لا
أذهب الى الميدان باعتباري فنانة مشهورة، وإنما باعتباري المواطنة المصرية
نجلاء فتحي».
المعروف أن الفنانة نجلاء فتحي هي زوجة الإعلامي حمدي قنديل منذ العام
1992، وكان يوجه انتقادات كبيرة وجريئة لرموز النظام السابق في برامج
تلفزيونية عدة، أبرزها «قلم رصاص». والمعروف عن فتحي أنها تتبنى أيضا أفكار
زوجها، وكانت من أشد الفنانات المعارضات لنظام مبارك.
السفير اللبنانية في
13/03/2012
صورة "الخال" خليل شوقي.. حين تنكر بغداد أبناءها
علي حسين
أحالتني الصورة الأخيرة لفنان الشعب خليل شوقي إلى سنوات كان فيها
هذا الفنان الكبير مل السمع والبصر، حيث امتدت تخوم دولته الإبداعية إلى كل
أطياف المجتمع العراقي لتجده وقد استقر رمزاً يدين له العراقيون جميعا
بالحب والامتنان.. انظر إلى صورة خليل شوقي، فألمح في عينيه الغربة
والحيرة .. فالرجل الذي عشق التجوال في شوارع بغداد، يسير اليوم وحيدا في
شوارع لم يألفها غريبا ومغتربا وهو يفتش عن مجتمع دافئ ومكان أليف وزمن سوي
يعترف بالإنسان والضحك وحرية اللسان وشقاوة الأصحاب وترف الأمسيات.. يسير
"الخال" خليل شوقي - كما كنا نسميه نحن محبيه- في شوارع الغربة ولا يعرف
هو ولا نحن عشاقه، أين سينتهي المطاف بفنان رفض الاستسلام وغرد خارج
السرب.. ونلمح ملامح وجهه المحبب إلى النفس فنقرأ فيه رحلة التعب والمواجهة
ممتزجة بأفراح ومسرات الماضي.. تعب في العينين وابتسامة يختلط فيها الحزن
والشرود وبساطة ترتفع على التصنع فنغمض أعيننا ونحن نتخيل صوته الرنان
ممتزجا بعبارات بغدادية عذبة:
سليمة خاتون الدنيا تغيرت تركض ركض لازم واحد يلحك بيها.
كأن الفنان الكبير قد اكتفى بأحلامه وتخفف من عقد المثقفين.. يقول
الشيء المفيد ولا يكترث لزوبعة الأحكام..
ينظر الخال خليل شوقي إلى العالم الذي يحمل برودة المنطق وحرارة
القلب.. بين الحزن على حلم تهاوى والاحتجاج الصارخ على ما يكسر الحلم..فكان
دائما يصر على أن يكون صحيحاً وان يقول صحيحاً وان يمثل صحيحاً ، أن يكون
صورة لفنان الشعب ومرآة العقل والإرادة ، يدافع عن المبادئ النقية ويظل
نقياً يقاتل في معركة الحرية دون أن يكترث للربح والخسارة..يمزج بين الحلم
والحياة.. تكون الحياة مصدر الهامه ويكون الحلم صوت المستقبل الواعد.
يحمل خليل شوقي سنواته التي تعدت الثمانين بعيدا في المنافي ترتجف
اليد وتظل الذاكرة شابة تجول في شوارع بغداد تصطاد حكايات العراقيين في
الأربعينيات وأحلامهم في الخمسينيات وقلقهم في الستينيات وضياعهم في
السبعينيات وبؤسهم في الثمانينيات وتشردهم في التسعينيات ونرى بغداد كلما
طلع علينا الخال خليل شوقي بقامته الفارعة من على شاشة التلفزيون ونشم
عبقها حين يهمس مصطفى الدلال : "سليمة خاتون تره أني مقصر" ونحس نبضها في
ملامح زاير ونرى تضاريسها في عيون عبد القادر بيك الماكرة، وهو يقول "لك
رجب أتريد تقشمرني تالي عمري" .. فنشعر أننا إزاء شخصية حملت في جوانحها كل
أفراح وأوجاع وأحزان ومسرات العراقيين.
***
ينتمي خليل شوقي إلى طائفة من الممثلين الأثيرين على قلب المشاهد..
ممثل يتمتع بعبقرية لها طعم خاص يترك أثراً في النفس.. حين تشاهده تشعر
وكأنك قرأت كتابا ممتعا.. فعند هذا الفنان قدرة عجيبة على تشرب الثقافة
والحياة الكامنة خلف هذه الثقافة ، فعندما يقف الخال على خشبة المسرح يكون
عقله وقلبه وأعصابه جزءاً من الأداء، فيعطي كل ما عنده في البروفة والعرض
المسرحي فتراه عندما يبكي على المسرح هو الذي يبكي وعندما يضحك هو الذي
يضحك وعندما يبدع الشخصية لم يكن يتوارى خلفها وإنما يقف بالند منها.. كتب
ستانسلافسكي مرة :" إن على الممثل أن يكون مخرجا لدوره وهو لم يقصد بالطبع
أن يضع الممثل مكان المخرج بل أراد التحدث عن أهمية المبادرة عند الممثل
وعن رؤيته الواسعة ودرجة مهارته"، وهكذا كان خليل شوقي في معظم أدواره،
ذكياً يعرف ما يفعل. انه لا يؤدي الدور وحسب بل يقوم بتفسيره والتعبير عن
وجهة نظره تجاه الأشياء والشخصية التي يؤديها ويمكنك مشاهدته منفردا وحده،
فتستمتع وكأنك تشاهد مسرحية بطلها ممثل واحد ولكن بنفس الوقت تراه يخضع
بحكمة وهدوء للعمل المسرحي الكلي.. في المسرح والتلفزيون يتصرف خليل شوقي
كأنه شخصية من شخصيات ألف ليلة وليلة الخارجة من حضن الأحلام بسدارة
بغدادية أو يشماغ جنوبي وابتسامة محببة إلى النفس فيخطف قلوب وإبصار
المتفرجين وهو يؤكد:
"لست متعلقاً بالشخصيات البغدادية فقط وإنما أنا متعلق بمجمل
الشخصيات التي مثلتها لذلك أطلق عليها تسمية الشخصيات المنحوتة بطريقة
زخرفية معبرة جدا "وهو هنا يعي جيدا ما قاله ستانسلافسكي من أن معايشة
الدور تعني أن على الممثل في كل مرة وعند كل إعادة أن يحس ويفكر بصدق.. وهو
يدرك أن المسرح فن للعب مثلما هو فن للمعايشة ولأجل اللعب يجب أن تكون
موهوبا ولأجل المعايشة على المسرح يجب أن تمتلك الموهبة والثقافة وان تدرس
وتفهم الكثير عن هذه المهنة وقوانينها.
وقد اعتقد خليل شوقي أن الممثل يجب أن تتاح له طرق الخروج من القوالب
التمثيلية الجاهزة وهو يدرك أن الممثل : " يجب أن ينظر إلى الحقيقة في
السلوك الواقعي" ووفقا لتعاليم ستانسلافسكي التي يعشقها الخال خليل شوقي
فإن العناصر السحرية للتمثيل يجب أن تجمع بين موهبة الممثل وقدرته على
التخيل .
لعلنا نتساءل أين يكمن سر وسحر خليل شوقي.
المدى العراقية في
13/03/2012
عبقرية موسيقية خاطبت الصغار والكبار معاً
ووفاة أسطورة الألحان روبرت شيرمان التي أطلقت شركة "ديزني"
توفي، روبرت شيرمان، الذي شكّل، في انتاجاته الموسيقية لشركة "ديزني"
لصناعة الأفلام، حالة "أسطورية" وفقاً للنقّاد وأيضاً كما ورد في بيان
مقتضب للشركة تضمن نعياً لهذه الشخصية التي ساهمت في تعزيز ريادة هوليوود
في هذا المجال.
عمل شيرمان طيلة حياته المهنية برفقة شقيقه ريتشارد شيرمان. ونجح
الاثنان في ان يخلّفا ألحاناً خالدة بالمقاييس الهوليوودية وانسجاماً أيضاً
مع ذائقة المشاهدين في كل أنحاء العالم. وحصل الشقيقان في العام 1965 على
جائزتي أوسكار لقاء الأغاني التي لحناها لفيلم "ماري بوبينز" التي أدت
الممثلة جولي اندروز الشخصية الرئيسة. وشكل هذا الفيلم السينمائي الذي حطم
كل الأرقام القياسية في ذلك العام واحداً من الأسباب التي جعلت من هذه
الممثلة المغنية نجمة قلّ مثيلها على الشاشة الكبيرة.
من بين أهم الأعمال الموسيقية التي أنجزها لشركة "ديزني": "ويني ذي
بوه"، "سنوبي يجيء الى المنزل"، "شبكة شارلوت"، و"سحر لاسي". ولعل أشهرها
"جنغل بوك"، الذي ألهب مخيلة الصغار، وأعاد صوغ الرسوم المتحركة على نحو
معاصر للغاية ينسجم مع التطلعات الحديثة للأطفال. وكان ابن شيرمان قد دوّن
على أحد صفحات "الفايسبوك" بعد وفاة والده، "ان الحب الذي كان يختزنه في
قلبه وصلواته، وفلسفته في وضع ألحانه وكلماته الشعرية، ستحيا طويلاً جداً".
وأضاف في كلمات قليلة ولكن معبّرة تختصر مسيرة والده: "ان الأغاني التي
لحنها والعبقرية الموسيقية التي رافقته، أمر يبعث على الأمل، والفرح والحب،
لهذا العالم الصغير".
حصل الاخوان شيرمان على 23 ميدالية وبلاتينية لثلاثة وعشرين ألبوماً
موسيقياً. كما كرّست شهرتهما بتثبيت نجمة لهما على ممر المشهورين في
هوليوود. وهما الأميركيان الوحيدان اللذان نالا الجائزة في مهرجان موسكو
السينمائي في العام 1973. وكان الموسيقي الكبير، آلن منكن الذي اشتهر
بإنجازه ألحاناً موسيقية رائجة لشركة "ديزني"، مثل "الحورية الصغيرة"، علق
على وفاته بالقول: "هناك سحر غامض في ألحان شيرمان يدخل الى المخيلة من دون
استئذان. بدا شيرمان موهوباً جداً لأنه كان يعمل على غير جهة ومستوى
مخاطباً كل الأعمار من دون استثناء". ما يعجب الصغار كان يعجب الكبار. يرى
النقّاد، في هذا، ان شيرمان كان رؤيوياً بمعنى أنه كان قادراً على التقاط
القواسم المشتركة في المخيلة بين مختلف الأجيال. وهذه ميزة لم يحظ بها إلا
القليلون في هوليوود وفي العالم قاطبة. قال يوماً في مكتبه في "ديزني":
"حذار من ان توجه اساءة الى الطفل.
لا تكتب موسيقى للأطفال فقط. ولا تكتب موسيقى للكبار فقط. ضع ألحاناً
تلائم كل الأجيال لأن المخيلة لا عمر محدداً لها.
بدأت شراكة الاخوين شيرمان مع "ديزني" في عقد الستينات. ووضعا معاً
ألحاناً للأفلام التي أنتجتها الشركة يناهز عدد الـ150 بين أغنية وموسيقى
ومعزوفة منفردة.
والأهم في هذا السياق ان مستواهما المهني لم يتدن أبداً في سائر
الأعمال التي أبدعاها.
المستقبل اللبنانية في
13/03/2012
شاركوا في أحداثه وصفق له الجمهور في عدة مهرجانات دولية
«الناس
دول».. فيلم يوثق لمصابي الثورة المصرية
القاهرة: لبنى عبد السميع
«حسيت إن كل بيت في مصر فيه مصاب»، كان هذا هو إحساس المخرج المصري
محمد هشام عندما فكر في عمل فيلم «الناس دول»، أول فيلم وثائقي عن مصابي
ثورة 25 يناير، يروي أحداث الأيام الأولى للثورة المصرية على لسان مصابيها
ومعاصريها، ولتوصيل صوت آلامهم ومعاناتهم منذ إصابتهم وحتى الآن.
يحكي محمد هشام، بطل الفيلم ومخرجه، لـ«الشرق الأوسط» قصته مع «الناس
دول» فيقول: «شاركت في ثورة 25 يناير منذ يوم جمعة الغضب، وكان من الممكن
أن أموت أو أصاب؛ ولكن لم يحدث ذلك فقررت أن أستخدم إمكانياتي لتوصيل صوت
(الناس دول)».
وعن سبب اختياره لعمل الفيلم عن مصابي الثورة وليس الشهداء يقول:
«قررت أن يكون فيلمي عن المصابين وليس الشهداء، لأن الشهيد ذهب إلى مكان
أفضل وهو الجنة، أما المصاب فهو لا عايش ولا ميت، وأمه تعتصر ألما كلما
رأته، أو سمعت آهاته، ولا تستطيع أن تفعل شيئا، والكارثة الأكبر أنه تم
إهمال علاجه من قبل الدولة، ومورست عليه ضغوط كثيرة للتنازل عن حقه، لدرجة
أن أحد التقارير الطبية الخاصة بحالة من الحالات التي ظهرت في الفيلم كتب
عليها (لا يؤخذ به في المحاكم وأقسام البوليس والنيابات ولدى النائب
العام)».
يضيف: «المصاب أصبح بالنسبة للبعض مجرد اسم ورقم جديد يضاف إلى كشوف
المصابين، ولا يشعرون بالمعنى الحقيقي لكلمة مصاب ولا بمدى معاناته، فأغلب
هؤلاء المصابين كانوا يعولون أسرهم، فأصبحوا لا يجدون لقمة العيش ولا
يستطيعون تحمل نفقات العلاج، لذا أردت أن أعرف الناس أن هؤلاء بني آدمين،
وأن يسمعوا منهم لا أن يسمعوا عنهم».
ويشير هشام إلى أن مصابي الثورة لا يريدون تعاطفا أو شفقة من أحد
وإنما يريدون الحصول على حقوقهم والقصاص ممن قتلهم، موضحا أن كثيرا من
المصابين رفضوا الظهور في الفيلم لأنهم يرفضون التعاطف معهم «مصاب من
المطرية صورنا معه وهو مصاب بشلل نصفي، فوجئت به يمزح معي ويقول لي لا تضع
لي موسيقى حزينة في الخلفية فأنا لا أريد استجداء ولكن أريد توصيل صوتي
فقط».
يتابع هشام: «من الأسباب الأخرى التي جعلتني أقرر عمل فيلم عن
المصابين، أن الفيلم يهدف إلى توثيق أحداث الثورة، وجرائم النظام في
التعامل مع الثوار، فأردت أن يكون ذلك على لسان مصابي الثورة ومعاصريها».
الفيلم تم تصويره بطريقة الدراما الوثائقية (ديكو - دراما) من خلال
رحلة البحث عن صاحب يوميات تم العثور عليها في ميدان التحرير بعد موقعة
الجمل، حيث وجد بطل الفيلم، والذي يقوم بتجسيده المخرج نفسه، مذكرات أحد
المشاركين في اعتصام ميدان التحرير إبان الثورة الأولى، وبعد قراءتها يفاجأ
بحقيقة «الناس دول» الذين شاركوا وأصيبوا وقتلوا أثناء الثورة، وعن حقيقة
هذه المذكرات يقول هشام: «كثير من المعتصمين في ميدان التحرير كانوا يقضون
وقتهم في كتابة يومياتهم، وتسجيل أحداث الميدان يوما بيوم، فهم وجدوا
أنفسهم فجأة داخل كتاب تاريخ يسطرون صفحاته بيومياتهم، وعندما تم اقتحام
الميدان يوم موقعة الجمل فقد كثير من المعتصمين متعلقاتهم، وتم جمع هذه
المتعلقات بعد ذلك من الميدان وتسليمها للمستشفى الميداني الموجود في مسجد
عباد الرحمن».
يتابع: «عندما تواصلت مع أطباء ومتطوعي المستشفى الميداني أثناء
التحضير للفيلم، قرأت هذه المذكرات، التي كانت ضمن المتعلقات التي وجدت
بالميدان بعد موقعة الجمل، وغير معروف من صاحبها، ففكرت في أن تكون فكرة
الفيلم هي رحلة بحث عن صاحب اليوميات و(الناس دول)».
وعن اسم الفيلم يقول هشام: «عندما قرأت المذكرات، وجدت أن صاحبها يشير
إلى الموجودين معه في الميدان بكلمة «الناس» ويستخدم ضمير الغائب في كل
كتاباته، كما أن يوم جمعة الغضب أصيب شخص كان بجواري على كوبري قصر النيل،
هذا الشخص قابلته يوم موقعة الجمل وكان رابطا رجله ودماغه من جراء إصابته
السابقة، فسألته لماذا نزلت وأنت مصاب؟ فقال لي: مش قادر أقعد لازم أكون مع
الناس دول، كما أنني وجدت نفسي عندما أحكي عن الموجودين في الميدان أستخدم
نفس الكلمة».
شارك في بطولة الفيلم 15 مصابا من مصابي ثورة 25 يناير، بعضهم أصيب في
الميدان، والبعض الآخر أصيب تحت بيته، فبحسب مخرج الفيلم: «تعمدت ذلك لأثبت
كذب الداخلية، فالداخلية لم تقتل فقط المصريين في ميدان التحرير بسبب
تظاهرهم، وإنما ذهبت سيارات الشرطة لتقتل الناس تحت بيوتهم، ليبثوا الرعب
في قلوب المصريين حتى لا ينزلوا ميدان التحرير».
ومن أصعب المشاهد في الفيلم مشاهد المصاب محمود قطب الذي استشهد بعد
تصويره بأسبوعين، فيتذكر هشام: «قمت بإخفاء الكاميرا لأتمكن من تصوير
محمود، لأن إدارة المستشفى رفضت تصويره، وعندما رأيت إصابات محمود لم أقو
على تصويره، وقمت بتشغيل الكاميرا ولم أنظر في عدستها، وأعلم أن المشاهد
الخاصة بالشهيد محمود قاسية، ومن أكثر مشاهد الفيلم إيلاما، ولكنني صممت
على عرضها، خاصةً أن محمود قطب استشهد بعد تصويرنا له بأسبوعين، ووفاته كان
لها دور كبير في الثورة، حيث خرج المتظاهرون في جنازته المهولة واعتصموا
بعدها في التحرير، وهذا الضغط أدى إلى بدء محاكمة مبارك. فأنا أعرضها اليوم
لعلها تكون سببا في تحريك الشارع المصري الآن».
ساعة وثلث هي مدة الفيلم، سيجد فيها المشاهد نفسه مشاركا في الأحداث
متفاعلا معها في كل دقيقة من أحداث الفيلم، وسيشعر بأن الفيلم يصور واقع
اليوم وليس أحداث عام مضى، فبحسب مخرج الفيلم وبطله: «الفيلم تم تصويره في
شهر يونيو (حزيران) الماضي وعندما قمت بتصويره كنت أتخيل أنني أسجل شيئا
للتاريخ، ولكنني فوجئت بأن ما يعرض في الفيلم - من مشاهد لمظاهرات الميدان
والهتافات والإصابات - ليس تاريخا وإنما واقعا مستمرا، فالشهداء يتساقطون
وعدد المصابين في زيادة، وحتى الهتاف لم يتغير (الشعب يريد إسقاط النظام)».
الشرق الأوسط في
13/03/2012
السينما تضع يدها على الجرح: العنف ضد النساء ظاهرة كونية
الرباط - من عبد الكريم الشمسي
إدريس الروخ: إننا نقتل المرأة كل لحظة حينما نتركها تعاني دون تسليط الضوء
على مشكلاتها.
تعد السينما واحدة من أهم الوسائط التوعوية والتربوية التي بقدر ما
تكشف تباين تجارب وخبرات الشعوب في ما يتعلق بأنماط العلاقات بين الجنسين٬
تؤكد أن العنف ضد المرأة وامتهانها ممارسة عالمية غير مقصورة على جماعة
بشرية بعينها.
لسبب ما تستيقظ "بيلار" في عز الليل٬ تهرول في حالة هياج عصبي٬ باحثة
في خزانة الملابس عن سترة لإبنها الصغير٬ توقظ هذا الأخير ويتوجها خلسة الى
الخارج٬ لم يحالفهما الحظ في أن يستقلا سيارة الأجرة الأولى التي مرت
بالمحاذاة منهما بمجرد ما أن وقفا على الرصيف٬ لكنهما تمكنا من الوصول عبر
حافلة الى منزل عائلة الأم وسط استغراب شديد من هذه الزيارة الليلية٬ التي
لا تلبث أن تبدده المرأة وهي تتحدث عن فظاظة وعنف زوجها (أنطونيو).
هذه هي تفاصيل المشهد الأول من فيلم "أهديك روحي" (2003) للمخرجة
الإسبانية إثيسار بويايين الذي تم عرضه الإثنين بالرباط في إطار الدورة
الثالثة للمنتدى الدولي "نساء في حراك" الذي تنظمه مؤسسة المعهد الدولي
والمسرح المتوسطي وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط٬ والذي عرف
مشاركة الممثلتين سامية أقريو ونورة الصقلي واليسيا لونا (كاتبة سيناريو
الفيلم) والممثل ادريس الروخ.
ولولا أن هذه المرأة شقراء اللون وتحمل اسم بيلار لاعتقد المرء للوهلة
الأولى أن الأمر يتعلق بنزاع أو خلاف بين زوجين في بلد من بلدان العالم
الثالث٬ والحال أن مختلف النقاشات التي تلت عرض هذا الشريط أكدت على أن
الخلاصة الرئيسية من "أهديك روحي" هي أن "العنف ضد المرأة ظاهرة كونية" وأن
اللجوء الى مختلف أنواع الاعتداء ضد النساء قضية لا تقتصر على بلد دون آخر
ولا ترتبط بمجتمع دون غيره ولا ترتبط حصريا بحضارة دون غيرها.
يعالج الفيلم موضوع العنف الزوجي من خلال رصد حياة زوج عنيف (أنطونيو)
لم تنفض من حوله رفيقة دربه الشقراء الجميلة والصبورة (بيلار) الإ بعد مرور
سنين طويلة (حوالي 10 سنوات)، لا سيما بعد أن استفحلت مشاكلهما إثر خروج
هذه الأخيرة الى سوق الشغل، وبعد أن فقدت الآمال في حياة زوجية سعيدة مع
زوجها الذي احترف تعنيفها، لفظيا٬ آناء الليل وأطراف النهار٬ ولم يتردد في
العديد من المرات في "تطوير" هذا النوع من العنف الى عنف جسدي واعتداء
ممنهج تحت مبررات واهية٬ فبلغت الأمور نقطة اللاعودة لتقرر الابتعاد كليا
عن أنطونيو بالرغم من مباشرته٬ بعد فوات الأوان٬ لعمليات علاج عند طبيب
نفسي.
وقال الممثل المغربي ادريس الروخ إن هذا الفيلم "قوي من الداخل"،
وأشار الى أن "اشكالية المرأة والرجل" مسألة "بالغة الأهمية" تناولتها
مختلف الأديان والحضارات داعيا الى مشاركة أوسع للمرأة في مختلف المجالات
والوقوف بجانبها لتقلب الحكمة الشهيرة "وراء كل رجل عظيم امرأة" الى العكس٬
مستطردا بقوله "إننا نقتل المرأة كل لحظة حينما نتركها تعاني دون تسليط
الضوء" على مثل هذه الظواهر.
ووافقت الممثلة المغربية سامية أقريو زميلها الروخ في ما ذهب اليه٬
موضحة أن السينما توضح "أشياء لا نقدر على الحديث عنها٬ لكن الصورة تبرزها"
مؤكدة على أن التربية والتنشئة الاجتماعية أمر أساسي لمواجهة هذه الظاهرة.
وتخلص سامية أقريو الى أن المعنِّف والمعنَّف كلاهما ضحية دورة العنف،
وأنه يتوجب توخي الحذر من مشاهد العنف والتحرش الجنسي الذي تقدمها أحيانا
بعض القنوات التلفزيونية.
ميدل إيست أنلاين في
13/03/2012
إسلاميو مصر يتصدّون لـ'انفصال نادر وسيمين'
ميدل ايست أونلاين/ القاهرة
جبهة الإبداع المصرية تصف منع عرض فيلم إيراني حائز على جائزة
الأوسكار في جامعة القاهرة بـ'مأساة'، وتطالب بعدم محاباة
المتشددين.
وصفت جبهة الإبداع المصرية وهي تجمع لمثقفين وفنانين منع عرض فيلم
إيراني حائز على عدة جوائز أحدثها الأوسكار في جامعة القاهرة الخميس الماضي
بأنه "مأساة" وطالبت إدارة الجامعة بعدم محاباة المتشددين.
وكان طلاب يمثلون توجهات إسلامية اعترضوا على عرض الفيلم بدعوى "نشر
الفكر الشيعي".
وحصل فيلم "انفصال نادر وسيمين" من مهرجان أبوظبي السينمائي في أكتوبر
/تشرين الأول 2011 على جائزة لجنة التحكيم الخاصة وقدرها 50 ألف دولار
لمخرجه أصغر فرهادي. ونال الفيلم أيضا جائزة أفضل فيلم أجنبي في مسابقة
الأوسكار الشهر الماضي.
وقالت جبهة الإبداع -التي تشكلت من مثقفين وفنانين بعد حصول أحزاب
إسلامية على أغلبية مقاعد البرلمان- في بيان الثلاثاء إنه "من العبث وإهدار
الطاقة" مناقشة دور السينما والفنون في تنمية الفكر والذوق الابداعي في مصر
التي كانت السينما في مقدمة مصادر الدخل بها قبل أكثر من 60 عاما.
وأضاف البيان أن "المأساة" تتمثل في الحديث عن منع فيلم حصل على جوائز
أحدثها الأوسكار وأن "المفارقة أنه فيلم إيراني مما يعني استحالة وجود ما
يخدش الحياء" حيث لا يسمح في السينما الإيرانية بامرأة تكشف شعرها أو
بالتلامس بين الجنسين.
وتساءل البيان "لهذه الدرجة وصلت التيارات المتطرفة في جامعاتنا.. أن
تنشر الظلام هناك حيث ينبغي أن يولد النور" داعيا المسؤولين في جامعة
القاهرة لإعادة النظر "في المحاباة والتزلف الذي يمارسونه للجماعات
المتطرفة... التي تمنع العروض الفنية والندوات الفكرية في الجامعات وتمارس
سلطة أقرب لسلطة الميليشيات منها لحركة طلابية".
كما حث البيان الطلاب الذين تسببوا في منع عرض الفيلم على تذكر "أن
صوتهم قد خرج من رحم ثورة نادت بالحرية.. فعار عليهم أن يكبتوا تلك الحرية"
في إشارة إلى الانتفاضة الشعبية التي أسقطت نظام الرئيس السابق حسني مبارك
في فبراير شباط 2011.
ميدل إيست أنلاين في
13/03/2012 |