اختار المخرج
المغربي محمد نظيف مهرجان وهران ليقدم
العرض العالمي للفيلم لفيلمه ''الأندلس يا
لحبيبة '' في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، حيث كان الطاقم الفني
والتقني
مغاربيا مثله مثل وحدة الموضوع.
''
الأندلس يا لحبيبة '' الذي يعد التجربة
الإخراجية الأولى لمحمد نظيف في فئة الأفلام الطويلة، أرادها أن تكون من
عمق
المجتمعات المغاربية ''الهجرة الغير شرعية '' الظاهرة التي لم تعد غربية لا
على
شعوب هذه الدول ولا على سينماهم، لكن طرح نظيف للظاهرة و تقديمه للموضوع
كان بأسلوب
غير تقليدي وغير الذي اعتاد عليه المشاهد، فقد خدمته في ذلك بعض المشاهد
الكوميدية
التي وظفها خدمة للعرض، فقد أراد المخرج بمعية الممثلين رفع الستار وكشف عن
المستور
وفضح الانتهازيين، المفسدين في المجتمع، الذين يدعون أنهم من المصلحين فيه،
و عن
رجال الدين المزيفين وغيرهم الذين يقفون بشكل أو بأخر وراء تفشي الظاهرة
بوعود
كاذبة تصور حياة أفضل في الضفة الأخرى في رحلة قد تنتهي عندما تبدأ في عرض
البحر.
نزيم و
مرارة الانفصال
انطلاقة المنافسة الرسمية كانت مغاربية فقد تلا
الفيلم المغربي عرض أول الأفلام الجزائرية المتنافسة على الوهر الذهبي في
المهرجان
هذا العام، '' قداش تحبني'' لفاطمة الزهراء زعموم، التي التمست في اقترابها
من
الواقع إحدى القضايا التي قد يكون أهملها الكثير من المخرجين أو تناساها،
وهي
الروابط الأسرية، فقد تجسدت هذه القضية في ملامح الطفل نزيم ذو 8 سنوات،
الذي يعيش
رفقة جديه، يختلف عن غيره في أنه لا يعيش عيشة الأطفال، فهو بالتالي يفتقد
لحب
وحنان والديه وهذا ما يسعى الجدان لتعويضه بعد انفصال الوالدين، بخلق جو
عائلي
لنزيم، الذي يحمل في طياته وفي تمثيله ملامح ممثل ناجح وواعد في المستقبل.
ولعل ما
آخذه بعض من الجمهور العام و الخاص على الفيلم، هو النسق البطيء و الثقيل
للفيلم
الذي خلق في كثير من الأحيان الملل لدى المشاهد رغم قوة وحساسية الموضوع،
بينما
استحسن الكثيرون توظيف المخرجة زعموم لمظاهر الحياة الاجتماعية للجزائريين
و هذا ما
تجلى في الأغاني الشعبية التي كانت ترافق بعض المشاهد و كذا بعض تفاصيل
الحياة
اليومية.
تمكن الفيلمان السوري و
العراقي '' دمشق مع حبي'' و ''المغنى'' من
الظفر بإعجاب ولفت انتباه الجمهور في
ثاني أيام المنافسة الرسمية لمهرجان وهران
للفيلم العربي، و بداية تألق الصناعة
السينمائية العربية صنعها صاحب فيلم
نيكوتين المخرج السوري ''محمد عبد العزيز''،
الذي غاب عن المهرجان وحضر فيلمه إلى وهران بعدما انتظره كل من سبق ورأى
أعمال هذا
المخرج .
جمالية تقنيات الصورة رافقت فكرة الفيلم الذي يدعو عبره المخرج محمد
عبد العزيز إلى فكرة احترام الديانات، حيث يسعى المخرج إلى إظهار إمكانية
التعايش
بين مختلف الطوائف و الديانات، فقد قدم ذلك من خلال قصة حب جمعت بين فتاة
يهودية
وشاب مسيحي، يعترض الوالد على علاقتهما حيث يتسبب خالد تاجا في دور الوالد
في قطع
العلاقة بينهما، و من هنا تدخل كاميرا المخرج إلى التفاصيل، و بشكل أدق عند
تأهب
الوالد و الفتاة السفر إلى ايطاليا حينما يعترف لها بأن حبيبها الذي انقطعت
أخباره
لا يزال على قيد الحياة وهنا تبدأ في رحلة البحث عنه، كما أقحم عبد العزيز
بعض
الأحداث المحلية رغم تركيزه الكبير على فكرة التعايش السلمي بلغة وحوارات
قوية وقد
صفق جمهور قاعة السعادة بعد عرض الفيلم بحرارة معربا عن إعجابه بالعمل الذي
يعد من
أبرز انتاجات السينما السورية في العشرية الأخيرة .
المغني يسقط
الدكتاتور
بدوره خلق الفيلم العراقي ''المغني'' التميز في اليوم
الثاني من المنافسة، حيث تألقت الصورة السينمائية التي كان ''قاسم حول''
مهندسها،
بعد أن أسقط في فيلمه كل أشكال الديكتاتورية بملامح حاكم اقترب كثيرا من
شخصية
الرئيس العراقي السابق صدام حسين، مستلهما من مقدمة ابن خلدون '' العزف
يفسد النوم
و يؤدي إلى هدم بنية المجتمع''، فقد جعل المخرج المغني في جهة والديكتاتور
في جهة
أخرى، فالمغني الذي جاء للغناء في عيد ميلاد الرئيس ينتصر بفنه لأنه يتجه
إلى الشعب
البسيط بينما القوة والديكتاتور يأتي اليوم الذي يزولان، و هذه كانت الرؤية
الإخراجية التي اشتغل عليها قاسم حول مؤكدا أنه استمد فكرة العمل من واقعة
حقيقة لم
تحدث مع الحاكم بل مع ابنه لكن أراد أن ينسبها في الفيلم إلى الحاكم فقد
اشتغل
كثيرا على الدلالات واحتفظ بالحادثة، فجرد تلك الشخصية من الاسم و الشكل .
وفور انتهاء
عرض فيلم ''المغني'' عقد فريق العمل المكون
من المخرج قاسم حول، الفنان عامر علوان،
والممثلة الشابة كاترين الخطيب، لقاء صحفيا دام ساعة كاملة، تخلله تقديم
أسئلة
أشاد بها الكثيرو. وقال المخرج قاسم حول خلال هذا اللقاء أنه لا يسعى من
وراء هذا
العمل تصفية حساباته رغم أنه كان أحد المتضررين من نظام الرئيس السابق صدام
حسين
لان ذلك ليس من مهام الفن فالهدف هو كشف الواقع بموضوعية لهذا اتجهت -يقول
المخرج –
إلى بناء المشاهد و ابتعدت عن التقريرية في العمل.
الباهي يعيد
مارلين براندو للسينما
أثار الفيلم التونسي '' ديما براندو ''
لمخرجه رضا الباهي، حفيظة الجمهور الجزائري نظرا للمشاهد الجريئة التي
تضمنها
العمل، مما اضطر بعض الجماهير التي اعتادت متابعة أفلام المهرجان إلى
المغادرة، إلا
أن الباهي دافع عن فيلمه وعن تلك اللقطات قائلا أنه اعتمد عليها بذلك الشكل
خدمة
للعمل، الذي يجمع بين الوثائقي والروائي، و في سؤال عن إقحامه لبعض اللقطات
الساخنة
في الفيلم قال الباهي '' أنا ابن إمام، مسلم، حاج وأصلي وأرفض أن أتهم
باستعمال
مشاهد جنسية لأجل إثارة غرائز الجمهور، بل الهدف منها، كان دراميا، وقد كان
في
الإمكان، أن أصور مشهد? الشذوذ الجنسي أو الفاحشة كاملا لكني لم افعل ذلك ''.
وقد تحدث رضا الباهي بعد العرض عن تفاصيل المشروع الحلم الذي تطلب
تجسيده
سنوات، بعدما وافق ''مارلين براندو'' الحقيقي على فكرة الفيلم،
غير أن رحيل هذا
الأخير دفع بالمخرج إلى البحث عن شخصية
تتشبه ملامحها ''مارلين براندو'' و هو ما تم
فعلا مع الممثل ''أنيس رعاشي''، الذي يشبهه إلى حد كبير ويمتلك تقاسيم
وجهه، فهذه
كانت من النقاط القوية للفيلم الذي يعتبر المشاركة التونسية الوحيدة في
المهرجان في
فئة الأفلام الطويلة بسبب تراجع الإنتاج السينمائي جراء الأوضاع التي
تعيشها
تونس.
مدن ترانزيت
...
و فكرة الانتماء
أثار المخرج الأردني الشاب محمد الكحشي في "مدن
ترانزيت''، قضية الانتماء للوطن من خلال قصة ''صبا مبارك'' في دور ليلى
التي تصطدم
بعد عودتها للأردن قادمة من أمريكا بمجتمع منغلق تحكمه العادات و الدين،
كما ارتسم
في ملامح وجهها وردة فعلها، فالشابة التي عادت من مجتمع غربي عاشت فيه 14
سنة، حملت
معها أفكارا تحررية لا تتناسب و البيئة التي تتواجد فيها ولم يتقبلها
المحيط
الأسري، لتجد نفسها في الأخير في حالة ضياع هل تنتمي للبلد الأم أم للبلد
الذي أمضت
فيه سنوات من حياتها، فالفيلم رصد العديد من المواقف و المحطات التي عاشتها
ليلى .
فيلم المخرج الشاب محمد الكحشي ''مدن ترانزيت'' يضاف إلى سلسلة
الأعمال
السينمائية التي تؤكد أن مستقبل السينما الأردنية اليوم غير
مرتبط بالإمكانيات بقدر
ما هو مرهون بالطاقات الشابة التي بدأت
تؤسس لمستقبل سينمائي مشرق ومشرف فالرصيد
الذي بدأه ''الكحشي'' بتجربة الأفلام القصيرة أراد أن يتمه بتجربة في
الفيلم
الروائي الطويل الذي حصد عدة جوائز منها جائزة اتحاد النقاد السينمائيين
العالميين .
الجزيرة الوثائقية في
20/12/2011
مخرجه يستبعد إمكانية عرضه في العراق
"المغني" نال إعجاب جمهور "وهران" رغم المشاهد الساخنة
استبعد العراقي قاسم حول, مخرج فيلم "المغني", عرض فيلمه في العراق,
لاحتوائه على مشاهد ساخنة تجمع بين الديكتاتور وعشيقته.
وقدَّم المخرج فيلمه "المغني" في الدورة الخامسة لمهرجان "وهران"
للفيلم العربي بالجزائر, أمام جمهور صفق لنهاية الديكتاتورية وانزعج من
مشاهد "عري" خدمت الأحداث أكثر من الصورة الجنسية.
يروي فيلم "المغني" الذي دخل المنافسة الرسمية على جائزة
"الوهر الذهبي", وجرى تصويره في مدينة "البصرة" العراقية, فضح ما يدور
داخل قصر الرئيس; حيث تنطلق الحكاية من مغنٍ لم يستطع الوصول إلى حفل عيد
ميلاد الديكتاتور, ليصل متأخرًا بسبب تعطل سيارته في الطريق, فيغضب
الديكتاتور منه ويطلب منه أن يغني ووجهه للحائط, لأنه لا يطيق النظر إليه
بعد تأخره عن الحفل, وقبلها يهين الديكتاتور العراقي الكاتب والمثقف
والإعلامية وغيرهم, حتى يثبت أنه فوق الجميع ولا يمكن أن ينتقده أحد.
ورغم الصورة القاتمة لما يدور داخل القصر الرئاسي, فإن التفاعل
والحراك الخاص بكل شخصية جعل الفيلم قادرًا على رسم صورة أن أي حاكم عربي
هو الديكتاتور, لكن صورة صدام حسين كانت حاضرة رغم ابتعاد المخرج عن عنصر
الشبه, حيث كان الديكتاتور ملتحيا ويرتدي قبعة أجنبية. وقال المخرج العراقي
بحسب
mbc.net: إن "الديكتاتور المعني بهذا الفيلم ليس بالضرورة صدام حسين, فأنا
لست بصدد تصفية حسابات شخصية مع طاغية معيَّن, فهذه ليست مهمتي كوني
مبدعاً.
وبخصوص إمكانية عرض فيلم "المغني" في العراق, أشار المخرج إلى أنه لا
توجد قاعات سينما في العراق; حيث هُدِّمت من طرف الاحتلال الأميركي عن قصد
وغير قصد.
كما أنني أبلغت السلطات العراقية في طلب عرض الفيلم بأن "وجود مشاهد
بين الطاغية وعشيقته على الفراش, وأدت دورها الممثلة الصاعدة كاترين, هي
ضمن البنية الدرامية للفيلم ومن الصعب حذفها«.
وتابع: "كما أنني لا أوفق أن تحذف, لأنها تؤثر على أحداث الفيلم وهي
من صلب الحدث. واعترف أنه ستكون هناك صعوبة في عرضه في العراق بسبب المشاهد
"الساخنة".
ويعرض الفيلم في أحداثه والتفاعل الخاص بالشخصية المهمة في الفيلم,
حادث إغواء الديكتاتور لزوجة جنرال في الجيش ومعرفة الجنرال بهذه العلاقة
تؤدي إلى انتحاره.
ويبرر المخرج هذه المشاهد, التي دفعت بعائلات من جمهور الفيلم في
"وهران" للانسحاب من القاعة, بالقول: "لم أضع هذه اللقطات لإثارة المشاهد,
لأنها جزء من البناء الدرامي وهي مفروضة عليَّ بسبب العمل الدرامي.
وقال المخرج العراقي في تحليله للفيلم عقب عرضه بقاعة "السعادة" بوسط
مدينة وهران, إنه يمقت الاحتلال الأميركي, وأضاف: أن كثيرًا من أحداث هذا
الفيلم الممول من قبل قناة الآرتي الفرنسية, تنطوي على كثير من الأحداث
الواقعية التي عشتها بنفسي أو عاشها أشخاص آخرون أعرفهم.
ويرى العراقي قاسم حول أن "الديكتاتوية مدرسة تخرج الأجيال في كل
الوطن العربي, لهذا يجب أن نحذر منها ونحاربها". وأضاف "مدرسة الديكتاتورية
لا تنتهي بمقتل وزوال ديكتاتور واحد, فهي تُنجب تلاميذ غيرهم.
السياسة الكويتية في
21/12/2011
مستقبل الربيع العربي السينمائي في ضيافة
مهرجان وهران للفيلم العربي
بادارة جديدة للمهرجان انطلقت الدورة الخامسة من عرس وهران للسينما
العربية وتستمر حتى 22 ديسمبر الجاري حيث شغلت ربيعة موساوي منصب رئيس
المهرجان بدلا من حبيب حمراوي وزير الاعلام السابق ومؤسس المهرجان، وهي في
نفس الوقت مديرة الثقافة في ولاية وهران، وشغل الناقد الكاتب الجزائري محمد
بن صالح منصب الرئيس الشرفي لهذه الدورة، كما شغلت نبيلة رزايق المديرة
الفنية للمهرجان، وتقام هذه الدورة تحت اشراف وزارة الثقافة الجزائرية، حيث
كانت تقام الدورات السابقة بتنظيم مؤسسة الفن الذهبي التي يرأسها حمراوي
حبيب شوقي سفير الجزائر الحالي برومانيا، وتقرر تغيير اسم المناسبة من
المهرجان الدولي للفيلم العربي الى وهران للسينما العربية، وتضم قائمة
الدول المشاركة، كلا من تونس، المغرب، مصر، لبنان، فلسطين، سورية، الامارات،
قطر مع تواجد موريتانيا لأول مرة ويشارك في المسابقة الرسمية للتنافس على
الجائزة الكبرى وقدرها 50 ألف دولار 12 فيلما روائيا طويلا وهي من مصر. «كف
القمر» بطولة جومانة مراد وخالد صالح وصبري فواز واخراج خالد يوسف و«أسماء»
بطولة هند صبري وماجد الكدواني واخراج عمروسلامة، ومن المغرب هناك فيلما
«الأندلس يا الحبيبة» لمحمد نظيف و«ماجد» لنسيم عباسي ومن الجزائر عملان
هما «قداش تحبني» لفاطمة الزهرة زعموم و«نورمال» لمرزوق علواش و«المغني»
للعراقي قاسم حول و«ديما براندو» للتونسي رضا الباهي و«دمشق مع حبي» للسوري
محمد عبدالعزيز والأردني «مدن الترانزيت» لمحمد الحشكي و«هلا لوين» لنادين
لبكي من لبنان و«حبيبي راسك خربان» للفلسطينية سوزان يوسف، وتتكون لجنة
التحكيم لهذه المسابقة من هالة صدقي والفلسطينية نجوي نجار وتترأس التونسية
فاطمة بن سعدان أعمال هذه اللجنة.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة يتنافس 22 عملا من 11 بلدا عربيا هي:
الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا وسورية ولبنان وفلسطين والامارات العربية
المتحدة والأردن وقطر ومصر التي يمثلها 3 أفلام من هو حواس بطولة صفية
العمري «سندرة» لمحمد شوقي و«بيب» لهيثم صقر وتتكون لجنة تحكيم المسابقة من
كل من المخرج الجزائري نور الدين زحزاح والموريتاني عبدالرحمن سالم
والسوداني طلال عفيفي، أما مسابقة الأفلام الوثائقية التي ستقام لأول مرة
في تاريخ المهرجان فهي مخصصة للأعمال الجزائرية، وتتكون لجنة التحكيم من
الناقد المصري طارق الشناوي والعراقي عبدالرحمن الماجدي والجزائري نور
الدين عدناني.
كماتشهد هذه الدورة نشاطا بعنوان «تذكرة لسينما» أو ما يعرف بركن
«سينما الضيف» حيث سيتمكن الجمهور من اعادة اكتشاف روائع سينمائية
كالفيلمين الجزائريين «وقائع سنين الجمر» العمل العربي الوحيد الحائز علي
سعفة «كان» الذهبية عام 1975 و«مسخرة» اخراج الياس سالم والحائز على العديد
من الجوائز الدولية اضافة الى الفيلم الفلسطيني «المر والرمان» ويعرض أيضا
«عين شمس» للمخرج ابراهيم البطوطي في اطار الاحتفال بالثورة المصرية
والسينما المستقلة أيضا اضافة الى عرض فيلم «البراق» للمغربي محمد مفتكر.
كما قررت ادارة المهرجان عرض الفيلم الوثائقي «شخص غير مرغوب فيه» للمخرج
أولي?ر ستون، الذي تم تصويره في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقت الانتفاضة
وعرض في مهرجان ?ينيسيا عام 2003 حيث تجولت الكاميرا بين مخيمات اللاجئين
الفلسطينيين وأبرزت معاناتهم، وكان يرغب أولي?ر ستون في مقابلة الرئيس
الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لكنه لم يستطع سوى مصافحته وفي المقابل رفض
رئيس الوزراء الاسرائيلي مقابلته من الأساس.
وينتظر أيضا تنظيم ندوتين في اطار هذا الحدث العربي تتعلقان بـ«التدريب
السينمائي وأهمية التبادل في هذا المجال» و«المنتدي العربي للسينما راهن
وآفاق» بمشاركة عدد كبير من رؤساء المؤسسات العربية السينمائية تكملة
للاجتماع الذي عقد مؤخرا بالأردن وسيتم تكريم كل من المخرج الجزائري سليم
رياض والخبير الجزائري في مجال الأفلام الوثائقية نور الدين عدناني الي
جانب الممثلة القديرة فريدة صابونجي والسينمائية التونسية فاطمة بن سعيدان.
وسيتابع الجمهور علي مستوي هذه البلدان أفلاما سينمائية مدرجة ضمن
برنامج هذا المهرجان وأفلاما عديدة موجهة لمختلف الشرائح الاجتماعية.
النهار الكويتية في
21/12/2011
روبرت داوني جي. آر يذهب بعيداً
شارلوك هولمز: لعبة الظلال سينما الألغاز والمتعة
عبدالستار ناجي
ثمة نوعية من الاعمال السينمائية، تعتمد على شخصيات قابلة للذهاب
بعيدا في معادلات تحركها الدرامية، ومن ابرز تلك الشخصيات، تأتي شخصية
شارلوك هولمز ذلك المحقق الذي لطالما ادهشنا مع صديقه نفك الرموز للكشف عن
أخطر الجرائم، وفي هذه التجربة من سلسلة افلام شارلوك هولمز والتي تحمل
«لعبة الظلال»، و «ذهب الي سينما مشبعة بالالغاز والرموز والاسرار والغموض،
تجعلنا نلهث كمشاهدين من اجل فك تلك «الاشارات» التي صاغها الكاتب ميشيل
مولروني والتي كانت وراء عدد من الاعمال المتميزة، ككتابة وكمنتجة ومنها
فيلم «رجل الورق» وشاركها في الكتابة شقيقها كيران مولروني الذي عمل طويلا
في الكتابة للتلفزيون والسينما، وهما هنا يتعاونان للذهاب الى مرحلة
«معقدة» ومتشابكة ومذهلة من الالغاز، التي تجعلنا كمشاهدين نتساءل، هل يمكن
وجود هكذا فريق عمل، يعمل على توريط المشاهد للقفز من كرسيه الى داخل
الشاشة ليدخل في متاهات كم من الاحداث والشخصيات.
باختصار شديد نحن في هذا العمل، امام مواجهة متعددة الجوانب، طرفها
الاول شارلوك هولمز «يجسد الشخصية روبرت داوني جي، آو» أو «جونيور»، في
مواجهة البرفبسور مورياتي «جاري دهاربس» الذي يمتاز بالقسوة والشر المتعقد،
وغياب الضمير، في الوصول الى الاهداف التي يريدها، وهذا ما يجعله حاضرا في
ذاكرة زبائنه الباحثين عن اسرار الجرائم، خصوصا في عملية البحث عن اسباب
موت ولي عهد النمسا، والذي تفاوتت الاخبار وتضاربت الحكايات، حول اسباب
وافته فمن الانتحار في بداية الامر، الى كم من الحكايات والاسرار، التي
يتسابق الثنائي شارلوك وخصمه اللدود موريارتي للكشف عنها. الى جوار شارلوك،
وكالعادة، صديقه د. واتسون «جو لو» حيث يؤكد هذا الثنائي ان ولي عهد
فينيسيا كان ضحية لجريمة قتل، ولكن عليهما ان يعملا على تفكيك معادلات
واسرار ورموز وظلال تلك الجريمة التي تعتبر من اكبر وأكثر الجرائم اسرارا
وغموضا. وكل منهما يذهب في اتجاه، للبحث، ففي الوقت الي يجد به شارلز
وصديقه الخيوط التي تؤدي الى مكان تحت الارض، حيث تتداخل الحكايات والاسرار،
وهذا ما يجعلنا نحاول الامساك بكم من الخيوط، للمشاركة في البحث، وكأننا في
سباق مع شارلوك هولمز نفسه، لبلوغ الحل قبله، وعبثا تكون المهمة، في ظل
الصراع، الذي ينطلق عبر أهداف وغايات متباينة، بين شارلوك وصديقه، في
مواجهة البروفيسور المسحور موريارتي وحينما تتداخل الحكايات، نتعرف وسط ذلك
الازدحام على حكاية احدى الفتيات، التي تجد نفسها متورطة في الهيمنة، وهذا
ما يجعلها هدفا للقتل، ويبدأ تحرك هولمز من اجل انقاذها، عبر رحلة تأخذنا
الى انحاء القارة الاوروبية، بين انكلترا وفرنسا ثم ألمانيا وفي المحطة
الاخيرة تتوقف في سويسرا، ويظل مورياتي الماكر متقدما ويشكل دائما، فحيثما
يكون شارلوك، يكون ذلك الماكر قد وصل قبله، حتى تبلغ النهاية التي تأتي
بمثابة الحدث الذي يعيد للتاريخ حقائق ويكشف غموضه، وان ظل الفيلم في
نهايته يدعونا الى المزيد من الحوار مع الذهاب، لكشف الظلال التي تحيط بكل
شخصية، لربما حتى هولمز نفسه!، وتشير هنا الي ان «لعبة الظلال» لا يتطلب
مشاهدة الجزء الأول من الفيلم، لافتا امام قصة منفصلة تماما عن احداث الجزء
الأول، اللهم الا فيما يخص بناء ومعرفة الشخصيات وبالذات شارلوك هولمز
وصديقه د. واتسون.
كما نشير الى ان احداث الفيلم، بالذات تلك التي صدرت في انكلترا،
والعاصمة البريطانية، أخذت حيزا من التحضيرات والاحترازات الامنية، وصدرت
في مواقع غاية في الاهمية ومنها «القناة الانكليزية، وجسر فيكتوريا، وخط
سكة حديد وادي سفيرن، وقصر هامبتون كورت»، وفي الكلية البحرية الملكية.
وايضا المشهد الافتتاحي الذي صدور في مدينة ستراسبورغ السويسرية، داخل
كاتدرائية ستراسبورغ، والذي نفذ بعناية عالية الجودة، حيث مشهد الاغتيال
لولي عهد فيينا.
في الفيلم كم من الاخراج، يتفهم روبرت دويتي جي. آر، الذي يذهب بعيدا،
في مزج الذكاء مع النزق، وايضا الذكاء مع المغامرة، ودفع بدوره صديقه، «جودلو،
وهناك جارد هاريمس وكم آخر من النجوم، من بينهم الممثل العربي الاصيل
الفرنسي الجنسية، عفيف بن بدرا، الذي شاهدناه في العديد من افلام المغامرات
والخيال التاريخي.
وفي الفيلم ايضا موسيقى أكثر من رائعة، صاغها الموسيقار هانز زيمر
الذي كان وراء عدد كبير من الاعمال السينمائية، ومنها كونغ فو باندا،
وقرصان الكاريبي، والبداية ومدغشقر وباثمان، ورمز دافنشي وغيرها. ويبقى ان
نقول: شارلوك هولمز: لعبة الظلال، لاسيما الالغاز والمتعة.
وجهة نظر
صندوق
عبدالستار ناجي
وزارة الاعلام لا تريد أن تقدم اي دعم لصناعة الانتاج السينمائي. هذا
امر حسم منذ سنوات. فمنذ فيلم «بس يا بحر» لخالد الصديق، لم نسمع او نقرأ،
ان هنالك فيها ما قدمت له اي مساعدة، مادية او معنوية.. حتى خالد الصديق
نفسه قدم عدداً من السيناريوهات.. ولم يسمع الا جملة «تامر» وما «يصير
خاطرك الا طيب» و«انت ولدنا».. والنتيجة لا طبنا ولا غدا الشر.
فاذا كانت وزارة الاعلام، لا تريد ان تلتفت الى هذا القطاع، شأنه شأن
الدراما التلفزيون التي يصرف عليها سنويا الملايين. دون اي عوائد.. الا ما
ندر.. فلماذا لا تفكر الوزارة في حلول وافكار جانبية، اكثر عملية، في
الخروج من هذا المأزق وتفعيل عجلة الانتاج السينمائي، لشباب كويتي طموح،
لطالما شرفنا في المهرجانات والملتقيات متحملا الكلفة الكاملة لانتاج
مشاريعه.. ولربما السفر والاقامة في المهرجانات.
لماذا لا تدعو وزارة الاعلام، الى فكرة انشاء صندوق تخصص عوائده الى
دعم السيناريوهات الشابة، عبر مسابقة يتم من خلالها سنويا اختيار افضل
السيناريوهات، ليتسنى لها الخروج من دائرة الورق الى شاشة العرض.
على ان يتم دعم هذا الصندوق، من خلال عدد من الجهات الداعمة، مثل
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وغيره من الجهات الداعمة.. وهي كثيرة.. ولكنها
تظل تنتظر المظلة الرسمية للتحرك.
شباب السينما في الكويت ينتظرون الكثير من وزير الاعلام الشيخ حمد
الجابر العلي، وهو الاقرب الى فهم احتياجات الشباب في هذا القطاع الابداعي..
ما احوجنا الى مبادرة - حقيقية- تعمل على الاخذ بيد هذا القطاع بعد ان
فقد الامل في مد يد المساعدة له...
وعلى المحبة نلتقي
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
21/12/2011 |