فيلم «كف القمر» للمخرج خالد يوسف أحد الأفلام التي نافست علي جائزة
الجمهور خلال موسم عيد الأضحي ورغم الإيرادات المتوسطة أمام أفلام
الكوميديا إلا أنه أحد الأفلام القادرة علي الاستمرار في دور العرض, بل في
تاريخ السينما المصرية باعتباره شهادة سينمائية علي حالة التشرذم العربي
ونافذة نطل منها علي ماضٍ مؤلم وتعطي الأمل في مستقبل أكثر إشراقاً.
وخالد يوسف هو أحد علامات الاستفهام الكبيرة في السينما المعاصرة لأنه
سواء اتفقت أو اختلفت معه لا نستطيع أن ننكر كونه مخرجاً مغامراً استطاع
تقديم عدد من التجارب المختلفة والجريئة التي جعلت منه مخرجاً قادراً علي
كسر احتكار النجوم لشباك التذاكر وتقديم أفلام يحقق توقيعه عليها ملايين
الجنيهات كما يحسب له تفريخ العديد من الوجوه الجديدة التي تصدرت شاشات
السينما في أفلامه وأفلام غيره من المخرجين.
ولكن سينما خالد يوسف كما يحسب لها, يحسب عليها, وهناك العديد من
الملاحظات النقدية التي توجه إليها والتي تتمثل في سيطرة مشاربه الناصرية
علي معظم أعماله ذات الصبغة السياسية، بالإضافة للمباشرة في طرح قضاياه
واختلاط وتخبط الدلالات, مع لغة الرمز التي تتحدث عنها بعض أفلامه وحرصه
علي جعلها أكثر تشابكاً وتعقيداً، بالإضافة لاتهامات صحفية تتمثل في
اعتماده علي المشاهد الساخنة في الترويج لأفلامه.
ولكن إذا ما نظرنا لفيلمه الأخير سنجد اختلافاً ملحوظاً يحمل العديد
من إيجابيات سينما خالد يوسف ويتفادي كثيراً من سلبياتها وهو ما نناقشه معه
في هذا الحوار:
·
فيلم «كف القمر» من الأفلام التي
تضمنت مستويات تلقٍ مختلفة.. فهل قصدت زرع رموز تعمل علي تحميل الفيلم
بأكثر من تأويل؟
- لا أحب تحميل شخصيات أفلامي برموز معينة في الوقت نفسه لست ضد
التأويلات المختلفة للفيلم فـ «كف القمر» فيلم بسيط ولكنه يحتمل أكثر من
تأويل ولا أقف ضد من فسروا شخصية قمر علي أنها تعبر عن مصر أو من رأي أنها
تعبير عن الأمة العربية في الوقت نفسه لا يجب أن نهمل الرؤية الثالثة
للفيلم وهي الحكاية البسيطة لأم وأبنائها الخمسة ولا أنكر أنني أثناء عملي
مع المؤلف ناصر عبد الرحمن علي كتابة السيناريو راودتني الكثير من هذه
التأويلات ولكني كنت أسارع بطردها من ذهني حتي أتمكن من تقديم دراما
إنسانية خالصة بشكل بسيط.
·
الممثل عنصر هام في سينما خالد
يوسف وفي «كف القمر» قدمت شخصيات متميزة خاصة شخصية قمر التي جسدتها وفاء
عامر بمراحلها الثلاث.. هل تري أن وفاء نجحت في اختبار كف القمر؟
- أعتقد أن أهم أداة للمخرج هي الممثل علي العكس من بعض المخرجين
الذين يفضلون الاعتماد علي التكنيك والصورة ولكني أري أن الممثل أهم ما في
الكادر وأعمل علي إظهاره في أفضل صورة من حيث الشكل والأداء وهو ما ينعكس
علي العمل بشكل إيجابي، وبالنسبة لشخصية قمر فيجب أن ندرك أننا ندفع ضرائب
إنجازاتنا وهو ما فعلته وفاء بتخليها عن مظاهر الجمال وتجسيد المراحل
الثلاث للشخصية بشكل بذلت معه أقصي طاقتها لأن الفيلم كله مبني علي هذه
الشخصية وبالتالي يجب أن تكون شخصية مختلفة، ووفاء نجحت في أدائها بشكل
كبير.
·
ولكن الشخصيات الرئيسية كانت
لخالد صالح ووفاء عامر كذلك المساحة الأكبر من المشاهد والمحركات
الدرامية.. فهل تري في تأخير اسم وفاء علي تتر الفيلم ظلماً لها ؟
- لا أري ظلماً لوفاء عامر التي قدمت شخصية جيدة واجتهدت فيها واستحقت
أن توضع منفردة علي تتر الفيلم لأن ترتيب الأسماء جاء حسب دور ونجومية
الأبطال، وقصدت أن تأتي وفاء في نهاية التتر وينزل اسمها مع ظهورها الخاص
في أول مشاهد الفيلم وإذا ما نظرت للأفيش ستجد أنها أيضاً تظهر بشكل مميز
في دعاية الفيلم.
·
رغم تميز وفاء عامر إلا أن
جومانا مراد قدمت أداء اعتبره البعض نمطياً ولكن تقديمك لهيثم أحمد زكي
يحسب لك خاصة أنه أخفق في تجاربة السابقة كممثل؟
- أنا كمخرج لا أرضي من الممثل بنصف أداء لأني كما قلت أعتبر الممثل
الأداة الأهم في الفيلم ولا أري شخصية جومانا نمطية ولكنها قدمت دوراً
جيداً وأعتقد أنها كانت مختلفة، أما بالنسبة لهيثم فقد عملت معه طويلاً
وسعيد بالنتيجة التي خرج بها علي الشاشة، وأعتقد أنه خامة جيدة تحتاج لمن
يوظفها وسعدت اكثر لاختيار خالد الحجر له في مسلسل «دوران شبرا» بعد مشاهدة
الفيلم قبل عرضه لأنه ظلم في تجاربه الأولي ولكنه الآن يستطيع أن يثبت نفسه
كممثل.
·
إذا كنا نتحدث عن نجوم الفيلم
فيجب أن نتحدث عن خلافاتك مع غادة عبدالرازق؟
- لا توجد خلافات بيني وبين غاة عبدالرازق ولكنها كثيرة الكلام وأنا
لا أريد الدخول في مهاترات لا داعي لها.
·
ولكنها اتهمتك بتصفية حسابات
الثورة في فيلم «كف القمر» بحذف معظم مشاهدها؟
- هذه أيضاً مهاترات فأنا لم أرفع كادراً واحداً من دور غادة
عبدالرازق لأنني انتهيت من الفيلم قبل الثورة بشهر تقريباً ولم يكن هناك
خلاف بيننا وقد شاهد النسخة النهاية للفيلم العديد من الأسماء المعروفة مثل
الناقد سمير فريد والمنتج جابي خوري والإعلامي أحمد المسلماني والكاتب يوسف
زيدان ومجدي الجلاد ويمكنها التأكد من أن دورها لم ينقص من احد هذه
الأسماء، وبعيداً عن كل هذا اللغط فليس من حق ممثل أن يتدخل ولو بإبداء
الرأي في وضع أو حذف مشهد من الفيلم لأن في هذا تعدياً علي المخرج وعدم
احترام لأصول المهنة ومن يحاول التعدي علي أصول المهنة فعليه أن يعتذر.
·
ولكننا نعيش عصر سيادة النجوم
الذين يتدخلون في كل كبيرة وصغيرة حتي أن المخرج لم يعد له رأي في كثير من
الأحيان؟
- الفارق هنا في شخصية المخرج التي تختلف من شخص لآخر ومن يقومون
بالتهاون مع النجوم هم ببساطة يتخلون عن مهنتهم لأن هذا ضد السينما فالمخرج
حامل لرؤية وقائد لمنظومة إذا ما اختلت فلن يكون هناك فيلم لأن السينما
كالفرقة الموسيقية إذا لم يكن علي رأسها مايسترو سيخرج اللحن مضطرباً وفيه
«نشاز» وبالتالي فما يمارس في السينما يدمر الصناعة ومن يسمح بهذا من
المخرجين عليه أن يذهب ليبيع «بطاطا» بدلاً من تخريب الصناعة ولكن هذا
سينتهي بمجرد توفر مناخ صحي فعندما كانت السينما خالية من الأمراض كانت
سيطرة النجم معدومة.
·
خلافك مع غادة عبدالرازق بدأ
كخلاف بين ميدان التحرير ومصطفي محمود، ألا تري ديكتاتورية الثوار في رفض
الآخر ووضع أسماء المخالفين لهم علي القوائم السوداء؟
- لم يهاجم الثوار أياً ممن خالفهم في الرأي كما أنني لا أحبذ العمل
بالقوائم السوداء وأنا متسامح لأقصي حد مع الجميع باستثناء من شارك في
التحريض علي قتل المتظاهرين، ولكن المؤيدين لمبارك ونظامه احترم اختلافهم
أو ضيق أفقهم ولا أتهمهم بالخيانة، والفنانون هم كتائب التنوير في أي
مستقبل ونحن نحتاج كل فناني مصر في مرحلة البناء وأعتقد أن علينا لم الشمل
والتغلب علي حالة الفرقة التي يحاول البعض فرضها علي الشارع المصري.
·
هل تعتبر تقديم جرعة معتدلة من
المشاهد الساخنة في «كف القمر» نوعاً من تحقيق التوازنات بعد الثورة
وارتفاع المد الإسلامي؟
- السينما الجيدة لا تقبل التوازنات وأنا لا أقبل أي تنازلات في عملي
والفيلم به مشاهد تفرضها الدراما، فعندما فرض السيناريو تجسيد مشهد لذكري
وحبيبة شقيقه في الفراش قمت بتقديم هذا المشهد لتحقيق المصداقية للشخصيات
والعمل بدون خدش للحياء كما يروج البعض, وأنا أري انني ظلمت كثيراً من
الإعلام الذي اختصر أفلامي في مشاهد لا تزيد علي أصابع اليد الواحدة بغض
النظر عن الرؤية الفنية والمضمون الذي تحمله هذه الأفلام.. فالإعلام لخص
فيلم «حين ميسرة» في مشهد «السحاق» وتناسي موضوع الفيلم الذي عبر عن معاناة
16 مليون مصري يعيشون في العشوائيات واختصاري في هذه المشاهد ظلم كبير جعل
البعض يطلق علي مخرج الجنس والعشوائيات رغم أن هذه الأعمال قدمت قراءة
واعية للواقع والمستقبل الذي نعيشه الآن، وأدعي انني أحد من حاولوا زرع
بذور التمرد في نفسية المواطن المصري وعندما قدمت فيلم «كف القمر» لم تكن
هناك ثورة ولم أقم بعمل أي توازنات.. ولكني صنعت الفيلم كما يجب أن أصنعه.
·
ولكن كلامك فيه إدانة للإعلام؟
- الإعلام ارتكب الكثير من الجرائم في العصر البائد وهي آثام لا
نستطيع أن نغفلها وحتي الآن ما زال يرتكب جرائم في حق هذا الشعب وأنا رضيت
وما زلت أتحمل هجوم الإعلام لأني أدرك ان هناك ضريبة يجب أن تدفع, رغم أن
هناك العديد من الصحفيين نهشوا عرضي وحاولوا إفساد حياتي الشخصية، ولكني لم
ألجأ لحبس صحفي لإيماني بتجربة الديمقراطية التي تكفل حرية الرأي للجميع،
ورغم أن الديمقراطية لا تعني الإساءة لبعضنا البعض ولكن أن نتعلم الحرية
ونجرب فنخطئ أهم وأفضل من تكتيف الإعلام.
·
ولكن بعض الاتهامات الصحفية
ساقها النقاد ضد أفلامك من قبل؟
- الصحافة الفنية في مصر لا تقوم بالدور المنوط بها تجاه العملية
الإبداعية، فالحركة النقدية جزء منها وهي الضلع الثالث في مثلث الإبداع
الذي يتكون من مبدع وجمهور وناقد، وأنا لم أر خلال الثلاثين عاماً الماضية
أعمالاً نقدية تعتمد علي منهج علمي بخلاف استثناءات قليلة لأن كل ما يكتب
مجرد انطباعات صحفية توصف بالنقد دون أن يبذل كاتب هذه السطور جهداً في
تحليل الفيلم أو إمهال نفسه يومين للبحث في مفرداته أو مناقشة عناصره مع
صناع العمل.
·
ولكن كلامك فيه تسطيح لآراء
النقاد وخلط بين النقد والصحافة الفنية؟
- هذا الخلط موجود بالفعل بين النقد والصحافة وكنت أتحدث عن النقد
لأنه جزء من العملية الإبداعية ولا يجب أن يبقي علي حاله، فعليه أن يتطور
ويعود لممارسة دوره المهم أما عن الصحافة الفنية فيمكن أن نختصر إبداعها في
70% من عناوين الفضائح والمشاكل والخلافات بين الفنانين وبعضهم البعض, ولا
يمكننا أن نحاكم الصحافة الآن لأننا كنا نعيش جميعاً مشروع هزيمة في أمة
تنهشها التناقضات وجميعنا تأثرنا بالمناخ الفاسد الذي كنا نعيش فيه، ولكن
كل هذه الأسباب انتفت بعد ثورة 25 يناير، ويجب أن تختلف رؤية الصحافة
للسينما والفنون بشكل عام وعليها أن تفتح ملف صناعة السينما تلك القوة
الناعمة التي كانت وراء بسط النفوذ المصري في المنطقة العربية.
·
استشهادك بالثورة كمغير حقيقي لم
يكن موفقا لأن الثورة لم تحقق أهدافها حتي الآن.. فهل لك رأي مخالف؟
- ثورة 25 يناير تكاتف عليها المجلس العسكري والقوي السياسية علي
رأسها التيارات الإسلامية في محاولة لإجهاضها بوعي أو بدون وعي, فالمجلس
العسكري بوعي أو بدون وعي حول المرحلة الانتقالية إلي مرحلة انتقامية من
قوي الثورة كأنهم في اللاوعي يرون فيهم أعداء أو امتداداً للنظام القديم
فقاموا بتفريغ القوي الثورية من محتواها وبعد الثورة بأسبوعين اتهمت
الإخوان المسلمين بأنهم مثل مسلمي «غزوة أحد» ولكن بعد مرور عشرة شهور من
الثورة أكاد أجزم أن التيارات الوطنية المختلفة وعلي رأسها الإخوان
المسلمون تحولوا إلي مسلمي «غزوة أحد» الذين تركوا المعركة عندما لاح
الانتصار وسارعوا لجني الغنائم، ولم يبق إلا الشعب صاحب الثورة الذي يتفحص
ما يحدث ويعطي الفرصة للجميع حتي 25 يناير 2012 ولكن إذا لم يشعر باستتباب
الأمر وتحسن المعيشة في مصر سيتحرك ليملأ ميدان التحرير مرة أخري.
·
ولكن الثورة في تاريخ المصريين
لا تتكرر كثيراً كما أن الناس كفرت بثورة يناير بسبب الأزمات الاقتصادية
والأمنية؟
- المواطن البسيط المعبر عن الأغلبية الصامتة أكثر وعياً من المجلس
العسكري وكل النخب السياسية وهناك عقل جمعي مصري يحركه, ولا ننكر محاولات
المجلس العسكري لجعل المواطن كافراً بالثورة, فلو اراد المجلس تقديم مبارك
ورموز نظامه للمحاكمة منذ البداية ما انتفض الشارع، ولو طبق نظام العزل
السياسي منذ بداية الثورة لما نطق أحد فلول الحزب الوطني ولكن لو حاول ذلك
الآن قد تشتعل حرب أهلية في مصر ولو أسس لجنة لوضع الدستور مثلما تفعل كل
البلاد عقب الثورات ما كنا سنبقي في حالة التخبط التي نعيشها الآن بإعلان
مبادئ دستورية ورفضها وفرض وثيقة والانقسام عليها.
·
هل تعني بهذا أن هناك تواطؤاً من
المجلس العسكري مع النظام السابق ضد الثورة؟
- كل ما قام به المجلس العسكري وواجه انتقادات من قبل الثوار راجع
لقلة خبرة المجلس العسكري ولا أري في أي من تصرفاته أو قراراته شبهة تواطؤ
فالمجلس ليس من الثوار ولكنهم أمناء علي الثورة التي كلفتهم بإدارتها
فاعتقدوا أنها ملك لهم, والمواطن المصري لن يرضي بأقل مما يطمح إليه مهما
حاول البعض أن يقوده لطرق بعيدة عن هدفه لانه في النهاية يمتلك وعياً ينتج
من عظمة جيناته, فانا أصبحت كافراً بكل القوي السياسية الموجودة ولا أعول
إلا علي الشعب فلن ترجع عقارب الثورة للوراء كما لن يرجع الشعب المصري
للوراء رغم حالة الارتباك الموجودة.
·
ولكن هناك من يري أن المجلس
العسكري يسعي للسلطة سواء بترشيح المشير للرئاسة أو مساندة مرشح عسكري؟
- أكاد أجزم أن المجلس العسكري ليس له أطماع في السلطة وكل ما يريده
هو ضمان وضعية الجيش في الدولة الجديدة حتي لا تأتي الانتخابات القادمة
برئيس مدني مناوئ للمؤسسة العسكرية، فأنا لا أشك في وطنية القوات المسلحة
بكل قياداتها التي كانت ضمن النظام السابق لأن انحيازها للثورة في لحظة
فارقة طهرها من أدران النظام السابق ولكني لا أنفي عنها تهمة التخبط الذي
نواجهه في المرحلة الحالية.
·
ولكن أحمد شفيق آخر رؤساء حكومات
مبارك يسعي للرئاسة ومعروف أنه ابن المؤسسة العسكرية؟
- المجلس العسكري لن يساند أي شخص في الانتخابات الرئاسية القادمة
سواء شفيق أو غيره من المرشحين المحتملين لأنه يريد أن يحتفظ بحصانته التي
يمنحها له الشعب وخوفاً من تقديم مرشح أو الوقوف خلفه فيرفضه الشعب أو يثور
عليه وبدلاً من أن ينقلب علي الرئيس ينقلب علي المؤسسة العسكرية لهذا فما
يضمن للجيش حظوته لدي الشعب المصري هو انتخاب رئيس مدني لا يمت للعسكر بصلة
حتي إذا ما انقلب الشعب عليه لا يصبح الجيش خصماً للشعب.
·
ولكن المجلس العسكري فرض قانون
الطوارئ عقب أحداث السفارة الإسرائيلية وأحال المدنيين للمحاكمات العسكرية
ألا يشير هذا إلي سعيه للاستئثار بالسلطة؟
- فيما يتعلق بأحداث السفارة الإسرائيلية أري أننا يجب أن نتحلي
بالحكمة رغم أنني نشأت علي العداء مع الكيان الصهيوني وكان أسعد يوم في
حياتي عندما تم إسقاط العلم الإسرائيلي وتخليص سماء القاهرة من هذا الدنس
لأن النظام السابق حول هذا إلي حلم بعيد المنال لأن كل المظاهرات التي
شاركت فيها لم تصل للسفارة وأنا لست من دعاة الحرب، إلا إذا كنت جاهزاً لها
كدولة قوية وكل ما نطالب به هو التعامل مع إسرائيل بما يعبر عن الاعتداد
بالوطنية المصرية والحفاظ علي كرامتنا حتي لا تذهب دماء الشهداء هباء، ولم
تزد المطالب علي طرد السفير الإسرائيلي وهو أحد أساليب الدبلوماسية في
الاحتجاج فلن نموت إذا ما قطعنا العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ولكن
الإعلام الحكومي يتهم من يطالب بقطع العلاقات أنه يطالب بالحرب.
·
وهل تري في أحداث السفارة ذريعة
لفرض قانون الطوارئ؟
- بالفعل فأحداث السفارة الاسرائيلية كانت ذريعة تم استغلالها من قبل
المجلس العسكري ولا أقول انها كانت مدبرة ولكنهم استغلوا ما حدث لفرض
الطوارئ والتمادي في المحاكمات العسكرية وهي أكبر خطيئة ارتكبتها القوات
المسلحة فالتاريخ لن ينسي أن المصريين انتقلوا من سجون مبارك لسجون المجلس
العسكري بعد انتشار المحاكمات العسكرية التي تعتبر وصمة عار يجب أن تعمل
القوات المسلحة علي محوها.
·
متي يقدم خالد يوسف فيلماً عن
الثورة.. وما رأيك في الأفلام التي تم الإعلان عن إنتاجها مؤخراً؟
- فيلم عن ثورة يناير يحتاج إلي سنوات طويلة حتي يخرج للنور، فيجب أن
ندرك الحقائق والكواليس ونهضمها قبل التعبير عنها بصرياً وما يحدث الآن من
قبل البعض علي الساحة السينمائية تهريج لأنهم يتعاملون مع السينما علي أنها
تحقيق صحفي، فالسينما تاريخ يحتاج لبحث قبل كتابته.
·
جديد خالد يوسف مسلسل وفيلم
«السر» عن قصة ليوسف إدريس.. أليس غريباً أن تقدم عملاً واحداً من خلال
وسيطين مختلفين وفي نفس الوقت؟
- الفيلم والمسلسل عن قصة «سره الباتع» ليوسف إدريس وهناك أكثر من سبب
جعلني أقدم نفس الموضوع في وسيطين مختلفين أولهما أن الرواية تحتمل ذلك لأن
بها تفاصيل كثيرة يمكن تقديمها ولولا إعجابي بالرواية ما قدمتها في مسلسل
والسبب الثاني أن تكلفة الفيلم كبيرة وهو ما يشكل عبئاً علي الإنتاج وهو ما
دفعني لتقديم العمل كمسلسل لتقسيم التكلفة علي عملين، خاصة انني سأستخدم
نفس الديكورات والإكسسوارات في العملين، كما أن تجربة التليفزيون تتيح
للمبدع التواصل مع ملايين من المشاهدين علي العكس من جمهور السينما
المحدود.
الوفد المصرية في
20/11/2011
الدغيدى:
زوجى يُساندنى فى محاربة "المتخلفين"
كتب - عادل عبد الرحيم:
كعادتها دائما تأبى المخرجة "الكبيرة" إيناس الدغيدي 63 عاما، إلا أن
تلفت الانتباه ولو عن طريق سوء السمعة، حيث دأبت على الخروج على كل العادات
والتقاليد في أعمالها السينمائية واعتمدت طريق العري والفضائح كأشهر الطرق
للوصول للشهرة.
ومنذ فترة خرجت المخرجة لتطالب بترخيص أوكار الدعارة لمنح الشباب حرية
ممارسة الجنس خارج إطار الزواج الشرعي، وقالت إنها لن تهدأ أو يغمض لها جفن
إلا حين ترى أعلام أصحاب الرايات الحمر ترفرف لتملأ أرجاء المدينة كأيام
الجاهلية الأولى.
وقالت الدغيدي مؤخرا في تصريحات لمجلة "ليدي كل العرب" الإلكترونية
إنها لن تتخلى أبدا عن أفكارها ومبادئها أبدا مهما كان الفكر "الظلامي"
للمعارضين؛ وأنها تستقوي بزوجها الذي يساندها في تأييد أفكارها وأعمالها.
ووصفت من يرميها بالفجور لأنها تطالب بنشر بيوت الدعارة بأنه المتضرر
الأول من عدم ترخيص الدعارة، وقالت إن هناك العديد من القضايا التي تؤرقها
حيث أصبحت تلك القضايا تجري في العالم العربي كالسرطان في جسم طفل الصغير
على رأسها الكبت الجنسي الذي يعانيه الرجل والمرأة.
وقالت الدغيدي إن هناك أكثر من قضية تنظر إليها بعين اجتماعية ولكنها
استقرت على أزمة أصبحت كالسكين يقطع في أجسادنا يوميا، وهو زنا المحارم
وأعتقد أنه مهما كان معارضي في كل أعمالي لن يعارضوني في هذا العمل لأنه
مشكلة تضرب المجتمع المصري يوميا في مقتل وتفكك الأسر المصرية وينتج عنها
جرائم كثيرة.
وأضافت إيناس الدغيدي: "أنا لا أتراجع عن مواقفي وأفكاري ومن يصفني
بالفجور لأنني أطالب بهذا الأمر فهو المتضرر الأول من عدم ترخيص الدعارة
بمعنى أن هناك بعض الأشخاص يذهبون مع فتيات ليل و من هنا يمكن أن يتعرض
للسرقة أو القتل ولا يعلم من الجاني وبالتالي يجب حماية رواد هذه الأماكن".
وأضافت في حوارها: "زوجي رجل متحضر ومتفهم لطبيعة عملي ولرسالتي
وأفكاره قريبة جدا مني ولم يحدث أنه عارضني في أي وقت، فدائما ما يدور
بيننا مناقشات مطولة حول القضية التي أرغب في طرحها؛ وأحيانا يعارضني في
أنني لا أكون متوسعة ومتحررة في مناقشة المشكلة حتى لا ينقلب الرأي العام
ضدي بعد أن يبث بعض "المتخلفين" سمومهم بأنني فاجرة كما يدّعون ".
ولأن أحلام الدغيدي لم تقف عند هذا الحد فأصرت على إنتاج فيلم "الصمت"
الذي يصور العلاقات المحرمة حتى داخل الإطار الأسرى وقد لاقى الفيلم هجوما
واستياءً كبيرين من جميع من شاهدوا الفيلم أو حتى قرأوا عنه.
لكنها على مايبدو لم تكتف بهذا فقررت الخروج منذ أيام على مشاهدي
الفضائيات بتصريحات تدعو فيها لإباحة الشذوذ الجنسي في المجتمع الإسلامي
وتطاولت فيه على نصوص القرآن الكريم قائلة إن الإسلام لم يُحرِّم الشذوذ
الجنسي، والدليل على ذلك أن الله وعد المسلمين في الجنة بـ "ولدان مخلدون"
من أجل ممارسة اللواط معهم؛ باعتبار أنه مظهرٌ من مظاهرالنعيم في الجنة.
ونسيت المخرجة الكبيرة أن "الولدان المخلدون" في الجنة ليسوا لممارسة
الجنس "كما تجاهلت" وإنما للخدمة فقط، كما أنهم ليسوا من الحور العين،
فالقرآن الكريم ذكر" الولدان" بمعنى أنهم مذكرون وليسوا إناثاً، وهذا دال
على أن هذه المرأة تنطلق من منطلق المرض النفسي الانفصامي، ولم تفقه في
النص، ولم تفرق بين دلائل المذكر ودلائل المؤنث.
يُذكر أن الدغيدي ( 63 عاما ) تلقت عدة مرات تهديدات سواء بالقتل أو
تشويه الوجه بسبب إصرارها على إخراج نوعية من الأفلام يراها البعض خارجة عن
كافة القيم والتقاليد وتظهر من خلالها المرأة العربية على أنها إما ساقطة
أو شاذة وأخيرا تنتقل إلى قضيتها الجديدة المتمثلة في تجسيد زنا المحارم.
ومنذ فترة وبعد صدور ألفاظ خارجة عن حدود الدين بتشبيهها للزي
الإسلامي المحتشم بأنه مجرد عادة وأن أغلب النساء يرتدينه لمواراة بعض
العيوب سواء في الشعر أو الوجه، مما دفع الشيخ فرحات المنجي، أحد علماء
الأزهر الشريف، للمطالبة بصلب المخرجة إيناس الدغيدي وقطع يدها وقدمها بعد
أن شبّهت الحجاب في الحج بـ"المايوه".
الوفد المصرية في
20/11/2011 |