بارع في كتابة العلاقات الإنسانية، خصوصاً تلك التي تجمع بين الرجل
والمرأة بتحولاتها المختلفة عبر السنوات، يفضل تأليف قصص عاطفية تلمس مشاعر
الجمهور، ويرى أن هذه العلاقات موجودة في الأعمال كافة حتى البوليسية منها،
متمكن من جمع الخيوط الدرامية في نسيج واحد، ومقتنع بأفكاره وبقدرته على
إقناع المشاهد بها، كل هذا ساعده على صناعة سينما مختلفة عن التي يقدمها
جيله من المؤلفين. إنه الكاتب السينمائي تامر حبيب الذي تحدث إلينا عن
فيلمه الجديد «واحد صحيح»، مشيراً إلى الانتقادات التي واجهها بسبب بعض
الجمل الحوارية والمشاهد المثيرة التي يحتويها العمل.
·
كيف توصلت إلى فكرة فيلم «واحد
صحيح»؟
ولدت الفكرة بعدما طلب مني النجم هاني سلامة أن يشارك في فيلم من نوع
الأعمال التي أكتبها حول مشاعر الناس والعلاقات الرومنسية بينهم، واتفقنا
على أن نتعاون. بعدما انتهيت من كتابة الفيلم كان سلامة أول ممثل فكرت في
أن يقوم ببطولته لامتلاكه ملامح كثيرة من شخصية «عبد الله» في «واحد صحيح»،
لذا هاتفته وأرسلت إليه السيناريو الذي نال إعجابه ووافق عليه.
·
المتابع لأعمالك يلاحظ اهتمامك
بالعلاقات العاطفية المتشابكة، ما سر حبك لكتابتها؟
يرجع ذلك إلى ذوقي الخاص. قبل أن أصبح سيناريست كنت أفضل مشاهدة أعمال
تتناول هذه العلاقات بحبكة محكمة، لذا عندما يعرض أي عمل رومنسي درامي أو
كوميدي تجدني أمام الشاشة أتابعه حتى لو كان قديماً، فضلاً عن أن ثقافتي
نابعة من قراءتي جميع روايات الراحل إحسان عبد القدوس. بالتالي بعدما نضجت
كان من الطبيعي أن أكتب ما أحب.
·
تعتمد في أفلامك على فكرة
الراوي، ما الهدف منها؟
لا أعتمد عليها في أعمالي كافة، فالفكرة وظفتها في الفيلم بشكل مناسب
واستخدمتها ليحكي عبد الله عن نفسه ورغباته، ثم تروي كل بطلة من البطلات
رأيها فيه من زاوية تختلف عن الأخرى. هكذا، يشعر المشاهد أنهن يتكلمن عن
أشخاص مختلفين لا رجل واحد.
·
فشلت علاقات عبد الله الجنسية
والعاطفية كافة، لماذا لم تكتب النجاح لأي علاقة منها؟
لأن تلك النساء كن يبحثن عن الكمال في الطرف الآخر ولم يجدنه. مثلاً،
إحداهن كانت تبحث عن رجل يشعرها بأنوثتها في إطار علاقة معينة، وأخرى تريد
شخصاً يفهمها ويحبها، وثالثة تهتم بالعلاقة العاطفية فحسب، والأخيرة شخصية
مشهورة. من جهته، كان عبد الله، باعتباره رجلاً، يبحث عن إمرأة يجد فيها
تلك الصفات مجتمعة.
·
الشخصية الوحيدة في الفيلم
المتصالحة مع نفسها هي «مريم»، وعلى رغم أنها كانت تسعى إلى حلم الارتباط
بالبطل إلا أنها تراجعت يوم زفافها وتزوجت من كريم مخرج برنامجها. ما هو
القصد من هذا الموقف؟
على العكس، ليست مريم متصالحة مع نفسها ولم تحب عبد الله، هي فقط أحبت
نجاحه وشهرته وكانت واضحة في تفضيلها فكرة زواج الصالونات، لذلك عندما
اقتربت قصتها من النهاية معه ترددت وفكرت في الارتباط بمن يحبها لأنه
بالتأكيد سيسعدها.
·
انتقد البعض الحوار في الفيلم،
خصوصاً مشهد انهيار نادين أمام زوجها فادي. ما رأيك؟
لا أعلم لماذا أثيرت هذه الضجة كلها حول هذا المشهد؟! سمعت انتقادات
عدة عنه، على رغم أن البعض أكد أن هذا الحديث جعل قصة الفيلم أكثر واقعية
وقرباً من الجمهور العادي، ووجهة النظر تلك كانت أكثر ما أعجبني وأشعرني
بالنجاح.
·
ما رأيك في الانتقادات التي
واجهها الفيلم حول المشاهد الجنسية التي يتضمنها؟
لم أجد في الفيلم أي مشهد يستحق الحذف، وأعتقد أن الرقابة لم تكن
لتسمح به لو أنه تضمن مثل هذه المشاهد، بل إن رئيس جهاز الرقابة د. سيد
خطاب أوصى به ولم يستمع إلى من حذره من خطورة تناوله العلاقة بين شاب مسلم
وفتاة مسيحية.
·
هل يعني كلامك أن الرقابة لم
تحذف أي مشهد من الفيلم؟
طبعاً، وعلى رغم أنني أعترض على وجود جهاز الرقابة إلا أنني فخور برجل
ذي عقلية مستنيرة مثل د. خطاب، فنسخة الفيلم الموجودة في دور العرض في مصر
هي نفسها التي عرضت في مهرجان دبي، وحديث الصحف عن أن الرقابة ستضع صفارة
أثناء حوار الأبطال في بعض اللقطات غير صحيح أبداً.
·
لماذا فضلت أن تترك النهاية
مفتوحة؟
لأني أردت الإشارة إلى أن كمال العلاقات ليس موجوداً في هذه الدنيا،
فقد نمضي عمرنا كله من دون أن نجده، ومن ينكر ذلك كاذب. أشير هنا إلى أنني
ببساطة كنت أستطيع رسم النهاية السينمائية الوردية التي قد ترضي كثيرين من
خلال زواج مريم وعبد الله، إلا أنني لم أفعل ذلك لرفضي هذه النهاية وتفضيلي
الواقعية.
·
ما الرسالة التي أردت إيصالها
إلى الجمهور من وراء هذا الفيلم؟
ترتكز رسالتي على فكرة أن العثور على الواحد الصحيح، أو البحث عن حالة
الحب التي تكتمل بها المواصفات والرغبات كافة، أمر صعب جداً.
·
تعاونت لأول مرة مع المنتج أحمد
السبكي الذي يقدم سينما مختلفة عن أعمالك؟ كيف وجدت العمل معه؟
عندما عرض عليّ السبكي إنتاج الفيلم استغربت جداً واتخذت قراراً
باستحالة حدوث ذلك لأن أفلامه فعلاً بعيدة عن تفكيري. لكن عندما سألت عنه
اكتشفت أنني كنت أخلط بين محمد وأحمد السبكي، فالأخير قدم «كباريه»
و{الفرح» وهما ضمن أكثر الأعمال التي أحبها.
بعد جلسات عدة معه، عرفت ما يدور في عقله وتبين لي أنه يريد تقديم
سينما محترمة تتميز بالثقل، إذا جاز لي وصف أفلامي، إلى جانب الأفلام
التجارية التي ينتجها بهدف تحقيق الربح المادي السريع، وبعد تعاملنا بشكل
مباشر راقني التعاون معه واتفقنا في آخر يوم تصوير على أنني سأعرض عليه كل
فيلم جديد أكتبه لينتجه إن أراد.
·
هل كان السبكي يتدخل برأيه
الإنتاجي أثناء التصوير؟
أبداً، فهو أحد المنتجين القلائل الذين تعاملت معهم ووجدت أنهم
يحترمون مهنتهم. حتى إنه عندما كان يحضر التصوير كان يبدي رأيه من دون فرض،
كمشاهد لا منتج. كذلك لم يقف دوره هنا، بل اهتم بالدعاية للفيلم وعرضه في
مهرجان دبي.
·
هل خرج الفيلم بالصورة التي
تمنيتها؟
بالتأكيد. قدم المخرج هادي الباجوري الفيلم كما تخيلته في السيناريو
من ناحية اختياره الفنانين الذين جسدوا القصة وتوجيه أدائهم، ما يؤكد أنه
احترم كتابتي ولم يحرِّف أي جزء فيها. كل هذا بسبب الكيمياء بيننا وتقارب
رؤيتنا وأفكارنا.
·
هل ترى أن توقيت عرض الفيلم
مناسب؟
يفرض الفيلم الجيد نفسه كيفما جاء التوقيت، وأرى أننا بحاجة راهناً
إلى هذه النوعية من الأعمال التي تتناول المشاعر بين الناس لنحارب بها أي
فكر مغالط، بل ونعمل على ترويج سماحة العلاقات بين الطوائف كافة حتى نتأكد
من أن مصر ما زالت بخير.
·
ما آخر أخبار «أسوار القمر»؟
لم ننتهِ من تصويره بعد، لذا يتعذر علينا تحديد موعد عرضه، خصوصاً في
ظل الظروف الراهنة التي قد تعيق استكمال العمل.
الفيلم بطولة منى زكي وعمرو سعد وآسر ياسين، ويخرجه طارق العريان.
الجريدة الكويتية في
30/01/2012
هل تعيد ثورة يناير 2012 الروح إلى السينما السياسية؟
كتب: رولا عسران
الشعب في ميدان التحرير كما كان في العام الماضي، فهل يشجع هذا المشهد
الجمهور على متابعة أفلام الثورة التي لم يسعفها الحظ في النجاح، قبيل
اندلاع الثورة مجدداً؟ وهل تنشّط ثورة يناير 2012 السينما المصرية؟ خصوصاً
أن غالبية الأفلام المعروضة راهناً والتي ستعرض تتعلق بها؟
أفلام كثيرة تحفل بها روزنامة 2012، تتناول الثورة من وجهات نظر
مختلفة، يأمل صناعها في أن تشبع نهم الجمهور في متابعة خفايا ما حصل على
الأرض على الشاشة الكبيرة.
أبرز هذه الأفلام جاء بعنوان «18 يوم»، بطولة هند صبري ومنى زكي وأحمد
حلمي وآسر ياسين… يشارك في صناعته كاملة أبو ذكري ويسري نصر الله وتامر
حبيب ومروان حامد. عرض الفيلم في مهرجانات عالميّة ونال جوائز محلية
وعالمية، فيما تأجل عرضه في صالات مصر بسبب الأحداث السياسية، بالإضافة إلى
أن قرار عرضه في ميدان التحرير وعلى شاشة قناة «النيل للأخبار» حال دون
عرضه تجارياً، علماً أن صناعه كانوا قد أكدوا سابقاً أن العرض في ميدان
التحرير لن يؤثر على العرض التجاري لأن جمهور السينما مختلف، ما يعني أن
الفيلم قد يحقق إيرادات جيدة بعد عرضه في الصالات.
يسجل «التحرير 2011» شهادات حية لضباط في وزارة الداخلية، ويشارك في
إخراجه كل من عمرو سلامة وآيتن أمين وتامر عزت. عُرض الفيلم تجارياً في
صالات محدودة قبل أن يُرفع تدريجاً، من ثمّ عرض على شاشة التلفزيون بعد
اندلاع الثورة مجدداً، فحقق نسبة مشاهدة أعلى من تلك التي حققها أثناء عرضه
التجاري.
«الشتا اللي فات» بطولة عمرو واكد وإخراج ابراهيم بطوط، يعتبر من أول
الأفلام التي بدأ تصويرها في ميدان التحرير أثناء الثورة، إلا أن العمل فيه
لم ينتهِ بعد. من المقرر عرضه في الصالات تجارياً بمجرد الانتهاء من تصويره
بحسب الاتفاق بين واكد والبطوط.
مشاهد حيّة
يشارك في فيلم «ريم ومحمود وفاطمة» للمخرج يسري نصرالله كل من منة
شلبي وباسم سمرة، فيما السيناريو كتابة جماعية.
يرصد الفيلم أحداث ما بعد الثورة التي لم تنته بعد، لذا يمزج بين
السينما الروائية الطويلة والسينما التسجيلية، إذ يتم تصوير مشاهد حية
بأبطالها الحقيقيين، وأخرى مع أبطال الفيلم. أما «حظ سعيد»، فيتناول ثورة
يناير ويوثقها بأسلوب كوميدي مع أحمد عيد الذي يجسّد شخصيّة شاب ثوري، ومي
كساب في دور زوجته التي تحاول منعه من النزول إلى ميدان التحرير والمشاركة
في التظاهرات.
يوضح عيد أن الأحداث في ميدان التحرير قد تكون سبباً في إعادة الجمهور
إلى السينما السياسية، بعد فترة فضل فيها الأخير متابعة برامج الـ «توك
شو»، وانشغل الصناع بتقديم أفلام لا تمتّ إلى الأحداث بصلة.
وجهة نظر سينمائية
يوضح يسري نصر الله أن مهمة المخرج ليست نقل الواقع بطريقة تسجيلية،
إنما مع وجهة نظر سينمائية، كي لا يتحول الفيلم السينمائي إلى مقال صحافي
أو موضوع في جريدة. ويضيف أن جمهور السينما السياسية ربما انشغل لفترة عن
السينما بما يحدث على الساحة، لكنه سيعود إليها سريعاً بالتأكيد.
أما المخرجة كاملة أبو ذكري فتتمنى أن تنشّط هذه الأفلام وغيرها
السينما المصرية بعد فترة ركود، مشيرة إلى أن الفترة المقبلة ستكون أفضل،
لكن مع قليل من الصبر والمثابرة.
من جهته، يؤكد عمرو واكد أن هذه النوعية من الأفلام مهمة لارتباطها
بالواقع السياسي، من دون أن ينفي أهميّة الأفلام من نوعيات أخرى، لكن
الجمهور اليوم يفضل متابعة كل ما يربطه بالأحداث من حوله. ويتمنى واكد أن
تكون الأحداث الأخيرة دافعاً لتنشيط الصناعة السينمائية.
الجريدة الكويتية في
30/01/2012
زوم
أفلام مغربية ألمانية إيرانية على البرمجة الجماهيرية
بقلم محمد حجازي
جيدة خطوة التعاون بين متروبوليس ومركز غوته في بيروت، التي يتم من
خلالها تقديم فيلم ألماني جديد ومميّز وحقّق إنجازاً مهرجانياً أو أكثر
مرّة واحدة في الشهر، بما يعني أنّ هناك 12 فيلماً ألمانياً سنشاهدها بدءاً
من يوم غدٍ الثلاثاء في 31 كانون الثاني/ يناير الجاري، حيث يُقدّم شريط
المخرج رالف هوتنر، بعنوان: (Vincent wants the sea)
(فنسنت يريد البحر) الناطق بالألمانية والمترجم إلى الإنكليزية في 96
دقيقة، من إنتاج هذا العام 2012.
إنّ استعادة جانب من ألق نوادي السينما في عصرها الذهبي الذي عرضته
بيروت سابقاً، يُعتبر أمراً إيجابياً خصوصاً أنّه لا يعتمد على استرجاع ما
صُوّر في الماضي البعيد، بل من النتاجات الحديثة التي تدخل على الخط
الجماهيري وتقدّم تجربة مثيرة للاهتمام تبعد الروّاد عن المناخ الأميركي
الكثيف، والفرنسي القليل، وندرة في حضور باقي الجنسيات الأوروبية، إلا من
خلال مهرجان السينما الأوروبية في بيروت حيث المجال رحب ومتّسع جداً كي
نشاهد ونتفاعل، وأنْ نُحب أحياناً الأفلام الأخرى مثلما نعجب ونتابع
ونتعوّد على الأميركية صاحبة القدرة العجيبة على الجذب الجماهيري من خلال
النُسخ المتنوّعة جداً، والراقية جداً، والتي يكون تنفيذها مثالياً
ونموذجياً.
ويترافق هذا، مع قرب عرض صالات أمبير أشرطة أولى من المغرب العربي حيث
السينما في المرتبة الأولى، وأول ما سنشاهده هو: «عمر قتلني» لـ رشدي زيم،
إضافة إلى الإيرانية: «انفصال»، للمخرج أصغر فرهادي الفائز بجائزة الغولدن
غلوب كأفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنكليزية، وهو دخل دائرة الأفلام الخمسة
المتبارية على أوسكار أفضل فيلم أجنبي حالياً.
الكل يريد ثقافة سينمائية جديدة.. الكل بحاجة إلى ما هو غير ما تعودنا
عليه من أفلام، وما الذي يمنع ذلك في مدينة كبيروت، اعتادت أنْ تبقى
مستنفرة وتستقبل القريب والبعيد حُبّاً بالاستزادة والمعرفة.
سبق لصالة كليمنصو أنْ قامت بدور مثالي في عرض الأفلام متنوّعة
الجنسية ومن حقب زمنية مختلفة، وكان الحضور فيها متقلّباً ولم تعش التجربة
كثيراً لأنّ الصورة هنا أشبه بالدويّ، ولكن الصورة اختلفت الآن، حالياً
هناك ثقافة سينمائية متقدِّمة عند الجمهور، وهم قادرون على فهم وتقييم أي
تجربة سينمائية مهما كانت، وهو ما يعطيهم إمكانية عميقة كي يُعيدوا تحريك
هذه العجلة.
وللذين لا يعرفون، فهناك أعمال جزائرية وأخرى تونسية ومغربية وحتى
موريتانية، تفاجئ المطّلع عليها، لكن الهمّة التوزيعية في حالة استرخاء لذا
كنّا نشاهد مثل هذه الأفلام في التظاهرات العربية في باريس، ومن ثم لا
نراها على الشاشات التجارية، ولو حصل لكان جمهورنا تعوّد وأحب وصار يطلب
مثيلاً لها، لكن الخوف كان دائماً من اللهجة غير المفهومة فاللهجة
المغاربية هي خليط من المحلية والفرنسية في تداخل غربي، لا يعرف سيره سوى
أبناء تلك المناطق النائية في إفريقيا، الذين كانوا أوّل من تلقّفوا ابتكار
الدبلجة في عالمنا العربي .. لم نكن مستعدين نحن له، أمّا هم فذهبوا معه
إلى البعيد، واعتمدوا هذه الأعمال التي تتضمّن حوارات بالفصحى الخاضعة
لرقابة مصحوبين ومدقّقين لغويين، وبالتالي فهي صحيحة خدمت كثيراً أهلنا في
ذلك العالم من دنيا العرب.
التنويع مطلوب في كل وقت، ودخول جنسيات جديدة على خط برمجة العروض
يضيف إلى ثقافتنا ومتعتنا ويفتح أمامنا آفاقاً نحتاج إليها.
نقد
Cash Flow لـ سامي كوجان يدير كارلوس ونادين
شريط جماهيري خفيف الظل أحبّه النقّاد وأشادوا بالبطل
فيلم لبناني جديد..
وهذه المرة هو نمط مختلف عن السائد.. إنّه شريط كوميدي، مهضوم، وسريع
يمر من دون أنْ نشعر به، فنحبه سريعاً ونتآلف معه.
عنوانه (Cash Flow)
للمخرج سامي كوجان عن نص له، من إنتاج (Day Two)
في بطولة معقودة لـ كارلوس عازار ونادين نسيب نجيم، مع 13 ممثلا وممثلة من
الوجوه المعروفة بمعظمهم، لكنهم ارتضوا أن يكونوا في أدوار غير رئيسية خدمة
لسيناريو أحبّوه، ودعماً لفيلم لبناني مئة في المئة، وهم: طوني أبو جودة،
جويل داغر، هشام حداد، شادي مارون، تيتا لطيفة، شانت كاباكيان، أنطوني نجيم،
سامر العشي (وضيوف الشرف) هيام أبو شديد، كلود خليل، غسان اسطفان، أنطوان
بلابان وبيار شمعون.
وإذا كنّا أشدنا في وقت سابق بحضور نادين في أول أفلامها السينمائية (Sorry
Mom) حيث كانت البطولة معقودة اللواء لها وحدها،
فإنّنا حين سألناها عن سبب قبولها بأنْ تكون إسماً ثانياً في الفيلم
الثاني، بدت غير مكترثة، واعتبرت أنّها تسأل حتى عن زملائها الذين لم
يقولوا شيئاً حين شاهدوها في الدور الأول وعليها هي أنْ تبادرهم بالمثل،
هذه المرة، فالأمور أخذ وعطاء وتبادل خدمات وواجبات.
لكن الحدث هو كارلوس الذي كشف عن موهبة كوميدية بإمكانه أنْ يستغلها
ويفعّلها ويجعلها مادة جديرة ببطولات أخرى، بعدما أضحك صالة ممتلئة
بالنقاد، بما يعني إذا كان هؤلاء ضحكوا من كل قلبهم، فما الذي سيفعله
الجمهور من بعد.
إنّه يلعب شخصية مازن الشاب العازب والموظف مقابل 900 دولار في الشهر
الواحد، ومع ذلك فهو يحتاج إلى دعم جدته (تيتا لطيفة) التي تعطيه، لكن
أموره تنقلب فجأة، فهناك رجل أعمال يدعى مروان (بلابان) تكاد سيارة أنْ
تدهسه فيتصرّف مازن بسرعة وينقذه من الموت في آخر لحظة، وإذا بالرجل يردُّ
هذا الفضل للشاب من خلال تقديمه إليه بطاقة مصرفية، تخوّله أنْ يسحب في كل
يوم ألف دولار، لكن مازن واقع تحت دين مرتفع القيمة وعليه سداده، ودائنوه
لا يرحمون فخضع لعلقة قاسية نسبياً لم تحد دون أخذهم أول ألف يسحبه.
ولا تلبث الأخبار أنْ حملت تفاصيل مصرع مروان بحادث سير، عندها يتحرّك
شاب وفتاة من الورشة بغية معرفة تفاصيل أوفى عن حجم الثروة التي تركها
مروان، لا بل هما قدّما مليون دولار لـ مازن حتى يسلّمها البطاقة المصرفية
كونها تتيح لهما سحب مبالغ هائلة من حساب الراحل تتعدّى هذا الرقم، ويلعب
الدورين طوني أبو جودة وجويل داغر.
أما دور نادين فهو إلسي زميلة مازن في الشركة، والتي تتمتع بجمال
ساحر، وهو يقع في غرامها منذ عرف وجهها لأول مرة، ومع أول محاولة منه
لاستمالتها وافقت وتواصلت معه بطريقة منسجمة كاملة، وبدا مازن مهضوماً -
خفيف الظل - وصرّح خلال المؤتمر الصحفي الذي أُقيم بعد عرض الفيلم، بأنّه
جلس مع المخرج كوجان، وعدّلا معاً ما اعتبره كارلوس، مريحاً أكثر له في
الأداء وهكذا تلقّف الجمهور الشخصية وأحبّها سريعاً.
كوجان أعلن عن أنّ الشريط شجّعه كثيراً على مباشرة التحضير لعمله
الثاني، لكن في إطار ومناخ لا يشبهان هذا الشريط.
اللواء اللبنانية في
30/01/2012 |