في حوار خاص له مع موقع شبكة “سي إن إن” قال الفنان خالد أبو النجا إن
مصر لن تماثل النموذج التركي ولا الإيراني، بل ستكون نموذجا مصرياً جديدا،
ورفض خالد تخوف البعض من صعود التيار السياسي الاسلامي في المجتمع المصري.
وأضاف أن: مصر لن تكون نموذجا إيرانيا أو تركياً، بل ستكون نموذجا
مصرياً جديداً، إلا أنه انتقد المجلس العسكرى الذي يدير شؤون البلاد،
واتهمه بمحاربة الثورة، مشيرا إلى أنه أصبح متهما بقتل المتظاهرين في ميدان
التحرير، ودهسهم في ماسبيرو، وإشاعة الفوضى لإرهاب المصريين.
وأكد أبو النجا أن البعض الآن مصمم على ملاحقة أعضاء المجلس العسكري
في المحكمة الجنائية، بعد تورطهم في قتل المتظاهرين أمام مجلس الوزراء وفي
شارع محمد محمود، لافتا إلى أن احتواء دولة العسكر لدور الأزهر هو ما أفسح
المجال أمام الإسلام المتطرف وانتشار ظاهرة الإرهاب والتطرف الديني، فهناك
الوهابية والسلفية وحتى بعض الإخوان.
وغيرهم من التيارات التي تدعي أن لديها الحق في أن تفرض ما تراه
مناسبا من الناحية الأخلاقية، بل منهم من يكفر السينما والغناء والفنون.
بجانب قوى الظلام التى تعمل على عودة مصر إلى الوراء بتيارات التطرف
الديني أو الاحتواء السياسي، في حين أن المصري بتاريخه الأصيل محفور في
جيناته فهمه واستيعابه الذكي للفنون كلها وبالذات السينما، وبعد ثورة عظيمة
لشعب أكد أنه أذكى من أن يضلله إعلام السلطة أو يقمعه إرهاب الشرطة والعسكر
أو يخذله جبن أو انتهازية السياسيين أو الإسلاميين، لا يمكن أن يضلله
متأسلمون أو ترهبه دعاوى التكفير.
وقال خالد إن “العسكر جن جنونهم، وأصبحوا يترنحون بين قتل وحرق وإشاعة
الفوضى لإرهاب المصريين، وإعادة إرساء نظام مبارك، بنفس طريقه التفكير
العقيمة.
للنظام السابق، ولكن الشعب المصري يفهم ذلك جيدا، حتى من يقف مع
المجلس العسكري مؤقتا فهو يفعل ذلك خوفا من الفوضى و ليس إيمانا بالمجلس”.
وأضاف أبو النجا أن ما يحدث لا يسمى إلا مجزرة يرعاها المجلس العسكري
ويستخدم عدة وسائل أولها تضليل الرأي العام عن طريق إعلام مضلل وكاذب وموجه
للإساءة للثوار، وهو تكرار لسيناريو حدث من قبل في رومانيا بتخويف الإعلام
الدولي من التواجد في أماكن التغطية الإعلامية وقت المجازر أو التخريب الذي
يقوم به، وأؤيد عزل المجلس عن السلطة الآن وليس غدا، ثم انتداب جهات قضائية
محايدة تماما لتحقق في جرائم المجلس العسكري منذ يناير الماضي إلى الآن، ثم
ترشيح ثوري لمجلس رئاسي مدني لن يختلف المصريين على أسمائهم، فنحن لم نعرف
أسماء المجلس العسكري أصلا وقت أن ارتضيناهم لحكم المرحلة الانتقالية، أو
انتخاب رئيس مدني ولو بشكل مؤقت بكل الصلاحيات، فهناك شرعية ثورية فوق
الدستور غير الشرعي أساسا، لأن المجلس أعلنه بمواد لم يصوت عليها المصريون،
والمجلس العسكري فقد أي شرعية بعد أن أصبح المتهم الأول بقتل المصريين
وإشاعة الفوضى ، كما يمكننا تفعيل دستور ثوري مؤقت مبني على منح الرئيس
سلطات تنفيذية واسعة، ولكن تحت رقابه القضاء، والتأكيد على استقلاليه
السلطة التشريعية وانفصالها التام عن الرئيس، مع إلغاء كل قوانين الالتفاف
على ذلك، مثل قوانين الطوارئ والمحاكمات العسكرية وتحرير الإعلام، هذا ما
أراه مناسبا الآن”.
البديل المصرية في
28/12/2011
«العربة»
لجون فورد:
كأنّ اميركا ولدت من
حثالة مناطقها الغربية!
ابراهيم العريس
كان على السينما الأميركية ان تنتظر عقوداً عدة قبل ان تكتشف ان
الهنود الحمر،
ليسوا فقط عصابات من القتلة راكبي الخيول المهمهمين بعبارات غريبة ملؤها
الكراهية
والعدوانية. كان على تلك السينما ان تنتظر طويلا قبل ان تفهم، وتفهم
جمهورها العريض
معها، ان ذلك الشعب الذي سمّي هندياً في شكل قسري، كان هو صاحب
المكان قبل ان يصل
إليه الرجل الأبيض. طبعاً كان في المكان متسع للجميع، ومع هذا نعرف ان
الأبيض أصر
على انتزاع كل شيء بالقوة والعنف، لكنه حين صوّر تاريخ المكان وتاريخه
الخاص في ذلك
المكان حرص على ان يقول ان «الهنود الحمر» كانوا هم دائماً، من اعتدى،
مبرراً
المجازر التي ارتكبت في حق ذلك الشعب الذي كانت جريمته انه
تآخى مع الطبيعة في شكل
لم يعهده أخوه الأبيض.
>
في هذا الإطار، عرفت السينما الأميركية تاريخاً طويلاً وعريضاً
يتألف من
أفلام «الغرب» وأفلام «رعاة البقر» التي عمدت دائماً الى تصوير الحلم
الأميركي، على
صورة البطل الفرد المنقذ... والمنقذ بخاصة لأبناء جلدته من عدوانية «عصابات
الهنود». وقد كان جون فورد واحداً من كبار الذين حققوا ذينك
النوعين من الأفلام.
ولعله كان واحداً من قلة عرفت كيف تطوّر موقفها من الهنود، بين اول افلام
«غرب»
حققها («حصان النار» 1924) وبين آخر ما حقق
في ذلك المجال («خريف الشايين» 1964).
ففي الأفلام الأولى تم التعامل مع الهنود الحمر وكأنهم حيوانات أدغال
معتدية، أما
في الأفلام الأخيرة، فأعيد إليهم اعتبارهم وراحوا يعاملون معاملة انسانية.
>
فيلم جون فورد «عربة السفر» («ستايجكوتش») يتوسط المرحلتين،
وينظر إليه
عادة على ان في داخله، إن لم يكن فكرة اعادة الاعتبار الى الهنود الحمر
وإنسانيتهم،
فعلى الأقل خطوة على تلك الطريق، من خلال نزع هالة «القديسين» عن البيض
انفسهم، حتى
في تجابههم مع هجوم الهنود الحمر عليهم. وإذا كان هذا الفيلم
قد نظر إليه على انه،
تقنياً وفنياً، واحد من اجمل افلام الغرب الأميركي وأقواها، فقد نظر إليه
ايضاً من
الناحية الفكرية على انه يشكل منعطفاً في التعامل مع قضية الهنود، حتى من
دون ان
يكون منصفاً معهم إنصاف افلام لاحقة مثل «الجندي الأزرق» و «جيريميا
جونسون».
>
تدور احداث «عربة السفر» خلال سنوات ثمانينات القرن التاسع عشر
التي كانت
شديدة الاضطراب في تاريخ الولايات المتحدة. وكما يدل عنوان الفيلم، فإن
العربة التي
تجرّها الخيول والتي كانت تقوم في تلك الأحايين بالرحلات بين المدن وبين
الولايات،
هي التي تلعب الدور الأساس في الفيلم. ومنذ البداية نجد عربة الركاب هذه
وهي تستعد
لاجتياز مناطق هنود الأباتشي في ولايتي يوتاه ونيو مكسيكو. وتحسّباً لأي
طارئ، لا
سيما لهجمات يمكن توقّعها من جانب الفرسان الهنود الذين ما كانوا ليستسيغوا
عبور
البيض المتطفلين أراضيهم، يخفر مسار العربة مجموعة من خيالة الجيش الأميركي
كانت هي
في الأصل تقوم برحلة الى مدينة لوردسبرغ. لكن الذي يحدث هو ان
العربة ما إن تصل الى
منتصف طريق رحلتها حتى يختفي أفراد الخيالة الذين كانوا يخفرونها. وهنا
تتوقف
العربة ليدور سجال بين الركاب هدفه معرفة ما اذا كان على العربة ان تتابع
سفرها او
تعود الى حيث انطلقت. ويكون ذلك التوقّف والسجال، فرصة تمكّن
جون فورد من دراسة
طبائع الركاب وشخصياتهم بوصفهم، بالنسبة الى منطق الفيلم كله، ممثلين
نمطيين في
معظمهم للأميركيين في ذلك الحين. فهناك مندوب لبيع المشروبات الروحية،
وفتاة هوى
تريد الهرب من تهجمات روابط الفضيلة عليها، وطبيب يمضي وقته في
احتساء الكحول،
وزوجة ضابط حامل، ومغامر محترف، اضافة الى مصرفي ها هو الآن هارب مع مبلغ
من المال
اختلسه من المصرف. انها، في مجموعها شخصيات نمطية، سنعود ونلتقيها دائماً،
مجتمعة
او مفردة في الكثير من افلام «الغرب» الأميركي. أما هنا،
بالنسبة الى جون فورد
وفيلمه، فإنها معبّرة ليس فقط عن نمط الشخصيات التي «بنت الغرب وبنت اميركا
في شكل
عام»، بل عن اخلاقيات شعب بأسره. وكما سيقول مارتن سكورسيزي لاحقاً في مجال
حديثه
عن فيلمه «عصابات نيويورك» من «ان اميركا إنما ولدت في
الشارع»، يبدو جون فورد هنا
وكأنه يقول ان الأميركيين ولدوا، وولدوا معهم حلمهم، من حثالة الغرب
الأميركي...
وهنا، كما يحدث عادة في قصة لغي دو موباسان،
ستنقلب الأدوار تدريجاً بالنسبة الى
مجريات الأحداث، في مجال التعبير عن اخلاقيات كل شخصية. فمن
بدا أول الأمر حثالة
سيبدو الأكثر نبلاً، ومن كان في البداية يرتدي قناع النبل، سينكشف حثالة.
ومع هذا،
فإن جون فورد لم يركز على هذا البعد تماماً... انه يبدو لديه من نافلة
القول. اما
المهم هنا، فكان بالنسبة إليه تقديم فيلم سينمائي يشد انتباه
المتفرجين ويؤسس لنوع
من أنسنة افلام الغرب.
>
وفي يقيننا انه نجح في هذا تماماً لا سيما خلال ما تبقّى من
احداث، وحين
ينضم الى الركب رنغو كيد، وهو لص معروف وخارج على القانون، تبدو تصرفاته،
منذ
وصوله، مشبوهة. إذاً، نصل هنا مع احداث الفيلم الى النقاش الذي يسود من حول
متابعة
الرحلة، فيجرى التصويت في نهاية الأمر لمصلحة المتابعة، على
رغم ان المسافرين
واثقون من ان ثمة الكثير من الأخطار ستحاول ان تسد عليهم درب المتابعة.
وبالفعل،
سرعان ما تتوالى تلك الأخطار، كما تتتابع الأحداث والحوادث الصغيرة، بما في
ذلك
وصول زوجة الضابط الحامل، الى منتهى حملها واضطرارها الى وضع
وليدها في العربة على
الطريق. وهنا تبدو فتاة الهوى اكثر انسانية من الباقين في إسراعها الى
المساعدة...
واللافت هنا هو ان المسافرين، بعد انجلاء
خطر الوضع عن السيدة، يبدون وكأنهم بدأوا
يصدقون حقاً انهم باتوا خارج دائرة الخطر، ويتنفسون الصعداء
ليعود كل واحد منهم الى
طبيعته الأولى، بعدما كان تصرف فتاة الهوى الاندفاعي قد أنسنهم بعض الشيء.
ولكن هنا
بالذات، يحل بينهم الخطر الأكبر: يبدأ هنود الأباتشي بشن هجوم كاسح
عليهم... ويكون
هذا الهجوم مفصلياً، ليس كمعركة غير متكافئة اول الأمر، وحسب،
ولكن ككاشف لحقيقتهم،
اذ من جديد نجد جبن البعض وشجاعة البعض الآخر على المحك... تظهر بطولات من
حيث لا
يتوقع احد، ويبدو الجبن في غير المكان المنتظر فيه. والأغرب هنا هو ان
النساء هنّ
اللواتي، ازاء ما يحصل، يبدين القدر الأكبر من الشجاعة. المهم
ان الأمور ستنتهي في
ختام الأمر على خير، حيث في الوقت الذي تكون فيه الذخيرة نفدت تماماً من
المسافرين
الحاملين اسلحتهم، ويبدو فيه هنود الأباتشي وقد صاروا في وضع يؤهلهم تماماً
للقضاء
على العربة ومسافريها، يصدح صوت النفير المعلن ان فرقة من
الخيالة وصلت لتنقذ
العربة التي كان ركابها باتوا على آخر رمق.
>
يعتــبر هذا الفيلم، كما اسلفنا، واحداً من اكبر كلاســـيكيات
سينما «الغرب»
الأميركي. وعلى رغم ان دادلي نيكولز كاتب السيناريو، اقتبسه من رواية
اميركية معروفة، فإن كثراً من النقاد والباحثين عثروا بســهولة
على تأثيرات دو
موباســان في عوالمه. اما المشــهد الأشـــهر في الفيلم، فهو - بالطبع -
مشهد
الهجوم الذي يشنه الهنود. ومع هذا، فإن اهم ما في هذا الفيلم هو انه يعبّر
عما
شـــغل دائماً بال جون فورد: عن مجموعة من الناس تجد نفسها ذات
لحظة موضع تهديد.
وجون فورد (1895 - 1973) الذي يعتبر من كبار مخرجي السينما الأميركية
بأفلام بدأ
تحقيقها في عام 1917 ليتواصل عمله حتى سنوات حياته الأخــيرة، إرلندي
الأصل، ومع
ذلك يعتبر سيد افلام «الغرب» و «رعاة البقر» من دون منازع.
وإذا كان «العربة»
اشــهر افلامه، فإن ذاكرة المتفرجين تحفظ ايضاً عشرات الأسماء لأفلام
ابدعها، جمعت
بين الشعبية والتقنية العالية والنبل الأخلاقي.
alariss@alhayat.com
الحياة اللندنية في
28/12/2011
بعد أن نال تقدير النقاد وجوائز عديدة
هل سيفوز الفيلم الإيراني "انفصال" بأوسكار أحسن فيلم أجنبي
إعداد عبدالاله مجيد:
تشير التعليقات وآراء النقاد وأخبار هوليود الى ان فوز فيلم "انفصالُ
نادر وسيمين" للمخرج والمنتج وكاتب السيناريو الايراني اصغر فرهادي بأوسكار
احسن فيلم أجنبي بات مسألة مفروغا منها. ولهذه التوقعات ما يبررها. إذ فاز
الفيلم بجائزة رابطة النقاد السينمائيين في لوس انجيليس وفي تشرين
الثاني/نوفمبر بجائزة السينما العالمية التي تقدمها القناة الرابعة في بي
بي سي وقبل ذلك، في تموز/يوليو، فاز بالجائزة الكبرى في منتدى سان بطرسبرغ
السينمائي. وأسهم ثناء المجلس الوطني للنقاد الاميركيين وحلقة نقاد نيويورك
السينمائيين في تهيئة الأجواء لفوز الفيلم باوسكار افضل مخرج وافضل سيناريو
أجنبي.
ولكن مايكل بيكر رئيس شركة سوني للافلام الكلاسيكية التي تتولى توزيع
فيلم "انفصال نادر وسيمين" اكد ان الشركة تتطلع منذ فترة طويلة الى ترشيح
الفيلم لجوائز اوسكار تتعدى فئة الافلام الأجنبية.
وقال بيكر في حديث هاتفي مع صحيفة لوس انجيليس تايمز ان اعضاء
الأكاديمية الاميركية للفنون والعلوم السينمائية التي تمنح جائزة الاوسكار
دائما يهتمون بالافلام الأجنبية ذات النوعية العالية والافلام الاميركية
المستقلة، والمطلوب ان يأتي أحد ويضع هذا الفيلم امامهم طالبا ترشيحه
للاوسكار في فئات اخرى.
وفي حال ترشيح فيلم "انفصال" للاوسكار في الفئات الثلاث لأفضل فيلم
اجنبي وأفضل سيناريو وأفضل مخرج فانه سينضم الى نخبة من الافلام الروائية
التي نالت هذا الثالوث السينمائي المرموق مثل ½ 8 للمخرج فيدريكو فيليني
وسبعة حسناوات للمخرجة لينا ويرتمولر والحياة جميلة للمخرج روبرتو بينيني.
ويبدو ان أول المندهشين بكل هذه الترشيحات هو فرهادي نفسه الذي قال
خلال زيارة قصيرة الى لوس انجيليس بهدف الترويج للفيلم انه توقع ان يلاقي
فيلم "انفصال نادر وسيمين" صعوبة في التواصل مع الجمهور غير الناطق
بالفارسية مقارنة مع افلامه الأخرى لأن مادة موضوعه تبدو أشد تعقيدا
وبالتالي فان آيات الثناء التي تُغدق على الفيلم لم تكن متوقعة بأي حال.
والمفارقة ان فرهادي (39 عاما) اشار الى ان الفيلم الذي حقق هذا
النجاح في الخارج واجه معارضة شديدة في لجنة اختيار الافلام الايرانية، من
اولئك الذين شعروا ان الفيلم الذي لاقى اصداء واسعة عالميا "يرضي الغرب"
ومن آخرين نعتوا الفيلم الذي يتناول قضايا مثل الطلاق والأخلاق والقتل
بالسوداوية، وفريق ثالث وهم مجموعة واسعة ذهبوا الى ان "هذا السينمائي ليس
منا فلماذا نسهم في نجاحه؟" ونقلت صحيفة لوس انجيليس تايمز عن فرهادي انه
"ليس من اولئك الذين تروق اعمالهم للحكومة".
وأكد فرهادي ان أجواء الفيلم التي شاعت في ايران نفسها بين
السينمائيين والنقاد والجمهور لم تسمح للمعترضين بأن يفرضوا رأيهم.
ولكن هذه ليست محاولة فرهادي الأولى للفوز بالاوسكار. فان فيلم "عن
ايلي" الذي نال جائزة الدب الفضي عن احسن اخراج في مهرجان برلين السينمائي
رُشح لاوسكار افضل فيلم أجنبي عام 2009. ولكن شركة التوزيع الاميركية أفلست
وانسحبت من حملة الترويج للفيلم فلم يتمكن من خوض منافسة حقيقية.
وكان الفيلم الايراني الوحيد الذي رُشح لاوسكار افضل فيلم اجنبي حتى
الآن هو فيلم "اطفال السماء" الذي خسر امام "الحياة جميلة" في عام 1997.
إيلاف في
28/12/2011
وداعاً.. "شيتا" طرزان
يوسف يلدا - سيدني:
نفق الشمبانزي "شيتا" البالغ 80 عاماً، بطل أفلام طرزان "جوني ويسمولر"
خلال سنوات الثلاثينات ، يوم السبت الماضي في مأوى خاص بالقردة في فلوريدا.
وكان مأوى" صنكوست" في بالم هاربر قد أعلن في موقعه الإلكتروني أن
الشمبانزي "شيتا"، الصديق الوفي لطرزان، قد توفي في 24 من كانون
الأول/ديسمبر الحالي، بسبب إصابته بالفشل الكلوي. و"جغس"، الإسم الحقيقي
للشمبانزي المولود في ليبيريا، في 9 نيسان/أبريل من عام 1932، كان، في
الواقع، ذكراً.
وأول فيلم ظهر فيه "شيتا" الى جانب طرزان كان بعنوان "طرزان ورفيقته"
عام 1934، وفيه يقع ويسمولر في هوى الحسناء مورين أوسوليفان. وحتى نهاية
الإسبوع الماضي، كان "شيتا" الوحيد الباقي على قيد الحياة من صنفه. ويروي
دان ويستفول، الموظف الذي كان يقوم برعايته في الفترة الأخيرة، أن "شيتا"
المصاب بالسكري، كان يستيقظ في الساعة التاسعة صباحاً، وبعد إعطائه حقنة
الأنسولين، تقدم له وجبة إفطار دسمة تتكون من التفاح والموز والبرتقال،
واحياناً بيض مع شرائح خبز. وليمضي بقية نهار اليوم في اللعب.
وإشترك الشمبانزي "شيتا" في 12 فيلماً مع طرزان في الثلاثينات
والأربعينات من القرن الماضي، ولم يكن وحده فيها، فقد تناوبت في بطولة هذه
الأفلام ثلاثة من قرود الشمبانزي، ودائماً كان هناك أكثر من قرد في
البلاتوه. وقد تميّز "شيتا" بإنفراج شفتيه في كل مرّة كان يبتسم فيها.
وترشّح ثلاث مرّات لنقش إسمه في جادة مشاهير هوليوود، الى جانب كل من "لاسي"
و"رن تن تن"، ولم يتحقق ذلك، وإن كان قد إكتفى بممر المشاهير في بالم
سبرنغز.
وحصل "شيتا" على الجائزة السينمائية الوحيدة ، أثناء إحتفاله بعيد
ميلاده ال 74، عن مجمل أعماله، منحها له مهرجان السينما الكوميدية الدولي
في بينيسكولا بإسبانيا.
وكان الشمبانزي المرح يعشق الرسم بالأصابع وكرة القدم. وكذلك إمضاء
اللوحات ببروشات ملونة، مع بصمة إصبع الإبهام، ومن ثمّ عرضه للبيع بمبلغ
115 يورو، من أجل تمويل مأوى فلوريدا، الذي كان يقيم فيه منذ أعوام
الستينات. ويذكر الموظف الذي كان يرعاه، أن "شيتا" كان محباً للضحك،
ومتجاوباً مع الأحاسيس البشرية. ويتمتع بقابلية هائلة على النهوض والسير
على قدميه كبقية البشر.
وكان إسم "شيتا" قد تم إضافته الى كتاب "غينيس" للأرقام القياسية،
كأقدم قرد في العالم، منذ العام 2001. وكما هو معروف، أن متوسط عمر
الشمبانزي يتراوح ما بين 25 و30 سنة في البرية، وبين 35 و45 في الأسر. وعلى
الرغم من حياته الطويلة، فقد نفق الشمبانزي الأكثر شهرة على الشاشة الكبيرة
من دون أطفال.
إيلاف في
28/12/2011 |