أبدي الفنان يحيي الفخراني سعادته بما حدث في المشهد الانتخابي
للبرلمان مؤخراً، واصفاً إقبال المصريين علي التصويت في الانتخابات
بالظاهرة «الطيبة» التي تدعو للتفاؤل.
وعلي الرغم من تفاعله لم تختف نبرة القلق من صوته أثناء حديثه، حيث
اعتبر حالة الفوضي التي نعيشها حالياً مؤشرا كبيرا يدعو للقلق، وأبدي
اعتراضه علي محاولات البعض التشكيك في القضاء أو المجلس العسكري ومحاولات
إجباره علي التخلي عن السلطة في الفترة الحالية، وأشار أيضاً لرفضه
لاستخدام الدين في الدعاية الانتخابية كما تحدث عن مسلسله الجديد «الخواجة
عبدالقادر» المقرر بدء تصويره الأسبوع القادم.
تحدث الفخراني قائلاً: «الإقبال الجماهيري علي التصويت في المرحلة
الأولي من الانتخابات كان ظاهرة طيبة جداً، وفي الحقيقة لم أكن أتوقع أن
يكون الإقبال بهذا الحجم في مثل هذا التوقيت، وإن كنت أرجح ذلك الإقبال إلي
رغبة الناس في الاستقرار ورؤيتهم أن البرلمان الجديد سيكون خطوة أولي نحو
هدوء الأمور واستقرارها في الوقت الحالي بعد الأزمات والمشاكل الكثيرة التي
مرت بها البلاد خلال الأشهر الماضية، وأعتقد أن هذا أمر جيد جداً بصرف
النظر عن نتائج الانتخابات وطبيعة من يفوز أو يخسر، فمصر هي الفائزة
الوحيدة في الانتخابات، ونحن في انتظار ما ستسفر عنه المرحلتان الثانية
والثالثة.
وعن استخدام بعض الأحزاب السياسية للدين في دعايتهم الانتخابية أبدي
الفخراني رفضه لهذا وقال: «هذا ليس من المفترض حدوثه علي الإطلاق، وأعتقد
أن هذه الأحزاب ستكون أول المتضررين من هذه الدعاية، فهذا ضدهم في الحقيقة،
خاصة أن الناس أصبحت لديها وعي كبير وتدرك جيداً محاولات استغلالها تحت أي
ضغوط ومن الضروري في الفترة القادمة أياً كان من سيفوز بالأغلبية أن يؤمن
بأول مبادئ الديمقراطية وهو تداول السلطة حتي يمكن أن نشعر بالفعل بالتحول
الديمقراطي الحقيقي في بلادنا».
وأوضح الفخراني أن هناك عبء كبير ملقي علي عاتق البرلمان القادم لأنه
يأتي في فترة تحول عصيبة تعيشها مصر، خاصة أنهم مطالبين بوضع تشريعات
حاسمة، وأضاف أننا في انتظار ما سيقدمه البرلمان للشعب المصري في الفترة
القادمة.
وعن وجود اعتراضات من البعض علي تولي د. كمال الجنزوري مسئولية رئاسة
مجلس الوزراء قال الفخراني: «حالياً لا يوجد اثنان يتفقان علي شيء واحد
«ومفيش حد بيعجبه حاجة» وهذا أمر غير صحيح بالمرة، أن يحدث خلافات دائمة
ونقاشات وجدل وخناقات طوال الوقت فهذا أمر سيئ للغاية، وأعتقد أنه لو جاء
أي شخص غير الجنزوري كان سيقابل بهذا الكم من الاعتراض والرفض.. وهذه هي
المشكلة.
ورفض الفخراني محاولات البعض المطالبة برحيل المجلس العسكري والتخلي
عن السلطة الآن قائلاً: «هذا لا يصلح حالياً تحت أي ظرف من الظروف، وحقيقة
كنت أخشي مع تطور الأحداث في الأيام السابقة أن يحدث هذا، و«كنت حاطط إيدي
علي قلبي» وأدعو الله ألا يحدث، فلا يمكن الاستمرار في موجة التشكيك
والتخوين المنتشرة حالياً تجاه المجلس العسكري أو حتي القضاء، فهما من أهم
أركان الدولة وإذا انهارا يبقي «نستلف» دولة تانية فلن يبقي عندنا شيء
يحمينا بعدهما».
وفي النهاية شدد يحيي الفخراني علي ضرورة التفرغ للعمل فقط في الفترة
القادمة وإعادة بناء الاقتصاد المصري حتي تستقيم الأمور. وأشار إلي أن حالة
الصراع والخلافات الحالية لو استمرت فإن الوضع لن يبشر بخير أبداً.
ومن جانب آخر يستعد الفخراني لبدء تصوير حلقات مسلسل «الخواجة
عبدالقادر» الأسبوع القادم في استديوهات الجابري بدهشور وذلك لمدة أسبوعين
بعدها يسافر إلي مدينتي «إياس» و«ويلز» بإنجلترا لتصوير عدد من المشاهد
الخارجية للمسلسل المقرر عرضه في الموسم الدرامي لرمضان القادم.
المسلسل من تأليف عبدالرحيم كمال وإخراج شادي الفخراني بطولة سوسن
بدر، السورية سولافة معمار، صلاح عبدالله، عبدالعزيز مخيون، صلاح رشوان،
محمود الجندي، أحمد فؤاد سليم.
وتدور أحداث المسلسل منذ بداية الأربعينيات وحتي عام 2006 في إطار
اجتماعي به حس كوميدي حول شخصية الخواجة عبدالقادر الذي يعيش بين مصر
وإنجلترا أثناء فترة الحرب العالمية الثانية.
وقد حصلت مؤخراً قناة الحياة علي حقوق البث للمسلسل حصرياً في رمضان
القادم.
الوفد المصرية في
07/12/2011
بين السينما الأمريكية والمصرية كيف تواجه خاطف ابنك؟
دوافع الخاطف فى السينما تتنوع بين الفدية والانتقام وترويع
النشطاء!
إيهاب التركي
يخطف الناس فى مصر المخطوفة، كانت مخطوفة بالتزوير من نظام مبارك
القمعى، والآن هى مخطوفة من جنرالات بلا شرعية، لا يطلبون حتى فدية
لتحريرها لندفعها ونخلص، وهى مخطوفة برضاها من تيارات دينية رجعية يرى
بعضها فى التقدم والحضارة والفن كفرا، ومخطوفة إجراميا من طرف ثالث غامض
يروع أهلها بغياب متعمد لأمن الشارع فتح الطريق للمجرمين للعمل دون خوف من
شرطة أو أجهزة أمن تحمى المواطن، فنرى حوادث البلطجة وسرقة السيارات والخطف
وقد تفشت حتى أصبحت قصص حوادث الخطف وحدها تنافس فى تفاصيلها المثيرة أفلام
السينما. الخطف على شاشة السينما بصورته الكلاسيكية هو أن عصابة أو شخصا
بمفرده يخطف شخصا آخر مهددا حياته من أجل فدية تُدفع مقابل الإفراج عنه.
وقد نقلت الصحف والفضائيات أول حادثة خطف شهيرة بعد الثورة فى أبريل الماضى،
وكانت اختطاف ابنة النائب البرلمانى السابق عفت السادات، وروت الطفلة
معاملة خاطفيها لها، اللطيفة حينا، والمخيفة حينا، وكأننا أمام فيلم «ملاك
وشيطان» الذى قام فيه رشدى أباظة بدور مجرم يختطف الطفلة سوسن ابنة صلاح ذو
الفقار التى تنجح ببراءتها فى إظهار الجانب الخيّر من خاطفها المجرم. وفى
فيلم آخر هو «المخطوفة» للراحل أحمد زكى يتحول سائق التاكسى إلى خاطف حينما
يقوم باختطاف ابنة رجل أعمال تسببت فى إيذائه حينما صدمت سيارته فأفقدته
مصدر رزقه، ورفض الأب الثرى تعويضه، وفى أثناء الاختطاف تتنازع البطل مشاعر
الرأفة بالفتاة المخطوفة والرغبة فى الانتقام من أبيها، لكن انتشار حوادث
الخطف الحالية فى عدة محافظات بكل تفاصيلها اليومية المثيرة تؤكد أن نماذج
رشدى أباظة وأحمد زكى شديدة الرومانسية والبراءة، مقارنة بواقع تسيطر عليه
الفوضى، وللسينما المصرية والعالمية غرام بموضوع الخطف، ولوكيشن الخطف يكون
مكانا نائيا وغالبا يكون مخزنا مهجورا، وربما يكون فيلم النجم ميل جيبسون
بعنوان «Ransom»،
وهو من أشهر أفلام هوليوود، والذى تناول حادثة اختطاف ابن أحد كبار رجال
الأعمال من أجل الفدية. الجزء الأول من الفيلم كان حادثة اختطاف نمطية،
وكان العنصر الأكثر درامية فى الفيلم حينما قرر الأب تحويل مبلغ الفدية إلى
جائزة لمن يستطيع الإمساك بالخاطف، والمفاجأة الأخرى هى تورط الشرطى الذى
يبحث عن الطفل فى عملية الاختطاف نفسها، وقد شاهدنا فى الأيام الماضية فى
حوادث الخطف الواقعية فى مصر قصة حقيقية تصلح حبكة فيلم شديد الإثارة حينما
اضطر أب لدفع فدية لتحرير ابنه، ثم بعدها خطف الخاطف وطلب فدية مماثلة
للمبلغ الذى دفعه سابقا، ومن الأفلام التى تشبه إلى حد ما حوادث الخطف فى
مصر فيلم «Man
on Fire» من بطولة دينزل واشنطن الحارس السابق لرئيس الولايات المتحدة المكلف
بحماية ابنة أحد الأثرياء فى المكسيك، حيث تنتشر عصابات الخطف، ويتم اختطاف
الطفلة الصغيرة فى أثناء خروجها من مدرستها من أجل الفدية، وفى آخر أفلام
النجم نيكولاس كيدج والنجمة نيكول كيدمان «Trespass»، تقوم عصابة باحتجاز أسرة ميسورة الحال فى قصرهم من قبل عصابة تسعى
للاستيلاء على ثروة الأب الموجودة بخزينة داخل مكتبه، وفى فيلم «Cape Fear»
يكون الانتقام هو دافع الخطف، حيث يخرج المجرم روبرت دى نيرو من السجن
لمطاردة عائلة المحامى الذى كان سببا فى سجنه 15 عاما، وبعد مضايقتهم
يستطيع اختطاف الأسرة داخل يخت يمتلكه الأب. والفدية ليست بالضرورة هدف
الخاطف فى السينما، فنحن نشهد منذ الثورة مثلا حالات اختطاف ذات طبيعة
أمنية تقوم بها أجهزة أمنية لا تفصح عن هويتها للخاطف، ولا تقوم بإيذائه
بشكل بدنى، ويبدو الهدف فى الأغلب هو بث الرعب والخوف فى قلوب النشطاء
الآخرين، ونرى نموذج ذلك فى فيلم «Missing» للمخرج كوستا جافراس، وقام ببطولته جاك ليمون فى دور أب يبحث عن
ابنه الناشط والصحفى بعد اكتشافه تدخل الولايات المتحدة فى انقلاب بدولة
شيلى عام 1973 أطاح بالرئيس سلفادور الليندى، ويمكن مشاهدة أنواع غريبة
ومختلفة من الخطف لأسباب مختلفة عن الفدية. ففى الفيلم الكلاسيكى الشهير
«جامع الفراشات» (The Collector)،
نرى البطل الشاب المريض نفسيا والمهووس بجمع الفراشات يقرر خطف الفتاة التى
أحبها من طرف واحد ليحتفظ بها لنفسه إلى الأبد، وهذه القصة تحولت فى مصر
لمسرحية بعنوان «الحادثة» من بطولة أشرف عبد الباقى وعبلة كامل، وفى فيلم «Kiss
the Girls» بطولة مورجان فريمان يقرر الخاطف المقنع الذى يدعو نفسه «كازانوفا»
خطف الفتيات والاحتفاظ بهن فى بدروم منعزل، وفى كل عام تقريبا تخرج علينا
هوليوود والسينما العالمية بفيلم إثارة موضوعه عن حادثة خطف، ومن آخرها
فيلم «Taken»
الذى قام ببطولته ليام نيسون، وقام فيه بدور عميل مخابرات سابق تختطف ابنته
فى أثناء رحلة قامت بها إلى باريس، ويكتشف أن ابنته ضحية عصابة للرقيق
الأبيض، وربما تكون أغرب أهداف الخطف التى جسدتها السينما فى الفيلم الشهير
«The
Silence of
the Lambs»
من بطولة الممثل أنتونى هوبكنز، فالخاطف فى الفيلم لا يرغب فى فدية مالية
لإطلاق سراح الضحية، لأنه فى الحقيقة خطف ضحيته ليأكلها!
التحرير المصرية في
07/12/2011
الفيلم التونسي الذي أثار جدلاً في وسائل الإعلام
"حكايات تونسية": جنس ومخدرات في فئة ضيقة من المجتمع
محمد بن رجب من تونس:
في إطار أيام السينما الأوروبية، تم عرض الفيلم التونسي "حكايات
تونسية"، الذي أثار جدلاً واسعًا في أوساط المثقفين، وخاصة بين أعضاء
المواقع الإجتماعية "فايسبوك" و"تويتر"، حتى إن بعضهم طالب بمنع عرضه في
القاعات التونسية، نظرًا إلى أنه يضمّ مشاهد ساخنة، فيها الكثير من
الإباحية، التي تبقى من الأمور الخاصة.
هذا الفيلم الأول للمخرجة التونسية ندى المازني حفيظ، لم يجد الدعم من
لدن وزارة الثقافة، بل إنّ هناك من روّج بأنّ الوزارة رفضت منحة تأشيرة
العرض في مختلف دور السينما في تونس.
فيلم "حكايات تونسية"، الذي أخرجته المخرجة الشابة ندى المازني حفيظ،
يشارك فيه عدد من الممثلين والممثلات التونسيين، من بينهم علي بنور وتوفيق
العايب ومرام بن عزيزة (صابرين) وعازفة الكمان ياسمين عزيز (شمس) وشاكرة
الرماح (إيناس) ونجيب بلحسن، وحمدي هدّة ..
ويتناول قضية الجنس في تونس في وسط مرفّه من المجتمع التونسي، وهي من
الموضوعات المسكوت عنها، حيث تكتشف إحدى الزوجات أن زوجها يمارس اللواط على
فراش الزوجية، لكن المخرجة ندى حفيظ نفت أن يكون الفيلم متضمنًا مشاهد
جنسية منافية للأخلاق. وأضافت أنّ فيلمها الأول يطرح جوانب مسكوتًا عنها في
حياتنا، وهو يتميز بالجرأة من دون أن تكون فيه مشاهد جنسية مسقطة، ولا تخدم
الموضوع الرئيس.
المخرجة ندى حفيظ أوضحت في ندوتها الصحافية أنّ لها هدفًا تريد تحقيقه
من خلال هذا الفيلم، ويتمثل في الإشارة إلى عيّنة من المجتمع التونسي،
وخاصة الفئة المثقفة منه.
وقالت مخرجة "حكايات تونسية" إنّ وزارة الثقافة لم تقدم دعمًا لفيلمها
لتغطية مصاريف الإنتاج، و"اكتفت بمنحنا تأشيرة خاصة بالعرض الأول في إطار
أيام السينما الأوروبية من دون أن نتمكن من عرضه في كل دور السينما".
وردّا على ما تناقلته وسائل الإعلام من أن وزارة الثقافة لم تمنح هذا
الفيلم "حكايات تونسية" التأشيرة، قالت الوزارة في بلاغ لها "إنّ الإدارة
لم تتصل بطلب التأشيرة لعرض الفيلم في القاعات التجارية، ولا يمكن بالتالي
أن تمنح تأشيرة لفيلم لم يقم موزعه بإيداع مطلب في الغرض".
وأضافت وزارة الثقافة أنها "مكنت منظمي أيام السينما الأوروبية من
رخصة عرض خاصة لهذا الفيلم بناء على طلبهم، وهي رخصة محددة في الزمان
والمكان، ولا تخوّل عرض الفيلم في المسلك التجاري حسب النصوص الجاري بها
العمل".
لم يعتبر المدير العام للفنون الركحية والبصرية في وزارة الثقافة فتحي
خراط، الذي شاهد الفيلم، بصفته عضوًا في لجنة المساعدة على الإنتاج
السينمائي في الوزارة أن فيلم "حكايات تونسية" فيلم بكل المقومات،
نظرًا إلى غياب البناء الدرامي عنه.
وقال إن موضوع الفيلم ليس واضحًا، لذلك فهو يتعارض مع مقاييس تعتمدها
اللجنة في منح الدعم للأعمال السينمائية، وبالتالي فهذا الفيلم لم يحصل على
منحة دعم.
المخرجة ندى حفيظ، التي ولدت ونشأت في السعودية، ودرست فنون السينما
في كندا، وسبق لها أن قامت بإعداد أشرطة قصيرة روائية ووثائقية، قالت إنها
عندما عادت إلى تونس أرادت أن تنجز فيلمًا تجاريًا تونسيًا خاصًا بالشعب
التونسي، أي بإشكاليات تونسية خالصة، وليس للمهرجانات، وأكدت أن فيلم
"حكايات تونسية" يهمّ شريحة معينة من المجتمع التونسي، وهي الطبقة المرفهة
والمثقفة.
وتابعت "الفيلم مثلما شاهدتم لا يتضمن مشاهد عراء فاضح، حيث يعمل
الممثلون والممثلات على استعمال "الكلام الساخن" عوضًا من المشاهد
الساخنة، وحتى الحديث عن الجنس كان عبر استعمال ألفاظ علمية. والموضوع
يتعلق بالجنس بين الرجل والمرأة، وهو من الموضوعات المقدسة والمسكوت عنها
في العالم العربي، وقد تناولت هذا الموضوع، بعد عمل توثيقي قمت به خلال عام
2009، وما تم تناوله هي حالات من الواقع التونسي الصميم، ولم أغيّر
الأحداث، بل تناولتها كما هي من الواقع، وهي عبارة عن قصص واقعية بعيدة عن
الخيال.
وأضافت ندى المازني حفيظ "إنني أردت من فيلمي هذا إبراز الفوارق
الكبيرة بين (من يملكون) و(من لا يملكون).
أما الممثل توفيق العايب، فقد أوضح أنه لم يلق صعوبة في إدارة وتوجيه
الممثلين، الذين كانت لمعظمهم تجارب في التمثيل، ولكن فقط أردت التوجيه في
كل مشهد إلى ما يتطلبه من إحساس وشعور وألفاظ تقال في سياقها.
وأضاف العايب إنّ في الأعمال التلفزيونية التزامًا أكبر من الأعمال
السينمائية، التي نجد فيها حرية أكبر، لأنها تدخل البيوت بدون استئذان،
ويجتمع حولها أفراد العائلة. وقال العايب "أنا أؤمن بحرية التعبير، خاصة في
الفن، بعدما تخلصنا من الرقابة، التي كانت تكبلنا في العهد البائد، وجاءت
الثورة لتحريرنا، والفن إذا كان يعالج قضية من المجتمع، تقدم في رؤية
جمالية تخدم الموضوع، فلا مانع من الحرية فيه".
فيلم "حكايات تونسية"، أو حكايات لثلاث فتيات من الطبقة المرفهة،
جمعتهن الصداقة، ولكنهن اختلفن في رؤيتهن للحياة وما يدور فيها وعلاقاتهن
وما يحكم ذلك أو لا يحكمها من قوانين ونواميس.
ياسمين عزيز (شمس) تكتشف فجأة خيانة خطيبها لها، فتصاب بالإحباط،
وتصاب بالخيبة. أما صديقتها مرام بن عزيزة (صابرين)، فهي قد وجدت نفسها بين
الصورة، التي تحلم بها لفارس أحلامها وبين رغبة العائلة في تزويجها، بينما
شاكرة الرماح (إيناس) فتمثل المرأة المطلقة، التي تقبل على الحياة، بكل ما
فيها من مرح وعلاقات بدون ضوابط أو قوانين اجتماعية.
من جانبه المخرج أحمد نني أوضح أنه لم يشاهد الفيلم نظرًا إلى أنه عرض
مرة واحدة في إطار أيام السينما الأوروبية، ولكنه شاهد بعض اللقطات، وسمع
الكثير عنه عبر صفحات التواصل الإجتماعي وردود الأفعال، وبالتالي فليس لديه
رأي واضح ودقيق حول الفيلم، ولكن هذا لا يمنعه من التأكيد على أن الموضوع
مستهلك، ولم يتطرق إلى الجديد، خاصة وأنه لا يهمّ الغالبية العظمى من الشعب
التونسي، بل هو عبارة عن موضوع خاص بفئة معينة من المجتمع، وهي الفئة
المرفهة، وهي نسبة قليلة.
أما عن الجانب التقني، فقد أشار نني في حديثه لـ"إيلاف" إلى أنّ فيلم
"حكايات تونسية " فيه اعتماد تقنيات جديدة على غرار الإستعمال للكاميرا
المحمولة، إلى جانب جمالية الأسلوب في تصوير المشاهد باختيار مناظر طبيعية
جميلة.
الشخصيات الثلاث، التي تمحورت أعمالها حول الفيلم "حكايات تونسية"،
وعكست في الواقع أنماطًا مختلفة من العيش، وسط مجتمع محافظ وبين البحث عن
الذات، وتأكيد حريتها وحرية الفرد في "تقرير مصيره"، مستعملة في ذلك
الكاميرا المحمولة، وهي تقنية جديدة في السينما التونسية، وقد تكون من
التجديدات الوحيدة في هذا الفيلم، الذي لم يأت في الواقع بالجديد، غير
التأكيد على موضوعات، يرى البعض أنها تافهة، لاقتصارها على فئة معينة بسيطة
من المجتمع التونسي.
كما إنّ موضوعات، مثل الجنس واللواط والمخدرات، تم تناولها في أفلام
سابقة للنوري بوزيد وفريد بوغدير، وبالتالي في الإعادة هذه المرة ليست هناك
إفادة، وهو ما يؤكد على أنّ الثورة التونسية لم تلامس بعد القطاع الفني
في البلاد، حيث يراها البعض ثورة على السائد، ولكن أي سائد يا ترى؟.
إيلاف في
07/12/2011 |