يعد وليد معروف جارو الذي تخرج في أكاديمية الفنون الجميلة بغداد في
عام 1980من خبرة الممثلين في السينما في إقليم كردستان، وكذلك في الدراما
الكردية، لأنه يجيد تجسيد كل الشخصيات التي تسند إليه بشكل رائع جداً، إذ
إن ثقافته العالية ووسامته تساعدانه على ذلك .
وقد استطاع جارو أن يحقق نقلة نوعية في السينما الكردية عندما كان
رئيساً لها في عامي 2008 و2009 من خلال إقناعه حكومة الإقليم بضرورة شراء
المعدات اللازمة التي تساعد على صناعة فيلم سينمائي جيد . وفي مجال التمثيل
كان جارو قد جسد شخصية البطل لفيلم “حي الفزاعات” الذي شارك في العديد من
المهرجانات السينمائية العربية والدولية وحصل على العديد من الجوائز .
“الخليج” التقته وسجلت معه الحوار الآتي:
·
هل بالإمكان أن تحدثنا عن فيلم
“حي الفزاغات” الذي جسدت بطولته؟
- حقيقة اشتركت في فيلم “حي الفزاعات” وهو من بطولتي وقد شارك هذا الفيلم
في العديد من المهرجانات السينمائية من أبزرها مهرجان القاهرة، مهرجان
بوسان في كوريا الجنوبية، ومهرجان قطر، ومهرجان دبي، ومهرجان روتردام
وألمانيا ومهرجان بغداد، وحصل على جوائز عدة، وهذا الفيلم هو من تأليف
الروائي والقاص شيرزاد حسن وقصته تدور حول أحداث الحرب العراقية الإيرانية
وما تحمله الحروب من هلاك ودمار للإنسانية ومحو القيمة الإنسانية الموجودة
عند الإنسان مقابل الإنسان .
·
ما دورك في هذا الفيلم؟
- جسدت دور الإقطاعي المتسلط الذي يستغل الناس من أجل مصالحه الخاصة ولا
توجد لدى هذا الشخص القيم الإنسانية والاجتماعية وهو عبارة عن دكتاتور صغير
.
·
ما الرسالة التي يريد الفيلم
إيصالها للجمهور؟
- إن الرسالة التي أردنا إيصالها إلى الجمهور هي رسالة أي فنان يحملها وهذه
الرسالة تتمثل بكشف الحقائق والمتعة للجمهور . فضلاً عن ذلك نكشف تصرفات
وتطلعات “الدكتاتور” الصغير ونحذر الناس منه .
·
كيف ترى السينما الكردية اليوم؟
- السينما الكردية في الوقت الراهن تعيش في بداية تكوينها، لذلك فإن
إنتاجها ليس غزيراً، بل هناك بعض الأفلام تمثل بداية جيدة للسينما الكردية،
خصوصاً أن بعض الأفلام شاركت في مهرجانات عالمية وحصلت على جوائز عالمية
عديدة، أما الأفلام التي تنتج في إقليم كردستان فهي أفلام للمهرجانات وليس
للجمهور وهي تمثل محاولة لإثبات الوجود، علماً بأن السينما الكردية سبق وأن
قامت في العقدين الأخيرين من القرن الماضي بمحاولات لإنتاج أفلام معينة،
ألا أن الظروف السابقة التي كان يشهدها البلد لم تسمح بهذه المحاولات . لكن
بعد 2003 اختلف الوضع، حيث اهتمت حكومات إقليم كردستان المتعاقبة بالسينما
الكردية ودعمتها من كل النواحي وأنا كنت مديراً للسينما في الإقليم لمدة
عامين متتالين، وقد أنتجنا سبعة أفلام خلال هذين العامين . لذلك أستطيع
القول إن السينما الكردية هي حديثة المنشأ وأرى أن الميزة الأهم في هذه
السينما أنها صنعت أفلاماً سينمائية من لا شيء .
·
كيف؟
- لأننا لم نكن نمتلك الكاميرات الخاصة، ولا توجد لدينا مقومات صناعة
الفيلم السينمائي فضلاً عن فقد مقومات عرض الفيلم السينمائي، لأنه لا توجد
لدينا صالات لعرض الأفلام السينمائية في إقليم كردستان، لذلك كنا نقوم
بتأجير الكاميرات من قبل دول الجوار وتحديداً من تركيا وإيران، كذلك كنا
نجلب مصورين من خارج العراق للعمل معنا، وكذلك مهندس الصوت وبقية الأشياء .
حيث كما كل ما نعمله في الفيلم السينمائي هو كتابة قصة الفيلم والمخرج
والممثلين أما بقية الأشياء فهي كلها تأتي من الخارج . لكن بعد أن أصحبت
مديراً للسينما الكردية قلت إلى متى نبقى نهدر أموالنا في تأجير الكاميرات،
لذلك فكرت في بناء البنى التحتية للسينما، وطلبت من وزير الثقافة السابق في
حكومة إقليم كردستان فلك الدين كاكئي أن يساعدني في شراء ملتزمات الصناعات
السينمائية وقد أكد لي أن هذا الأمر صعباً، لكني قلت له إنني أستطيع تسهيل
هذا الأمر، لأنني سأبدأ بداية بسيطة من خلال شراء الأشياء البسيطة التي
نحتاجها في صناعة الفيلم السينمائي، حيث وافق على ما طلبته وقمت بشراء
ثماني كاميرات متطورة وتم استخدام هذه الكاميرات في تصوير أفلام عدة وأيضاً
بعض المسلسلات التلفزيونية .
·
هل تعتقد أن القضية الكردية تسهل
من مهمة الفيلم الكردي الذي يعرض في المهرجانات العربية والدولية؟
- بكل تأكيد، لأن القضية الكردية كان لها دور كبير جداً في تقبل الفيلم
الكردي رغم أن هذا الفيلم عندما يشارك في أي مهرجان فإنه يشارك باسم
العراق، لكنه ينطق باللغة الكردية، لذلك تثار التساؤلات حوله. وعليه أجد أن
أقوى وسائل الإعلام لأية قضية هي السينما، لأن السينما تسهم في تعريف
الشعوب بعاداتها وتقاليدها وحضارتها وثقافتها، وحتى مآسيها وهذا ما حصل مع
أفلام السينما الكردية التي شاركت في العديد من المهرجانات .
·
هل أنت متفائل بمستقبل السينما
العراقية؟
- هذا التفاؤل يعتمد على العقول التي تحكم البلد، فإذا كانت هذه العقول
متفهمة للفن والفنانين والسينمائيين أظن أن الفنانين العراقيين قادرون على
تطوير السينما العراقية، لأنهم يمتلكون خيالات واسعة جداً، والدليل على ذلك
أن بعض مخرجينا نجحوا في تحقيق حضور قوي جداً في المهرجانات العربية
والعالمية رغم عدم وجود اهتمام من قبل الحكومة العراقية بالفن السابع، لذلك
أقول إن خير سفير للحكومة هي الأفلام السينمائية، لأن هذه الأفلام قادرة
على عكس صورة العراق في المحافل الدولية .
الخليج الإماراتية في
26/10/2011
لم يهجر الفن حتى حان موعد
الرحيل
عمر الحريري عطاء حتى الرمق
الأخير
القاهرة - المعتصم بالله حمدي:
لم يستسلم يوماً للراحة، لكنه هذه المرة استسلم للمرض، وقرر أن يتخلص
منه قبل أن يتحول إلى معاناة، لتنعى مصر رحيل “عمر الحريري” بعد 4 أيام فقط
من نقله لمستشفى الجلاء العسكري، وبعد 86 عاماً قضاها في محراب الفن
مقاتلاً يعمل حتى الرمق الأخير .
من تابعه على المسرح حتى الأربعاء الماضي، أدرك معنى المثل المصري
القائل “الدهن في العتاقي”، بل أدرك أنه “إن دبلت الوردة ريحتها فيها”، فقد
كان الحريري محتفظاً بكل تلك المقومات التي فتحت له أبواب السينما في أولى
بطولاته “الأفوكاتو مديحة”، كان حيوياً رغم سنه منطلقاً على المسرح كفتى في
العشرين، يقدم نموذجاً يحتذى ليس للأطفال فحسب وهم الفئة الموجهة لهم
المسرحية، لكن أيضاً للشباب الذين شاركوه العمل .
هذا النموذج الذي استطاع الحريري أن يقدمه على مدار سنوات من خلال
أفلامه ومسرحياته ومسلسلاته التلفزيونية والإذاعية، كان دافعا لعشرات من
أصدقائه داخل الوسط وخارجه لتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في مقابر الإمام
الشافعي، من مسجد أبو بكر الصديق، فقد اتشحت صديقاته نجلاء فتحي ودلال عبد
العزيز ورجاء الجداوي بالسواد في الجنازة، فيما حرص سامح الصريطي وأشرف عبد
الغفور وحشد من فناني المسرح الشباب على صلاة الجنازة .
حلم الحريري أو “عمر محمد صالح عبد الهادي الحريري” بالفن بل عشقه له
لم يوقفه الزمن، إذ ظل يعمل رافضاً حجة تقدمه في السن، رغم أنه اشتهر كنجم
للدور الثاني، وربما يكون هذا الحب وراثة عن الأب، الذي أدمن عروض المسرح
الراقي، وحرص خلال سنوات طفولة الحريري إلى اصطحابه في كل عروض فرق جورج
أبيض وزكي طليمات، علي الكسار، نجيب الريحاني، فاطمة رشدي ويوسف بك وهبي
ليتشرب الابن إدمان الأب ويحوله إلى هواية ومن ثم احتراف .
أولى خطوات هذا الاحتراف بدأها الحريري بالاشتراك في التمثيل في
المدرسة وتكوين فريق ناجح نافس كل فرق المدارس الأخرى، وبعد حصوله على
الثانوية التحق بالمعهد العالي لفن التمثيل العربي وتخرج فيه عام ،1947 وهى
الدفعة نفسها التي تخرج فيها الراحل شكري سرحان، وبعد تخرجه شارك في عدد
كبير من البرامج الإذاعية، ولحسن حظه شاهده عملاق المسرح زكي طليمات
واختاره للانضمام لفرقته .
المحطة المهمة في حياة الحريري، كانت عندما شاهده الفنان الكبير يوسف
وهبي واختاره هو وصديقه شكري سرحان ليشاركاه في تقديم مسرحية “راسبوتين”،
ليرشح وهبي تلميذه الحريري في دور أكبر من خلال فيلم “أولاد الشوارع” عام
1951 . هنا عرفه المخرجون، ليشارك في عام واحد في 3 أفلام هي “وداعاً يا
غرامي” مع فاتن حمامة وعماد حمدي و”ابن النيل” مع شكري سرحان وفاتن حمامة
و”السبع أفندي”، ويفتح أمامه إنشاء التلفزيون في الستينيات باباً جديداً
لإبراز موهبته من خلال عشرات الأعمال التلفزيونية .
إنجازات الحريري تجاوزت الحدود المصرية، حيث سافر في بداية السبعينيات
إلى ليبيا بقرار سيادي عقب حصول ليبيا على حريتها وخروج الإيطاليين منها،
حيث قام بإنشاء وتأسيس المسرح الليبي واختار له اسم “المسرح الشعبي”، ودرب
عدداً كبيراً من الممثلين، وأخرج الكثير من العروض المسرحية حتى تأكد من
قدرتهم على تحمل المسؤولية ثم عاد إلى مصر بعد غياب خمسة أعوام تقريباً .
تزوج عمر الحريري وهو في سن المراهقة من السيدة آمال السلحدار، وكان
هذا الزواج بناء على طلب والده الذي أراد تحصينه من الوقوع في الخطأ، وقد
أثمر عن ابنة واحدة هي نيفين . والطريف في هذه الزيجة أن زوجته كانت تغار
عليه بشدة لدرجة أنه طلقها مرتين ثم عاد لها وظلت على ذمته حتى توفيت، برغم
أن زواجهما لم يكن نتيجة قصة حب إلا أن الحريري حزن كثيراً لوفاتها فأضرب
عن الزواج عدة سنوات حتى التقى السيدة نادية سلطان في إحدى الحفلات العامة
. وقد حكى بنفسه عن هذه الزيجة قبل وفاته قائلاً: التقيت نادية في إحدى
الحفلات فقد كانت رحمها الله سيدة مجتمع من الدرجة الأولى، ويشهد الجميع
برقيها وثقافتها، ودارت بيننا مناقشات ولقاءات عدة ووجدتها متميزة ومختلفة
عن الأخريات، فتزوجنا وأنجبت منها ابنتي الثانية ميريت، ولا يمكن أن أنسى
السنوات الجميلة التي قضيتها معها حتى بدأت أيضاً الخلافات بنفس الشكل الذي
عانيته في الزيجة الأولى، ووصلت العلاقة لطريق مسدود، فاتفقنا على الانفصال
بهدوء ودفعني هذا لعدم التفكير في خوض التجربة مرة أخرى والتفرغ لفني فقط .
أما الزيجة الثالثة والأخيرة في حياته فكانت من الفنانة المغربية
رشيدة رحموني التي تزوجها في بداية التسعينيات، والتي قال عنها في أحد
حواراته السابقة: حضرت رشيدة لمصر مثل كل الفنانات العربيات اللائي حضرن
للبحث عن فرصة للعمل والانطلاق كمطربة وممثلة، وتعرفت إليها في أحد
المسلسلات وبادرت هي بالاقتراب مني ونجحت في اختراقي، وبعد فترة من التعارف
شعرت بأنني لا أستطيع الابتعاد عنها وتم الزواج، وذلك رغم فارق السن الذي
تجاوز 35 عاماً لكنني لم أشعر بأي أحاسيس مؤلمة ولم تشعرني هي بهذا وعام
1997 أنجبت لي رشيدة ابنتي الثالثة بيريهان، ولا أخفي سعادتي بها، رغم أنني
وقتها كنت قد تجاوزت السبعين من عمري، فقد كانت أصغر من أحفادي، وأحبهم
جميعاً .
الذبحة الصدرية التي أصابته عام 2008 كانت أولى خطواته نحو المرض، إذ
استلزمت تركيب دعامتين له بالقلب، لكنه ظل بعد الجراحة يواصل نشاطه وعمله،
غير مكترث لنصائح الأطباء بالراحة .
القدر جعله يستكمل ما أنهته وفاة عبد الله فرغلي، فقد أدى دور “الشيخ
يوسف” بدلاً من الراحل فرغلي في مسلسل “شيخ العرب همام” وكان من أهم أدواره
في الفترة الأخيرة، لينهي الرحلة بدور آخر لا يقل أهمية في مسلسل “سمارة”،
قبل أن يتوقف قطاره مع مسرحية “حديقة الأذكياء” .
الطريف أن الفنان الراحل كان يستعد ليحكي مذكراته على شاشة التلفزيون
المصري وتقاضى شيكاً مقابل ذلك، ولكن انطلاق ثورة 25 يناير منعه من صرف
الشيك، كما تم إيقاف تسجيل الحلقات، ورغم ذلك فإن سعادته كانت لا توصف
بالثورة حيث قال عنها: “كانت مطلوبة لإحداث التغيير الذي كان ينشده
المصريون منذ سنوات، وبالفعل تحقق الحلم وقام الشعب بثورة سلمية عظيمة،
ولكن هناك العديد من التحديات يجب أن نواجهها خاصة مشكلة غياب الأمن في
الشارع ووزارة الداخلية عليها مسؤولية كبيرة، ويجب أن تتخطى مشكلاتها بسرعة
وتنسجم مع المواطن والشارع لعودة الأمان والاستقرار، وهي أولى خطوات نجاح
الثورة” .
رحل الحريري تاركاً رصيداً كبيراً من الاحترام لدى جمهوره، ونموذجاً
يحتذى في الفن لدى تلاميذه وزملائه، ورأياً في كل قضايا الوطن وأمنيات
للثورة ربما تتحقق لكنه لن ينعم بها، سيترك آثارها ل”نيفين وميريت وبيريهان”
وأحفاده .
الخليج الإماراتية في
26/10/2011
يواصل تقديم رسائله السياسية مخرجاً
وممثلاً
جورج كلوني: وصلت مع "خطوات
المجد"
إعداد: محمد هاني عطوي
عرفنا جورج كلوني الشهير بوسامته ممثلاً بارعاً ومميزاً، ورأينا له
بعض التجارب في عالم الإخراج السينمائي، لكن تجربته هذه المرة هي في
الإخراج على غير العادة فهو يغوص في قلب ماكينة الانتخابات الأمريكية بخطى
تقوده نحو المجد والسلطة، من خلال رواية سياسية مثيرة تثبت مرة أخرى
“كاريزما” هذا الممثل المثيرة وقدرته على لعب كل الأدوار سواء أكان ممثلاً
أم مخرجاً، وبأنه ينتمي إلى قلة قليلة من المخرجين البارعين أو الفنانين
المتميزين . وعندما طرح أحد الصحافيين سؤالاً على كلوني في أحد المؤتمرات
الصحافية عن الفرق الذي يشعر به بين عمله ممثلاً وعمله مخرجاً قال: “كلاهما
سيان بالنسبة لي، فأنا متطلب في عملي سواء كنت ممثلاً أم مخرجاً وأعمل
بالروح نفسها والموهبة والذوق لسينما تتشابه كثيراً مع ما تم إنتاجه
بالتحديد في السبعينات” .
الحقيقة أنه على الرغم من التجربة التي منيت بفشل ذريع على شباك
التذاكر عندما اخرج كلوني فيلم “لعبة الأغبياء” في عام ،2008 فإنه يعيد ضبط
الموازين سعياً نحو “خطى السلطة والمجد” في فيلم جديد مقتبس عن مسرحية
“لبوويليمون” وهو العمل الرابع له مخرجاً . ويروي الفيلم حكاية التأهل
للانتخابات الأمريكية وما يدور في كواليسها من فساد وخيانات وتزوير وغسل
للأموال . ويسعى كلوني الممثل في هذا الفيلم الذي يخرجه بنفسه إلى لعب دور
حاكم البيت الأبيض بشيء من الحرفية التي تثبت بالفعل موهبته، عن هذه
التجربة الجديدة كان لمجلة “بروميير” الفرنسية التي تعنى بشؤون السينما
لقاء مع كلوني في لوس أنجلوس هذا نصه:
·
كيف ولد هذا المشروع لفيلم كهذا؟
- لقد تطلب الأمر مني خمس سنوات كاملة من أجل
التحضير لهذا الفيلم الجديد “خطوات المجد” مع غرانت هيسلوف الذي ساعدني في
الإنتاج وكتب السيناريو . والحقيقة أنه بعد الانتهاء من كتابة السكريبت
حدثت مشكلة في التمويل، ولكن بعد انتخاب الرئيس باراك أوباما استعاد الجميع
الأمل برؤية الفيلم من جديد، كل شيء كان في وضع الانتظار لأننا لم نختر
اللحظة المناسبة لتظهر سخريتنا “المتشائمة” من الوضع، وبعد مرور سنة عادت
“السخرية المتشائمة” إلى الواجهة .
·
يلاحظ أنك تلعب دور حاكم يحاول
أن يربح الانتخابات من الدورة الأولى ليصبح مرشحاً ديمقراطياً للرئاسة
الأمريكية، علماً بأنك تلعب على شخصية سياسية تتميز بالوسامة والذكاء
والكاريزما؟
- هذه الشخصية لم تكن موجودة في مسرحية (FARRAGUT NORTH)
التي استوحينا منها “خطوات المجد” ولذا وجدت من المناسب أن أدخل هذا الرجل
السياسي في القصة، بمعنى أنه سيكون من ناحية المرشح الديمقراطي المثالي على
الرغم من أنه ليس خالياً من العيوب، ونحن نعلم جيداً بأنه لا يكفي أن يكون
المرء طيباً أو جيداً كي ينجح في حكم البلاد، وخاصة في نظام يجبرك في بعض
الأحيان على التعايش، وهذا ما أعده من الأمور الصعبة جداً على الشخص المرشح
.
·
ماذا فعلت كي تجعل من هذا الشخص
رجلاً ذا مصداقية وصاحب شخصية معقدة في الوقت نفسه؟
- دخل والدي الحملة الانتخابية لعام 2004 من أجل
أن يحصل على ترشيح في الكونغرس، وهي تجربة لم يحتفظ منها بذكرى جميلة، في
تلك الآونة كنت أعمل منتجاً لسلسلة (KSTREET) التي أخرجها ستيفن سوديربرغ ولقد اتيحت لي الفرصة كي أقابل عدداً من
الشخصيات السياسية أو بالأحرى مستشارين سياسيين، وأعترف أن هذا الأمر خدمني
جداً في هذا الفيلم الجديد، لأنني أعلم أن هذا الدور يمثل تحدياً لأنه عليك
اقناع المشاهد بأن هذا الشخص يمكنه بالفعل أن يكون مرشحاً جاداً للانتخابات
الرئاسية . ومنذ أن بدأنا التقاط الصور الإعلانية من أجل الحملة الانتخابية
في الفيلم، لاحظت كم يتوجب على المرشحين أن يتقنوا إخراج هذه الصور لأنها
تعكس صورتهم وشخصيتهم، وبالفعل وجدت الأمر متعباً للغاية، فهل تتخيل أن تقف
أمام الكاميرا لدقائق وأنت تحدق مثلاً بعيداً، مع ضرورة أن تكون نظرتك جادة
وحازمة، وفي الوقت نفسه يجب أن تظهر ابتسامة مخفية أو مبطنة؟ إنه عمل شاق
بالفعل، وكذلك تجسيد شخصية سياسية يتطلب من الممثل أن يتصف بشيء من حب
النفس أكثر من اللازم بل أكثر مما كنت أتخيل .
·
هل تستلهم أفكارك من الأفلام
عندما تحضّر لإخراج فيلم ما؟
- أحب دائماً مشاهدة فيلم “انتخبوا ماك كي”
لميكائيل ريتشي مع روبرت ريدفورد وأنا احفظه عن ظهر قلب ولقد تأثرت به بلا
شك، كما أنني تأثرت بفيلم “رجال الرئيس” لآلان جي باكولا وبفيلم “الشبكة”
لسيدني لوميت، وبالطبع لا يمكنني بأي حال من الأحوال إجراء مقارنة بين
فيلمي وهذه الأعمال الخالدة، لكنني أعتقد أن فيلمي يشارك هذه الأفلام بفكرة
واحدة تتمثل في عدم اعطاء المشاهدين كل الأجوبة التي يطرحونها، بل يدعوهم
إلى المشاركة والتفكير بأنفسهم بهذه الأجوبة، وهذا ما أعده واحداً من
الصفات المهمة التي تصفت بها أفلام السبعينات .
·
هل وجدت صعوبة في إخراج فيلم
“خطوات المجد”؟
- كان عليّ أنا وغرانت أن نجمع الميزانية للفيلم
ولقد صورناه خلال 8 أسابيع وبلغت تكلفته 12 مليون دولار، وهو رقم لا يساوي
شيئاً أمام الأفلام العادية التي تصور حالياً في هوليوود . وفي
نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ذهبنا إلى سانتا مونيكا حيث ينظم كل سنة معرض
لبيع الأفلام، ووجدت نفسي في صالة كبيرة أشرح لمشترين من أنحاء العالم كافة
لماذا هذا الفيلم هو من الأفلام السياسية الأمريكية المهمة، واعتمدت في
طرحي على نموذج مسلسل “طوارئ” وهي السلسلة المتلفزة التي اجتاحت العالم بكل
اللغات، على الرغم من أن أحداً لم يكن يفهم كلمة واحدة من الكلمات الطبية
المستخدمة في المسلسل . وأعتقد أنه لو توافرت لديك الشخصيات الجيدة التي
تستطيع من خلالها أن تجذب المشاهد، تصبح الأمور الأخرى مجرد إكسسوارات ولا
يعود الأمر يهم إن فهمت الكلمات الطبية أو لم تفهمها .
·
فيلم “خطوات المجد” هو الرابع
الذي تخرجه فهل ترى نفسك قد بلغت مرحلة من النضوج الفكري في مجال الإخراج؟
- أعتقد أن الممارسة أصعب من النظريات ولذا اعد
نفسي أنني قمت بواجبي في مجال التطبيق كما يجب . وعندما أصل إلى مكان
التصوير أكون قد جهزت نفسي جيداً، كما أننا لا نصور إلا خمسة أيام في
الأسبوع وفي زمن لا يزيد على الثماني ساعات يومياً . وفي عملي أكون سريعاً
لأنني أجد أن الممثلين يفضلون ذلك ولذا لا يوجد وقت ضائع، ففريق العمل يقف
دائماً على أهبة الاستعداد . لقد سألت في إحدى المرات خالتي روزماري التي
كانت تعلم مغنية، كيف كانت تفعل عندما بلغت مرحلة لم تعد قادرة فيها على
حفظ النوتة فقالت لي: “لماذا يتوجب عليّ بعد هذا العمر أن احفظ النوتة، وهل
مازال يتوجب عليّ أن أثبت لهذا أو ذاك أنني مغنية جيدة؟” والواقع أن
كلماتها هذه أثرت فيَّ طوال مسيرتي الفنية، فما دام الممثلون الذين يعملون
معي يتصفون بالكفاءة الجيدة ومادام العمل مقسماً بطريقة جيدة ويديره رجل
كفؤ ومنفذ جيد، فعندها يسير العمل على ما يرام ولا يحيد عن الطريق السليم
حتى النهاية قيد أنملة . ولا شك أنني تعلمت كثيراً من خلال عملي ممثلاً من
مخرجين كبار، كيفية إدارة وإخراج العمل السينمائي، وبهذه الطريقة نفذت فيلم
“خطوات المجد” واضعاً نصب عيني الهدف الذي كنت أسعى إلى بلوغه، واعتقد أنني
وصلت .
·
هل أنت مهتم بما يحدث في عالم
السينما اليوم؟
- انتهيت للتو من تصوير فيلم (GRAUITY)
الذي أخرجه الفونسو كوارون وهو فيلم خيال علمي ثلاثي الأبعاد وتلعب شخصيته
المحورية الممثلة ساندرا بولوك، وأعتقد أن المخرج كوارون هو من الأشخاص
الذين لا أتردد في عرض أعمالي عليهم، لأنه يقدم لك نصائح بالغة الأهمية من
أجل انجاح العمل، من ناحية ثانية لا أرى نفسي من الأشخاص الذين يمكنهم عمل
فيلم ثلاثي الأبعاد، فثمة شيء يحدثني أنني لن أنجح فيه، وأعتقد أن مجالي هو
القصص ذات الطابع الإنساني .
·
كيف ترى نفسك مخرجاً بعد إخراجك
الفيلم الرابع، وهل تراك كونت لنفسك هوية معينة في هذا المجال؟
- اعتقد أنني بدأت بأخذ النهج المطلوب مخرجاً
واكتسبت خبرة لا بأس بها منذ أن شرعت بإخراج فيلمي الأول “اعترافات رجل
خطير” في عام ،2003 وأؤكد أن الشيء المهم في هذه ا الأفلام أنها لا تكرر
بعضها، فكل فيلم له موضوعه المختلف وهو أمر مهم للمخرج، ولو أنني أخرجت
الفيلم الجديد “خطوات المجد” بعد فيلم “ليلة سعيدة وحظ جيد” لنظر إليّ
النقاد على أنني المخرج الذي لا يشتغل إلا أفلاماً سياسية، ولكن لست أنا
الذي يفعل ذلك .
·
بماذا أنت فخور بعد 9 سنوات
قضيتها وراء الكاميرا؟
- لم يحدث أنني فكرت بهذا الموضوع، ولكنني فخور
بأنني أخرجت فيلماً مثل “ليلة سعيدة وحظ جيد”، ففي تلك الآونة كثير من
اليمينيين كانوا يشيرون إليّ بأصابع الاتهام بأنني خنت بلدي، والحق أنني
سعيد جداً لإخراجي هذا الفيلم من دون أن يظهر كنوع من الثأر الشخصي .
وأعتقد بأنه يجب ألا نثق بالحكومة، وعلى الوسائل الإعلامية أن تصعد إلى
الشرفات لتعرض الحقيقة لا سيما ما حدث خلال الفترة التي سبقت حرب العراق،
بل وقبل ذلك أي في عصر الماكارثية خلال خمسينات القرن الماضي (ابان الحرب
الباردة) .
·
ما المكان الذي تعتقد أنك تشغله
اليوم في هوليوود بوصفك ممثلاً ومخرجاً في الوقت نفسه؟
- أعلم جيداً أنني لن احتفظ بقصب السبق إلى الأبد
ممثلاً وفلسفتي هي التالية: ماداموا يتيحون لي الفرصة كي أقدم أفلاماً
طويلة فسأفعل، وعندما اتوقف عن ذلك فسأذهب إلى مكان آخر . وربما أكون
محظوظاً في أن أقدم أفلاماً لم تعرض من قبل نظراً لشهرتي ممثلاً، وأقول لك
بصراحة إن هوليوود لا تقبل كل شيء لمجرد أنني جورج كلوني، بل تختار ما
يتماشى مع رؤيتها، ولذا سأكافح حتى النهاية كي تبقى أفلام كهذه تعرض على
الشاشة، وعندما سيسحبون مني مفاتيح الخزنة سأقول عندها: “حسناً لقد استطعت
أن أوصل رسالتي” وعلى الآخرين أن يتابعوا المسيرة” .
الخليج الإماراتية في
26/10/2011
"فيلم كلينك" تحصد جوائز مرموقة عن فيلمي
"تحرير2011" و"أسماء"
رانيا
يوسف - القاهرة
حصدت
شركة فيلم كلينك العديد من الجوائز السينمائية خلال الأيام القليلة الماضية
من خلال فيلمها الوثائقي الجديد "تحرير2011: الطيب والشرس والسياسي"،
والفيلم الروائي الطويل "أسماء" الذي تم إنتاجه بمشاركة شركة نيوسينشري
للإنتاج السينمائي.
وشهد حفل توزيع جوائز الدورة الخامسة من مهرجان أبو ظبي السينمائي
الدولي مساء الجمعة صعود الفنانين المصريين أكثر من مرة على منصة التتويج،
حيث حصل المنتج والسينارست محمد حفظي مدير شركة "فيلم كلينك" على جائزة
أفضل منتج في العالم العربي عن فيلم "تحرير2011: الطيب والشرس والسياسي"
للمخرجين تامر عزت وآيتن أمين وعمرو سلامة، فيما فاز فيلم "أسماء" بجائزتي
أفضل ممثل لماجد الكدواني وأفضل مخرج لعمرو سلامة، والفيلم كما هو معروف
بطولة الفنانة هند صبري وهاني عادل وسيد رجب، ويدور حول قصة حقيقية لمعاناة
سيدة مصرية أصيبت بمرض الإيدز، وحقق الفيلم أصداء نقدية جيدة في عرضه
العربي الأول في مهرجان أبو ظبي، كما عرض عالمياً للمرة الأولى في الدورة
الخامسة والخمسين من مهرجان لندن السينمائي.
أما
الفيلم الوثائقي "تحرير2011: الطيب والشرس والسياسي"، فحصل قبل جائزة أبو
ظبي الأخيرة على جائزة أفضل فيلم في مهرجان أوسلو السينمائي بالنرويج، وهي
الجائزة الثانية التي يحصدها من مهرجانات أوروبية حيث حصل أيضاً على جائزة
المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو التي تحمل اسم
السينمائي الإيطالي الشهير إنريكو فولشيانوني من مهرجان فينيسيا السينمائي
الدولي، والذي شارك فيه الفيلم بالتزامن مع مهرجان تورنتو السينمائي بكندا.
فيلم
تحرير2011: الطيب والشرس والسياسي يتميز بأنه يعرض ثلاث وجهات نظر مختلفة
لثورة 25 يناير المصرية، وما حدث خلال الـ18 يوماً التي بدأت بيوم 25
يناير/كانون ثان وانتهت بسقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك يوم 11
فبراير/شباط، وذلك عن طريق عرض الثورة من ثلاثة اتجاهات، الاتجاه الأول من
خلال المواطنين العاديين من الشباب الذين قاموا بالثورة، وهو الجزء الذي
قام بإخراجه تامر عزت بعنوان "الطيب"، والجزء الثاني الذي سُمي "الشرس"
قامت بإخراجه المخرجة آيتن أمين وفيه تحدثت عن دور الشرطة ووزارة الداخلية
وكيفية تعاملها مع المتظاهرين في بداية الثورة وحتى انسحابهم ليلة الثامن
والعشرين من يناير/كانون ثان، وأسباب هذا الانسحاب وما تسبب فيه، أما الجزء
الثالث والأخير فهو الجزء الذي أخرجه عمرو سلامة بعنوان "السياسي"، وفيه
يحاول المخرج معرفة الخطوات التي اتخذها مبارك خلال الثورة وكيفية التعامل
معها، وذلك من خلال عمل حوارات مع سياسيين عدة ورجال قريبين من دائرة
الرئيس، والذين حكوا عن تحول الرئيس إلى ديكتاتور في عشر خطوات.
فارييتي العربية في
26/10/2011 |