دنيا سمير غانم هي الحصان الرابح راهناً في السينما والتلفزيون
المصريين، وقد أضافت إلى مشوارها في تجربتها «أكس لارج» مع أحمد حلمي، في
أول عمل يجمعهما، مزيداً من التألق والنجاح، وأثبتت أنها قادرة دائماً على
التجديد.
حول «إكس لارج» وحلمي ومكي ووالديها وشقيقتها كان اللقاء التالي.
·
كيف تصفين تجربتك الأولى «إكس
لارج» مع أحمد حلمي؟
استفدت كثيراً من العمل مع أحمد حلمي والمخرج شريف عرفة، وهذه التجربة
بمثابة حلم تحقق. أكثر ما أسعدني تفاعل الجمهور مع الفيلم وردود الفعل
الإيجابية عنه. حتى إن البعض شاهد «إكس لارج» أكثر من مرة، وهو ما زاد من
سعادتي.
·
لماذا لم تشاركي أحمد مكي فيلمه
الجديد واخترت «إكس لارج»؟
ليست المسألة مجرد قبول فنان ورفض آخر. علاقتي بأحمد مكي جيدة جداً
ومتينة، وحققت معه نجاحات كثيرة في أدوار حازت استحسان الجمهور، وما زال
الأمر كذلك وسيظل. كل ما هنالك أنه لم يكن لي دور في فيلمه الجديد، ناهيك
بأن علاقتنا الجيدة لا تفرض مشاركتنا معاً في الأعمال كافة. يُضاف إلى ذلك
أنني أحببت شخصية دينا في «إكس لارج» وتفاعلت معها، وأتمنى أن يكون الجمهور
قد أحبها كما أحب الفيلم.
·
وجود شقيقتك إيمي في «سيما علي
بابا» مع أحمد مكي ومشاركتها في بطولة «إكس لارج» أيضاً، شكّلا نوعاً من
المنافسة بينكما. ما هو رأيك؟
إيمي شقيقتي ونتبادل دائماً الآراء في ما يُعرض علينا من أدوار، لكن
اختيارنا للشخصيات مختلف وطريقة تفكيرنا مختلفة أيضاً، فهي تراهن دائماً
على دور معين وأرى أنها تخاطر بقبوله، لكنها تنجح في إثبات وجهة نظرها
وتكسب الرهان. أمّا المنافسة فلا مكان لها بيننا. بل على العكس تماماً،
سُعدت بوجودنا معاً في فيلم واحد.
·
ظهرت مع والدتك دلال عبد العزيز
في مسلسل «للعدالة وجوة كثيرة»، ومع والدك سمير غانم في مسلسل «الكبير
قوي»، ألا تشعرين بأي توتر من مشاركتهما التجربة؟
إطلاقاً. شكّل مسلسل «للعدالة وجوة كثيرة» انطلاقتي الفنية واستفدت
جداً من العمل مع والدتي، إذ شعرت بالراحة لوجودها معي. كذلك هي الحال مع
والدي الذي أضفى جواً مرحاً على «الكبير قوي» فمرَّت الأمور بسلاسة شديدة،
خصوصاً أن المشهد الذي شارك فيه كان كوميدياً. عموماً، أتمنى أن يتوافر عمل
يجمعني بوالدي ووالدتي وشقيقتي معاً.
·
يغلب على «إكس لارج» الطابع
الكوميدي، ألم تتخوفي من الظهور كـ{كوميديانة»؟
الشخصية التي جسدتها ليست كوميدية بالمعنى المتعارف عليه، بل تساعد
على تعزيز روح الكوميدية في العمل نتيجة مواقف مضحكة تمرّ بها.
·
اعتمد نجاحك في الفترة الأخيرة
على نجوم الكوميدية، هل ستستمرين في المشاركة في هذا اللون؟
الإضحاك مسؤولية كبيرة جداً، خصوصاً أن الشعب المصري مرح بطبيعته ولا
يسهل إضحاكه. أما مسألة الاستمرار في هذا النوع من السينما فهي رهن بما
يقدم لي من أعمال، وثمة أدوار أنا فخورة بها ليست كوميدية مثل «سميرة» في
فيلم «الفرح»، و{نوسة» في «كباريه».
·
تأخر عرض «إكس لارج» حتى ثاني
أيام عيد الأضحى. هل أثَّر ذلك على الفيلم أو إيراداته؟
جاء التأخير لأسباب تتعلَّق بنسخ الفيلم وعدم وصولها إلى مصر في الوقت
المناسب للعرض. أمّا مسألة الإيرادات، فيحكمها الإقبال على مشاهدة الفيلم
وأعتقد أن الأخير استطاع أن يحتل مكانه في الموسم، خصوصاً أن أجازة العيد
استمرت حتى نهاية الأسبوع تقريباً، وأضيفت إليها العطل الأسبوعية، فكان
الوقت كافياً وأتاح للجمهور مشاهدة الفيلم على رغم الزحمة التي تحظى به دور
العرض في المواسم عموماً.
·
متى يحين موعد البطولة المطلقة،
وما الأدوار التي تحلمين بها؟
البطولة المطلقة مؤجلة موقتاً حتى يتوافر الدور المناسب، وما زال
الوقت مبكراً للتفكير فيها. المهم هو جودة الدور بغض النظر عن النوع أو
الشكل، وأنا لا أشترط عموماً أدواراً معينة، وأرفض تكرار الشخصيات أو
الموضوعات لأن الجمهور من حقه أن أظهر بشكل مختلف دائماً وأن أطور من أدائي
كي لا يمل.
بالنسبة إلى الأدوار التي أحلم بها، أعتقد بأن الممثل الجيد قادر على
أداء أي شخصية، وهذا ما أحرص عليه فأنا ممثلة تُعرض عليها سيناريوهات
تقرأها وتفاضل بينها لتختار الأنسب.
·
على أي أساس تختارين أدوارك؟
أقرأ السيناريو بالكامل، ثم استبعد الشخصية التي من المفترض أن
أجسدها، فإذا أعجبتني القصة وتأثرت بها ووجدت أنها تتضمن جديداً أوافق بلا
تردد، وإذا حدث العكس أرفض السيناريو حتى لو كانت مساحة الدور كبيرة.
·
أنت محاطة بعائلة فنيَّة، هل
تستعينين بخبرات والدك ووالدتك في اختيار أدوارك؟
بالطبع، آخذ برأيهما ومعهما إيمي. لكنهم لا يتدخلون في اختياري
للشخصيات، فأنا من ستؤدي الدور وهذه مسؤوليتي، خصوصاً أنني في هذه الفترة
أحتاج إلى الاعتماد على نفسي كلياً.
·
قدمتِ عدداً من الأغاني الناجحة،
فلماذا لم تستمري في الغناء؟
السينما والدراما أحد أسباب انشغالي عن الغناء. قدَّمت عدداً من
الأغاني «السنغل» التي حققت نجاحاً وطرحت فعلاً ألبوماً غنائياً وتعاقدت مع
شركة لإنتاجه، لكن كثرة التأجيلات كانت وراء فسخ العقد، علماً أنه إذا
توافر عرض آخر من شركة إنتاج سأخوض التجربة فوراً. حتى إنني أحضر لأغنية
«سنغل» في الفترة المقبلة كي لا ابتعد عن الغناء وتسير مشاريعي الفنية كافة
في خط متوازٍ.
·
هل بدأتِ في التجهيز لمشروعك
الفني الجديد بعد «إكس لارج»؟
بدأت التحضير لفيلم بعنوان «فبراير الأسود»، أشارك بطولته خالد صالح
للمرة الأولى وأقوم بدور ابنته. أنا متحمسة جداً للتجربة، خصوصاً أنها
تناقش المجتمع العلمي في مصر وتدور الأحداث حول عالم ومخترع يسعى إلى أن
تدعم الدولة أختراعه، لكن يتجاهله المسؤولون ويُسرق ابتكاره.
الجريدة الكويتية في
02/12/2011
السينما المصريَّة تمرّ بأزمة ثانية
كتب: القاهرة - فايزة هنداوي
للمرة الثانية خلال عام تقع السينما المصرية بأزمة تتسبب في خسائر
كبيرة لمنتجيها، فبعدما توقفوا عن متابعة أعمالهم جراء اندلاع ثورة 25
يناير، تمرّ السينما المصرية راهناً بأزمة مشابهة نتيجة الأحداث التي
اندلعت أخيراً في ميدان التحرير، إضافة إلى الانتخابات البرلمانية
المصريَّة.
تتمثل أزمة السينما المصرية في مظاهر عدة، أهمها تراجع إيرادات
الأفلام الأربعة التي طرحت في عيد الأضحى، وهي: «إكس لارج» لأحمد حلمي
ودنيا سمير غانم، «سيما علي بابا» لأحمد مكي، «كف القمر» لوفاء عامر، «أمن
دولت» لحمادة هلال.
بعد الرواج الذي شهدته دور العرض خلال فترة عيد الأضحى المبارك
والأيام التي أعقبتها، تأثرت أخيراً الأفلام المعروضة، لا سيما «إكس لارج»
لأحمد حلمي. ففي الوقت الذي تخطت إيراداته حاجز الستة عشر مليون جنيه في
الأسبوعين الأوليين لعرضه، فشل في تخطي حاجز 200 ألف جنيه خلال الأسبوع
الماضي.
كذلك لا يزال فيلم أحمد مكي «سيما علي بابا»، سيناريو شريف نجيب
وإخراج أحمد الجندي، قابعاً في المركز الثاني بإيرادات بلغت سبعة ملايين
ونصف المليون جنيه. في اللائحة نفسها يحضر «أمن دولت» لحمادة هلال في
المركز الثالث بإيرادات بلغت ستة ملايين جنيه تقريباً، مع الإشارة إلى أنه
أكثر الأفلام التي تأثرت بالأحداث الأخيرة، ولم يحتل المركز الثاني هذا
الأسبوع كما توقع النقاد والمتابعون.
لا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة إلى «كف القمر» من بطولة خالد صالح
وغادة عبد الرازق وإخراج خالد يوسف، فلا يزال محتلاً المركز الأخير في
السباق كما كان منذ بداية عرضه، ولم يتخطَّ حاجز الأربعة ملايين جنيه بعدما
جاءت الأحداث الساخنة في ميدان التحرير لتقضي على ما كان متبقياً له من
آمال.
إلغاء حفلات
ألغت غالبية دور العرض السينمائية حفلات منتصف الليل بسبب أحداث ميدان
التحرير التي أثَّرت أيضاً على تحميل الأفلام عن شبكة الإنترنت. حافظ «إكس
لارج» على تقدمه بين أفلام الموسم، محققاً 377 ألفاً و441 مرة تحميل، بينما
جاء «أمن دولت» في المركز الثاني بـ330 ألفاً و922 مرة تحميل، ليتخطى بذلك
«سيما علي بابا» الذي حلَّ في المركز الثالث على مستوى التحميل بحصوله على
297 ألفاً و869 مرة تحميل، وحلّ «كف القمر» في ذيل القائمة على رغم أنه كان
أول الأفلام التي تسرَّبت، فلم تتجاوز مرات تحميله حاجز الربع مليون، ليصل
مجموع تحميل الأفلام كافة إلى نحو مليون و200 ألف مرة.
خسارة أخرى للسينما المصرية تمثَّلت في توقف تصوير بعض الأفلام، مثل
«ريم ومحمود وفاطمة» من بطولة منة شلبي وباسم سمرة وناهد السباعي، وإنتاج
شركة «نيو سينشري» وإخراج يسري نصر الله. بدورها، ونظراً إلى التكلفة
العالية التي ستتكبدها، قررت إسعاد يونس تأجيل تصوير فيلم «تيتة رهيبة»
لمحمد هنيدي، والذي كتبه يوسف معاطي ويستعد لإخراجه سامح عبد العزيز.
كذلك تسببت الأحداث في تأجيل عرض أفلام كان طرحها مقرراً في مواسم
قريبة، وكان ينقصها التصوير الخارجي فحسب لتصبح جاهزة للعرض، من بينها «جيم
أوفر» من بطولة يسرا ومي عز الدين، وإخراج أحمد البدري.
توقف أيضاً العمل في فيلم «حظ سعيد» الذي كان مقرراً تصويره في محطة
مترو أنور السادات، إذ يتناول أحداث ثورة يناير وهو من إخراج طارق عبد
المعطي وبطولة أحمد عيد ومي كساب. ولا ننسى فيلم «لحظة ضعف» من بطولة مصطفى
قمر وريهام عبد الغفور، والذي انتهى المخرج محمد حمدي من تصوير المشاهد
الداخلية كافة وتوقف عن العمل في المشاهد الخارجية.
خسارة
تكبَّد المنتجون خسارة أخرى لعرضهم مقتطفات دعائية لبعض الأفلام
المقرر عرضها في موسم نصف العام، وهي «ريكلام» لغادة عبد الرازق و»ساعة
ونصف» لأياد نصار ويسرا اللوزي و{حفلة منتصف الليل» لرانيا يوسف و{عمر
وسلمى 3» لتامر حسني، وكلها بالطبع دخلت دائرة التأجيل.
كذلك قرر صناع «أسماء» تأجيل عرضه بعدما كان مقرراً طرحه في أوائل
الشهر المقبل بسبب تخوف الشركة من الخسارة، علماً أنها المرة الثانية التي
يتأجل فيها الفيلم فقد أوقفته سابقاً أحداث ماسبيرو الدامية ولم يُعرض
الشهر الفائت كما تردد. الفيلم من بطولة هند صبري وماجد الكدواني، ومن
تأليف عمرو سلامة وإخراجه.
على مستوى المهرجانات، تأجَّل «مهرجان الغردقة للسينما الأوروبية» إلى
أجل غير مسمى، بعدما كان مقرراً أن يجتمع مجلس إدارة «المركز القومي
للسينما»، برئاسة خالد عبد الجليل، لإعادة النظر بشأن منح الدعم للمهرجان
الذي يرأسه د. وليد سيف، لكن عدداً كبيراً من أعضاء المجلس قدموا
استقالاتهم، وفي مقدمهم المخرج مجدي أحمد علي ويسري نصر الله وكاملة أبو
ذكري وأحمد عبد الله والمنتج محمد العدل، اعتراضاً على الأحداث الأخيرة في
ميدان التحرير، ما سيدفع إدارة المهرجان إلى الانتظار حتى تشكيل مجلس إدارة
جديد لتقرير الدعم.
الجريدة الكويتية في
02/12/2011
وجهة نظر: إكس لارج … حلمي على عرش الكوميديا
محمد بدر الدين
«إكس لارج» لفنان الكوميديا أحمد حلمي، إخراج شريف عرفة وتأليف أيمن
بهجت قمر، ليس مجرد فيلم عن شخص بدين يقبل بالبدانة المفرطة أحياناً، أو
يضيق ذرعاً بها أحياناً، فتتراوح المواقف بين هذه الحالة وتلك، وتتوزع بين
الابتسام والآلام.
ليس الفيلم مجرد تعبير عن حالة البدانة، ولا عن «حدوتة» ما قد يحدث
لذلك الشاب البدين رسام الكاريكاتور الموهوب «مجدي» (أحمد حلمي) حينما يقع
في حب الفتاة الرقيقة «دينا» (دنيا سمير غانم)، وكيف لا يستطيع أن يواجه
حبيبته ويصارحها بحبه بسبب شدة البدانة… الفيلم هو هذه المواقف، لكنه أكثر
من ذلك!
انطلق أصحاب الفيلم من تلك «الحدوتة» لينسجوا فناً جميلاً، فيصبح
تلخيص الفيلم أو حتى رواية أحداثه أمراً لا يعني شيئاً! ولا يقدم من جوهر
الفيلم حقيقة. فجوهره، هو روح الفيلم ونسيجه الخاص، وموسيقاه الداخلية وليس
مجرد الموسيقى التصويرية المتألقة المصاحبة للمشاهد، ولا حتى الماكياج
المدهش باتقان غير مسبوق في السينما المصرية، ما أحال حلمي الأقرب إلى
النحافة إلى أكثر حالات البدانة.
جوهر الفيلم هو تضافر عناصره الفنية كافة بلا استثناء، وتناغمها لأجل
الوصول في النهاية إلى نموذج ناضج راق للكوميديا، نادراً ما يتحقق مستواه
في السينما المصرية المعاصرة، على كثرة بل غزارة ما يقدم فيها باسم
الكوميديا، تجاهلاً، أو جهلاً، فالكوميديا كنوع من الدراما فن بالغ الصعوبة
والرهافة والدقة، وما يقدم غالباً للإضحاك (أو التضحيك) هو أبعد ما يكون عن
الكوميديا الحقة.
بدأ نضج الكوميديا في «إكس لارج» من سيناريو وحوار الموهوب المقتدر
أيمن بهجت قمر، فكل موقف في موضعه الصحيح، وكل مشهد في تتابعه المناسب، وكل
عبارة في الحوار اختيرت من خلال موهبة مميزة وإحساس صادق للكاتب إلى جانب
دراية وثقافة واضحين. هكذا يثبت قمر إلى جانب مكانته التي ترسخت كأحد أحسن
مؤلفي الأغنية المعاصرين، أنه أيضاً أحد كتاب السيناريو والحوار الذين يمكن
أن تعتمد السينما المصرية على مواهبهم للنهوض والانطلاق في مرحلتها المقبلة
بعد تعثر طويل، وما يجعلنا نقول إنه «يثبت» ذلك، عمله المؤثر الجميل الذي
قدمه سابقاً مع حلمي أيضاً فيلم «نأسف على الإزعاج».
أما المخرج اللامع شريف عرفة، فقدم في «إكس لارج» أحد أفضل أفلامه،
ولعله بداية محطة فنية جديدة في مشواره بعد محطته الأولى المدهشة المتجاوزة
للواقعية مع الكاتب الكبير ماهر عواد (في سلسلة أفلامهما: الأقزام قادمون،
الدرجة الثالثة، يا مهلبية يا، سمع هس)، وبعد محطته الثانية الجادة المهمة
مع الكاتب المخضرم وحيد حامد ونجم الكوميديا البارز عادل إمام (سلسلة
أفلامهما الخمسة التي كان أنضجها: الإرهاب والكباب، طيور الظلام، اللعب مع
الكبار).
قدم عرفة بعد تلك الأفلام أعمالاً تفاوتت في المستوى والقيمة، ونحسب
أن «إكس لارج» هو أكثرها إتقاناً، وقد تفاعل إبداعه مع إبداع التصوير (أيمن
أبو المكارم) والمونتاج (داليا الناصر) والديكور (فوزي العوامري) والموسيقى
(هشام نزيه).
مجدداً يُحسب لحلمي أنه ليس أحد نجوم الكوميديا الذين يستأثرون بمساحة
الشاشة ويحيلون كل من يمثل معهم إلى مجرد «سنيد». في فيلمه السابق «بلبل
حيران»، قدم حلمي ثلاث بطلات معه (زينة، شرين، إيمي سمير غانم) في أدوار
رئيسة بحق، وحتى في أفلامه الخفيفة الأولى لم ينس تأثير أدوار البطلات
ومساحتها (نور، ياسمين عبد العزيز، غادة عادل… وغيرهن).
أما في «إكس لارج» فنحن أمام دور للبطلة كتبه المؤلف بعناية وأداره
المخرج برهافة، وأدته دنيا سمير غانم بإحساس جميل انعكس على شكلها فبدت في
أجمل حالاتها، بل إن الفيلم أتاح للممثل القديم إبراهيم نصر تقديم دور جدير
أن يذكر له، وهو الممثل الذي حبس نفسه أو حبسته الانطباعات في حلقات
«الكاميرا الخفية» وأداء كاريكاتوري صاخب لنوع شخصية «زكية زكريا». لكنه
أثبت في «إكس لارج» اقتداره في أداء شخصية إنسانية غنية، خال البطل «مجدي»
الذي سبقه في البدانة ولم يعد يملك إلا توجيه نصائحه له، فلم يعد له في
دنياه غيره، خصوصاً بعد تعاقب رحيل الرفاق من جيله، الذين ظلَّ يكتب فيهم
قصائد الرثاء واحداً بعد الآخر، ولم يبق سوى أن يترك أخيراً مرثية في نفسه،
أوصى بأن يقرأها عند وفاته ابن أخته الذي ما إن وصل إلى خاتمتها في لقاء
تأبين أقامه الزملاء حتى تأثروا وبكوا، ودمعت معهم عيون المشاهدين.
التأثر كان للموقف المشحون من جهة، ولطريقة إلقاء أحمد حلمي من جهة
أخرى، فقد راح هذا النجم يعزف معزوفته الراقية في فن التمثيل، مؤكداً
موهبته في مختلف المشاهد، من خلف القناع السميك والجسم الضخم، فرأينا بوضوح
أدق التعبيرات وأرهف الإيماءات، وأكثر الخلجات تأثيراً في أعماق الشخصية
التي يؤديها وقلبها.
بأدائه في «إكس لارج» يُتوَّج حلمي على عرش الكوميديا في السينما
اليوم.
الجريدة الكويتية في
02/12/2011
سوزان تميم الضحيَّة … أين هي في صراع والدها وعادل معتوق؟
كتب: غنوة دريان
بينما مصر منشغلة بـ «قضية العشق والدم» التي يقضي فيها رجل الأعمال
المصري هشام طلعت مصطفى عقوبة بالسجن المؤبد لاتهامه بالتحريض على قتل
الفنانة اللبنانية سوزان تميم، يدور في لبنان صراع بين عبد الستار تميم
والد سوزان وعادل معتوق زوجها المزعوم، على تقاسم ثروتها ومجوهراتها… تبقى
سوزان، وسط هذه المعارك والتجاذبات «الضحية» الوحيدة، فكلما اشتعل الصراع
حولها عادت الألسن لتتحدث عن سيرتها بمآسيها وأحزانها.
آخر المستجدات في قضية مقتل سوزان تميم أن المنتج عادل معتوق وزع
بياناً، أخيراً، أعلن فيه أن القضاء اللبناني أصدر مذكرة توقيف غيابية بحق
الشقيقين المصريين هشام وطارق طلعت مصطفى ومحسن السكّري، ذلك بموجب الدعوى
التي رفعها معتوق على كلّ من والد سوزان عبد الستّار تميم والمدعو هشام
طلعت مصطفى وطارق طلعت مصطفى ومحسن السكّري، بتهمة قتل زوجته وتسهيل وصول
القاتل إليها، وهي الدعوى ذاتها التي رفعها معتوق في حينه… وقد حضر والد
سوزان، المدعى عليه عبد الستار تميم، ولم يحضر كل من هشام طلعت وشقيقه طارق
وشريكهما محسن السكري، وبعدما أصدر القضاء اللبناني مذكرات جلب بحق المدعى
عليهم ولم يحضر سوى عبد الستار تميم، صدرت بحق الممتنعين عن الحضور مذكرات
توقيف غيابية.
زوج شرعي
في البداية، اتهم عبد الستار تميم مجهولاً بارتكاب جريمة قتل ابنته،
ثم ما لبث أن اتهم رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى وظل على موقفه حتى
كان التنازل الشهير مقابل دفع هشام طلعت له مبلغ 15 مليون دولار تقاسمه
ووالدتها ثريا ظريف وشقيقها خليل.
وسط هذه البلبلة والقيل والقال، وقف المنتج عادل معتوق بالمرصاد لعبد
الستار تميم واتهمه بطريقة غير مباشرة بأنه وراء مقتل ابنته لأنه لم يحمها
بما فيه الكفاية، ويصرّ لغاية اليوم على أنه الزوج الوحيد والشرعي لسوزان
تميم على رغم كل ما قيل واشيع عن أن زواجه منها هو غير شرعي، ويستفيد من أي
مناسبة إعلامية ليفتح النار على عائلة سوزان ووالدها خصوصاً، إذ اتهمه
أخيراً بسوء الأمانة.
بدوره، لا يترك والد سوزان فرصة إلا ويؤكد فيها أن هدف عادل معتوق هو
المال فقط، ربما تكون هذه وجهة نظر قد يؤخذ بها لأن عادل معتوق يدرك أن
خصمه هو ملياردير ولم يفقده وجوده خلف القضبان ثروته، ربما فقد نفوذاً كونه
كان أحد أعمدة «الحزب الوطني» المنحلّ عقب ثورة 25 يناير، لكن عائلة طلعت
مصطفى، المعروفة بأنها إحدى أثرى العائلات في مدينة الإسكندرية، لم تفقد
شعبيتها وما زالت تحافظ على نفوذها وسلطتها.
أما عادل معتوق، فأكد في أكثر من مناسبة أن سوزان تميم لم تترك ثروة،
وهدفه كزوج شرعي ووحيد لها هو اقتصاص العدالة من قتلتها، خصوصاً أنه تحفّظ
على الحكم الثاني المخفف من إعدام إلى أشغال شاقة الذي طاول المتهمين،
ويدرك أن محاميّي هشام طلعت الذين يطلق عليهم لقب «فريق الأحلام» لن يتركوا
موكلهم يفني شبابه وراء القضبان.
ثروة مفقودة
إذا كان عادل معتوق متأكداً من أن زوجته لم تترك ثروة فيعني ذلك أنه
على علم بكل كبيرة وصغيرة في حياتها، مع أنه كان يجهل مكان وجودها عند
مقتلها، وكان يعتقد أنها في لندن. يروي أحد الأشخاص أنه التقى عادل، صدفة،
قبل أسبوع واحد من مقتل سوزان، وذلك في حفلة فنية أقيمت في المنتجع الذي
يملكه معتوق، وعندما سأله عن مكان سوزان أجابه أنه لا يعرف عنها شيئاً.
فإذا كان لا يعلم عنها شيئاً فكيف يؤكد أنها لا تملك ثروة تذكر، وأنه تيقّن
من ذلك بعد تنازل عائلة تميم عن اتهام هشام طلعت في شبه صفقة؟ ربما علمت
العائلة أن ابنتها لا تملك ثروة فعلاً، وما حصلت عليه من هذا التنازل هو
ثروة سوزان الحقيقية.
لا يترك عادل معتوق فرصة إلا ويذكّر العائلة بأنها باعت ابنتها عن
طريق هذه الصفقة، وأن سوزان تملك ثروة وستكون له حصة من الإرث شأنه شأن
عائلتها حينما يثبت أنه زوج شرعي لها، وهذا ما لا يريده عبد الستار ويواجه
عادل معتوق باستمرار بجملة واحدة: «لم يطلّق علي مزنر سوزان وعادل هو زوج
غير شرعي». يُذكر أن علي مزنر هو الزوج الأول لسوزان.
ثمة سؤال يُطرح: أين مجوهرات سوزان تميم؟ لا ينكر أحد أن سوزان تملك
مجوهرات لا يستهان بثمنها، يكفي تلك التي أغدقها عليها هشام طلعت، فهل هي
موجودة في سويسرا حيث تردد أن سوزان تملك رصيداً في أحد مصارفها؟
لمن الغلبة؟
مشكلة الأفرقاء المعنيين أنهم يشددون على أن ما يهمهم هو معاقبة قتلة
سوزان وأن المال آخر ما يفكرون به، فهل هذا القول صحيح؟ إذا كان صحيحاً
لماذا يصرون على أن يكون القضاء المكان الوحيد الذي يلتقون فيه؟ يؤكد عبد
الستار تميم أن ابنته لم تكن تريد عادل معتوق زوجاً لها، وهدفت المساومة
الشهيرة التي حصلت بين هشام وعادل إلى تحرير سوزان من عادل إلا أنها لم تتم
في اللحظات الأخيرة. إذاً هذا دليل على أن سوزان أرادت التخلص من عادل
معتوق، من هنا يصرّ الوالد على التصدي له حتى آخر رمق.
في المقابل، يريد عادل إثبات أنه الوحيد الأمين على سوزان، حية كانت
أم ميتة، بدليل أنه، على رغم رفضها له وهروبها منه سواء باتجاه هشام طلعت
مصطفى أو غيره، فقد أقام لها عزاء في لبنان وسافر إلى دبي بعد وقوع الجريمة
ووصلها بالتزامن مع وصول والدها عبد الستار تميم الذي استلم جثتها، واتخذ
صفة الادعاء الشخصي على قاتلها قبل أن تعرف هويته.
هكذا تستمر المعركة بين الرجلين حتى آخر سلاح، فلمن تكون الغلبة في
النهاية؟ وحدها المحكمة قادرة على إعطاء كلمة الفصل في هذا الصراع المفتوح
على الاحتمالات كافة.
الجريدة الكويتية في
02/12/2011
تحرير 2011 أول فيلم وثائقي مصري يعرض تجارياً في السينما
(القاهرة – د ب أ)
كشف المخرج المصري تامر عزت النقاب عن قرار بعرض الفيلم الوثائقي
“تحرير 2011: الطيب والشرس والسياسي”، الذي شارك في إخراجه، في دور العرض
السينمائي في عروض تجارية تعد الأولى من نوعها في مصر.
وقال عزت إن منتج الفيلم محمد حفظي أبلغه أنه اتفق على عرض الفيلم
تجاريا في دور السينما، حيث تقرر عرضه في دارين بالقاهرة ودار ثالثة في
الإسكندرية بداية من 7 ديسمبر الجاري.
وحقق الفيلم، الذي اشترك تامر عزت في إخراجه مع زميليه آيتن أمين
وعمرو سلامة، نجاحا واسعا في عدد من المهرجانات الدولية، حيث حصل على جائزة
أفضل فيلم في مهرجان أوسلو السينمائي في النرويج وجائزة اليونسكو من مهرجان
فينيسيا.
ولا تعرف دور السينما المصرية عروضا لأفلام وثائقية أو تسجيلية إلا في
عروض خاصة بالمهرجانات السينمائية التي لا تشهد إقبالا في العادة، حيث
اعتاد الجمهور المصري الذهاب لدور العرض التجارية لمشاهدة أفلام روائية
فقط.
يأتي الفيلم في ثلاثة أجزاء منفصلة، تدور جميعها حول الثورة المصرية
التي انتهت بتنحي الرئيس حسني مبارك، حيث يدور الجزء الأول بعنوان “الطيب”،
الذي أخرجه تامر عزت، حول تأثر المواطن المصري بالتضليل الذي تبثه الآلة
الإعلامية الحكومية، مركزا على الأيام التي تلت الخطاب الثاني لمبارك الذي
أثار تعاطفا واسعا معه.
واختارت المخرجة آيتن أمين عنوان “الشرس” للجزء الثاني، الذي يدور حول
ضابط شرطة، وهو يقدم وجهة النظر الأمنية في التصدي للمتظاهرين الذين سقط
منهم ما يتجاوز 800 في الأيام الأولى للثورة.
أما الجزء الثالث فقد اختار له المخرج عمرو سلامة عنوان “السياسي”
الذي يضم حوارات ونقاشات مع عدد من الأطباء النفسيين والمحللين السياسيين
لشخصية الرئيس السابق مبارك.
الجريدة الكويتية في
02/12/2011 |