توفى يوم ٢٧ نوفمبر فنان السينما البريطانى العالمى، كين راسل، عن ٨٤
عاماً، وهو من أعظم المخرجين الذين عبروا عن حياة مؤلفى الموسيقى الكبار،
وعن معنى الموسيقى بلغة السينما، ومن بين القلة من مؤلفى السينما الذين
يملكون خيالاً جامحاً، وعالماً فنياً متفرداً ومتمرداً ضد كل القوالب
الجامدة والجاهزة والسائدة.
وإذا كان من المنطقى أن يستعصى عالمه على جمهور السينما العادى، فلم
يكن من المنطقى أن يستعصى على أغلبية نقاد السينما حيث لم تقدره حق قدره،
وكم أصابت الفنانة الكبيرة الممثلة جليندا جاكسون عندما قالت فى رثائه:
«عار على السينما البريطانية تجاهل عبقريته البصرية، لقد حطم حواجز بالنسبة
إلى الكثيرين».. وكانت قد فازت بأوسكار أحسن ممثلة عام ١٩٧٠ عن دورها فى
فيلم «نساء عاشقات»، الذى أخرجه عن رواية د. هـ. لورانس، كما رشح الفيلم
لأوسكار أحسن إخراج وأحسن سيناريو.
بدأ «راسل» حياته الفنية راقصاً للباليه وممثلاً ومصوراً فوتوغرافياً،
ثم عمل مخرجاً فى برامج الفنون بهيئة الإذاعة البريطانية، وأخرج العديد من
الأفلام التسجيلية عن عدد من كبار مؤلفى الموسيقى، منها فيلم عن بروكو فييف،
وفى هذا الفيلم استخدم لأول مرة مشاهد تمثيلية للتعبير عن بعض المواقف،
وكان من المحرمات استخدام مشاهد تمثيلية فى الأفلام التسجيلية، وهو ما أصبح
اليوم معتاداً بعد نحو نصف قرن.
أخرج «راسل» ١٨ فيلماً روائياً طويلاً منذ عام ١٩٦٣ حتى عام ١٩٩١، وكل
أفلام «راسل» موسيقية من حيث أسلوبها، لكنها تتحرك بين عالم الموسيقى
مباشرة وعالم ما بعد الواقع حتى وإن كانت عن رواية واقعية، مثل رواية
«لورانس». هناك «عشاق الموسيقى» ١٩٧١ عن حياة تشايكوفسكى، و«مالر» ١٩٧٤ عن
حياة جوستاف ماللر، و«عشاق ليست» ١٩٧٥ عن حياة فرانز ليست، و«رقصة سالومى
الأخيرة» ١٩٨٨ عن حياة ريتشارد ستراوس، إلى جانب تحية أفلام هوليوود
الموسيقية الكلاسيكية فى «بوى فريند» ١٩٧١، وروك أوبرا «تومى» ١٩٧٥ الذى
اشترك فيه إيلتون جون.
ومخرجنا كذلك مخرج أوبرا ومخرج فيديو كليب، ومن فيديوهاته «نيكتيا» من
أشهر أغانى إيلتون جون.
وهناك أيضاً «الشياطين» ١٩٧١، الذى تمثل فيه فانيسا ريدجريف دور
الراهبة، الذى شوه ومنع، ومن المقرر أن يوزع كما صنعه مخرجه على أسطوانات
العام المقبل، و«جحيم دانتى» ١٩٦٧، و«قوطى» ١٩٨٧ عن مؤلفة رواية «فرانكشتين»،
و«حالات متغيرة» ١٩٨٠ عن الجنون، و«كذبة الدودة البيضاء» ١٩٨٨ عن مصاص
الدماء. وكان المشروع الذى يفكر فيه «راسل» قبل وفاته عن رواية «أليس فى
بلاد العجائب».
المصري اليوم في
20/12/2011
يوم الكتاب المصرى
بقلم
سمير فريد
١٢/
١٢/
٢٠١١
تم افتتاح مكتبة الإسكندرية الجديدة منذ عشر سنوات مع بداية القرن
الميلادى الجديد، وكان الافتتاح الرسمى يوم ٢٣ أبريل، لأنه يوم الكتاب
العالمى، والذى اختير لأنه يوم عيد ميلاد الشاعر والمسرحى الإنجليزى الأشهر
ويليام شكسبير.
وعندما تشرفت بالعمل فى المكتبة مستشاراً لشؤون السينما، لوضع برامج
الأفلام، وضعت خطة سنوية تتضمن الاحتفال بيوم شكسبير، ويوم الكتاب العالمى
فى ٢٣ أبريل، ويوم نجيب محفوظ فى ١١ ديسمبر، الذى استمر بعد وفاته عام
٢٠٠٦، ويوم المرأة العالمى فى ٨ مارس، ويوم أوروبا فى ٩ مايو، ويوم السينما
المصرية فى ٢١ يونيو، ويوم السلام العالمى فى ٢١ سبتمبر.
واحتفال برامج الأفلام فى مركز الفنون بهذه الأيام لا يقتصر على اليوم
فقط، وإنما يمتد بعده لأربعة أو خمسة أيام، يعرض فيها كل يوم فيلم طويل
يتناسب مع الاحتفال: أفلام عن المرأة فى يوم المرأة العالمى، وأفلام عن
مسرحيات شكسبير فى يوم شكسبير، وأفلام أوروبية فى يوم أوروبا، ومصرية فى
يوم السينما المصرية، وأفلام تدعو إلى السلام فى يوم السلام، ثم أفلام عن
قصص وروايات نجيب محفوظ فى يوم ميلاده.
وتكتمل خطة برامج الأفلام بملتقى الأفلام الروائية الطويلة المخصص
للسينما الأمريكية فى يناير، وسينما أمريكا اللاتينية فى فبراير، وسينما
آسيا وأفريقيا فى سبتمبر، والسينما العربية فى نوفمبر، والسينما والفنون
المختلفة فى مهرجان الصيف للفنون فى يوليو وأغسطس، وتبدأ هذه البرامج فى
أيام الآحاد الأولى من كل شهر، وفى أيام الآحاد الأخرى يقام لمدة يوم واحد
ملتقى الأفلام القصيرة، وملتقى الأفلام التسجيلية، وملتقى الأفلام
التشكيلية، التى تعرف باسم أفلام التحريك، وهذا الملتقى ينظمه الفرع المصرى
للاتحاد الدولى لأفلام التحريك، الذى يرأسه الدكتور محمد غزالة، ويصدر مركز
الفنون، الذى يديره المايسترو شريف محيى الدين نشرة شهرية عن برامج الأفلام
تتضمن تعريفات بالأفلام والمخرجين ودراسات ومقالات مختارة.
وقد بدأ أمس، فى المكتبة تحت رعاية مديرها د. إسماعيل سراج الدين، يوم
نجيب محفوظ فى مئويته، وصدر العدد ١٢٠ من النشرة، ويتضمن برامج الأفلام عام
٢٠١٢ من يناير إلى ديسمبر، كما هى العادة كل سنة، ويتضمن أفلاماً من دقيقة
إلى ١٥ ساعة، ومن عام ١٩٢٠ إلى عام ٢٠١١، من كل أجناس السينما، ومن كل
قارات وثقافات العالم، وأقترح على الهيئة العامة للكتاب، واتحاد الناشرين
فى مصر أن يقررا اعتبار يوم ميلاد نجيب محفوظ فى ١١ ديسمبر يوم الكتاب
المصرى، ابتداء من العام القادم ٢٠١٢، كما اعتبرت الأمم المتحدة يوم ميلاد
شكسبير فى ٢٣ أبريل يوم الكتاب العالمى.
موعد جديد للسينما العربية فى
«برلين»
بقلم
سمير فريد
٥/
١٢/
٢٠١١
حسب المعلومات التى أرسلها الباحث السورى المقيم فى باريس صلاح سرمينى
تأسست فى برلين عام ٢٠٠٤ جمعية أصدقاء الفيلم العربى من مجموعة من المثقفين
العرب المقيمين فى العاصمة الألمانية، وبدأت عام ٢٠٠٩ إقامة مهرجان من دون
مسابقات للأفلام العربية تستهدف تعريف جمهور السينما الألمانى بالسينما
العربية. وهى مبادرة رائعة، خاصة بعد توقف مهرجان معهد العالم العربى فى
باريس، وبذلك أصبح هناك موعد جديد للسينما العربية فى أوروبا إلى جانب
مهرجان روتردام فى هولندا.
وحسب متابعة الزميلين كمال رمزى فى «الشروق» المصرية وإبراهيم العريس
فى «الحياة» العربية التى تصدر فى لندن، كانت الدورة الثالثة من مهرجان
برلين العربى والتى عقدت من ٢ إلى ١٠ نوفمبر- دورة ناجحة، سواء من حيث
برامج الأفلام، أو من حيث إقبال الجمهور الألمانى على مشاهدتها والاشتراك
فى المناقشات مع النقاد والمخرجين بعد العروض.
وقد افتتح المهرجان بعرض الفيلم المصرى «١٨ يوماً» الذى اشترك فى
إخراجه عشرة مخرجين عن ثورة ٢٥ يناير، وعرض لأول مرة فى مهرجان «كان» فى
مايو الماضى، واختتم بعرض الفيلم المصرى «اعترافات زوج» إخراج فطين
عبدالوهاب عام ١٩٦٤، وذلك كأحد أفلام برنامج خاص عن الكوميديا فى السينما
العربية، بدأ بفيلم «سلامة فى خير» إخراج نيازى مصطفى عام ١٩٣٧، وكانت أغلب
أفلامه مصرية بحكم التاريخ العريق للسينما فى مصر.
وإلى جانب برنامج الأفلام الجديدة، والبرنامج التاريخى عن الكوميديا،
كانت هناك ثلاثة برامج خاصة عن فنان السينما اللبنانى الكبير برهان علوية،
وبرنامجان فى تكريم اسم مارون بغدادى من لبنان واسم عمر أميرالاى من سوريا،
وكلاهما أيضاً من كبار السينمائيين فى تاريخ السينما العربية.
ومن الأفلام الجديدة التى أشار إليها إبراهيم العريس الفيلم التسجيلى
«جنة على» أحدث أفلام المخرجة والباحثة والخبيرة السينمائية المصرية
المقيمة بين برلين والقاهرة «فيولا شفيق»، ويلفت الفيلم النظر بموضوعه إلى
الممثل التونسى «الهادى بن مبروك» الذى قام بالدور الرئيسى فى فيلم «كل
الآخرين اسمهم على» إخراج الألمانى الراحل فاسبندر عام ١٩٧٣، والذى يعرف
كذلك بعنوان «الخوف يأكل الروح»، ويعبر الفيلم بموضوعه عن «فيولا شفيق»
الباحثة والسينمائية معاً.
ومن الواضح أن مهرجان الفيلم العربى فى برلين قطع فى دورته الثالثة
خطوة كبيرة إلى الأمام بعد دورتيه الأولى والثانية، ومن واجب كل مؤسسات
السينما العربية وكل النقاد والسينمائيين العرب مساندة هذه النافذة التى
فُتحت للسينما العربية فى عاصمة من أهم عواصم أوروبا والعالم.
جديد «علواش» يفوز فى «الدوحة» ويهدى الجائزة لثوار
سوريا
بقلم
سمير فريد
٤/
١٢/
٢٠١١
بغض النظر عن حكاية عمر الشريف ومذيعة التليفزيون، وهل صفعها أم لم
يصفعها، وفوضى حفل الختام التى وصفتها الزميلة فيكى حبيب فى «الحياة» بأنها
كانت «مسرحية هزلية»، شهدت الدورة الثالثة من مهرجان الدوحة، التى عقدت
لمدة خمسة أيام من ٢٥ إلى ٢٩ أكتوبر الماضى، والذى يخصص مسابقته للأفلام
العربية،
عرض عدد من الأفلام العربية لأول مرة، ومع الأفلام المغربية التى تعرض
فى مهرجان مراكش الذى افتتح أمس الأول، والأفلام التى تعرض فى مهرجان دبى
الذى يبدأ الأربعاء المقبل، ويخصص مسابقته للأفلام العربية أيضاً ـ تكتمل
صورة السينما العربية عام ٢٠١١.
عرض من مصر فى مسابقة الأفلام العربية الروائية الطويلة «الشوق» إخراج
خالد الحجر، وفى مسابقة الأفلام العربية التسجيلية الطويلة «فى الطريق لوسط
البلد» إخراج شريف البندارى، وفى مسابقة الأفلام العربية القصيرة «حواس»
إخراج محمد رمضان.
وفاز بجائزة أحسن فيلم فى مسابقة «الروائى»، التى رأس لجنة تحكيمها
فنان السينما السورى الكبير محمد ملص الفيلم الجزائرى «نورمال ـ عادى»
إخراج مرزاق علواش (مائة ألف دولار أمريكى) الذى أهدى الجائزة إلى ثوار
سوريا، وبجائزة أحسن إخراج المغربى المقيم فى فرنسا رشدى زيم عن «عمر قتلنى»
(خمسون ألف دولار)، وبجائزة أحسن ممثل سامى بوعجيلة عن دوره فى الفيلم
نفسه، وحجبت لجنة التحكيم جائزة أحسن ممثلة.
وفى مسابقة «التسجيلى» فاز بجائزة أحسن فيلم «العذراء الأقباط وأنا»
إخراج المصرى المقيم فى فرنسا نمير عبدالمسيح (مائة ألف دولار)، وبجائزة
أحسن إخراج «اختفاءات سعاد حسنى الثلاثة» إخراج اللبنانية رانيا إسطفان
(خمسون ألف دولار) أما فى مسابقة الأفلام القصيرة فقد فاز الفيلم السعودى
«وينك» إخراج عبدالعزيز النجيم بجائزة أحسن فيلم (عشرة آلاف دولار)، وفاز
الفيلم اللبنانى «أبى مازال شيوعياً» إخراج أحمد غصين بشهادة تقدير (عشرة
آلاف دولار)،
وفاز بجائزة الجمهور للأفلام التى تعرض خارج المسابقات «وهلا لوين»
إخراج اللبنانية نادين لبكى (مائة ألف دولار) عن الفيلم الروائى، و«كوميك
كون» إخراج مورجان سبورلك عن الفيلم التسجيلى (مائة ألف دولار).
وتحت عنوان «صنع فى قطر» أقيمت مسابقة خاصة للأفلام القطرية القصيرة،
وفاز بجائزة أحسن فيلم «الصقر والثورة» إخراج محمد رضوان وجاسم الرميى،
وحسب أغلب تقارير المراقبين كانت الدورة خطوة جديدة نحو مزيد من نضج
المهرجان، وهو ثالث مهرجان دولى للسينما يقام فى الخليج بعد دبى وأبوظبى.
samirmfarid@hotmail.com
المصري اليوم في
04/12/2011 |