مع اقتراب موعد أول انتخابات برلمانية بعد ثورة يناير. أصبح الحديث لا
ينقطع عن دور الفنانين في تلك المعركة الانتخابية. نعم.. فقد أصبح للفنان
اليوم أهمية كبيرة لأنه "مايسترو" الدعاية الذي يلجأ إليه المرشح الفردي أو
الحزب السياسي. هناك دعاية مدفوعة الأجر علي قنوات التليفزيون المختلفة.
وهناك مساحات زمنية سمحت بها بعض القنوات مجانا للدعاية عن برامج الأحزاب
والأفراد المترشحين. كيف ينظر الفنان الي دوره في الانتخابات القادمة؟..
وما القضايا التي يجب أن يدافع الفنان عنها؟ وكذا الفارق بين دور المخرج
والممثل والإعلامي؟.. وأشياء أخري تجعل للفنان الدور الأقوي في توجيه دفة
المعركة الانتخابية القادمة نحو صالح الوطن ومستقبل الشباب..
جذب الناخب
* المخرج الكبير محمد خان يقوم بالاشراف علي الحملات الدعائية لحزب
الوفد منذ سنوات يؤكد أن جذب الناخب هو الأساس ويقول:
"هذا العام أمام مخرجي حملات الدعاية للأحزاب مهام ثقيلة. والسبب أن
كثيراً من الناخبين يخشون علي حياتهم بسبب الانفلات الأمني الحادث. لذلك
يجب التركيز علي اقناع الناخب بالخروج من بيته والذهاب إلي لجان التصويت.
بالاضافة إلي ضرورة التخفيف من حدة الاستقطاب السياسي بين التيار الديني
والتيار الليبرالي. إلي جانب تشجيع الاقباط والمرأة علي المشاركة. كل ذلك
يتم من خلال فقرة إعلانية تمتد لدقيقة واحدة أو دقيقتين علي الأكثر. لذلك
يجب علي مخرج الدعاية الانتخابية أن يكون لديه خبرة في الدعاية والاعلانات
بشكل عام ثم رؤية سياسية سليمة تسهل من عمله الدعائي.
شباب الثورة
* الفنان خالد أبو النجا يحلم بدور كبير للفنان في انتخابات البرلمان
القادم ويقول: لو أتيحت لي الفرصة لعمل دعاية انتخابية في التليفزيون
سأختار أن تكون موجهة لشباب الثورة. فالحقيقة هم الأحق والأولي بالدعم
والتأييد. لأنهم هم الذين دفعوا ملايين المصريين للخروج إلي الشارع من أجل
اسقاط النظام. لذلك هم الأحق بأكبر عدد من مقاعد البرلمان القادم. وسوف
أستغل شهرتي في توجيه الدعوة لكل أب وأم أن يذهب ليعطي صوته للشباب من أجل
احداث التغيير المطلوب وتحقيق الأهداف التي قامت من أجلها الثورة. وكما قال
الدكتور أحمد زويل نحن نحتاج إلي 50 مليون صوت من أجل التغيير. ولا يصح أن
يبتعد الناس عن التصويت وتظل الكتلة الصامتة هكذا إلي الأبد. حان وقت أن
تنطلق الكتلة الصامتة وتختار الشباب من أجل التغيير.
الفكر الوسطي
* المخرج سامح عبدالعزيز يري أن الفنان له دور في كل الأوقات. ولا يجب
أن يتنازل عن دوره مهما كانت الصعوبات ويقول:
أنا شخصيا لو قمت بإخراج كليب دعائي في الانتخابات القادمة. سأركز علي
دعم الفكر الوسطي البعيد عن التطرف والمغالاة. لأن مصر لم تكن يوما متطرفة
بل هي دائما رمز الوسطية في الفكر والسياسة والفن وكل شيء. لذلك أتمني أن
المخرج لا ينظر إلي الحرفة فقط بل ينظر إلي الصالح العام أيضا. ولا أستطيع
أن أصدق أن هناك مخرجين يروجون للتطرف علي سبيل المثال. أو يؤيدون جماعات
سلفية تريد أن تعود بمصر إلي الوراء عشرات السنين فالفن دائما مع التطور
والحرية والبحث عن سعادة البشر وليس البحث عن المشاكل والشقاق الطائفي
وكراهية الآخر. الفن من أجل المستقبل وليس لترويج أوهام الماضي.
* الكاتبة زينب عزيز تقول إن المرأة نصف عدد الناخبين في أي
انتخابات.. ولكن هل هي تتحمل المسئولية وتؤكد:
لو قمت بكتابة "سكريبت" دعائي قبل الانتخابات سأركز فيه علي دفع
المرأة إلي الذهاب للتصويت. ووسائل الدعاية اليوم كثيرة وليس مثل زمان في
اللافتات فقط. والمرأة بطبيعتها كائن يبحث عن المستقبل لأنها هي صانعة هذا
المستقبل. بالتالي لابد من تشجيع النساء للمشاركة السياسية والإدلاء
بأصواتهن. لابد من دعم الدولة المدنية ونبذ العنف والدفاع عن حقوق المرأة
في الصحة والتعليم والسياسة. الفنان له دور عظيم في الدعاية عن افكار
الشباب. حان وقت القضاء علي السلبية والعمل بايجابية مع الناس من أجل
مستقبل البلد.
فنانون هواة
* الناقد مدحت محفوظ يري أن هناك جيلا من الفنانين الهواة علي شبكة
الانترنت يعملون في صمت ويقول: شاهدت علي النت فيلما بعنوان "كاهن
الوهابية" صنعه فنانون شباب من الهواة لدعم الطرق الصوفية ضد السلفيين.
ومعروف أن الطرق الصوفية تدعم الدولة المدنية وضد الدولة الدينية. ايضا قام
بعض الشباب بعمل "فيديوهات" ضد شعار "الاسلام هو الحل" باعتباره شعارا
دينيا مرفوضا. وهناك كليبات دعائية ضد العنف وضد السلبية وعدم المشاركة. كل
هذه الأعمال علي الانترنت وصفحات الفيس بوك. واقترح ان تعرض قنوات
التليفزيون هذه الاعمال المتميزة. لأن مستواها الفني جيد إلي جانب أنها
تحقق فائدة عظيمة في توجيه الناخبين. وهذا هو الدور الاهم للفنان في
المعركة الانتخابية.
الجمهورية المصرية في
10/11/2011
فنون يقدمها : محمد صلاح الدين
مشاكل السينما بين عيدين: الفنانون: سيظل موسم
العيد مغرياً مهما كان المستوي!
ياسمين كفافي
عيد الأضحي موسم سينمائي متميز ليس فقط لطرح أفلام جديدة بل لنوعية
الأفلام التي طرحت فسواء كانت كوميدية أو حتي تراجيدية تظل متميزة في
أبطالها النجوم أمثال: أحمد مكي في سيما علي بابا أو احمد حلمي بفيلم اكس
لارج ورامز جلال بمؤنت سالم وأمن دولت لحمادة هلال والمخرج المتميز خالد
يوسف الذي يتعاون مع خالد صالح في الفيلم الحائز علي جائزة مهرجان
الاسكندرية الدولي "كف القمر".. بجانب افلام اخري الكل وضع نجومه بجانب
تكلفة انتاجية عالية لحصد الايرادات مقارنة بأفلام عيد الفطر المبارك التي
لم تزد عن عدة أفلام اقرب إلي المقاولات. مثل "شارع الهرم" و"أنا بضيع يا
وديع" و"تكتك بوم" الذي جاء رغم نجومية محمد سعد فيلم بلاضخامة في الانتاج
او حتي ترابط او ايقاع درامي فهل يستحق هذا الموسم رغم قصره مثل هذه
التكلفة العالية؟ وهل سيحقق ايرادات رغم انه لم يعد يرتبط باجازة نهاية
العام او حتي اجازة نصف العام الدراسي. مما سيجعله موسماً لايتعدي عمره
الافتراضي اسبوعاً واحدا لاغير.
توجهنا بأسئلتنا للقائمين علي العمل الانتاجي والفني بمصر لنعرف
رؤيتهم حول سينما المواسم.. وبالتحديد سينما العيدين!!
* تقول الفنانة درة: بالتأكيد نجاح أفلام عيد الفطر هي السبب وراء
كثرة الافلام التي عرضت في عيد الاضحي. ولكن لا أنسي فيلم "سامي أكسيد
الكاربون" الذي شاركت فيه لذلك كنت اراقب ايراداته ولعل الامر بدأ كسلسلة
مترابطة بين افلام الصيف ثم عيد الفطر ثم عيد الاضحي. وبشكل عام اي اخطاء
وقعت في افلام عيد الفطر يمكن ان يغتفر لها.. لان ظروف صناعة هذه الافلام
كانت صعبة نظرا لضيق الوقت والتكلفة المنخفضة بسبب ظروف الثورة والتي ظهرت
في تضحيات العديد من الفنانين بأجزاء من اجورهم لتسير عجلة الانتاج بعد ان
كانت مهددة بالتوقف كما ان افلام المقاولات ليست وليدة اليوم بل هي عادة
شبه سنوية.. ومنها ما يحقق ايرادات جيدة تساعد في دفع عجلة الانتاج بعمل
افلام اخري وهكذا!
ولكن تظل مواسم الاعياد مغرية لاي منتج ان يعرض سلعته اياً كان
مستواها الفني.. لكن تظل الايرادات اهم في هذا الموسم!!
أسباب أخري!
* المنتج والموزع الكبير محمد حسن رمزي أكد أن شركات الانتاج التي
تطرح افلامها هذا الموسم تعتمد علي الله اولا ثم علي الايرادات التي ستأتي
اليها من الجمهور المصري قبل التوزيع الخارجي. لتعويض تكلفة الانتاج
فالفيلم المصري للاسف لم يعد يباع في الخارج مثل الماضي وسعره اصبح في
انخفاض دائم نظرا لاختلاف معايير الموزع الخارجي في البحث عن فيلم به نجم
كبير. وذو تكلفة عالية. واحيانا يتم رفض الفيلم المصري لاسباب اخري غير
واضحة او مبررة حتي الآن "يعني رفض وخلاص" منذ اندلاع الثورة والاحداث التي
تلتها لم تعد الايرادات إلي طبيعتها سوي مع فيلم "سامي أكسيد الكربون"
لهاني رمزي الذي جعلنا نتنفس الصعداء فحقق نحو عشرة مليون جنيه ثم تلاه
"إذاعة حب" الذي رفع الحالة المعنوية للمنتجين ومع دخول عيد الفطر ارتفعت
الايرادات حتي تأكد العديدون ان ايرادات عيد الأضحي ستكون مبشرة وستعوض
المنتج عن ضعف التوزيع الخارجي.
الخوف
* خبيرة الانتاج ورئيسة موقع دوشة فن رباب إبراهيم قالت: ان النجوم
الذين سينافسون هذا الموسم نجوم كبار اسماؤهم لها ثقل في شباك التذاكر..
فبعدما حصدت افلام تعتبر ساذجة وبلا نجوم الايرادات في العيد الماضي
فبالتالي متوقع ان يكون النجوم حظهم اكبر في الايرادات. وتؤكد رباب ان نزول
المنتجين بثقلهم في موسم عيد الاضحي وليس اجازة نصف العام الدراسي لسبب
معروف وهو الخوف من تكرار المظاهرات مع مجيء شهر يناير. ثم ان هذه الأفلام
اشبه بأموال محبوسة في العلب
الانفلات الأمني
* أما الفنانة رانيا محمود ياسين فتقول: للاسف نوعية الافلام
الكوميدية جعلت المنتجين في حالة تخوف من الافلام الجادة لذلك تأجل انتاج
الفيلم الذي كنت احضر لبطولته "بلطجية 28 يناير" رغم انه يناقش قضايا هامة
مثل البلطجة والانفلات الامني والفوضي التي نحيا فيها فبدلا من الاهتمام
بالفكر بعد الثورة عدنا للوراء بأفلام باهتة بلا مضمون. والحجة الايرادات.
وكأن السينما هي الاخري دخلت في دورة الفوضي التي تعم البلد وفي النهاية كل
ما نتمناه ان تحدث حركة فنية محترمة وانتعاشة للفن الجيد وليس المبتذل بحجة
ان الناس مهمومة لاتريد افلاماً بها فكر!
وتؤمن رانيا ان المنتجين سيجمعون اموالاً هذا الموسم. لانهم ببساطة
يعرضون افلاما لنجوم شباك كما ان شوق الجماهير لدور العرض سيجعلهم يقبلون
علي الافلام المعروضة. وهو ما سيجعل المنتجين يكملون مشاريعهم المتوقفة.
وتؤكد رانيا علي ان هناك شركات انتاج اعلنت انها لن تنتج افلاما حتي يأتي
رئيس جمهورية لمصر بدلا من الفوضي التي تعم البلد. وتري رانيا ان الفرق
الواضح بين العيدين ان افلام عيد الفطر دائما خفيفة وعمرها قصير في ذاكرة
السينما. وهو ما كان المفروض ان ينتهي مع الثورة الا ان الحال ظل كما هو
وظلت افلام عيد الفطر تحمل طابع المقاولات.. وعيد الأضحي ليس كذلك!
موسم طويل
* ويقول المسئول الإعلامي للشركة العربية عبدالجليل حسن: ان موسم عيد
الاضحي الآن يعد اهم واطول موسم لسبب بسيط هو اختفاء موسم الصيف من الخريطة
السينمائية فشهر رمضان الكريم سيحل علينا هذا العام في العشرين من يوليو.
اي بعد نهاية امتحانات الطلبة مباشرة. اما عيد الاضحي ورغم قصر ايامه الا
انه يرتبط باجازة نصف العام لذلك سيمتد العرض حتي هذه الاجازة. ليتحول
الموسم إلي قرب الشهر ونصف وكل ما اتمناه هو استقرار حال البلد حتي يتمكن
كل منتج من جمع ماتم صرفه. فاحساس المواطن بالامن والاستقرار هو ما يدفعه
للنزول إلي دور العرض ودفع ثمن تذكرة السينما.
* وتقول ميسون حافظ خبيرة الانتاج بالمجموعة: منذ اندلاع الثورة ورغم
ايماننا بأهدافها الا أن معظم العاملين بحقل دور العرض وشركات الانتاج
والتوزيع لم يقبضوا مرتباتهم منذ تسعة اشهر نظرا لان ايرادات دور العرض لم
تتجاوز 5000 جنيه في اليوم. ورغم وجود افلام مثل "صرخة نملة" و"اذاعة حب"
حتي جاءت الانفراجة مع ايرادات فيلم سعد الصغير "شارع الهرم" التي جعلت
العاملين ينالون اجورهم ونستطيع ان نقول ان السوق "اتفتح" وحصلت عملية
تشجيع للمنتج والمشاهد مما انعكس علي زيادة الافلام المطروحة في عيد الاضحي.
وعن قصر فترة عيد الاضحي قالت ميسون انه مع عودة الهدوء النسبي للشارع
سيعود المشاهد الذي يعتبر دار العرض هي "الفسحة" الاساسية مثل النادي مثلا
فمشاهدة السينما تحتاج إلي مزاج رائق ولايمكن ان يحدث هذا في ظل انفلات
امني ومليونيات كما حدث مع فيلمي 365 يوم سعادة وفاصل ونعود. ثم ان الاجازة
الرسمية لعيد الاضحي تقترب من عشرة ايام ويجب ان تستغلها الشركات المنتجة
كما يحدث في الخارج. ففي امريكا مثلا يتم طرح افلام رعب خصيصا مثل المنشار
بأجزائه السبعة خصيصا لعيد الهالوبين "احتفال امريكي وثني بيوم نزول الجن
للارض" رغم انه يوم واحد او افلام لعيد الشكر الامريكي. او حتي يوم
الاستقلال ولكن لانه يوم اجازة يتحول اليوم لموسم في حد ذاته!
* ويقول الناقد وليد سيف: بالتأكيد الايرادات التي حصدتها افلام عيد
الفطر جعلت هناك اقبالاً علي طرح الافلام في عيد الاضحي ولاننسي وجود نجوم
كبار تركوا الساحة لفترة طويلة من الزمن ورغبوا حالياً في العودة وجس النبض
حول شعبيتهم واقبال الجماهير عليهم مثل احمد حلمي. خاصة وان هناك حوارات في
الكواليس الفنية حول التنازلات التي قدمها هؤلاء النجوم في اجورهم فهناك
حالة عامة من التنازل لحرصهم علي تقديم العمل بشكل لائق. بمعني ان النجم
يبحث اليوم عن عمل مكلف اكثر مما يبحث عن اجره. وللاسف نحن لانتكلم عن موسم
فقط بل عن عام كامل بلا أعمال تذكر. وبالتأكيد الاسواق في الخارج تحتاج
لأعمال مما يجعل الطلب اكثر من العرض!
دنيا سمير غانم .. نحيفة من أجل عيون أحمد حلمي
ظهرت الممثلة دنيا سمير غانم نحيفة في الفترة الأخيرة. حيث اضطرت إلي
إنقاص وزنها من أجل دورها في فيلم "إكس لارج" أمام أحمد حلمي. تلعب دنيا
سمير غانم في الفيلم دور فتاة نحيفة اسمها "دينا" عائدة لتوها من الخارج.
ومتخصصة في علاج السمنة. فتنشأ قصة حب بينها وبين حلمي. لذلك تحاول علاجه
دون أن يعلم. أما شقيقتها إيمي فتلعب دور صديقة حلمي. ومعها الوجه الجديد
ياسمين الريس زوجة المخرج هادي الباجوري. فتلعب هي الآخري دور صديقته.
يراهن أحمد حلمي في الفيلم علي تجربة كوميدية مختلفة لأنه يقدم نفسه
بشكل مختلف. فضلاً عن أن الفيلم يشهد عودة التعاون مع المخرج شريف عرفة.
بعد غياب سنوات طويلة منذ فيلمي "الناظر" و"عبود علي الحدود" مع الراحل
علاء ولي الدين.
يشهد الفيلم عودة حلمي بعد تغيبه الصيف الماضي وكان آخر أفلامه "بلبل
حيران" الذي عرض في عيد الأضحي الماضي.
"إكس لارج" تأليف أيمن بهجت قمر ويشارك في بطولته إبراهيم نصر.
الجمهورية المصرية في
10/11/2011
ليل ونهار
فن الاحتجاج!!
بقلم : محمد صلاح الدين
* لازلت اذكر واقعة شاهدتها بأم عيني منذ سنوات طويلة تنم عن انه حتي
المعارضة والاحتجاج لهما قواعد واصول وفن ينم عن تحضر القائمين بها
ورقيهم.. ففي احدي دورات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في اوائل
التسعينيات حدث ان اختلف السينمائيون مع سعد الدين وهبة بسبب قانون صدر تحت
رعايته وهو عضو البرلمان.. كان يوسف شاهين من ابرز المعارضين لهذا القانون
حتي انه صنع فيلماً روائياً طويلاً بوحي منه.. ومع ذلك لم يصرخ في وجهه
وطبعاً لم يشتم ولا حتي امسك بميكروفون.. واكتفي بارتداء قميص مكتوب عليه
صيغة الاحتجاج ووقف به امام القاعة الرئيسية لدار الاوبرا من الخارج ولم
يحاول اقتحامها او افساد حفل الافتتاح.. اكتفي بما فعله خارج القاعة..
ووصلت رسالته بالفعل قوية واضحة.. اهدي هذه الواقعة لكل الصارخين والشتامين
المتقاتلين في هذه الأيام السوداء!!
* كنت لا اريد ان ازيد.. ولكني احببت ان اوضح ان شاهين طبعاً معروف
بعلاقاته الدولية. واجادته للغتين الفرنسية والانجليزية. ومع ذلك لم يكتب
عبارات الاحتجاج سوي بالعربية. ولم يتحدث في هذا مع اي اجنبي.. لان الخلاف
محلي وحول قانون مصري!!
* الطريف انه بعد عدة سنوات. وبعد ان زال الخلاف. قام سعد الدين وهبة
بتكريم يوسف شاهين بمنحه درع المهرجان عن مشواره السينمائي.. شوفتوا الناس
كانت اخلاقها عاملة ازاي؟!
* تطوير ايه اللي بيدوروا عليه في هيئة قصور الثقافة وهناك رؤساء
سلاسل أمضوا ربع قرن في مقاعدهم.. اصحوا يا بشر.. فيه ثورة في البلد!!
* لمن يتحدثون عن العدالة الاجتماعية عليهم مطالبة الحكومة بالآتي:
الغاء ايجار عداد الغاز اسوة بعداد الكهرباء.. الغاء رسوم الزبالة من علي
فاتورة الكهرباء او تخفيضها للنصف.. الغاء اشتراك خط التليفون الارضي اسوة
بالمحمول. والحساب يكون علي الاستهلاك فقط بلا ضرائب ولا مصاريف ادارية..
هنا يشعر المواطن بالعدالة حقاً في اهم صورها وهي منع الاستغلال!!
* بوتين عمل محلل علشان يرجع للحكم تاني.. شوفتوا انتهازية السياسة
وبلاويها.. وصدق من قال ان الديمقراطية ايضاً لها انياب واظافر!!
* مجاهيل السياسة وكلمنجية الفضائيات.. اين برامجكم في تشغيل الشباب.
وزيادة الدخل القومي. ومقاومة ارتفاع الاسعار.. وعلي رأي التونسي الهرم:
"شكر الله سعيكم"!!
* ذات يوم قال هنري كيسنجر: ان الطريقة الوحيدة للتعامل مع العرب هي
الهاؤهم وارباكهم كل يوم بالمشاكل. بحيث لايملكون الوقت ليفيقوا. فيهتموا
بالتنمية والقضايا الكبري!!
Salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
10/11/2011
مقعد بين الشاشتين
حرق أوبرا القاهرة .. الفيلم والرسالة
بقلم : ماجدة موريس
يوم 28 أكتوبر الماضي. أقيم عرض لفيلم مهم في قصر الابداع بالأوبرا هو
فيلم "حرق أوبرا القاهرة" وأقام العرض وزير الثقافة د.عماد أبو غازي
بمناسبة مرور 40 عاماً علي حريق الأوبرا القديمة في نفس اليوم. أما مدير
الندوة التي أعقبت العرض. فقد كان الفنان المخرج محمد خان والحضور نخبة من
المصريين الذين تشعب حديثهم بين ذكري هذا الحدث الأليم وما تبقي منه. وبين
هموم متصلة به فكل يوم نقرأ عن سرقة آثارنا من كل مكان في مصر. وليس هذا
الحريق وتلك السرقات إلا نوع من الغفلة عن تراثنا الحضاري كما قال مخرج
الفيلم الفنان كمال عبدالعزيز الذي ظل سنوات طويلة يجمع وثائق الأوبرا
المحترقة وحده. عشرين عاماً وهو يسير وراء أي خيط يجمعه بذلك المكان البديع
الذي أعلن للعالم أن حضارة مصر تحتضن كل الفنون والثقافات بما فيها فن
الأوبرا. وحين تم افتتاحها جاء ملوك وملكات أوروبا بدعوة من الخديو إسماعيل
لحضور هذا الاحتفال ورؤية أول عرض لأوبرا "عايدة" التي ألفها الموسيقار
الإيطالي الكبير "فيردي" ووضع نسختها الأولي بخط يده في خزانتها. لكن كمال
عبدالعزيز حين قابل كل من استطاع الوصول إليهم من العاملين فيها. والذين
توفي بعضهم بعد هذا وأصبحت مقابلاتهم في الفيلم هي الوثيقة الوحيدة لهم.
صرح البعض له بأن نسخة أوبرا عايدة الأصلية سرقت من الأوبرا قبل الحريق.
وخرجت من مصر. كما خرجت قطع أخري ثمينة لتوضع ضمن متاحف ومقتنيات العالم
الخارجي. وحين تتأمل الفيلم الذي يقترب زمنه من الساعة تشعر بغصة وألم أن
تحترق واحدة من أكبر دور الفن في العالم علي مدي ساعات طويلة وبجوارها مقر
المطافيء المركزي وتشعر بألم أكبر حين تدرك أن هذا الحريق أو الحرق ليس
نهاية المطاف وآخر الأحزان ولكن الحرائق تستمر بعد ذلك ولعل حرق المبني
الكبير المسمي بمبني الاتحاد الاشتراكي والذي كان يقف شامخاً أمام النيل
ويضم عدداً كبيراً من الهيئات بشكل غامض في أيام الثورة يعني أننا محتاجون
للكثير للحفاظ علي ما نمتلكه من ثروات في هذا البلد. وأن الثورة لن تكون
مبرراً أبداً لحرائق مبان ومؤسسات يملكها الشعب كله وأننا هنا محتاجون إلي
نوع جديد من الفن يساهم في تحفيزنا علي المقاومة وعلي الحفاظ علي ما لدينا
من ثروات. وأيضاً علي تنويرنا وتذكيرنا بما لاقيناه من نكسات. ولا أظن هذا
يحدث إلا من خلال انتاج سلاسل عن الأفلام الوثائقية والتسجيلية عما حدث
ويحدث في مصر. في العهد السابق. والآن.
*من الجدير بالذكر هنا أن فيلم "حرق أوبرا القاهرة" حصل علي جائزة
مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي الأخير. وأنه ذهب إلي عدة مهرجانات
دولية أخري اختارته للعرض وتدور عروضه في المراكز الثقافية لكنه بالطبع لن
يعرض علي نطاق واسع لسبب واحد وحيد وهو أن التليفزيون المصري لا يعترف
بالأفلام التسجيلية والقصيرة بعد أن كان يعترف بها في بدايته. وحين كان
صفوت الشريف فخوراً بإطلاقه 22 قناة بعد إطلاق القمر المصري الأول عام 1996
لم يكن من بين هذه القنوات قناة وثائقية مع كثرة الأفلام الوثائقية
المصرية. لكن الجزيرة انشأت هذه القناة لإدراكها لأهميتها. وحين كان اللواء
طارق المهدي مسئولاً عن التليفزيون لفترة قصيرة بعد ثورة يناير أعلن عن
إطلاق قناة وثائقية. ولكن الفكرة قتلت . والسؤال الآن الذي يجب أن نواجهه
كمجتمع. هل نترك كل الطاقات المبدعة لدي أجيال من الفنانيين المصريين تواجه
المجهول. أو تحاول البحث عن تمويل لدي دول الخليج وكأننا دولة بلا تاريخ
ولا حضارة. لقد صبر كمال عبدالعزيز سنوات طويلة حتي يصنع فيلمه علي حسابه
الخاص بعد أن شعر بأن عليه دوراً لابد أن يؤديه أكثر من تصوير الأفلام
الروائية التي تخصص فيها سابقاً. وبدأ يبحث عن الوثائق الضائعة في مصر
واكتشف وجود كم منها يستحق الانتباه والتضحية. لكنه أيضاً يحتاج إلي تمويل.
وليست هذه أزمته وحده ولكنها أزمة أجيال متعددة من صناع هذه السينما
المهمومين بما يحدث في مصر والذين لابد من دعمهم من قبل مؤسسات قوية ولديها
حس قومي يدرك أن الانفاق علي أفلام ترصد وتقدم بجرأة وبسالة كل ما حدث في
الوطن من أحداث تخريب للصناعة وتجريف للأرض واجهاض للزراعة هو جزء من
المعركة ضد النظام السابق الذي لايزال قابضاً علي أمور كثيرة في بلادنا.
إننا نحتاج من بنوكنا ورجال أعمالنا الشرفاء دعم السينما الجديدة التي توثق
ما حدث وتبحث عن الأمل القادم فأين مؤسساتنا الاقتصادية من هذا.. خاصة أننا
في مرحلة جديدة بعد هذا الكم من الأفلام الذي صنع عن الثورة وعن ميدان
التحرير وعلينا أن ندخل في لب القضية وهي أن الثورة تحتاج لدعم والدعم في
جزء منه منتج ثقافي يوثق الخراب والفساد ويدعو لمقاومته وجزء آخر هو كسر
هذا الحصار ضد هذه الأفلام من جانب التليفزيون المصري وإنما أقصي ما تتفضل
به هو تقديم التقارير الاخبارية والتسجيلات المصورة علي هامش برامجها
المهمة.. مع أن لديها أعداداً من هذه الأفلام تكفي لسنوات لاضاءة شاشاتها
بكل الأفكار الرائعة والأساليب المدهشة ليصبح المشاهد أكثر ايجابية ومقدرة
علي التفاعل مع ما يحدث في مصر الآن.
magdamaurice1@yahoo.com
الجمهورية المصرية في
10/11/2011 |