> >
هل يصل قطار الثورة إلي السينما؟
في المركز القومي للسينما كانت البداية بعد أن أصبح منوطاً
به الإشراف علي كل ما يتعلق بالسينما من المهرجانات ومراقبتها إلي دعم
الأفلام والسينماتيك إلي أزمة التصوير الخارجي واستعادة إدارة أصول
السينما.. خطوات عديدة جري بها هيكلة المركز نالت استحسان بعض السينمائيين
ومخاوف البعض الآخر من أن يتحول المركز إلي امبراطورية تتحكم في مصير
السينما والسينمائيين وفي حواره معها تصدي الدكتور خالد عبد الجليل رئيس
المركز القومي للسينما لتوضيح كثر من الملابسات > >
·
<
قلت له:
كيف تري تأثير الثورة علي المركز القومي للسينما خاصة بعد أن أعيدت هيكلته
وأصبح له مجلس إدارة؟
ــ قال:
أحب أن أوضح أنه منذ أكثر من عام وقبل الثورة وأنا
أسعي لتشكيل مجلس إدارة للمركز وقدمت هذا المشروع للدكتور عماد أبو
غازي أثناء رئاسته للمجلس الأعلي للثقافة فقدمه بدوره إلي وزراء الثقافة
السابقين فاروق حسني ثم د.
جابر عصفور والمهندس محمد الصاوي،
لكن أستطيع أن أقول إن الثورة ـ وبدعم كبير من د.
عماد أبو غازي وزير الثقافة ـ دفعت بالمشروع إلي النور فقد كان حلمي منذ
توليت رئاسة المركز قبل ثلاث سنوات أن يصبح مظلة لكل ما له علاقة بالسينما.
·
<
ولماذا لم يتم تنفيذه في عهد الوزير الأسبق
فاروق حسني؟
ــ الحقيقة أن الوزير الأسبق فاروق حسني ساعدني ودعمني في كل خطوة قمت
بها بداية من تخصيص قصر عمر طوسون لمشروع السينماتيك ثم استعادة الأصول
الفيلمية من شركة الصوت والضوء واتفاقية الشراكة الفرنسية في مجال السينما
ثم إعادة الهيكلة التي رأيت طرحها بعد أن يستعيد المركز اختصاصاته من خلال
خطة مدروسة وبتعاون كامل وإيمان مخلص من مجلس الإدارة.
·
<
إعادة هيكلة المهرجانات السينمائية قضية
أثارت ضجة وفتحت الباب أمام ظهور مهرجانات جديدة دون وجود دعم لها
..كيف تري هذا الامر ؟
ـ صدر منذ شهور قرار وزير الثقافة بإعادة هيكلة المهرجانات السينمائية
ووضعنا كمجلس إدارة ثلاثة أهداف..
أولاً برفع القبضة الحديدية للدولة عن المهرجانات في سياق التحول
الديمقراطي الذي تعيشه مصر بعد ثورة ٥٢ يناير وتفعيل دور المجتمع المدني
وثانياً إننا كان لدينا تصور بأن المهرجانات في حاجة
لإعادة تشكيل وصياغة بما يتوافق والمناخ الجديد الذي نعيشه وثالثاً
نحن لا نخترع العجلة فالمهرجانات في العالم كله تقام عن طريق مؤسسات ثقافية
أو جمعيات أهلية.. وقد وضعنا شروطاً لتستفيد المهرجانات من دعم الوزارة في مقابل إطلاق حريتها.
·
<
لكن الصدام بدأ بمهرجان الغردقة للسينما
الأوروبية بسبب رفضكم لدعمه؟
ــ نحن نكن كل الاحترام لجمعية كتاب ونقاد السينما ولكن الميزانية
المخصصة للمهرجانات في وزارة الثقافة أقل من السنوات السابقة ونحن نسعي
لنشر المهرجانات في كل ربوع مصر عبر مؤسسات مختلفة،
لهذا كان قرار مجلس الإدارة بدعم مهرجان واحد للجمعية وقد حصل عليه مهرجان
الاسكندرية خلال دورته الماضية.
·
<
وهل سيعاد النظر في المشكلة بعد تحويل
الوزير لملف المهرجان إليكم من جديد؟
ــ هذا كلام سابق لأوانه لأن مجلس الإدارة لم يجتمع حتي هذه اللحظة.
·
<
وكيف تقيم التجربة بعد مهرجان الاسكندرية؟
ــ التجربة لاتزال في بدايتها خاصة أن الدورة الأولي لمعظم المهرجانات
الجديدة ستكون في العام المقبل لكن علينا أن ندعم الفكرة وأن نكون علي
إصرار بألا نجعل يد الدولة الطولي هي المسيطرة لأن هذا ضد التحول
الديمقراطي الذي نعيشه وأن نحافظ علي دعم وزارة الثقافة وأن يكون
السينمائيون كما عهدناهم بدرجة النضج التي تسمح لهذه التجارب أن تنجح.
·
<
وما حجم الدعم الذي يتلقاه كل مهرجان..
وهل يختلف من مهرجان لآخر؟
ــ الدعم يمثل
٠٥٪
من ميزانية المهرجان ويختلف بالطبع من مهرجان لآخر.
·
<
ما طبيعة الدور الرقابي الذي يمارسه المركز
علي المهرجانات؟
ــ »الكواليتي كنترول«
نوع من المتابعة الفنية للوقوف علي مدي التزام الجمعيات أو المؤسسات بشروط
الدعم وهناك مستويات متعددة له،
فقد ينتهي قرار المركز بالتحفظ علي الدعم لتصحيح
خطأ ما أو تخفيضه أو إلغائه أو حتي زيادته لكننا ليس لنا دخل بأي تسويات
مالية فهذه مهمة المراقب المالي الذي يتبع الوزارة،
كما أن المركز ليس جهة موافقة أو رفض علي إقامة المهرجانات، نحن فقط نصدر
توصيات بعد دراسة ملفات المهرجان الذي يسعي للحصول علي الدعم فمثلاً مهرجان
شرم الشيخ أرسل مشكوراً
بموعد إقامته ولم يطلب دعماً.
·
<
ما مصير مهرجان سينما الأطفال ومهرجان
الإسماعيلية للأفلام التسجيلية؟
ــ مهرجان سينما الأطفال سيتبع المركز القومي لثقافة الطفل ومهرجان
الاسماعيلية سيعامل مثل بقية المهرجانات وهناك مؤسسة سترعاه في طريقها
للإشهار كما حدث مع مهرجان القاهرة السينمائي وجميع المهرجانات الأخري وأي
مهرجان يقام علي أرض مصر لا يستطيع أحد إلغاءه لكن إعادة صياغة هذه
المهرجانات مطروحة لأن الوطن بأكمله يعاد صياغته.
·
<
ما حجم الأفلام التي تقدمت للحصول علي دعم
الوزارة في إنتاجها وما ضمانات الشفافية في اختيارها؟
ــ هناك لجنة مختصة شكلها الوزير لقراءة المشروعات وتقييمها وقد وصل
عدد الأفلام التي تقدمت إلي
٧٩
فيلماً
روائياً طويلاً و٧٩ ما بين روائي قصير وتسجيلي ورسوم متحركة وأعلنا منذ
اليوم الأول أسماء أعضاء اللجنة وحجم الدعم »مليوني جنيه« لكل فيلم ومراحل
تقديمه..
وشروطه وأحب أن أؤكد أنه لا يحق لأي من أعضاء مجلس الإدارة أن
يتقدم بمشروع كمنتج أو مخرج ولا أن يشارك في عضوية مجلس إدارة
أي مهرجان كما أنهم يعملون بشكل تطوعي ولا يتقاضون أي أجر مقابل ذلك.
·
<
معركة أصول السينما التي تملكها الثقافة
وتديرها وزارة الاستثمار إلي أين وصلت؟
ــ هذه هي معركتي ومعركة كل السينمائيين ومعركة الوزير د.
عماد أبو غازي حتي قبل أن يصبح وزيراً..
من منطلق ايماننا بأنه ليس كل شيء قابل للبيع لأننا ضد كل ما
حدث في قوانين الخصخصة التي أضاعت نصف ثروة مصر..
وهذه الأصول تملكها وزارة الثقافة وتديرها وزارة الاستثمار وأثق أن الثقافة
سوف تستعيد إدارتها وسلطتها عليها قريباً.
·
<
وما حقيقة توقف العمل في مشروع السينماتيك
بقصر عمر طوسون؟
ــ بعدما تم فصل الثقافة عن الآثار فإننا نواجه مشكلة ميزانية ترميم
القصر ونسعي لتوفيرها لكن مجلس إدارة السينماتيك برئاسة الناقد أحمد الحضري
وضع تصورات لتوظيف المكان كما أن هناك كوادر سيتم تدريبها في فرنسا علي
ترميم الأفلام وهناك خبراء فرنسيون سيصلون القاهرة لتدريب بعض العاملين
أيضاً.
·
<
ما الملفات العاجلة داخل المركز القومي
للسينما؟ ومتي يستعيد دوره في إنتاج الأفلام وتشجيع التجارب الجديدة؟
ــ هناك عضو منتخب من إدارة الإنتاج داخل مجلس إدارة المركز وأعطيت
لهم المرونة الكاملة في تشكيل لجان القراءة..
كما أن لدينا ثلاثة ملفات عاجلة..
الأول يتعلق بمشكلة التصوير الخارجي وكيف نعيد
الأفلام الأجنبية لتصور في مصر من جديد من خلال تصور كامل سنقدمه لوزير
الثقافة لتقديمه لمجلس الشعب بعد الانتخابات البرلمانية وملف صندوق دعم
السينما ومشروعات الإنتاج المشترك.
·
<
بعد أن استعاد المركز كل ما يتعلق بالسينما
يري البعض أنه تحول لامبراطورية تتحكم في السينما..
والسينمائيين ؟
ــ كل هذه الصلاحيات التي حصلنا عليها هي من مهام المركز منذ أنشئ وقد
خرجت عنه وجري التفريط فيها علي مدي عقود والبعض يتهكم ويقول إن المركز
أصبح كالحاكم بأمره مع إننا لم نفعل شيئاً
أكثر مما تقوم به مراكز السينما في كل أنحاء العالم ثم ان مجلس إدارة
المركز يضم سينمائيين كبار والقرارات تتخذ في شكل جماعي فقد انتهي عهد
القرارات الفردية الي الابد .
أخبار اليوم المصرية في
28/09/2011
مهرجان هوليوود السينمائى يختار كلونى نجم هوليوود 2011
كتبت رانيا علوى
أقيم مؤخرا حفل توزيع جوائز مهرجان هوليوود السينمائى الخامس عشر، فى
فندق بيفرلى هيلتون فى بيفرلى هيلز، كاليفورنيا، حيث امتلأت قائمة المكرمين
بكبار نجوم هوليوود، ونال النجم العالمى جورج كلونى جائزة نجم هوليوود لهذا
العام عن دوره فى فيلم "The Descendants"
الذى ألفه وأخرجه الكسندر باينى.
وظهر كلونى بكامل أناقته التى لفتت أنظار الحضور؛ فيما نالت جائزة
أفضل نجمة بهوليوود ميشيل وليامز عن دورها فى فيلم "My
Week with Marilyn"؛ وحصل المخرج بينيت ميللر جائزة هوليوود للإخراج عن فيلم "Moneyball"
الذى قام ببطولته براد بيت وروبين رايت وجونا هيل.
وذهبت جائزة أفضل ممثل مساعد إلى كريستوفور بلومر عن دوره فى فيلم "Beginners"
من تأليف وإخراح مايك ميللر؛ فى حين نالت النجمة كارى موليجان جائزة
هوليوود كممثلة مساعدة عن دورها فى فيلم "Shame"؛
وكانت جائزة أفضل إضاءة من نصيب شيلان وودلى عن فيلم "The Descendants".
وكانت جائزة هوليوود لأفضل سيناريو من نصيب ديابلو كودى عن فيلم "Young Adult"
الذى لعب بطولته شارليز ثيرون وباتريك ويلسون وباتون اوسوالت.
ونال ستيفن ميريون جائزة أفضل مؤلف عن "The
Ides of
March"
الذى قام ببطولته جورج كلونى وماريسا تومى وإيفان راشيل وود وجياماتى بولس
وفيليب سيمور هوفمان.
ونال فيلم "rango"
جائزة أفضل فيلم "أنيميشن" إخراج جور فيربينسكس وتأليف جون لوجان، وبطولة
جونى ديب وايسلا فيشر؛ أما عن جائزة هوليوود للإنتاج كانت لليتيارونسون عن
فيلم "Midnight in Paris"
تأليف وإخراج وودى الين، ومن بطولة اوين ويلسون وكاتى باتس؛ وجاءت جائزة
أفضل تصوير من نصيب ايمانويل لوبيزيسكى عن فيلم "The
Tree of Life" بطولة براد بيت وشون بين وجيسيكا شاستين.
اليوم السابع المصرية في
28/09/2011
من "حمام" الريحاني.. إلي "رمضان" هنيدي
"المدرس" مظلـوم علي الشاشة
وصفي أبوالعزم
يبدو أن المدرس في مصر عاش لعشرات السنين مظلوم في الأصل والصورة فإلي
جانب تدني مستوي المعيشة. وانهيار منظومة التعليم.. جاء الفن ليقضي علي
الصورة المثالية للمعلم ليحط بها في عيون الشعوب. وبات جلياً أن صناع الفن
السابع لم يأخذوا كلام أمير الشعراء أحمد شوقي عن المدرس بمحمل الجد بل وصل
بهم الأمر للاستهزاء في أعمال كثيرة بالبيت الذي يقول شوقي:- "قم للمعلم
وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا".. وظهرت علي الشاشة شخصية المدرس
بشكل هزلي أقرب إلي المهرج تتحدث بطريقة فجة وتثير الضحك والسخرية ولجأت
السينما في غالبية الأفلام التي قدمتها للتعامل مع مربي الأجيال كمادة
للسخرية والاستهزاء من جانب الطلبة. علي مدار التاريخ الفني.
في فيلم "غزل البنات" انتاج سنة 1949 للمخرج والممثل أنور وجدي قام
الفنان الراحل نجيب الريحاني بدور مدرس اللغة العربية الأستاذ حمام صاحب
الثياب البالية والمنديل القديم الممزق الذي يسخر منه طلابه مما يدفع ناظر
المدرسة إلي توبيخه أمام التلاميذ فيضطر حمام إلي العمل في قصر الباشا
كمدرس خصوصي لابنته التي تشفق عليه وتستغل سذاجته وتلعب بعواطفة وفي نهاية
الفيلم تقع بنت الباشا في غرام الطيار الوسيم الأنيق ذو المركز الاجتماعي
المرموق وتترك المدرس المطحون الغلبان الساذج.
مختل علقيا
وفي الستينات جاء فيلم "السفيرة عزيزة" للمخرج طلبة رضوان ليقدم
الممثل الكوميدي الراحل عبدالمنعم إبراهيم في دور مدرس اللغة العربية
الأستاذ حكم الذي يتحدث بالفصحي بمناسبة وغير مناسبة بطريقة تثير السخرية
وقدم المخرج حسن الأمام فيلمه "زقاق المدق" وقام الفنان الكبير حسين رياض
بدور معلم اللغة الإنجليزية المختل عقليا الذي يجعل أهل الزقاق يسخرون منه.
وفي فيلم "قصر الشوق" للمخرج حسن الأمام أيضاً لعب الفنان نور الشريف
شخصية كمال الذي يطلب من أبيه بعد حصوله علي البكالوريا الموافقة علي
الالتحاق بكلية المعلمين مما يستفز الأب الذي يلوم ابنه ويوبخه علي هذا
الاختيار فهو لا يريد أن يصبح ابنه مجرد خوجة في مدرسة تقليلاً من شأن مهنة
التدريس.
وفي السبعينات تناول فيلم "المذنبون" للمخرج سعيد مرزوق شخصية ناظر
المدرسة ولكن الذي يضطر إلي بيع أسئلة امتحانات نهاية العام في مقابل حفنة
من الجنيهات إلي أحد المدعوين في حفلة حمراء قضاها الناظر في منزل نجمة
السينما سناء كامل ثم ينتهي به الحال إلي العقوبة والسجن مع باقي المذنبين.
مدرسة المشاغبين
في فيلم مدرسة المشاغبين الذي أنتج عام 1973 المأخوذ عن نفس أحداث
المسرحية الشهيرة التي تحمل الاسم جسد الفنان سمير غانم دور المدرس علام
الذي يشرح الدرس رغم علمه بعدم وجود أحد من التلامذة المشاغبين في الفصل
إرضاءً لضميره وظهر بصوره كوميدية ساخرة بدت من طريقة ملابسه وتصرفاته.
آخر الرجال أنصفه
ومن ضمن الأفلام التي أنصفت المدرس وأظهرته بصورة إيجابية فيلم "آخر
الرجال المحترمين" لنور الشريف. وبوسي ومن إنتاجهما سنة 1984 الفيلم كتبه
للسينما وحيد حامد وتدور الأحداث حول الأستاذ فرجاني المدرس في إحدي القري
الذي يعتبر أطفال المدرسة مسئوليته الخاصة ويتعامل مع الجميع كمرب فاضل
مهمته بناء عقل الإنسان ووجدانه يصاب بدهشة بالغة عند اكتشافه بأن تلاميذه
لا يعرفون الشاعر أحمد شوقي. ويغالطون به مع أحمد عدويه..
ومن الأفلام التي تناولت المدرس فيلم "رمضان مبروك أبوالعلمين" إنتاج
2008 لمخرجه وائل إحسان وللمرة الأولي سينمائياً تصبح فيها مهنة المدرس
بطلاً محركاً للأحداث وإلي جانبه ظهر الفنان إدوارد في دور المدرس الذي لا
يهتم إلا بالدروس الخصوصية وضعيف الشخصية ويعد أضحوكة بين طلابه. هنيدي
أعاد التجربة درامياً في رمضان الماضي ففتح عليه أبواب الهجوم ووصل لحد رفع
دعوي قضائية ضده تتهمه بإهانة العلم.
كساب بالفصحي
آخر الأفلام التي تناولت شخصية المدرس فيلم "بون سواريه" الذي عرض قبل
الثورة وقدمت الفنانة مي كساب شخصية مدرسة لغة عربية وأدت دورها بطريقة
ساخرة واصطناع مبالغ فيه وتنتقد الشعب المصري لاستخدامه كلمات كثيرة باللغة
الانجليزية بدلا من العربية علي الرغم من أهميتها.
وأكدت كساب أن الأمر لم يكن سهلاً وكان مخاطرة كبيرة حيث اضطرت لحفظ أبيات
شعر والتحدث بكلمات صعبة باللغة العربية الفصحي بشكل صحيح حتي يخرج الدور
بشكل متقن.
الدراما منصفة
يري نقاد ومتابعون للشأن الفني أن غالبية الأعمال الدرامية انتصرت
لشخصية المدرس فظهرت أعمال استثنائية أظهرت المدرس في ثوبه الحقيقي منها
"امرأة من زمن الحب" لسميرة أحمد ويوسف شعبان. حيث ظهرت خلاله سميرة أحمد
في ثياب مدرسة بعيدة عن النمطية التي تعودنا عليها.
كذلك مسلسل "حضرة المتهم أبي" الذي يرتدي خلاله نور الشريف ثوب
الأستاذ عبدالحميد مدرس اللغة العربية متوسط الحال الذي يكافح في الحياة
محاولاً تعليم أبنائه القيم والأخلاق ويرفض الدروس الخصوصية علي الرغم من
أحواله المادية السيئة.
كما ظهرت الفنانة يسرا في دورين مختلفين كانت فيهما نموذجا للمدرسة
القوية. أحدهما في مسلسل "أين قلبي" وكانت مدرسة في المرحلة الإعدادية.
بينما جسدت أستاذة جامعية قوية الشخصية في مسلسل "قضية رأي عام" في حين ظهر
زوج شقيقها في صورة مدرس يعشق ويقدس الدروس الخصوصية إذ قام بتحويل بيته
إلي مركز للدروس الخصوصية.
وجسد الفنان محمود ياسين شخصية المدرس المغلوب علي أمره العام الماضي
في مسلسل "ماما في القسم" وقدم الفنان السوري جمال سليمان شخصية الناظر
المحترم في مسلسل "قصة حب".
طابع المدرس
يقول الناقد د. رفيق الصبان: إن الثراء الدرامي الذي تتميز به شخصية
المدرس. وتعامل الجمهور معها بكثرة جعلها تكون ضمن سياق غالبية الأعمال
الفنية موضحاً أن طابع المدرس يجمع بين الجاد والهزلي. يعد دافعاً للمؤلفين
في الجمع بين هذه التناقضات في دور واحد لتقديم عمل مميز ومعظم الكتاب
يلجأون إليها في هذا اللون الكوميدي الساخر لما تحدثه من رد فعل في النفوس
وتثير الضحك والفكاهة للمشاهدة غالباً.
وينفي الصبان أن يكون هناك تعمد إساءة إلي المدرس عبر الأدوار التي
ظهر فيها ولكنها محاولات فنية متباينة لإبراز مشاكله برؤية تدعو إلي الضحك.
عدم الإساءة
الناقد نادر عدلي لايري عيباً في تناول شخصية المدرس بالنقد في إطار
كوميدي باعتبارها إحدي الشخصيات الثرية في المادة الدرامية. موضحاً أن أغلب
الأفلام التي تناولتها جاءت ذات نمط واحد لم تحد عنه السينما في مصر إلا
قليلا ووضعتها في إطار شخص هزلي يدعو إلي الضحك والفكاهة بالرغم من رحيل
ذلك العهد الذي يظهر فيه المدرس الساذج رث الثياب في ظل تغير الظروف
المعيشية وانفتاح العالم.
ويوضح أن نمطية التناول الدرامي لتلك الصورة ترجع لكونها تجد صدي في
نفوس المشاهدين وتثير الضحك والفكاهة.
ويشدد عدلي علي ضرورة أن يكون هناك أعمال سينمائية تركز علي دوره في
المجتمع وعدم الإساءة إليه في مواجهة هذا النمط الكوميدي.
طه حسين
يرجع د. محمود كامل الناقة أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية
جامعة عين شمس بداية ظهور الصورة السيئة للمدرس علي الشاشة منذ رواية
"الأيام" لطه حسين التي أظهر فيها المدرس شيخ كتاب القرية في صورة شخص بدين
منفر يحمل عصا غليظة يرتعد منه الصغار بسبب الفجاجة والغلظة التي يتمتع بها
ثم تصدرت هذه الصورة غالبية الأعمال الدرامية والسينمائية بعدها وهي للأسف
صورة لا تتناسب علي الإطلاق مع دوره كمرب للأجيال.
ويشير إلي أن تلك الصورة كانت جزءا من الأسباب التي أدت إلي انفلات
العملية التعليمية في بعض المدارس التي أطلق عليها "مدرسة المشاغبين" في
إشارة لعدم انضباط الأمور فيها بعد تعرض السينما لكشف حيل يلجأ إليها
الطلاب لإظهار المدرس في شكل كوميدي مثير للسخرية والاستهزاء يضيف هناك من
أظهره شخصا مستغلا لا يهتم إلا بالدروس الخصوصية فقط وضعيف الشخصية.
يحمل د. محمد أستاذ التربية بجامعة عين شمس الإعلام مسئولية تشويه
الرموز موضحاً أنه يعتمد علي الإثارة والتهويل واختلاق الحكايات والتركيز
علي السلبيات وتعظيمها لجذب الجمهور الذي يبحث عن الإثارة وعلي هذه الشاكلة
تعمد الكتاب تشويه صورة المدرس ليس في السينما فقط بل في الدراما والمسرح
أيضاً ولجأت هذه الأعمال إلي إهانة المدرس وتلطيخ تاريخه الذي تشهد به
الأجيال بتلفيقات لاسند لها في الواقع.
وأضاف: الواقع يكذب هؤلاء ولم يعد المدرس ذلك الفج الذي يتعامل بغلظة
وصوت جهوري وينصب اهتمامه علي الدروس الخصوصية فقط ويمسك العصا طوال الوقت
فالمدرس أحد أفراد المجتمع يحيا كما يعيش أفراده له مشاكله وأفراحه ومهما
حاول صناع السينما لتشويه الصورة فالجمهور أصبح علي درجة من الوعي تجعله
يفرق بين التمثيل والواقع.
وحذر صناع الفن من التمادي من النيل من كرامة المعلم وهيبته لأنها تعد
جريمة في حق المجتمع وتناول الشخصية طوال الوقت في إطارها المضحك يفقدها
الاحترام فعلي القائمين علي الإبداع أن يعيدوا للمعلم هيبته عبر الشاشة
باعتباره رمز العلم واحترامه واجب علي الجميع ليظل المعلم صاحب القدوة
الحسنة في نفوس طلابه.
شاشتي المصرية في
28/09/2011 |