رغم الاضطرابات التى يواجهها الاقتصاد الفرنسى إلا أن الرئيس ساركوزى
أصر على عدم تخفيض نسبة الدعم الحكومى لصناعة السينما الفرنسية، مع تأكيده
تقليص الميزانية فى العديد من المرافق الحيوية.
ساركوزى يدرك أن حركة السينما فى بلاده لم تكن مجرد فن للتسلية
والترفيه، بل وتحمل أيضا رسالة سياسية وثقافية مهمة، وأقول سياسية أولا،
لأن فرنسا تعى ومنذ سنوات طويلة أن الفنون والآداب هما جناحان مؤثران فى
تواجدهما داخل عقول ووجدان كثير من الشعوب وفى مقدمتها شعوب أفريقية
وعربية، عاشت وتربت ومازالت على الثقافة الفرنسية التى تعد بمثابة غزو
ولكنه غزو محبب وليس قاهرا مثل الاستعمار. وفرنسا تعى تماما أنها تواجه
غزوا أمريكيا حيث تسيطر السينما الهوليوودية على معظم شاشات دور العرض
الفرنسية، وبنسبة تخطت 90٪، ولهذا فهى تتمسك بالـ10٪ الباقية لتطرح فيها
أحلامها السينمائية لتؤكد أنها مازالت تمسك بخيط أمل فى البقاء، وربما
تتغير الظروف فى المستقبل، فهى لن تفرط فى دعمها للفيلم المحلى الذى يحمل
فكرا فرنسيا خالصا بعيدا عن «هيلمان الأمركة»، وهى أيضا لن تفرط فى دعمها
للسينمائيين المريدين من المغرب العربى وأفريقيا التى لا تعرف جماهيرها سوى
اللغة الفرنسية. هى تريد أن تبقى جزءا من المنظومة العالمية المسيطرة حتى
ولو عن طريق السينما، طالما أنها لم تكن لها اليد الطولى فى صراع الهيمنة
السياسية.
هى تدرك أنها لا يمكن أن تتخلى عن صناع السينما الموهوبين، وتجعلهم
يقفزون إلى أحلام وأوهام هوليوود، وبالتالى تتقلص جذور الهوية وتتهاوى
الرؤى القومية، وهنا ربما يعى المسئولون فى مصر هذا الدرس ويحاولون إنقاذ
ما تبقى من رصيد سينما مصرية واعية وخالصة ومخلصة لقوميتها، والفرصة متاحة
لأن تقف الدولة بجانب المخرجين والمؤلفين الجدد وشركات الإنتاج الوليدة
وتدعمهم بحق، بدلا من الزحف وراء شحاذة الأموال من قبل مهرجانات ومؤسسات
سينمائية خليجية تفرض شروطها فى العمل وفى مقدمتها أن يعرض أولا على
شاشاتها، وهو ما منح بالتعود إحساسا لدى صناع هذه الأعمال الممولة بأن مصر
ومهرجاناتها وجماهيرها ودور العرض لم تعد فى حساباتهم، فهم يكتفون بالعرض
الخارجى، وحجتهم أنه لا أحد يلتفت إليهم فى بلدهم، ولا يفكر فيما يعملون
وبما يقدمون من تجارب.. ليصبح حتى صناع السينما المستقلة فى غربة عن بلدهم.
إن أصحاب شركات الإنتاج والتوزيع الكبرى تفرض نفسها على السوق وتحتكر
أغلب المشاهدين بما تقدمه من أعمال ترضى خزائنها بغض النظر عن كون هذه
الأعمال تحسب لهوية مصرية تفتخر بها أم لا، والواقع أنهم يبيعون الهوية
ويفرطون فى القومية والجنسية السينمائية المصرية فى غفلة من الزمن، وهى
بالقطع لا تحتاج لدعم، لأنها تغذى نفسها بنفسها، بينما هناك شباب وشيوخ
يملكون القدرة للحفاظ على ما تبقى من قيمة سينمائية مصرية خالصة يمكنها أن
تعيد لشعوب العالم العربى ودول أفريقيا الالتفاف حول مصر السياسة ومصر
الثقافة ومصر الإبداع،ومصر اللغة.
الشروق المصرية في
17/11/2011
نقاد: منى زكي أفضل ممثلة في جيل الشباب
القاهرة -أ ش أ
تحتفل الفنانة منى زكي غدا الجمعة، بذكرى ميلادها. وقالت الناقدة
ماجدة موريس، إن الفنانة منى زكي من أبرز نجمات جيلها في التمثيل فهي تجمع
بين الجاذبية والحرفية والذكاء في اختيار الأدوار المناسبة لها، لافتة الى
أن الذكاء هو من أهم مقومات النجومية للفنان وهي تتمتع بذلك.
وأضافت أن منى ابتعدت عن الأدوار الرومانسية في فيلم "إحكي ياشهرزاد"
وهذا الفيلم يمثل مرحلة فكرية جديدة لها ، وهى كممثلة نجحت في تجسيد أدوار
تعبر عن قضايا حقيقية للمرأة في المجتمع المصري .
وأكدت موريس أن مني زكى من الممثلات اللاتى يعطين الشخصيات اللاتى
يجسدنها كل ما تحتاجه من أداء وفاعلية، متوقعة أن تقدم خلال المرحلة
القادمة أفلاما شديدة الأهمية بالنسبة للجمهور والنقاد في إطار الأحداث
التي تمر بها مصر والمنطقة العربية وتكون على نفس المستوى من البراعة
والجمال وسط بنات جيلها.
من جانب آخر لفت الناقد طارق الشناوي إلى أنه متابع بإستمرار لأعمال
الفنانة منى زكي منذ ظهورها الأول في مسلسل "العائلة " للمخرج اسماعيل
عبدالحافظ عام 1994، مشيرا إلى أنه كان يتوقع منذ البداية أنها ستكون أفضل
الفنانات في هذا الجيل .
وأوضح أن الفترة التي ظهرت فيها منى زكي وهي فترة "سينما الشباب"
أوالسينما النظيفة التي بدأت بفيلم "اسماعيلية رايح جاي " التي كانت
الانطلاقة لهذاالجيل بأكمله تعد نقطة تحول فى السينما المصرية فخلالها ظهرت
سينما الرجل وكانت الفنانات يلعبن دور البطولة الثانية في تلك الفترة، وهى
من أكثر الممثلات اللاتي سعين للعب دور البطولة حتى حصلت عليه في فيلم
"احكي ياشهرزاد " والتي تحررت فيه بعض القيود التي كانت موجودة وقتها.
وقالت الناقدة ماجدة خيرالله، إن منى من أهم نجمات السينما والتلفزيون
والمسرح، ولها طبيعة خاصة بين بنات جيلها خلال الفترة الحالية وتتميز
بالحرفية الشديدة عند تقديم أي دور تلعبه.
وأضافت أن من أهم المسلسلات التي شاركت فيها "الضوء الشارد" مع ممدوح
عبدالعليم وسميحة أيوب، وفي السينما فيلمي "دم الغزال " و"سهر الليالي "
وهذا الفيلم يعتبر من أهم أفلام الجيل الحالي.
ولدت منى زكي في 18 نوفمبر 1976 بمدينة القاهرة ، و بدأت التمثيل من
خلال مسرح جامعة القاهرة ، أما أول عمل فني لها فكان مسرحية " بالعربي
الفصيح" أمام الفنان محمد صبحي ، وساهم في شهرتها في المجال السينمائي
عملها في عدد من الأفلام التي ظهرت في أواخر تسعينيات القرن العشرين في
إطار ما عرف باسم موجة أفلام الكوميديا.
وساهمت منى زكي مع عدد من الممثلين في جيلها في صياغة ما عرف بمفهوم
السينما النظيفة أو سينما الأسرة، حيث حرصت على تقديم أدوار الفتاة ذات
الوجه الملائكي البريء والابتعاد عن الأدوار الحسية أو التي تحمل بعض
الصفات الأخلاقية السيئة .
وصنعت منى شعبيتها عبر اختيارها أداء شخصية فتاة الطبقة الوسطي
أوالشعبية، حيث زاد عدد المعجبين بها خاصة من شباب وشابات الطبقة الوسطى
المصرية ، وأجمع عليها سبعة أطباء من أصل اثني عشر طبيبا متخصصين في
التجميل على أنها "أجمل ممثلة مصرية".
الشروق المصرية في
17/11/2011
رؤية خاصة
كف
القمر
رفيق الصبان
أن يقدم خالد يوسف فيلماً عن هجرة صعايدة الجنوب إلي الشمال للعمل
بالقاهرة مشروع يفتح المجال أمام أحلام كثيرة متوقعة.. فكلنا نعرف موقف
خالد يوسف السياسي الذي نادي به منذ اندلاع ثورة شباب يناير.. ولم يترك
محفلاً أو ندوة أو برنامجاً إلا وأبدي رأيه فيه بصوت مرتفع وبإيمان لا
تشوبه شائبة دفاعاً عن الحق والعدالة الاجتماعية والحرية بكل أشكالها
سياسية واجتماعية ونفسية، لذلك كان التوقع كبيراً أن يخرج خالد يوسف علينا
بفيلم تتناثر فيه ذرات الثورة كحبات لؤلؤ ناصع البياض علي ثوب أسود.. ولكن
جاءنا كف القمر ليتركنا أمام تساؤلات وحيرة لا تنتهي.
خمسة أشقاء تدفعهم أمهم للهجرة بعد مقتل أبيهم.. ولكنهم يعودون إليها
وهي علي فراش الموت.. ليودعوها الوداع الأخير الذي يليق بها وبتضحياتها
وصبرها الطويل.
وعوضاً عن أن يعكس خالد يوسف من خلال هذه الهجرة الإجبارية رؤية لمصر
اليوم بكل متناقضاتها.. خصوصاً أنه اختار للأشقاء الخمسة مهناً كاشفة يمكن
أن يتسلل منها إلي ضمير المجتمع وقاعه الأسود.. اكتفي بأحداث ميلودرامية
متشابكة.. وربط طريقة السرد التي اتبعها الفيلم بكسر حاجز الزمن، والعودة
أكثر من مرة إلي الوراء ليشرح وضعاً أو يكشف سراً، أو يرسم خطوط مأساة.
أغلب الأحداث التي يمر بها الأشقاء.. أحداث ميلودرامية بحتة سبق
لأفلام أخري أن عالجتها بطريقة أكثر رشداً وحكمة.. الشقيق البريء الأصغر
الذي يعشق راقصة موالد تقوده إلي أن يرقص معها رقصة التنورة.. الأخ الأكبر
الذي يتاجر بالسلاح والمخدرات، والأخ الأوسط الذي يقع في حب عاملة حسناء
سنكتشف فيما بعد أنها عشيقة أخاه الأكبر، والأخ الذي اختار أن يصبح بائعاً
متجولاً علي عربة صغيرة يسير بها في حارات وأزقة القاهرة العتيقة، ولا أنكر
أن الخط الدرامي لهذا البائع المتجول هو خير الخطوط الدرامية في الفيلم كله
لما يحمله من رموز وإسقاطات، ويمس بشكل غير مباشر علاقة السلطة بهؤلاء
الباعة الجائلين الذين تصادر عرباتهم وبضائعهم بقسوة ودون رحمة، والذي يلجأ
إليه الأخ الأكبر لإخفاء سلاح مهرب أسفل عربته، ولكن الشرطة تصادر العربة،
ويجن جنون الأخ تاجر السلاح ويسعي إلي الإفراج عن أخيه بحيل قانونية، وينجح
في ذلك لكنه يفشل في الحصول علي غفران أخيه الذي كاد أن يوقعه في سجن طويل
ويهدم مستقبله كله.
كما نري.. الأحداث كلها تصب في الميلودراما الثقيلة.. بما في ذلك غاية
الحب التي تربط الأخ الأكبر بابنة أسرة تناصب أسرته العداء مما يجعلهم
يرفضونه كزوج عندما يتقدم لخطبتها.. بل يدفعونها إلي الزواج من غيره.. وعند
فشل هذا الزواج وإصرارها علي الارتباط بحبيبها يودعونها مستشفي المجانين..
فيهرع إليها ليتزوجها هناك ويضع أسرتها أمام الأمر الواقع، مما يضطر هذه
الأسرة إلي خطف والدته كرهينة لإجباره علي تطليقها وإعادتها إلي أسرتها.
خطوط ميلودرامية ثقيلة أبعدتنا تماماً عن موضوعنا الأصلي.. تماماً
كحادثة مهاجمة القطار وقتل الرجل الذي تسبب في دمار عميد الأسرة، والذي
جعلنا نعتقد أننا أمام فيلم من أفلام الكاوبوي الأمريكية الشهيرة
بمبالغاتها الثقيلة.
جمع خالد يوسف في هذا السيناريو الذي يصلح ربما للتليفزيون نظراً
لتشعب أحداثه وكثرة شخصياته أكثر مما يصلح للسينما، مجموعة من النجوم حشدها
كلها لكي توفر للفيلم نجاحاً تجارياً مضموناً، ولكن كثرة النجوم أبعدته عن
حسن قيادتها كما هو معروف عنه، فظهرت عليها آثار المبالغة في الأداء ورفع
الصوت والتعبير بالأيدي، دون أن يحكم المخرج قبضته عليها، وأن يخلق كعادته
في بقية أفلامه جواً عاماً يسيطر عليه التناغم والانسجام.
كف القمر.. مشروع شديد الطموح.. لأنه يعالج قضية حارة وحادة وقوية
التأثير، هي هجرة الصعايدة إلي الشمال.. لكن الفيلم مر عليها مرور الكرام..
مضحياً بالموج في سبيل الزبد.. مما يجعلنا نأمل من مخرجنا الشاب أن يعود
مرة أخري لمعالجة هذا الموضوع مستغلاً إمكاناته الكثيرة التي نعرفها والتي
أحببناه ووقفنا إلي جانبه من أجلها، ومن أجل مستقبل سينمانا القومية.
أخبار النجوم المصرية في
17/11/2011
تييييييييييت
كف
القمر
بقلم : احمد بيومي
قبل ما
يزيد عن العام،
وفي أعقاب عرض فيلم »كلمني شكرا«
انتشر علي أغلب الصحف والمجلات الفنية
مانشيت عريض »خالد يوسف..
لقد نفذ رصيدكم«. ولا أنكر نيتي الشريرة في نبش أرشيفي ونشره كما كتب، خاصة
وأن الامر لم يختلف كثيرا
مع فيلمه »كف القمر« مع فارق وحيد حرص عليه خالد يوسف وهو تأكيده في بداية الفيلم أنه من المشاركين في ثورة
25 يناير.. أزمة »كف القمر« هي أزمة خالد يوسف، البحث عن لعب كل الأدوار، مغازلة النقاد والمثقفين والتودد لشباك التذاكر،
غواية سرد الحدوتة والبحث عن الإسقاط السياسي،
ومن قبل ومن بعد الخطب المباشرة والحلم الناصري المفقود.
من
يشاهد »كف القمر« يجد نفسه متلبسا بتقسيم الفيلم إلي جزءين، جزء خاص بخالد
يوسف وجزء آخر مغاير ينتمي لناصر عبدالرحمن.
علي مستوي الأداء الدرامي
يحسب لخالد يوسف إختياره لعدد هائل من الممثلين الذين يتمتعون جميعا بقدر كبير من الموهبة،
لكن الطامة الكبري أن تمتلك هذا القدر من الإمكانيات وتفشل في إكمال اللوحة
علي وجه جيد لن أقول الوجه الأمثل.
وفاء عامر وهي موهبة تمثيلية رائعة،
تغاضي خالد يوسف - عن سهو أو قلة حيلة -
عن إدراك الأخطاء الفادحة علي مستوي حركة سيدة عجوز نال منها
الزمن ما طاله، والمكياج الذي جاء مضحكا لدرجة تثير الشفقة.
خالد صالح، وله ما له من موهبة، تشعر أن ايقاع الفيلم الذي
يراه بداخله مختلف لدرجة التضاد مع رؤية المخرج، لكنه في النهاية لايملك سوي المثول لإرادة رب
العمل.
غادة عبدالرازق،
رغم أنها من محاور أحداث الفيلم، حيث نري إطلاق نار، وخطف،
وزواج إجباري، ومستشفي أمراض عقلية، وهروب للزواج من الحب القديم،
وطفل في الأحشاء ينتظر النور.
وفجأة
ينقطع الحبل الدرامي وتغيب عن الشاشة تماما يقضي ذكري
»خالد صالح« ما يزيد عن السنوات العشر دون أدني اهتمام برؤية ابنه/ ابنته
ولايدرك حتي اسمه،
التي وللحظ السعيد تحمل اسم قمر.
خالد يوسف ظلم كل الممثلين بلا استثناء، وعلي رأسهم هيثم أحمد زكي وحسن الرداد وحورية
ووفاء عامر.
ولا أعرف ان كان ممكنا الحديث عن المعادل البصري في كف القمر
أم لا.
ترددي مفادة لأن الفيلم بدأ بصورة تبشر بسينما بصرية حيث تم
الإعتماد في البداية علي »كف اليد وصوابع خمس«
وما يشير إليه من قوة واتحاد، لكن سريعا ما عادت ريما إلي عادتها،
إسراف في اللغو وبعد كل البعد عن أي صورة فنية.
وعنصر الأغنية في الفيلم جاء مقحما بطريقة فجة وان تمت إزالته لن
يتأثر البناء الدرامي - طبعا في حالة وجود بناء من الأصل.
ومع عدم قناعاتي باقحام عامل الشباك في أي معادلة نقدية،
إلا أن في حالة خالد يوسف تحديدا -
هو الفخور بايرادات كل أفلامه مؤكدا أن
الفيلم الجيد يجد الاقبال أيا كانت الأسباب
- يجب التوقف وقراءة الموقف ليس فقط بشكل آني، حيث جاء
»كف القمر« في ذيل قائمة الإيرادات بأرقام هزيلة، إنما التفكير في مستقبل خالد
يوسف السينمائي في ظل أوضاع مغايرة لما قبل ثورة 25 يناير، حين كان الصوت
العالي ملفتا والأداء الاستعراضي
يجذب نوعية بعينها من الجمهور، فهل سيكون هذا الفيلم المسمار الأخير
في نعشه؟
Ahmed.bayomy@gmail.com
أخبار النجوم المصرية في
17/11/2011
قلب جرئ
خيال
مكي
كتب: خيري الكمار
أصبح أحمد مكي ملك »الافتكاسات« في السينما المصرية فهو لايتوقف
إطلاقا عن إحداث صدمة للجمهور عند ظهور إعلانات الفيلم حيث يبدأ التشويش
يسيطر عليك وتعترف بأنك لاتفهم شيئا وتقول أن أحمد مكي إنسان غريب لكن ثبتت
التجربة منذ الظهور الاول لمكي انه يستحق المتابعة حيث كون رصيد لدي
الجمهور في فترة قصيرة ولكن أيضا لايخشي من أن تتحول المفاجآت ضده وتتسبب
له في بعض الخسائر لكنه يمضي بدون تراجع عن رأيه.
واصطحبنا مكي في فيلمه الجديد »سيما علي بابا« إلي قمة الخيال حيث
يدخلنا في الجزء الأول من الفيلم من خلال شخصية »حزلئوم« الذي نجح في
تقديمها في فيلمه الاخير »لاتراجع ولااستسلام« إلي الفضاء ويكشف لنا فساد
النظام السابق بدون أن يذكر كلمة واحدة أو يركب موجة الثورة فكأنه يتحدث
علي كوكب »ريفو« كما سماه لكنه أشار إلي النظام السابق وفساده والمثير أنه
اشار إلي الجملة الشهيرة للرئيس السابق في افتتاح مجلس الشعب الاخير عندما
سأل عن البرلمان الموازي من قبل المعارضة فرد بكل سخرية »خليهم يتسلو«
وبالفعل بعد مرور شهرين عزلوه من الحكم، ومن هنا فان مكي دائما يريد أن
يعبر داخل أفلامه عن موضوعات عديدة رغم ان المنظر العام يبدو صادما، ورغم
ان فكرة مكي باللجوء إلي تذكير الجمهور »بسينما علي بابا« التي كان يشاهد
فيها الجمهور أكثر من فيلم مثيرة إلا أن هناك بعض الملاحظات علي العمل
أولها تكرار شخصية حزلئوم حتي وان كانت امتداد مقصود لكنها لم تضف كثيرا
وكان من الممكن اختراع شخصية أخري تؤدي نفس الغرض وبنفس مواصفات حزلئوم لكن
تكرار أي شخصية يصبح أمرا مملا وخاصة أن الجو العام المحيط بها ظهر كأنه
استنساخ لبعض أجزاء من فيلم »لاتراجع ولا استسلام« منها مشهد المذيع معتز
الدمرداش أو حتي الافيهات أو الألفاظ فشعرت أنها مكررة رغم أن مكي يتميز
طوال أحداث الفيلم بالتأكيد في كل افيهاته علي أنه يعيش في كل شوارع مصر
لأن هناك تعبيرات وافيهات لايمكن أن تقال إلا في هذه الأماكن كما أنها
احدث صيحة كما يقال في عالم الأحياء الشعبية ولكني اعتبر أن الجزء الاول من
العمل أقوي بكثير من الثاني لانه كان يحتوي علي افتكاسات كثيرة وواضح ان به
مجهود كبير لكن السؤال الذي يشغلني دائما كيف استطاع مكي أن يتغير من عمل
لآخر رغم انه يمثل بنفس فريق العمل مع خروج ودخول عناصر بسيطة وفي أضيق
الحدود.. خيال مكي وجنونه يتأكد مع كل تجربة جديدة.
Knairyel Kmar oxrhro.com
أخبار النجوم المصرية في
17/11/2011
خان ممثل عملاق وآسر ومنة موهبة طاغية في «بيبو وبشير»
الشقة من حق.. السينما
ماجدة محيي الدين
يحمل الفيلم السينمائي المصري الجديد “بيبو وبشير” نكهة مختلفة ورؤية
جديدة لمخرجة شابة تسجل اسمها لأول مرة على الشريط السينمائي هي مريم
أبوعوف، التي استطاعت أن تقدم تجربتها الأولى في السينما الروائية بتلقائية
من خلال حدوته بسيطة ومعالجة سينمائية ناعمة وراقية، تؤكد امتلاكها
لأدواتها كمخرجة واعدة ومن دون الحاجة إلى استعراض العضلات الفنية، وهو
الخطأ الشائع في معظم التجارب الأولى للمخرجين الشباب.
قدمت مريم أبوعوف فيلما كوميديا راقيا وممتعا، رغم أن الفكرة ليست
جديدة تماما ورغم تشابه بعض الأحداث مع مشاهد شهيرة محفورة في ذاكرتنا من
أفلام قديمة مثل “غريب في بيتي” بطولة سعاد حسني ونور الشريف ومشاهد أخرى
عن فيلم “الشقة من حق الزوجة” بطولة محمود عبدالعزيز ومعالي زايد.
نجحت المخرجة في أن تجعل الفيلم مشوقا وممتعا من خلال سرعة الإيقاع
وقيادة الممثلين؛ ليظهر كل منهم بشكل مختلف ومتميز، كذلك الحوار الرشيق
لهشام ماجد وكريم فهمي الذي عكس رغبتهما في الابتعاد عن الأصل الأميركي
المقتبس منه فكرة الفيلم وخلق جوا شرقيا رغم غياب المنطق في بعض المشاهد.
تدور أحداث فيلم “بيبو وبشير” في إطار رومانسي كوميدي من خلال الفتاة
“عبير أو بيبو” (منة شلبي) التي تعيش في القاهرة سعيا وراء النجاح والشهرة،
بعد أن تركت منزل أسرتها في بورسعيد لتواصل عملها كعازفة “درامز” في فرقة
موسيقية، وتعاني أزمة العثور على سكن مناسب، فهي تنتمي لأسرة ملتزمة
بالأصول والعادات، ومتوسطة الحال وترفض والدتها (سلوى محمد علي) إقامتها في
بنسيون، لذلك تبحث عن شقة، وبصعوبة تعثر عليها، أما والدها فهو المخرج محمد
خان الذي قدم أول أدواره كممثل بارع.
تقبل “بيبو” اقتراح أحد العاملين في مكتب المقاول صاحب الشقة أن
تستأجرها من الباطن لنصف الوقت، وهي الفترة الصباحية، حيث تقضي الليل في
عملها في حفلات وتسجيلات، وفي الوقت نفسه يؤجر الشاب (محمد ممدوح) الشقة
لأحد أصدقائه المقربين وهو “بشير” المترجم للمدرب الأفريقي لفريق منتخب مصر
لكرة السلة، وهو يبحث عن شقة مستقلة بعيدا عن رقابة والده عزت أبوعوف،
والذي قرر الزواج من صديقة الأسرة “كاميليا” (صفية العمري). وأصبحت تفرض
أشياء كثيرة لا يحبها مثل وجود كلب صغير في المنزل لا يحلو له النوم إلا في
فراش “بشير”، بل وتطلق عليه “بشير”، مؤكدة أنها اختارت ذلك الاسم لحبها
وتعلقها ببشير ابن زوجها.
وتحت ضغط الظروف المادية يقبل “بشير” (آسر ياسين) استئجار الشقة لنصف
الوقت، فهو يستيقظ مبكرا ويذهب للتمرين ولا يعود إلا في المساء، ويحذره
صديقه من المبيت في الشقة مساء؛ بدعوى أنها مسكونة بالعفاريت الذين يتجولون
بها، وهكذا يقطن “بشير” و”عبير” نفس الشقة من دون أن يعلم كل منهما بوجود
الآخر، وهي فكرة فيلم “غريب في بيتي” المقتبسة عن مسرحية وفيلم أميركي،
ولكن الصدفة تجعلهما يلتقيان خارج الشقة، حيث يتصادف لقاؤهما في القطار
أثناء ذهاب فريق كرة السلة للعب مباراة في بورسعيد، بينما تكون “بيبو” (منة
شلبي) في طريقها لزيارة أسرتها هناك، ويدعوها “بشير” لحضور المباراة وتذهب
مع أسرتها، ونشاهد “بيبو” فتاة عصرية جريئة واثقة من نفسها لا تتصنع الدلع
وملتزمة أخلاقيا، على غير الصورة النمطية التي تصدرها السينما عن النماذج
المنفلته للفتيات اللاتي يعملن في المجال الفني، وتنشأ علاقة إعجاب سرعان
ما تتحول الى حب بين “بيبو” و”بشير”.
جاء أداء الأبطال ليعكس براعة نجمين قطع كل منهما خطوات ثابتة في طريق
النجومية، فقدمت منة شلبي شخصية “بيبو” بتدفق وحيوية أضافت الكثير للفيلم،
وجاء اداء آسر ياسين في أول أدواره الكوميدية ليؤكد حضوره القوي وبراعته في
الأداء بلا مبالغة، وتألقت سلوى محمد علي كعادتها لتجعل من دورها الصغير
بطولة، أما المخرج محمد خان فهو مفاجأة الفيلم بأدائه البسيط والمميز
والمبهر، والذي يجعل المتابع للأحداث يتمنى أن تزداد مساحة وجوده على
الشاشة.
ورغم مشوار عزت أبوعوف وصفية العمري وأدوار كل منهما التي لا تنسى،
فقد ظهر تجاهل السيناريو لرسم ملامح وأعماق للشخصيات الثانوية، واجتهد كل
منهما في الأداء، رغم عدم وجود مشاهد تليق بهما وتوظف قدراتهما. وجاء أداء
محمد ممدوح لينبئ بميلاد فنان كوميدي يتمتع بخفة ظل، فقد أجاد دوره رغم عدم
العناية برسم خلفية درامية لائقة له.
فيلم “بيبو وبشير” تجربة كوميدية بمذاق جديد تحمل إضافة حقيقية
للسينما المصرية. سجلت اسم المخرجة الواعدة مريم أبو عوف كمبدعة تمسك
بأدواتها وتجيد اختيار فريق العمل من فنيين وممثلين وتقودهم بفهم وحرفية.
ورغم الصعوبات التي واجهتها في تجربتها السينمائية الأولى نجحت في تقديم
سينما لها مذاق خاص وتحقق قدرا كبيرا من المتعة للمشاهد حتى في وجود بعض
الهنات. وقدم الفيلم اثنين من المؤلفين الشباب هما كاتبا السيناريو والحوار
كريم فهمي وهشام ماجد، وكل منهما له تجربتان أو ثلاث فقط في مجال الكتابة
السينمائية، ويحسب لهما الموهبة والقدرة على بناء مواقف كوميدية ساخنة تفجر
الضحك بتلقائية ولغة حوار قريبة من القلب، ولعل خطواتها المقبلة تحمل مزيدا
من العناية بالأدوار الثانوية وتماسك البناء الدرامي وتسلسله المنطقي.
وجاءت لمسات مهندس الديكور متناغمة مع طبيعة الاجواء التي ترصدها
الأحداث ولعبت الموسيقى التصويرية لهاني عادل دورا متسقا مع الصورة
السينمائية التي رصدتها كاميرا مدير التصوير فيكتور كريدي الذي منح الشريط
السينمائي بعدا جماليا من خلال قدراته على توزيع الظلال والاضاءة في العديد
من المشاهد، وحققت المونتيرة منى ربيع إيقاعا متلاحقا مواكبا للأحداث وربما
كان لاهثا أحيانا، بحيث لا يجعل المشاهد يتأمل غياب المنطق في بعض الأحداث.
الإتحاد الإماراتية في
17/11/2011 |