فى إحدى الندوات السينمائية فى مهرجان «عنابة» الذى أقيم بالجزائر
قبل نحو عشرين عاما قال المخرج الكبير الراحل «صلاح أبوسيف» لماذا لا
يستمتع
الجمهور المصرى بهذه الأفلام.. حيث تساعدنا الترجمة الإنجليزية على
استيعابها ولكن
حتى يصل الفيلم إلى قاعدة عريضة ينبغى أن تصاحبه ترجمة عربية.. على الفور
كنت أستمع
إلى سينمائى من المغرب العربى يؤكد رفضه للاقتراح ويعلن بحماس أننا نتحدث
مثلكم
اللغة العربية فلماذا نفهمكم ولا تفهموننا.. ابذلوا بعض الجهد لتعرفوا
مفردات
وإيقاع لهجاتنا!!
أتذكر قبل بضع سنوات فى العديد من المهرجانات العربية أن
هناك سؤالاً شائكاً واقتراحاً مرفوضاً بل وينتقل من درجة الرفض إلى الإدانة
مهما
كان حسن نوايا قائله السؤال هو أن لهجات دول المغرب العربى غير مفهومة
للمتفرج
العربى ولهذا لا تنجح الأعمال الدرامية عند عرضها جماهيريا.. الاقتراح
المدان هو أن
يتم كتابة تعليق على الشاشة للحوار بلغة عربية مبسطة تقترب من لغة
الصحافة.. أتذكر
أن عدداً من كبار السينمائيين العرب طالبوا به مثل المخرج الراحل «صلاح
أبوسيف» فى
عدد من المهرجانات وكنت شاهداً على بعضها مثل «قرطاج» فى تونس، أو «عنابة»
بالجزائر، أو «تطوان» بالمغرب.
أصبح الآن من المعتاد فى المهرجانات
الخليجية مثل الدوحة وأبوظبى ودبى أن تشاهد الفيلم الذى ينتمى إلى دول
المغرب
العربى تصاحبه ترجمه إلى العربية مثل الفيلم الجزائرى الرائع «طبيعى»
للمخرج «مرزاق
علواش» الحاصل على جائزة أفضل فيلم فى مهرجان الدوحة ترايبكا وكان ناطقا
باللهجة
الجزائرية ومترجماً للعربية!!
والأمر ليس غريباً وتكرر فى العديد من
المهرجانات الكبرى مثل «كان» حيث يضع أحياناً ترجمة إنجليزية لبعض الأفلام
الناطقة
بالإنجليزية مثل الأيرلندية.. مثلاً قبل أربع سنوات فيلم «الريح تهز حقول
الشعير»
الناطق بالإنجليزية والحائز على جائزة السعفة الذهبية صاحبته ترجمة
للإنجليزية..
والهدف هو أن تصل الرسالة التى يحملها الفيلم من خلال الحوار إلى الجمهور
بدون أن
تهرب منه أى كلمة غامضة بسبب طريقة النطق!!
المتفرج العربى يستوعب ببساطة
اللهجة المصرية ولكنه يجد صعوبة فى التعامل مع اللهجات المغاربية كما أن
العالم
العربى يعتبر أن الإبداع المصرى عربى قبل أن يكون مصرياً ولهذا نقول مثلاً
عميد
الأدب العربى «طه حسين» وسيدة الشاشة العربية «فاتن حمامة» وعميد المسرح
العربى «يوسف
وهبى» وسيدة الغناء العربى «أم كلثوم».. دائماً ما تقدمه مصر هو عربى وليس
فقط مصريا.. كل هذه الروافد ساهمت فى انتشار اللهجة المصرية.. أنت عندما
تسير فى
شوارع تونس القديمة تستمع إلى أغنيات «أم كلثوم» أكثر من أى مطرب أو مطربة
تونسية
ورغم ذلك يجب أن نعترف أن الإعلام المصرى لم يمنح الفن العربى ما يستحقه..
وبالتالى
فإن فرصة المشاهد المصرى تتضاءل فى التعرف على اللهجات غير المصرية.. مطربو
المغرب
العربى باستثناءات قليلة نادراً ما يقدمون أغنيات بلهجة بلادهم على عكس
مطربى لبنان
وسوريا والخليج كثيراً ما يقدمون أغانى بلهجاتهم فيسهمون فى انتشارها!!
«صابر الرباعى» يستخدم أحياناً كلمات مثل «بارشا» وهو تعبير شائع فى
تونس
يعنى «كثير» وأيضاً الفضائيات الآن تلعب دوراً فى التعرف على
اللهجات العربية فأنت
تستمع إلى اللهجات فى المشرق والمغرب
والخليج.. إلا أن كل ذلك لا يعنى أن المشكلة
قد انتهت، فلا يزال هناك مأزق فى استيعاب لهجات المغرب العربى خاصة فى
الأعمال
الدرامية ولا يمكن أن نطلب من كاتب الدراما الجزائرى مثلاً أن يكتب حواراً
بلغة
فصحى مبسطة حتى يستوعبها كل العرب.. لأن الشخصية الدرامية ينبغى أن تنطق
مفرداتها
هى وأن تعيش عالمها.. الترجمة من اللهجة المغاربية إلى العربية المبسطة حل
ناجح
طبقته المهرجانات الخليجية منذ عام 2004 مع انطلاق مهرجان دبى واستمر حتى
الآن
فلماذا لا نكرر ذلك فى كل المهرجانات العربية، بل لماذا لا يفكرون فى
تنفيذه بعيداً
عن أى حساسية فى مهرجانات المغرب العربى مثل قرطاج ومراكش ووهران مثلما
اقترح قبل
عشرين عاماً المخرج الكبير «صلاح أبوسيف»؟!
مجلة روز اليوسف في
12/11/2011
روعة «حلمى».. وديك «مكى»!
كتب
طارق مرسى
خيط ليس رفيعاً بين «اللعب مع الدماغ» و«اللعب فى
الدماغ».. الأول يقوم على احترام العقل والتحاور معه على أرض الواقع
والدخول به إلى
منطقة «الجدل الصاعد».. بينما الثانى يجنح إلى الخيال إلى حد الوهم ويصل
معه إلى
«الجدل
الهابط».
هذا هو الفارق بين فيلمى الفتى الذهبى «أحمد حلمى»، «إكس
لارج» و«أحمد مكى»، «الحصان الأسود»، و«سيما على بابا» فالأول اختار
موضوعاً
إنسانيا يراهن به فى مقطوعته الكوميدية الجديدة فى قالب «الفارص»
فى حين دخل الثانى
فى مغامرة خيالية ثنائية والتحليق معها بأجنحة «الفانتازيا».
العملان يعتمدان على منصات كوميدية ولكل مدرسته الخاصة وقد نجحا
فى تحقيق الهدف منهما وهو «الضحك» لكن الأول «تضحك معاه» أما الثانى
فـ«تضحك عليه»
وحقوق الرعاية لدنيا وإيمى سمير غانم فى حالة فنية فريدة من نوعها مع
البطلين.
بمجرد أن تبدأ أحداث فيلم «إكس لارج» فإن أحمد حلمى يفاجئك بتكوينه
البدين
القريب الشبه من الكوميديان الراحل «علاء ولى الدين» لكن قبل أن تدخل فى
جدلية
أطرافها المخرج شريف عرفة وأحمد حلمى والمخرج مجدى الهوارى ومعهما الراحل
علاء ولى
الدين لأن «مجدى» هنا هو الشخصية التى يقدمها فى الفيلم بينما الذى أقصده
فهو
المنتج الذى كان طرفاً أصيلاً فى مشروع علاء ولى الدين وأحمد
حلمى كمنتج فى فيلمى «عبود
على الحدود» و«الناظر» قبل احترافه الإخراج فيما بعد وقبل أن تستغرق فى
وجود
حالة «نستولوجية» أو حنين إلى الماضى لهذه الأسماء وهى موجودة بالفعل ربما
تعلق
إحياء للذكرى الثامنة لوفاة علاء ولى الدين الذى رحل فى نفس
التوقيت مع العرض الأول
للفيلم فى عيد الأضحى.. لكن تأخذك عبقرية «حلمى» سريعاً مع الشاشة لتتابع
عالم رسام
الكاريكاتير الفنان «مجدى» بحسه المرهف الذى يعانى من ضخامة جسمه لكن
بداخله شخصية «نبيلة» تعطى ولا تأخذ من خلال علاقاته مع
المحيط الذى يتحرك حوله وهو أصدقاؤه
المقربون وتدخله فى إطفاء نيران مشاكلهم المتعددة، لكن سرعان ما تتعاطف معه
عندما
يجرك إلى شعوره بالفراغ العاطفى واحتياجه للحب ليملأ عليه وحدته الذى يكسره
بين
الحين والآخر حنان خاله «إبراهيم نصر» بسؤاله عنهم وانشغاله به..
ثم يدخل مجدى فى
علاقة حب من طرف واحد مع دنيا «دنيا سمير غانم» المغتربة والتى تعود لكن
العلاقة
محكوم عليها بالفشل بسبب «البدانة».. يخوض «مجدى» معركة داخلية مع نفسه
والمحيطين
به فى النهاية يتحقق «الأمل» بالإرادة وحب الحياة.
إن تكيف الإنسان مع النماذج المحيطة به فى حاجة إلى إرادة
ورغبة فى التغيير دائماً للأفضل هذه الإرادة نسجها بمهارة السيناريست «أيمن
بهجت
قمر» رؤية بطريقة السهل الممتنع للمخرج شريف عرفة وأداء متمكن
وراق ورائع لأحمد
حلمى فى مباراة كوميدية خالية من الانفعال والابتذال والتصنع كعادة أحمد
دائماً حيث
يشعرك بأن ما تراه على الشاشة محسوب ومعمول حسابه حتى الممثل الذى يظهر
بالموبايل
وهو يتحدث إلى والده فى أغلب الظن له مساحته وحضوره بينما
تستمر دنيا سمير غانم فى
حالة تألق وهج ينبئ بمستقبل كبير على الشاشة ومعها شقيقتها الشقية (إيمى)
الغارقة
فى الحب على توتير والفيس بوك أيضا الفتاة الذهبية السمراء لاعبة الكاراتيه
فهى
تتمتع بحضور لافت وموهبة كبيرة إلى جانب أن الحضور القليل
لخالد سمير سرحان.. لم
يمنعه من ترك بصمته وموهبته.
مفاجأة الفيلم كانت هى عودة الممثل الكوميدى
إبراهيم نصر وأثبت أداؤه فى الفيلم أنه طاقة أهدرها فى
الكاميرا الخفية رغم مهاراته
الكوميدية الواضحة وكانت وفاته من المشاهد المؤثرة حتى لحظة تأبينه التى
يأخذك فيها
حلمى بذكاء إلى بيان التنحى الشهير.
من عالم الواقع إلى عالم الخيال والكواكب
وعشش الفراخ وعالم الفئران ورحلة ثنائية من الفضاء والبحث عن
الزعامة ومكافحة
الطغاة فى أفلاكه الواسعة والعالم السرى للدجاج والديوك وصراعهما الأزلى
ليقدم (أحمد مكى) فيلمين فى بروجرام واحد على
طريقة (سيما على بابا) وهى لمن لا يذكرها
سينما الدرجة الثالثة التى تعرض فيلمين فى برنامج واحد الأول
يدخل عالم الفضاء
والكواكب بشخصية (حزلقوم) أو (حزلؤوم) وهى نفس الشخصية التى قدمها فى فيلمه
(لا
تراجع ولا استسلام) فى ظهور ثان يفيد الاستسهال والنصب وليس التأكيد رغم
استدعائه
مشاهد جديدة على أنقاض اغتيال زعيم ومطاردة طغاة وفسدة وأشباح
ماركة جمال وعلاء
مبارك ورغم استخدامه لأسماء شخصيات بأسماء أشهر الأدوية التى تتداولها كل
الأسر
المصرية سواء مسكنات أو مضادات حيوية ومطهرات معوية (ريفو - وفولتارين -
أنتوسيد
-
أوجمنيتن) وغيرها رغم ذكاء استخدامهم كل حسب دوره.. ومن الفضاء إلى
الأرض حيث
البرنامج الثانى من الفيلم (الديك فى العشة) وعالم الحيوانات الأليفة
والصراعات غير
الأليفة بينها ثم النهاية على أغنية شهيرة للأطفال لمحمد ثروت بعد فاصل من
المشاهد
التى من الممكن أن تؤهل (مكى) لتمثيل مصر فى مهرجان سينما الأطفال الدولى
أو عرض
كليبات منها فى برنامج (عالم الحيوان).
فى معركة موسم الأضحى تفوق (حلمى)
كالعادة فى شباك التذاكر والإيرادات بينما جاء (مكى) وبفارق كبير فى المركز
الثانى
رغم أن التوقعات كانت تتجه إلى تحقيق مفاجأة أو حتى تضييق المنافسة لوجود
فارق فى
الإمكانيات والخبرات.. عبقرية حلمى التى هى دائما على أرض
الواقع وعبقرية مكى
المحلقة فى الخيال رغم الأداء الراقى والبسيط الذى قدمه فى مسلسله
التليفزيونى (الكبير أوى) والذى دفع الجميع للرهان عليه
لكن ربما فى مناسبة أخرى.
مجلة روز اليوسف في
12/11/2011
«سيما
على بابا» أونطة.. هاتوا فلوسنا
كتب
محمد عادل
لم يتم الاكتفاء بكل الفشل الذى أحاط بالفيلم ، بل سرت
شائعة أن هناك دعوى قضائية من إحدى الشركات التجارية على الفيلم بسبب
استغلال أحد
منتجاتها بدون إذن، هذا وقد علمنا أن الشركة المنفذة للفيلم والتى تحمل اسم
bird eye
المملوكة لـ«أحمد مكى» و«محمد الدياسطى» هى فى الأساس مملوكة لابن
«علاء
الخواجة»- زوج المنتجة «إسعاد يونس» صاحبة الشركة العربية للإنتاج والتوزيع
والموزعة لفيلم «سيما على بابا
لم يكن مستغربا أن يخرج الجمهور
المصرى من منتصف فيلم «سيما على بابا» الفيلم عبارة عن فيلمين
فى فيلم واحد على
طريقة البيتزا اشترى واحدة واحصل على الأخرى هدية.. الأول بعنوان «اذهب
واقتلهم
جميعا ثم عد سالما: حرب الكواكب» والذى اتخذ فيه كل أشكال الـparody «المحاكاة
الساخرة» على أجزاء الفيلم الأمريكى الشهير
star wars
حرب الكواكب الأصلى.
هنا فقط يقرر صناع الفيلم إدخال شخصية «حزلقوم» المعروفة لهذا العالم،
ليتحول لقائد عام لكوكب «ريفو»، بعد موت القائد الحقيقى، وهى الخطة
الشيطانية التى
فكر فيها قائد الدفاع «أوجمنتين» بالتعاون مع التوءم « نوفالجين»، طبعا
الشعب لا
يظهر فى الفيلم سوى فى شكل تكتلات فى صحراء جرداء، كأنه ليس له
وجود، لا يوجد أمام
الشعب سوى شاشة كبيرة- أشبه بشاشة التليفزيون- فيها لقاءات هدفها طبعا
تعظيم القائد
العام للكوكب، فى الوقت الذى تحاول فيه «المعارضة» التى يتزعمها «إنتوسيد»
بأن ينبه
«حزلقوم»
أن هناك مؤامرة تهدد كوكب الأرض بالدمار بسبب طمع «أوجمنتين»، طبعا هذه
الأحداث تذكرنا بأحداث مشابهة على أرض الواقع ، وكأن صناعه يقولون
للمشاهدين
: «الحدق يفهم»
فى الجزء الأول كثير من المشاهد بها مط وتطويل وكان يمكن
اختصارها مثل مشهد لقاء «حزلقوم» بـ«معتز الدمرداش» فى البداية، والخدع
تعتبر
بدائية إلى حد ما.
الجزء الثانى وهو «الديك فى العشة» يأتى أقرب إلى شكل «مسرح الأطفال» الجمهور لم يتقبله، فالقصة
ببساطة عبارة عن «حدوتة أطفال»، فيها
الكلب، البطة، المعزة ، الأرنب، الدجاجة، جميعهم خائفون من
الضباع، لهذا يقدمون
إتاوات إليهم حتى يتركوهم فى سلام، هنا الكلب يصبر أصدقاءه بحكايات عن
صديقه الديك
والبطل المغوار «حبش» الذى سيأتى فى يوم ما لإنقاذهم، يصل فعلا الديك، لكنه
«برابر»
ومعه صاحبه الفأر، الاثنان لصان، لكن الكلب يتعرف عليه على أنه «حبش»!..
هنا يقرر «برابر» أن يستقر مع هؤلاء على اعتبار أن
«حبش» حامى حمى المزرعة، تأتى الضباع،
الكل يكتشف بطولة «حبش/ برابر» المزيفة، لكن «برابر» يقرر أن
يتغير، يحاول إقناع كل
حيوانات المزرعة أن يكونوا «إيد واحدة»- والمعنى واضح- حتى يستطيعوا أن
ينتصروا على
الضباع، وطبعا الأحداث مشابهة لما يحدث الآن، وكأنه يشبهنا بالحيوانات!!
المشكلة أيضا هنا أن الجزء الثانى من الفيلم «الديك فى العشة» بدائى
جدا،
بدءا من الأزياء، المكياج، إحساس الجمهور العام- خاصة الشباب - إنه تحول
فجأة
لجمهور من الأطفال لكى يسمع حكاية «الجدة» فى زمن فيه إنترنت
وكمبيوتر.. هنا أكثر
من نصف الجمهور ثار على العرض وغادر القاعة ولم يستطع أن يكمل مشاهدة
الفيلم بسبب
التحول المفاجئ من قمة التكنولوجيا وسفن الفضاء والكائنات الفضائية الغريبة
لقصة من
قصص «المكتبة الخضراء»! الإيقاع فى الجزءين أكثر مللا يزيد فى
الجزء الثانى على
الجزء الأول، حيث الأداء التمثيلى فى الجزء الثانى متخشب بسبب محاولات
«أحمد مكى»
تقليد مشية الديك.
مجلة روز اليوسف في
12/11/2011
محمد ثروت نجم أفلام العيد
كتب
اسلام عبد
الوهاب
رغم استبعاد محمد ثروت من مهرجان الموسيقى العربية فى
دورته الــ20 والتى انطلقت فعالياتها بالأمس لتستمر حتى 20 من نوفمبر
الجارى فإن
هذا لم يلغ كونه نجم أفلام موسم عيد الأضحى المبارك، نجومية
ثروت فى أفلام العيد
كانت صوتا بلا صورة، وهذا وحده يكفى على اعتبار أن علاقة ثروت بجمهوره هى
علاقة فى
الأساس صوتية نسبة إلى كونه مطربا وليس نجما سينمائيا.
وإن كان ظهور ثروت صوتا وصورة تكرر من قبل مرات عديدة
وفى أعمال درامية ناجحة سواء تليفزيونية مثل «هى وغيرها» و«الطاووس» أو
سينمائية
مثل «ابن مين فى المجتمع» و«للأباء فقط»
.
إطلالة ثروت علينا فى
العيد جاءت من خلال فيلمين هما: «كف القمر» بطولة وفاء عامر وخالد صالح
وهيثم زكى
وشارك فيه ثروت بأغنيته «يارسول الله أجرنا» وفيلم «سيما على بابا» بطولة
أحمد مكى
وقدم فيه أغنية «جدو على» والأغنيتان قديمتان الأولى عمرها
يزيد على 10 أعوام
والثانية يزيد على 20 عاما لكن اختيارهما جاء للضرورة الدرامية التى
احتاجها
الفيلمان، التواجد السينمائى الصوتى لثروت عوضه عن عدم مشاركته فى حفلات
مهرجان
الموسيقى العربية بعد أن استبعدته رتيبة الحفنى رئيس المهرجان
مع سبق الإصرار
والترصد ومن الواضح أن مسألة الاستبعاد مسألة شخصية حسب هوى «الحفنى» بدليل
أن هناك
مطربين يشاركون بشكل سنوى وكأنهم مقررون على المهرجان فى الوقت الذى يتناسب
فيه صوت «ثروت» مع مثل هذه النوعية من المهرجانات
ورغم ذلك يتم استبعاده.
مشاركة «ثروت»
فى فيلم «كف القمر» بأغنيته يارسول الله أجرنا ربما زادت من رصيده على عكس
فيلم «سيما على بابا» الذى أصاب الجمهور باستياء شديد من مستواه الفنى
والأدائى
لبطله «أحمد مكى» الذى ظهر وكأنه فى ساحة سيرك وليس أمام
كاميرات سينما من المفترض
أنها تحترم عقلية المشاهد.
الغريب أن ثروت لم يشاهد فيلم مكى حتى الآن ولم
يقرأ حتى السيناريو بل أنه وافق على طلب صناع الفيلم فى
الاستعانة بأغنيته «جدو
على» دون نقاش ويبدو أن الموافقة السريعة التى أبداها ثروت لرهانه على أن
أفلام مكى
لها جمهورها وهو ما سيخدم الأغنية، إلا أن فى هذا الفيلم تحديدا خاب ظن
الجميع فيه
ولم يكن فى الفيلم كله ما يستحق الإعجاب إلا أغنية ثروت التى ظلمت بوضعها
فى فيلم
سيئ كهذا، الموقف يختلف فى فيلم «كف القمر» والذى احترم فيه
«خالد يوسف» قيمة
الأغنية ووضعها فى مكانها الصحيح فى فيلم صنع بشكل مقبول فخدم الأغنية كما
خدمت
الأغنية المشهد الذى أختيرت من أجله ثروت أكد أن مكى ويوسف هما اللذان
اتصلا به
للحصول على الأغنيتين بصرف النظر عن المبلغ المطلوب فيهما إلا
أن ثروت قال لـ«مكى»
لن أشترط أي مبلغ وسأوافق على الرقم الذى ستحددونه وهو ما حدث بالفعل أما
خالد يوسف
فأبلغه ثروت أن الأغنية إهداء منه للفيلم ويوضح ثروت ذلك قائلا: لأن خالد
دفعتى فى
هندسة شبرا ولا يمكن أن أطلب منه مقابلا لها. «ثروت» يبدو أنه
قدم السبت لـ «خالد
يوسف» على اعتبار أنه يتمنى أن ثروت لم يحصل من خالد يوسف على مليم واحد
نظير
أغنيته «يارسول الله أجرنا» على أعتبار أنه قد يكون عربونا لمشروع سينمائى
قريب
بينهما.
مجلة روز اليوسف في
12/11/2011
رانيا يوسف تكتب:
كف القمر.. خالد يوسف يهاجر من العشوائيات إلي
حلم الوحدة المستحيلة
·
وفاء عامر أثبتت لمرة أخري أنها مازالت تخبئ الكثير طاقات التمثيلية
تحتاج إلي مخرج مكتشف ينقب عنها في كل عمل جديد
·
خالد يوسف هذه المرة صدمنا بتوظيف أسلوبه النمطي في الدخول إلي عالم
الفقراء حتى مع اختلاف البيئة
·
النساء والمال في كف القمر أكثر الأسباب التي فرقت شمل الإخوة.. ومعظم
الشخصيات النسائية في الفيلم أصابها السيناريو بالعطب
خالد يوسف ، هو أكثر المخرجين في جيله الذي يذكر اسمه مع اسم العمل
الذي يقدمه، فنقول عادة ونحن ذاهبون إلي دار العرض ، ذاهبون لمشاهدة فيلم
المخرج خالد يوسف، وليس لمشاهدة فيلم كذا، ولم يربط المشاهد بين اسم المخرج
والعمل إلا في حالات خاصة جداً كالمخرج الكبير حسن الإمام أو صلاح أبو سيف
أو يوسف شاهين ، وذلك لأن الجمهور ينتظر حين يذهب لمشاهدة فيلم جديد لهذا
المخرج أن يشاهد فناً مختلفاً ذو طبيعة خاصة سواء في الشكل أو المضمون، لكن
خالد يوسف هذه المرة صدمنا بتوظيف أسلوبه النمطي في الدخول إلي عالم
الفقراء حتى مع اختلاف البيئة التي كانت هذه المرة بيئة صعيدية تسكن أطراف
الجبال ولم نشاهد صورة مبتكرة كما عودنا يوسف في أعماله السابقة سوي في
جماليات الديكور الذي كان ركناً أساسياً من تطور الأحداث بل كان الدافع
وراء انصراف الأبناء الخمسة لهجرة حياة الجبال إلي البحث عن العمل والمال
في المدينة الكبيرة تحقيقاً لوصية أبيهم الذي حافظت عليها زوجته وأوصت بها
أبنائها ببناء منزل كبير صلب، لكن البناء الحقيقي التي ضحت به الأم هي وحدة
أولادها التي ألقت بهم في زحام المدينة حتى تفرقوا بحثاً عن المال وبسبب
النساء، فلم يستطيعوا أن يتوحدوا لبناء المنزل إلا بعد رحيل والدتهم.
وقد ضل الجمهور الطريق لملاحقة عدد من الأحداث التي لم ندر خلفيتها
وتبعيات حدوثها خصوصاً في المشهد قبل الأخير حينما عادت جميلة زوجة الابن
الأكبر إليه بعد وفاة والدته بعدما حاربها أخواتها للابتعاد عنه لم يفسر
لنا السيناريو سبباَ مقبولاً سوي موت الأم، بالإضافة إلي اهتزاز المونتاج
الذي كان ينقلنا بسرعة لم نستوعبها إلي حكايات لم يترابط معظمها ولم تكتمل
بعضها فكانت الشخصيات النسائية في الفيلم تسير في خط وحيد هو العمل علي
فرقة الأبناء، أما شخصية الأم فتعمل علي الجانب الأخر من أجل توحيد
أولادها،أعطانا السيناريو أشارة مبدئية أن من قطع كف القمر وفرط عقد وحدتهم
هو المال والنساء.
لم يستخرج لنا خالد يوسف في كف القمر مناطق جديدة لطاقات أبطال الفيلم
اللذين تميزوا في أداء شخصياتهم خصوصاً شخصية الأم التي قامت بها الفنانة
وفاء عامر، وهي أم لخمسة أولاد قامت بتربيتهم بعد مقتل والدهم أثناء تنقيبه
عن الآثار في أطراف الجبال،وفاء أو قمر هي الشخصية النسائية الأكثر تماسكاً
في الفيلم، وتقف خارج المنافسة مع باقي الأدوار النسائية الأخرى، فهي
المفتاح الذي يحرك انفعالات كل شخصيات الفيلم، وتمثل قمر إحدى نماذج شخصية
المرأة الصعيدية شديدة البأس قوية البنية الأم التي تدفع بأولادها الخمسة
إلي حياة المدينة بحثاً عن عمل وفير المال يساعدهم علي تحقيق أحلامهم، وكان
من الممكن مع المجهود الكبير الذي قدمته وفاء عامر في الحفاظ علي تطور أداء
شخصية الأم حتى وصلت إلي الكهولة أن تضع قدميها علي أول درجات البطولة
السينمائية المطلقة لولا إخفاقها في ربط ملامح الشخصية وتطورها العمري
بأدائها الحركي، خصوصاً في مرحلة الكهولة التي لم يتراجع إيقاع حركتها أو
يتآكل بسبب تقدم السن، بل كان أدائها منظم علي نغمة واحدة في مرحلة الشباب
والعجز بنفس القوة وسرعة الحركة، إلي جانب الماكياج ضعيف المستوي الذي أظهر
تعرجات الشيخوخة علي وجهها بشكل مضحك ومفتعل وغير متقن لم يحاول المخرج
تجاوز إخفاق الماكياج بل ضاعف من إخفاقه بلقطات قريبة جداً لوجه الأم ،لكن
برغم تلك الإخفاقات في ظواهر شخصية قمر إلا أن وفاء عامر أثبتت لمرة أخري
أنها مازالت تخبئ الكثير من الطاقات التمثيلية التي تحتاج إلي مخرج مكتشف
ينقب عنها في كل عمل جديد.
وهذا هو الحال مع شخصيات أبناء قمر، حيث نجح يوسف في تخدير التقمص
الوراثي للفنان هيثم أحمد ذكي لشخصية والده التي لم يتمكن في أعماله
السابقة الخروج عنها،ونجح بالفعل خالد يوسف في فصل موهبة هيثم عن أداء
والده،حيث قدم هيثم شخصية ياسين الأخ الصغير الذي يتمرد هو الأخر علي وصاية
أخوه الأكبر ذكري بسبب حبه لراقصة يسعي للزواج منها رغم رفض أخوته اللذين
يتصدون له فيهرب منهم ويدخل حالة من التصوف.
انفرط أداء شخصية الأخ الأكبر ذكري ( خالد صالح) بين الانفعال الزائد
علي جمع شمل أخوته كما وعد والدته وبين ميوله الشخصية المتناقضة وكبح طموحه
وأنانيته الطبيعية التي كسرت عصبة الأخوة بسبب تسلطه الدائم علي
رغباتهم،وما يلبث أن يقنعنا باهتزاز بنية الشخصية التي لم نستطع أن نفهم
منها هل هو حقاً يحب ( جميلة ) التي رفض أهلها تزويجها له عدة مرات بسبب
فقره ، ثم ينصرف إلي أحضان امرأة أخري يعاشرها ثم نكتشف فيما بعد أنها
حبيبة أخيه،أم هو حقاً صاحب فضيلة يحاول أن يفرضها علي أخوته،رغم أنه لا
يتحلي بها، فنراه يتاجر بالسلاح ويقتل عمداً ويعاشر النساء، في الوقت الذي
ينهي فيه أخوه الأصغر علي الزواج من راقصة ويمنع أخيه الأخر عن تجارة
المخدرات،وفي الوقت الذي يسعي فيه للزواج من جميلة رغماً عن أهلها ، نراه
يتركها هي وطفلها من أجل والدته التي خطفها أخوات جميله، فهو النموذج
الأكثر فساداً واهتزازا بين أخوته وهو في نفس الوقت يعطي الحق لنفسه لتصحيح
مسار أخوته مستغلاً صفته العمرية التي لا يحق لأحد أن يحاكمه بسببها، رغم
أنه في الحقيقة هو الشخصية الأضعف بينهم.
معظم الشخصيات النسائية في الفيلم أصابها السيناريو بالعطب ، خصوصاً
شخصية جميلة( غادة عبد الرازق ) التي ظهرت وكأنها شبح يتسلل إلي الأحداث
للحظة وتختفي، جميلة ترفض إرضاع صغيرها التي أنجبته من الرجل التي زوجها
إليه والدها دون رغبتها ، حتى يموت الطفل، في المقابل يبرز لنا الفيلم
علاقة ذكري الحميمة بوالدته والتي يضحي من أجلها بابنته وزوجته مقابل تحرير
أمه من يد أخوات جميلة، وكأن ناصر عبد الرحمن مؤلف الفيلم قد تخطي في هذه
المشاهد حدود المنطق وكل مشاعر الإنسانية والغريزة الطبيعية لأي أم وصنع
منها قاتله تنتقم من رضيعها الذي أنجبته من رجل لا تحبه،ونزع في نفس الوقت
مشاعر الأنانية من الابن الأكبر الذي حافظ علي حياة وكرامة والدته وفداها
بزوجته وابنته .
المرأة الأخرى هي فتاة المشغل ( جومانة مراد ) التي تحاول إغواء الأخ
الأوسط لذكري وتنجح في الإيقاع به وإقناعه بالزواج منها، لكنه يفاجأ بها في
أحضان أخيه الأكبر مما يدفعه للهرب منهم لكنها تواصل إغوائها لهم وعندما
تفشل تحاول توريط الأخ الأوسط فتدعي عليه أنه أغتصبها مقابل ان يعود إليها
أخيه الأكبر،فالنساء والمال في كف القمر هما أكثر الأسباب التي فرقت شمل
الإخوة كما أكد سيناريو الفيلم أكثر من مرة ،وذلك من خلال الشخصية النسائية
الثالثة وهي الراقصة (حورية فرغلي) التي تغوي هي الأخرى الأخ الأصغر حتى
يتحدي أخوته من أجل الزواج بها،كما يهرب الأخ الثاني بسبب رفضه لعمل ذكري
في تجارة السلاح، ويهرب الأخ الثالث أيضا لكن من أجل المال واتساع تجارته
في المخدرات.
لم تدهشنا القصة التي تكررت في أعمال سابقة حتى وان اختلف تنوع أسلوب
تناولها، ولكن أكثر ما يخرج به المشاهد من الفيلم هي الحالة الفنية أو
المباراة التي خاضها الممثلين فيما بينهم وحاول كل منهم أن يعلي بأدائه
لينافس الأخر.
البديل المصرية في
12/11/2011 |