ذاع صيت دارين حمزة كممثلة متمكنة من الشخصيات التي تؤديها، ومع
الأيام توسعت دائرة أعمالها التي مثّلتها خارج لبنان حتى إذا ما عادت إلى
الدراما اللبنانية عادت بحضور أقوى. وهي انتهت مؤخراً من تصوير الفيلم
الفرنسي "فندق بيروت" من إخراج دانييل عربيد الذي اعتبره البعض من أجرأ
الأعمال السينمائية لممثلة عربية، والذي تؤدي فيه دور مغنية جريئة تغرم
بمحام فرنسي وتكتشف لاحقًا أنه جاسوس.
كما شاركت دارين مؤخرا في مسلسل "الشحرورة" الذي عرض سيرة الفنانة
صباح وقامت ببطولته الفنانة كارول سماحة وتؤدي فيه دارين دور نجاة شقيقة
صباح، إضافة إلى مشاركتها في الجزء الثالث من المسلسل الخليجي "هوامير
الصحراء"، وفي مسلسل "الغالبون" للمخرج باسل الخطيب حيث تجسد شخصية فتاة
محجبة مثالية تعطي دروسًا في الدين، بالإضافة إلى مشاركتها في مسلسل
"الهروب إلى النار" من كتابة جان قسيس وإخراج ألبير كيلو.
·
دارين تنقلت خلال الموسم الماضي
من برنامج إلى آخر، ألا تعتقدين أن المشاهد قد يتشتت بشخصياتك؟
على العكس، أنا أحب تعدد المشاركات لأنني أشعر أن كل الجمهور يتابعني
ويرى كل شخصية قدمتها، سواء كان في مسلسل "هوامير الصحراء" الذي مثلت فيه
بالجزئين الثاني والثالث تابعني الجمهور باستمرار، وفي مسلسل "الشحرورة"
شاركت في آخر عشر حلقات إذ مثلت دور شقيقة صباح الصغرى نجاة، وحقق هذا
المسلسل مشاهدة عالية من محبي صباح. ومسلسل "الغالبون" حظي بنسبة عالية من
المشاهدة.
·
بعد فيلم "كولا كوهين" تعرّف
عليك المشاهد اللبناني والعربي أكثر، بعد تجارب عدة في إيران والخليج،
لماذا تركزين على الخارج؟
لعبت الصدفة دورها بمعظم خياراتي، خاصة أنني أحب السينما كثيراً ولدى
الإيرانيين صناعة سينمائية مهمة، وقبلت العروض التي قدمت إليّ لأنها على
مستوى جيد من الصناعة، فبدأت ببطولة فيلم وكرّت حبات العقد.
·
هل اتقنّت اللغة الإيرانية؟
أتقنتها فقط في مجال التمثيل ولا أستطيع الدخول في جدال حواري مع أحد،
فأنا أحفظ النص الخاص بي وأؤدي دوري.
·
ألا يؤثر عليك هذا الأمر سلباً
بالإنتاجات اللبنانية والخليجية؟
بل أشعر أن العكس هو الصحيح، لأنني عندما اشتهرت في إيران التفتت
الأنظار إليّ في الدول العربية كافة، وصرت أشارك في أعمال خليجية بسبب
الخبرة التي اكتسبتها في السينما، وصار لدي جمهور يتابعني في الخليج
تحديدًا من خلال مسلسلي "سليم ودستة حريم" ومن بعده في "هوامير الصحراء".
أشعر أنني كلما نوّعت بالشخصيات خارج بلدي تفيدني أكثر خاصة أن الإنتاج
الدرامي في لبنان ليس قويًا، إلا أنني عندما بدأت أشعر خلال الفترة الأخيرة
أن الدراما اللبنانية أصبحت أقوى أحببت أن أعود إلى الأعمال اللبنانية.
فأنا طموحي يلحق الإنتاج ومقدار أهميته والإخراج.
·
هل السينما الإيرانية هي التي
فتحت أمامك أبواب السينما الفرنسية؟
لا، ربما كل واحدة تفتح بابًا لنفسها، بالتأكيد اكتسبت خبرة كبيرة في
السينما الإيرانية لأكون مستعدة لغيرها.
·
أحاطتك انتقادات حول دورك في
فيلم "فندق بيروت" كونه جريء جداً، ألم تخافي من هذا الدور؟
أديت في مسلسل "الغالبون" دور فتاة محجبة وفي فيلم "كولا كوهين" كنت
جاسوسة إسرائيلية، أشعر أن دوري في "فندق بيروت" هو تجربة مع الفرنسيين
ستضيف إليّ خاصة أن دوري لشخصية من المجتمع الفرنسي للمشاهد الفرنسي في
مجتمعه، ويعتبرها أمرًاعاديًا، وقصة حب بنظره هي مسألة تعكس الحياة ومرآة
لانتقاد حالة اجتماعية يعتبرونها أمر طبيعي. بالتأكيد بالنسبة إليّ كان
لديّ تحفظات بأماكن معينة بطريقة التصوير، وكانت هناك ممثلة بديلة عني
لتركيب مشاهد معينة. وإجمالاً طموحي كممثلة أن أستطيع لعب أدوار كل
الشخصيات الموجودة في الحياة.
·
حتى لو تطلبت منك الشخصية العريّ
كما في فيلم "فندق بيروت"؟
لا بالتأكيد، من ناحيتي الشخصية أنا أرفض أداء المشاهد الساخنة حتى
ولو اقتضت الضرورات الدراميّة ذلك، فهناك تقنيات تستعمل في السينما بالخارج
تختلف عن تقنياتنا قد يقتنع المشاهد، في فيلم "فندق بيروت" لم أكن عارية
إلا أن التقنية التي استعملت أظهرتني كذلك.
·
لكن هذا المشاهد قد لا يقبل هذه
التقنيات؟
هذه مشكلة نستطيع تخطيها لأننا صرنا بعصر المعلومات والانفتاح،
ويستوعب المشاهد العادي ما هي السينما وأن ما يراه ليس حقيقيًا بل عملية
تركيب لقطات، فيظهر الممثلان كأنهما يحبان بعضهما البعض، وأن الممثلة تمثّل
الشخصية تلك وهي ليست حقيقية، أتخيل أن الجمهور العربي وصل إلى مرحلة يعي
الأمور ويفصل بين الفن التمثيلي والحقيقية.
·
ألم تتأثري من جدل الرقابة على
أدوار كهذه؟
من المفترض ألا يقف الممثل عند هذه المسألة لأنه يحق له أن يمثل كل
الأدوار والجريئة منها أيضًا، فأنا في هذا الدور تحديت دارين حمزة لأنني
أريد أن أثبت أنني قادرة على تمثيل شخصيات مركّبة وتثير الكثير من الجدل
حولها خاصة عندما تكون بعيدة عن شخصيتي الحقيقية، وهنا قوة التحدي.
·
هل وافقت المخرجة على إيجاد
بديلة عنك؟
كل شيء بالنقاش سليم، فأنا تناقشت مع المخرجة دانيال عربيد في هذه
المسألة واقتنعت بأنني لا أستطيع تصوير مشاهد جريئة، مع أنها مخرجة تعيش في
فرنسا، وكما قلت بالنسبة لذلك المجتمع هو أمر عادي، ولكني أنا كعربية
ولبنانية أشعر أن هناك تمادٍ بها، وتمكنا من خلال التركيب إيصال مشاهد قصة
الحب المليئة بالشغف وبأسلوب يقنع الجميع، ومن ناحية أخرى الفيلم فرنسي
ويتطلب شخصية لبنانية تتحدث الفرنسية جيدًا، ولن يستطيعوا الاستعانة بممثلة
فرنسية ويعلمونها العربية، لذا كان لابد من الاستعانة بممثلة فرنسية لتكون
بديلتي في مشهد معين.
·
في "هوامير الصحراء" أعطاك منتج
العمل الفنان عبد الله العامر مساحة واسعة في الجزء الأخير، هل هذا مما زاد
نجوميتك وضمن انتشارك في الخليج؟
فعلاً أعطاني الأستاذ عبد الله العامر والمخرج أيمن شيخاني مساحة أكبر
في الجزء الثالث من "هوامير الصحراء"، وبصراحة أقولها، إنه عندما عرض عليّ
الدور في الجزء الثاني كان هناك تطمين من قبلهم بأن دور "بشرى" في الجزء
الثالث سيكون أوسع وسيكون لها أهمية أكبر كشخصية محورية، لهذا قبلت بالجزء
الثاني لأنني أعرف أن شخصيتها ستتطور وستظهر للجمهور أنها جاسوسة للاثنين،
لذا فتحنا بابًا صغيرًا في البداية وطرحت تساؤلات عن إمكانية تعاملها مع
أبو عبد الله. وهذه الخطوة جعلتني أتحمس للشخصية، لأنني أحب أن ألعب شخصيات
مركبة يكون لها إطلالة جميلة.
·
بالنسبة لمسلسل "الغالبون" عمل
لبناني حاز على نسبة مشاهدة عالية في لبنان، هل كان هناك منافسة لدارين
نفسها مع دورها في "هوامير الصحراء"؟
لا تحصل الأمور هكذا، فكل قصة مختلفة عن الأخرى ولها جمهورها، ولم
أشعر أن هناك منافسة، فدارين تستطيع تقديم شخصية في مكان بطريقة تختلف عن
تقديمها لشخصية في مكان آخر، وحاز العملان على نسبة مشاهدين مرتفعة لأنهما
يتحدثان عن قصص اجتماعية صحيحة، وأنا أحب هذه النصوص.
·
هل تعيشين مع بعض الشخصيات التي
تكون أقرب للواقعية قبل تأديتك الدور؟
نعم أراقب كثيراً وعند قراءتي لأي نص أبدأ تشبيه الشخصيات لأناس قد
أعرفهم، لأراقب هذه الشخصية عن كثب أكثر، وأثناء التصوير نكون أقرب إلى بعض
الحالات، مثلًا في مسلسل "الغالبون" كنا نصوّر في الجنوب وكل الوقت نرى
نماذج تمر أمامنا.
·
لم تؤد في "الغالبون" الدور بشكل
قوي مثل "الهوامير أو كولا كوهين"، لماذا كنت عادية؟
كممثلة أنا أعطي كل شخصية حقها وشعرت أن "بتول" هذا حجمها، هي فتاة
قوية وشجاعة ولكنها في الوقت نفسه شفافة وبريئة وخرجت حديثًا من بيئتها
وتحب الخير، وإذا أظهرتها جريئة قد يكون هناك شيء خطأ بالأداء لأنني لا
أستطيع إخراجها من هذا الإطار وإلا ستشبه كل الشخصيات التي أديتها، أحببت
أن أمثلها مع مسحة البراءة التي تبقي الحدود بينها وبين المشاهد.
·
ماذا لديك الآن؟
لدي أكثر من عمل في الدراما اللبنانية التي أحب أن أشجعها لأنني أطمح
بأن تكون أقوى مما يقدم، والآن أنجزت أخيراً مسلسل مع إيلي حبيب وهو مسلسل
ضد الطائفية، ولدي مسلسل مع نبيل لبّس اسمه "الرؤية الثالثة" قد يتغير اسمه
لاحقا، وهو مسلسل اجتماعي، ولدي بطولة مطلقة فيه. وانتهيت من تصوير فيلم
"33 يوما" وهو عمل يرصد حرب لبنان، وأقدم من خلاله دور ضابطة إسرائيلية
تدخل في صراع مع قائدها، الذي يرتكب جرائم في حق الإنسانية، فيمنعها ضميرها
الإنساني من الصمت والسكوت على أفعاله.
فارييتي العربية في
13/03/2012
فيلم هولندي عن "ساحرة صغيرة" يفتتح مهرجان
القاهرة الدولي لسينما الأطفال
مجدي الشاذلي من القاهرة:
أعلنت د. نادية الخولي رئيس مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال، أن
الفيلم الهولندي "فوشيه الساحرة الصغيرة" للمخرج يوهان نيجنهاوس سيقص شريط
افتتاح الدورة الحادية والعشرين من المهرجان، والتي قررت إدارة المهرجان
إهدائها إلى روح الأطفال الذين استشهدوا في ثورة 25 يناير المصرية، ليتواكب
ذلك مع شعار المهرجان هذا العام "عالم الأطفال يتغير".
ولأول مرة تفصح إدارة المهرجان عن موازنته، بعد تعرضها لضغوط شديدة من
الإعلاميين الذين حضروا المؤتمر الصحفي، حيث كشفت رئيسة المهرجان أن
الميزانية تصل إلى مليون جنيه مصري، وهو ما يوازي 160 ألف دولار أمريكي.
وأكدت الخولي على أن دورة المهرجان، والتي ستقام من 23 إلى 30 مارس
الجاري، ستكون مختلفة في الكثير من تفاصيلها ومكوناتها عن الدورات السابقة،
بداية من انتقال إدارة المهرجان وتنظيمه إلى المركز القومي لثقافة الطفل،
وابتداع مسابقات جديدة لأول مرة، أهمها المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية
والقصيرة الموجهة للأطفال.
سوف يشهد المهرجان هذا العام، مشاركة 537 فيلما من 68 دولة عربية
وأجنبية، منها 31 فيلما في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، و54
فيلما في مسابقة أفلام التحريك، و19 فيلما في مسابقة أفلام من طفل إلى طفل.
وتبدو المشاركة العربية واضحة في الدورة الحادية و العشرين لمهرجان
القاهرة الدولى لسينما الأطفال مع وصول عدد الأعمال إلى 12 عملاً من 5 دول
عربية وهى: فلسطين، الأردن، تونس، السعودية، والجزائر. وأكثر هذه الدول
العربية مشاركة فى هذه الدورة "الأردن" التى تشارك بستة أفلام أغلبها يدور
عن الثورات التى شهدتها المنطقة العربية.
ضيف شرف هذه الدورة، ستكون دولة اليونان، بينما يقيم المهرجان قسما
خاصا لأفلام سلوفاكيا، وتشارك في المهرجان لأول مرة بوركينا فاسو والسنغال
وجنوب أفريقيا ومقدونيا، بينما عادت للمشاركة دول أخرى بعد غياب لسنوات وهي
كازاخستان وكوبا وأيسلندا وأذربيجان.
عن المشاركة المصرية، قالت الخولي أن مصر على الرغم من الظروف التى
مرت و مازالت تمر بها، سوف تشارك بمجموعة كبيرة و متنوعة من الأعمال الفنية
الموجهة للاطفال تصل إلى 78 عملاً ما بين أفلام روائية قصيرة و رسوم متحركة
و تسجيلية بعضها يمثل قطاعات الإنتاج التابعة لإتحاد الإذاعة والتلفزيون و
البعض الأخر لجهات الإنتاج التابعة لوزارة الثقافة بالإضافة إلى أعمال أخرى
لقنوات و شركات إنتاج خاصة.
وأوضحت أن المهرجان سوف يكرم ثلاث شخصيات لكنها رفضت الإفصاح عنهم
مشيرة إلى أنهم سوف يمثلون هذا العام مفاجأة ستسعد الملايين فى مصر وأقطار
الوطن العربي.
ولأول مرة أيضا، تتضمن هذه الدورة ضمن فعالياتها أول سوق فيلم لأفلام
سينما الأطفال فى الشرق الأوسط. كتجربة جديدة يعرض من خلالها الإنتاج
السينمائى من مختلف أنحاء العالم فى مكان واحد وذلك من أجل خلق حالة من
تبادل الخبرات السينمائية، وعرض ما توصلت إليه الشركات و المؤسسات الفنية
فى مجال السينما الموجهة للطفل. وتقام على هامش سوق الفيلم مائدة مستديرة
بهدف عمل مشروع فيلم سينمائى للأطفال بإنتاج عربى مشترك.
يقيم المهرجان برنامج للندوات تطرح خلاله قضايا السينما والطفل،
وأبرزها: أثر الرسوم المتحركة الأخلاقى على الأطفال، الإنتاج العربى لأفلام
الأطفال، قضايا الطفولة فى أفلام المهرجان، التراث الشعبى المصرى ودوره فى
سينما، ما يدور فى أذهان أطفالنا فى عالم التغيير، معوقات الإنتاج فى سينما
الاطفال، فن الطفل ما بين المسرح و السينما، سينما الاطفال فى فلسطين،
دراما الطفل بين الواقع والمأمول، والسينما العربية وقضايا حقوق الطفل.
أما ورش العمل، فتضمن العديد من الفعاليات منها: ورش بامبو,خيال ظل,
رسم على الزجاج، تشكيل مجسم، نحت على الحجر,طباعة, رسم على الوجه،
أورجامى,كروت مجسمة, عرائس شنط خيش, صلصال، قصص مصوره بالرمال، ورش تشكيل
بالسلك, خيال الظل، رسوم متحركة, ورشة حكي.
فارييتي العربية في
12/03/2012
مخرج فيلم فرش وغطا أحمد عبد الله:
وزارة الأوقاف منعتنا من التصوير في المساجد
كتب: القاهرة - فايزة هنداوي
لم يعد جهاز الرقابة على المصنفات الفنية الجهة الوحيدة التي تمنح
الموافقة على تصوير الأفلام السينمائية، فثمة هيئات كثيرة مثل القوات
المسلحة والمخابرات والأزهر والكنيسة وجهات كثيرة تمنح لنفسها الحق في
الرقابة.
أخيراً، انضمت وزارة الأوقاف المصرية إلى جهات الرقابة على الإبداع،
فرفضت تصوير عدد من المشاهد في فيلم «فرش وغطا» للمخرج أحمد عبد الله في
مسجد السيدة نفيسة لأن ذلك «يخالف شرع الله»، بحسب التقرير الصادر عن موظف
في الوزارة. حول هذه الأزمة وتطورها وموقف صناع الفيلم وجهات الإبداع، كان
هذا اللقاء مع المخرج أحمد عبد الله.
·
حدثنا عن مشاهد «فرش وغطا» التي
تسببت بالأزمة مع وزارة الأوقاف المصرية؟
يؤرخ الفيلم لثلاثة أيام من حياة سجين هارب يتحرك بين عدد من المواقف
في القاهرة، من بينها أحد المساجد ذات الأضرحة. بالتالي، كان لزاماً علينا
أخذ موافقة وزارة الأوقاف، وهي موافقة روتينية اعتادت الوزارة منحها
للأفلام التي تُصوَّر أجزاء منها داخل مساجد، لكننا فوجئنا بمدير مكتب وزير
الأوقاف يرفض إنهاء الأوراق.
·
ما هي الأسباب التي أعلنها لهذا
الرفض؟
قال إن التصوير في المساجد «مخالف للشريعة الإسلامية»، وحينما سألناه
إن كان يرى أموراً مخالفة للشرع في السيناريو عموماً أو المشاهد المصورة في
المسجد تحديداً، أجاب أن قراراً نهائياً يسري على أي فيلم سينمائي مفاده أن
المساجد ليست أمكنة للتصوير.
·
هل حصلتم على موافقة جهاز
الراقبة للتصوير داخل المسجد؟
فعلاً كعادة أي فيلم سينمائي، توجب علينا الحصول على موافقة الرقابة
على المصنفات الفنية وإجازتها لنص السيناريو المزمع تصويره تحت عنوان موقت
«فرش وغطا»، وبناء عليه توجهنا بالسيناريو النهائي إلى الهيئة العامة
للرقابة على المصنفات الفنية فأجازت النص بتاريخ 23 يناير2012، من ثم حصلنا
على موافقة وزارة الداخلية، التي اطلعت على النص أيضاً، ليتسنى لنا التصوير
في شوارع القاهرة. هكذا، استوفى السيناريو كل ما يلزم من تصريحات من الجهات
المعنية كافة بما فيها نقابتا المهن السينمائية والتمثيلية، وكان يجب بعد
ذلك دفع رسم معين وفقاً لكل مسجد، ونحصل على موافقة روتينية من وزارة
الأوقاف.
·
هل أوضحتم ذلك لمدير مكتب
الوزير؟
أخبرناه وأطلعناه على الأوراق التي تثبت صحة موقفنا، إلا أنه أصر على
الرفض. كذلك حاولنا مناقشته مؤكدين أن المساجد هي بيوت الله، وأننا لا ننوي
ولا يوجد في النص ما يخالف الشريعة أو يسيء إلى قدسية مكان العبادة، وأن
التصوير سيتم أثناء الليل بين صلاة العشاء والفجر فلن يحصل أي تعطيل
للشعائر، لكن من دون جدوى. ومع أن المساجد ذات الأضرحة هي جزء من تراث شعبي
ولا يحق لأحد منع الفنون عن صياغة أعمال تتعرض لذلك، أصرّ المدير على رفضه
بشكل قاطع. عندها قررنا الرحيل مطالبين بإعطائنا رفضاً رسمياً يوضح أسباب
الرفض، فطلب منا المجيء في اليوم التالي لاستلامه.
·
هل تسلمتم هذا القرار؟
في اليوم التالي، فوجئنا بوجود نائب برلماني حاضر للقاء، تم تعريفه
لنا على أنه أحد نواب «الحرية والعدالة» (ذراع جماعة «الإخوان المسلمين»
السياسية)، لكن لم تتسن لنا معرفة اسمه.
أفاد مدير مكتب الوزير، في حضور مدير أمن الوزارة، أن الوزير أكد رفضه
لمبدأ التصوير في دور العبادة أياً كان محتواه. وكان نائب الإخوان حاضراً
وكأنه موجود ليتم إشهاده على الواقعة وموقف الوزارة، أو كأن له صفة رسمية
لم نفهمها على رغم عدم مشاركته المباشرة في الحديث.
حينما أشرنا إلى أننا اعتدنا أن أفلاماً كثيرة عبر تاريخ السينما صورت
في المساجد، منذ «قنديل أم هاشم» مروراً بـ «أرض الخوف» حتى «واحد من
الناس»، كان الرد حاضراً: «ده كان قبل الثورة… دلوقتي خلاص». كذلك قالوا إن
الوزير رفض إعطاء أي رفض رسمي ولن يوقع أي ورقة في هذا الشأن.
·
بما تفسر وجود النائب الإخواني
في هذه الواقعة؟
لا احتمال آخر إلا رغبة الوزارة في إشهاد المسؤول الإخواني موقفها.
بتعبير أدق، تسعى الوزارة إلى التوافق مع التيارات الدينية على حساب الفن
والحرية في التعبير. لكن نؤكد أن حرية الفن لا تتعارض أبداً مع احترامنا
الأديان وقدسية دور العبادة وحفاظنا على ثوابت ومقدسات المجتمع الذي نحن
جزء منه.
·
كيف ستتعاملون مع هذا الموقف؟ هل
ستستغنون عن المشهد أم ستتحايلون عليه أم ستستعينون بديكور خاص؟
سنسعى إلى تصعيد الأمر، ليس لأجل الفيلم فحسب، لكن لأجل حرية الإبداع
عموماً.
·
ما هي خطواتكم في هذا المجال؟
سنعلن رفضنا بالأشكال كافة، وسنصعد الأمر إعلامياً لتوضيح الموقف
المتعنت من وزير الأوقاف ورفضه تحمل عاقبة قراراته بشكل رسمي وتحاشيه إصدار
ما يفيد بقراره المؤسف. كذلك أصدرت جبهة الإبداع بياناً تدين فيه الموقف
المتعنت من الوزارة، وأصدر «المركز القومي للسينما» بياناً يعلن فيه رفضه
ممارسات القمع على الحريات، ومن بينها رفض تصوير هذا الفيلم. بدوره، سيتقدم
النائب نصر الدين الزغبي (عضو مجلس الشعب عن قائمة الثورة مستمرة) بطلب
إحاطة بغية التحقيق في الواقعة.
الجريدة الكويتية في
12/03/2012
أفلام اليوم الواحد… هل تنعش السينما المصرية؟
كتب: القاهرة – رولا عسران
هل تحلّ أفلام اليوم الواحد أزمة صناعة السينما في مصر؟ ارتسم هذا
السؤال في الأفق بعد نجاح فيلمي «كباريه» و{الفرح» وغيرهما، ما دفع منتجين
ومخرجين إلى التحمس للفكرة كون تصويرها لا يتطلّب مبالغ باهظة.
تدور الأحداث في أفلام اليوم الواحد في توقيت ضيّق لا يتعدى الساعات،
وينحصر التصوير في أماكن محدودة سواء طبيعية أو جُهزت خصيصاً للتصوير.
أعاد فيلم «كباريه» هذه النوعية من الأفلام إلى الشاشة الفضية بعد طول
غياب، فحقق نجاحاً دفع مخرجه إلى تكرار التجربة مع «الفرح»، وحذا مخرجون
آخرون حذوه وبدأوا التجهيز لأفلام تدور أحداثها في وقت محدد… باختصار، وجد
صناع السينما في هذه النوعية ضالتهم لإنقاذ الصناعة التي تعاني مشاكل، من
ضمنها ارتفاع التكاليف.
ساعة ونصف
انتهى المخرج سامح عبد العزيز من تصوير فيلم «ساعة ونصف»، وهو يتمحور
حول حادث قطار العياط الذي اشتعلت فيه النار، ويشارك في بطولته: أياد نصار،
مي كساب، فتحي عبد الوهاب، أحمد الفيشاوي. ومن المقرر عرضه في إبريل
المقبل.
كذلك يجهّز لفيلم «الليلة الكبيرة» الذي ترصد أحداثه حياة الموالد
الشعبية، يشارك في بطولته: خالد الصاوي، صلاح عبد الله، سوسن بدر، كريمة
مختار… كان من المقرر البدء بتصويره قبل الثورة، لكنه تأجل لانشغال مخرجه
في تقديم أعمال فنية أخرى.
يؤكد عبد العزيز أن الحماسة لهذه النوعية من الأفلام تعود إلى
مناسبتها لهذا التوقيت وليس لأسباب اقتصادية فحسب، مشيراً إلى أن هذا
الأسلوب متبع في العالم وليس غريباً على السينما المصرية التي شهدت عبر
تاريخها أفلاماً من هذه النوعية، من بينها «بين السما والأرض» للمخرج
الراحل صلاح أبو سيف، وتدور أحداثه داخل مصعد تعطل ويرصد تصرفات الموجودين
فيه. حقق الفيلم نجاحاً، ما يعني أن هذه النوعية من الأفلام صالحة لتقديمها
في أي وقت.
يضيف عبد العزيز: «لم أخترع هذه النوعية من الأفلام، لكني حاولت أن
أعيدها إلى الجمهور الذي أحبها».
كلفة قليلة
يستعدّ المنتج هاني جرجس فوزي لإخراج فيلم من نوعية أفلام اليوم
الواحد، كاشفاً أنه تلقى سيناريوهات في هذا الإطار، ومضيفاً أن السينما في
حاجة راهناً إلى أفلام قليلة الكلفة لتستعيد عافيتها، ثم تعود إلى الأفلام
الضخمة.
بدوره، يوضح أحمد السبكي (أنتج معظم هذه الأفلام) أن الكلفة الضئيلة
ليست القاسم المشترك لهذه الأفلام، إذ يتطلّب بعضها مبالغ ضخمة لمشاركة
نجوم من الصف الأول فيها. أما أماكن التصوير فلم تشكّل يوماً أزمة إنتاجية،
يضيف: «لا أبحث عن الرخص إنما عن الجودة وهذه الأفلام تقدم المعادلة
المفقودة».
كذلك يجهّز المنتج هشام عبد الخالق فيلماً من النوعية نفسها تشارك في
بطولته مجموعة من الوجوه الجديدة، فيما طلب محمد هنيدي من السيناريست يوسف
معاطي التجهيز لفيلم كوميدي تدور أحداثه في يوم واحد أيضاً، على أن يبدأ
التجهيز له بعد انتهائه من تصوير «تيتة رهيبة».
الجريدة الكويتية في
12/03/2012 |