يحمل فيلم مارون نصّار ومنير معاصري كل مكوّنات الوصفة التجارية الناجحة
على غرار نادين لبكي. انتفاضة وقمع وديماغوجيّة وجنس، لاختزال حقبة مهمّة
في تاريخ لبنان المعاصر
احتُجز «شارع هوفلان» ثمانية أشهر في أدراج الأمن العام، قبل أن يسمح له
بالعرض بنسخة «لطّفها» مقصّ الرقيب. ربما يظلّ قدوم مارون نصّار ــ كاتب
الفيلم وحامله ـــ من عالم الاقتصاد إلى عالم السينما، وتعرّض العمل لبطش
الرقابة، النقاط الأكثر إثارة في هذه التجربة. إذا راجعنا تاريخ السينما
اللبنانية حتى أواخر التسعينيات، نقع على عدد من التجارب التي يمكن تصنيفها
في خانة «سينما المؤلف» المحدودة الإنتاج،
التي تمكنت من المشاركة في مهرجانات مرموقة والفوز بجوائز أحياناً. لكنها
بقيت قليلة الانتشار، واتهمت «بالنخبوية». السنوات الأخيرة شهدت السينما
اللبنانية انتقال نادين لبكي من عالم الفيديو كليب إلى السينما عبر «سكر
بنات» الذي حظي بإقبال جماهيري واسع في لبنان والعالم، وقطع مع «تهمة»
النخبوية. النجاح الذي ناله توزيع الفيلم فتح الباب أمام جيل من الشباب
اللبناني شارك في صناعة سينما لبنانية «غير نخبوية» وقادرة على بلوغ جمهور
كبير.
قد تكون هذه الحماسة للفن السابع هي التي دفعت بمارون نصار إلى كتابة «شارع
هوفلان» وإنتاجه. فيلم يريده صاحبه «احياء لذاكرة» مرحلة خاصة في تاريخنا
الراهن، أواخر التسعينيات، تميّزت بحركة احتجاج طلابية في «جامعة القديس
يوسف» في شارع هوفلان في الأشرفية، حين كان هو نفسه أحد الطلاب المشاركين
في الأحداث التي يرويها الفيلم. طوّر الأخير سيناريو الفيلم انطلاقاً من
مذكراته، وأوكل بإخراجه إلى اللبناني منير معاصري. لكن هل تكفي حماسته للفن
السابع لتقديم عمل سينمائي؟ أين هو الفعل السياسيّ/ الفنيّ في الفيلم؟
من حيث الشكل، يتبنّى الشريط الصيغ الناجعة لضمان نجاح الأفلام التجارية.
التظاهرات الطلابية واصطدامها بقمع السلطة اللبنانية الآتية على الدبابة
السورية، تشكّلان السياق الدرامي والحبكة السردية للعمل. سياق يؤمن كل
عناصر التشويق، ويحتوي ما يلزم لإثارة مشاعر الجمهور، سيما عند توافر مشاهد
مثل ضرب التلاميذ واعتقالهم وتعذيبهم من قبل السلطات القمعية.
ومن الاستحواذ على اهتمام المشاهد، يعتمد الفيلم على تسارع الأحداث، ضارباً
عرض الحائط بالصمت والتأمّل والمسافة النقديّة. ينطلق الشريط من لحظة
مقتضبة لكن مؤثرة في أول الفيلم (اعتقال إيف وتعذيبه) لجذب المُشاهد وبناء
التوتر المتصاعد. ثم تصعيد وتيرة الأحداث لبلوغ المشهد الذروة الذي يعيد
تمثيل المشهد الأول لكن مع مضاعفة جرعة الأداء (اعتقال جو دانييل وتعذيبه).
ولتجنب المخاطرة في بناء شخصية درامية قوية، تتوزع البطولة على مجموعة من
الشخصيات (سبعة طلاب من الجامعة)، ما يعفي من التوغّل في تركيب الشخصيّة،
والتمهّل أمام الحدث التاريخي. كذلك ترسم الشخصيات المحوريّة، تبعاً لوصفة
مضادة ترتكز على صور نمطية اجتماعية، مما يسهّل تماهي المشاهد مع أفراد
المجموعة على الأقلّ. وللتخفيف من التوتر الدرامي للفيلم، تلجأ هذه الصيغ
عادةً إلى تلوين المشاهد بقصة غرام خفيفة، ومشاهد جنسية لا تضفي أي بعد
درامي على الطرح الفني للعمل.
لا ضرر في اللجوء إلى صيغ مماثلة في كتابة الأفلام، ما دام الهدف تقديم
فيلم تجاري تشرّع أمامه الصالات المحليّة والخارجيّة، خصوصاً إذا كان خطابه
السياسي متوافقاً مع المزاج المهيمن في رسم الحدود الفاصلة بين الخير
والشرّ، بين الوطنيّة والاحتلال. لكن ارتباط «شارع هوفلان» بذاكرة فعليّة
محمّلة بخطاب سياسي واضح المعالم، يجعله يتخطّى الصيغة التجارية إلى شعور
بالحنين إلى حقبة كان فيها النضال الشبابي الجامعي ناشطاً. لكن أين هو دور
السينما عندما نقرر نقل التاريخ إلى الشاشة؟ وكيف يلجأ شريط نصّار/ معاصري
إلى ملء الفجوات في السياق التاريخي الممتدّ من أواخر التسعينيات إلى
اليوم؟ وهل صحيح أنّ التحركات الطلابية انتصرت مع انسحاب القوات السورية من
لبنان عام 2005، كما يخلص الفيلم في نهايته السعيدة؟
التحركات الطلابية في مايو 1968 في فرنسا، ألهمت أفلاماً كثيرة، ودفعت
عدداً من المخرجين إلى المضيّ نحو مزيد من الراديكاليّة في نظرتهم إلى
السينما، ومنهم جان لوك غودار الذي يقول في أحد أفلامه «متى كانت الصورة هي
الحقيقة، فإن السينما هي 24 مرة الحقيقة في كل ثانية». عن أية «حقيقة»
سينمائيّة ترانا نبحث في ««شارع هوفلان»، في ضوء تعامله الفنّي والفكري
والإبداعي مع مرحلة حاسمة في ذاكرتنا الجماعيّة؟
«شارع هوفلان»: «سينما سيتي» (01/899993)، صالات «أمبير» (1269)
بطولة جماعية
تتوزّع بطولة الفيلم على 7 شخصيات: إيف المثقف يقابله وديع المفتول العضلات
الذي لا يفكر سوى بالبنات. وسيرج السياسي الوصولي، وجو دانييل الناشط
الراديكالي. وأخيراً، نرى الفتاة ياسمين المحتشمة، المؤمنة، وابنة الشهيد،
ما يكمل هالة عذريتها، تقابلها كارلا المتحررة. وتبقى الشخصية السابعة لا
رأي لها ولا فعل، لكنها موجودة لأن الرقم سبعة يوحي بالكمال!
الأخبار اللبنانية في
28/11/2011
السياسة حسب نادين لبكي: فتّش عن المرأة؟
بشير سعاده
يطرح فيلم نادين لبكي «وهلأ لوين» موضوعاً حساساً في المجتمع اللبناني هو
الصراع بين مجموعات وفق انتمائها الطائفي. هذا موضوع يقع في النطاق السياسي
العام، لكن لبكي تتناوله من النطاق الخاص وتحديداً من وجهة نظر المرأة
لكونها وأولادها أولى ضحايا الحروب.
تتطرق لبكي إلى دور المرأة في الصراع الطائفي الذي يقع في قرية وهمية ترمز
الى المجتمع اللبناني. بالفعل، تعطينا نساء القرية درساً في «العيش
المشترك» لكنّه يُطرح على النسق التقليدي الذي يجعل معالجة القضايا العامة
حكراً على الرجل، والقضايا الخاصة من اختصاص المرأة. وكي تتمكن المرأة من
معالجة قضية عامة، عليها إسكات هذا الرجل. في فيلم لبكي، هذا شروط لإبراز
خطاب المرأة التي ألغت مسؤوليات الرجل والمسائل التي يهتم بها تقليدياً
أولها القضايا السياسية. وفي غياب الخلفية السياسية، تتمحور أسباب التفرقة
الاجتماعية في الفيلم حول انتماء سطحي لطائفة معينة. لا وجود لطبقات
اجتماعية، لا فقراء ولا أثرياء ولا تهديد مصالح بين نخب سياسية. يظهر هذا
الطابع المعقّم للقرية في كل الفيلم.
يبرز إلغاء المسائل السياسية في غياب الخطاب الذكوري، أو أي خطاب منطقي
موضوعي. السياسة، كما نعرف منذ عصر الفلاسفة اليونانيين، منبر الخطاب
والمنطق والجدل، وأيضاً مبرر الحرب والاحتلال. ولا وجود للأخير دون الأول.
لكن الرؤية «النسوية» للقصة تصرف النظر عن هذا الترابط. لسبب مجهول، قرّرت
لبكي تصوير الرجل كآلة غضب، فغاب الحوار المنطقي باستثناء الأحاديث بين
رجلي الدين (الأبونا والشيخ).
وبدلاً من أن تملأ المرأة الفراغ بلغة تحليلية موضوعية، تدخل في نوبات غضب
أو حزن. فالنساء في الفيلم يعشن رعباً من فقدان أي فرد من العائلة.
اذاً، لا نقاش بنّاء لمعالجة التجزئة الطائفية لأن المرأة تتخبط بمسائل لا
ترتبط بالمجتمع بل بغريزة المحافظة على النفس أي من المنطلق الليبرالي،
تتعلق المرأة بخصخصة الهموم. وتصطدم هذه الغريزة بالانتساب الطائفي لكونه
من قضايا النطاق العام. وبذلك، ينتهي الفيلم بتدمير أي أهمية معطاة
للانتساب الطائفي، وهذا يتجسّد عندما تغيّر نساء القرية دينهن.
يصبح الفيلم خطراً عندما لا يظهر أي خلفية اجتماعية تفسّر أسباب نشوء
المشاكل بين الطوائف كما علّمتنا القضية اللبنانية. هكذا تصبح القرية شيئاً
من الكابوس لأنها تجسد فقط الوجه الفنتاسماغوري لحقيقة نشوء العنف.
وهذا سبب إعجاب الكثير من اللبنانيين بالفيلم. إذ يطرح قضية معقدة بصورة
مبسطة مجردة من أي نقاش، فيما يكرّس الخوف من الانتماء الطائفي باعتباره
«هوية تفرقة»، من دون أن يتطرّق لآليات توظيف هذا الانتماء في بلد الحروب
الأهليّة.
الأخبار اللبنانية في
28/11/2011
صالات بيروت | هل قلت شكسبير؟
يزن الأشقر
هل ألّف ويليام شكسبير (1564ــــ 1616) كلّ مسرحياته؟ الجدل في هذه القضيّة
ليس جديداً؛ إذ يقول بعض المؤرّخين إنّه كان مجرّد واجهة لكاتب أو عددٍ من
الكتّاب، لم يرغبوا في الكشف عن شخصياتهم. بدأ الشكّ حين قارن بعضهم حياة
شكسبير المتواضعة، بعبقريته الأدبية، على اعتبار أنّ مكانته الاجتماعيّة
والعلمية، ما كانت لتخوّله الاطلاع على ما يدور على الساحة السياسية في تلك
الفترة. ومن هنا، ساد الاعتقاد بأنّ أهمّ شخصيّة عرفها الأدب الإنكليزي، لم
تكن خلف روائع «هاملت»، و«الملك لير»، و«روميو وجولييت»، بالفعل.
دحض الاختصاصيون بالسيرة الشكسبيريّة نظريّة المؤامرة تلك، لكنّ السينمائي
الألماني رولان إيميريش عاد ليصبّ الزيت على النار في «مجهول»
Anonymous
الذي وصل إلى الصالات اللبنانيّة.
الشريط مبنيّ على حبكة دراميّة تاريخية، كتبها الأميركي جون أورلوف. يسير
العمل في اتجاه تبني نظرية الشك في حقيقة شكسبير، مسلّطاً الضوء على إدوارد
دو فيري (1550 ـــ 1604)، إيرل أوكسفورد السابع عشر، الشاعر الذي كان إحدى
الشخصيات المهمّة في بلاط إليزابيث الأولى. يعود الفيلم إلى لندن القرن
السادس عشر، ليتتبع شخصيّة دو فيري (ريس إيفانس) بوصفه المؤلّف الحقيقي
لمسرحيات شكسبير. ندخل بلاط إليزابيث الأولى (فانيسا ريدغريف)، لنشاهد حياة
إيرل العبقري الذي كتب «حلم ليلة صيف» في عمر الثماني سنوات، ثمّ تخلى عن
الكتابة المسرحية تحت ضغط الابتزاز. ونتابع الاضطرابات السياسيّة حول خلافة
عرش إليزابيث التي دفعت إيرل إلى توظيف كتاباته المسرحيّة في خدمة الدعاية
السياسية... وبحسب «مجهول»، لم يكن شكسبير (رايف سبول) إلا ممثلاً في «هنري
الخامس». يعود الجدل بشأن العمل إلى الطريقة السيئة التي صوّر بها شكسبير.
ويبدو توجّه إيميريش لإخراج نصّ تاريخي درامي جدلي مستغرباً، بعدما أنجز
مجموعة من الأفلام الهوليوودية السيئة («يوم الاستقلال»، و «2012»). وقد
هاجم الشريط نقاد كثر، رغم الثناء على التقنيات المستخدمة. كتب دايفيد
دينبي في «نيويوركر» إنّ الفيلم «فانتازيا منافية للعقل»، وقال دايفيد والش
إنّ «الفيلم كسول لا يعدو كونه دجلاً ما بعد حداثي، لا يحترم التاريخ». لكن
ماذا عن الجمهور؟ قد تتطلب متابعة الفيلم بدهاليزه السياسية وسياقه الجدلي،
تركيزاً شديداً، وهذه فرصة لممارسة التفكير النقدي، رغم كلّ شيء.
Anonymous: «سينما سيتي» «أمبير دون» (01/792123)، «أمبير سوديكو».
الأخبار اللبنانية في
28/11/2011
رانية اسطفان تقتفي أثر «السندريلا»
سعاد حسني: الاختفاء الأخير
يزن الأشقر
في نوع من الحنين إلى زمن السينما المصرية الجميل، وإهداءً إلى «سندريلا
الشاشة العربية»، تقدم المخرجة اللبنانية رانية اسطفان عملها الفيديو «اختفاءات
سعاد حسني الثلاثة» (2010 ــــ 70 د). رحلة بصريّة متخيّلة تحتفي بأحد أبرز
وجوه الشاشة العربية.
في الشريط الذي عرضته أخيراً صالة «مكان» في سينما «الرينبو» في عمان (تلاه
حوار مع المخرجة)، نشاهد سعاد حسني (1943 ـــ 2001) من خلال الأدوار
المتعددة التي قامت بأدائها عبر رحلتها في السينما المصرية. هنا، جمعت
المخرجة العديد من المشاهد السينمائية من أفلامها المختلفة، وقامت بتركيبها
في لعبة توليف خاصة، من دون ترتيب سينمائي، لتنتج عملاً فنياً مركباً،
يعتمد على توثيق الفيديو في إنتاج قصة متخيلة ذات ثلاثة أجزاء، يرينا كل
جزء مرحلة من حياة سعاد حسني متمثلة في أفلامها بدلاً من استخدام مواد
أرشيفية تسجيلية واقعية. يبدو التسلسل الذي اختارته المخرجة واضحاً في
تقسيمها للفيلم إلى ثلاثة فصول. في القسم الأول، نلاحظ ثيمات البراءة
والشباب والحب والتعلق بالعائلة. مشاهد الحب مع عبد الحليم، ورشدي أباظة،
وحسن يوسف، والرغبة في التمثيل. في القسم الثاني، تجتاح الرغبة الجنسية
والشهوة والإغراء المشاهد. تقتحم ألوان الفيديو القاتمة بالأحمر والأزرق
الشاشة لتمتزج مع العواطف. بعدها، نشاهد في القسم الثالث التقدم في العمر،
والمصاعب المتمثلة في القلق والكوابيس والخوف. اللقطات المجمعة تبدو كنوع
من المخاطبة الحلمية لكل من الجمهور الموجود، وسعاد المتواجدة في مكان ما
وراء الشاشة.
في الفيلم الذي نال جائزة أفضل فيلم وثائقي في «مهرجان الدوحة ترايبيكا»
الأخير، يبدو الحنين الركيزة الثابتة التي تستند إليها المخرجة لما تقدمه
عبر اللقطات المجمعة التي اشتغلت عليها لفترة طويلة. مع سهولة استخدام
المصطلح، إلا أنّه لا مفر من تلك النوستالجيا إلى زمن السينما المصرية
الجميل من خلال أحد أهم وجوهها. بالنسبة إلى رانية اسطفان التي درست
السينما في أستراليا، فإنّ سعاد حسني تشكّل مفتاح تلك الحقبة السينمائية
بكل ما تمثله. من بين الأفلام التسعين التي مثلتها بين الستينيات
والتسعينيات من القرن الماضي، شاهدت اسطفان 76 فيلماً استخدمت منها ستين في
تجميع اللقطات المختلفة. وفيما يبدو العنوان خادعاً بشكله المباشر، تخبرنا
اسطفان أنّ اختيارها لعنوان الفيلم يعكس ثلاثة اختفاءات. الاختفاء الأول هو
وفاة سعاد حسني في العام 2001، والثاني هو انتهاء ذلك العصر الذهبي للسينما
المصرية. أما الاختفاء الثالث فهو اختفاء صورة الـVHS
التي استخدمتها اسطفان بنحو رئيسي مادة جمعت منها اللقطات.
ورغم بساطة الفيلم ظاهرياً، فإن الجهد المبذول في تجميع اللقطات المختلفة
يجعل الشريط يحتمل محاولات تفسير أعمق حين نربطه بالواقع الاجتماعي في تلك
الفترة، وهو ما قد يعكسه تلقي المشاهدين متفاوتي الأعمار لهذا الفيلم، بين
ضحكات بريئة من قبل صغار السن وابتسامات هادئة للأكبر عمراً. رانية اسطفان
تنجح هنا في تناول حياة شخصية جدلية في حياتها كما في أدوارها السينمائية
المتعددة، ونقلها إلى عمل تجريبي سهل التلقي، لا يطرح أسئلة بقدر ما يحتفي
بالصورة السينمائية في تفاعلها مع محيطها.
الأخبار اللبنانية في
28/11/2011
يوسف شاهين... عائد إلى حيفا
رشا حلوة
عكّا | بدايةً في يافا ثم في حيفا، اجتمع صنّاع السينما الفلسطينية في
الداخل للإعلان عن قلقهم إزاء انعدام الصالات التي تعرض الأفلام العربية.
هكذا، بادرت المجموعة المؤلّفة من 15 سينمائية وسينمائياً شاباً إلى إطلاق
مشروع عروض أفلام في المدينتين وأطلقت على نفسها اسم «فلسطينما» الذي يجمع
بين الانتماء إلى البلد والشغف بالسينما.
إلى جانب انعدام دور السينما، وإتاحة الفرصة أمام الجمهور الفلسطيني في
الداخل لمشاهدة الأفلام العربية المختلفة من المحيط إلى الخليج، هناك أيضاً
غياب الإطار أو الجهاز الكفيل بجمع هؤلاء السينمائيين الفلسطينيين بهدف
تبادل الحديث والخبرات وحتى العمل على مشاريع سينمائية مختلفة. هدف
المجموعة الأكبر أيضاً لا يختصر على صالات عروض أفلام فحسب، بل الخروج
بمشاريع وورشات عمل ترتبط بالفن السابع.
اختيار الأفلام يأتي من الحاجة إلى مشاهدة أعمال عديدة من العالم العربي
والأهم عامل التثقيف السينمائي الذي تعمل عليه المجموعة. والحديث هنا يدور
عن أفلام ليست معروفة في السياق العام. إنّها أعمال مهمشة غير تجارية لا
يتاح للمشاهد الفلسطيني رؤيتها أو الوصول إليها. الأمر الثاني المتعلق
بعروض الأفلام هو استضافة مخرج/ة الفيلم، إنّ كان بتواجده جسدياً في قاعة
العرض أو عن طريق الإنترنت ومن خلال برنامج «سكايب» الإلكتروني.
عروض الأفلام تحصل مرة كلّ أسبوعين في «مسرح الميدان» في حيفا و«في مسرح
السرايا» في يافا. وحتى الآن عُرض فيلم «ملوك وكومبارس» للمخرجة الفلسطينية
عزة الحسن وهي لاجئة من حيفا استضيفت عبر الإنترنت. إضافة إلى فيلم «خلقنا
وعقلنا» الذي عُرض بحضور مخرجته الفلسطينية علا طبري من الناصرة، وفيلم «هي
فوضى» للمخرجين يوسف شاهين وخالد يوسف، واستضيف الأخير عبر «سكايب».
«المبادرة رمزية تهدف إلى كسر الحاجز الثقافي بيننا وبين العالم العربي»
يقول المخرج فراس خوري، أحد مؤسسي مجموعة «فلسطينما» لـ«الأخبار». ويرى أن
كون عروض الأفلام العربية بين حيفا ويافا هو تصريح بوجودهم في هذا المكان
وبحقهم في التواصل الثقافي مع العالم العربي من خلال استغلال الانترنت
ولقاء المخرجين العرب وإن كان افتراضياً. ويرى المخرج رياض شماس، أحد مؤسسي
المجموعة أيضاً، أن المخرج الجزائري لا يستطيع الوصول إلى حيفا، لكنّهم
يحضرونه بطريقتهم ويمنحون الجمهور الفلسطيني فرصة لقائه كي يقولون له «أنت
جزء منا ونحن جزء منك».
«فلسطينما» تعمل في يافا وحيفا حتى الآن وينحصر نشاطها في عروض الأفلام.
إلا أن أعضاء المجموعة لن يرتاحوا قبل توسيع عملهم على صعيد مشاريع أخرى
والانتشار في مدن فلسطينية أخرى مثل الناصرة، وعكّا وأم الفحم ورام الله
ليشمل كلّ فلسطين التاريخية. وكما قال أحد أعضاء المجموعة: «نحن نريد ثورة
سينمائية».
الصفحة على فايسبوك:
Palestinema فلسطينما
الأخبار اللبنانية في
28/11/2011
عامر منيب: حين يصمت المغني
محمد عبد الرحمن
في مستشفى «دار الفؤاد» في القاهرة، رحل فجر أول من أمس المغني والممثل بعد
صراع مع سرطان القولون. ورغم أنّه لم ينضمّ إلى نادي النجوم الكبار، فقد
تمتّع بشعبية كبيرة في الشارع المصري
القاهرة | أول من أمس، ودّعت الساحة الفنية في مصر الممثل والمغني عامر
منيب (48 عاماً)، في مسجد رابعة العدوية بحضور عدد كبير من الفنانين أبرزهم
محمد فؤاد، ومصطفى قمر، وهشام عباس، ومحمد هنيدي... على أن يقام العزاء بعد
غد الأربعاء في مسجد القوات المسلحة في مدينة نصر (القاهرة).
إذاً هذه المرة كان الخبر صحيحاً، وفارق عامر منيب الحياة فجر أول من أمس
بعد رحلة مع المرض استمرّت عاماً كاملاً. ورغم أن شائعات الوفاة لاحقته منذ
عشرة أيام، أي منذ تدهور حالته الصحية بنحو كبير ودخوله غرفة العناية
المركزة في مستشفى «دار الفؤاد»، إلا أن شقيقه ومدير أعماله جمال منيب تولى
مهمة تكذيب كل هذه الأخبار.
هكذا أبعد سرطان القولون عامر منيب عن الأضواء، وعن كل التطورات التي حصلت
في مصر منذ اندلاع الثورة في 25 يناير. إذ قصد صاحب «فاكر» ألمانيا للعلاج.
وبعد تحسّن صحته، عاد إلى «المحروسة»، لتتدهور صحته سريعاً مطلع الشهر
الجاري. وما إن أعلن خبر وفاته حتى سارع الفنانون إلى نعيه على المواقع
الاجتماعية. وهو ما فعلته وردة، وعمرو دياب، وشيرين عبد الوهاب، وإليسا،
ومحمد منير، وحنان ترك، وخالد تاج الدين، وميس حمدان ومي سليم، ومحمد حماقي
والمخرج عثمان أبو لبن...
ورغم أن منيب لم يصل إلى قائمة أبرز المغنين على الساحة المصرية منذ دخوله
الساحة الفنية قبل ربع قرن، إلا أنّه تمتّع بشعبية كبيرة، بسبب سيرته
الشخصية التي خلت من أي خلاف مهني أو شخصي مع زملائه. وذكرت بعض المواقع
الإلكترونية أن منيب أوصى شقيقته قبل وفاته بعدم حضور جنازته إلا بعد رد
الأموال التي استدانتها من أشخاص وتورّطت على إثرها في قضية نصب وتزوير.
ورأى كثيرون أن هذا الخبر دليل على الأخلاق التي تمتّع بها منيب وأبعدته عن
كل الشائعات التي عادةً ما تطاول أهل الفن، وهو ما جعل بعضهم يطلق عليه
تسمية «المطرب الخلوق».
لم يحتج المغني المصري إلى وقت طويل كي يصل إلى قلوب الجمهور بسبب... اسم
عائلته. إذ إنّه حفيد الفنانة المحبوبة ماري منيب. وهو الأمر الذي أفاده
للغاية وأسهم في انتشاره في بداية التسعينيات بأغنيات عدة أبرزها «فاكر»
قبل أن يدخل عالم السينما ويقدم أربعة أفلام نجح منها بقوة فيلم «سحر
العيون» مع نيللي كريم وحلا شيحة. بينما لم تحقق الأفلام الثلاثة الأخرى
الإقبال نفسه وهي «كامل الأوصاف»، و«كيمو وأنتيمو»، و«الغواص». أما
ألبوماته فبلغ عددها 13 أبرزها «حاعيش»، و«حظي من السما»، و«أول حب»،
و«الله عليك»، و«لمحي». لكن منذ تعاقده مع شركة «روتانا»، خفت نجمه بقوة
بسبب السياسة التي تتبعها الشركة السعودية في تهميش بعض المغنين على حساب
آخرين.
يذكر أنه بوفاة عامر منيب تزيد أحزان الوسط الفني المصري في عام 2011. إذ
شهد هذا العام رحيل عدد كبير من الفنانين بلغوا 25 في فترات متقاربة. وأبرز
الراحلين كمال الشناوي، وعمر الحريري، وهند رستم، وخيرية أحمد، وطلعت زين،
وحسن الأسمر، وآخرهم عامر منيب.
الأخبار اللبنانية في
28/11/2011
آخر كلماته كانت (حسبنا الله ونعم الوكيل)
زوجته رفضت حضور الجنازة خوفًا على بناته عامر
منيب تنبأ بوفاته منذ أكثر من
عام
كتب
غادة طلعت
-
عمرو عاشور
رغم الحزن الشديد الذى خيم على جنازة الراحل عامر منيب والذى شيع
جثمانه إلى مثواه الأخير من مسجد «رابعة العدوية» بمدينة نصر
مساء السبت، إلا أن
غياب زوجته وبناته الثلاث عن حضور الجنازة
كان سببًا فى تخفيف حدة هذا الحزن، حيث
أصرت زوجته على عدم الحضور خوفًا على بناتها بعد أن أحسسن بحالة تعب شديدة
فرأت
الأسرة أن حضورهن الجنازة قد يزيد من حالة الإعياء التى وصلت إلى أن إحداهن
فقدت
الوعى أكثر من مرة حسب رواية إحدى أقربائه والتى أكدت لنا أن آخر كلمات
عامر قبل
رحيله «حسبنا الله ونعم الوكيل» حضر الجنازة أصدقاؤه محمد فؤاد
وهشام عباس ومصطفى
قمر ومحمد هنيدى والشعراء أيمن بهجت قمر وأمير طعيمة ومدحت العدل والملحنان
عزيز
الشافعى ورامى جمال فيما غابت جميع الفنانات والمطربات، ويقام العزاء بعد
غد
الأربعاء فى مسجد القوات المسلحة بمدينة نصر. الراحل توفى
السبت الماضى فى مستشفى
دار الفؤاد بمدينة 6 أكتوبر عن عمر يناهز 48 عامًا بعد تعرضه لغيبوبة كاملة
منذ
أكثر من 10 أيام واحتجازه فى العناية المركزة بذات المستشفى، بعد معاناة مع
مرض
السرطان الذى أصابه فى القولون منذ أكثر من عامين، ليتم استئصال الورم فى
أحد
المراكز الطبية بألمانيا، إلا أن حالته الصحية لم تتحسن قبل أن
تتفاقم بشدة فى
أيامه الأخيرة. كان أول ألبوماته «لمحى» الذى صدر عام 1990، ثم توالت
مسيرته
الغنائية بعد ذلك فى الغناء ليصدر 13 ألبومًا غنائياً كان آخرها «حظى من
السما»
الذى صدر عام 2008، أيضًا قام ببطولة 4 أفلام سينمائية هى «سحر العيون» و«كيمو
وأنتيمو» و«الغواص» و«كامل الأوصاف» وكان بصدد بطولة فيلم جديد بعنوان
«أجمد واحد
فى مصر» لكن القدر لم يمهله. منيب لم يكن فنانا مبدعا فقط ولكنه فى نفس
الوقت كان
أبا من طراز خاص ففى تصريحات خاصة قبل أن يعرف إصابته بهذا
المرض قال إنه بالرغم من
عشقه للفن إلا أنه لم يعد شىء يسعده فى الدنيا سوى بناته وأسرته الصغيرة
ولهذا أكد
أنه يرفض بشدة أن يقوم بالإنتاج لنفسه خاصة بعد تخلى شركة روتانا عنه وقال:
لن أنفق
أموال بناتى فى انتاج أغان لأمتع نفسى وأتركهن لمصير لمجهول
بعدى مشددًا على أن
البنات لابد من سند لهن فى حالة رحيلى وأنه يؤمن أن الأعمار بيد الله وأوضح
أنه
يحاول بكل جهده أن يوفر أموالاً ليؤمن بها مستقبل البنات.. فهو كان شديد
التعلق بهن
حيث كان يعتبر نفسه أبًا وصديقا وسندًا ولهذا رفضت زوجته أن
تحضر اللحظات الأخيرة
لوداعه وغابت البنات عن الجنازة لعدم قدرتهن على تحمل موقف الوداع، عامر
منيب كان
يلازم البيت لأوقات طويلة ليبقى بجوار بناته وزوجته وكأنه كان يعلم أن
العمر قصير
فهو كان ذا طبيعة خاصة لا يحب السهر والظهور الإعلامى سوى فى الضرورة وكرس
حياته فى
الغناء الذى دخله بالصدفة وظل عشقه حتى اللحظات الأخيرة فى
حياته ومات وهمه الأكبر
«ستر
البنات».
روز اليوسف اليومية في
28/11/2011 |