وفاء عامر فنانة من
طراز خاص فهي صاحبة موهبة حقيقية لا تملك إلا أن تقدر تلك الموهبة
وتحترمها, وهنا
تؤكدها يوما بعد يوم في اختياراتها الفنية ولعل ذلك ما يجعلها تتأني في
الأدوار
المعروضة عليها.
ولعل آخر أفلامها( كف القمر) يؤكد هذا الكلام حيث
لفتت الانظار بأدائها التلقائي البعيد عن أي افتعال, حيث قدمت3 مراحل
عمرية, في كل
مرحلة نري فنانة مختلفة شكلا وأداء.
فماذا تقول عن ذلك؟
·
بعد عرض الفيلم في
مهرجان الإسكندرية توقع البعض حصولك علي جائزة أحسن ممثلة ولكن لم يحدث
لماذا؟
ـ
أولا أنا سعيدة جدا بجميع الآراء التي أثنت علي أدائي بالفيلم, أما بالنسبة
لعدم
حصولي علي جائزة فأنا لم يزعجني ذلك فأنا لا أنتظر تلك الجائزة إلا من
الجمهور
العادي, وتلك ليست شعارات وإنما حقيقة فجائزتي هي حب الجمهور
وتقديره لي!
وتضيف:
طوال عمري لم أسع إلي أي جائزة من أي مهرجان.
·
ولكن الفنان في حاجة إلي من
يقدره علي ثمار جهده؟
ـ أنا لست في حاجة إلي الجوائز لسبب بسيط أنني أهدر حقي
أكثر من مرة من مهرجان الإذاعة والتليفزيون من قبل. لذلك لم أعد أنتظر أي
جائزة.
وحصول الفيلم علي جائزة أحسن فيلم يدل علي أن لجنة التحكيم كانت في
حيرة
لاختيار الأفضل الاخراج أم التمثيل أم الاضاءة والديكور وهذا ليس معناه إلا
ان
الفيلم مكتمل العناصر.
·
وهل صحيح أن عدم حضورك للعرض
الخاص بالمهرجان يرجع إلي
وجود خلافات بينك وبين مخرج العمل خالد يوسف؟
ـ لا أعلم لماذا يقولون ذلك الكلام
فأنا علاقتي بخالد جيدة ونحن أصدقاء وعدم حضوري العرض الخاص
للفيلم بسبب ظروف مرض
والدتي, وأنا قلت لخالد ستكون يدي في يدك في أثناء عرض الفيلم بالقاهرة حتي
أثبت
للجميع عكس ما يقال.
·
تقدمين في الفيلم ثلاث مراحل
عمرية مختلفة75,55,35 ولكن تكاد
تكون المرحلة العمرية الأخيرة هي المرحلة الأكثر تحديا لك؟
ـ بالفعل قبل تصويري
للفيلم قلت لنفسي ان تلك المرحلة هي التحدي الأكبر بالنسبة لي فهي المرة
الأولي
التي أقدم فيها تلك المرحلة العمرية ولكن الحمد لله أنني استطعت الإجادة
وتوصيلها
بشكل مقنع. لقد كنت أضع علي وجهي ماسك بلاستيك حتي يكرمش وجهي بمساعدة خبير
التجميل
شريف هلال.
·
ولكن ألم تتردي في الظهور بتلك
المرحلة الكبيرة سنا خاصة أنك كنت
أما لفنانين كبار سنا؟
ـ لا تهمني تلك الأمور فأنا ممثلة أعشق التمثيل وما يهمني
هو كيفية تقديم الدور بشكل جيد أما أي أمر آخر فهذا لا يشغل بالي.
·
انتقد البعض
الفيلم وقيل انه يحمل اسقاطات سياسية مباشرة فما تعليقك؟
ـ الفيلم لا يحمل أي
اسقاطات سياسية خاصة أن سينما خالد يوسف تحاكي الواقع ولم يقدم أي فيلم
طوال مشواره
يحمل أي رسالة مباشرة..
وعندما كنا نعقد جلسات عمل مع خالد كان يقول لنا: كل فرد
ينظر للفيلم برؤيته الخاصة الرجل البسيط يراه كما يريد أن يشاهده والسياسي
يراه
بالمحك السياسي. وبذلك يكون( كف القمر) يخاطب جميع الطبقات.
·
وما صحة وجود
خلافات جمعتك مع كل من غادة عبدالرازق, وجومانا مراد, داخل
العمل؟
ـ هذا الكلام
غير صحيح فأنا علاقتي بهما جيدة وسعيدة بالتعاون معهما. وأنا لا أعرف من
يطلق تلك
الشائعات.. وما الذي يفيده من ذلك؟
·
وما الجديد الذي تستعدين له في
الفترة
القادمة؟
ـ حاليا أصور مسلسل تحية كاريوكا, أما بالنسبة للسينما فأنا في مرحلة
اختيار الأفضل لأنني لا استطيع تقديم أي عمل يقل عن( كف القمر) فلابد من
تقديم
أدوار تحترم موهبتي وهذا ما أحرص عليه في الفترة الحالية.
الأهرام اليومي في
19/10/2011
مهرجانات بعيدة عن
صناعة السينما
احمد عاطف
:
أتابع مثل غيري منذ
اكثر من شهرين الصراعات المحمومة التي يعتركها أهل الحل والعقد من النقاد
والسينمائيين من أجل الفوز بكعكة اقامة مهرجان سينمائي وتكرار نفس الحفلات
البائسة
التي توزع فيها الدروع الوهمية والتشدق بكلمات فارغة لا تضيف قيد انملة
لحياة
المصريين الثقافية.
مجرد انشطة فارغة فور انتهائها لا تجد لها أي صدي في
أي عقل ولا أي روح. ومثل غيري راعني كم التقارير الصحفية التي انتقدت
مهرجان
الاسكندرية السينمائي الاخير ووصلت الي حد وصف الدورة الاخيرة
بأنها دورة للنسيان
ودورة للشعارات الزائفة. وقد قمت بعملي الصحفي الاستقصائي المتواضع لانني
لم أحضر
المهرجان بنفسي وحادثت عددا ممن حضروا من مختلف الاجيال والاشربة محاولة
للوصول
للحقيقة. الأغلبية أجمعت علي أن كلمة حسن تنظيم لم ترد في
قاموس دورة هذا العام
ودليلهم تأخير اصدار جدول العروض الي ما بعد بدء المهرجان وتحديد مواعيد
ندوات
افلام قبل عرضها والغاء ندوات لعدم حضور متحدثين كندوة وزير الاعلام أو
لعدم وجود
رواد كندوة مئوية نجيب محفوظ او ترك ضيوف مكرمين فجاء المهرجان
اعتراضا علي سوء
التنظيم كبشير الديك. وكسر كل تقاليد المهرجانات بتغيير اللائحة لضم فيلم
حاوي
للمسابقة وتشويه سمعة المخرجة الاسبانية رئيسة لجنة التحكيم لانها طالبت
بتطبيق
اللائحة ومشاهدة الافلام الموجودة نسخ35مللي منها وليس علي( دي
في دي) كما تقتضي
الاعراف الدولية. بل وعمل تصويت من أجل ذلك داخل اللجنة ذاتها وكأن تطبيق
اللوائح
محتاج لتصويت من اعضاء لجان التحكيم. ثم نطق كتابة معلومات خاطئة عن
الافلام في
نشرة المهرجان. ثم مهزلة حفل الختام التي وصلت الي حد تسييس
المهرجان واستخدامه
كمنصة للرأي الي حد التطاول علي المجلس العسكري والهتاف ضده بل ووصل الهزل
الي حد
اعطاء درع للمخرج خالد يوسف لتعاونه مع المهرجان والسبب انه قبل عرض فيلمه
بالمسابقة. وكأن ذلك يستحق الشكر والمضحك ان الفيلم( المشكور
بدرع) لم يخرج بأي
جائزة حقيقية من لجنة التحكيم.
المشكلة ليست
في خطايا المهرجان ولا حتي في مزاياه
القليلة لكن في العقلية التي تقيم مثل هذه النوعية من المناسبات التي عفا
عليها
الزمن. فالامر في كلمة واحدة هو: اذا لم تستطع تنظيم احتفالية ثقافية تجذب
الجمهور
فلماذا تقيمها اذن؟ معك عشرون فيلما عن الثورة وبضعة افلام
عالمية جيدة ولا يجئ لك
أحد, المشكلة ليست الا فيك اذن. ليس سرا ان الادارة الثقافية موهبة وخبرة
وتراكم.
ابداع تنظيمي في جذب الرواد و( حرفنة) في
خطاب اعلامي للجمهور المستهدف وهو الشباب
هنا بالتأكيد. وخيال في اقامة سهرات تختلط فيها السينما مع
الموسيقي مثلا في أماكن
ساحرة حتي لو كانت السيالة. قبل شهر واحد في من اقامة مهرجان الاسكندرية
السينمائي
اقيم في الرابع من سبتمبر بميدان الشلالات احتفالية الفن ميدان وحضرها عدة
الاف.
وأنا شخصيا حضرت مناسبات عديدة اقامتها جمعيات مستقلة بالاسكندرية كجمعية
جدران
يملؤ الجمهور فيها اركان المكان رغم انه قد يكون في حارة. ولن أحدثك عن
الاحتفاليات
التي اقامها ائتلاف الثقافة المستقلة في الشهور الماضية وكان
الحضور فوق عشرة الاف
في ميدان عابدين مثلا. ناهيك عن عروض سينما التحرير بميدان التحرير في
الكثير من
ايام الاعتصام خلال الشهور الماضية. أين يقف مهرجان الاسكندرية السينمائي
من كل
ذلك؟ لن نردد الحديث المكرر الخاص بأن الثورة لابد أن تجعل
الناس تتغير للافضل
وربما تثور علي نفسها وربما تستيقظ ضمائرها. فواضح أن هناك من لن يتخلصوا
من
انانيتهم ولو قامت ألف ثورة. ولا اريد أن أحمل الأمر علي مجلس ادارة المركز
القومي
للسينما الحاكم بأمره في الامور السينمائية بمصر فنصف المجلس
علي الاقل لا خبرة له
في صنع استراتيجية للعمل السينمائي في مصر, فمن قال انه اذا كان احمد عبد
الله
وكاملة أبو ذكري لهما افلام جيدة فان ذلك يسمح لهما برسم سياسة كبري ومنح
ذاك ومنع
اخرين. لكنني لن اخاطب الا الكثير ممن اثق بضمائرهم من اعضاء
جمعية كتاب ونقاد
السينما وأسألهم: ألم يحن الوقت لتخلوا أماكنكم لافكار واصوات واجيال جديدة
تستكمل
مسيرة ما بدأتموه وتلاحق العصر بلغته واسلوبه ومنهاجيته؟ مع التأكيد علي
اعتذاري
القاطع عن اي مسئولية قد تعرض علي لكي أظل محايدا في رؤيتي
وطموحي للشأن العام.
الأهرام اليومي في
19/10/2011
د. ماهر راضي:
أميل للصراعات النفسية لأقدم موسيقي بصرية
د. مصطفي
فهمي
الصراعات النفسية مدخله للتعبير عن رؤيته كمدير تصوير لا يتعامل مع
الضوء
واللون باعتبارهما أحد عناصره, بل هما مشرط طبيب جراح حساس يكشف من
خلالهما
الشخصية بأبعادها..
هذه الحساسية الفنية هي التي جعلت د. ماهر راضي مدير
التصوير يوضح في حواره أين هو منذ عامين, وما موقفه كمنتج من السوق
السينمائية..
فماذا قال؟
·
قبل بداية الحوار تحدثت عن أن
فكرة الإنتاج الآن تعد مغامرة..
لماذا؟
إن الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد ألقي بظلاله علي جميع القطاعات
ومنها السينما.. إلي جانب الأعمال المقدمة تبحث عن الربح السريع كي لا تخسر.
·
إذن أنت تخشي إنتاج فيلم بشكل
معين تصاحبه خسارة في ظل الوضع الراهن؟
نعم,
فاليوم لا يمكن المجازفة خاصة أننا لا ندري إلي أين سينتهي بنا الوضع
اقتصاديا..
فصناعة الفيلم ليست في صناعته بل في
توزيعه, هذه العملية المهمة هي التي تمثل الربح
للمنتج ونجاحه ومن ثم الدخول في انتاج وصناعة عمل آخر, وأنا لا
يمكن أن أقدم عملا
تجاريا بحتا وأتعامل مع السينما من هذا المنظور.
·
ماذا عن وجهة نظرك للسينما
المستقلة؟
ـ ظهور الديجيتال أتاح للكثيرين صنع افلاما جيدة علي يد هؤلاء الشبان
المنتمين لهذا التيار, وساعدهم منح الديجيتال علي الخيال الخصب العالي جدا
فنيا,
ولكن تبقي المشكلة لهذه النوعية في توزيعها.
·
إذن من وجهة نظرك, ما هو الحل
للنهوض بحال السينما أمام هذا العائق؟
ـ السينما تفتقد لمسئول يشرع وينظم لها,
ونحن كسينمائيين في أمس الحاجة لهذا الرجل للقيام بهذا الدور.
·
ماهي المواصفات
التي يجب توافرها في هذا الشخص؟
ـ أن يملك القدرة علي التشريع والتنظيم والحماية
بشكل علمي وعملي وعادل وحازم.. يمكن معه تكوين منظومة دقيقة تسير داخلها
العملية
السينمائية.. بدلا من الحالة السائدة الآن بأن كل شخص يفعل ما
يريد, مما أفقدنا
النظام في العمل, وحماية منتجنا السينمائي من السرقات.
·
لكن حماية الفيلم
المصري مسئولية غرفة صناعة السينما وهذا يعد تقصيرا منها في أداء دورها
وتساعدها
نقطة الاتصال؟
ـ
الغرفة في حاجة لجهة أقوي من نقطة الاتصال.. جهة تشبه الجهاز
البوليسي للمتابعة والحماية, لذلك الغرفة لا تستطيع القيام
بهذا الدور
بمفردها.
·
أفهم من حديثك إنك تريد إنشاء
كيان مستقل يقوم بهذه المهام؟
ـ
نعم, لابد من انشاء كيان جديد وكوادر مؤهلة علميا وعمليا تستطيع القيام
بالتشريع
والتنظيم والمراقبة والحماية مع الغرفة.. فنحن في أشد الحاجة لتنظيم السوق
الداخلي
وحماية سوقنا الخارجية.
·
إذا كانت هذه أسبابك لعدم الظهور
كمنتج, فأين أنت
كمدير تصوير؟
فضلت الابتعاد منذ عامين حفاظا علي تاريخي, فما عرض علي خلال هذه
الفترة بعيد عن الجودة الفنية مركزا علي الشق التجاري البحت دون النظر
لقيمة
الموضوع التي دائما تأتي ضعيفة وبالتالي تضعف ما حولها من
عناصر.
·
أحس بأنك
تتعامل مع الشخصيات في أفلامك بمشرط الجراح من خلال ألوانك
التي تتفق وطبيعة كل
شخصية ومزجك بين مدرستي التعبيرية والتأثيرية في لغتك الضوئية؟
ـ صحيح, أميل
دائما للأعمال التي تعتمد علي الصراعات النفسية لكي ألعب بالاضاءة واللون
بعد تحليل
كل معني درامي وبناء تصور خاص به يكشف الشخصية بأبعادها ومعها الموقف, ومن
ثم الصور
العامة لدراما الفيلم, فاللغة البصرية تتعامل مع الإدراك البصري للمشاهد
مثل
الموسيقي التي تتعامل مع الإدراك السمعي وما أقوم به هو موسيقي
بصرية.
{
إذن
الجيل الجديد يفتقر في ظل الوضع الحالي لتكوين رؤية خاصة به مثل جيلكم؟
ـ
بالعكس, المصورون الجدد شباب يملك رؤية ولديه امكانات لكن عيبه ليس في يده..
فمشكلتهم فرصة لأنهم جيل مظلوم علي مستوي
الانتاج والموضوع.. فالتصوير لا يتعامل مع
العملية التجارية ولكنه يتعامل مع صناعة, وهؤلاء الشبان يجيدون
هذا التعامل, لكن
طبيعة الموضوعات التي يتعاملون معها لم تعطهم الفرصة.
الأهرام اليومي في
19/10/2011
البرتقالة الذهبية
يختتم لياليه
الحزن والتعاسة في أفلام أنطاليا
رسالة أنطاليا: سيد عبد المجيد
سنوات والمرء يتابع
مهرجان أنطاليا السينمائي الدولي, لكن دورة العام الحالي جاءت استثنائية
فالامطار
بدت وكأنها أنهار رأسية والمدهش أن فعاليات المهرجان لم تتأثر بالسيول بيد
أن
الجمهور زحف متدثرا بواقايات الامطار
وظلت القاعات علي عاداتها وفية لوعدها بأن تحتض
الجموع الغفيرة من عشاق الفن السابع يشاركهم نجوم السينما الاتراك والاجانب
علي
السواء وثمة ملمح آخر لم تستطع مياه الامطار أن تمحوه أو أن
تخفف منه ألا وهو الحزن
الذي كسي أفلام الدورة الثامنة والأربعين مقرونا باليأس والتعاسة شرائط
غارقة في
السواد تبدأ وتنتهي دون نبرة أمل حتي لو كان الأخير موجودا فهو فقط لايبرح
عن كونه
حلما مستحيلا والسينما العربية لم تكن استثناء والدليل علي ذلك
مضامينها التي عكست
بدورها إحباطا هائلا كاشفة عن حالات الانفصام والازدواجية والتناقضات
الاجتماعية
والدينية, ففي فيلم( علي الحافة) لمخرجته ليلي كيلاني تعود لتؤكد الهوة
السحيقة
التي تفصل بين المرأة والرجل ولايوجد في المستقبل المنظور أفق
لمجرد توازن.
ومن
غرب المتوسط إلي شرقه وتحديدا لبنان والشريط الثاني للمخرجة نادين لبكي بعد
سكر
بنات عام2007, والمعنون وهلا لوين ان ابتكار لبكي جاء مزدوجا جانبه الاول
تمثل في
فانتازيا مفعمة بالإثارة انطلقت مفرداتها من قرية حالمة هانئة,
وبرغم عوزها وقلة
الحيلة فإنها سكنت لقدرها ورضت قريرة العين بالمتاح أمامها, إلي أن زحف علي
سمائها
الصافية طوفان فضائيات الفتنة والتعصب لينقلب الحال رأسا علي عقب فأين
المفر إذن؟
هنا تقدم لبكي الجانب الثاني, المسيحيون وقد صاروا مسلمين
والمسلمون أصبحوا مسحيين
وفي جنازة أحد شباب القرية وقف الجميع وسط المقبرة المقسمة بين المسلمين
والمسيحيين
حائرين أين يتجهون بالجثمان وينتهي الفيلم ومعه تصفيق الجمهور وسط دموع
تتحسر علي
الدماء التي سالت بسبب النعرات الدينية.
ومن السينما الناطقة بلغة الضاد إلي
نظيرتها التركية وإنتاجاتها الساحرة والتي حوت أفلاما مثيرة
جديدة بالتأمل.
فسوداوية اطروحاتها الكفكاوية لم يكن خيار مبدعيها وانما المجتمع المحيط
بهم
ومايحمله من تعاسة. ففيلم زننة الاقرب لتلفظ اسم الفيلم الرائعZenne
أي الراقصون
والذي تناوب علي إخراجه معا جنار الب آر ومحمد بيناي عشرات من المشاهد
القاتمة من
أحشاء المدينة الكبيرة ولكنها تظهر للمتلقي الخطوط فاصلة بين ماترغبه تركيا
من
حداثة الغرب الاوروبي وفي الوقت نفسه التمسك بالقيم القومية
والثقافية وتراث
العسكرية الأبية الجسور فالاناضول إذن ليس علي استعداد للتسامح مع أي شئ
يهدد
هويتها الطورانية الخالدة نعم الـ زننة وهي المهنة التي يمتهنها الرجل
مقلدا النساء
في كل شيء موجودة ولكنها ملفوظة ومستهجنة ولاتلقي الاهتمام باستثناء
المستشرقين
الاوروبيين ولأن الشذوذ الجنسي هو الوجه المقابل لها فقد باتت
رجسا من أعمال
الشيطان والويل لأي فرد من الاسر التركية المحافظة يصيبه هذا الوباء هنا لا
مفر من
تنفيذ حكم الاعدام, فكيف لها أن ترفع رأسها أمام الاهل والجيران وابن من
أبنائها لن
ينال شرف الخدمة الوطنية لأنه أما زننة أو شاذا والعياذ بالله.
ويستمر الحزن
بالمدينة التاريخية موطن الخلافة العثمانية المنقضية, وبرغم من أن اسطنبول
متخمة
بهمومها فإن قدرها جعلها ملتقا لأحزان وأوجاع تأتيها من كل صوب وحدب. ففي
شريط يحمل
اسمها عاش الجمهور مع آهات وشجن في نسخة مجرية, من خلال زوجة
في خريف العمر صدمت في
مشاعرها بطعنة نجلاء دون مبرر وكادت تسجن بين جدران المصحات النفسية, وفي
لحظة
جسورة قررت أن تفك أغلالها ولم تجد سوي اسطنبول كي تحتضنها, وفي مضايقها
وعباراتها
تستعيد توازنها النفسي علي أمل أن تبدأ حياة جديدة ولكن كيف هذا هو السؤال؟
أما
عن جوائز المهرجان فقد فاز الفيلم المغربي الفرنسي المشترك الحدود لمخرجته
ليلي
الكيلاني بالجائزة الكبري البرتقالة الذهبية كأحسن فيلم
ونالت جيدام فيترينال
جائزة أحسن مخرجة عن فيلم ماذا تبقي.
ومنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم
التركي الالماني مرحبا المانيا.
وفي المسابقة المحلية فاز التركي سوف نري الأيام
الحلوة لمخرجه حسان تولجا بولاط كأحسن فيلم
ومنحت لجنة التحكيم جائزة خاصة
لفيلمنار إخراج أوميت أونال.
وحصل المخرجان شنار الب آر ومحمد بيناي علي جائزة
العمل الأول عن فيلم زننة الراقصون.
وفي التمثيل نالت ديفان أوزجور تشنار بجائزة
أحسن ممثلة كما حصل عن دوره في فيلم ماذا تبقي واردال بيشك تشي
أو غلو علي احسن
ممثل عن دوره بفيلم دفنت قلبي.
الأهرام اليومي في
19/10/2011
الرقابـة توافق علي
أفلام البطـولات التي لم تظهــــر في الماضــــي
الرقابة علي المصنفات
الفنية تنظر بعد ثورة25 يناير العديد من الموضوعات السياسية الحساسة التي
تكشف عن
أشكال الفساد في الفترات السابقة أو أنواع البطولات التي لم تظهر خلال
النظام
السابق,
وعلي سبيل المثال فيلم رحلة إلي جهنم, وكذلك فيلم
المنصة وغيرهما من الأفلام.
وتدور أحداث فيلم رحلة إلي جهنم من خلال
إحدي عمليات
القوات المسلحة المصرية في حرب أكتوبر1973, حيث قامت كتيبة للصاعقة بهجوم
في أرض
العدو لتدمير قواته المدرعة, مما ساعد علي نجاح عبور قواتنا في قناة
السويس, وهي
واحدة من أهم عمليات القوات المسلحة في حرب الاستنزاف, وأيضا
واحدة من البطولات
الكثيرة والمتعددة التي يمتلئ بها تاريخ العسكرية المصرية علي مدي تاريخ
حروبها.
وقد أرفق المؤلف مع السيناريو صورة من موافقة القائد العام للقوات
المسلحة ووزير الدفاع علي استغلال تدريب القوات المسلحة عند تصوير الفيلم
تحت إشراف
لجنة من الشئون المعنوية والمخابرات.
أما فيلم المنصة فهو عن الحادث الشهير الذي
أودي بحياة الرئيس الراحل السادات والمحاكمة لمنفذي عملية
الاغتيال, هذا هو الموضوع
الذي تدور حوله أحداث السيناريو الذي تم عرضه بحيادية وبشكل أقرب للفيلم
التسجيلي
وعدم الميل لأي جانب في الحدث أو اتهام جانب وتبرئة الآخر.
ففي سبتمبر1981 وقبل
عملية الاغتيال وكيف اجتمع كل من خالد الإسلامبولي وعبدالحميد عبدالسلام
وعطا طايل
وحسين عباس ومحمد عبدالسلام وعبود الزمر, وكيف اتخذوا قرار عملية الاغتيال
مع
استعراض بعض المقاطع من كلمات الرئيس السادات التي كان يسودها
العصبية والحدة
والتهديد والوعيد بالتنكيل بكل من يحاول الخروج عن القانون وكيف كانت
معاهدة السلام
مع إسرائيل وأيضا قرارات اعتقال معظم الرموز الدينية والثقافية, وكيف تجمعت
كل تلك
الإجراءات لتحفزهم أكثر نحو الإسراع بتنفيذ الاغتيال. وفي
نوفمبر1981 بداية محاكمة
قاتلي الرئيس السادات التي استمرت أكثر من أربعة أشهر وإلي العودة مع نهاية
المحاكمة في مارس1982 وإصدار قرار المحكمة بتنفيذ حكم الإعدام في منفذي
العملية.
الأهرام اليومي في
19/10/2011
يسرا.. ترقص وتغني
في جيم أوفر
علاء الزمر
:
عقب عودتها من مهرجان
أبو ظبي السينمائي الدولي تبدأ الفنانة يسرا تصوير مشاهدها في الفيلم
السينمائي
الجديد جيم أوفر قصة وسيناريو الكاتب محمد القوشطي وإخراج أحمد البدري.
تقول يسرا إن هذا الفيلم يمثل تجربة جديدة لكل من
يعمل فيه وهو التعامل الأول مع المخرج أحمد البدري. وأضافت يسرا أن الفيلم
يشارك في
بطولته النجمان عزت أبو عوف ومي عز الدين ويجري البحث حاليا عن ممثل شاب
بعد اعتذار
الممثل أحمد السعدني الذي يشارك حاليا مع الفنان عادل إمام في
مسلسل فرقة ناجي عطا
الله.
يدور فيلم جيم أوفر في قالب كوميدي اجتماعي وبه بعض
الاستعراضات والغناء, حيث يقدم الفيلم عددا من الأغنيات الخفيفة.
ومن ناحية أخري
أكدت يسرا أنها تناست تماما الهجمة الشرسة التي تعرضت لها عقب ثورة25 يناير
بعد
وضعها ضمن ما يسمي القائمة السوداء لأنها إنسانة وطنية وتعشق تراب هذا
الوطن الذي
عاشت وتعيش فيه وأنها لن تسمح لمن يزايد علي وطنيتها.
الأهرام اليومي في
19/10/2011
صناعة السينما
تتأرجح بين الإنتاج والتوزيع والإبداع
هبة عبدالعزيز:
ورش
عمل قائمة الآن في الولايات المتحدة الأمريكية معقل صناعة السينما العالمية
للبحث
في تطوير صناعة السينما إثر التغيرات الاجتماعية الراهنة,
وطبقا لاختلاف سلوكيات الجمهور والوقوف علي متطلباته
لاشباعها, من خلال الأفلام بكل أنواعها حتي الوثائقي منها لتسهيل عملية
التفاعل بين
الجمهور المتلقي, والأحداث الجارية.
وإذا كان صناع السينما الكبار يفكرون بهذه
الطريقة ولم تقم في مجتمعاتهم ثورات أو تغييرات جذرية, فلماذا
كان الالتزام بالصمت
في بلادنا رغم الثورة بالصمت.
يقول د. رفيق الصبان: إن السينما المصرية خلال
السنوات الأخيرة تراجعت بشكل مؤسف فكانت نسبة الأفلام الجيدة
نحو30% مقارنة بـ70%
للأفلام التجارية.. أما الآن فقد تقلصت هذه النسبة تماما ولم تعد تشكل نسبة
الأفلام
ذات الطابع الابتكاري الإبداعي سوي3% فقط من مجموع الأفلام المقدمة.
ويضيف د.
الصبان أنه علي مدي ثمانية أشهر عقب ثورة يناير لم تنجب السينما أي مشاريع
حقيقية,
مع أنني ضد فكرة سلق الأعمال إنما لاتوجد
أي مشاريع معلنة تبعث بوميض أمل, ويرجع
هذا إلي عدة اسباب أهمها:
إن السينما ما هي الا تفاعل تكاملي بين شقين اساسيين
هما الإنتاج والإبداع, بينما الواقع أن الإنتاج لدينا ضرب في مقتل, وأصبح
المنتجون
يلهثون وراء الربح فقط, أين نجد الآن حلمي رفلة, ورمسيس نجيب!
وأكد ضرورة تدخل
القطاع العام في صناعة السينما وتطوير الإنتاج حتي يفرز لنا أجيالا جديدةمن
المخرجين والمبدعين الشبان علي غرارا لماضي وماحدث مع حسين كمال, وممدوح
شكري,
وشادي عبد السلام ومحمد عبد العزيز.. كل هؤلاء خرجوا من جلباب القطاع
العام.
لكننا الآن عندنا مخرجون كبار مثل داود عبد السيد ومحمد خان, وغيرهما
لايجدون منتجين لتدشين إبداعاتهم.
وعن الأفلام التي قدمتها السينما المصرية
أخيرا يقول إن بها درجة من الابتذال والاسفاف غير المحتملة
واللامعقولة, وربما يرجع
هذا لأن الجمهور سلبي دائما يتلقي وفقط, وحينما تقدم له بضاعة سيئة يعتاد
عليها,
لهذا كان علي الدولة والقائمين علي السينما
المستقلة سرعة التدخل لتعيد الجمهور إلي
صوابه.
ولكن انا عندي أمل في المستقبل. يتحقق من خلال مشاريع تخرج معهد
السينما,
حيث تبشر بولادة جيل واع.. ولكن موهبة بلا مادة!!
ويؤكد المنتج محمد العدل ان
تفشي نوعية أفلام الهروب من الواقع ليس جديدا علي تاريخ
السينما, حيث حدث ذلك عقب
الحرب العالمية الثانية حينما استفحل الإحباط في جسد المجتمع نتيجة آمالهم
التي
عقدوها علي التحرر من أنجلترا, كذلك بعد نكسة67 انتشرت أفلام الهلس
والعربدة, ومع
هذا فلن افقد الأمل في ان الجمهور سوف يتغير.
{
وحول الدور الذي يجب ان يقوم به
صناع السينما في مصر لانتشالها من ازمتها الممتدة إثر
التغييرات المجتمعية
الحالية؟
{{
قال: إن بعض صناع السينما منعزلون ومنفصلون عن الواقع تماما,
فهم
لايرون في السينما إلا أنها صناعة ربحية تجارية في المقام الأول وربما
الأخير, ونحن
في حاجة ملحة إلي تغيير مثل هذه المفاهيم للارتقاء بها من خلال
أجيال جديدة من
الموزعين.
ويؤكد د. العدل أن هناك مشروعا جديدا نسعي لتفعيله وهو إنشاء شركة
تنأي بنا عن نطاق الشكل التقليدي, للتصنيع والتوزيع لتمكننا من تحقيق
أفكارنا
وأحلامنا السينمائية المشروعة, لاننا لانعمل بفلوسنا فقط بل
مشاركة مع تمويل
التوزيع وعند إنشاء مثل هذه الشركة الجديدة: المؤلفة من كل صناع السينما,
وبرأس مال
ضخم, سوف نتحرر من سيطرة الموزعين
الأهرام اليومي في
19/10/2011 |