هو فنان صنع لنفسه رصيداً من الحب لدى جماهير الوطن العربي بتقديمه
سلسلة من الأعمال الفنية المتميزة والمتنوعة، وذلك رغم تصنيفه كنجم كوميدي
وبرع في التلفزيون كما في السينما والمسرح الذي حقق من خلاله انتشارا
عربياً مباشراً مع الجماهير بكثرة أسفاره إليها .
إنه الفنان أحمد بدير الذي شارك خلال شهر رمضان في أكثر الأعمال
جماهيرية وهو مسلسل “كيد النسا” مع فيفي عبده وسمية الخشاب، كما قدم في
موسم عيد الفطر فيلم “شارع الهرم” وفي عيد الأضحى له فيلم آخر بعنوان “ساعة
ونصف” يتوقع نجاحه على المستويين النقدي والجماهيري .
حول أعماله ورصيده الفني وجديده كان معه هذا اللقاء:
·
ماذا أغراك في شخصية “المعلم
حنفي” في مسلسل “كيد النسا”؟
هو تركيبة جديدة لم أقدمها من قبل وهو شخصية محورية وكوميدية أعادتني
إلى اللون الكوميدي بعد فترة لم أقدم فيها هذا اللون خاصة أني في العام
الماضي قدمت عملين تراجيديين، هما “البحث عن سعيد مهران” و”مملكة الجبل” .
·
العمل لقي نقداً سلبياً من
الصحافة لكنه حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً أكدته الاستفتاءات، ما تفسيرك؟
أولاً، أنا احترم رأي النقاد جداً في حالة الموضوعية، لكننا من
البداية قلنا كفريق عمل إننا نقدم مسلسلاً اجتماعيا خفيفاً، وقد نجح مع
الأسرة المصرية والعربية لأن هذه الظاهرة حية وكل بيت لا يخلو من صراع
الرجل والمرأة أو ما يسمى كيد النسا، لذلك نجح المسلسل بشكل كبير .
·
هل تؤيد فكرة تقديم جزء ثان من
المسلسل؟
ضاحكاً، بالطبع لن أشارك في الجزء الثاني لأن “المعلم حنفي” مات في
الجزء الأول لكني لا أمانع أن يستغل النجاح بشرط أن يكون هناك الجديد طالما
أن الجمهور أحب العمل .
·
على المستوى السينمائي شاركت
أيضا في فيلم “شارع الهرم” الذي حقق إيرادات كبيرة في موسم عيد الفطر وفي
الوقت ذاته نال هجوماً نقدياً كبيراً، على ماذا راهنت فيه؟
راهنت على أنه عمل سينمائي كوميدي خفيف وفيه استعراض وتسلية، وأعتقد
أن نجاحه مع الجمهور سببه حالة الاحتقان التي عاشها المواطن المصري في
الفترة الأخيرة بسبب ضغوط السياسة والثورة لكني بصراحة لم أكن أتوقع نجاحاً
للفيلم بهذا الشكل الكبير الذي يجعله يتفوق على فيلم لنجم مثل محمد سعد
مثلاً .
·
توالت أعمالك مع شركة “السبكي”،
ما سر نجاح أعمالها؟
هم أناس يجيدون صنعتهم ويعرفون سر خلطة النجاح الجماهيري ويبدو أنهم
خبراء في الحالة المزاجية للجمهور المصري، وهذا ليس في الأعمال الكوميدية
فقط بدليل أنهم قدموا “كباريه” وحقق نجاحاً كبيراً وكذلك “الفرح” وكل منهما
بعيد عن الكوميديا .
·
وهل فيلم “ساعة ونصف” الذي تشارك
فيه مع عدد كبير من النجوم والنجمات على شاكلة “الفرح” و”كباريه”؟
هو حالة خاصة من الأفلام السينمائية النادرة، حيث يجمع ما يقرب من 35
نجماً وكل دور ربما لا تتجاوز مشاهده ستة مشاهد ولكن كل واحد يعتبر نفسه
بطل الفيلم وأتوقع نجاح الفيلم على المستويين النقدي والجماهيري إن شاء
الله .
·
وماذا عن دورك في الفيلم؟
ألعب شخصية “الشاكوش” وهو عامل التحويلة في محطة القطار وللشخصية
أبعاد إنسانية مؤثرة وسر جمال هذا الفيلم في الورق الرائع للمؤلف أحمد عبد
الله وسعدت بالعمل خلاله لأول مرة مع المخرج المتميز وائل إحسان .
·
وأين أنت من المسرح؟
آخر عرض قدمته هو “مرسي عاوز كرسي” وحقق نجاحاً جيداً في مصر والبلاد
العربية التي سافرت إليها لعرضه هناك، ولدي مشروع مسرحية جديدة بعنوان
“الشعب لما يفلسع” كان المفروض أن أقدمها قبل الثورة لكنها منعت رقابياً
وأتمنى أن نقدمهما بعد استقرار الأوضاع في مصر قريباً إن شاء الله .
·
وماذا لديك من أعمال تلفزيونية
جديدة؟
هناك مشروع مسلسل مؤجل من العام الماضي بعنوان “شباب امرأة” مع جومانا
مراد كان المفروض أن يقدم لشهر رمضان الفائت، ولكن تم تأجيله وهو عن قصة
الفيلم الشهير لتحية كاريوكا وشكري سرحان للمخرج صلاح أبو سيف والمفروض أن
أقدم خلاله شخصية عبد الوارث عسر، ولكن بأبعاد مختلفة وتفاصيل أكثر وأتمنى
أن يتم إنجاز هذا العمل .
·
هل استطعت أن تتخطى مسألة كونك
ضمن القائمة السوداء لنجوم الفن المعادين لثورة 25 يناير؟
لا أحد يزايد على وطنيتي فأنا من أكثر الفنانين الذين عانوا رقابة
النظام السابق ولي أعمال عديدة تعرضت للمنع والوقف بسبب هجومي على الفساد
والظلم .
الخليج الإماراتية في
31/10/2011
أفلام العيد.. اضحك كركر
علا الشافعى
بادرنى أحد المعدين بقناة تليفزيونية، بسؤال حول أفلام العيد التى
ستعرض بدءا من هذا الأسبوع، قائلا: أغلب الأفلام المعروضة ترفع شعار الضحك
ومن بطولة كبار نجوم الكوميديا، فهل تتوقعين أن تحقق هذه الأفلام إيرادات
كبيرة فى ظل الظروف الصعبة التى تعيشها مصر؟ قلت له مازحة: هذا السؤال
يحتاج إلى إجابة من عالم نفس فى الأساس وليس من ناقد سينمائى، ولكن بعد أن
فكرت قليلا قلت له: أهم شىء يجب التركيز عليه فى الفترة المقبلة ونأمل أن
يتحقق هو أن تعرض هذه الأفلام، وأن تشهد السينمات إقبالا جماهيريا، لتستعيد
صناعة السينما المصرية تألقها، بعد فترة من الركود والتراجع، لا يهم إذا
كان الموسم القادم يرفع صناعه شعار الضحك للضحك أو أن المتنافسين هم مكى
بفيلمه «سينما على بابا»، وحلمى بفيلمه «إكس لارج»، وشيكو وأحمد فهمى وماجد
بفيلمهم «بنات العم»، وأعتقد أن حتى المعالجات الصحفية لا يجب أن تركز على
منافسات النجوم وصراع الإيرادات، وغيرها من العناوين التى باتت تشبه «الراكورات»
تخرج به علينا الصحف ووسائل الإعلام مع بداية كل موسم، المهم فى اعتقادى أن
يكون هناك موسم بالأساس، وما يجعلنا نتفاءل قليلا هو أن أغلب النجوم وصناع
السينما يقومون بتصوير أعمال سينمائية بعضها سيعرض فى موسم عيد الأضحى،
والأخرى ستؤجل إلى موسم إجازة منتصف العام.
أعرف أن البعض قد يتعاطى مع ما أكتبه بنوع من الاستخفاف حيث سيرددون:
«سينما إيه وأفلام إيه البلد ظروفها ملخبطة وإنتوا بتتكلموا فى إيه»،
والآخرون سيصفون ذلك بالتفاهة، ولكن أقول لهؤلاء إن صناعة السينما من
الصناعات الثقيلة، والسينما المصرية طوال عمرها كانت من أهم مصادر الدخل
القومى بعد صناعة القطن، وهى صناعة يعمل فيها آلاف العمال فى الحدادة
والنجارة والنقاشة والديكور وتصميم الأزياء، والتصوير.. وهذا ما أعنيه
تماما أن عجلة الإنتاج عندما تدور، فذلك لا يعنى ملايين الجنيهات التى تذهب
إلى جيوب الفنانين والنجوم، كما يعتقد البعض، بل الآلاف من البيوت التى
تفتح للعمالة التى تعمل فى فنيات هذه الصناعة.
وأيضا الدور الثقافى الذى تقوم به السينما المصرية فى الخارج، وهو دور
لا يجب أن نستهين به، كما أننا نحتاجه جدا فى هذه الظروف الراهنة، لذلك لا
يعنينى كثيرا أن أفلام عيد الأضحى جميعها أفلام خفيفة لا تناسب ما يمر به
البلد من ظروف، لأن دوران عجلة الإنتاج وعودة السينما المصرية يساوى ببساطة
أنواعا وأنماطا متباينة من الأفلام، الخفيف منها والجيد والسيئ.
اليوم السابع المصرية في
31/10/2011
مهرجان دبى يستضيف مخرجين من ألمانيا وفلسطين وماليزيا
كتبت علا الشافعى
أعلن مهرجان دبى السينمائى الدولى، أن السينمائى الألمانى أندرياس
دريسن، الحائز على الجوائز العديدة، والسينمائية والشاعرة الفلسطينية آن
مارى جاسر، والمخرج والمؤلف الماليزى أمير محمد، يشكلون لجنة تحكيم الأفلام
القصيرة، ضمن فعاليات الدورة الـ 8 من المهرجان لهذا العام، والتى تبدأ
فعالياتها فى الـ7 من ديسمبر المقبل.
ويُقام المهرجان تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل
مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبى، وستتنافس مئات
الأفلام على نيل جوائز مسابقة المهر خلال المهرجان.
وستقوم لجنة تحكيم المسابقة بمنح ثلاث جوائز تبلغ قيمتها 30 ألفا و20
ألفا و10 آلاف دولار، وذلك خلال فعاليات مسابقة "المهر العربى" التى اشتهر
بها المهرجان، كما ستمنح اللجنة جوائز مماثلة خلال فعاليات مسابقة "المهر
الآسيوى - الأفريقى".
وكان دريسن، الذى منحه مؤخراً مهرجان مانهايم - هايدلبرغ السينمائى
الدولى لقب "خبير فى السينما"، قد حصد جائزة "نظرة خاصة" ضمن فعاليات
مهرجان كانّ السينمائى، أوائل هذا العام، عن فيلمه "توقّف على المسار".
أما بالنسبة لآن مارى جاسر، فمشاركتها فى لجنة التحكيم تسجّل عودتها،
مرة أخرى، إلى مهرجان دبى السينمائى الدولى، حيث حصد خلاله فيلمها الروائى
الطويل الأول "ملح هذا البحر" جوائز عدة، وسجل فيلمها القصير "كأننا عشرون
مستحيل"، عروضه الأولى خلال الدورات السابقة من المهرجان، ويُذكر أن فيلمها
"ملح هذا البحر" كان المشاركة الفلسطينية خلال جوائز الأوسكار لعام 2009.
وتشتمل الأعمال السينمائية للمخرج والمؤلف الماليزى أمير محمد على
فيلمه "الشيوعى الأخير"، و"البرنامج الإذاعى لأهل القرية"، "ما الخبر يا
أورانج كامبو"، التى كان لها ردود فعل إيجابية خلال مهرجانى سندانس وبرلين.
وتُعتبر مسابقات "المهر العربى" و"المهر الآسيوى - الأفريقى" للأفلام
القصيرة من بين أكثر الفعاليات التى ينتظرها مرتادو المهرجان، ومن المتوقّع
لدورة هذا العام من المسابقة ألا تقلّ فى أهميتها عن الدورات السابقة، خاصة
فى خضم الأحداث المتقلبة التى تعصف بالعالم العربى، وبالقارتين الآسيوية
والأفريقية.
وسيعمد السينمائيون الناشئون، والمعروفون، فى المنطقة، على توظيف
الأفلام القصيرة لسرد قصص مؤثرة معاصرة، وتحمل رسائل واضحة، ليقدموها
بأسلوب مختلف وجديد.
وفى هذا السياق، قال مسعود أمر الله آل على، المدير الفنى لمهرجان دبى
السينمائى الدولى: "لا شك أن استضافة المهرجان مثل هؤلاء السينمائيين
المحترفين والمعروفين، والذين يحظون بمكانة هامة، ولهم بصمة واضحة فى عالم
السينما، إلى جانب اختيارهم أعضاءً فى لجنة التحكيم، سيفيد البرنامج، ويضفى
عليه مستوىً أعلى من الجودة والرقى، كما سيكون له مزايا تعود على
السينمائيين المشاركين أنفسهم، ونحن نتوقع مشاركة الكثير من الأفلام القوية
خلال هذا العام، لتتبعها عملية تقييم مكثّفة، وستتسم بدون شك بمستوىً
تنافسى عالٍ، ونحن نتطلّع قدماً للإفصاح عن القائمة النهائية للأفلام
المرشحة لنيل الجوائز، خلال الأسابيع القليلة المقبلة".
تقدّم أكثر من 1000 فيلم قصير ووثائقى وروائى طويل لمسابقات "المهر
الإماراتى" و"المهر العربى" و"المهر الآسيوى-الأفريقى"، لنيل 36 جائزة،
يتجاوز مجموع قيمتها المالية 600 ألف دولار، إلى جانب ما تتيحه للسينمائيين
من فرص اللقاء مع أقطاب صناعة السينما، وتُعتبر الأفلام المشاركة فى هذه
المسابقة مؤهلة للفوز بمجموعة من الجوائز العالمية المرموقة، مثل: جائزة
الاتحاد الدولى لنقاد السينما (فيبريسكى)، وجائزة شبكة أفلام حقوق الإنسان.
تُقام الدورة الثامنة لمهرجان دبى السينمائى الدولى، بالتعاون مع
مدينة دبى للاستوديوهات، وبدعم من هيئة دبى للثقافة والفنون (دبى للثقافة).
يُذكر أن الرعاة الرئيسيين لهذا الحدث هم السوق الحرة - دبى، ولؤلؤة
دبى، وطيران الإمارات، ومدينة جميرا، مقر المهرجان.
اليوم السابع المصرية في
31/10/2011
مهرجان دبى ينتظر فيلم «واحد صحيح» و٦٠٠ ألف
جنيه تكلفة نهاية
«ساعة
ونص»
كتب
أحمد الجزار
قررت إدارة مهرجان دبى السينمائى مد عمل لجنة المشاهدة المسؤولة عن
اختيار الأفلام المشاركة فى مسابقاته المختلفة ١٠ أيام إضافية لحين تجهيز
نسخة ٣٥ مللى من فيلم «واحد صحيح». إخراج هادى الباجورى، وبطولة هانى سلامة
وبسمة، والذى يجرى حاليا تصوير مشاهده الأخيرة.
وقال أحمد السبكى، منتج الفيلم: باقى ثلاثة أيام على الانتهاء من
المشاهد الأخيرة بالفيلم، والتى تقرر تصويرها أيام الخميس والجمعة والسبت
المقبلين داخل ديكور منزل عبدالله «هانى سلامة»، وهذه المشاهد كانت السبب
فى تأجيل عرض الفيلم من موسم عيد الأضحى إلى بداية السنة الجديدة فى ٤
يناير المقبل، حيث استغرق بناء الديكور وقتاً طويلاً لأن مساحته تصل إلى
٣٠٠ متر، وبلغت التكلفة حوالى مليون ونصف المليون جنيه.
وأضاف السبكى: طلبت إدارة مهرجان دبى خلال الأيام الماضية عرض «واحد
صحيح» فى المسابقة الرسمية للمهرجان الذى سيبدأ يوم ٧ ديسمبر المقبل، وسيتم
تجهيز نسخة منه بعد الانتهاء من المشاهد المتبقية، كما أبدوا إعجابهم بفيلم
«ساعة ونص» الذى سيشارك فى الدورة المقبلة ولم يتحدد حتى الآن المسابقة
التى سينضم إليها ومشاركة أفلامى فى المهرجانات ستكون مفيدة، خاصة أننى أثق
فى مستواها، وأتوقع أن يكون لها صدى جيد فى مهرجان دبى، مما قد يؤثر بشكل
إيجابى على تسويقها فى منطقة الخليج.
من جهة أخرى انتهى المخرج وائل إحسان، أمس الأول، من تصوير مشهد
النهاية فى فيلم «ساعة ونص»، وهو أصعب المشاهد حيث يتضمن انفجار القطار،
ووصلت تكلفة يوم التصوير فى محطة قطارات قليوب إلى ٦٠٠ ألف جنيه، بسبب
استعانة المخرج بفريق متخصص من جنوب أفريقيا لتنفيذ الانفجار وبلغ أجر هذا
الفريق ١٠ آلاف دولار كما تمت الاستعانة بحوالى ٣٠٠ كومبارس و٤ كاميرات.
وقال السبكى: مشهد الانفجار من أهم وأصعب مشاهد الفيلم، حيث كان يحتاج
إلى استعدادات خاصة، وشارك فى تصويره أحمد فلوكس وأحمد السعدنى.
المصري اليوم في
31/10/2011
أمريكا تثير الرعب بـ (عدوى) سينمائية جديدة مع سبق الإصرار
خالد محمود
لماذا تسعى أمريكا دائما لتخويف العالم عبر شاشتها السينمائية وترهيب
جموع البشر وملء قلوبهم بالرعب من مجهول قادم بصورة فيروس قاتل ومميت وليس
له ملامح، فيروس يحتار معه الأطباء، بل ينال هو منهم، فيروس ينتقل فى
الهواء وعبر اللمس بسرعة جنونية مما يصيب العالم بالذعر.
فى مثل هذه الأفكار التى تتبناها شاشة هوليوود من فترة إلى أخرى وتصرف
عليها ببذخ ويقوم ببطولتها نجوم كبار من أجل أن تكون الصورة أكثر واقعية
والإيحاء بمخاطر الموت المفاجئ أكثر صدقا، لدرجة أن يتسلل إليك كمشاهد
ومتلق نفس الإحساس، وتتساءل: هل السينما يمكن أن تكون أداة لتوصيل رسالة
تحذير من «سيدة العالم» إلى الدول الأخرى بأنه يمكن أن يتم القضاء على كل
شىء وأى شىء عبر انتشار فيروس قاتل فى لحظة، وعندما يتم التوصل لعلاج له
تكون حالات الإصابة به تعدت مئات الملايين من البشر، أم أن صناع هذه
النوعية من الأعمال المتقنة فنيا يتنبئون بأن انهيار مجتمعهم الأمريكى لن
يأتى سوى بفيروس خارق للحياة.
ويأتى فيلم «العدوى» الذى تصدر شباك الإيرادات الأمريكى ليفجر القنبلة
الأمريكية التى تناثرت شظاياها فى بقع كثيرة من العالم بدءا من شنجهاى وحتى
باكستان ومصر ووصولا لولايات أمريكية.
الفيلم الذى حلم به المخرج الشهير ستيفن سودربيرج مع المؤلف سكوت زى
بيرنز بدأ من اللقطة الأولى دون تمهيد فى إثارة الرعب وعبر إيقاع لاهث
وسريع وصورة صادمة للضحايا، وهم يسقطون واحدا تلو الآخر، ويليه صراع من نوع
آخر بين أمريكا وباقى دول العالم التى ظهرت بها حالات الإصابة بالفيروس
الهوائى القاتل، فبينما يتوصل أطباء أمريكا لعلاج، تظهر لنا بعض الحقائق
المؤلمة حول أفضلية من يحصلون على العلاج أولا بدءا من المواطن الأمريكى
إلى الدول الكبرى ونلحظ صراع دول العالم الثالث التى لن يصلها قطعا العلاج
الفعال إلا بعد خراب مالطة، حيث نجد مجموعة من الأشخاص العاديين يحاولون
البقاء على قيد الحياة فى مدن ممزقة.
تبدأ حكاية «العدوى» فى مطار هونج كونج الدولى، حيث تقف بيث ايمهوف (جوينيث
بالترو) فى صالة الوجبات الخفيفة تنتظر إقلاع الطائرة لتعود إلى عائلتها فى
شيكاغو، وفى اجتماع وحفل داخل الصالة تزدحم بالناس تصاب بالترو بالفيروس
دون أن تشعر، وتعتقد أنها مصابة باضطرابات رحلة الطيران الطويلة، وتظن
الأمر نزلة برد، وبعد يومين تتوفى بالمستشفى ويقف زوجها فى مشهد مؤثر (مات
ديمون) مصدوما أمام عدم وجود تفسير طبى لسبب الوفاة.
وفى خلال ساعات تتكرر الحالة فى العديد من الدول باريس، لندن، هونج
كونج، أمريكا، مصر، وتظهر نفس الأعراض على آلاف الأشخاص سعال وحمى ونزلة
برد تنقلب إلى نزيف فى المخ ووفاة سريعة.
ونجد معظم مراكز أبحاث مكافحة الأمراض فى أمريكا تبدأ عملها حول
الفيروس وتحت قيادة د.شيفير (لورانس فيشبورن) ومعه طبيبة شابة ارين (كيت
وينسلت) فى محاولة للوصول إلى طريقة سريعة لمعرفة أصل الوباء الذى ينتشر
بسرعة باللمس والتنفس والتصافح، وهنا نتذكر عندما أرسل المخرج بالسيناريو
إلى مات ديمون قال له فى رسالة (اقرأ السيناريو ثم قم بغسل يديك جيدا)،
وربما يمكن أن أقول شاهد هذا الفيلم ثم اغسل عينيك جيدا.
ونعود إلى مشاهد الفيلم المتوالية السرعة فهناك من يدعى اختراعه لدواء
ونشره عبر الفيس بوك، وآخر يهاجم عجز أطباء الحكومة والدولة أمام وقف نزيف
الموت، وأنهم لا يرون سوى أنفسهم لدرجة أصبحت المواجهات بين الحكومات وشباب
الفيس بوك صادمة وقوية جدا، وإن أوحى الفيلم بأن كل طرف يحاول أن يلعب على
مشاعر الناس لمصلحته الخاصة.
وبعودة إلى الفيلم.. نجد كل المشاهد مليئة ببشر يهرولون ومنازل تهدم
وصراع على الحصول على جرعة دواء وطبيب أمريكى يضحى بجرعته من أجل ابن
جاره.. وحيرة من توماس ايميه ــ مات ديمون ــ زوج أول سيدة تتوفى، من أن
ينتقل المرض إلى ابنه، ثم يصاب ابنه ويتوفى هو أيضاً، ولم يتبق له سوى
ابنته التى يرعاها.. وعندما يدخل المستشفى مشتبها فى إصابته يقولون له إنه
يملك المناعة.. وهذه هى بارقة الأمل الوحيدة.. أن تكون مخلوقا لديك مناعة
من الفيروسات القاتلة، فبتلك المناعة وحدها يمكنك أن تتجنب الرحيل بفيروس
قاتل. ولكن ترك الفيلم فى ذهن الجمهور السؤال: هل يمكن حدوث ذلك ولكن متى
يحدث ذلك؟! كاتب السيناريو سكوت زى بيرنز طرح أيضا فكرة أن الإنسان يمكن أن
يموت فى منزله قبل أن يعرف ما أصابه أو كيف انتقل إليه.. نعم واقعية الصورة
وجاذبيتها وعظمة الحدث وذكاء الحوار المرعب الذى لا تعرف جمله بعض الرحمة
فى متابعة تطورات العدوى الجرثومية والأداء المبهر لماريون كورتيلار وديمون
وكيت وينسلت وجوينيث بالترو وفيشبورن كلها عوامل أخافت الجمهور بالفعل
وجعلته يصدق الأزمة كحقيقة وليست خيالا، لأن صناع الفيلم استثمروا القصة
المؤثرة على الوجه الأكمل خاصة المخرج سودربيرج الذى يشعرنا أننا عالم لا
يخلو لحظة من فيروس مميت.
الشروق المصرية في
31/10/2011 |