لن يكون التفلّت من
النزاع الحاصل بين إيرلندا الشمالية وبريطانيا «العظمى» سهلاً، وإن كانت
المناسبة
سينمائية بحتة. خمسة أيام خاصّة بالفيلم الإيرلندي مناسبة سينمائية، تفتح
نافذة على
واقع الحال الإنتاجي في تلك البقعة الجغرافية الملتهبة تمزّقاً وانشقاقات
وسلاماً
هشّاً. تتيح مجالاً لمُشاهدة أفلام مستلّة من واقع الحال
الإنساني أولاً، ومن
الحركة التاريخية للصراع الدائر بين الكاثوليك والبروتستانت ثانياً. تتيح
مجالاً
للتواصل السينمائي مع أفلام أخرجها سينمائيون إيرلنديون وبريطانيون، بعضهم
عرف شهرة
جماهيرية، وبعضهم الآخر فضّل التزام السينما، الروائية أو الوثائقية،
تعبيراً عن
موقف، أو وصفاً لحالة، أو قراءة مرحلة. خمسة أيام تُقدّم
للمهتمّ بالفن السابع فرصة
مُشاهدة (أو إعادة مُشاهدة) روائع سينمائية غاصت في الواقعيّ، أو جعلت
العنف
المُمارَس بوحشية أحياناً، من قِبل سلطة أو أفراد، لحظة تأمّل بأحوال
التاريخ
ووقائع العيش اليومي على الحافة الأخيرة للهاوية. أو عند عتبة
الانعتاق من بؤس
الأزمنة، من أجل خلاص ما.
تأمّل سينمائي
السينما حاضرة. الأفلام المختارة
مزيج من السينمائيّ البحت والنضاليّ الواضح، لكن من دون تسلّط النضاليّ على
السينمائي، بل باختلاط جميل بينهما أحياناً. الحكايات متنوّعة. ما أرادته
«جمعية
نحو المواطنية»، بإحيائها تظاهرة سينمائية إيرلندية في بيروت،
محاولة للتأمّل
السينمائي في معنى النزاع الدموي، وآفاقه ونتائجه. سعت الجمعية، في إطلاقها
النسخة
الأولى من «العالم على حدّ سواء» (Worlds Alike)
بتنظيم خمسة أيام متتالية من
العروض السينمائية الإيرلندية، للإضاءة الفنية على «حياة مجتمعات مختلفة من
العالم»، وعلى «اختباراتها في النزاع والمُصالحة والأمل». خمسة أيام بدأت
مساء أمس
الأربعاء في صالة «متروبوليس» في «أمبير صوفيل» في الأشرفية، بعرض «صبيّ
الجزّار» (1997)
للإيرلنديّ نل جوردان (مواليد «سليغو» الإيرلندية، في 25 شباط 1950)، الذي
يحتلّ التظاهرة بثلاثة أفلام من نتاجه الإبداعي، هي، بالإضافة
إلى فيلم الافتتاح، «ملاك»
(السادسة مساء بعد غد السبت) و«فطور في بلوتو» (الثامنة والنصف مساء الأحد
المقبل). تظاهرة الأيام السينمائية الإيرلندية الخمسة هذه «مُحاصَرة»
بفيلمين لنل
جوردان (في عرض الافتتاح والختام)، أحد السينمائيين
الإيرلنديين «المتورِّطين» في
الهمّ الإنساني الخاصّ ببلده، وفي عمق النزاع القائم بين بلده الساعي
للانعتاق من
سطوة البريطانيين، وبريطانيا «المحتلّة». لكن هذا لم يمنعه أبداً من
الاهتمام
بقضايا الفرد ومآزقه الذاتية، بعيداً عن هذا النزاع التاريخي،
الذي جعله مادة
درامية في «اللعبة الباكية» (1992) و«مايكل كولنز» (1996) تحديداً. مثلٌ
أول: «صبيّ
الجزّار». الحكاية المقتبسة من رواية لباتريك ماكيب بالعنوان نفسه (صدرت في
العام 1992)
معنيّة بالتمزّق الفرديّ الداخليّ. حكاية إنسانية بحتة، اختارت قرية صغيرة
في
مقاطعة «موناغان» في الجمهورية الإيرلندية تُدعى «كلوان إيوس»
مكاناً جغرافياً
لأحداثها الدائرة في ستينيات القرن المنصرم، والمتمحورة حول الصبيّ فرانسي
برايدي (12
عاماً)، ابن عازف ترومبيت وأم مُصابة باضطراب عصبيّ. رسم الفيلم ملامح
الصبيّ
المتأرجح بين سرقات وتشرّد، قبل اصطدامه بخبر انتحار والدته.
أي أن الحبكة الدرامية
مرتكزة كلّها على ما يُشبه السيرة الذاتية لصبيّ تائه في حقول منزوعة
الرحمة، أو في
فضاءات مفتوحة على الألم والوحشة والاغتراب.
هناك أيضاً «ملاك» (1982)، الفيلم
الأول لجوردان في حياته المهنية، المرتكز على خطّين متوازيين، وإن ظلّ
أحدهما أقلّ
وضوحاً من الثاني: ففي مرحلة تنامي سطوة «الميليشيات» في إيرلندا الشمالية،
عانى
عازف الساكسوفون داني (ستيفن ريا، الذي بات بفضل هذا الفيلم
أحد الممثلين المفضّلين
لدى جوردان، علماً أنه مثّل في «صبيّ الجزّار» و«فطور في بلوتو» أيضاً، أي
في
الأفلام الثلاثة المختارة للعرض البيروتي) مآزق شتّى، بدأت عند مشاهدته
مقتل مدير
الفرقة الموسيقية المنتمي إليها حديثاً داخل ناد ليليّ: «في خضمّ سعيه
للانتقام،
بات داني قاتلاً».
نزاعات
التوازن المبطّن بين الفضاء السياسي والحراك
الإنساني أساسيّ في «فطور في بلوتو» (2005): مسألة المثلية الجنسية جزءٌ من
الحبكة
الدرامية. لكن الريف الإيرلنديّ في سبعينيات القرن الفائت شكّل أداة اضطهاد
ضدّ
برايدن (سيليان مورفي)، ما دفعه إلى الهروب باتجاه لندن، بحجّة
البحث عن والدته.
الموسيقى، هنا أيضاً، خلفية درامية أو حالة نفسية، أو جزءٌ منهما. الأفلام
الثلاثة
لجوردان معنية بها، بطريقة أو بأخرى. الهروب من الريف خطوة إلى اختبار
المغامرة
الموسيقية داخل فرقة شبابية، وجد برايدن فيها من أحسّ بعشق
تجاهه. لكن الوقائع
اليومية مغايرة لطموحاته: تورّطه في «الجيش الجمهوري الإيرلندي» جعله يختبر
مآزق
أخرى، خصوصاً بعد إلقاء القبض عليه.
النزاع الكاثوليكي البروتستاني واضح تماماً
في أفلام «جوع» (2008) للفنان التشكيلي البريطاني ستيف ماكوين (الثامنة
والنصف مساء
اليوم الخميس)، و«برناديت: ملاحظات من يوميات سياسية» (2011) للإيرلندية
ليليا
دوولن (الثامنة والنصف مساء غد الجمعة)، و«الأحد الدامي» (2002) للبريطاني
بول
غرينغراس (الثامنة والنصف مساء السبت المقبل). وقائع تاريخية
حيّة، شكّلت محطات
لامعة في مسار النضال الإنساني والصراع المسلّح بين الطرفين. بنى ماكوين
فيلمه
البديع هذا «جوع» على شخصية بوبي ساندز (مايكل فاسبندر)، الذي قاد سجناء
إيرلنديين
في العام 1981 في إضراب شهير عن الطعام للمطالبة بمعاملتهم
كسجناء سياسيين ولتحسين
شروط سجنهم السياسي، لقراءة مختلفة لوقائع تلك الحقبة المريرة من تاريخ
الحكم
السياسي المحافظ والمتشدّد والعنيف لمارغريت تاتشر. استند «برناديت» الى
أرشيف
وحوارات استعادت كلّها سيرة برناديت ديفلين، المناضلة في حركة الحقوق
المدنية في
إيرلندا الشمالية. أما غرينغراس، فاستعاد مجزرة الثلاثين من
كانون الثاني 1972،
التي قُتل فيها أربعة عشر إيرلندياً برصاص مظليين بريطانيين.
هذه نماذج من
مجموعة أفلام تُعرض في تظاهرة الأفلام الإيرلندية في بيروت، مُرفقة كلّها
بترجمة
إنكليزية.
كلاكيت
«انفصال»
نديم جرجورة
منذ فوزه بجائزة «الدبّ الذهبيّ» كأفضل فيلم، في «مهرجان
برلين السينمائي الـ61» في شباط 2011، بدأ
«انفصال
نادر وسيمين» للمخرج الإيراني أصغر فرهادي رحلته المتوازنة بين عروض تجارية
غربية ومهرجانات سينمائية دولية وعربية. بدأ يُثبِّت خطواته الأكيدة في
التواصل مع
مُشاهدين مختلفي الهواجس والأمزجة. «نجاحه» النقديّ واكب رحلته هذه. «نجاحه»
الجماهيري، في فرنسا تحديداً، جعله أحد أكثر الأفلام السينمائية الإيرانية
حضوراً
وسجالاً. النجاح الفرنسي لـ«انفصال» تأكيدٌ على أن الغرب ينتبه إلى الإبداع
أيضاً،
ويُتقن نقاشاً متحرِّراً من منطق استعماريّ ذي أحكام مسبقة، أو
من ثقافة تسليط
الضوء فقط على كل ما يكشف الخلل القائم في دول «الممانعة». النجاح الفرنسي
هذا عكس
منطقاً أقوى: الإبداع أولاً. ولا بأس بتشريح وتفكيك وتحليل، يُمكنها كلّها
أن تفضح
دولاً ومجتمعات منغلقة على نفسها وبيئاتها وفضاءاتها
المتنوّعة، مانعةً على ناسها
الانفتاح والحوار مع الآخر.
لا يتزلّف «انفصال» إلى «الاستعمار»، كما اتّهمه
مناهضو الغرب وشاتموه، واصفينه بأنه «خدمة للصهيونية»، أو رافضو الإبداع
بحجّة «إساءته» إلى صورة بلد يريدونها مخادعة،
تُحوِّل الواقع والحقائق إلى أكاذيب.
«نجاحه»
في دول «الاستعمار» مردّه قوّة إبداعية جميلة ومؤثّرة، امتلكها في صوغه
حكاية العلاقة القائمة بين زوجين، وسط انهيارات إنسانية شتّى. لكن، يُمكن
القول
أيضاً إن الغرب مفتونٌ بصُوَر كهذه: المجتمع الإيراني لا يزال
عصيّاً على الغرب،
على الرغم من الأبحاث والقراءات والنتاجات الإبداعية الباهرة التي عرفها
الغرب
نفسه. ذلك أن «انفصال» مرتبطٌ، في الجانب المبطّن لمضمونه الدرامي والحكائي
والإنساني، بالسياسة والدين والمجتمع، بل بالخداع والافتراء
والحيل المعتَمدة على
السياسة والدين داخل المجتمع. هنا تكمن جمالياته: سلاسة السرد، وبساطة
الحبكة
الدرامية الرئيسية مهّدتا الطريق لبلوغ أعماق المخفيّ في السرد والحبكة،
المتمثّل
بكل ما يُناقض الصوَر المعروفة والمتداولة. أميل إلى القول إن أصغر فرهادي
رسم
خطّاً واهياً بين المبطّن/ المخفيّ والظاهر/ المتداول
والمعروف، في سرده حكاية نادر
وسيمين. بل حكاية مجتمع وبيئة. كأنه، بهذا، يتيح للمبطّن/ المخفيّ فرصة
الانكشاف
والكشف، بلغة سينمائية مبسّطة من دون تسطيح، وسلسة من دون سذاجة. بلغة
سينمائية
حوّلت الكلام والحوارات الكثيرة إلى بلاغة أدبية في كشف
المستور، أو في فضح المبطّن
والمخفيّ.
الحوارات ركنٌ جوهريٌ في البناء الدرامي، من دون التطاول على البراعة
البصرية في التقاط المناخ الإنساني الذي تُقدّمه هذه الحوارات.
الأسئلة كثيرة،
لكنها متناسقة في طرحها داخل السياق الحكائيّ، حول العائلة والنزاع الطبقي
والتلطّي
بالدين لإخفاء حقائق، أو استخدام الدين لتأكيد حجج واهية ومرتبكة ومخادعة.
حول
التضحية من أجل الذات، أو من أجل الآخر أحياناً. حول ثنائية
الكذب والحقيقة، وما
ينتج عن كل واحد منهما.
لكن الأهمّ من هذا كلّه كامنٌ في المُشاهدة، لأن المتعة
البصرية الحقيقية انفعالٌ لا تصفه الكلمات، ولا يصنعه التحليل.
فرنسوا تروفّو: «هيتشكوك ـ تروفّو»
إنه أحد أجمل
الحوارات السينمائية وأعمقها، ذاك الذي أجراه الناقد والمخرج الفرنسي
فرانسوا
تروفّو مع عبقريّ التشويق البريطاني ألفرد هيتشكوك، والمنشور
للمرّة الأولى في
العام 1967، بعد أربعة أعوام من التحضيرات الدقيقة، وعدد لا يُحصى من
الساعات
الطويلة، التي طُرحت خلالها أسئلة موزّعة على الحياتي والتربوي والثقافي
والفني
والفكري والتقني. خمسمئة سؤال شكّلت خلاصة زمن وصورة سينمائي
ومفهوماً متجدّداً
للسجال النقديّ، في مرحلة شهدت اختلافاً حادّاً في النظرة إلى سيّد التشويق
بين
القارتين القديمة والجديدة (ترجمة: عبد الله عويشق وحسن عودة، «دار
المدى»).
السفير اللبنانية في
01/03/2012
«الخروج من القاهرة» ... ممنوع!
محمد عبد الرحمن / القاهرة
يبدو أنّ الثورة لم تقنع جهاز الرقابة على فكّ الحصار عن بعض الأعمال التي
كانت ممنوعة قبل «25 يناير»، ومن بينها فيلم المخرج هشام عيسوي الذي منع
أخيراً في «مهرجان السينما الأفريقية الأول»
رغم الثورة وما نتج منها من تغييرات كبيرة في مصر، لا يزال فيلم «الخروج من
القاهرة» ممنوعاً من العرض، حتى في إطار الفعاليات السينمائية التي لا
يشارك فيها إلا جمهور صغير. ويبدو أن «جبهة الإبداع المصري»، التي تأسّست
مطلع العام الجاري، ستواجه الكثير من التحديات الصعبة في المرحلة المقبلة.
بعد مرور أسابيع عدة على إطلاق الجبهة، صارت الأخيرة مضطرة كل يوم إلى
إصدار بيان احتجاجي على تصرف حكومي هنا أو حكم قضائي هناك يمسّ حرية
التعبير في مصر. وآخر هذه البيانات تطرّق إلى أزمة منع عرض فيلم «الخروج من
القاهرة» في «مهرجان السينما الأفريقية» الأول الذي أقيم أخيراً في مدينة
الأقصر في صعيد مصر.
وكان من المفترض أن يعرض الشريط في المسابقة الرسمية، إلا أنّ الرقابة
اعترضت عليه، تماماً كما حصل قبل عرضه التجاري، أي قبل عامين تقريباً. إلا
أن إدارة المهرجان طلبت من جهاز الرقابة أن يعرض العمل على الصحافيين
والنقاد فقط من دون الجمهور العادي. لكنّ الجهاز لم يعطِ أي رد إيجابي أو
سلبي على هذا الطلب، وهو ما اعتبرته «جبهة الإبداع» تقييداً رقابياً
جديداً، لأن الجهاز لم يسمح بعرض العمل، وفي الوقت نفسه لم يسجّل ذلك على
مستندات رسمية، وهو ما وصفته الجبهة بمصادرة حق الجمهور في تقرير جودة
العمل الفنية.
من جهة أخرى، لم تتغير وجهة نظر الرقابة، التي رأت منذ البداية أن الظروف
الصعبة التي يعيشها المجتمع المصري، والأزمات الطائفية التي تعصف به، تمنع
عرض الفيلم «الذي يسيء إلى الأقباط»، وفق تصريحات رئيس جهاز الرقابة السيد
خطاب، وهو أيضاً عضو مجلس نقابة الممثلين. وكان مؤلف الفيلم ومخرجه، هشام
عيسوي، قد أصرّ في الشريط على إبراز ديانة البطلة، على رغم أنّ المجريات
الدرامية لا تجبره على ذلك. وكان عيسوي قد حضر من الولايات المتّحدة لتنفيذ
هذا المشروع بعدما تحمس له المنتج شريف مندور. وقد أسند دورَي البطولة إلى
محمد رمضان، وميرهان ـــــ شقيقة المغنية روبي ـــــ والمغربية سناء
موزيان، وسوسن بدر، ومحمد الصاوي ... وتدور الأحداث حول شاب مسلم يقع في
غرام فتاة مسيحية، وهي القصة التي تؤدي على أرض الواقع في مصر، كل فترة،
إلى اشتعال فتنة طائفية. لكن الأحداث الدرامية في الفيلم تتطور عند حمل
الفتاة واتخاذ الحبيبين قراراً بالهجرة حفاظاً على حبهما وطفلهما المنتظر
من نار التعصب.
وحالياً، يبدو أن صنّاع الشريط أمام موقف عصيب مع تكرار رفض الرقابة لكل
محاولات العرض على الجمهور المصري. وإذا كانت بعض الأفلام، التي لم تجد
طريقاً إلى صالات العرض لأسباب مختلفة، قد طرحت على أسطوانات «دي في دي»،
فإنّ هذا الأمر لن يحصل مع شريط «الخروج من القاهرة» لأن هذه الأفلام
المدمّجة تخضع لسلطة الرقيب نفسه. وبالتالي بات الحل الوحيد أمام صنّاع
العمل هو عرضه على قناة فضائية لا تخضع لسلطة جهاز الرقابة. وهو الأمر الذي
يبدو غير واقعي في ظل المطاردات التي يعانيها الفنانون حالياً، تارةً بتهمة
ازدراء الأديان، وطوراً بتهمة إثارة النعرات الطائفية، بينما لا يزال
واضحاً أن بيانات «جبهة الإبداع» ليست كافية للضغط على أصحاب القرار.
الأخبار اللبنانية في
01/03/2012
ليل ونهار
بنات العم !
بقلم : محمد صلاح الدين
في هذا الزخم السياسي.. والانفلات الأمني والأخلاقي يأتي فيلم الشباب "بنات
العم" وكأنه يعزف وحيداً في وطن غير الوطن.. وحال غير الحال.. وأعلم أن
حجتهم التسلية.. وهدفهم سيكون إضحاك الجمهور وكفي.. بل وكفي ما فيه الناس
صباحاً ومساءً من فانتازيا هي الأقوي من كل أفلام السينما!
ولكننا في النهاية نحن أمام عمل درامي.. وسينما يقدمها الشباب سواء أبينا
أو قبلنا.. لذا وجب الاهتمام أكثر بالعمل السينمائي الذي قد يكتب له
الخلود.. وعموماً طريقة المحاكاة الساخرة لأفلام الغير مثل الرد علي "ولاد
العم".. وطبعاً لم يكن رداً حقيقياً وقوياً.. بل اكتفي بالرد في العنوان
فقط!.. أو محاكاة قصص وروايات سن المراهقة مثل القصور المهجورة أو
المسحورة.. فهي شيء محبب ولطيف وقد يجد اقبالاً وتعاطفاً من جمهور في سن
صغيرة.. ومن الواضح أن ثلاثي أضواء السينما الجدد "أحمد فهمي وشيكو وهشام
ماجد" اهتموا بهذا الجانب فقط. علي العكس مثلاً من ثلاثي أضواء المسرح
القدامي الذين كانوا يتوجهون لكل طوائف الشعب وفئاته حتي العمرية المختلفة
فنالوا النجاح الكبير الذي أبقاهم حتي اليوم!..
إن القصر الملعون الذي تسكنه العائلة. والذي تظهر لعناته علي أجساد أصحابه
الذين يفكرون في بيعه. هو السبب في تحويل بنات العم إلي شباب العم..
وبالطبع كانت هذه المفارقة هي التي صنعت الكائنات المشوهة التي رأيناها.
فلا هي ذكورية ولا أنثوية.. ومن ثم ينفجر الضحك بل والسخرية حتي الثمالة.
وفات المؤلفين الذين هم أبطال الفيلم والذي كتبوه لأنفسهم أن الدراما تحتاج
إلي صور أخري من التطور حتي تظل في تألق. كما تتيح الفرصة لمخرج شاب أيضاً
أحمد سمير فرج أن يقدم رؤاه الفنية والتقنية بصورة أرحب من مجرد تتبع كل
أفيهات تغيير النوع. التي حولتهم في النهاية إلي "كلاب العم" أيضاً!!
Salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
01/03/2012
معرض لندني يستكشف عالم العميل السري 007
«جيمس
بوند» يحتفل بمرور 50 عاما على إنتاج أول أفلامه
لندن: «الشرق الأوسط»
«جيمس بوند» قد يكون العميل السري الذي لا يقهر وله معجبوه الذين تابعوا
مغامراته عبر الروايات التي خطها إيان فلمينغ، ثم عبر سلسلة من الأفلام
السينمائية الناجحة التي بدأ إنتاجها منذ عام 1962. وتفتخر بريطانيا دائما
بعميلها السري 007، فهو أهم منتجاتها في عالم السينما، ولا عجب أن تحرص
الملكة إليزابيث على حضور العرض الأول من الفيلم إذا سمحت ظروفها، أو تنيب
عنها أحد أفراد أسرتها، لذلك مثل زوجها الأمير فيليب أو الأمير تشارلز
والأميرة ديانا في بداية الثمانينات من القرن الماضي.
وهذا العام وبمناسبة الاحتفال بمرور نصف قرن على إنتاج أول فيلم لـ«جيمس
بوند» يقوم مركز الباربيكان الشهير في لندن بإقامة معرض ضخم بعنوان «تصميم
007 – 50 عاما من بوند» يضم عددا ضخما من الأدوات والأسلحة، وأيضا الملابس
والسيارات التي استخدمت في جميع أفلام «جيمس بوند». المعرض سيفتح أبوابه
للجمهور في شهر يوليو (تموز) المقبل، وسيستكشف المغامرات وطريقة تنفيذ
الحركات الصعبة والحيل السينمائية، إلى جانب المواقع التي تم تصوير الأفلام
بها، بدءا من أول أفلام السلسلة «دكتور نو» الذي قام ببطولته الممثل شون
كونري، إلى آخرها وهو «سكاي فول» الذي يقوم ببطولته دانييل كريغ.
وستقوم ليندي همينغ، مصممة الأزياء الحائزة على جائزة الأوسكار، والتي صممت
بعضا من الملابس لشخصية «بوند»، بالإشراف على المعرض بالتعاون مع برونوين
كوسغريف.
وللإعداد للمعرض الضخم قامت شركة «إيون» بالسماح للمشرفين على المعرض
بالاطلاع على أرشيفها الضخم لأول مرة. وقال كوسغريف في تعليق لصحيفة
الـ«غارديان»، إن المعرض يقدم للجمهور «بوند المجهول، نقدم هنا عرضا
للتصاميم التي لم يرها الجمهور من قبل». وعلى مدى العامين الماضيين قام
كوسغريف بالإعداد للمعرض، مستفيدا من الفرصة التي منحتها شركة «إيون
للإنتاج السينمائي» له للاطلاع على أرشيفها. ومن المتوقع أن يمتد المعرض
الضخم على امتداد طابقين بمركز الباربيكان.
وعلى الرغم من أن هناك معرضا حاليا يدور حول السيارات في عالم بوند يقام في
متحف بوليو بهامبشاير، فإن كوسغريف أكد أنه لا يتعارض مع فكرة معرض
الباربيكان، وأضاف قائلا للـ«غارديان»: «سنعرض عددا قليلا من السيارات هنا،
فلا يمكنك أن تقيم معرضا عن بوند من دون عرض سيارة (استون مارتين دي بي 5)،
كما سيكون هناك قارب، ولكننا لن نركز على السيارات فقط كمعرض هامبشاير».
وإلى جانب المعدات والسيارات، يقدم المعرض أيضا عرضا لملابس ارتدتها شخصيات
ظهرت في الأفلام، مثل البدلات التي ظهرت بها شخصية «بوند»، وهي لمصممين
عالميين، أمثال أرماني وكافالي وتوم فورد. وبالنسبة للملابس التي لم يمكن
العثور عليها ستقوم مصممة الملابس ليندي هيمنغ بإعادة تفصيلها.
ويبدو أن توقيت المعرض (يفتتح في شهر يوليو المقبل) وهو يحتفل بخمسين عاما
على إنتاج «بوند»، يتزامن أيضا مع احتفالات بريطانيا هذا العام باستضافة
دورة الألعاب الأولمبية واليوبيل الماسي للملكة إليزابيث في شهر يونيو
(حزيران). ويتزامن أيضا مع معارض تقيمها العاصمة للتركيز على رموز الأدب
والفن البريطاني، مثل المعرض المقام حاليا حول تشارلز ديكنز في متحف لندن،
والمعرض المقبل للمتحف البريطاني حول شكسبير.
وفي حديثها للـ«غارديان» أشارت هيمنغ إلى أن تزامن المعرض مع دورة الألعاب
الأوليمبية يعكس الحيوية والإثارة التي تحفل بها أفلام «بوند»، وأيضا
ممارسة الرياضة التي تتجلى كثيرا في مشاهد الأفلام.
الشرق الأوسط في
01/03/2012 |