هبت رياح الثورات العربية لتغير نبض الحياة اليومية في البلدان
العربية وأيضاً مشهدها الفني والسينمائي. برنامج شباب توك تناول كيفية
معالجة السينما لـ"لربيع العربي" وهل سيتغير المشهد السينمائي في العالم
العربي؟
رغم أن الثورات العربية مازالت تتفاعل، إلا أن أثرها كان واضحاً على
الأفلام السينمائية، وبدأت الأعمال الفنية التي تتحدث عن الثورات في الخروج
للنور سواء الروائية منها أم الوثائقية. فيلم " 18 يوم" المصري الذي يتحدث
عن فترة الثورة مثلاً، شارك في مهرجان كان السينمائي في مايو/أيار الماضي،
وشارك هذا الأسبوع في مهرجان الفيلم العربي في برلين.
إلا أن المخرجة المصرية هالة جلال، إحدى مؤسسي مشروع "سيمات" للسينما
المستقلة انتقدت هذا الفيلم بشكل خاص، لأن تنفيذه تم "بشكل سريع جداً لا
يسمح بصناعة فيلم جيد" في رأيها من ناحية، ولأن كثيراً من صناع الفيلم
كانوا "من المقربين من النظام وتورطوا في سب الشهداء والثوار واتهامهم
بالعمالة" من ناحية أخرى، ما يفقدهم المصداقية عند القيام بمثل هذا العمل.
وقالت المخرجة الشابة في برنامج شباب توك على قناة دويتشه فيله عربية
إنه من المبكر صناعة عملاً روائياً الآن عن الثورة المصرية وكل الثورات
العربية "لأن الثورة لم تنته بعد ولم نستوعبها ولم نهضمها حتى نسطيع
التعليق عليها نهائياً"، على العكس من ذلك ترى جلال أن الأفلام الوثائقية
مناسبة أكثر في هذا التوقيت لأنها وسيلة لحفظ الذاكرة ولأنها "تجعل من رجل
الشارع بطلاً وتتعاطف مع المهمشين".
"من عاش الثورة بنفسه لن يرضى بمشاهدة من يقلده من الممثلين"
ويتفق كثير من مستخدمي صفحتنا على الفيسبوك مع رأي هالة جلال، حيث يرى
كاديروويست أنه من المبكر جداً إنتاج هذه الأفلام لأن نتائج الثورات لم
تتضح بعد، وترى باسنت عفيفي أن "الأوضاع يجب أن تستتب وتستقر أولاً في
البلدان التي قامت بها الثورات قبل صناعة هذه الأفلام" وبالنسبة لميمو
داليما فالسبب في رفض صناعة هذه الأفلام مختلف، لأنه يرى أن "من عاش الثورة
ودافع عن وطنه بنفسه لن يرضى أن يشاهد ممثلاً يمثل ما فعله، ولن يشعر
بالفيلم". ويضيف: "تخيل أنك قمت بشيء عظيم ثم يأتي أحد ليقلدك، فلن تعيره
اهتماماً لأنك قمت بالأمر قبله"، وهو لذلك يفضل الأفلام الوثائقية للتعبير
عن مثل هذه الأحداث.
بينما يرى الحسن ايفرغان أن الأمر يتوقف على طبيعة العمل والهدف منه،
فإذا كان يهتم بالوصف ورصد حالة الثورة زمنياً فذلك ممكن، أما إذا كان
العمل يريد أن يتجاوزه إلى استشراف المستقبل الذي لم يظهر حتى الآن، فذلك
مبكر جداً طبعاً.
ويختلف عبد المنعم بونار مع هذه الآراء قائلا إن "أفلام الثورات تكون
أكثر جمالاً وواقعية كلما أنتجت مبكراً وفي خضم الثورات". ويذكر بونار
بالفيلم الذي أنتجته الجزائر مع إيطاليا عن معركة الجزائر وحصد جوائز ونال
الإعجاب. كذلك يرى محمود خضر أن إنتاج مثل هذه الأفلام ضروري الآن "لنظهر
للعالم ما قمنا به". كذلك يرى علي القيسي أنه "يجب الإسراع في إنتاج
الأفلام عن الثورات العربية وتضمينها إرشادات ونصائح لإنجاح الثورة".
"السينما المستقلة أثرت في الثورة المصرية وتأثرت بها"
من ناحية أخرى تعتقد هالة جلال، وهي من المؤسسين لمشروع سيمات للسينما
المستقلة، أن الثورة باب للحرية فتح للمستقلين وفتحه المستقلون في مجال
السينما وفي مجالات التعبير الأخرى. وتضيف قائلة إن المستقلين بذلوا جهداً
لأكثر من عشرين عاماً في مصر والدول العربية للتعبير عن رأيهم بحرية،
"فكانت الثورة هي النتيجة والفرصة لتستمر الحرية، لأن الحرية بلا سقف".
وتعتقد المخرجة الشابة أن التأثير الكبير للسينما نابع من كونها تخاطب
الوجدان ولذلك فهي تؤثر بطريقة مختلفة عن الخطاب السياسي والاجتماعي. وترى
أن السينمائيين المستقلين أفادوا الثورة، واستفادوا منها لأن الفنان كان في
السابق مضطراً إما أن يعمل مع السلطة أو أن يختار الصمت أو المنفى أو
الدهاء في تقديم أعماله، بينما الاختيارات الآن أوسع والمجال مفتوح للتعبير
بحرية.
ترى هالة جلال أن السينمائي المستقل كان وحيداً لأنه لم يكن يلقى
دعماً لا من السلطة ولا من المجتمع الذي كان يتهمه بالعمالة لو قبل تمويلاً
من مؤسسة خارجية. ورغم أن الوضع لم يتغير كثيراً في رأيها، إلا أن هناك
فرصة للتغيير، بسبب هامش الحرية الذي أصبح المخرج يتمتع بها وبسبب رفض
الجمهور للأفلام غير الواقعية "لأنه مهموم بحاضره ومستقبله الآن بعد
الثورة".
وترى المخرجة المصرية أن الكتاب والمخرجين أصبحوا قادرين على تناول أي
فكرة وأي موضوع، ورغم عدم ثقتها في المنتجين الذين يبحثون بالدرجة الأولى
على الربح ويتقربون لذلك من السلطة أو يداعبون غرائز المشاهد على حد قولها،
إلا أنها ترى المخرج في التقنيات الحديثة التي جعلت أدوات التصوير
والمونتاج أرخص سعراً ما يتيح الفرصة لكثير من السينمائيين المستقلين
لتنفيذ أفكارهم. من ناحية أخرى، تجد جلال في الانترنت باباً لتحدي الرقابة
ولتحدي شروط المنتجين.
"السينما الألمانية بحاجة إلى ثورة"
ورغم الحرية الكبيرة التي تتمتع بها السينما الألمانية في التعبير عن
الموضوعات المختلفة إلا أنها لا تسلم من مشكلة التمويل أيضاً، ولذلك يعتبر
المخرج والممثل الألماني أكسل رانش الحاصل على جائزة المخرجين الشباب
الألمان أن "السينما الألمانية بحاجة إلى ثورة". ويقول رانش في برنامج شباب
توك إن الفيلم الألماني مرتبط بشكل كبير بالتلفزيون، ما يجعل المنتجون
يتساءلون عن فرص نجاح الفيلم ونسب مشاهدته قبل التساؤل عن موضوعه، لذلك فهو
يرى أن تمويل الأفلام السينمائية من قبل الإذاعات التلفزية يعد مشكلة
كبيرة. ويرى المخرج الألماني الشاب من خبرته الشخصية أن شركات الإنتاج تريد
توفير المال وتضع شروط متعددة وتطلب تغييرات كبيرة في النص، ما يجعله في
نهاية الأمر نصاً مختلفاً عما أراد الكاتب والمخرج إنتاجه. كما أنه يرى أن
هذا التوجه جعل معظم الأفلام أفلاما ترفيهية للتسلية ولم تعد فناً ينتقد
المجتمع ويساعد في تنميته.
ويوافق المخرج السعودي المقيم في برلين مجتبى السعيد على هذا الرأي
مضيفا أن المنتج أصبح رقيباً أيضاً، ولذلك فقد اختار أن ينتج فيلمه بنفسه.
كما يرى أنه "لم يعد هناك خط أحمر لإنتاج الأفلام لأن منفذ الانترنت
واليوتيوب فتح الباب لكل شيء"، لكنه يرى أن الرقابة يجب أن تكون رقابة
ذاتية.
"المجتمع السعودي يحتاج لكسر حاجز الخوف"
وبينما تعاني السينما المصرية والألمانية من مشاكل الإنتاج وتحكم
المنتجين في الأسواق، تعاني السينما السعودية من مشكلة مختلفة، "فالسينما
كثقافة ليست موجودة في السعودية وهذا يحتاج إلى تعب وجهد كبير من جانب
الشباب العاملين في السينما" على حد مجتبى سعيد. ورغم وجود صانعي سينما
سعوديين إلا أن صناعة السينما ليست موجودة في السعودية لأن صناعة الفيلم
تتطلب معاهد ومخرجين ومصورين.
لكن الفنان السعودي الشاب يعتقد أن حاجز الخوف لدى الجمهور السعودي من
السينما بدأ يتبدد على أيدي الفنانين الشباب، ويوضح قائلاً إن "المشاهد
السعودي ليس غبياً وهو متابع جيد للأفلام العالمية، وأن الشباب السعودي صنع
أفلام قادرة أن تثبت أنه جدير بالمنافسة، كما أنه ساعد في إزالة الفكرة
المنتشرة أن السينما مكان الفساد لأنه احترم عقلية المشاهد وثقافته واحترم
أنه جمهور محافظ، وبالتالي استخدم أدواته السينمائية محترماً هذه الثقافة".
يتمنى مجتبى سعيد العودة إلى السعودية "ليشارك لشعب همومه"
دويتشه فيله في
12/11/2011
ينافس على الأوسكار بنمط سرده غير التقليدي
«شجرة الحياة» معنى الوجود في قصيدة سينمائية
دبي ـ أسامة عسل
أخيرًا تم عرض فيلم المخرج الأميركي تيرينس ماليك شجرة الحياة في
صالات السينما المحلية، بعد شهور طويلة من حصوله على سعفة مهرجان كان
الذهبية، وعرضه منذ شهر تقريباً في مهرجان بيروت السينمائي، وبعد أن تعرض
إلى الانقسام بين الجمهور وأثار خلافات عميقة بين النقاد، وسواء انتصر
الجانب الإيجابي على السلبي أو العكس، يبقى هذا العمل رغم عدم تحقيقه نجاح
ساحق في شباك التذاكر، جدير بالمشاهدة، لأنه من خلال قصة حياة أسرة، يمنحنا
تفسيراً لتاريخ العالم ومعنى الحياة، ويدفع بنا إلى التفكير بأشياء نسعى
للأسف إلى تجاهلها، ولأنه أيضاً يضعنا أمام حقيقة أن على هذه الأرض ما
يستحقّ الحياة.
معنى الحياة
تدور قصه فيلم شجرة الحياة حول أب ترك أسرته لعقود من الزمن، وبعد ذلك
قرر العودة والبحث في المعنى الحقيقي للعلاقة بينهم، وتجرى الأحداث بداية
منذ عام 1950 حيث حكاية جاك الصبي في الحادية عشرة من عمره، ورحلته من
طفولته البريئة إلى مرحلة الصبا، ثم إلى خيبة الأمل مع سنوات النضج كونه
فقد روحه بهذا العالم المعاصر، وسعيه لاستعادة معنى الحياة وعلاقته مع
والده وأخوته، حيث يجد جاك نفسه ضائعاً، وتشهد علاقته كثيراً من التوتر مع
والده، الذي يفقده نتيجة عصبيته وحدته وهو انعكاس لظروف عمله، وحينما يفقد
جاك ارتباطه السوي مع والده يحاول تعويض ذلك بالعلاقة مع والدته، والتي هي
الأخرى تأخذ أنماطاً من الحدة كنوع من تأكيد الذات، ونعيش تلك المشاهد بين
زمنين الأول فقدان الأخ والثاني فقدان الأب، وبينهما يختبر جاك أول تجاربه
مع المرض والمعاناة والموت، فيتحول العالم أمامه إلى مكان يصعب العيش فيه.
التسامح والغفران
يكبر الطفل ويشعر أن روحه تائه في العالم الحديث، ولكنه يحاول مسامحة
والده ويغفر له، ليأخذ بعد ذلك خطواته الأولى في الحياة، وتنتهي القصة بزرع
الأمل من جديد وتسليط الضوء على الجمال والمتعة في كل شيء حول جاك، ومن
خلال ذلك السياق تذهب بنا الكاميرا إلى تحليل عميق ومتأمل في حالة الفقدان،
ومع المواجهات والرفض، تتحرك الحكايات في زمنين مختلفين، الأول الطفولة
والثاني الكبر، وتجسد المشاهد من خلال لقطات سريالية، الظواهر البركانية
وانجراف المياه، وتلك الظواهر تذكر الابن أباه في صغره، في استعادة للحظات
حياته الماضية، والتي تحيط بها كآبة كبيرة، لأسباب كثيرة ومنها المرض الذي
أصابه.
لغة الصورة
يعتبر الفيلم رحلة عميقة إلى صميم التجربة الإنسانية، حيث الموت
والحياة لا يتعايشان دائماً بسلام وطمأنينة، مع إبهار سينمائي تمتزج فيه
الأزمنة والأماكن المتباعدة بعضها عن البعض، ولقد وصلت فيه حرفة السينما
إلي ذروة عالية من البراعة، فبفضل كاميرا المصور المكسيكي ايمانويل
لوبيزكي، شاهدنا أمثلة مدهشة علي براعة التصوير، يصعب التعبير عن روعتها
بلغة الكلام، وبفضل عبقرية التوليف في عملية المونتاج انسابت صور شجرة
الحياة تشع ملامح عصور، بعضها يرجع إلى الانفجار الكوني الكبير، وبعضها
يرجع إلى خمسينات القرن الماضي، وبعضها يرحل بنا إلى الزمن المعاصر في
ولاية دالاس، حيث يعمل أكبر أولاد تلك الأسرة شون بن، وفجأة تنتقل بنا إلى
ما بعد نهاية الزمان، وكل ذلك ينساب أمام أعيننا، متجولا بين تلك العصور
المختلفة زماناً ومكاناً، ذهاباً وإياباً، بحيث بدا وكأنه يجمع بينها
انسجام خلاق، يسعى بالوجود إلى مزيد من الصعود والارتقاء، والفيلم بإيقاعه،
وابتعاده عن أسلوب السرد التقليدي، يعلمنا الدرس الأهم في حياة أي إنسان،
وهو القدرة على الإيثار.
رحلة عبر الزمن
استغرق تيرانس ماليك أربع سنوات لإعداد فيلم شجرة الحياة، الذي ينافس
بقوة على جوائز الأوسكار المقبلة، وقرابة السنتين من عمليات المونتاج، وصنع
قطعة فنية جميلة وصلت في النسخة الأصلية للعمل إلى ست ساعات قبل تقصيرها،
لتعرض تجاريا في مدة ساعتين و20 دقيقة، وهناك نية لدى المخرج لطرح النسخة
الطويلة في فيلم وثائقي يحمل عنوان رحلة عبر الزمن.
«الخالدون» أسطورة يونانية عن القوس المفقودة
دبي - البيان
بدأ في صالات السينما المحلية عرض فيلم
IMMORTALS ـ الخالدون، الذي يستدعي حكاية مقتبسة من الملاحم الإغريقية، وهو أحد
أهم أفلام هذا الأسبوع بلا منازع، من نفس منتجي فيلم 300، وقد تم إنتاجه
بميزانيات ضخمة ومؤثرات بصرية لافتة بتقنية العرض ثلاثي الأبعاد، ويطرح في
الإمارات بالتزامن مع عرضه العالمي الأول بالولايات المتحدة، من تأليف
تشارلي وفلاس وبطولة هنري كافيل وميكي رورك وجون هيرت.
سيادة العالم
تدور أحداثه حول أسطورة ثيزيوس، الذي اختاره زيوس، ليقود الكفاح
المرير ضد الملك هايبرون، الذي قاد جيشا فتاكا عبر اليونان القديمة، بحثا
عن القوس المفقودة التي اخترعها آريس، ويستطيع بامتلاكها أن يصبح سيد
العالم بلا منازع.
مخرج الفيلم تارسيم سينغ هندي من مواليد 1961، قضى مرحلة من طفولته
بإيران مع والده الذي كان يعمل في مجال هندسة الطيران وانتقل للولايات
المتحدة بعد ثورة الخميني، وقد اشتهر في مجال موسيقى الفيديو كليب
والإعلانات التجارية وأنتج عددا من الإعلانات المهمة لشركات نايكي
وكوكاكولا وغيرها، ثم انتقل للسينما وأخرج عددا من الأفلام المعروفة مثل
المنظمة مع كاميرون دياز، والسقوط الذي شارك به في مهرجان تورنتو السينمائي
الدولي، أما بطل الفيلم هنري كارفيل، الذي لعب دور القائد ثيزيوس، فهو ممثل
بريطاني ظهر في عدد من الأفلام منها الكونت دي مونت كريستو، وستار داست.
تحفة سينمائية
فيلم الخالدون عمل ضخم بتقنية الـ (D3)
من استوديوهات يونيفرسال، يستلهم أحداثه من الأساطير القديمة الغنية
بملاحمها وتراجيدياتها، ولا يعتبر هذا الفيلم بالمعنى الحرفي تحفة
سينمائية، مثل كوفاديس وغيرها من ملاحم الخمسينات والستينات، ولكنه مليء
بالأكشن والمغامرة والعبر المستمدة من روح التراث اليوناني القديم، ويستحق
المشاهدة.
البيان الإماراتية في
12/11/2011
"أرشيف بيدرو المودوفار"
يوسف يلدا – سيدني:
قدّم المخرج الإسباني بيدرو المودوفار يوم أمس، في حفل بلوس أنجلوس،
الطبعة الأولى من كتابه الجديد "أرشيف بيدرو المودوفار"، وهو عبارة عن
مجموعة دراسات تستعرض مسيرة المخرج المعروف منذ 1980، العام الذي عرض فيه
أول فيلم له وكان بعنوان "بيبي، لوسي، بوم، وفتيات آخريات مثل أمي".
كتاب المودوفار الصادر عن دار "تاسكين"، يقع في 410 صفحة، ومزود
بحوالي 600 صورة، البعض من هذه الصور تنشر لأول مرة، وتلقي الضوء على 18
فيلماً سينمائياً أنجزها المودوفار على مدى ثلاثة عقود قضاها خلف الكاميرا.
ومن المتوقع أن يصدر الكتاب، بصورة رسمية، في الأول من شهر ديسمبر القادم،
وبسعر 200 دولار.
أهدى بيدرو المودوفار كتابه الى كل من يعمل في شركة الإنتاج "إل ديسيو"
الخاصة به، والى إسبانيا، البلد الذي قال عنه خلال حفل إطلاق كتابه هذا، في
دار "تاسكين" في بيفرلي هيلز، حيث رافقه أنتونيو بانديراس: "يبدو في بعض
الأحيان صعب المراس، لكن هناك الكثير من الأسباب التي تدعو لتقديم كل الشكر
له". مضيفاً: "أن حياتي، وكتابي هذا، والأفلام التي قمت بإنجازها، ما هي
إلاّ ثمرة الديمقراطية في إسبانيا. ومن دون هذه الديمقراطية، لم يكن لي
وجود، أو ربما كنت قد ظهرت بلغات أخرى. كان من المستحيل صناعة البعض من
أفلامي تحت حكم الديكتاتور فرانكو".
ويتذكر المودوفار بداياته، خلال سنوات "الحركة" المدريدية، وكم كان
مبهوراً "بما كان يدور في الشوارع"، مكونات تحولت الى دعائم لأفلامه والتي
"كانت تبدو فضائحية بعض الشئ. كنت مدركاً أن عليّ أن أصنع أشرطة فلمية
رخيصة جداً، لأقول كل ما أريد قوله، لأن المال دائماً يحمل بين طياته
الكثير من الإلتزامات، ولم يكن الوقت مناسباً لذلك. كنت أراني مخرجاً
إحتجاجياً، وهؤلاء هم ممن يتعاطون المخدرات، ولهم حياتهم الليلية المفعمة
بالنشاط، ويمارسون الجنس بجنون ".
وبالنسبة لأنتونيو بانديراس، الذي يتردد إسمه كثيراً في الكتاب، حيث
شارك في خمسة أعمال فيلمية من إخراج السينمائي الإسباني، فأن الكتاب عبارة
عن "رحلة الى الماضي، ليس فقط لمن يعشق السينما، بل لكل من يعشق الحياة،
لأن هذا الكتاب يتحدث عن ذلك، عن أشياء حقيقية، وأناس من واقع الحياة". ومن
ثم يعرج الممثل بانديراس للحديث عن كيفية لقائه بالمخرج المشهور بإحدى
المقاهي، وكيف طلب منه أن يتفرغ للسينما، لأن "ملامح وجهي رومانسية جداً.
وعندما تركنا، سألت أصدقائي عمن يكون هذا، قالوا لي أن إسمه بيدرو
المودوفار. قام بإخراج فيلم واحد فقط، وسوف يكتفي به".
لقد إستطاع المخرج الإسباني بيدرو المودوفار، حسب ما أشار إليه بطل
فيلم "الجلد الذي أسكنه"، أن يعمل على تغيير السينما الإسبانية تغييراً
جذرياً، والوقوف بوجه الذين كانت الكلمة في قبضتهم، إعتادورا على فرض نوعية
الأفلام التي يجب صناعتها. لقد كسر جميع تلك القيود، وولج الى عالم أسس على
أرضيته العملية الإبداعية، في بعض الأحيان قاسية، لكنها شديدة الإثارة
دائماً.
إيلاف في
12/11/2011
إيرادات أفلام العيد تؤكد عودة السينما التجارية بقوة في
مصر
أحمد فايق – القاهرة
حقق أحمد حلمي صعودا كبيرا في إيرادات أفلام عيد الأضحى هذا العام،
ووصلت إيرادات فيلمه الجديد "إكس لارج" حتى نهاية اليوم الثالث من عيد
الأضحى ستة ملايين و500 ألف جنيه مصري، حيث يعرض الفيلم في 100 قاعة عرض،
ونجح الفيلم في تحقيق رواج كبير لدور العرض المصرية، وحقق ثماني حفلات عرض
يومية إمتدت حتى الفجر، كما حقق الفيلم رقما قياسيا جديدا ثالث أيام عيد
الأضحى بلغ ثلاثة ملايين و282 ألف جنيه، ليصبح أعلى إيراد في تاريخ السينما
المصرية، ويتفوق حلمي على نفسه بعدما حقق رقما قياسيا سابقا بتحقيق 2 مليون
جنيه في يوم واحد عن فيلم "بلبل حيران".
جاء في المركز الثاني في الترتيب فيلم "سيما علي بابا" لأحمد مكي،
وحقق خمسة ملايين و576 ألف جنيه في 80 قاعة عرض، وبلغ أعلى إيراد يومي له 2
مليون جنيه في ثاني أيام العيد، لتنحصر المنافسة بين الأفلام الكوميدية هذا
الموسم.
وجاء في الترتيب الثالث فيلم "أمن دولت" لحمادة هلال وحقق 2 مليون
و225 ألف جنيه، وحقق أعلى إيراد يومي له في ثالث أيام العيد ب734 ألف جنيه،
المفاجأة أن فيلم المخرج خالد يوسف "كف القمر" تذيل قائمة الإيرادات للمرة
الأولى في تاريخه محققا مليون و917 ألف جنيه فقط، وحقق أعلى ايراد يومي له
في ثالث أيام العيد وهو 440 ألف جنيه.
ويتضح من الإيرادات أن الجمهور المصري فضل الأفلام الكوميدية على
الميلودراما، ومن المتوقع أن تتخطى إيرادات أفلام العيد في اليوم الرابع 22
مليون جنيه، ليصل عدد مشاهدي السينما المصرية في أسبوع واحد فقط مليون
مشاهد، وهو رقم قياسي يتخطى موسم عيد الأضحى الماضي، ويؤكد عودة قوية
للسينما التجارية في مصر، بعد فترة هبوط خلال الأشهر التسعة الماضية.
فارييتي العربية في
12/11/2011 |