انتهت يوم الأحد 12 نوفمبر فعاليات الدورة الثانية والخمسين من مهرجان
سالونيك الدولي الذي تستضيفه عاصمة الأقليم المقدوني منذ اكثر من خمسين
عاما بالإعلان عن جوائز المهرجان الذي يصنف كواحد من اهم عشرة مهرجانات
سينمائية في العالم.
وكان المهرجان قد انعقد في الفترة من 4 الى 13 نوفمبر.
وتشكلت لجنة التحكيم برئاسة الخبير السينمائي الامريكي لورنس كرديش
واعلنت اللجنة أنه من بين 15 فيلما هي مجموع افلام المسابقة الرسمية ذهبت
جائزة الاسكندر الذهبية وقدرها 20 الف يورو إلى الفيلم الروسي "بورتريه
للشفق" للمخرجة الشابة انجلينلا نيكونوفا وهو فيلمها الروائي الطويل الاول.
ويحكي الفيلم قصة امراة تتعرض للاغتصاب على يد الشرطة اثناء عودتها
إلى مدينتها بعد لقاء زوجها. وقد انتزع الفيلم نفسه جائزة جميعة نقاد
السينما اليونانيين"بييك" وهي جائزة خاصة تمنح لاحسن فيلم بالمسابقة
الدولية واحسن فيلم في بانوراما الفيلم اليوناني.
اما جائزة الأسكندر الفضية وقدرها 10 آلاف يورو فذهبت إلى الفيلم
التشيكي "ثمانين حرف" للمخرج فاسلاف كادرنكا والذي حصد ايضا جائزة لجنة
تحكيم النقاد الدولية "الفيبريسي" وتدور احداثه عام 1987 في ظل الحكم
الشيوعي لتشيكوسلوفاكيا من خلال رحلة أم وابنها من العاصمة التشيك إلى
لندن.
وحصل الفيلم المكسيكي "بروفوريو" إخراج اليخاندور لانديس على جائزة
لجنة التحكيم الخاصة وقدرها 5 آلاف يورو وتدور احداثه في اطار يجمع ما بين
التسجيلي والروائي حول حياة رجل مشلول يحاول الحصول على تعويض من الحكومة
عن اصابته.
اما جائزة احسن مخرج فقد حصل عليها بجدارة المخرج الأمريكي الشاب مارك
جاكسون عن فيلمه الرائع "بدون" والذي يدور حول فتاة شابة تعيش اسبوعا كاملا
مع رجل مشلول في منزل فوق جزيرة بدون اي اتصال خارجي مع العالم.
"أحمل الخروف"
وإلى جانب الجوائز الثلاث الكبرى وجائزة الأخراج هناك جائزة احسن
سيناريو وقد ذهبت للمخرج الشاب الانجليزي جون ماكيلدوف عن سيناريو الفيلم
الكوميدي" احمل الخروف" وهو احد افلام الطريق التي تشتهر بها السينما
الانجليزية حول يوم في حياة امرأة تقضيه مع والد حبيبها على الطريق حاملا
خروف صغير مطلوب منه كفدية معنوية بينما هي ذاهبة للقاء ابنها المعوق في
عيد ميلاده.
وذهبت جائزة احسن ممثل للممثل الالماني
WOTAN WILKE MOEHRING عن دوره كطبيب يغتصب فتاة ذات ليلة وينكر اغتصابه لها حتى تقترب من
عائلته وتهدده بفضح امره وذلك ضمن احداث الفيلم الالماني"النار" للمخرجة
الشابة برجيت ماريا برتيلي والذي كان من المتوقع ان تفوز بطلته ماجا شوني
بجائزة احسن ممثلة عن دور الفتاة المغتصبة.
اما جائزة أحسن ممثلة فذهبت للممثلة استيفانيا جولوتي عن دور ماريا في
الفيلم اليوناني الملحمي "J.A.C.E"
وهي الحروف الاولى لاختصار جملة "مجرد فيل اخر مضطرب" للمخرج مينيلوس
كراماجيلوس وهو فيلم طويل تدور احداثه في ثلاثة ساعات حول قصة حياة شاب
يوناني ولد في البانيا واختطف من قبل عصابات التجارة في الرقيق الأبيض وبيع
في اليونان ثم نشأ في احضان عصابات تجارة الاعضاء والدعارة ونوادي
المتحولين جنسيا رغم انه احترف العمل في السيرك كلاعب ترابيز ومدرب افيال.
إسرائيل
اما اسرائيل فلم ترحل عن المهرجان دون الحصول على جائزتين ضمن
المسابقة الدولية حيث حصلت على جائزة أحسن انجاز فني وذلك لفريق عمل
الفيلم الأسرائيلي "الطوفان" إخراج جاي ناتيف وجائزة الجمهور وتبلغ قميتها
7500 يورو رغم أنه فيلم متواضع المستوى إلا انه على ما يبدو قد اثار تعاطف
الجماهير نتيجة شخصية الفتى المعوق الذي يفسد حياة اسرته عندما تغلق
المؤسسة التعليمية التي تتولاه ويعود إلى البيت لتنفجر المشكلات بسببه في
وجه اسرته.
وتعتبر جائزة احسن انجاز فني احدى جوائز المجاملات التي تمنح لاسرائيل
سنويا في هذا المهرجان الكبير نتيجة العلاقة الوثيقة التي شيدها اليهود
بينهم وبين المدينة خلال القرون الماضية حيث اعتبرت سالونيك في فترة من
الفترات إحدى اهم المدن التي تحتوي على نسبة كبيرة من اليهود في اوروبا في
القرون الوسطي وحتى بدايات القرن العشرين بل وحتى الآن، وتحرص اسرائيل على
الاشتراك سنويا باكثر من فيلم في اقسام المهرجان حيث تضم دورة هذا العام
ثلاثة افلام اسرائيلية هي "الطوفان" في المسابقة الدولية و"مخفي" او "أنا
لم اره" وهي الترجمة الحرفية للفيلم المشارك في برنامج الآفاق المفتوحة من
إخراج المخرجة الشابة ميشال عفيد.
ويبنى الفيلم أحداثه على وقائع حقيقية وقعت في السبعينيات حول رجل
اغتصب عددا كبيرا من الفتيات وبعد سنوات تلتقي امرأتان في مصادفة بحتة
فتكتشفان انهما كانتا ضحية لهذا المغتصب الذي خرج بعد سنوات قليلة من السجن
فتقرران البحث عنه وعمل فيلم تسجيلي عن الحادثة.
والفيلم الثالث في قسم الأفلام التجريبية هو "مؤسسة العقل" من اخراج
درور هيلر وهو فتي في الثامنة عشرة من عمره.
آفاق مفتوحة
اما جائزة برنامج الآفاق المفتوحة الذي ضم 45 فيلما وقدرها 3 آلاف
يورو فقد حصل عليها الفيلم الانجليزي"تيرانسيور" الذي يروي قصة جوزيف الرجل
الذي تؤدي مشاعر العنف والغضب بداخله إلى تحطيم ذاته إلى أن يلتقي بهانا
التي تبدو فرصته الوحيدة في التخلص من كل الغضب الذي يستعر بداخله تجاه
العالم .
وفي برنامجي "بانورما الفيلم اليوناني" و"أفلام من البلقان" فاز
الفيلم اليوناني"سوبر ديمتريوس" للمخرج جوريجوس ببانيو بجائزة احسن فيلم في
البانوراما، وفاز الفيلم البوسني الصربي المشترك "العدو" إخراج ديجان
سازيفيك بجائزة احسن فيلم من البلقان والجائزتان قيمة كل منهما 3 آلاف يورو.
المشاركة العربية
كانت المشاركة العربية محدودة هذا العام وتمثلت في الفيلم
اللبناني"طيب خلاص يالا" والمغربي"على الحافة" في برنامج الآفاق المفتوحة
وخرجت جميعها بلا اي جوائز.
وغابت مصر للمرة الاولى بعد عامين عن المشاركة في المهرجان، وكانت قد
شاركت في الدورة الذهبية عام 2009 ودورة 2010 بفيلمين للمخرج احمد عبد الله
هما هليوبوليس وميكروفون على التوالي.
عين على السينما في
13/11/2011
"القدس العربي":
مغامرات "تان تان" وسر وحيد القرن
في "القدس العربي" (بتاريخ 8 نوفمبر) يكتب مهند النابلسي تحت عنوان
"الجيل الجديد من سينما البعد الثلاثي: تماهي الكرتون مع الواقع" عن الفيلم
الجديد من أفلام التحريك من اخراج المخرج الأمريكي الشهير ستيفن سبيلبرج.
ما الذي نتذكره عادة عن بلجيكا: الشوكلاته، ومخبر سري بشارب غريب وتان
تان، هكذا تلخص بلجيكا بهذه الأشياء الثلاثة الطريفة كما يمكن أن تلخص
بريطانيا بالقبعات وطقوس الشاي!
ولكن الأمر ليس بمثل هذه البراءة فبلجيكا معروفة أيضا
باستعمارها الاستحواذي العنيف للكونغو كما بريطانيا معروفة بنفوذها
الاستعماري التاريخي والويلات التي أذاقتها لشعوب المعمورة وما زلنا كعرب
نتذكر بمرارة وعد بلفور اللعين.
ولكن "تانتان" هو شيء آخر فهو أيقونة الرسوم المصورة، وكلنا
يتذكر الصبي المراهق الطريف بوجهه المستدير وغرة شعره الشقراء المميزة، وقد
أصبح مغروسا في ذاكرتنا نحن عشاق مغامراته الرائعة حول العالم وطرافة
الشخصيات من الكابتن هادوك السكير للمخبرين وعميلي شرطة الانتربول التوأمين
طومبسون.
لذا فانه من الصعب أن تذهب لرؤية هذا الإبداع الجديد لسبيلبرج وجاكسون
بلا هذه الانطباعات المسبقة ومن المستحيل أن تتخيل أشياء لم يسبق أن
شاهدتها في هذه القصص الكرتونية المصورة، وهنا يكمن التحدي في انجاز هذا
الشريط الثلاثي الأبعاد.
كذلك يبدع سبيلبرج بالتعاون مع جاكسون في ابتكار نسخة سينمائية تستحق
المشاهدة لدرجة المتعة والدهشة، حيث يبدو أن المخرج الأمريكي الشهير قد
استهل عمله في أفلام البعد الثلاثي بهذا العمل الفائق الإتقان، مستخدما نفس
التقنيات التي استخدمها جيمس كاميرون في "آفاتار" ومحافظا في آن على جوهر
الجرافيك المميز لكاتب القصص البلجيكي الشهير هيرج (اسمه الحقيقي جورج
ريمي) والألوان البراقة المعبرة، متعاونا مع كتاب سيناريو أفذاذ مثل ستيفن موفات،
ادجار رايت وجو كورنيش، وبأصوات ممثلين مشهورين كجامي بيل، دانييل
جريج صاحب شخصية جيمس بوند، سيمون بيغ ونيك بروست.
لقد استطاع سبيلبرج أن يقدم مواهب متميزة في "التصميم الغرافي" وأن
يقدم رؤيا سينمائية حقيقية لأبطال "قصص مصورة" بشكل غير معهود، حتى كدنا
نشعر بأن هذه الكائنات تكاد تكون بشرية وطبيعية تدب فيها الحياة و يبدو ذلك
جليا في لقطة الغناء في الإمارة المغربية وذلك عندما تشدو مغنية اوبرالية
بصوت عذب ومؤثر وصادح يؤدي لتكسير الزجاج في أنحاء الحفل،وحيث تركز
الكاميرا على شخصيات متفاعلة تبدو كشخصيات بشرية حقيقية
وحتى يتمكن سبيلبرج من الخروج بمثل هذه النتيجة المبهرة فقد تم رصد
الحركات المتنوعة للشخصيات بواسطة مائة كاميرا وتم تغذية كل البيانات لخلق
المؤثرات الثلاثية المطلوبة لحركة الممثل ،كمثال عندما يركض الكابتن هادوك
تقوم هذه الكاميرات بالإلمام بكل الإيماءات العاطفية والحركات الجسدية ضمن
فراغ ثلاثي الأبعاد ، كذلك فأنت كمشاهد تكاد تحس بروح الممثل "جامي ببل"
عندما تشاهد "تان تان" يتحرك ويتحدث!
الفيلم يقدم هذا النمط من المغامرات بحس واقعي مدهش وبطريقة متتابعة
جذابة وبجدية تخلو منها عادة أفلام الكرتون عادة، كالصراع للاستحواذ على
نموذج السفينة، وكالمعارك التي خاضها جد الكابتن هادوك للتغلب على
القراصنة، وكالملاحقات الطريفة ما بين تان تان وكلبه الظريف "سنووي" والعقاب
لسرقة كلمة السر وخارطة الكنز، ناهيك عن المبارزة اللافتة ما بين الرافعات
الضخمة على رصيف الميناء التي بدت وكأنها حقيقية، وكالدبابة التي تجر فندقا
صغيرا ليصبح بمحاذاة شاطئ البحر، وكذلك في كيفية الاستيلاء على
الطائرة المعطوبة والهبوط بها سالمين في كثبان الصحراء الأفريقية الكبرى،
وغيرها من اللقطات اللافتة الطريفة!
يذكرنا الفيلم نوعا ما بشريط أنديانا جونز لنفس المخرج ولنمط
المغامرات المثيرة والمدهشة، وحيث يدخلنا في أجواء الحنين للطفولة والبراءة
عندما كنا كصغار نختطف مجلة الأطفال الشهيرة سمير لنقرأ بشغف بالغ مغامرات
الصحفي الشاب اليانع تان تان حول العالم (والذي لم يكتب مقالا واحدا).
تركز الحبكة فيهذا الفيلم على السعي الحثيث للحصول على كنز كبير خبأه
أسلاف الكابتن هادوك، وانكان التركيز المبالغ به على حالة السكر والإدمان
التي يعاني منها الكابتن الطريف قد يجعله يؤثر سلبا على المشاهدين الصغار!
لقد حقق سبيلبرج كعادته اختراقا نوعيا في نمط إخراج هذا الفيلم
الثلاثي الأبعاد، وقدم لنا مزيجا ممتعا من الحركة والدعابة وحتى الكوميديا
بإيقاع لاهث، وقدم مؤشرات في نهاية الفيلم على النية لإخراج جزء جديد، وما
زال المشوار طويلا إذا ما لاحظنا وجود أكثر من عشرين مغامرة تنتظر مخرجا
مبدعا ليقدمها للشاشة الفضي.
يقول سبيلبرج عن طريقة إخراجه لهذا الفيلم أنه جعله كالرسام قادرا على
فعل أشياء متنوعة لم يتعود القيام بها سابقا، وأقول أنا إن الجرأة على
إخراج هذه الرسوم المصورة بهذا الشكل الإبداعي سيشعل المنافسة لتناول
العديد من مغامرات تان تان التي تتطرق لأحداث تاريخية كالثورة البلشفية
ولأحداث الحرب العالمية الثانية ، وللتطرق لمغامرات مثيرة تدور أحداثها
فيالكونغو ومصر الفرعونية والتيبت والصين وتتعرض حتى لقرش البحر الأحمر
ولاستكشافالقمر، وحتى للفنون الحديثة في القصة الأخيرة التي كتبها ولم
تكتمل بعد بسبب وفاة مؤلف الرسوم جورج ريمي في العام 1983، إذا لنحضر
أنفسنا لدخول عالم جديد من الدهشة والإبداع والتسلية.
والسؤال التي يستحق الطرح لماذا تم اختيار القصة رقم 11 والتي كتبت
بعد الحرب العالمية الثانية ولم يتم تناول قصة اخرى من القصص المثيرة
المتنوعة؟ ربما لأسباب تجارية وبهدف مواكبة أفلام القراصنة والبحث عن
الكنوز الدفينة في قاع المحيطات، وربما كاستهلال وتجريب تمهيدا لاقتحام
عالم تان تان الحافل بالمغامرات والتنوع
عين على السينما في
13/11/2011
"نيويورك تايمز":
عن الفيلم الجديد لكلينت إيستوود والمباحث الفيدرالية
في صحيفة "نيويورك تايمز"، نطالع بتاريخ 8 نوفمبر، مقالا ممتعا بقلم
مانولا دراجيس، يحلل الفيلم الجديد "ج. إدجار"
J. Edgar أحدث
أفلام المخرج والممثل العملاق كلينت إيستوود، الذي يعيد فيه إلى بؤرة
الاضواء مجددا، صورة إدجار هوفر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف
بي آي) الذي صعد نجمه كثيرا في عصر الحرب الباردة.
يتوقف المقال طويلا أمام السيناريو الذي يعتمد عليه الفيلم (كتبه
داستين لانس بلاك مؤلف سينارية "حليب" الذي قام ببطولته شون بن). ويرى ان
السيناريو فضل التركيز على الجانب الإنساني في شخصية ادجار هوفر الرهيب
الذي كان يرعب الجميعي في الولايات المتحدة، بسبب تشدده ومطاردته التي لا
تعرف الرحمة للخارجين على القانون، وتعقبه للمعارضين اليساريين وتقديمهم
للجنة مكارثي سيئة السمعة التي كانت تحقق مع الكثير من الشخصيات ذات
المواقف والآراء التقدمية بتهمة ممارسة "نشاط معادي" لأمريكا.
كيف كانت شخصية هوفر الحقيقية، قصة غرامه، علاقاته الشخصية، حياته
الأسرية، وكيف كانت العلاقة بين الخاص والعام، وبين الجهاز السري الذي كان
يراسه، والحياة السياسية العامة؟
يرى المقال أن الفيلم يميل الى التعاطف مع الجانب الإنساني، وليس مع
الجانب السياسي في شخصية هوفر. "إنه يرسم صورة لعملاق من عمالقة القرن
العشرين، بكل أسراره وعنفه، تطله للسلطة، ومهاراته الشخصية التي كان يروج
لها.. رجل شيد قلعة من الأسرار، وغرق في داخلها".
ويقول الكاتب إن إيستوود في اعتماده على السيناريو البارع، يتخذ منحى
حيويا في التاريخ (حتى لو كان يتحدث في الوقت الراهن) أساسا عن طريق
الانتقال بين السنوات الأولى لموفر، وما تلاها من سنين، حياته الشخصية
والعامة كمدير لمكتب التحقيقات الفيدرالي.
يبدأ الفيلم في أوائل الستينيات، بلقطة لمبنى ةوارة العدل الأمريكية
التي كتانت آنذاك مقر الإف بي آي، لتقديم المكان ولترسيخ فكرة أن الفيلم
يروي أيضا قصة مؤسسة، وبينما نسمع صوت ادجار هوفر يصيح قائلا "إن الشيوعية
ليست حزبا سياسيا لكنها مرض"، ينتقل المشهد إلى الداخل، حيث تستعرض
الكاميرا القناع الذي وضع على وجه جون ديللينجر قبل إعدامه (ديللنجر هو أحد
عتاة لصوص البنوك في الولايات المتحدة خلال الأزمة الاقتصادية الكبرى أواخر
العشرينيات وأوائل الثلاثنيات) قبل أن تتوقف الكاميرا على وجه هوفر الشاحب.
ويتناول الفيلم كما يذكرالمقال، تلك العلاقة الغريبة التي جمعت بين
هوفر وكلايد تولسون، الذي سيصبح ذراعه اليمنى فيما بعد ونائبه، والذي
سيعتمد عليه هرفر في مد سلطاته وتوسيعها.
يبدي المقال اعجابه بطريقة ديكابريو في أداء الدور، شابا ثم كهلا،
فالمعروف أن هوفر قضى نحو خمسين عاما في المباحث الفيدرالية.
الفيلم بدأ عرضه في أمريكا الأربعاء الماضي، ولم ينزل الأسواق
السينمائية الأوروبية بعد.
كان لإدجار هوفر ضحاياه وخطاياه، كما كانت له انحرافاته التي تناولها
بعض الأفلام بل والمسلسلات التليفزيونية التسجيلية، التي كشفت أيضا كيف كان
يقوم بتشويه الكثير من الشخصيات العامة، بمساعدة شركات سينمائية مثل وارنر
التي أنتجت الفيلم الجديد لايستوود كما يقول هذا المقال الطريف.
عين على السينما في
13/11/2011
"فاريتي":
عن اختفاءات سعاد حسني الثلاثة
في مجلة "فاريتي" (عدد 8 نوفمبر) كتبت جاي ويسبرج مقالا يحمل إشادة بالفيلم
التسجيلي اللبناني "اختفاءات سعاد حسني الثلاثة" الذي عرض في مهرجان الدوحى-
ترابيكا الذي الأخير.
تقول الكاتبة:
بتصويرها الجميل وتوليفها (مونتاج) الخبير يأتي فيلم فنانة الفيديو
رانيا اسطفان "إختفاءات سعاد حسنيالثلاثة" عملا متعدد الأوجه يستخدم لقطات
من شرائط الفيديو (VHS)لأفلام
النجمة المصرية سعاد حسني لاستكشاف صورتهاالأيقونية على الشاشة.
ويعتبر الفيلم الوثائقي الذي انتج بتمويل من بينالي الشارقة، عملا من
أعمال التركيب الفني والسينمائي على حد سواء، كاشفا عن الوسائل المتنوعة
لتمثيل المرأة كما تتجسد في أدوار سعاد حسني الكاريزمية.
ونظرالما كانت تتمتع به النجمة الكبيرة من جماهيرية، والجدل الدائر
حول وفاتها بصورة غير طبيعية في عام 2001، فمن المحتم أن يلقى الفيلم
استجابة من جانب الجمهور.
ينقسم الفيلم الى ثلاثة "فصول"، مع مقدمة وخاتمة، ويستخدم ثروة من
اللقطات من أفلام سعاد حسني الـ82، التي قامت ببطولتها في الفترة من أوائل
الستينيات إلى أوائل التسعينيات.
ورغم الاختزال الكبير يصور الفصل الأول من الفيلم سعاد حسني في فترة
شبابها وبزوغ موهبتها، ويركز الفصل الثاني عليها كامرأة تتمتع بالجاذبية
الجنسية، بينما يصور الفصل الثالث شخصيتها وهي في بمرحلة التوتر العاطفي.
ما زال الجدال محتدماحول وفاة سعاد حسني في لندن: فعلى الرغم من
القرار الرسمي الذي تم التوصل إليه باعتبار موتها انتحارا، كشف النقاب
مؤخرا من مزاعم تؤيد فكرة أن اغتيالها تم على يدي المخابرات المصرية، مما
يجعل فيلم اسطفان ناضجا بحيث يحمل أكثر من معنى.
عين على السينما في
13/11/2011 |